وضع داكن
24-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 166 - ألا أخبركم بأحب الكلام إلى الله ......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة:
 لازلنا في إتحاف المسلم لما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ولا زلنا في باب الأذكار، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ. فَقَالَ "إِنّ أَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ، سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ ))

أيها الأخوة الكرام:
 هناك قضية لا بد من أن تعالج هذه الكلمات الإسلامية، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، كلمة الله أكبر، كلمة سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، هذه كلمات يرددها المسلمون بشتى أقطارهم، وأنصارهم وأزمانهم من مئات السنين، في اللغة حقيقة أن الكلمة إذا ذكر تردادها من دون إدراك لمعناها ماتت، وأصبحت عديمة الفائدة، أوضح مثل، الحمد لله.
 سأل واحد شيوعي كيف الصحة، يقول لك الحمد لله، تحمد من ؟ كلامك لا معنى له، إذا واحد غضبان، صلِ على النبي، كلمات تردد ليلاً نهاراً لا يحصد معناها إطلاقاً، فإذا أردنا أن نحيي هذا الدين يجب أن نعود إلى أصل معناه، يقول لك واحد الله أكبر ما هذا الفلم ؟ الله أكبر على فلم، يعني كلمة إعجاب فقط.
 نحن بالأعياد نقول الله أكبر، والله أيها الأخوة لو أن واحداً أطاع مخلوقاً وعصا خالقاً، ما قال الله أكبر ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة، صار في ما يسمى فلكلور إسلامي، تراث، الأمة في تقاليد وعادات وكلمات تردد، حتى أن العلماء يصنفونها مع ثقافة الأمة، ثقافة، كل أمة لها ثقافة، وهذه الأمة الإسلامية ثقافتها هذه الكلمات التوحيدية، تردد بلا معنى، لكن لو فقهنا معناها والله الذي لا إله إلا هو لما استطاع عدو في الأرض أن يقهرنا، تقول الله أكبر وتقهر ؟‍ تقول الله أكبر وتذل ؟ تقول الله أكبر وتتضعضع أمام غني يقول عليه الصلاة والسلام:

(( من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه ))

[ رواه البيهقي عن ابن مسعود ]

 تتمسكن ؟ أين قوله تعالى ؟:

 

﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾

 

( سورة المنافقون )

 يعني واحد كان ماشي بعهد سيدنا محمد متمسكن رفع عليه الضرة، قال له متى موت علينا ديننا ؟ أنت مع الله، مع الخالق، مع القوي، مع العزيز، مع من بيده كل شيء فهذه الكلمات مع الأسف الشديد تردد ليلاً نهاراً، ومع ذلك لا جدوى منها.
مثلاً يقول الله عز وجل:

 

﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

 

( سورة الكهف الآية: 46 )

 تصور بنون بلا مال، شيء صعب جداً، تصور مال بلا بنين، مقطوع الذرية فالله عز وجل قال: " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَ " ثم قال:

 

﴿ وَالْبَاقِيَاتُ﴾

 

( سورة الكهف الآية: 46 )

 حينما قال " وَالْبَاقِيَاتُ: بماذا وصف المال والبنون ؟ بأنهم فانيات، هذا وصف دقيق جداً " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " بعض العلماء قال وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هنا المشكلة، سبحان الله أن تسبحه، والتسبيح تنزيه وتمجيد وانقياد، الذات الإلهية لا تمدح بالنفي باستمرار لو أن واحد قال لك عرفنا بفلان، فلان شخصية مهمة جداً، لا يسرق هذا، ولا يكذب، ولا يزني ولا يقتل قتيل، هذا مديح هذا ؟ التنزيه والتمجيد، فإذا نزهته ومجدته ماذا ينبغي أن تفعل أن تنقاد له، هذه سبحانه الله، هل نزهت الله عن كل ما لا يليق به ؟ في كلمات يقولها العامة هي الكفر بعينه، يقول لك سبحان الله، الله يعطي الحلاوة للذي ليس له أضراس معنى الله ليس بحكيم، ما انتبه ماذا يتكلم، سبحانه الله يا أخي الله خلقنا للعذاب، من قال لك كذلك ؟ قال:

 

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾

 

( سورة هود الآية: 119 )

 فسبحان الله تنزيه تمجيد انقياد، الحمد لله، هل تحمد الله على كل أفعاله ؟ يقول سيدنا علي كرم الله وجهه: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، يعني أعلى درجة من درجات اليقين أن ترضى بمكروه القضاء، يعني طموحات المسلمين بشتى أنحاء العالم كانت ألا يحتل العراق، بعد ما احتل هل تسخط على الله عز وجل ؟ لا أبداً، هذه حكمته البالغة، ولعل الله سبحانه وتعالى يرينا في المستقبل أبعاد هذه الحكمة، ولعل مقاومة هذا الاحتلال، تبعث فينا همة عالية إن شاء الله.
 والحمد لله، أنت فقير، هل تحمد الله على أن الله اختار لك هذا الدخل المحدود لحكمة بالغة ؟ والله أيها الأخوة هذه كلمة دقيقة، يوم القيامة إذا ساق الله لهذا الإنسان المؤمن ساق له حكمة ما ساقه إليه يجب أن يذوب كالشمعة محبة لله عز وجل، لأنه علاقة العبد مع الله يوم القيامة تتلخص بكلمة واحدة أن الحمد لله رب العالمين.
فنحن في الدنيا نعاني من مشكلات، إنسان ما عنده أولاد، إنسان فقير، إنسان مريض، إنسان زوجته سيئة، إنسان يتيم، إنسان في عنده مشكلة، هذه المشكلات كلها لو كشف الغطاء لاخترنا الواقع، وليس في الإمكان أبدع مما كان، وليس في إمكاني أبدع مما أعطاني.
 إذاً: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هل ترى أن الله يعمل وحده في الكون ؟ لما ترى شارون وشريكه ؟ الآن ضعاف الإيمان يعتقدون أن هذا يفعل ما يريد وحيد القرن يفعل ما يريد، له إرادة مستقلة عن الله عز وجل، يقصف يقصف، يدمر يدمر هذا عين الشرك أن ترى أن الله يده تعمل وحدها في الكون.

 

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ﴾

 

( سورة الزخرف الآية: 84 )

 وأن الله سبحانه وتعالى بيده مقاليد السماوات والأرض.

 

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾

 

( سورة هود الآية: 123 )

﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾

( سورة هود )

 والله أيها الأخوة لولا التوحيد لكان بطن الأرض خير لنا من ظهرها، لكن بالتوحيد تشعر أن الأمر بيد الله عز وجل ، ونحن لسنا في القهر بل في الابتلاء، لسنا في القهر بل في التسليط، سلطوا علينا إيقاظاً لنا.
 مرة سألني إنسان بندوة هو ظنه أنه محرج جداً لي، أن الكفار بلاد خضراء وأمطار غزيرة، وغنى يفوق حد الخيال، ما تأكله الكلاب من اللحم في أمريكة ما لا يأكله شعب الهند بأكمله 900 مليون، كلاب، دخل واحد إلى سوبر ماركت بأمريكا عقله كاد يطير من روعة المواد وأناقتها، فعبأ السلة كلها، وصل للدفع، سألته الموظفة عند كلب قال لا قالت له أرجعهم كلهم، هذا طعام الكلاب، أمطار، وبلاد خضراء، وأموال وغطرسة، وعنجهية، وإباحية، وشذوذ، وسحاق، ولواط، وزنى محارم، وأقوياء وكلمتهم هي النافذة، ويتبجحوا بالتلفزيون، ونحن أتينا من أجل حريتكم، ما تفسير ذلك ونحن نعبده، ونحمده، ونصلي، وندعو، ونصوم، وهذا حرام، وعيب، ونغض بصرنا ونتلقى الضربات تلو الضربات، قال لي ما قولك، بندوة على الهواء وبالهاتف، قلت له:
أب عنده ثلاث أولاد ولد ذكي ومتفوق، تاركه، ولد منغولي، ما معنى منغولي مشوه، أيضاً تركه، على من يشد ؟ على واحد ذكي ومقصر، الذي عنده إمكانية ومقصر كل الضغط على الوسطي، الأول تركه:

 

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾

 

( سورة الأنعام )

 هؤلاء منتهون، هؤلاء يلزمهم ضربة ساطور واحدة.

 

﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)﴾

 

( سورة يس )

 والأول هذا المنغولي، والمؤمن الذي يمشي صح أيضاً الله يريحه، حقق الهدف والدليل:

 

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)﴾

 

( سورة النساء )

 الله كم واحد تارك ؟ تارك اثنين، تارك واحد شكر وآمن، حقق الهدف من وجوده، وتارك واحد ما في أمل منه، يشد على من ؟ على الوسطي، الذي هو معه وحي ومظنة صلاح، محسوب على المؤمنين ومقصر، هذا الوسطي:

 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ﴾

 يهددونا.

 

 

﴿ وَالْجُوعِ﴾

 قحط.

 

 

﴿ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)﴾

 

( سورة البقرة )

 750 مليار ذهبوا من الشرق إلى الغرب بحرب الخليج الأولى، الآن 800 بئر ريعها للأجانب، وما لم يحكموا بكتاب الله إلا سلط الله عليهم عدواً يأخذ ما في أيديهم، فأول إنسان المنغولي ما في منه خير

(( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ))

 الآن دقق طبيب قال لمريضه أن معه سرطان من الدرجة الخامسة، ماذا آكل ؟ قال له كل ما شئت، ما في داعي أن يعمل حمية، لو معه التهاب معدة، يعطي قائمة أكلات محددة.
والأول المتفوق " مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَءَامَنْتُمْ " .
والوسطي

 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾

 

﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾

( سورة البقرة )

أخوانا الكرام:
 حينما تفهم على الله قطعت أربعة أخماس الطريق إليه، الله عز وجل: لو أن أهل الأرض كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد في ملكه شيئاً، ولو كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص في ملكه شيئاً، إن هي إلا أعمالنا يوفينا إياها.

(( أَخْبِرْنِي بِأَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ. فَقَالَ إِنّ أَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ، سُبْحَانَ اللّهِ ))

 بمعناها، يا أخوان كل كلاماتنا مفرغة من معناها، تدفع لي الخميس ؟ إن شاء الله، معناها لم يدفع لك، تأتي على الوقت ؟ إن شاء الله آتي، معناها لم تأتِ، هذه إن شاء الله إبليسية إذا أراد أن يخلف وعده يقول لك إن شاء الله، أما إن شاء الله الإيمانية يكون عنده تصميم بالمليون أنه سيأتي، يقول:

 

﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾

 

( سورة الكهف )

 إن شاء الله لها معنى، فرغت من مضمونها، الله أكبر لها معنى، فرغت من مضمونها، لا إله إلا الله لها معنى، فرغت من مضمونها، الحمد لله لها معنى، فرغت من مضمونها، نريد أن نعود إلى هذه الكلمات الإسلامية البراقة أن نحيي معانيها، وأن نبتعد عن استعمالاتها عند العوام التي لا تعني شيئاً.

إخفاء الصور