وضع داكن
25-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 140 - ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة..........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 أيها الإخوة الكرام:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ))

[ البخاري، ابن ماجه ]

 الحقيقة لفت نظري الفقرة الأخيرة في هذا الحديث لأنني أعاني من شكاوى ترفع إلي والله لا تعد ولا تحصى حول أن إنساناً عمل عند إنسان ولم يوفه حقه ويظن بهذا أنه شاطر، وعندنا مصطلحات مخيفة الذي يأكل مالاً حراماً اسمه عند الناس شاطر، والذي يأكل أموال الناس بالباطل الذي يحتال عليهم، الذي يكيد لهم الذي يمكر بهم يسمى عند الناس شاطراً، والفتاة المتبرجة المتفلتة التي تدفع الناس إلى التحرش بها تسمى بالتعبير الشائع سبور، والمنافق الذي يرضي كل الفئات يسمى ذكياً لبقاً، فهذه المصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان يقول عليه الصلاة والسلام ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً.
ذو الوجيهين:

 

((... وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ))

 استوفى منه الجهد استوفى منه العمل ولم يوفه أجره، هذا الإنسان النبي عليه الصلاة والسلام خصمه يذكرني هذا بقصة مروية عن سيدنا عمر بن عبد العزيز أنه دخلت عليه زوجته فاطمة بنت عبد الملك رأته يبكي في مصلاه قالت له مالك تبكي ؟ قال دعيني وشأني قالت له بالله عليك ما الذي يبكيك لما ألحت عليه قال: نظرت إلى الفقير والجائع وذي العيال الكثير والدخل القليل، وإلى المريض والكبير وإلى ابن السبيل، ولا أذكر الآن كم عدد يمكن مرة أعددتهم ثمانية عشر نموذجاً، فعلمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً وأن خصمي دونهم رسول الله فلهذا أبكي.
فلما قال سيدنا عمر والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر، إذا شعر سيدنا عمر أنه مسؤول أمام الله يوم القيامة عن بغلة تعثرت في أقصى مملكته ولم يصلح لها الطريق سيحاسب عنها. هكذا فهم عمر المسؤولية لذلك لما سأل أحد الولاة ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ قال أقطع يده قال له سيدنا عمر إذاً إذا جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل سأقطع يدك. قال له إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونوفر لهم حرفتهم فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها إن هذه الأيدي خلقت لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.
 أنا الذي يدهشني أنا إنساناً يقال له مسؤول كبير يطرب لهذه الكلمة والله لو دقق في معناها لانخلع قلبه من الخوف، يعني سوف يسأل لما أعطيت لما منعت لما ابتسمت في وجه فلان لما قطبت في وجه فلان لما طردت فلاناً لما قبلت فلاناً لما وقفت على هذا الموضوع لما لم توافق، مسؤول كبير قال تعالى:

 

 

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾

 

[ سورة الحجر: 92-93]

 هذا الذي استأجر أجيراً فاستوفى منه العمل ولم يوفه أجره، البارحة جاءتني شكوى إنسان وظف عنده إنساناً على أساس راتب ونسبة وتعويض سيارة لا أعطاه الراتب ولا التعويض ولا النسبة ويطالب باثني عشر ألف، سيرفع عليه دعوى ويضع عليه إشارة في الحكم وجدت كيف الإنسان ينسى أن الله موجود.
 الجماعة أرسلوا مركبة فيها سبعة رواد فضاء هؤلاء نخبة أحدهم إسرائيلي، هذا الإسرائيلي مدرب على ركوب هذه المركبة أربع سنوات هو نفسه الذي قصف المفاعل النووي العراقي والمركبة ما فيها ولا مشكلة وقبل أن تلامس الغلاف الجوي نقلت صورهم إلى الناس هم يضحكون ويمرحون وبعد ثوان معدودة تحطمت المركبة وسقطت أكبر قطعة فيها بحجم سيارة على منطقة في تكساس اسمها فلسطين، هذا فعل الله هذه رسالة من الله.
 زارني أخ من الغاب، بعد الحصاد في القمح في البيادر بعد الحصاد وقبل الدراسة فإنسان يدخن ألقى بعقب سيجارة واشتعلت الحرائق أما القصة التي يصعب أن تصدق أن هذه النار دارت حول كل المساحات ولم تمس مستطيلاً يملكه رجل صالح يؤدي زكاة ماله، أقسم لي بين الأرض، بين حجم بضاعته القمح وبين جاره خمسة عشر سنتمتراً والنار رآها أهل القرية رأي العين عددهم خمسة وعشرين ألفاً رأوها رأي العين كيف أنها دارت وأحرقت كل ما حول هذا المستطيل ولم تصل إلى هذا المستطيل والمسافات خمسة عشر سنتمتراً فقط.
 هذا درس أيها الإخوة الكرام: الله عز وجل له دروس من هذه الدروس لما الله دمر بزلزال بمنطقة بتركيا والزلزال كان مركزه أزمير وهي من أجمل مناطق تركيا هذا الزلزال ضحاياها زادوا عن عشرة آلاف إنسان قبل سنوات أما في مركز الزلزال مسجد له مئذنة عملاقة ومعهد شرعي لم يصب بأذى وحول هذا المسجد وحول هذا المعهد ركام في ركام أنا أخذت هذه الصورة من الإنترانيت وموقع الإذاعة البريطانية ب ب س وصورتها وطبعت منها صوراً كثيرة وكتبت فوق هذه الصورة هذه رسالة الله إلى البشر، بمركز الزلزال الجامع أول شيء ينبغي أن تقع في الأبنية المئذنة لصغر قاعدتها وشموخ طولها ومع ذلك بقيت واقفة.
 في دروس البارحة درس أن هذا الإنسان الذي درب على الصعود إلى هذه المركبة أربع سنوات والذي بنفسه هاجم العراق وقصف المفاعل النووي كيف أنه لسبب لا يعلمه أحد، قالت محطة ناسا الفضائية توقفت عن إرسال المركبات إلى إشعار آخر إلى أن يعرف السبب ولم يعرف السبب، قبل هذا أرسلوا مركبة إلى الفضاء اسمها المتحدي تشالنجر، يتحدون من؟ بعد سبعين ثانية من إطلاقها كانت كرة من اللهب، نحن الآن نعاني من إنسان متأله يدعي الألوهية والله عز وجل قال: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني منهما شيء أذقته عذابي ولا أبالي.
فهنا:

((... وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ...))

 هذه حالة ثانية، إنسان حر صار في غزو أخذوه أسيراً باعه على أنه عبد وهو حر، كيف تبيع حراً على أنه عبد أكل ثمنه، والله في أعمال الآن يفعلها الناس هذه التي نسمعها في الأحاديث لا شيء أمامها، مرة التقى الشيطان مع واحد قال للشيطان ماذا أفعل ؟ قال له اعمل هكذا قال عملتها قال اعمل كذا، قال عملتها، قال ماذا عندك ؟ قال هذه، قال عملتها ذكر له عشرة أساليب جهنمية قال كلهم عملتهم، فسكت الشيطان قال ما عندي شيء، فقال له الشيطان ماذا تنوي أن تفعل ؟ قال هكذا قال له الشيطان خاف الله يا رجل.
يعني صار الشيطان يخاف، والله عز وجل حينما قدم شياطين الإنس على شياطين الجن لأن مكر شياطين الإنس أشد ألف مرة من شياطين الجن، شياطين الأنس والجن تقديم أهمية ولما الله عز وجل قال:

 

﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76)﴾

 

[ سورة النساء: 76]

 تقول له أعوذ بالله يحترق، وقال تعالى:

 

﴿ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)﴾

 

[ سورة يوسف: 28]

 المرأة قد تكون وراء معظم الجرائم، وقال تعالى:

 

﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾

 

[ سورة الأنعام: 112]

((... رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ))

 وقال عليه الصلاة والسلام ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له، إنسان ما له أمانة هذا ليس مؤمناً، إنسان ما له وفاء هذا ليس له دين، ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد.

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ))

 

[ البخاري، ابن ماجه ]

 قال بالله وتالله وبالله لن أوقع بك الأذى فلما تمكن منه أوقع به الأذى، أقول أنا الآن عبارة تأتيني بالشهر الأخير أنه إذا أنت ما كنت طرف في مؤامرة قذرة أنت ملك الآن، كيف ؟ هذا الذي مكلف بالتفتيش ما رأى شيئاً إذا جاءه ضغط قل أنه ما في تعاون قل يوجد شيء لم يرونا إياه، ضمن مصلحته مع الجهة القوية هذا إنسان طرف في هذه المؤامرة، صار قصف وصار دمار وصار لاجئين وصار مشكلات هو طرف لأنه استجاب للضغط إذا الإنسان الآن في عصر الفتن في عصر الضلالات في عصر الجرائم في عصر نهب ثروات الشعوب في عصر الغطرسة في عصر الظلم الشديد، تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، امتلأت والله، إذا وقعت طائرة يطالبوا من ألصقت به التهمة بمليارين وسبعمئة مليون دولار على أساس لكل راكب خمسمئة مليون ليرة سوري، يوقعوا طائرات عديدة فيها مئات الركاب ويقصفوا عرس بالخطأ راح به مئة وخمسة وعشرين إنسان كله بالخطأ كله بلاش، الإنسان المسلم ليس له ثمن إطلاقاً لو قتلت مئة مئتي خمسة عشر منذ يومين سبعين جريحاً كل يوم في عدد من القتلى في فلسطين المحتلة بشكل مستمر ليس له ثمن والعالم ساكت هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام: تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيأتي أخي عيسى فيملؤها قسطاً وعدلاً.
والله لولا الإيمان بالآخرة الحياة لا تحتمل والله لولا أنك مؤمن وفي آخرة، قال تعالى:

 

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)﴾

 

[ سورة إبراهيم: 42]

﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)﴾

[ سورة آل عمران: 196-197]

 والله لتمنى الإنسان أن يكون في القبر، وقد ورد في بعض الأحاديث أنه من علامات قيام الساعة أنه إذا دفنت ميتاً تقول يا ليتني كنت مكانه.
 مرة كنا في سهرة فيها موظف مدير مالية دمشق السابق قلنا له والله إذا رأينا جنازة أنا أقول له نياله من باب الطرفة يعني قال لي لماذا ؟ قلت أقول له انتهى من المالية، قال لي والله ما خلص في تركات، مات وما خلص.
حدثني أخ ذهب حتى يمشي معاملة بدفن الموتى قال له موظف دفن الموتى نحن نطالعه درجة أولى وتدفع لنا درجة ثانية أعطني شيء مقابل هذا الشيء، مات وما انتهى من الرشوة.
فلذلك أيها الإخوة الكرام: الآن لا ينجينا من عذاب الله عز وجل إلا أن نكون مستقيمين على أمره.

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ))

 

[ البخاري، ابن ماجه ]

 في عند الناس شيء يريد سعراً على الأخير يعني يرغب أن لا يربح أخوه أبداً ولا ليرة في الخارج أرخص يبقى يعصره حتى يعطيه السلعة برأس مالها ولو صح له أقل من الرأسمال لا يقصر، هذا الأخ من أين يعيش، نحتاج إلى نفسية سمحة هذا أخوك من أين يعيش منك سوف يبيعك سلعة نظيفة ومرتبة طبعاً سيربح عليك وربح معتدل، لا يريد أن ينزله، هذه النفسية نفسية مريضة، أنت عندما تربح أخوك و أخوك يربح أيضاً سوف يشتري حاجة من آخر ويربحه تدور العجلة، لما أنا أريد أن أجعل كل إنسان يبيعني برأسماله على قد ما أعصره وأحاييه وبعت أرخص من هذا السعر وأناشدك الله وحلف يمين وإن شاء الله بصحتك يخاف ويعطيك برأسماله هذه النفسية في المحاككة نفسية ليست سليمة يجب أن تقبل أن يربح أخوك عليك يربح منك من أين يعيش إذاً.
الحديث متعلق بالمعاملات بيع وشراء واستئجار وتأجير وتوفي الأجر الأجير، وتوفي بعهدك، أعطيت عهداً تنفذ عهدك وإلا هناك مشكلة كبيرة مع الله عز وجل يوم القيامة ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام.

إخفاء الصور