وضع داكن
23-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 114 - فضل الشهداء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
 أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في كتاب إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم ولا زلنا في باب الجهاد.

(( عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ قَالَ سَعْدٌ فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ قَالَ أَنَسٌ فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَقَالَ إِنَّ أُخْتَهُ وَهِيَ تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ امْرَأَةٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَرَضُوا بِالْأَرْشِ وَتَرَكُوا الْقِصَاصَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ))

(صحيح البخاري)

 أصحاب النبي من كانوا على رابية أحد تخلوا عن موقعهم فانكشفوا والمشركون الذين أحدقوا برسول الله وأعادوا الكرة في قتاله يقول هذا الصحابي الجليل:

 

(( وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ وكأنه رأى الجنة إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ قَالَ سَعْدٌ فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ ))

 أقحم نفسه في صفوف العدو هذا الذي جيري الآن إنسان يقتحم الموت شهد الله أن الذي يجري الآن من بطولات العقل لا يصدقها، وأن هذه البطولات أبقت لنا ماء في وجوهنا، وأن هذه البطولات ألغت تفوق العدو والقنابل الذرية والطيران، معي معلومات دقيقة أن الذي غادروا إسرائيل وصلوا لمليونين ! كانوا تسعمائة قبل كم شهر مليون وثلاثمائة اليوم مليونين ! ثمانية وثلاثون مستوطنة لا يوجد فيها ولا إنسان، السياحة صفر العملة للنصف الطيران للنصف هناك معاناة كل هذه المعاناة لا قيمة لها أمام القلق الذي يعاني منه الإنسان في إسرائيل الذين يزورون عيادة الأطباء النفسيين عشر أضعاف خوف العمليات انتقلت لأعماق الأرض المحتلة حيفا ويافا وتل أبيب وكل مرة بأسلوب، قبل آخر حادثة الباص الذي احترق ثلاث عشر عسكري منهم ويوجد توفيق إلهي لو كان قضية ذكاء بشري قد يكشف، وانكشفوا كم واحد ولم يتمكنوا من عمل شيء لكن يوجد توفيق إلهي فقال:

 

 

(( يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ ))

 تخيل أنك رأيت فتاة لم تعبأ لا بأبيها ولا أمها ولا صديقاتها ولا أخواتها ولا أبناء خالاتها.... قدمت نفسها في سبيل الله هؤلاء الشباب كنت أظنهم شباب عاديون هم من حفاظ كتاب الله يغتسل ويكتب وصية ويعلن الشهادة ويقبل يد أمه وأبوه ويذهب والله يوفقه، حفظوا لنا ماء وجهنا، هذه الأمة بهذه الأعمال الاستشهادية تصور قوة اليهود مع قوة الفلسطينين مليون لواحد أما القتلى أربعمائة وأربع وأربعين ألف قتيل إسرائيلي أما الفلسطينين ألف وأربعمائة فلسطيني، لا تتناسب النسبة مع قوة العدو، انشق طريق للمظلومين طريق الجهاد، سابقاً كان شيء ممنوع أن يحكى بالجهاد، الآن الجهاد هو أحد وسائل الانتصار على ما أنت عليه من ضعف قال:

 

(( إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ ))

 والله لا أصدق ثلاثة وعشرون ألف شاب ينتظرون بالدور ! ويتدافعون للموت في سبيل الله والآن مشكلة كبيرة جداً، الكيان الصهيوني يعد ثالث ترسانة في العالم لم يعد لها قيمة أمام هؤلاء الشباب هذا الجهاد !

 

(( قَالَ سَعْدٌ فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ قَالَ أَنَسٌ فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ))

 موازنة يأتي أخ للجامع يريد أن تؤمن له بيت وتزوجه ويريد قرض وتدلله وتأخذه نزهات حتى يمشي معك أو لا يريد كل هذه القصة ! أحد المؤمنين الذين أسلموا بعدما أسلم كان في غزوة فدخل معها وانتصر المسلمين وأعطوه غنيمته قال: ما هذا ؟ قال هذه غنيمة قال: ما أسلمت على هذا بل على الذبح ! يفهم الإسلام تضحية، فأثنى عليه النبي وفي المعركة القادمة قتل وبكى من شدة تأثره عليه.
قلما تجد أخ طالب علم يريد أن يقدم ويعطي ويأخذ ويبذل من وقته وجهده الآن الآية معكوسة يريد أن يأخذ فإن لم يأخذ يكون الشيخ غير جيد، والجامع غير جيد.

 

 

﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)﴾

 

(سورة التوبة)

فشتان بين إنسان جاء ليعطي وإنسان جاء ليأخذ قال: ما أسلمت على هذا بل على الذبح ! يفهم الإسلام تضحية، فأثنى عليه النبي وفي المعركة القادمة قتل وبكى من شدة تأثره عليه وشهد له بالجنة.
 فيما ورد في الأثر: النبي تفقد واحد اسمه سعد بن الربيع قال: أين سعد لا يوجد خبر عنه فتبرع أحد الصحابة أن يبحث عنه في ساحة المعركة بأحد وصل لساحة المعركة وجد القتلى فإذا هو بينهم لكن لم يمت بعد على وشك الموت، قال:يا سعد النبي أرسلني لأتفقدك هل أنت بين الأحياء أو بين الأموات قال: أنا بين الأموات ولكن أبلغ رسول الله مني السلام وقل له: جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته وقل لأصحابه لا عذر لكم إذا خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف كم هو حاله مع الله راقي.
 مرة طلبت من طبيب أن يخبرني عن حالات موت صارت أمامه قال شيء يخيف يندب حظه أو يقتل بحاله يا زوجتي يا أولادي انهيار كامل ! تجد الصحابة الكرام بمؤتة: أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قتل ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل قطعت يده فأخذها باليد اليسرى قطعت اليسرى فأخذها بعضديه إلى أن قتل.

﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾

(سورة الأحزاب)

 أعجبتني كلمة قالها أحد القيادين في المقاومة، ليس أمامنا إلا المقاومة كل شيء اسمه صلح ومفاوضات تحت قدمك، لأن العدو مراوغ ويتحدث عن السلام كسباً للوقت ولا ينفعه هذا الذي يجري، والحقيقة الوضع في أسوا درجة الاجتماعي والاقتصادي والنفسي وهيئ من ثمار الجهاد.
ما الذي حصل ؟ إنسان يريد أن يموت في سبيل الله فأرهب دولاً بأكملها، والله العالم بذعر ما بعده ذعر من إنسان يؤمن بالجنة لا يوجد لها حل ! لا يوجد إنسان يريد أن يضحي بحياته ممكن أن يدخل بخطر أما يكون اسمه أول ضحية، فهذا عنده إيمان بالجنة،والإيمان بالجنة يجعلك بطل وبالدنيا يجعلك خرقة ! خائف الخوف الذي يلقى في قلوب أهل الدنيا لا يوصف بينما الشجاعة التي تلقى في قلوب أهل الآخرة أيضاً لا توصف .
قال: جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة، ادعو الله لهم، أقول لكم دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد، ادعوا لهم أن يثبتهم الله ويقويهم ويلقي الخوف في قلوب أعدائهم

إخفاء الصور