وضع داكن
29-03-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 105 - أي الناس أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله.....
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة الكرام: لا زلنا في باب الترغيب في الجهاد كما جاء في كتاب إتحاف المسلم بما جاء في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم، والأحاديث اليوم كثيرة منها:

((عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ ))

(صحيح مسلم)

 طبعاً المراتب عالية جداً وأقل من عالية
 ذلك فيما ورد في الأثر: أن مسيلمة الكذاب قبض على صحابيين فقال لأحدهما: أتشهد أني رسول الله ؟ فقال الأول: ما سمعت شيئاً فقطع رأسه، وقال للثاني أتشهد أني رسول الله ؟ فشهد له أنه رسول الله، فلم يقتله، بلغ الأمر النبي عليه الصلاة والسلام الحقيقة إجابة النبي رائعة لأنه نبي وأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى قال: أما الأول فقد أعز دين الله فأعزه الله، وأما الثاني فقد قبل رخصة الله.
نال الحد الأدنى من الأجر والأول نال الحد الأعلى فيوجد في الإسلام حدود دنيا مفروضة على الجميع وحدود وسطى وحدود عليا يفعلها الأبطال.
 أصحاب الأخدود الذين رفضوا أن يشركوا بملكهم أنه إله، لو سألت عالم عن الحكم الشرعي فيما لو أن جهة قوية أجبرت جهة ضعيفة على أن تنطق بالكفر هل يجوز للمؤمن الضعيف إذا هدد بحياته أن ينطق بالكفر ؟ الجواب نعم ! إن نطق بالكفر حقق الحد الأدنى وقبل رخصة الله، وإن لم ينطق بالكفر فدفع حياته ثمناً لهذا الموقف أخذ الحد الأعلى، فالإسلام واقعي !.
 سيدنا علي كرم الله وجهه: إن للنفس إقبالاً وإدباراً فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل وإن أدبرت فاحملوها على الفرائض، الحد الأدنى أن تصلي الفرائض، لو ليت السنن الرواتب التي ما تركها النبي أبداً ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء،هذه السنن الرواتب وسط، أعلى منها الضحى والأوابين وقيام الليل والتهجد، أعلى منها صلاة الشكر والحاجة والاستخارة.
فيا أيها الأخوة: يوجد حد أدنى وحد أعلى دون الحد الأدنى يوجد هلاك وبينهما بحبوحة، فكل إنسان بقدر ما يستطيع.

 

(( قَالَ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ))

 أنا أقول:

 

 

(( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ ))

 

(مسند الإمام أحمد)

 قد تجد مؤمن منفتح مؤمن انطوائي مؤمن ينفق ماله كثيراً مؤمن أقل إنفاق لكنه برئ من الشح من أدى زكاة ماله، برئ من الكبر من حمل حاجته بيده، برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله، فمؤمن ينفق كثيراً، مؤمن ينفق قليلاً مؤمن منفتح مؤمن منطو كله مقبول.

 

(( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ ))

فإذا كذب أو خان فهم ليس مؤمن، المؤمن لا يكذب، وكل من يقول لك الكذب ملح الرجال هذه مقولة الشيطان.
 إخواننا الكرام: يوجد آلاف المقولات يتناقلها العامة هي من كلام إبليس ومع الأسف الشديد العامة يأخذون بها ويعدونها قواعد، يقول: كل من أخذ أمي عمي يعني أنه منافق ! يقول: سلامتك يا رأسي أي أنه أناني، يقول: فلا نشاطر يعني حرامي، فلان لبق يعني منافق، هذه الفتاة سبور أي متفلتة، امشي بجنازة ولا تمشي بجوازة، لا تعترض تنطرد...... هذه كلها كلمات من كلمات الشيطان.
يجب أن تعترض ليكون الإيمان قوي.
 كله شغل سيدك ماذا تقصد منها ؟ الإنسان مجبور ألغى الاختيار، يعني الله عز وجل أجبر عباده على المعصية ! لا الله عز وجل يقول:

 

 

﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)﴾

 

(سورة الأعراف)

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾

(سورة الأنعام)

 يقول: إن شاء الله برقبته !

 

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾

 

(سورة الأنعام)

 لو أن النبي صلى الله عليه وسلم أفتى لك فتوى ولم تكن محقاً بها لا تنجو من عذاب الله لقول النبي:

 

((عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا ))

 

(صحيح البخاري)

 الإنسان بحاجة إلى جرد، يجرد عقائده كلها، يوجد تصورات غير صحيحة، يوجد مقولات إبليسية، يوجد كلام ما أنزل الله به من سلطان، يوجد كلام من صنع عصور القهر، كل من أخذ أمي عمي، هذا من مقولات عصور صنع القهر والانحطاط والخوف والخنوع والذل والانسحاق، هذه كلمات تلك العصور.
 الأهل اتركها ليهر شبابها إذا كانت مثقفة يجب أن تعيش شبابها، تتفلت يكن لها صديقات تأتي الساعة الثانية عشر ليلاً هذه شابة، حتى الأمهات إذا أراد شاب أن لا يعمل اختلاط في البيت الهجوم الأول ستفرق العائلة ؟ ‍! هذا دين تذمت إذا أراد أن لا يكون اختلاط بين النساء والرجال فالمحلة هناك كم كبير من الكلمات تأخذ عند الناس مأخذ القواعد وهي ليست من الدين في شيء وما أنزل الله بها من سلطان، فالإنسان بحاجة لأن يجرد عقله عقيدته.
فعند النبي الكريم: أَفْضَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ.
 ففيما ورد في الأثر: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سأله أبو ذر الغفاري قال: يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال إيمان بالله، قال مع الإيمان عمل قال: أن ينفق مما رزقه الله، من يريد أن يؤمن يجب أن يعمل عمل صالح، قال: فإن كان لا يملك، قال: فليأمر بالمعروف ولينهى عن المنكر قال: فإن كان لا يحسن قال: فليعن الأخرق، قال: فإن كان لا يستطيع قال: فليمسك أذاه عن الناس، قال: أو إن فعل هذا دخل الجنة فأجاب النبي ما من عبد مسلم يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة.
لو بدأت تكفي شرك عن الناس هذا يعينك على أن تعين الأخرق، وإن أعنت الأخرق هذا السلوك يحملك على أن تأمر بالمعرف وأن تنهى عن المنكر، وهذا السلوك يحملك على أن تنفق مما أعطاك الله وهكذا.......
الإسلام حركي سلباً وإيجاباً، إذا واحد نظر للنساء وأصر على هذه المعصية هذا النظر ينقله للملامسة، الملامسة إلى الزنى، والزنى للبعد عن الله عز وجل بمجال المعاصي والطاعات.
 كل طاعة تقود إلى أختها وإلى أفضل منها، وكل معصية تقود إلى أختها أو إلى أسوأ منها فالإسلام حركي هذه القضية بالفيزياء اسمها مبدأ العطالة، مبدأ العطالة الأجسام المتحركة ترفض السكون لذلك يوجد حزام أمان بالسيارة وعليه مخالفة، لماذا ؟ أنت راكب بالسيارة سرعة مائة يوجد حادث وقف فجأة هي وقفت بالفرام لكن أنت رفضت أن تقف فبقيت ماشي، فيلزمك حزام ليربطك مع حركة السيارة.
 استمرار اندفاع الراكب للأمام هذا مبدأ العطالة الأجسام المتحركة ترفض السكون والأجسام الساكنة ترفض الحركة، اجلس على مقعد سيارة فإذا أقلعت تشعر أن المقعد دفعك من ظهرك نحو الأمام، وهذا المبدأ مطبق في الدين،إذا إنسان بمعصية صعب أن يتوب، وإذا كان بطاعة صعب أن يعصي، المعصية تقود إلى أختها والطاعة تقود إلى أختها، فمن أكبر النصائح أن تعيش في أجواء إيمانية.
لذلك الله عز وجل قال:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

 

(سورة التوبة)

 لن تستطيعوا أن تتقوا الله إلا إن كنتم مع الصادقين أنتم بحاجة إلى أجواء إيمانية، فكلما كانت لقاءاتك وجلساتك ونزهاتك وندواتك مع مؤمنين فأنت مع أهل الإيمان، أما إذا بدلت هؤلاء بأناس غير مؤمنين تقترب منهم، والله عز وجل يقول:

 

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

 

(سورة الكهف)

إخفاء الصور