- أحاديث رمضان
- /
- ٠03رمضان 1417 هـ - تأملات قرآنية
الله عزّ وجل موجود وقادر على كلّ مضمون أدعيتنا :
قال بعض العلماء: إنه دعاكم ليسعدكم، لولا أنه دعاكم إليه لما عبأ بكم، لو أن أولكم و آخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد في ملكي شيئاً.. لولا دعاؤكم.
المعنى الثاني؛ إن عرفتموه دعوتموه، إذاً يعبأ بكم، ويسعدكم، ويحفظكم، ويوفقكم، ويستجيب دعاءكم.
أيها الأخوة؛ لن تدعو إنساناً لا وجود له، أنت في علاقاتك مع الناس، ولن تدعو إنساناً لا يسمعك، ولن تدعو إنساناً لا يقدر أن يستجيب لك، ولن تدعو إنساناً لا يحب أن يستجيب لك.. لابد من أن يكون المدعو موجوداً، سميعاً، بصيراً، قادراً، محباً، وهذا كله لا يتحقق إلا في الله عزّ وجل، موجود، يسمعنا، وقادر على كلّ مضمون أدعيتنا، ويحب أن يستجيب لنا:
(( إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَستَحي من عبده إذا رَفَعَ إليه يديه أنْ يَرُدَّهُما صِفْرا خَائِبَتَيْنِ ))
إن الله حيي كريم... أنت كإنسان مؤمن قال لك إنسان: أتقرضني هذا المبلغ؟ بدافع من كمالك تتمنى أن تملك هذا المبلغ، فإن لم تكن تملك هذا المبلغ تستحي منه وأنت إنسان، فالله سبحانه وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا بسط إليه يديه أن يردهما خائبتين، فاتقوا الله عباد الله حين تدعون، اطلب شيئاً معقولاً، اطلب شيئاً يرضاه الله عزّ وجل.انعدام الوسيط بين العبد و ربه :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
أكثر من عشر آيات:﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
إلا هذه الآية الوحيدة:﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
لا يوجد قل، استنبط بعض العلماء أنه ليس بينك وبين الله حجاب، الله سبحانه وتعالى حاضر ناظر:(( من لا يدعوُني أغضب عليه ))
(( إن الله يحب الملحين في الدعاء ))
إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها، إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه:(( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ))
(( الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ ))
ملخص العبادة :
ملخص العبادة أن تدعو الله عزّ وجل، فلذلك في هذه الليلة ليلة القدر الدعاء فيها مستجاب، وأنت حينما تدعو الله تدعو خالق الأكوان، تدعو من بيده ملكوت كل شيء، تدعو من يكون مصيرك إليه.
فيا أيها الأخوان الكرام في أثناء الدعاء أغمضوا أعينكم، واتجهوا إلى ربكم، وأمّنوا على الدعاء، فلعل الله سبحانه وتعالى يقبلنا في هذه الليلة، ويعتقنا من النار.