وضع داكن
16-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 151 - أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ..............
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .....
 أيها الأخوة الكرام : لا زلنا في كتاب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، والحديث اليوم: عن القواد الثلاثة الذين كانوا في مؤتة ونعاهم الني عليه الصلاة والسلام جميعاً، فقد أمر زيد بن ثابت على جيش في مؤتة فإذا قتل يأتي مكانه سيدنا جعفر بن أبي طالب فإذا قتل يأتي مكانه سيدنا عبد الله بن رواحة والذي حصل أنه قد أمسك الراية سيدنا زيد بن ثابت فما كان من وقت قليل حتى استشهد فأخذ الراية سيدنا جعفر وبعد وقت قليل استشهد فجاء دور سيدنا عبد الله بن رواحة وقد كان شاعراً قال:
يا نفس إلا تقتلي تموتـي هذا حمام الموت قد صليت
إن تفعلي فعلهما رضيت وإن توليـت فقد شـقيت
وأخذ الراية فقاتل حتى قتل القواد الثلاثة استشهدوا !

(( عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ))

(صحيح البخاري)

 النبي عليه الصلاة والسلام نعاهم فقال أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى مقامه في الجنة، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قتل وإني أراه يطير في الجنة بجناحين، حتى إن الصحابة الكرام سموا هذا الصحابي جعفر الطيار لأنه يطير في الجنة بجناحين، وسكت النبي عليه الصلاة والسلام فلما سكت قلق الصحابة الكرام على أخيهم عبد الله فقالوا مطمئنين عنه: يا رسول الله ما فعل عبد الله ؟ قال: ثم أخذ الراية أخوكم عبد الله فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى في مقامه إزوراراً عن صاحبيه، مقامه هبط درجة، ذلك لأنه تردد، هل تردد ببذل صدقة ؟ تردد ببذل حياته، وحياة الإنسان أثمن ما يملك، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، تردد في بذل حياته في سبيل الله فقال عليه الصلاة والسلام: وإني لأرى في مقامه إزوراراً عن صاحبيه، مقامه هبط درجة .
 اليوم الإنسان يدعى لحضور درس علم فقط لا يتردد يرفض، يدعى للكف عن شراء بضاعة أميركية يقول أعطني البديل اعتدت عليها، هكذا مسلمين يلزمهم مشاة بحرية يرفض العمل البسيط الذي بإمكانه فعله، يرفض أن يدع أخاه بخير، واه أشخاص لا يعدون ولا يحصون الذين حولهم ما الذي يزعجونهم يفعلونه !
 رجل ساكن بحي عنده بيت له وجيبة داخلية وشاب في سن الزواج ففي البيت دكان أغلق الحائط الخارجي وعملها غرفة نوم لابنه، ينقصه حمام مترين بمترين عمر حمام بوجيبته الداخلية بيته أرضي مستحيل يؤذي مخلوق بهذا البناء، لا يمنع هواء ولا شمس ولا منظر، آخر جار اشتكى عليه، يوجد شخص من أين يؤلمك يأتيك، ولا ينتفع هو فقط يؤذي، البنية التحتية عاطلة، المسلمون فيما بينهم دعك من الذين فوق الطبقة الدنيا التحتية المستوى الأول في هضم حقوق وظلم لا يعلمه إلا الله .

 

﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)﴾

 

(سورة هود)

 قال: ثم أخذ الراية أخوكم عبد الله فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى في مقامه إزوراراً عن صاحبيه هذه القصة رويتها أكثر من مرة لكن مرة أوضحتها بمثل: المثل نصفين نصفه الأول وقع في دمشق والنصف الثاني تتمة من عندي من الخيال العلمي، فواحد يمشي في الطريق بعد صلاة الفجر سمع في الحاوية حركة فمد رأسه وجد كيس أسود فيه حركة أمسكه فوجد طفل ولد لتوه طفل ابن زنى وضع في كيس أسود وألقي في الحاوية هذا خرج من الجامع وجد كيس أسود يتحرك وجد فيه طفل أخذه للبيت سبيعي على المشفى على الحاضنة كل يوم أربعة آلاف ليرة حتى نجا من الموت، جاء به للبيت رباه أعلى تربية أطباء وعناية خاصة إلى أن أصبح كبيراً، أدخله حضانة بأرقى مدرسة بواسطة ثم ابتدائي إعدادي ثانوي ثم طب أخذ دكتوراه أرسله لأميركا أخذ البورد ثم زوجه ابنته وفتح له عيادة كان في الحاوية صار الطبيب اللامع فلان الفلاني بفضل هذا المحسن، هذا المحسن يمشي في الطريق وشاهد صهره يركب سيارة قال عمو أوصلني للبيت إذا تردد هذا الصهر يكون مجرم ! إذا قال: اصعد انتظر ثلاثين ثانية يشاور رأيه ثم سمح له بالصعود، كم تأخذ وقتاً هذه الكلمات برأيكم:
يا نفس إلا تقتلي تموتـي هذا حمام الموت قد صليت
إن تفعلي فعلهما رضيت وإن توليـت فقد شـقيت
 عشرين ثانية سيدنا بن رواحة تردد في بذل روحه عشرين ثانية، فكان في مقامه إزوراراً عن صاحبيه هبط ! فالله عز وجل منحك نعمة الوجود:

 

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)﴾

 

(سورة الإنسان)

 منحك نعمة الإمداد بأم وأب أحسنوا رعايتك مدك بعقل بسمع ببصر بيدين بقلب برئتين بأجهزة كاملة ومكنك من عمل، ولك رزق وزوجك وعندك أولاد وبيت منحك الوجود والإمداد والهدى والرشاد وتتردد بعمل صالح ؟ فهذا إذا قال لعمه: بعد ثلاثين ثانية تفضل يكون بحق عمه مجرم، لأنه كان في الحاوية صار الطبيب الفلاني اللامع، فهذا سيدنا بن رواحة صحابي جليل لكنه شاعر قال هذين البيتين قبل أن يمسك الراية .
الناس اليوم يترددون بنصيحة، يقول: لا تنصحهم هم أحرار غداً يتهموك أنك صاحب دين، يبخل بنصيحة وبكلمة حق ويبخل أن يصلي في المسجد أو يحضر درس علم أو يخدم إنسان، يجب أن لا ينخدم .
 أيها الأخوة: مرة كنت في العمرة ويوجد طريق قديم للمدينة ولي أخ هناك أخذني منه وصلنا لموقعة بدر وقفنا والله شيء سار جداً هنا وقف النبي هنا العريش وحول هذا الموقع سيارات شيء مرسيدس مازدا بم والطعام موجود وترامس ماء باردة فخرجت من فمي كلمة قلت هذا الطقم الحالي غير الطقم القديم غير ترتيب، كل طقم مستوى، قال امضي يا رسول الله لما أمرت فنحن معك والله إننا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء، سر بنا لأي مكان شئت خذ من أموالنا ما شئت ودع ما شئت سالم مننا ما شئت وعادي من شئت صل حبال من شئت واقطع من شئت نحن معك لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك هذا صحابي .
اليوم إذا أردت مساعدة لا أحد يقدم قال: والله فلست وأخي معه مائتين وخمسين مليون قال: ليس معي نقديات يا أخي فقط مبلغ لأشتري طعام به أخوه النسبي ‍! صار في تقصير في العمل الصالح كبير جداً .
 سبحان الله كلما اطلعت على سلبية بمجتمع المسلمين كأنني أجد تبرير لتخلي الله عنا، كلما رأيت عداوات تجاوز حقوق أكل مال حرام تجد أقرباء بالمحاكم أخ وأخيه وأم وابنها في المحاكم ويختلفوا على شيء والله مرفوعة لي قصص شهد الله لا أتصور سماعها بحياتي دعاوى صح واستئناف وتمييز بين إخوة، أخت وأخواتها .
فلذلك وضع المسلمين صعب فاحتاجوا دواء مر، أما لو تراحمنا وتعاونا لكان حالنا أفضل .
ذكرت القصة أما رواية البخاري:

 

(( عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ))

 وفي رواية قال:

 

 

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ عَلَيْهِ وَمَا يَسُرُّنِي أَوْ قَالَ مَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا وَقَالَ وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ ))

 

(صحيح البخاري)

 والله سمعت في الأخبار شاب يخدم مسجد في بغداد، في ساحة المسجد عدد كبير من القتلى المجاهدين يقسم بالله أن أحد القتلى الشهداء هو سوري قال أربعة أيام والحرارة أربعين ولم يتأثر جسمه بشيء أقسم بالله كأنه نائم حفر له حفرة ودفنه وقبله قبل أن يدفنه، كل إنسان يبعث على نيته الطيبة لعله ذهب في سبيل الله ليحمي المسلمين دون أي شيء آخر، فمات على هذه النية وأكد أناس كثيرون أن هؤلاء الذين استشهدوا وأرادوا من استشهادهم أن تكون كلمة الله هي العليا تفوح منهم رائحة المسك وقد ورد هذا في البخاري، هذا أنبأ به النبي أن الشهيد لا يتألم للقتل، أحياناً الإنسان وخذة دبوس بسيطة جداً في أكثر الروايات أن الشهيد لا يشعر بألم القتل وتفوح من دمه رائحة المسك ويرى مقامه في الجنة، لذلك:

 

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾

 

(سورة آل عمران)

 حدثني أخ كان هناك أخ مجاهد لم يتمكن السلاح الذي معه لم يعمل فأخذ القنبلة وصعد على الدبابة بنفسه وضربها حتى انفجرت ومات، لكنه فجر الدبابة مصر على الاستشهاد بشكل عجيب يريد ألا يعود فحينما يكون في المسلمين مثل هؤلاء الوضع يختلف اختلاف كلي

 

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ))

 

(صحيح مسلم)

 حقوق العباد مبنية على المشاححة ولو قدمت حياتك في سبيل الله الدين الذي عليك لا يغفر لذلك من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفها الله

إخفاء الصور