وضع داكن
16-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 106 - من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا.........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام:

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

(صحيح مسلم)

 الحقيقة شيء مغر يكفي أن ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً تجب لك الجنة، حينما ترضى بالإسلام ديناً أي تقبل أحكامه الشرعية كم مسلم يرفض حكم الشرع ويلجأ إلى القانون ؟ هذا لم يرضى بالإسلام ديناً.
 أوضح مثل امرأة مقيمة في بلد غربي نشب بينها وبين زوجها خلاف فرفعت قضيتها إلى قاضي أميركي لماذا ؟ لأن القاضي يحكم لها بنصف أملاك زوجها، بينما القاضي المسلم في مركز إسلامي يحكم لها بالمهر فقط، فلمجرد أن ترفض حكم الشرع وأن تلجأ إلى القانون يكفي أنك في بيت وأنت مستأجر سابقاً قبل القانون الجديد والقانون معك ولا يستطيع صاحب البيت أن يفعل شيئاً معك وأجرة البيت مائة ليرة بالشهر، وضريبته خمسمائة ليرة، والبيت مقيم فيه من عشرين سنة، يكفي أن ترفض حكم الشرع وتحتمي بالقانون، فأنت لم ترضى بالإسلام ديناً،لاحظ نفسك في كسب المال وإنفاق المال وفي العلاقة الزوجية في علاقتك مع أولادك مع إخوانك مع جيرانك مع شريكك...حينما ترفض حكم الشرع وتلجأ لحكم آخر فأنت لم ترضى بالإسلام ديناً، والكلام سهل.....
 والله البارحة تكلمت كلمة في الخطبة من شدة ألمي: صنف جيش اليهود على أنه ثالث جيش في العالم يوجد مراكز عسكرية بالدول الغربية فأسألكم هذا السؤال أين قوتهم تكمن؟ طبعاً ستقول أنت بشكل سريع سلاحه ! لا ! عنده سلاح فتاك وسلاح المدرعة محاطة بأشعة تحت الحمراء أي صاروخ ينصرف عنها ! هذه الهوائيات الأباتشي مداها المجدي سبعة كيلو متر، بينما أكبر مدرعة ثلاثة كيلو متر، يعني ممكن أن تدمر ثلاثمائة مدرعة وهي في مكانها، تجد أن ألقيت قذيفة على سيارة فيها قائد من قوات المقاومة كيف جاءت هذه القذيفة ؟ يوجد مادة طلي بها سقفها، القنبلة تركب هذه الأشعة وتأتي في السيارة !
 حدثني بعض الأخوة الكرام: بالتفصيل عن أسلحة اليهود الشيء العجيب، هل قوة الجيش في السلاح ؟ لا ! قوته في المعلومات، معلوماتهم دقيقة جداً، أينما اختبأ هذا الإنسان يأتي الصاروخ إليه ويقتله إما في سيارته أو في بيته، من أين هذه المعلومات ؟ الرقم أخذته من يومين أو ثلاثة خمس وستين ألف إنسان يقدم لليهود معلومات عن أدق التفاصيل ! فقوة هذا الجيش ليس في أسلحته ولكن في معلوماته الدقيقة المأخوذة ممن خان أمته ودينه ووطنه وقد يعطونه مبالغ فلكية خمسين ألف شهراً، المهم أن تأتي بالمعلومات، فإذا التقى بأمة لا يزيد شعبها عن ثلاثة ملايين فيها خمس وستون ألف خائن فكيف ننتصر ؟ على فكرة ليس تشاؤماً إنما هذا الواقع.
 فلذلك قضية الذي يرضى بالإسلام ديناً لا يرضى أن يخون أمته ولا يقدم معلومات لعدو مجرم، هل سمعت من خمس سنوات أن أحد قدم لنا معلومات منهم ؟ مستحيل ! هذا شيء يدمع له القلب، والله رضيت بالله رباً يجب أن تنصاع لحكم الله بالقرآن، كم مسلم يأكل الربا؟

 

﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾

 

(سورة البقرة)

 ما من معصية توعد الله عليها مرتكبها الحرب إلا الربا ! كم مسلم يدع أمواله في البنوك ويأخذ الفوائد وهو مرتاح لا مشكلة ، كم بيت فيه معصية كم بيت فيه اختلاط كم بيت فيه مال حرام، كم تجارة أساسها المعصية كم معمل إسلامي دعايته نساء شبه عاريات أليس كذلك ؟ هذه المشكلة !
 يا إخوان: لا حل إلا أن نرضى بالله رباً ومعنى أن ننصاع لأمر الله وبالإسلام ديناً أن ننصاع لمبادئ هذا الدين وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً.
طبعاً هذا يذكرني:

 

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ))

 

(صحيح البخاري)

 يوجد فهم للنصوص ساذج والله سهلة أول واحدة قال: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه، والله لو سألت مليار ومائتين مليون مسلم واحد واحد ألا تحب الله ورسوله أشد من أي شيء آخر ؟ يقول: أعوذ بالله روحي لله، معنى الحديث ليس هكذا، حينما تتعارض مصلحتك المادية المرئية لك المتوهمة القريبة مع نص شرعي تؤثر مصلحتك وتدع النص الشرعي أن يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب لهذا المسلم مما سواهما.
 بيت ليس لك والقانون معك فإذا كان هذا البيت الواسع بمنطقة جميلة وأنت مغتصب لهذا البيت إذا كان هذا البيت أحب إليك من طاعة الله فتربص ، أساساً يوجد آية والله إذا تأمل الإنسان معناها يقسم ظهره:

 

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾

 

(سورة التوبة)

 لمجرد أن تأثر بيتاً على طاعة الله أو تجارة فيها معصية أو بضاعة محرمة أحياناً شركة تبيع مشروبات كحولية أنت وكيلها تريد أن تمرقها يأتيك مندوبها تأخذه لمحل تطلب خمر تسقيه خمر مصلحتك ! إذا كانت تجارتك أو بيتك أو أي شيء آخر ابنك زوجتك طلبت منك شيء بخلاف الشرع أحب إليكم من الله ورسوله، أي أحب من حكم الله في كتابه وحكم النبي في سنته قال: فتربصوا الطريق لله ليست سالكة !

 

﴿ سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾

 

(( مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

 خطر في بالي مرة يوجد شيء اسمه سيارة وشيء اسمه سكراب هذا مصطلح الأخوة لمن يعمل في السيارات أي الرفراف تشتريه بالسوق وله وثمن السكراب محرك ومقعد ودينمو وقطعة بالسيارة، لكن هذه تصلح فيها السيارة، فلأركب مركبة وأمشي بها تحتاج لمحرك ووقود ومكابح وكهرباء يوجد ثلاثين أربعين شرط لا بد من أن تتوافر جميعها حتى تسير السيارة، هذا الدين:

 

﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾

 

(سورة النحل)

 قل مائة شرط إذا اختل واحد يختل الدين كله، نحن ألغينا شرطين أو أكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة سنة فكل ما يعانيه المسلمون الآن يوجد شرطين ملغيين من أربعمائة سنة، مرتاحين إسلام فقه حيض ونفاس وصلوات أمر سهل لا يلزمه شيء، كتاب تكلم منه كلمتين تصبح العالم الجليل فلان، أما أن نخطط لمستقبلنا ! أعدائنا ماذا فعلوا ؟ حققوا شروط صعبة جداً خلال مائة عام فملكوا قوة جبارة، فرضوا بقوتهم علينا إرادتهم وثقافتهم شئنا أم أبينا، كل ثقافتنا الاجتماعية مفروضة علينا من أجهزة الإعلام الفضائيات، النمط الذي يطمح إليه كل شاب هذا نمط غربي ليس نمط شرقي، نمط الحياة نوع العلاقات مستوى القيم مستوى غربي الإنسان الغربي الأوروبي أو الأميركي نموذج حياته علاقاته ثيابه ولائمه حفلاته سهراته قيمها كلها غربية وهذه تجدها في كل مجتمع راقي، يقال هذا مجتمع مخملي ! وهذه التقاليد والعادات تتصادم مع ديننا ولا شيء فيها إطلاقاً.
فلذلك:

 

((َأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))

 فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويفقنا جميعاً لفعل شيء ينفع هذه الأمة، وكما قلت في الخطبة الإذاعية وأقول دائماً يوجد جهاد ناره قريبة كهذه الأعمال الاستشهادية حقيقة مريحة، لكن هذه لا تكفي وحدها شاب خسرناه شاب خسرناه....أما الذي نحتاجه للمستقبل بناء أنفسنا وبلدنا وقوتنا ومجتمع فيه نظام وموضوعية وقيم وكل واحد يؤدي الذي عليه، هذا الكلام لا أنساه أبداً أدي الذي عليك واطلب من الله الذي لك، وما زلنا في باب الجهاد:

 

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ))

 

(صحيح البخاري)

 هم يقولون قاتلهم الله أنت قوي فأنت على حق، القوة عندهم تصنع الحق، مثل مشهور جداً في بلادهم، ظلم غير ظلم ما دام قوي ظهرت إرادتك قهرت خصمك سحقته أنت على حق عند المسلمين الحق من عند الله كأنه يحتاج إلى القوة، بين القوة تصنع الحق، وبين الحق يحتاج إلى قوة، فأشد الأشياء إلى الحجة هو الحق، من دون حق القوة محتقرة ‍ ! لذلك:

 

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ...... ))

 

(صحيح مسلم)

إخفاء الصور