وضع داكن
19-04-2024
Logo
مختلفة - سوريا - الدرس : 48 - اللاذقية - حفل تكريم لطلاب جامع صوفان باللاذقية تحت عنوان أصول الدعوة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
 الأخوة الكرام أهل العلم والفضل ضيوف ومضيفين أتوجه بالشكر الجزيل لأخي الحبيب صاحب الفضيلة الشيخ حسن صاني عميد هذا الصرح الدعوي والتعليمي، ولا أزيد عن آية وحكمة، فالآية:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾

( سورة فصلت )

والحكمة:
 إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك.
أيها الأخوة الكرام:
 قال مرة سيدنا عمر كنت قد أعددت كلاماً قاله عني أبو بكر، أعددت كلاماً عن فضل القرآن، وكيف أن فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه، وأن القرآن تأخذ ألفاظه من حفاظه، وتأخذ معانيه ممن يعانيه، وأننا نثني على العلم إذا وافق القرآن ولا نثني على القرآن إذا وافق العلم، حينما نثني على القرآن إذا وافق العلم لا نشعر بأننا نتصور أن الأصل هو العلم، لكن الأصل هو وحي السماء، فإذا وافق العلم القرآن أثنينا على العلم فقط.
أيها الأخوة الكرام:
 الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي صلى الله عليه وسلم قرآن يمشي، ومن أوتي القرآن فظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقر ما عظم الله.
أيها الأخوة الكرام:
 إعجاز القرآن هو العلم الأول في هذا الزمان، فالله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا﴾

( سورة فاطر الآية: 47 )

 والزوال بالمعنى الأول هو الانحراف عن مسارها، وبالمعنى الثاني التلاشي لكن علم الفلك يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس في مسار بيضوي إهليلجي، ويحكم العلاقة بين النجوم قانون الجاذبية، والذي يؤثر في هذا القانون كتلة النجم والمسافة بينه وبين النجم الآخر، فإذا سارت الأرض وهي على مسار بيضوي إهليلجي باتجاه القطر الأصغر تقل المسافة بينها وبين الشمس إذاً هناك احتمال كبير أن تنجذب إلى الشمس وأن تتبخر في ثانية واحدة، وتنتهي

 

﴿ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

 ما الذي يحدث ؟ هل المادة عاقلة ؟ تزيد الأرض من سرعتها حتى ينشأ من هذه السرعة الزائدة قوة نابذة زائدة تكافئ القوة الجاذبة الزائدة، فتبقى الأرض في مسارها، وإذا اقتربت الأرض من القطر الأكبر هناك احتمال كبير أن تتفلت من جاذبية الشمس، وأن تسير في الفضاء الكوني، وأن تصبح درجة حرارتها الصفر المطلق وعندئذٍ تنتهي الحياة " اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ".
 كيف تتلاشى الخطر الثاني ؟ تقلل الأرض من سرعتها حتى تنشأ قوة نابذة أقل تكافئ القوة الجاذبة الأقل، فتبقى الأرض في مسارها، ولو رفعت الأرض سرعتها فجأة وخفضت سرعتها فجأة لنهدم كل ما على الأرض، وهنا يتجلى اسم اللطيف.

 

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)﴾

 

( سورة فاطر)

 لو أن الأرض فرضاً سارت في الفضاء الخارجي وتفلتت من جاذبية الشمس وأردنا أن نعيدها والموضوع فرضي وقاله عالم لا يعرف الله، يؤمن بلا إله، في كتاب مترجم إلى اللغة العربية، قال نحن بحاجة إلى مليون مليون حبل من الفولاذ، والفولاذ أمتن حبل في الأرض، قطر كل حبل خمسة أمتار، وهذا الحبل يتحمل من قوى الشد ما يزيد عن مليوني طن، يعني الأرض مرتبطة بالشمس بجاذبية تساوي مليون مليون ضرب مليوني طن من أجل أن تحرفها ثلاثة مم كل ثانية

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾

 لو أردنا أن ننصب هذه الحبال كي نرد الأرض إلى أمها الشمس، لوجدنا مفاجأة كبيرة أن عدد الحبال المليون مليون حبل لو زرعناها لكان بين كل حبلين مسافة حبل واحد امتنع البناء، وامتنعت الملاحة، وامتنع كل نشاط للإنسان وكانت الأرض غابة من الفولاذ حتى تحجب أشعة الشمس، دققوا في الآية الثانية:

 

 

﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾

 

( سورة الرعد الآية: 2 )

 أي بعمد لا ترونها، فالعلم الأول هو علم إعجاز القرآن الكريم وإعجاز السنة النبوية الشريفة.
أيها الأخوة الكرام:
 كنت قد أعددت كلاماً عن القرآن الكريم تفضل به الأخوة الخطباء، أردت أن أقول في موضوع آخر، مشكلة العالم الإسلامي ملخصة في آية واحدة:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

( سورة الرعد الآية: 11 )

 مناهج التغيير التي طبقت خلال نصف قرن في العالم الإسلامي كانت مناهج تغيير من الخارج، من خارج النفس البشرية، ومن خارج الوطن الإسلامي، لكن الله يشير إلى أن التغيير الذي هو ثمن تغيير الله لنا يجب أن يكون من داخل النفس

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

 كيف نغير ؟ لا نغير إلا إذا فهمنا كل شيء حولنا فهماً إيجابياً، حتى هذه المحن التي تصيب المسلمين، والتي تقلقهم أشد القلق لها مفهوم إيجابي، يؤكده قوله تعالى:

 

 

﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)﴾

 

( سورة القصص )

 معنى هذه الشدة التي يسوقها الله لنا هي رسالة من أجل التغيير، والتغيير الذي يكون سبباً لتغيير معاملة الله لنا يجب أن يكون من الداخل، إذاً إن لم نغير فالله لا يغير وما دمنا نقعد وننتظر وتأتي معجزة فتهلك أعدائنا فهذا وهم وهذا حلم لا يقبل ولا يعتد به.
أيها الأخوة:
أروي لكم قصتين القصة الأولى أرسلها لي مشكوراً الدكتور براء جزاه الله خيراً أرسلها بالإميل وذكرتها في دمشق والله عشرات المرات:
 أن إمام مسجد في بريطانيا كان يعمل في لندن، نقل إلى ظاهر لندن، فاضطر أن يركب المركبة كل يوم مع السائق نفسه، مرةً صعد المركبة، وأعطى السائق ورقة نقدية كبيرة، فرد له السائق البقية، عدها فإذا هي تزيد عشرين سند عما يستحق، فقال لنفسه أنا كمسلم ينبغي أن أرد هذه الزيادة، ثم جاءه خاطر آخر ليس شرعياً، قال هي شركة عملاقة ودخلها فلكي، وأنا بحاجة لهذا المبلغ والمبلغ زهيد ولعله هبة من الله كان لي، هو في هذا الصراع جاء وقت نزوله من المركبة وقف أمام السائق ودون أن يشعر أخرج من جيبه العشرين سند ودفعها إليه، فابتسم السائق وقال ألست إمام هذا المسجد ؟ قال بلا، قال والله قبل يومين حدثت نفسي أن أزورك في المسجد لأتعبد الله، ولكني أردت أن أمتحنك قبل أن آتي إليك، فإذا بهذا الإمام يقع مغشياً عليه، لماذا أغمي عليه ؟ لأنه عرف حجم الجريمة التي سوف تتأتى فيما لو لم يدفع لهذا السائق بقية المبلغ، فلما صحا من غفوته توجه إلى الله وقال يا رب كدت أبيع الإسلام بعشرين سنداً.

 

(( تعلموا ما شئتم فوالله لن تؤجروا حتى تعملوا بما علمتم ))

 كم مسلم يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ؟ كم مسلم يبيع دينه بتصريح كاذب فاحتيال، باغتصاب حصة، باغتصاب إرث، مشكلتنا أيها الأخوة بعد طلب العلم في تطبيق العلم، مشكلتنا في مصداقية الخطاب الديني، قصة ثانية وردت في السنة:
ماشطة بنت فرعون وهي تمشط شعر بنت فرعون وقع المشط من يدها، فقالت بسم الله، قالت بنت فرعون ألكِ رب غير أبي ؟ قالت الله ربي وربك ورب أبيكِ، قالت إذاً سأخبر أبي، فلما أخبرت أباها،جاء ببقرة من نحاس، وأضرم فيها النار، وجاء بالماشطة وجاء بأولادها الأربعة، وأمسك ولدها الأول، وقال ألكِ رب غيري ؟ قالت الله ربي وربك فألقاه في النار حتى تفحم، ثم أمسك الولد الثاني، قال ألكِ رب غيري ؟ قالت الله ربي وربك فألقاه في النار حتى تفحم، ثم أمسك الولد الثالث، قال ألكِ رب غيري ؟ قالت الله ربي وربك فألقاه في النار حتى تفحم، فلما أمسك الرابع كان رضيعاً، قال ألكِ رب غيري ؟ فسكتت بل ضعفت، فأنطق الله ابنها الرضيع، قال أثبتِ يا أمي أنت على حق، قالت الله ربي وربك فألقاه في النار حتى تفحم ثم ألقاها في النار، هي عند علماء العقيدة منتصرة لأنها ماتت على عقيدة سليمة، وعلى التزام بهذه العقيدة، هذا سماه العلماء النصر المبدئي.
النبي عليه الصلاة والسلام في أثناء الإسراء والمعراج شم رائحةً لم يشمها مثلها قط، قال يا جبريل ما هذه الرائحة ؟ قال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون.
 كم من إنسان في بلاد حولنا يعتلي أعلى المناصب الدينية، ويفتي بخلاف مسلمات العقيدة ؟ ويفتي بخلاف ما يعلم، ماشطة بنت فرعون تثبت على الحق، وتدفع أولادها الأربعة وحياتها ثمناً لثباتها، ومن أجل عرض من الدنيا قليل تنقلب الموازين وينطق الإنسان بخلاف ما يعلم طلباً للحفاظ على مكاسب، ولعرض من الدنيا قليل.
أيها الأخوة الكرام:
 مشكلتنا في مصداقية الخطاب الديني، مشكلتنا في الثبات على المبدأ، لذلك أيها الأخوة أول شيء أقوله لكم يا أولياء الطلاب الكرام لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادنا، ولا يعلم إلا الله كم نرقى عند الله حينما ننشئ أولادنا على طاعة الله لأنهم المستقبل، وإذا أراد الطرف الآخر أن يفقرنا فكسب المال الحلال، وحل مشكلات المسلمين هو العبادة الأولى، وإذا أراد الطرف الآخر أن يضلنا فترسيخ معالم الحق، وإنشاء معاهد تحفيظ القرآن الكريم، وحمل الطلاب على طاعة الرحمن أول عبادة، وإذا أراد الطرف الآخر إفسادنا، تحصين شبابنا وأبناءنا من هذا الفساد العريض أول عبادة.
أيها الأخوة الكرام:
نحن في محنة عظيمة ولكن الكرة عندنا، في ملعبنا، إذا غيرنا الله يغير، والله سبحانه وتعالى لا يطالبنا إلا بالمتاح.

 

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 60 )

 أعرض عليكم أيها الأخوة بنود الجهاد، جهاد النفس والهوى يقع في المرتبة الأولى، وهذا يستطيعه كل إنسان كبيراً وصغيراً، من يمنعك أن تكون صادقاً ؟ من يمنعك أن تكون أميناً ؟ من يمنعك أن تكون عفيفاً ؟ من يمنعك أن تربي بناتك على طاعة الله ؟ هذا جهاد النفس والهوى يقع في القمة، ويأتي الجهاد الدعوي:

 

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)﴾

 

( سورة الفرقان )

 دققوا أيها الأخوة سما الله تعليم القرآن جهاداً كبيرا، ثم يأتي الجهاد البنائي

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

 فإذا نجحنا في جهاد النفس والهوى، في الجهاد الدعوي وفي الجهاد البنائي ربما نجحنا في الجهاد القتالي.
أيها الأخوة:
 رجل عادي تزوج، ولد في عام 1900، وتزوج في عام 1920 من امرأة عادية، وأنجب ولداً ذكراً عادياً وبنتاً عادية، وكان له عمل عادي، ولم يقم بأي عمل، ولم يفكر بأي شيء، ولم يحقق أي هدف، ولم يطور نفسه، ولم ينفع أحداً، مات في عام 1925 ودفن في عام 1965، يعني عاش عمره وكأنه ميت، وهو شديد عتيد قوي صحيح كأي شخص قوي البنية، هل يوازن مع إنسان معاق في مقتبل حياته، لما اغتالته يد الغدر أنكرت اغتياله دول العالم أنكرت اغتياله حتى اليابان، شعوب الأرض مشت استنكار لهذا الاغتيال هو في قلوب الملايين، بعين واحدة ولسان، وهناك رجال لهم أجسام البغال لم يفعلوا شيئاً.
الكرة في ملعبنا أيها الأخوة، الله عز وجل ما طالبنا إلا بالمتاح، ما طالبنا بالمستحيل، ما طالبنا بالقوة المكافئة، طالبنا بالمتاح، وطالبنا بطاعته.

 

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 

( سورة إبراهيم )

 هل تستطيع دول الأرض قاطبة على أن تنقل جبل قاسيون إلى درعا ؟ مستحيل الله عز وجل يقول

 

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

 في قراءة، أو

 

 

﴿ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

 الآن دققوا في هذه الآية:

 

 

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 ألغي كيدهم بأكمله ببندين أن نصبر وأن نتقي الله عز وجل، هذا كلام خالق السماوات والأرض، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، الكرة بالتعبير المعاصر في ملعبنا، الأمر في يدنا.

 

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي﴾

 

( سورة النور الآية: 55 )

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾

 فإن لم يمكن لهم دينهم الاستنباط القطعي أن الدين الذي هم عليه بفهمهم له، بعدم تطبيقهم له، بسوء عرضهم له لا يستأهل أن يمكنهم دينهم الذي هم عليه لا يرتضيه الله عز وجل، لذلك لم يمكنهم.
 أنا أستميحكم عذراً بهذه القسوة لأن الحقيقة المرة أهون مرة من الوهم المريح نحن أمام أخطار محدقة بنا من الشرق والغرب، إن العالم كله أجمع على حرب عالمية ثالثة على العالم الإسلامي، والأمر بيد الله ولكن الله عز وجل يقول:

 

﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ﴾

 

( سورة المائدة الآية: 12 )

 فنحن حينما نؤدي ما علينا ننتظر نصر الله عز وجل.
مرة ثانية

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

 يجب أن يكون التغيير من الداخل صلحاً مع الله، إنابة إليه، إقبالاً عليه، طاعة له، تعاوناً مع المؤمنين جميع المسلمون في العالم مستهدفون من دون تفريق ولا تمييز.
فلذلك أيها الأخوة مرة أخرى وأخيرة مصداقية الخطاب الديني، والالتزام بأوامر الشرع يعطي العلم الذي تتعلمونه أكبر قيمة.
ولعلي أطلت عليكم وأشكر الأخوة الحضور، وأشكر أهل العلم والفضل، والسيد مدير الأوقاف، ومن كان قبله، وكل من ساهم في إحياء هذه الحفلة الكريمة من أجل تكريم الطلاب المتفوقين.

 

تحميل النص

إخفاء الصور