وضع داكن
29-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 037 - من صلى البردين دخل الجنة....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام ؛ لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، يقول عليه الصلاة و السلام في الحث على الترغيب في المحافظة على صلاة الصبح والعصر، يبدو أن هذين الوقتين محرجان، لأنهما وقت نوم، الصبح وقت نوم، والعصر وقت قيلولة، فمن يحافظ على وقتي الفجر والعصر، فهذا من حفاظه على دينه، من حفاظه على علاقته بربه، ولكن الشيء الذي لا يصدق أن العلماء اكتشفوا حديثا أن النوم المديد يسبب جلطة، أحد أسباب التجلط النوم المديد، وأحد أسباب ضيق الشرايين النوم المديد، ذلك أن القلب في حالة النوم يهبط نبضه إلى خمسين نبضة في الدقيقة، أو إلى خمس و خمسين، وهبوط النبض يستدعي بطء حركة الدم، وبطء حركة الدم تستدعي ترسب المواد العالقة بالدم على جدر الشرايين، إذًا أحد أسباب تضيق الشرايين النوم المديد، واللهِ الذي لا إله إلا هو قرأت بحثا علميا وكاتب البحث لا يعرف عن الإسلام شيئا، ولا عن الدين شيئا، لعله ملحد، يقول: أنصح الإنسان أن يقطع نومه ليمشي ربع ساعة أو ليجري بعض التمارين الرياضية، أنت حينما تستيقظ على صلاة الفجر، وتتوضأ و تصلي، قطعت النوم المديد، فيقول: أفضل شيء ألاّ يستمر الإنسان في نومه أربع ساعات فما فوق، فإذا الواحد نام الساعة الثانية عشر و اسيتقظ الرابعة فرضا، صلى الصبح و ارتاح، ثم رجع ونام ساعتين أو ثلاثا، يكون قطع النوم المديد، وهذه نصيحة طبين محضة، تتوافق مع ديننا، هذا الدين ليس من عند البشر، من عند خالق البشر، لذلك يقول عليه الصلاة و السلام

((عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ))

(متفق عليه)

 البردين هما الصبح والعصر، أي من حافظ عليهما دخل الجنة.

 

((وعَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يَعْنِي الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ ))

 

(رواه مسلم)

 وقتان حرجان الإنسان يميل فيهما إلى النوم، ودائما وأبدا التكليف مناقض لطبع الإنسان وهذا التناقض هو ثمن الجنة، ثمن الجنة أن التكليف يناقض الطبع، الطبع أن تنام، والتكليف أن تستيقظ لصلاة الفجر، و الطبع أن تنام بعد الظهر نوما مديدا، والتكليف أن تصلي العصر في وقته.
و عَنْ جُنْدُبِ بْن جُنَادَةَ قَالَ:

(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ))

(رواه مسلم)

 أنت كيف إذا الإنسان له علاقة بالدولة أو بجهة أمنية، تتهيب أن تؤذيه، لأنك تعلم أن الدولة كلها وراءه، أليس كذلك، هذا شيء طبيعي في كل البلاد، الإنسان يمثل الدولة، فأنْ تتطاول عليه، أو أن تؤذيه أو أن تضربه، معنى ذلك أن هناك أشد العقوبات تنزل بك، وكل إنسان صلى الصبح فهو في ذمة الله، فكل من تطاول إليه أو أساء إليه عاقبه الله عز وجل، أنت في ذمة الله، كل من تطاول عليك سيناله عقاب شديد، وأنت في ذمة الله محفوظ برعاية الله، " مَا مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْ" أنت صرت محسوبا على الله، ما دمت تصلي الفجر في المسجد فمحسوب على الله، إذا واحد محسوب على جهة قوية يحتمي بها.

 

((وعَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ - المخمص موضع معروف، أي مكان - فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ ))

 

(رواه مسلم)

 وفي حديث آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

(( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ))

(متفق عليه)

 طبعا هذا الحديث له في النحو قصة طويلة، كلكم يعلم أنه ليس هناك فاعلان لفعل واحد، فمن يقول " أكلوني البراغيث " جاهل باللغة، يجب أن يقول: أكلتني البراغيث، إذا قال: أكلوني، فالواو فاعل، و البراغيث فاعل، إلا أن النبي عليه الصلاة و السلام والسلام هذا استثناء من فصاحة النبي، النبي يقصد التأكيد، قال: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ " من ؟ مَلَائِكَةٌ، هذه تعرب بدلا، الواو ضمير، يقول لك: جاءوا، تقول: من ؟ يقول لك " جاءوا الأهل، مثلا، فأنت ضعت، فقلت له: مَن ؟

 

(( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ))

 أي مؤدى هذه الأحاديث، مثلا وقت الظهر وقت عمل، الواحد نزل إلى المحل الساعة التاسعة أو العاشرة، الساعة الواحدة صلاة الظهر، معقول، نشيط، أما ذهب الساعة الثانية و النصف، أكل الساعة الثالثة و النصف، والعصر الرابعة و عشر دقائق، ذهب لينام فاستيقظ قبل المغرب بربع ساعة، فكأنه ضيع صلاة العصر، فالوقت الحرج وقت النوم وقت الفجر ووقت العصر، وهنا هذه الأحاديث كلها تؤكد أن هذين الوقتين لا يحافظ على صلاتيهما فيها إلا كل مؤمن قوي الإيمان.
عندنا وقتان مرغوبان،

 

(( فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ تَرَبَّعَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ ))

(رواه أبو داوود)

 أي من السنة، لكن المشكلة أن حياتنا انعكست، ليلنا نهار، ونهارنا ليل، هذه مشكلة كبيرة، أنا أحيانا أسافر، ليس هناك علاقات بالسفر، فأنام التاسعة، فأجد نفسي قبل الفجر بساعة بنشاط ما بعده نشاط، أنت مصمم أن تنام بعد العشاء، وأن تستيقظ قبل الفجر، هذا وقت الفجر،

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ))

(البخاري)

 المدينة، ونعوذ بالله من هذه الحضارة قلبت الليل نهارا، و النهار ليلا، هل تصدقون أن هؤلاء الكفار في أمريكا لعنهم الله ينامون كلهم الساعة التاسعة والنصف أو العاشرة، يكونون في أعمالهم الساعة الثامنة، وبين بيته ومكان عمله ساعة و نصف قيادة سيارة، تخرج الساعة الخامسة فجرا تجد الطرقات ليس فيه محل، النبي يقول:

 

(( اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا قَالَ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ ))

 

(رواه الترمذي)

 نحن هناك قبل الحادية عشر لا شيء يفتح، أبدا، المحلات فيها صانع، لكن المعلم غير موجود، أكثر المحلات لا نجد حركة قبل الساعة العاشرة، وهذا من خطا كبير " اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " الوقت، أنا ثلاثين سنة كنت أدرِّس، أول ساعة الساعة السابعة، كنت أعطي ثلاث ساعات وأعود إلى البيت، في الأسبوع ثمانية عشرة ساعات تقسيم ستة، ثلاث ساعات في اليوم، فالسابعة أكون أقول أول كلمة بالدرس، تنتهي في العاشرة إلا عشرة، مرة وأنا عائد إلى البيت، لنا جار، قال: إلى أين أستاذ خارج مبكرا ؟ قلت له: أنا راجع، و لست خارجا مبكرا، راجع من شغلي، وانتهيت، هو ظن أني بكرت الساعة العاشرة، أنا راجع، " اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "، العادة التي نحن فيها الآن سيئة جدا، تجد الوقت الثمين، وقت العمل و النشاط و الرزق الناس كلهم نائمون، وقت العي، وقت الفتن والفساد الناس ساهرون، الآن هناك قيام الليل على الدش، يتم إلى الساعة الخامسة، لا ينامون، وهذا من مشكلات الحضارة الحديثة.
فيا أيها الإخوة ؛ الحديث الأول،

 

((عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ بَكِّرُوا بِصَلَاةِ الْعَصْرِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ))

 

(رواه البخاري)

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ))

(رواه البخاري)

 هكذا قال النبي الصادق المصدوق،

 

(( وإِذَا صَلَّى الْفَجْرَ تَرَبَّعَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْنَاءَ ))

 

(رواه أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ)

 هذه الأحاديث المتعلقة بالصلوات المفضلة عند الله، صلاة الفجر وصلاة العصر.

إخفاء الصور