وضع داكن
28-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 116 - لا حسد إلا في اثنتين….
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم...
 الممكن في الأرض خياراته العملية كثيرة جداً، أما الضعيف خياراته ضعيفة جداً، حينما تفهم التمكين في الأرض أن تستمتع بالحياة إن كنت غنياً أن تسكن أجمل بيت وتتزوج أجمل امرأة وتركب أجمل مركبة وتعلو على الناس بمالك وثيابك وبقصرك وأناقتك وسفرياتك فقد كنت جاهلاً، التمكين في الأرض من أجل أن تستغله للآخرة لقوله تعالى:

﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾

(سورة القصص)

 واحد معه ألف مليون زوج ابنه وكلفته الحفلة ثمانية وخمسون مليون وحفلة خمس وثمانون مليون ! التمكين في الأرض بماذا وظفه ؟ بالاستكبار والاستمتاع والعلو في الأرض أما هذا الذي معه ألف مليون كم مشكلة مالية يحلها للمسلمين ؟ كم شاب يزوج ؟ كم أسرة ينفق عليها ؟ كم إنسان مريض يعالجه ؟ حينما تفهم التمكين في الأرض استمتاعاً بالحياة واستعلاء على الخلق فأنت بعيد عن الدين بعد الأرض عن السماء، أما حينما تفهم التمكين في الأرض أن تتسع خيارات عملك الصالح فقد انتفعت من التمكين في الأرض، قد تمكن بالمال والله يوجد أغنياء مؤمنين ولا أزكي على الله أحداً ينفقون أموالهم ليلاً ونهاراً في حل مشكلات المسلمين، ومنهم في مناصب رفيعة جداً، أيضاً ينفقون الضعفاء ويعينون العاطلين ويرقبون صدع الضعاف، وأناس عندهم علم يعلمون الناس به فإذا أردت أن تكون مؤمناً قوياً فهو خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.

 

(( حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ))

 

(صحيح البخاري)

حديث آخر قريب من الأول:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ))

(صحيح البخاري)

 أنت حينما تعمل صالحاً تشجع الآخرين أن يعملوا صالحاً هذا هو مفهوم القدوة، لن تفلح إلا إذا تمنى من حولك أن يكون مثلك، فأنت وظفت التمني بالخير أما إذا بذخت واستعليت وتمنى أشقياء الدنيا أن يكونوا مثلك فأنت غرست المعصية في نفوس هؤلاء.
أيها الأخوة الكرام: هذه الخصيصة التي غرسها الله في الإنسان يتمنى أن يكون مثل فلان، أنا أقول لك كلمة: قل لي ما الشخص الذي تريد أن تكون مثله أقل لك من أنت ! لا يوجد أحد منا إلا وفي حياته ثلاث شخصيات شخصية يكونها هو وشخصية يتمنى أن يكونها وشخصية يكره أن يكونها فقل لي ما الشخصية التي تريد أن تكونها أقول لك من أنت.؟ أقول عنكم: المؤمن الصادق يتمنى أن يكون على نهج النبي، مثله مستحيل، لكن على نهجه، فكلما دخل البيت النبي ماذا كان يفعل ؟ يسب ويشاجر ويكسر أم يصبر ويصلي ركعتين، دائماً قدوته النبي.
أخبرني واحد من يومين يكبر زوجته بسنتين هو أشقى الناس، قلت له سيد الخلق وحبي الحق تزوج واحدة بعمر أمه تزيد عنه بخمسة عشرة عام بقي معها ربع قرن، وما ندب حظك أنت أكبر بسنتين مشي الأمور ! هو قدوتك.
 دخلت لأخ كريم غرفة الضيوف صغيرة جداً تتسع لكرسي وكرسي وطاولة بينهما فركبة الجالس على الكرسي تكاد تلمس الطاولة فاستحى بغرفته الصغيرة قلت له من أنت أمام سيد الخلق ؟ كان إذا أراد أن يصلي الليل لا تكاد تتسع غرفة نومه لصلاته ونوم زوجته، فكانت تنزاح جانباً هو سيد الخلق !
فلذلك الحديث:

 

(( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ))

 آخر حديث:

 

 

(( عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ))

 

(صحيح البخاري)

 الإنسان يقرأ القرآن، فإذا تعلمه ولم يتابعه ينسى، ألاحظ هذا من إنسان مهندس مدني يعمل في الزراعة، بعد خمس سنوات ينسى كل معلوماته في الهندسة ! الاختصاص إذا ما مارسته تنساه فإذا الإنسان يقرأ القرآن وبشارة ليست ثابتة أنه من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت، قارئ القرآن لا يخرف لأنه يعمل بفكره والعضو الذي يعمل لا يضمر والعضو الذي لا يعمل يضمر.
 يكون بالتسعين من العمر يبدأ الصلاة الله أكبر قرأ الفاتحة وسورة هذه أول ركعة ركع سبحان ربي العظيم رفع سمع الله لمن حمد سجد سبحان ربي الأعلى الركعة الثانية فاتحة وسورة بعد الثانية قعود للنصف عند الشهادة وقف فاتحة من دون سورة هل تدري أنك تعمل دماغك بشكل مكثف في الصلاة ؟ هذا النشاط يبعد عن الدماغ ضيق الشرايين، أغرب نصيحة من طبيب لي طبيبة أصيبت بخثرة في الدماغ وفقدت حركتها فعد معالجة فيزيائية طويلة استعادت بعض الحركات فكان الطبيب نصيحته توقعت دواء معين موسع قال: لا احكوا معها فقط، إذا سألتموها تضطر لأن تجيب سيكون في الدماغ نشاط تتوسع الشرايين، لاحظ المؤمن عنده خمس صلوات وكل صلاة عنده ركعتين مع سورة ركعتين من دون سورة فيها تكبيرة الإحرام وتكبيرات الانتقال يوجد نشاط ذهني لو قرأت القرآن لذلك بعض العلماء بالتسعين كان يصلي قائماً، وأشخاص بالخمس والأربعين تجده برك، فمن تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت.
آخر شيء: من أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقر ما عظمه الله. والله آيتين لا أنساهم إن شاء الله قال تعالى:

 

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

 

(سورة النساء)

 كأن الله يحتقر الدنيا قليل معه ألف مليون بلغيت معه تسعين مليار دولار ما يكروسوفت الإله يقول:

 

﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

 

 

 لأنه سيموت ! لن يأخذ معه شيء، الآية الثانية:

﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)﴾

(سورة النساء)

 تتعلم سورة بالقرآن وأن تعمل بها، انتبه نصيبك من أنبياء الله أم من أقوياء البشر ؟ فرعون كان قوياً قال:

 

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ﴾

 

(سورة القصص)

 وقارون كان غني، فنصيبك من نوع قارون وفرعون ؟ أم من نوع نصيب الأنبياء ؟

 

﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾

 

(سورة القصص)

 إن كان نصيبك من نوع الأنبياء فأنت أسعد الناس، وإذا كان نصيبك من نوع الأقوياء والأغنياء هم تركوا وذهبوا وأنت كذلك تترك وتذهب، والحمد لله رب العالمين.

 

إخفاء الصور