وضع داكن
29-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 167 - ذهب أهل الدثور بالأجور ....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة:
 لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ولا زلنا في كتاب الأذكار، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله:
 " ذهب أهل الدثور بالأجور ـ يعني أهل الأموال الأغنياء، معهم أموال ينفقون به في سبيل الله ـ يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم فقال عليه الصلاة والسلام: أو ليس قد جعل لكم ما تصدقون به ؟ إن بكل تسبيحة صدقة وتحميدة صدقة وتهليلة صدقة وتكبيرة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة ويضع أحدكم اللقمة في في أهله فهي له صدقة. وفي بضع أحدكم صدقة ".
 البضع هو الفرج " وفي بضع أحدكم صدقة " هنا تعجبوا " قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم. قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر".
أيها الأخوة الكرام:
 حينما خلق الله الذكر والأنثى أراد أن يكون الزواج، الرحمن يريد أن يكون الحب بين الزوجين، والشيطان يكاد نشاطه الأكبر ينصب على التفرقة بين الزوجين فالرجل يكره زوجته، ولا يتأثر بجمالها إطلاقاً، ولا يلتفت إليها، ولا ينطق ليها بكلمة طيبة ولا يثني عليها، بل يتجهم، ويتكلم أقسى الكلمات، وقد يضرب، وقد يسب، أما إذا التقى بامرأة أخرى فهو كتلة من اللطف والأدب والذوق، لماذا ؟ لماذا تحرم حبيبتك من لطفك وتقدم هذا اللطف والذوق والاهتمام والابتسامة والترحيب لامرأة لا تحل لك ؟ هذا من فعل الشيطان والله أيها الأخوة:
 لا أتكلم من فراغ، اليوم صباحاً أخت كريمة اتصلت بي، أقل ملاحظة يقول لها اجمعي أغراضك وإلى بيت أهلك، تتمنى أن يبتسم في وجهها، تراه مع الأجنبيات، مع قريباته، مع صديقات، مع نساء لا يحللن له في أعلى درجة من الذوق والأدب والمرح والسرور والطرف، هذا الذي يحرم ابتسامته لأهله، لحلاله ويغدقها بلا حساب لامرأة لا تحل له هذا يعمل عمل الشيطان.
الشيطان مهمته الأولى أي يفرق بين الرجل وأهله، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:

(( الحمد لله على أن رزقتني حب عائشة ))

 فمعناها كان عليه الصلاة والسلام يحمد الله على أن يحب زوجته، فالمؤمن الصادق الملتزم كل لطفه وذوقه، واعتذاره، وابتسامته، وهداياه لمن تحل له، لأن الله يرضى عنك إذا كنت ودوداً مع زوجتك، ولا يرضى عنك إذا ألقيت حبال الحب لغير زوجتك هذه مشكلة العالم الإسلامي، أنا لا أتكلم من فراغ، للآن عشر هواتف تقريباً خلال شهرين من زوجات يشتكين غلظة أزواجهم في البيت، لا ابتسامة، ولا ثناء، ولا مديح، بل قسوة وتجهم، وأقل كلمة وصل للطلاق، أما كل لطفه لامرأة لا تحل له، السبب:
 مرة قلت لواحد في براد ماء، يستخدم في النزهات له فتحة من الأعلى وصنبور من الأسفل، ممكن تضع فيه ماء يخرج ليمونادة من الأسفل ؟ مستحيل، ماء ماء ليمون ليمون، عرق سوس عرق سوس، تمر هندي تمر هندي، مياه آثمة مياه آثمة، فإذا كان هذا الإنسان يتغذى من مسلسلات لا تخلو من خيانة زوجية، ولا تخلو من علاقات من وراء الجدر، ولا تخلو من علاقات شائنة، ولا تخلو من لقاءات حميمة مع امرأة أجنبية فيوحى إلى الناس إذا تغذوا بهذه الأغذية وهي من ماء آثم أن حرارة المرأة وأن دفئها بالحرام فقط بالحلال ما في شيء أبداً.
والله أكاد، التعميم من العمى، لكن أكاد أقول إن معظم الناس لضعف إيمانهم ولتغذيتهم السيئة من المسلسلات، ولقبول وساوس الشيطان، لا يكره في الدنيا كزوجته، ولا يحب إلا غيرها، أبداً، وهذا من عمل الشيطان.
 فالبطولة لا أن تحب امرأة لا تحل لك، لا أن تكون في منتهى الدماثة واللطافة مع امرأة لا تحل لك، البطولة أن تصرف كل جهدك الاجتماعي والذوقي لامرأة تحل لك لذلك كان عليه الصلاة والسلام يحمد الله أن رزقه حب عائشة، بينما كل التغذية السيئة التي يتلقها الناس من الشاشة إنما توحي بعكس بذلك، والعوام لهم كلام والعياذ بالله كلام في منتهى الحمق، يقول لك اللحم خاوا، يعني لم يعد يتأثر بزوجته إطلاقاً.
النبي الكريم رأى امرأة حسناء فقال:

 

(( إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله، فإن البضع واحد ومعها مثل الذي معها ))

 

[ أخرجه برموز السيوطي عن ابن عمر ]

 القضية حلها، حتى في مثل فرنسي يقول النساء في المساء سواء، النبي حل القضية فليأت أهله، فإن البضع واحد ومعها مثل الذي معها " انتهى الأمر.
فيا أيها الأخوة

 

(( وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم. قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر))

 فالنبي عليه الصلاة والسلام توجه إلى الرجال فقال:

 

 

(( ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم ))

 

[ رواه البيهقي عن أبي هريرة ]

(( يغلبن كل كريم، ويغلبوهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً ))

 وتوجه إلى النساء فقال:

 

(( اعلمِ أيتها المرأة وأعلمي من دونك النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))

 أنا أتمنى والله أن يكون بيت كل مسلم جنة، وبيده، والله بيده، بيده بالمئة مليون إذا دخل سلم، الله يعطيكِ العافية، الله يخليكِ لي، الله أكرمني فيكِ، يكون ارتكب جريمة إذا كان كلامه طيب ؟ الله قال لك:

 

 

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾

 

( سورة البقرة الآية: 83 )

 للبعداء، فكيف بهذه أم أولادك ؟ ومن أكرمك الله بها، ما في واحدة ما فيها عيوب كثير، هكذا الله شاءت حكمته، ما في واحدة كاملة، وأنت لست كامل أساساً، يريد واحدة تُب بكل شيء، هو خمسين علة فيه.
فيا أيها الأخوة:
أتمنى من هذا الدرس أن يسعى كل منا ليكون بيته جنة، بالكلمة الطيبة بالابتسامة، بالسلام، بتصنع الرحمة مع زوجتك، تصنع الرحمة، تعبانه ائتي لها بطعام من السوق مرة بالشهر ما في مانع، اشعر بشعورها، جاءوا أهلها احترمهم زيادة، وضيفهم ورحب بهم إكرام لها.
 في شخص لا يطيب له السخرية إلا على أم زوجته، غليظة أمك، أمك ما فيها ذوق، أخواتك مثل الدبب، عادي، هكذا طلع معك بالنهاية، كيف أنك تحب أهلك، وإذا تكلمت كلمة لا تليق تقيم عليها النكير، وهؤلاء أهلها أيضاً، الذي ليس عنده حكمة يا أخوان يشقى بزوجة من الدرجة الأولى، والذي لديه حكمة يسعد بزوجة من الدرجة الخامسة، لما أنت تحترمها، وتقدرها، وتعدها شريكة حياتك، وتحترم أهلها، وتراعي شعورها، وتتحمل منها بعض الغلط، تتألق هي، تكتسب جمال لم يكن عندها من قبل، ولو أنها جميلة في الحقيقة، ودائماً أنت كابوس عليها، تفقد جمالها، تفقد رونقها، تفقد أنوثتها.
ما في حكمة يا أخوان، أنا لا أتكلم من فراغ، أتكلم من قصص واقعية تعج بها بيوتات المسلمين، تجده كرهان زوجته، لا يحتمل منها كلمة، أبداً، أقل كلمة لبيت أهلك الله معك، هذا الحاضر، لماذا ؟
النبي عليه الصلاة والسلام قال:

 

(( استوصوا بالنساء خيرا ))

 

[ متفق عليه ]

 النساء هم وصية النبي عليه الصلاة والسلام، وصاك النبي بهن، فالنفور بين الزوجين هذه ظاهرة واسعة جداً بين المسلمين، والسبب، أول سبب التغذية السيئة، يعني تجد بكل ألف امرأة خمسين زيادة جمالهن، بالمئة خمسة الشاطحات، هؤلاء أصبحوا ممثلات وجالسين بالتلفزيون، ويأتي واحد يوازن بين زوجته وبين هذه ما في نسبة، حياته جحيم هذا أحد أسباب الشقاء، هذه المرأة التي تعرض مفاتنها على الشاشة دائماً بأبهى زينة، جلست ساعتين بالمكياج، وفوقها عشرين ألف شمعة إضاءة، أنا أيام بحكم عملي بالتسجيل أجد فرق كبير كبير كبير بين إنسان على حقيقته وبينه على الشاشة، فرق من الأرض للسماء، عشرين ألف شمعة إضاءة فوقه، ويعملوا تزينات ساعة ساعتين، متفرغة، التي عندك عندها خمسة أولاد ومتعبة فيهم، طبعاً لا تعجبك أمام هذه، فإذا أنت تغض بصرك تكون أرحت قلبك والمحبة ازدادت مع زوجتك، هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام.
أيها الأخوة الكرام:
وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم. قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر".
 يعاهد الإنسان نفسه من اليوم يدخل للبيت مبتسم، يسلم، يثني ثناء معتدل طبعاً لا يبالغ كثيراً، معتدل على زوجته، يثني على طبخها، على نظافتها، على أنها عفيفة الله أكرمه فيها، هذا يفعل ود، كثير سهل، تجد الواحد بالخطبة المكالمة ست ساعات بالخطبة فقط، بعد الزواج تسحب منه الكلمة سحب، لم يعد يتكلم، انتهى، تكلم كلمة، أبداً ساكت، طبخت الأكل ؟ نعم، ضعي الأكل، يأكل وينام، هذا واقع المسلمين يا أخوان.
فالذي أرجوه من الله عز وجل أن تكون حياة المسلمين في البيوت سعيدة، هذه تحتاج إلى جهد.
 يعني فهم الأزواج دائماً أنه لك أن تكذب على زوجتك، توسعوا بها، اشترى غرض كم ثمنه، ثلاثة آلاف، هو ثمنه ألف وخمسمئة، تشكره، لا تعلم ن تحكي لأختها كيف ثلاث، أأنت مجنونة ؟ يضحك عليك، ثمنه ألف وخمسمئة، طلع كذاب زوجها، النبي سمح لك أن تكذب عليها إذا سألتك أتحبني ؟ وأنت لا تحبها، قل لها والله إني أحبك، فقط بهذه، إن سألها أتحبينني، هي لا تحبه ؟ لا أحبك، لأن هذا جبر خاطر، هذه قدرك زوجتك قدرك، إما أن تصبر عليها وإما أن تصبر عليك، والبديل معصية، في غير هكذا ؟ في واحد مؤمن في أمامه غير المعصية البديل، أقلها النظر، وفوق النظر ينتهي النظر إلى الفاحشة.
 أنا لا أكتمكم نسب الخيانة الزوجية تتفاقم بين المسلمين بشكل لا يوصف بحكم عملي بالدعوة تأتي شكاوى، الخيانة الزوجية التي كانت نادرة في بيوتات المسلمين الآن بنسب وبائية أصبحت، من تقصير الأزواج، والانصراف عن الزوجات، والغياب الطويل والقسوة بالمعاملة، لا تسمع من واحد كلمة طيبة من زوجها، أما الغريب طبعاً سيقول لها أنت ملكة جمال الدنيا، سيقول لها، يا حونتك بزوجك مثلاً، سيقول لها هذا الكلام، فلما أنت لا تتكلم معها هذا كلام لطيف، كلام ناعم، تعطيها ابتسامة، تعطيها ثناء، يصبح في ود من الذي يقطف ثمار المحبة الزوجية ؟ الأولاد، من الضحية دائماً ؟ الأولاد، الشقاق الزوجي ضحيته الأولاد، والوفاق الزوجي يقطف ثماره الأولاد.
فأنا وقفت عند هذه الكلمة:

 

(( وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ قالوا: نعم. قال: كذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر))

 

إخفاء الصور