وضع داكن
23-04-2024
Logo
الصلاة - الدرس : 08 - متابعة المقتدي للإمام - فصلي في الأذكار وفي فهم القرآن.
  • الفقه الإسلامي / ٠5العبادات الشعائرية
  • /
  • ٠3الصلاة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الكلمات التي يقولها عامة الناس لو وقفنا عند معانيها لانقلبت حياتنا:

 أيها الأخوة المؤمنون، الفصل اليوم فصل: "فيما يفعله المقتدي بعد فراغ إيمانه من واجب أو غيره"، وقبل الخوض في تفصيلات هذا الفصل أحب أن أنوه إلى أن هذه السنن النبوية من أدعية، وأذكار، و أعمال، و أقوال، لا بد من أن تكون هناك حالة نفسية ترافقها، فإذا اكتفينا بتردادها كما يفعل عامة المسلمين فاليوم انقلبت هذه العبادات السامية إلى طقوس جوفاء لا معنى لها، أحياناً الإنسان يسأل نفسه هذا السؤال، لماذا كان الصحابة الكرام لا يزيدون عن ألف و قد فتحوا العالم و نشروا هذا الدين و أسبغوا على العالم قيمهم و عدالتهم و دينهم و شريعتهم؟ و لماذا نحن مع أننا نزيد عن الألف مليون مغلوبون على أمرنا؟ السر هو أن الصحابي الجليل حينما قال: الله أكبر، أي لا تأخذه في الله لومة لائم، و لا يخشى إلا الله، و لا يطيع إلا الله، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو غير الله، هذه الله أكبر، فإذا قال لا إله إلا الله فمعنى ذلك أنه رأى أن الله سبحانه و تعالى بيده مقاليـــد الكون، و مقاليد الحياة، وبيده ملكوت كل شيء، فكلمات لا إله إلا الله، والله و أكبر، و سبحان الله، و لله الحمد، و لا حول و لا قوة إلا بالله، وإنا لله و إنا إليه راجعون، هذه الكلمات التي يقولها عامة الناس هي كلمات لو وقفنا عند معانيها لانقلبت حياتنا رأساً على عقب، ولحصل انعطاف جذري في حياتنا، لكن كلمات قد يعدها بعضهم من التراث، و قد يعدها بعضهم من التقاليد، لكن كلمــة الله أكبر هز بها المسلمون العالم، لا إله إلا الله هو التوحيد، والإيمان بالقدر يذهب الهم و الحزن، فالأدعية و الأذكار بعد الصلاة أن تقول: اللهم إنك أنت السلام، و منك السلام، تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الإكرام، هذه الكلمات لو كانت هناك أحوالاً تقابلها لكنت إنساناً تطير في السلام.

ما ينبغي أن يتابعه المؤتم مع الإمام وما لا ينبغي أن يتابعه به :

 لو سلم الإمام قبل فراغ المقتدي من التشهد يتمه، أي الإمام مسرع قبل أن تصل إلى التشهد لو سلم الإمام عليك أن تتم التشهد و تسلم ولا تقرأ الصلوات الإبراهيمية؟ لا، تنهي التشهد وتسلم، أما لو سلم قبل فراغك من التشهد فلابد من أن تنهي التشهد، ولو رفع الإمام رأسه قبل تسبيح المقتدي ثلاثاً في الركوع أو السجود يتابعه، ولو دخلت في الصلاة مسبوقاً ورفعت مع الإمام وقلت: سبحان الله مرةً واحدة، ورفع الإمام رأسه يجب أن ترفع رأسك معه، ولو رفع الإمام رأسه قبل تسبيح المقتدي ثلاثاً في الركوع أو السجود يتابعه، ولو زاد الإمام سجدة لا يتبعه المؤتم، و لو أول مرة سجد والثانية نسي وبدأ في الثالثة، فالمؤتم لا يتابعه بل يبقى قاعداً، ولو قام الإمام بعد القعود الأخير و قال: أشهد أن لا إله إلا الله وتوهم أن هذا القعود هو الأول وقام فالمقتدي لا يتابعه وهنا دقة الفصل، أي متى تتابع ومتى لا تتابع؟ هذا ما ينبغي أن تتابعه به وما لا ينبغي أن تتابعه به.

الأذكار الواردة بعد الفرض :

 والآن فصل في الأذكار الواردة بعد الفرض، نحن بعد صلاة الفرض نقول: استغفر الله العظيم ثلاثاً، اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، فالقيام إلى السنة متصلاً بالفرض مسنون، وأن تقوم إلى السنة مباشرةً من الفرض مسنون، ولكن لا بأس بقراءة الأوراد بين الفريضة والسنة، ويستحب للإمام بعد سلامه أن يتحول إلى يساره، أي أن يغير مكانه، و أن يلتفت إلى المصلين، وأن يستقبل الناس، فيستغفرون الله ثلاثاً، ويقرؤون آية الكرسي والمعوذتين، ويسبحون الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمدونه كذلك، ويكبرونه كذلك، هذه بعد انتهاء الفرض والسنة، بين الفـرض والسنة يوجد عندنا أدعية الآن أقرؤها لكم:

((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ))

[ الترمذي عن ثوبان]

(( مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ))

[أبي داود عن بِلالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ]

 إذاً الشيء الثابت المتفق عليه بعد الفرض الاستغفار ثلاثاً، ثم القول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، ولكن بعد الفراغ من السنة في أكثر المساجد يوجد ورد مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الورد تقرأ آية الكرسي والمعوذات، وتسبح الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمده ثلاثاً وثلاثين، و تكبره ثلاثاً وثلاثين، ثم تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم تدعو لنفسك وللمسلمين، طبعاً ثلاثاً وثلاثين وثلاثاً وثلاثين وثلاثاً وثلاثين تسعاً وتسعين تنتهي بالمئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير لقوله عليه الصلاة والسلام:

((مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ))

[أبي داود وعن أبي هريرة]

 والإنسان أحياناً في بيته يكون معه بحبوحة من الوقت، فإذا أنهى الصلاة ثلاثاً وثلاثين، وثلاثاً وثلاثين، وثلاثاً وثلاثين، ويتمها بالمئة لا إله إلا هو وحده لا شريك له.

ترديد الأوراد يتطلب أن يكون الإنسان حافظ القلب :

 لكن الإنسان حينما يتلو هذه الأوراد يجب أن يكون حافظ القلب، فإن أغمض عينيه وتوجه إلى الله عز وجل وقال: أستغفر الله، أستغفر الله، حتى فاضت عيناه بالدموع، وحتى شعر أن الله قد غفر له، وحتى شعر أن الله استجاب له، وغفر له، ثم قال: الحمد لله، الحمد لله، أي تصور النعم التي أسبغها الله عليه، تصور نعمة الإيجاد أولاً، فنعمة الإمداد، فنعمة الهدى، هذا الشيء الذي أكرمك الله به، مثل نعمة الصحة، ونعمة الولد، و نعمة الزوجة، ونعمة الرزق، ونعمة السلامة، والحمد لله إذا رددتها وكنت حاضر القلب سمت نفسك إلى الله سبحانه وتعالى فذقت طعمها، وإذا قلت: الله أكبر، الله أكبر ثلاثاً وثلاثين، بعدها لا تأخذك في الله لومة لائم، ولا تخشى إلا الله، ولا ترضي إلا الله، و لا تسعى لغير الله، ولا تخاف إلا الله، ولا تستهدف إلا الله، فهذا كله من معاني الله أكبر.

دعاء الليل من أسرع الأدعية إجابةً :

((قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ))

[الترمذي عن أبي أمامة]

 بالمرحلة الأخيرة من الليل إذا استيقظت من فراشك وصليت ركعتين، ورفعت يديك إلى الله سبحانه وتعالى مبتهلاً، ودعوته سواءً لحاجة من حوائج الدنيا المشروعة، أو لحاجة من حوائج الآخرة، فإن الله سبحانه وتعالى لابد من أن يستجيب لك.

((... قَالَ: جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ))

 الدعاء، شرع بعد الصلاة وهو مقبول، وهذا من أسرع الأدعية إجابةً ولقوله صلى الله عليه وسلم:

(( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ))

[النسائي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ]

 ومما أثر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يرفع يده بالدعاء، ويمسح بها وجهه الشريف، تعبيراً عن أدبه، وعن أن الله سبحانه وتعالى سيستجيب له بهذا الدعاء، وفي النهاية يقول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

ما يفعله المقتدي بعد الفرض وبعد السنة :

 اتضح الآن بين السنة والفرض ثلاث مرات استغفار، اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام، و بعد السنة ثلاثاً وثلاثين أستغفر الله، والحمد لله، والله أكبر، مع آية الكرسي والمعوذات - الإخلاص والمعوذتين - وبعدها لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وفي النهاية الدعاء، وبعد الدعاء: سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، هذا ما يفعله المقتدي بعد الفرض وبعد السنة، والفصل الذي قبله ما يتابع به إمامه وما لا يتابع به، وفي الدرس القادم إن شاء الله ننتقل إلى مفسدات الصلاة وهي ثمان وستون.
* * *

التفسير وفهم كتاب الله :

 والآن إلى فصل من إحياء علوم الدين، الحقيقة هذا الفصل مهم جداً، هذا الفصل في فهم القرآن وتفسيره وما من موضوع اختلف فيه الناس كموضوع التفسير وفهم كتاب الله.
 قال الإمام الغزالي: لعلك تقول: عظمت الأمر فيما سبق في فهم أسرار القرآن، وما ينكشف لأرباب القلوب الذكية من معانيه، فكيف يستحب ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"، كنا نتكلم عن فهم القرآن، والتعمق بفهمه، وتدبر آياته، والاستنباط منها، فكيف نوفق بين هذا الذي قلناه من قبل من كتاب إحياء علوم الدين وبين قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"؟ فهل للإنسان أن يفسر أم لا يفسر؟ فإذا لم يفسر يقولون له قوله تعالى:

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾

[ سورة محمد: 24 ]

 وإذا فسر يقولون له: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " فماذا يفعل؟ إذا فسر ما انتهى من الناس وإن لم يفسر يقولون لماذا لم يفسر؟ لكن الإمام الغزالي يوفق بين هذين النصين توفيقاً جميلاً، قال: وعن هذا شنع أهل العلم بظاهر التفسير على أهل التصوف من المفسرين المنسوبين إلى التصوف في تأويل كلمات في القرآن على خلاف ما نقل عن ابن عباس وسائر المفسرين، فعندنا لوم شديد من علماء الظاهر على العلماء الصوفيين الذين فسروا القرآن تفسيراً إشارياً عميقاً مستندين إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " وذهب بعضهم إلى أنه قد كفر، قال: فإن صح ما قاله أهل التفسير فما معنى فهم القرآن سوى حفظ تفسيره؟ ومادام القرآن مفسراً سابقاً عن ابن عباس، وعن مجاهد، وعن شريح، وفلان من التابعين، فانتهى الأمر، ولا يوجد إلا مهمة واحدة أن نقرأ هذه التفاسير، ونحفظها، وانتهى الأمر، وإن لم يصح ذلك فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار "؟

 

من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر عن حد نفسه :

 الآن نحن في مشكلة هل نفسر أم لا نفسر؟ إن فسرنا يقال لنا: " من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " وإن لم نفسر قيل لنا: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها، قال: فاعلم أن من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر عن حد نفسه، وهو مصيب بالإخبار عن نفسه، ولكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافةً إلى درجته التي هي حده و محطه، فما معنى هذا الكلام؟ فإذا قال إنسان لك: أطيب شيء في الأرض هو الدبس، وهو لم يأكل غير الدبس فهو صادق، ولكن ليس له الحق أن يقول: الناس كلهم لا يوجد عندهم ذوق، فالذين أكلوا عسلاً يسخرون من هذا القول.
 إنسان فهم الآية فهماً وإذا قال غير هذا المعنى فلا يكون غالطاً، فهذه حدوده، وهذا مستواه، وهذه درجته، أيحمل الناس كلهم على هذه الدرجة؟ و القرآن كما قلت من قبل: ليس ملك أحد، بل ملك المسلمين كلهم، فلما يقنن الإنسان يحصر آية على تفسير واحد، ويحمل الناس على درجته، وهو محدود، وفي الناس من هو أعلى منه، و من هو أفطن منه.
 قال: فاعلم أن من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما شرحه ظاهر التفسير فهو مخبر عن حد نفسه، وهو مصيب بالإخبار عن نفسه، لما قال: إن الدبس أطيب طعام صحيح - هذا الكلام له صحيح- ولكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافةً إلى درجته التي هي حده و محطه، بل الأخبار والآثار تدل على أن في معاني القرآن متسعاً لأرباب الفهم، وفي القرآن يوجد مجال واسع للتفاوت في الفهم، وسيدنا علي رضي الله عنه يقول: "إلا أن يؤتي الله عبداً فهماً في القرآن".
 هذه نعمة من نعم المولى الكريم أن يعطيك الله سبحانه وتعالى نعمة فهم كتابه، فإن لم يكن سوى الترجمة المنقولة فما ذلك الفهم؟ وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن للقرآن ظهراً، وبطناً، وحداً، ومطلعاً"، ويروى أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه وهو من علماء التفسير فما معنى الظهر والحد والبطن والمطلع؟ هذا سؤال وهذا حديث لرسول الله صلى الله عليه.
 وقال علي كرم الله وجهه: "لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير سورة الفاتحة"، أوقرت بمعنى حملت.

القوى الإلهية التي تعطي للأجسام خواصها إنما هي قوى من عند الله :

 هناك آية ثانية أدق من هذا، قال تعالى:

﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾

[ سورة الكهف : 109 ]

 قال لي رجل من أيام التقى بي أمام البيت: ما معنى قوله تعالى:

﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾

[ سورة القارعة : 5 ]

 قلت له: العهن هو الصوف، قال لي: لا يكفي، أريد أعمق من هذا؟ قلت له: العهن هو الصوف والمنفوس، شعرت أن هذا المعنى فقلت له: الله عز وجل جعل ترابطاً بين ذرات الصخر، الصخر قاسٍ فجعل ترابطاً بين ذرات الحديد، وهذه الأجسام الصلبة تراها صلبة لأن الله سبحانه وتعالى ربط بين ذراتها بقوته، فلو أن الله سبحانه وتعالى قطع الإمداد عن هذه الذرات لأصبحت متفلتة، ولانعدم هذا الترابط، وتفككت، وتحررت، وأصبحت سائبة، ولم يبق الصخر صخراً بل صار الصخر طحيناً، وما عاد الحديد حديداً صار الحديد ماءً، فربنا عز وجل أراد أن يلفت النظر إلى أن هذه الأشياء الصلبة التي تراها في الأرض، وتنعم بها، وتقيم بناءك عليها، إنما هي صلبةٌ بقوة الله، فلو أن الله سبحانه وتعالى منع عنها قوته لأصبحت منحلة، مبعثرة، فكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول: إن هذه القوى الإلهية التي تعطي للأجسام خواصها إنما هي قوى من عند الله عز وجل، فالحديد لا يسمى حديداً إلا إذا شاء الله له أن يكون حديداً، فإن لم يشأ صار غازاً أو سائلاً، وقنع وقال لي: هذا المعنى دقيق. الحقيقة قوله تعالى:

﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾

[ سورة الكهف : 109 ]

كل آية هي وسيلة إيضاح لتعريف الناس بالله عز وجل :

 كلام إله ينحد بكلمة؟ العهن المنفوش الصوف الممدود فقط؟ هذه يتكلم عنها خمس ساعات، وهذه معلوماتي المحدودة، وشعرت أن في الذرات قوى تجاذب، وقوى ترابط، والذرة يكون لها شكل صلب، أو شكل سائل، أو شكل غازي، بحسب ترابط ذراتها، وللحرارة أثر في تباعد هذه الذرات، وفي تحويل الجسم من صلب إلى سائل إلى غاز، فهذه القوى التي تشد الذرات بعضها إلى بعض إنما هي قوة الله عز وجل، فالجبال يوم القيامة انتهت مهمتها، وانتهت وظيفتها، قال تعالى:

﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾

[ سورة القارعة : 5 ]

 والشمس انتهت وظيفتها، قال تعالى:

﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾

[ سورة التكوير: 1 ]

 والنجوم انتهت وظيفتها، فصارت دليلاً على الله عز وجل، كوسائل إيضاح، وسائل معينة لتعريف الناس بالله عز وجل، مالك يوم الدين انتهت الحياة الدنيا، وفرصة الاختيار انتهت، وبدأ يوم الحساب، فقال تعالى:

﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ*وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ*وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ*وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾

[ سورة التكوير: 1-5 ]

 والنجوم، فكل آية لها ظهر وبطن، قال تعالى:

﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾

[ سورة الكهف : 109 ]

 الله سبحانه وتعالى هو الآخر و من باب أولى كلامه الآخر، إلا أنه يكون عندك تفسير أربعمئة صفحة، كلمة العهن المنفوش الصوف الممدود فقط، وغير هذا لا يوجد، فاقرأ بعض التفاسير هكذا كلمة يقابلها كلمة ثانية، والإمام الغزالي يقول: لا فهذا شيء مستحيل، وسيدنا علي رضي الله عنه ليس نبياً قال: "لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير سورة الفاتحة"، وقال أبو الدرداء: "لا يفقه الرجل حتى يزعم للقرآن وجوهاً".

كل آية في القرآن الكريم لها مجموعة وجوه :

 في دروس التفسير السابقة شعرت كيف ربنا عز وجل الآية الواحدة لها مجموعة معانٍ، حمالة الحطب، وربنا عز وجل رمز لكل ذنْب بحبة لها ثقل، حطبة مع حطبة، فصار الثقل شديداً قد يعجز الإنسان عن حمله، فلماذا حطب وليس حديداً؟ الحطب يحترق لأن هذه الأوزار سوف تحرق صاحبها، وهذا معنى، حمالة الحطب كانت تؤذي النبي عليه الصلاة والسلام، وتضع في طريقه الحطب، وحمالة الحطب كانت بخيلةً. أي كل آية في القرآن الكريم لها مجموعة وجوه، قال تعالى:

﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾

[ سورة الماعون: 7]

 فالعلماء قالوا في هذه الآية أربعة عشر تفسيراً، وأوجه هذه التفاسير أنك إذا سببت أذىً لفاعل الخير فأنت مانع الخير، وإنسان قدم خدمة مخلصاً بها فأصبته بالأذى فربما أخذ عهداً على نفسه ألا يفعل خيراً ما عاش، إذاً من هو الذي يمنع الماعون؟ هو الذي يسبب الأذى لفاعل الخير، ولاحظتم بتفسير جزء عم، كل آية لها مجموعة معانٍ كثيرة.
 وقال أبو الدرداء: "لا يفقه الرجل حتى يزعم للقرآن وجوهاً"، وقال بعض العلماء: "لكل آية ستون ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن".

تتبع آيات القرآن الكريم وما تنطوي عليها من دقائق :

 مثلاً لماذا قال ربنا عز وجل:

﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ﴾

[ سورة النور: 2]

 ولماذا بدأ بالزانية؟ لأن المرأة أقدر على الزنا من الرجل، و هي السبب في الزنا، لماذا قال:

﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾

[ سورة المائدة: 38]

 لأن الرجل أقدر على السرقة من المرأة، لماذا قال:

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة:24]

 لماذا بدأ بالأب بالذات؟ لأن هذه الآية ساقها الله سبحانه وتعالى في معرض الاعتزاز الاجتماعي، والإنسان يعتز أكثر ما يعتز بأبيه. قال تعالى:

﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴾

[ سورة عبس:34-35]

 لماذا بدأ بالأخ؟ لأن الأخ أقرب الناس للإنسان، والأب كبير والابن صغير، ففي موطن الاستنجاد والالتجاء الأخ. قال تعالى:

﴿ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ﴾

[ سورة المعارج:11]

 لماذا البني؟ لأنه من حيث المحبة الابن يقع في المقدمة، ففي الفداء الابن، وفي الالتجاء الأخ، وفي الاعتزاز الأب، قال تعالى:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾

[ سورة آل عمران: 14 ]

 في المتعة المرأة، هناك خمس آيات في كتاب الله ورد فيها الأقارب مرتبين ترتيباً خاصاً، لماذا قال تعالى:

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النور: 30]

 لماذا بدأ بغض البصر وانتهى بحفظ الفرج؟ لأن حفظ البصر طريق لحفظ الفرج، حقائق، لو تتبعت كتاب الله، قال تعالى:

﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾

[ سورة الجمعة: 11]

 لماذا بدأ الله سبحانه وتعالى بالتجارة ثم باللهو؟ لأن التجارة أساس اللهو، لا لهو بلا تجارة، واللهو يحتاج إلى دخل كبير، فلماذا بدأ باللهو ثم بالتجارة في آخر الآية:

﴿ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾

[ سورة الجمعة: 11]

 لأن الإنسان عندما يتغافل عن الصلاة بدافع اللهو فإثمه كبير، أما إذا تغافل عن الصلاة بدافع التجارة فإثمه كبير ولكن أيهما أكبر؟ بدافع اللهو، التسلسل دقيق جداً، فهلا تتبعت هذه الآيات وما ينطوي عليه من دقائق؟
ولما ربنا عز وجل قال:

﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾

[ سورة الواقعة: 20-21]

 معنى الفاكهة قبل الطعام أول استنباط، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "اقرؤوا القرآن والتمسوا غرائبه".

القرآن الكريم عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه :

 وقال عليه الصلاة والسلام في حديث علي كرم الله وجهه، كيف قال صلى الله عليه وسلم في حديث علي؟ الحقيقة إذا قال الصحابي الجليل قولاً فهذا يصنف مع الأحاديث، لأنه ما قاله إلا عن رسول الله قال عليه الصلاة والسلام: " والذي بعثني بالحق نبياً، لتفترقن أمتي عن أصل دينها وجماعتها على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة مضلة يدعون إلى النار فإذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله عز وجل فإن فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ ما يأتي بعدكم، وحكم ما بينكم، ومن خالفه من الجبابرة قصمه الله عز وجل، ومن ابتغى العلم في غير ذلك أذله الله عز وجل، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وشفاؤه النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستقيم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلطه كثرة الترديد..."
 الذي يعنينا: "إذا افترقت أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن أصل دينها إلى اثنتين وسبعين فرقة وكل هذه الفرق ضالة مضلة إلا واحدة" وهناك رواية ثانية:

(( وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إلا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ))

[الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو]

 إذا افترقت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعليك بكتاب الله، هو الأصل، وهو الينبوع، لما ترى الماء أسود ارجع إلى النبع، فبالنبع الماء زلال، فرات، عذب، صافٍ، نقي، سائغ للشاربين، تشتهي أن تشربه، لكن في المصب المياه سوداء لكثرة ما دخل عليها من رواسب، ومن مياه آسنة، ومن أشياء قذرة، ولذلك: بدأ الدين غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء، والآن الحل أن نعود معاً إلى الينبوع الأول وهو كتاب الله، فإن كنتم في زمن الفتن من الفرقة، وزمن الضلالة، وكل يدعي وصلاً بليلى، قال تعالى:

﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾

[ سورة المؤمنون: 53]

﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾

[ سورة الحشر: 14]

(( بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ يَعْنِي بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ...))

[ أخرجه الإمام الترمذي و أبو داود عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ]

 إذا وصلت إلى هذا الزمان يوم يؤمر بالمنكر وينهى عن المعروف، يوم يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، يوم يخون الأمين ويؤتمن الخائن، ويكذب الصادق ويصدق الكاذب، يوم تلد الأمة ربتها، يوم يكون المطر قيظاً والولد غيظاً، ويفيض اللئام فيضاً ويغيظ الكرام غيظاً، ويوم يسند الأمر إلى غير أهله، عندئذ اعتصم بكتاب الله، لماذا؟ لأن كتاب الله سبحانه وتعالى فيه نبأ من كان قبلكم موعظة، وهناك أقوام أشادوا حضارات، وجاؤوا بمعجزات، وأشادوا الأهرامات، وبنوا القصور، ونحتوا الجبال، واخترعوا مواد لا تزال إلى الآن سر من أسرار هذه الأمم، كفروا بالله سبحانه وتعالى فأهلكهم الله سبحانه وتعالى، يوجد عندنا حوادث، وأنا أقول دائماً ربنا عز وجل، القرآن الكريم كون ناطق، والكون قرآن صامت، والحوادث قرآن عملي، فآكل المال الحرام الله في أغلب الأحيان يتلف ماله، والمعتدي يعتدى عليه، والظالم سوط الله ينتقم به ثم يُنتقم منه، ولو تتبعت ما يجري في الدنيا، فهذه المدينة الفاجرة أصابها زلزال جعلها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً، وهؤلاء القوم منحرفون أخلاقياً ابتلاهم الله بالأمراض، والآن في العالم الغربي في أمريكا يوجد أمراض تسبب الذعر، فقد سمعت عن أمراض عديدة كلها أمراض جنسية بسبب التفلت الأخلاقي فالقرآن كون ناطق، والكون قرآن صامت، ومعاملة الله للعباد وتصرفاته هي قرآن عملي، و الإنسان عندما يتعمق بالفهم يجد أن ما يجري في الأرض صادق لما في كتاب الله، إذ يوجد قانون السقوط قائم ثابت لا يتغير ولا يتبدل، وأن تعترف به، و تفهمه، وتتقيد بتعليماته، وتتأدب معه، وتنجو، وتستهين به، وتستخف به، وتنكره، وتكذبه، وتدفع الثمن فهذا كلام عام، دقق في بيتك، وفي زواجك، وفي بيعك، وفي شرائك، وفي معاملتك، وفي ربحك، وفي صحتك، كله مطبق.

 

إن كانت جميع الفواحش متوافرة كلها فالدمار حق :

 إذاً فيه نبأ من كان قبلكم، الأقوام السابقة، ربنا عز وجل توجه إلى آخر الزمان قال تعالى:

﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴾

[ سورة القمر: 43]

 أي قوم لوط فعلوا فاحشة واحدة فدمرهم الله سبحانه وتعالى، و قوم ثمود فعلوا فاحشة من نوع آخر، قوم شعيب بخسوا المكيال، و كل قوم ارتكبوا فاحشة فاستحقوا الدمار، فإذا كانت جميع الفواحش متوافرة كلها فالدمار حق، ولذلك قال تعالى:

﴿ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾

[ سورة الإسراء: 58]

 سترون بأعينكم كل مرحلة من الزمن يحل البلاء في بلد.

القرآن الكرم فيه نبأ من كان قبلنا ونبأ من يأتي بعدنا :

 والله عز وجل قال:

﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 65 ]

 من فوقكم البراكين، فهذا بركان سيزوف، ثار وغطى مدينة، ثمانية أمتار سحاب بركاني، حرارته ثمانمئة درجة، فالناس ماتوا إما احتراقاً أو اختناقاً أو انحباساً، إنها مدينة بكاملها، الساعة الثانية ظهراً تقريباً جمدت على حالها، و بعد ألف سنة أثناء تنقيب الآثار وجدوا مدينة طبعاً صخوراً كسروا الصخور فوجدوا تجويفات، فجاء علماء الآثار حقنوا هذه التجويفات بجبصين سائل فلما نشف الجبصين كسروا هذه الصخور فظهرت الأجسام، أم هاربة من السحاب، وامرأة تحتضن ابنها، والأشخاص في السجون، والذعر باد على وجوههم،و النساء في القصور يجمعن الحلي، كلها صور مأخوذة مجسمة، مثل أدوات الطعام، قال تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾

[ سورة الأنعام: 65 ]

 يوجد مدينة في اللاذقية اسمها أوغاريت، العلماء يقولون: إن بركاناً ثار بالقرب منها، وغطاها ثلاث مرات أي مدينة وتحتها مدينة، وتحتها مدينة، وجبل الأقرع ثار بركانه ودمر هذه المدينة ثلاث مرات، فهذه من فوقكم، والآن يوجد أسلحة من فوقكم، صواريخ يقول لك: قصف مدفعي كثيف، وتراشق صاروخي، و هذه أيضاً من فوقكم، أو من تحت أرجلكم، الزلازل، أغادير مدينة جميلة جداً على الساحل الأطلسي، هذه المدينة خاصة بالسياح الأجانب وكل أنواع المنكرات فيها، حتى الأماكن الرذيلة لا يسمح لأبناء المغرب بالدخول إليها لشدة الانحراف، ثلاث دقائق أصبحت ركاماً، فيها فندق كبير، ثلاثون طابقاً، حكمة الله سبحانه وتعالى هذا الفندق غاص كله، وبقيت لوحته الكبيرة على الطابق الثلاثين على مستوى الأرض، فهذه أو من تحت أرجلكم، وهذه على مستوى جماعي، وهذه على مستوى فردي، وهناك بناء يغوص بكامله بمن فيه، قال تعالى:

﴿ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾

[ سورة الأنعام: 65 ]

 هذا من مستوى الزلازل، ومستوى البراكين، قال تعالى:

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

[ سورة النحل: 112]

 فالإنسان لا يأمن أن يسير متراً، قد يقتل بلا سبب، في بعض الأقطار التي تشهد صراعات داخلية فيها بلاء من الله عز وجل.
 إذاً فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من يأتي بعدكم، قال تعالى:

﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴾

[ سورة الروم: 2-3]

 فتح مكة، نبأ من كان بعدكم، وانتصار الرومان على الفرس نبأ من كان بعدكم.

أحداث قيام الساعة :

 الآن أحداث قيام الساعة، قال تعالى:

﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾

[ سورة الزخرف: 61]

﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا﴾

[ سورة يونس: 24]

 هناك أمور لما تفسر، قال تعالى:

﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة يونس: 24-25]

 فالآن يوجد قمة في الزخرفة، أينما تذهب تجد زخرفة، أسقف مستعارة، وجدراناً مزينة بالزخارف، وإضاءة مخفية منوعة، وفرشاً وثيرة جداً، ومداخل حدائق، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾

[ سورة المائدة: 1]

 ملكوا السلاح النووي، فيه نبأ ما كان قبلكم، ونبأ ما كان بعدكم، وحكم ما بينكم، فإذا اختلف اثنان فالقرآن الكريم يحكم بينهما، هو الحكم، وإذا اختلف الزوجان الحكم لكتاب الله، وإذا اختلف شريكان فالحكم لكتاب الله.

من قرأ القرآن قراءة صحيحة و عقل معانيه زالت كل أمراضه النفسية :

 قال تعالى:

﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾

[ سورة النحل: 69]

 اعمل عقداً معه، يأتيك الحكم بهذا الشكل.. ومن خالفه من الجبابرة قصمه الله عز وجل، ومن ابتغى العلم في غيره أذله الله عز وجل...فإذا الإنسان لحق الكتب الأخرى قال لك: يوجد عندي المجموعة النفسية، كتاب لفرويد، إنه يجعل الجنس أساس الحياة، فالإنسان كتلة جنس، أو عندي كتاب مثلاً لدارون، أصل الإنسان.... "من ابتغى العلم في غيره أذله الله عز وجل، وهو حبل الله المتين ونوره المبين وشفاؤه النافع..."لا يحزن قارئ القرآن أبداً، فهو دواء لكل داء، فداء القلق القرآن الكريم، ومن الخوف اقرأ القرآن يذهب خوفك، الضياع تجتمع، والتشاؤم تتفاءل، و الشعور بالضعف تشعر بالعزة والكرامة، فلو قرأت القرآن قراءة صحيحة وعقلت معانيه تزول كل أمراضك النفسية، قال تعالى:

﴿ وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾

[ سورة الإسراء: 82]

 وشفاؤه النافع عصمة لمن تمسك به، قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، فإنسان كاد لإنسان بعث له امرأة بوقت متأخر صار هناك خلوة، وكلفها عندما تخرج من عنده تدعي أنه اغتصبها فشوه سمعته، ولو كان متمسكاً بكتاب الله ما سمح لها أن تدخل بيته إطلاقاً، إذ تحدث مشكلات كثيرة لعدم التمسك بكتاب الله، "عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه".

التمسك بكتاب الله :

 "لا يعوج فيقوم.. " القوانين تحتاج إلى تعديل، يصدر قانون فيعدل، والثاني، والرابع، والخامس، و تجده مربوطاً به خمسون ورقة، تعديلاته كلها، ثم يضيفون ثم يلغون القانون، ويصدر قانون جديد، بعد شهرين يعدل لأنه ناقص، أما ربنا عز وجل: "لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستقيم، ولا تنقضي عجائبه"، السماء ذات الرجع فهمها المفسرون أنها البخار يصعد إليها ثم يرجع مطراً شيء جميل، و هذا معنى بسيط، الآن الأمواج الصوتية تصعد في السماء هناك طبقة عليا تعكسها إلى الأرض، ولولا هذه الطبقة ما أمكن الاتصال باللاسلكي، والسماء ذات الرجع، ولا تنقضي عجائبه، العلم يتقدم يوجد في القرآن إشارة لهذا التقدم، قال تعالى:

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾

[ سورة النمل: 88]

﴿ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 125]

 هذا الضغط، فالضغط عندما يخف تضيق نفس الإنسان، "ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلقه كثرة الترديد..." ، كلما زدته نظراً زادك معنىً، وفي حديث حذيفة رضي الله عنه لما أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بالاختلاف والفرقة بعده، "فقلت يا رسول الله فماذا تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تعلم كتاب الله واعمل بما فيه"، فإذا كنت تعيش في عصر فيه ضلالات، وفيه فتن، و ضياع، و عمى، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، واستعلاء الناس، واستخفافهم بالشرع، إذا كنت في هذا العصر ما المخرج وما النجاة؟ قال عليه الصلاة والسلام: "تعلم كتاب الله واعمل بما هو فيه، قال: فأعدت عليه ذلك ثلاثاً فقال صلى الله عليه وسلم: تعلم كتاب الله واعمل بما هو فيه ففيه النجاة".

كلما تقدم العلم يصل إلى أصل ذكره الله في القرآن الكريم :

 وفي الزمن الصعب تعلم كتاب الله، واعمل بما هو فيه، أي حضور مجلس العلم أثمن ما في الحياة، لأنك بهذا تعرف القرآن، وتعرف أحكام القرآن، وتعرف أوامر الله، و نواهيه، وقواعد الحياة، و طريق السير إلى الله عز وجل، و الهدف من خلقك، وقال علي كرم الله وجهه: "من فهم القرآن فسُرِّ به جمل العلم"، هذه كلمة دقيقة جداً، العلماء قالوا: العلوم الحديثة كل أصولها في القرآن الكريم لا تفريعاتها، فيتعمقون في العلم حتى يكتشفوا حقيقة يكون ربنا أشار إليها، وربنا عز وجل لو قال وقت نزول القرآن: الأرض كروية لكذب الناس القرآن، لكن أشار إشارات كثيرة بأنها كروية، قال تعالى:

﴿ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ﴾

[ سورة الزمر: 5]

﴿ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ﴾

[ سورة الانشقاق: 3]

 خطوط الدائرة متصلة مستمرة لا منقطعة، أما خطوط المكعبات فمنقطعة، وإذا الأرض مدت. قال تعالى:

﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾

[ سورة النازعات: 30]

 فما الذي جعلها كالدحية أي كالكرة، يوجد إشارات إلى أن الأرض كروية، والآن اكتشفوا أن العسل صيدلية كاملة، قال تعالى:

﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾

[ سورة النحل: 69]

 وقوانين السعادة الزوجية غض الطرف، قرأت كتاباً لإنسان اسمه كارين-الإنسان ذلك المجهول- جذب نظري جملة قال: إن المخرج من التفسخ الاجتماعي، وانحلال الخلق، وضياع الأسرة، أن يقصر الرجل طرفه على زوجة واحدة، أي يغض بصره، وإذا لم يغض بصره فإنه لا يسعد في بيته، فالعلم كلما تقدم يصل إلى أصل ذكره الله في القرآن الكريم.

في فهم معاني القرآن مجال رحب ومتسع بالغ :

 الآن طموح المرأة في أوربا أن تكون سيدة منزل، وربة منزل متفرغة لزوجها ولو شقيت معه، فصار إذا كانت المرأة متفرغة لزوجها فهذه محسودة، بعد أن صار اختلاط، وبعد أن أصبحت المرأة مبتذلة، منفقة المتاع و ميسورة لكل إنسان، الآن صار هناك طموحاً في العالم الغربي أن تكون سيدة منزل كما جاء في الإسلام قال تعالى:

﴿ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ﴾

[ سورة طه: 117]

 فتشقى وحدك في العمل والسعي، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:

﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾

[ سورة البقرة : 269 ]

 أي الفهم في القرآن، وقال عز وجل:

﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾

[ سورة الأنبياء: 79]

 ثم ما آتاهما علماً وحكماً وخصص ما انفرد به سليمان الفهم لقوله تعالى:

﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ﴾

[ سورة الأنبياء: 79]

 فهذه الأمور كلها تدل على أن في فهم معاني القرآن مجالاً رحباً ومتسعاً بالغاً، وأن المنقول من ظاهر التفسير ليس منتهى الإدراك فيه، وللبحث صلة نأخذها في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.
* * *

بعض الأحاديث النبوية الشريفة :

 والآن إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة، يقول عليه الصلاة والسلام:

((خياركم من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، ورغبكم في الآخرة عمله))

[ الترمذي عن ابن عمرو بن العاص ]

 أي حديثه يزيدكم علماً بالله، وعمله يرغبكم في الآخرة، ورؤيته تذكركم بالله عز وجل، ولذلك فأولياء أمتي إذا رؤوا ذكر الله بهم، فالله عز وجل يهب المؤمن سمتاً حسناً، ونورانية في وجهه، واستقامة في عمله، فيصبح هذا المؤمن قدوةً لغيره، فإذا كنتم كذلك فأنتم من خيار الناس.

 

تحميل النص

إخفاء الصور