وضع داكن
19-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 066 - قد أفلح من أسلم  ......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، ولا زلنا في الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى .

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ))

(صحيح مسلم)

 هذا كلام سيد الخلق في القرآن كلمة أفلح وردت عدة مرات لا تزيد عن أصابع اليد قال:

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)﴾

 

(سورة المؤمنون)

 الناجح والفالح والسعيد والمتفوق والرابح والكاسب هو المؤمن .

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)﴾

 

﴿ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)﴾

(سورة الأعلى)

 والنبي عليه الصلاة والسلام يفسر هذا القرآن

 

﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾

 

(سورة النحل)

 فهاتان الآيتان:

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)﴾

 

﴿ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)﴾

 يقول عليه الصلاة والسلام: أفلح الإنسان بفطرته يحب النجاح والتفوق ويحب أن يكون الأول ويحب أن يكون سابقاً هذا من فطرته خصائص نفسك فطرتك، من خصائص النفس أنها تحب الكمال والأجمل تحب الأكثر والأطول والأقوى، فكل واحد بأعماقه مركب أن يكون فالحاً متفوقاً ناجحاً، المشكلة أزمة علم أهل النار وهم في النار يقولون:

 

﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)﴾

 

(سورة الملك)

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104)﴾

(سورة الكهف)

 فمعناها قضية الرزق قضية معقدة إنسان فقير جداً وإنسان مكتفي وإنسان غني جداً، البني الكريم يقول: اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً، ليس معنى أنه فقير أو أنه غني، لكن دخله على قدر حاجاته آكل شارب لابس نائم مدفأ في الشتاء بيته معقول له زوجة وأولاد، رزقه يغطي نفقاته كل إنسان نسأله كيف أحوالك ؟يقول: مستورة أقول له أصابتك دعوة النبي وأنا أهنئك على هذا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا
 لذلك قالوا هناك فقر مذموم فقر الكسل، بالعلم الثالث المتخلف تجد ناس لا يعدون ولا يحصون تجدهم يحكون أو يلعبون أو غيبة ونميمة لا ينظف أمام بيته ولا يدهن حائط بيته، لا يوجد حركة استجداء ونصب واحتيال وغيبة ونميمة وكسل وقرية متخلفة غير نظيفة، هذا مستوى العالم الثالث، أما النبي الكريم يقول: أصلح دنياك واعمل لآخرتك اجعل بيتك نظيف ومنظم واجعل محلك التجاري مراتب، لا يوجد إنسان أفلح في محله التجاري إلا وأكرمه الله عز وجل فلذلك يوجد فقر مذموم اسمه فقر الكسل غير مستعد أن يحرك ساكن يعاني من مشكلة مليون مرة وتحل معه بربع ساعة !
 سأضرب لكم مثل مضحك: باب قديم يصدر صوت زقزقة يوبخ الأب أولاده لأنهم أيقظوه من النوم والباب يحتاج فقط لنقطة زيت ولا يعملها، أو يحتاج الباب لدافع يوبخ ابنه سكر الباب الله لا يوفقك، لو ركبت دافع لما احتجت لتدعي على ابنك، فكر شيء يحل لكن يلزمه الفكر، أصلح دنياك واعمل لآخرتك نظم أمورك واعمل حساباتك تجد معظم الناس وكان أمره فرطاً لا يعرف ما له ما عليه تخبيص طربوش هذا على رأس هذا لا يعرف ربه أين وضعه، هذا كله

 

﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

 

(سورة الكهف)

 فهذا فقر الكسل فقر الإهمال والتسويف والإرجاء وفقر عدم الإتقان كحّل، اطلعت على مكنة تطريز من أرقى المكنات عندنا منها المئات في سوريا أرقى المكنات في العالم يباع ثلاثة عشر متراً مطرزة بمئتان وخمسين ليرة، يأتيك قماش مستورد على المكنة نفسها يباع المتر بثمانمائة ليرة، من ثلاثة عشر متراً بمئتان وخمسين هذا بسبب الإتقان خيط مقطوع عقدة، مادام العمل كحل فلا ربح فيه أبداً، الإتقان جزء من الدين، فإذا إنسان أتقن عمله بمصلحة تفوق والناس ربطوا التفوق بالدين، الشيء الذي يمزق القلب مربوط الكفر بالنظافة، تدخل لفندق خمس نجوم مثل الثلج مربوط الكفر بالنظام وبالإتقان وبالجمال، كل شيء جميل في بلاد الفكر، يصنعون حديقة لا يلقي أحد فيها أي شيء نحن صمموا حديقة عامة في نبع بردى كلها طاولات وكراسي فهي مزبلة، هذه مشكلة الشعب فهو غير نظيف، فمن ربط الكفر بالنظافة وبالنظام وبالجمال وبالإتقان، ومن ربط الإسلام بالقذارة والفوضى والقبح، لا تجد أذواق ماذا يوجد عنده أساس سيئ يضعه في الشرفة برميل قديم مدفأة منظر قبيح، أبشع منظر تراه من بيت مسلم، إذا كان بيت غير مسلم تجده نظيف أنيق ؟ الأناقة لا تحتاج للمال بل للذوق، كل شيء يأتي من أوروبا شيء جميل نظام حدائق عامة، والله زرت سيدني اشتهيت أ، أرى سنتيمتر مربع بني كله أخضر الشوارع كلها خضراء وأزهار ومساحة سيدني كمساحة لبنان بمرة وثلث ‍! بلاد جميلة جداً لكن فيها فسق وفجور ولواط وزنى وإباحية فالكفر فيه جمال وإتقان ونظام والكفر فيه صفات جيدة، قرية إسلامية بالمستوى الأدنى الإنسان ينفر من بلاد المسلمين، تجد كل شبابنا إذا حصل على فيزل لأميركا يفرح وكأنه دخل الجنة، الله يطعمها لكل مشتهي، فلماذا لا ننظم في بيوتنا ونحرص على النظافة، صدقني لا اجرؤ على أن ألقي شيء في الطريق ، عندنا تمشي تجد الطريق كله ورق ويكور في مركبة فخمة يقوم برمي القارورة الفارغة منها هو غني !! قلت لواحد يركب سيارة ثمنها أربعة وعشرون مليون قلت له مستواك مستوى طنبرجي، لأنك تلقي كل شيء تأكله في الطريق كقشر الموز علب كولا أنت لست حضاري أنت متخلف جداً إنسان يفسق في الطريق تجده مرتاح، فمن ربط النظام والجمال والإتقان والضبط بالكفر، من ربط القذارة بالإسلام ؟ المسلم نظيف، يعرف بطيب المسك، إذا واحد أمامه طبق تمر وأراد أن يأكل ماذا يفعل ؟ يأخذ التمرة ويأكلها انتهى من أكلها يجد النواة وضعها على الأرض، مسك تمرة ثانية وجدها قاسية فتركها، عندما مسك النواة وهي مملوءة بلعابه ووضعها وأخذ ثانية ولم يأكلها نقل لعابه للتمرة الثانية ولم يأكلها، فكان عليه الصلاة والسلام إذا أكل التمر وضع النواة بين إصبعيه لتبقى أصابعه جافة كي لا يصل لعابه الشريف وينتقل للتمر، لا تستطيع أن تمسك قطعة كاتو بيدك في أوروبا أو أميركا إلا بورق، عندنا يضع بيده، ولنفرض كنت أتقزز من يدك مثلاً ؟ ! فيجب أن يكون الإسلام نظيف أنيق مرتب مضبوط، تدخل لصيدلية صاحبها غير مسلم تجدها أنيقة نظيفة، والله دخلت لصيدلية الأدوية في الأرض الغبرة كثيفة، حتى يجد الدواء يحتاج نصف ساعة، بهذا الكوم لا يوجد نظام، فيوجد عندنا فقر مذموم فقر قذر فقر الكسل وعدم الإتقان والبعد عن النظام والإرجاء والتسويف وكحل ومرّءها .
 والله مرة شهدت تركيب أبواب في ثانوية أثناء الدوام يضع القفل والبرغي ضربتين شاكوش هذا القفل يخلع بعد يومين، عندما أدخلت البرغي بالشاكوش فأنت عملت حفرة كونيك تسمى فيخرج، إذا لم يدخل البرغي لف لا يمسك، ما هذا يا بني ؟ قال: كحل أستاذ هكذا يريد المعلم، لا تدقق من أجل السرعة، فنحن متخلفين، والتخلف من البنية التحتية، أنا لا أتهم أحد من فوق التخلف من تحت، كم دعوة كيدية في القصر العدلي، والله قال لي رجل في الجمرك معي أكثر من ثمانين تقرير كلها دعوة أب ضد ابنه أو بالعكس أو أخ على أخوه ما هذا ؟ كلها افتراءات وإخباريات، فنحن إذا ما هذبنا نفوسنا لا نستحق رحمة الله وتأييده ونصره، الآن معاركنا مع أعدائنا معارك نكون أو لا نكون، لم يعد ننتصر أو لا ننتصر، لا حظتم كم مقبرة جماعية وجدوا ببلقان، سبعة آلاف بيوم واحد كل يوم مقبرة جماعية لأنه مسلم فقط تطهير عرقي، الآن المعركة مع الأعداء معركة إفناء ليس معركة انتصرنا أو لم ننتصر، معركة إفناء نحن عندهم يجب أن لا نعيش أبداً تستحل أعراضنا وأموالنا فإذا لم نكن منضبطين متعاونين متكاتفين متناصرين نقف عند الحق فهذا الفقر فقر الكسل والإرجاء والتسويف وفقر عدم الإتقان فقر لا تدقق، عندنا فقر معذور صاحبه معه عاهة، وفقر ممدوح فقر الإنفاق .
(قال:يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال: الله ورسوله)
 تجد إنسان ما معه لأن إنفاقه كبير جداً وفي قلبه رحمة، والله قال لي طبيب من ألمع طلاب البلد وأستاذ في الجامعة بيته ثمانين متر لا شيء زائد، قال: والله أستطيع أن أسكن في المالكي وأبيّع كل مريض بيته دون أن يشعر لكنني أخاف من الله، يأتي مريض فقير مسامح مريضة ليس معها ثمن الدواء هذا ثمن الدواء، هو يعيش بجنة وليس معه شيء، لماذا هو فقير الآن مع زملائه ملايين يسكنون في أفخم أحياء دمشق معهم سيارتين ثلاثة لأنه يلزم عوض التحليلين ثمانية وبدل تصوير الإيكو فقط وتخطيط و... الطبيب ليس عنده إمكانية ليحاسب الطبيب فإذا كان لا ضمير يقظ ولا خوف من الله يمكن أن تربي ثروة مخيفة .
والله من جمعة امرأة باعت بيتها لتعالج نفسها انتقلت من مالكة بيت لمستأجرة ! أخذ الطبيب مائة وخمسين ألف وطبيب آخر فتح الباب أربع مرات أخذ عشرين ألف، الجراح سافر والثاني قال: أنه لا وقت لديه فانتكست، حجتوها لتبيع بيتها تسافر دون أن تترك من يرعى شؤون مرضاك ؟ قلوب مثل الصخر يا إخوان أنت انفد بريشك واستقيم واعمل عمل طيب، أول فقر فقر الكسل، ثاني فقر فقر الإنفاق، واحد وصمة عار الثاني وسام شرف، لو ما معك أنت مؤمن، والله مرة أراني طبيب يمكن مائتان راشيتة محولين من طبيب لوجه الله حسنة يوجد طبيب لا يملك شيء في الدنيا لكن أعماله لوجه الله كثيرة، كلما وجد مريض فقير مجان والدواء على حسابه، عمل توقيع معين للصيدلي اذهب للصيدلي فلان يعطيه الدواء مجان، باقي له أكله وشربه تقول عايش بجنة ؟‍‍ ‍‍!!! نعم يعيش بجنة لا يهم أن يكون بيتك فخم ولا مركبتك غالية، المهم أن يكون الله يحبك، الفقر الثالث فقر معذور صاحبه فقر القدر معه عاهة لا يستطيع أن يعمل، فقر القدر صاحبه معذور، فقر الكسل صاحبه مذموم، فقر الإنفاق صاحبه محمود، وعندك غنى وكفاف وفقر، النبي دعا لنا أن نكون مكتفيين .
 يقولون يوجد شيخ أعطى مريد له عشر قروش قصة قديمة قال له أحاسبك بها والثاني أعطاه ليرة، تبع العشر قروش تألم ألم يكن له ثقة في ؟ يعطيني فقط عشر قروش، الذي أعطاه ليرة واثق منه جداً، فانتبه الشيخ أنه زعلان منه، فأراد أن يذهب للحمام فوقف صاحب العشر قروش على المألى أو بيت النار مثل النار ما في غير ينطوط قال حساب العشر قروش قال خمسة كزبرة وخمسة بقدونس قال تفضل، أحضر صاحب الليرة هلكه، فكلما كان دخلك قليل فحسابك أغلى عند الله عز وجل، كلما كان دخلك كبير فحسابك صعب قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا يوجد شخص معه ملايين لكنه غير قنعان، يقول لا ينعاش بهذا البلد !!!
 والله قصة في السبعينات مرة دخلت لواحد أرباحه كان الدولار بثلاثة وثمانين قرش يقول ما بينعاش بهذا البلد أعرف أرباحه بالملايين، وهو يكشر فأصابه مرض عضال وزرته فقال: أستاذ الواحد يكفيه ألف ليرة يعيش منها، بس الله يعافيه !!!
 صديق صديق لي معه دكتوراه بالصناعة سلم منصب عالي جداً وفقد بصره، فأول شهر البريد أرسلوه للبيت مع موظف سيدي هذه وصول ثم سرحوه، فزاره صديقه قال له: والله يا دكتور أتمنى أن أتسول في الطرقات على أن يرد الله لي بصري، من له عيون وسمع مرهف ويقضي حاجته بيده وعنده زوجة صالحة وأولاد أبرار هذا ملك، لذلك اجعلوا شعاركم

 

(( عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))

 

(سنن الترمذي)

 ليس ملاحق وليس متهم بفضيحة ولا قضائياً ولا عليه إذاعة بحث ولا فضيحة تنتشر عنه

(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا))

 مرة أحد الملوك توفي أقسم بالله العظيم لو خير هذا الملك بين أن يموت بهذا المرض العضال وبين أن يكون موظف في القصر الملكي ضارب آلة كاتبة والله لا يتردد ثانية، مرض عضال يعيش حياة ملك لو خيروه تقبل المرض أن نعافيك منه وتعمل ضارب آلة كاتبة؟ يقول: أتمنى والله، فإذا واحد عافاه الله هو ملك .
مرة أب جلس في صحن الجامع وبكى بكاء شديد قل لي ما قصتك ؟ قال بصعوبة: ابنتي حامل من ابني والاثنان في السجن هذه المصيبة، عندك زوجة صالحة وأولادك أبرار والبنات مزوجين فاشكر الله أنه لا مشكلة لديك تمنعك من نوم الليل .
 تعظم عنده النعمة مهما دقت، فهذا الحديث قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا أي نجح وتفوق وفاز وتقدم من أسلم مسلم مطبق منهج الله والله آتاه رزقه، أحياناً تدخل لبيت متواضع مساحته ثمانين متر ومدفأة مازوت موديل قديم تشعر بجلسة انس يقول عشنا بأنس في هذه السهرة ! وتجد بيت أربعمائة متر وتدفئة مركزية وريموت كونترول ومراقبة تلفزيونية لتعرف من يطرق الباب، هذا فلان لا تفتحوا له مثلاً !!! تجد البيت كله تكنولوجية وقطعة من الجحيم، وبيت كله خشونة وفيه جنة، فهذه السكينة إذا حجبها الله عنك شقيت بحجبها ولو ملكت كل شيء، وإذا منحك الله إياها سعدت ولو فقدت كل شيء .
 يوجد شيء ثاني غير أن الله رزقه كفافاً قنعه بما آتاه الله، يا رب لك الحمد كيفما تحرك يا رب لك الحمد راض عن نفسه راض عن دخله المحدود راض عن الله، عنده زوجة وسط درجة خامسة لا بأس هذه نصيبي أتعكز عليها مثلاً، عنده ولدين ولد متفوق وولد مقصر لا بأس هكذا اختار الله لي ولد جيد وولد وسط الحمد لله شيء يعدل شيء، هو راض بما آتاه الله قال يا رب هل أنت راض عني ؟ قال: عبدي هل أنت راض عني حتى أرضا عنك لأن الله عز وجل يقول:

 

﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾

 

(سورة المائدة)

 من أجل أن يرضى الله عنك ينبغي أن ترضى عنه، لأن

 

﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ﴾

 

(سورة العنكبوت)

 أنت الآن بطور الإعداد والامتحان والتأهيل للجنة

 

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)﴾

 

(سورة محمد)

 فالمؤمن موعود بالجنة قال: وعزتي وجلالي لا أريد أن أقبض عبدي المؤمن وأنا أريد أن أرحمه إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده أو إقتاراً في رزقه أو مصيبة في ماله أو ولده حتى أبلغ منه مثل الذر فإذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه، فإذا كان الله عز وجل أدبنا وبعث لنا مصائب وصبرنا وطهرنا وصلنا للقبر ناجين من عذاب النار وعذاب القبر نكون أسعد الناس، أفضل من أن يعطينا الله الدنيا ومن بعدها نتلقى ما جنته يدانا

 

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾

 

(سورة الأنعام)

 يوجد نوع من الاستدراج والعياذ بالله، يسمى إكرام استدراجي

 

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

(سورة آل عمران)

 هذا اسمه استدراج .

 

إخفاء الصور