وضع داكن
18-04-2024
Logo
هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس : 25 - هديه في العمل الدؤوب.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العمل :

 خطر في بالي هذا المثل تمهيداً لهذه الأحاديث؛ ماكينة خياطة قديمة، الخيط الذي يمشي في مكان معين، على معدن من أقسى المعادن، استطاع خلال ثلاثين عاماً أن يحفر مجرى له، استطاع أن يحفر هذا الخيط خلال ثلاثين عاماً من هذا المعدن القاسي ما يزيد عن واحد مليمتر نحو الأسفل.
 في بعض الدوائر الحكومية- النفوس قديماً- المنزل في المرجة، تجد الرخام ممسوح أكثر من أربعة إلى خمسة سنتمترات؛ صار الدرج واضحاً جداً، وهناك أمثلة كثيرة أن العمل الدؤوب يؤثر في الأحجار، شيء خفيف، أحياناً نقطة ماء مستمرة تثقب صخراً.
 هناك مجموعة أحاديث تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العمل، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:

((كان للنبي صلى الله عليه وسلم حصير، وكان يُحَجِّرُهُ باللَّيل؛ فيُصلي عليه ....))

[النسائي عن عائشة]

 أي يتخذه حجرة؛ الإنسان عندما يصلي على مصلى حصر نفسه - قضية نفسية - في هذا المصلى إذا وضع أمامه سترة- علامة أمامه- حصر نفسه في هذه العلامة - وهذا من السنة، الإنسان أحياناً يصلي وراء عضاضة؛ فيرتاح، لو صلى بمنتصف المسجد؛ قضية مفتوحة؛ فالإنسان حينما يحصر نفسه في مكان؛ هذا المكان يعينه على أن يجمع قلبه على الله عز وجل – فكان عليه الصلاة والسلام له حصير فكان يحجره بالليل -يجعله كالحجرة- فيصلي عليه:

(( ...ويَبْسُطُهُ في النَّهار، فَيَجْلِس عليه، فجعل النَّاسُ يَثُوبُونَ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فيُصَلُّونَ بصلاته، حتَّى كَثُرُوا، فأقبَلَ عليهم وقال: يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا من الأعمال ما تطيقون، فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتَّى تَملُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله؛ أدَومهاَ وإن قلَّ))

[النسائي عن عائشة]

منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم منهج متوازن لا ينتج عنه أخطار :

 أحب الأعمال إلى الله - أي ركعتان كل يوم ضحى أحسن من مئة ركعة بالسنة مرة - أحَبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ، إنسان لزم هذا الدرس يثبت عليه، لزم صلاة الفجر في المسجد فليثبت عليها، لزم أن يصلي قيام الليل ركعتين يثبت عليهما، أما عملية الطفرة والفورة ثم الهمود؛ فهذه عملية محبطة؛ يهمك الأثر النفسي؛ العمل الدؤوب يعمل ثقة بالنفس، يعمل تراكماً، يعمل ثقة وتراكماً، أما العمل غير الدؤوب فيعمل إحباطاً، يضعف أثره، فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام هذا توجيهه في مجموعة أحاديث؛ أي بساعة تألق دفع ألف ليرة صدقة، فيما بعد لم يكرر ذلك، صار معه إحباط، صار عند الله بخيلاً، عمل وندم؛ أما خمسون ليرة كل أسبوع؛ صدقة دائمة؛ فتعمل أثراً متنامياً في نفسه، تعمل له ثقة بالنفس، و تعمل له قوة تأثير، الثبات نبات، كل شيء مع الاستمرار له أثر، من دون استمرار يعمل ردة فعل معاكسة في النفس، يعمل إحباطاً، فإذا تمكن الإنسان - بعباداته، بإنفاقه، بصلواته، بصيامه، حتى في كل علاقاته - أن يثبت على شيء فهذا الشيء ينمو شيئاً فشيئاً، وهذا الشيء يعطيه ثقة بالنفس، وهذا الشيء يعطي تأثيراً.
 لا أذكر أين ذهبت إلى مكان وجدت أثر شيء ضعيف، صارخ، لكن هذا الشيء الضعيف بشكل مستمر، أنا ذكرت الآن: خيط بالماكينة؛ كيف أنه قد حفر خمسة مليمترات، بأقسى أنواع المعادن، خيط بسيط لكنه يمشي في مكان مستمر، تذكرت وقع الأقدام على درج رخام، من أقسى أنواع الرخام؛ خلال أربعين عاماً، أخذ من الرخام مسافات كبيرة جداً؛ صار الدرج ممسوحاً، وهناك أمثلة كثيرة على هذا، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((وإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله؛ أدَومهاَ وإن قلَّ))

[النسائي عن عائشة]

 كثيراً ما يمر على المساجد شباب؛ يفور فور كبيرة؛ من قيام الليل لإنفاق إلى صدقة إلى.... وفيما بعد فجأة يتلاشى هذا الحال، ويعود إلى ما كان عليه- يسمونها نكسة، يسمونها إحباطاً - تضعف ثقته بنفسه، يظن نفسه منافقاً؛ لأنه لم يمشِ باعتدال، البارحة التقيت مع شخص، قال لي: أنا ما لزمت مسجداً، وما تعلمت على يد رجل، إلا أن بعض الكتب - بدأ يقرأها وحده، وكتب ممنوع قراءتها- فيها شطحات كبيرة جداً، فيها ألغام، قرأها وحده وصار معه فورة غير متوازنة؛ هذه الفورة أدت به إلى مرض نفسي، هذا المرض كان له آثار كبيرة جداً، فأنا قلت له: لو طبقت منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا منهج متوازن لا يمكن أن ينتج عنه أخطار، الله عز وجل قال:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾

[سورة التوبة:119]

 وقال:

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

[سورة الكهف: 28]

من منهج النبي أن تلزم الجماعة و يكون لك مرجع ديني :

 من منهج النبي أن تلزم الجماعة؛ من منهج النبي ان يكون لك مرجع ديني، لك ثقة به؛ أنت ابحث عن إنسان تثق به، واجعله مرجعاً لك في الدين، من منهج النبي عليه الصلاة والسلام الاستشارة و الاستخارة، فإذا لم يعبأ الإنسان لا بمنهج ولا بمرجع، وتحرك حركة وحده من دون توجيه؛ قد يصاب بمضاعفات خطيرة جداً، كان في غنى عنها؛ فلذلك أيها الأخوة، من منهج النبي عليه الصلاة والسلام أن نلزم الجماعة بشكل متوازن، أحياناً الإنسان يندفع فيهمل دراسته، ثم تذهب هذه الفورة؛ يرى كل أصدقائه تفوقوا ، معهم شهادات عليا وهو في أسفل السلم، فينقم على الدين - أنت لم تكن متوازناً- أحياناً يهمل عمله؛ فجأة يفاجأ؛ صار فقيراً، أهمل عمله؛ اختل توازنه، أهمل دراسته؛ اختل توازنه، ما خطط للزواج إطلاقاً؛ كان في فورة، هذه الشهوة خامدة، فلما ذهبت هذه الفورة سيطرت هذه الشهوة؛ ليس معه مال، لا يوجد عنده إمكانية، هذا الذي يمشي بشكل غير متوازن، لا يخطط تخطيطاً سليماً، أو إذا دعا الإنسان إلى الله، و لم يبنِ أخوانه بناء صحيح، بناء متوازن، بناء يجمع بين الحاجة والقيمة، بين الدنيا وبين الآخرة، فهو إنسان لا خير فيه، أي أعظم ما في الإسلام أنه منهج متوازن؛ اعترف بنوازعك الأرضية؛ قال لك: تزوج واعمل واكسب المال، فأحياناً تنشأ فورة انفعالية عاطفية عند بعض الشباب؛ تجده يهمل دراسته، يهمل عمله، يهمل كل شيء، هذه الفورة عندما تنتهي يجد نفسه تخلف.

 

التوازن يقضي أن يفعل الإنسان عملاً مستمراً :

 لذلك النبي عليه الصلاة والسلام ما قبل أن يأخذ من سيدنا عمر كل ماله، أخذ نصف ماله للدعوة، أي عليه واجبات، هناك إنسان مستثنى فقط؛ هو سيدنا الصديق، الذي عنده إيمان لو وزع على لأهل بلد لكفاهم، إنسان فقط بتاريخ المسلمين، أما الباقي فهناك توازن، التوازن يقضي أن تفعل عملاً مستمراً:

((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))

 حتى بالعبادة، إذا الإنسان فار فورة ثم همد؛ فهذه فيها نكسة، افعل ما تطيق، لا تكلف نفسك ما لا تطيق، فالإنسان إذا حمل نفسه فوق ما يطيق ثم تراجع؛ تضعضعت ثقته بنفسه، وشعر حاله منافقاً، وشعر حاله كاذباً، أما إذا عمل عملاً مستمراً؛ فالعمل يتنامى، والثبات نبات، قال:

((خُذُوا من الأعمال ما تطيقون، فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتَّى تَملُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعمال إلى الله ما دَامَ وإن قلَّ))

 وأنا بحياتي أشخاص كثيرون سلكوا طريق الفورة والتألق السريع ثم اختفوا، وانتكسوا ويا ليتهم لم يتألقوا هذا التألق، ولم ينتكسوا هذا التنكس.

 

أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُهاُ وإن قلَّ :

 وفي رواية أخرى أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل:

((أيُّ الأعَمَال أحبُّ إلى الله ؟ قال: أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ))

[رواه أبو داود عن عائشة]

 وفي رواية أخرى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

((سَدِّدُوا وقاربُوا، واعلموا أنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ أحَدَكُم عَمَلُهُ الجَنَّةَ، وأنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله أدْوَمُها وإنْ قلَّ ))

[رواه البخاري ومسلم عن عائشة]

 وإنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُهاُ وإن قلَّ .
 أحياناً الإنسان يلزم الدرس؛ الدرس منهج متكامل؛ كتاب معين، فإذا لزم هذا الدرس حقق علماً متكاملاً، هناك شخص يأتي الدروس كلها وفيما بعد يغيب نهائياً، فأنت الزم درساً أو درسين، اثبت واصعد درجة درجة، حتى في التجارة، حتى في الأعمال؛ الطفرات المفاجئة هذه تعقبها نكسات خطيرة، عود نفسك على الثبات، أي خطوة خطوة، ضع قدمك على صخر ولا تنزع قدمك إلا إلى صخر، تعش سالماً وآمناً.
 وفي رواية للبخاري:

((كان أحبُّ الأعمال إلى الله الَّذي يدومُ عليه صاحبُهُ))

[ البخاري عن عائشة]

 وفي رواية لمسلم :

((كان أحبُّ الأعمال إلى الله أدومَها وإن قلَّ. وكانت عائشة إذا عَمِلتِ العمل لَزِمَتْهُ))

[مسلم عن عائشة]

 إذا لزم الإنسان أن يقرأ في اليوم جزأين! أقرأ خمس صفحات في اليوم؛ أي أنا أقول لك الحد الأدنى؛ خمس صفحات؛ يحتاجون لعشر دقائق، عشر دقائق لا يغيرون منهجك، أما هذه الصفحات الخمس اليومية، قراءة متأنية مع تدبر، فجد نفسك خلال فترة معينة ختمت ختمة، أما إما أن نقرأ جزأين في اليوم، أو تدع القراءة كلياً؛ كلا؛ خطأ، أنت اقرأ، وضع لنفسك خمس صفحات، وعندما تكون نشيطاً، ومعك وقت، ومرتاح ومسرور؛ اقرأ عشر صفحات، اقرأ خمس عشرة صفحة، اعمل حداً أدنى لا ينخفض واعمل حداً أقصى، فاعمل خمس كحد أدنى، اعمل ورداً بسيطاً، هناك أوراد لطيفة؛ مئة مرة أستغفر الله، مئة مرة لاإله إلا الله، مئة مرة اللهم صلِّ على سيدنا محمد، إذاً استغفرت، ووحدت، وصليت على النبي، هذه كلها وارد فيها أحاديث صحيحة، وجدت نفسك نشيطاً قل: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم؛ نشيطاً أكثر؛ لا حول لا قوة إلا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
 حدثني أخ - والآن والله متألق تألقاً كبيراً- قال لي: أنا ألزمت نفسي أن أقرأ "يس" كل يوم، طوال حياتي، فكأن هذه السورة تعطيني زخماً روحياً، فكلما قرأتها شعرت نفسي أني قدمت شيئاً، الزم أن تقرأ سورة معينة أو خمس صفحات من القرآن، أو أن تذكر الله عز وجل، صلِّ ركعتي ضحى، وليس ثمان، ابدأ باثنتين، اركع ركعتي قيام الليل، فقط ركعتين قبل الفجر؛ أنت صليت قيام الليل، فقط داوم عليها، يقوم ليلة ثماني ركعات، اثنتي عشرة ركعة، عشرين ركعة، و لا يعيدها بعد ذلك فأنت ابدأ بعبادة معتدلة، عبادة ثابتة.

 

درء المفاسد مقدم على جلب المنافع :

 بالمناسبة أخطر شيء بالدين ترك الفرائض، هذه مقدمة على كل النوافل، فإن الله لا يقبل نافلة ما لم تؤد الفريضة.
 فبالدين هناك شيء خطير جداً؛ ان تدع المحرمات كلها، والمخالفات كلها؛ مادمت قد تركت المخالفات والمعاصي والمحرمات فالطريق سالك إلى الله، أحد الشيوخ له كلمة لطيفة، كان له مريد يأتي إلى الجامع فيقول له: - كان لهذا الشيخ كاز قديم- مثل الكاز الذي مستودعه ملآن، والفتيلة مقصوصة، والجرس مجلس، والبلورة ممسوحة؛ يحتاج فقط إلى عود ثقاب؛ يتألق مادام مستقيماً؛ فالتألق سهل جداً، أما إذا إنسان له مخالفات، وجاء إلى المسجد؛ فبينما يعبئ المستودع، ويقص الفتيلة المحروقة، ويجلس الجرس، ويمسح البلورة؛ انتهى الدرس، لأن هذه المخالفات تعمل راناً على القلب:

﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾

[سورة المطففين :14]

 بالمناسبة درء المفاسد مقدم على جلب المنافع؛ الإنسان عندما يصلي قيام الليل، وله جلسة مختلطة مع النساء اللواتي لا يحللن له؛ لم يعد يقوم لقيام الليل لأنه ارتكب معصية، المعصية حجبته عن الله عز وجل؛ هذه نوافل العبادات لم يعد لها طعم، فالإنسان قبل أن يبدأ بالنوافل يجب أن يؤدي الفرائض، قبل أن يبدأ بالنوافل يجب أن يدع المحرمات كلياً؛ إذا ترك المحرمات صار الطريق سالكاً إلى الله؛ أية حركة، أي ركعتين، أي غض بصر، أي تلاوة قرآن، يصل إلى الله، وصل لأن الطريق سالك، وممهد، الطريق يمهد بالاستقامة، بالنوافل تمشي على هذا الطريق، أما إذا كان الطريق مسدوداً بالمخالفات فالنوافل لم يعد لها معنى.

 

كلنا عند الله واحد و لا يرفعنا إلا طاعتنا له :

 هناك أشياء بالإسلام خطيرة جداً؛ فالإنسان عندما يستقيم صار هناك خط ساخن بينه وبين الله، قال لي إنسان بالهاتف - من ألمانيا -: أنا من خمس و ثلاثين سنة لا أصلّي، و لا أصوم ، ولا أقوم بأي عمل؛ وعندما استقمت استقامة تامة فتح خط بيني وبين الله - أحببت عبارته - صار أكثر شيء أتمناه أن أدخل للبيت لأصلي، عندما استقام صارت الصلاة محببة له جداً، فالإنسان حكيم نفسه، يجب أن تعرف لماذا أنت غير قادر أن تصلي؟ لماذا إن وقفت بين يدي الله لا يوجد اتصال بالله؟ لماذا إذا قرأت قرآناً تتضايق؟ معنى ذلك أنك محجوب، محجوب بالمخالفات، لا تغلب نفسك، أزل المخالفات أولاً، فتجد أن الطريق صار سالكاً، الله لنا كلنا، لا تصدق أن الله لجهة دون جهة، لواحد دون واحد، الذي أعطى أخاك يعطيك، والذي أعطى الصحابة يعطيكم؛ الله موجود، وقوانينه ثابتة، وطرق التعامل معه واضحة، وكلنا عباده، ولا أحد أحسن من أحد.
 مرة التقيت مع رجل عالم قال لي كلمة - كان عمري خمسة عشر عاماً -: اصدق أكثر مني تسبقني، هذه الكلمة طيرت لي عقلي، ما هذه الموضوعية؟ لا يوجد كهنوت؛ قال لي: اصدق أكثر تسبق؛ كلنا عند الله واحد:

﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ*لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ*ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ*فَمَا مِنْكُم مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾

[سورة الحاقة:44-47]

(( لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً ))

 تشعر نفسك أنه ليس لك أية ميزة إلا الطاعة فتتألق، ولا شيء يرفع المسلم إلا طاعته لله، عندما تؤمن لا شيء يرفعك عند الله؛ لا نسبك، ولا مكانتك، ولا ذكاؤك، ولا باعك الطويل إلا طاعتك له؛ هذه وحدها ترفعك، تعامل معه بالطاعة، واعرج في مدارج الكمال.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور