وضع داكن
19-04-2024
Logo
أدعية مأثورة - الدرس : 10 - دعاء الرجل وهو في السوق وفي العمل، من دخل السوق فقال لا إله إلا الله …..
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

العطاء الكبير لا يكون بكلمات تردد ولا بحركات تؤدى :

أيها الأخوة الكرام: لا زلنا مع دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلنا البارحة إلى الدعاء في أثناء العمل والسعي وكسب الرزق، من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام وهو في السوق:

(( مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ))

[سنن الترمذي عن عبد الله بن عمر]

عندنا قاعدة أيها الأخوة: أن العطاء الكبير لا يكون بسبب حقير، ولا بكلمات تردد، ولا بحركات تؤدى، لابد من أن يكون العطاء الكبير يقابله جهد كبير، الحقيقة لا يكفي أن تقول:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ"، لكن إذا تيقنت بعد بحث ودرس، وبعد اجتهاد في العبادة، وبعد بذل وعطاء، وبعد إتقان العبادة، أنه لا إله إلا الله لا يمكن أن تغش المسلمين، وتكذب عليهم، وتحتال عليهم، ولا يمكن أن تقبل أن يدخل عليك درهم من حرام، هذه كلمات خطيرة " مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...."
كم من إنسان يوقن أنه لا يربح إلا إذا سوق بضاعته وفق النمط الغربي، لابد من إعلان، ولابد من امرأة شبه عارية، تمسك منتجه بيدها وترقص أمام الناس، هذا الذي يؤمن أنه لا يربح ولا يبيع بضاعته إلا بالتسويق الغربي، لم يقل لا إله إلا الله، لو أن الذين يبيعون ويشترون ويعملون ويكسبون آمنوا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، لا يمكن أن يكذب من أجل الرز، ولا أن يحتال من أجل الرزق ويدلس، ولا أن يحتكر من أجل الرزق، ولا أن يرفع الأسعار من أجل الرزق، إن قلت: لا إله إلا الله ترفض ألف شيء يتناقض مع منهج الله، فهذا التاجر إذا دخل إلى السوق وقال: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". بضاعته تسوق بطاعته لله، وبعدم غش المسلمين والكذب عليهم، وعدم احتكار البضاعة، لذلك الناس أحياناً يقولون: لا إله إلا الله، لكن ليسوا في مستواها أبداً! الذي يغش ويحتال ويكذب ويحتكر لم يؤمن أن الله هو الرزاق، آمن بقوانين تالفة مستنبطة من حركة الحياة.

 

من قال لا إله إلا الله لا يمكن أن يكذب ولا يدلس ولا يحتكر ولا يستغل :

مثل آخر يتعلق بالنساء: فتاة مسلمة من أب مسلم وأم مسلمة تعتقد أنها إن لم تظهر مفاتنها لا أحد يخطبها، هذه لم تقل لا إله إلا الله، كنت أقول: من قال الله أكبر ألف مرة، وأطاع مخلوقاً وعصى خالقاً ما قالها ولا مرة، ولو رددها بلسانه ألف مرة، من قال: الله أكبر وغش المسلمين، لسان حاله يقول: هذا الربح الذي سيأتيني من غش المسلمين أكبر عندي من الله، من أطاع زوجته وعصى ربه ما قال الله أكبر، لأن لسان حاله يقول: طاعتي زوجتي وإرضاءها أكبر عندي من الله! فكلمة الله أكبر لا إله إلا الله تنهد لها الجبال، هذا التاجر إذا دخل إلى السوق وقال: الله أكبر لا يمكن أن يأكل قرشاً حراماً، لا يمكن أن يغش المسلمين، لا يمكن أن يضع مواد مسرطنة في المواد الغذائية كي يرتفع ربحه، لا يبيع مادة انتهى مفعولها، ولو دفعت له مال الثقلين لا يحك تاريخ انتهاء الصلاحية ليبيع الحاجة، فإذا حك تاريخ الصلاحية هذا لم يقل لا إله إلا الله، فلو دخل التاجر السوق وقال: لا إله إلا الله لا يمكن أن يكذب، ولا يدلس، ولا يحتكر، ولا يستغل، ولا يفعل شيئاً مما نهى الله عنه، لذلك ورد في بعض الأحاديث:

(( إن أطيب الكسب كسب التجار ؛ الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يطروا ـ يمدحوا ـ وإذا كان لهم لم يعسروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا))

[ الجامع الصغير عن معاذ]

(( مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ))

من عاش تقياً عاش قوياً :

أيها الأخوة الكرام: المؤمن وقّاف عند كتاب الله، لا تكون مؤمناً ورب الكعبة إلا إذا استوى عندك التبر والتراب.
ملايين مملينة من حرام تركلها بقدمك، ومئة ليرة من حلال تقبلها وتضعها على جبينك، وكان عليه الصلاة والسلام يتحرى الحلال ويقول:

((عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ قَالَ قُلِ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ))

[سنن الترمذي عن علي]

والله زرت صديقاً لي في أحد أيام الأعياد فاستقبلني والده، والده يبلغ من العمر ستةً وتسعين عاماً وقال لي: إنه أجرى تحليلات كاملة قبل يومين، فكان كل شيء في هذه التحاليل طبيعياً، ثم قال لي: والله لا أعرف الحرام طوال حياتي؛ لا حرام النساء ولا حرام المال، أي لن أكسب درهماً حراماً ولن أعرف إلا زوجتي، لذلك من عاش تقياً عاش قوياً. "اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ" فمشكلة المسلمين هذه المشاحنات، وتلك العداوات فيما بينهم.
كان عليه الصلاة والسلام يقول:

((أيعجز حدكم عن أن يكون كأبي ضمضم؟ - هو أحد أصحابه كان من الفقر بشكل أنه لا يملك شيئاً ينفقه- كانَ إِذَا أصْبَحَ قالَ: اللَّهُمَّ إِني قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ، فَلا يَشْتُمُ مَنْ شَتَمَهُ، وَلاَ يَظْلِمُ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يَضْرِبُ مَنْ ضَرَبَهُ - وهب عرضه أي سمعته لله، فالتسامح يريح-))

[أبو داود عن أنس]

أما سلوك المسلم إذا مسه أحد بأذى فيكيل له الصاع بعشرة أصواع، يفضحه ويتحدث عن مساوئه، لا يدع مجلساً إلا ويذمه ويغتابه، كن كأبي ضمضم قل: حسبي الله ونعم الوكيل، من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به.

 

المؤمن موحد ويرى أن يد الله تعمل وحدها :

الإنسان لو دخل إلى السوق ولمحله التجاري أو عيادته أو مكتبه ينبغي ألا ينسى الله سبحانه وتعالى:

(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ))

[صحيح مسلم عن أبي هريرة]

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى *﴾

[ سورة النجم ]

والحقيقة هذا كلام خطير لأن أقول: سبحان الله أي سبحته ونزهته عن كل نقيصة، ومجدته، وخضعت له، والحمد لله عرفت نعمه ظاهرها وباطنها، ولا إله إلا الله أيقنت أنه وحده المتصرف لا شريك له، الإنسان حينما تضعف نفسه ويضعف إيمانه يجعل لله ألف شريك، المؤمن موحد ويرى أن يد الله تعمل وحدها:

﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا﴾

[ سورة يونس]

وهذا شعور أهل الدنيا، إذا بلغوا أعلى درجات القوة، ظن أهلها أنهم قادرون عليها.

﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً ﴾

الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أكبر من كل كبير، تقول: الله أكبر قبل أن تصلي لأنه لا ينبغي أن يشغلك شيء عن الله، فهو أكبر من كل شيء، تقول: الله أكبر وأنت في ساحة المعركة كي توقن أن العدو مهما كان قوياً فالله أكبر منه، من أدعيته صلى الله عليه وسلم كما يقال وهو في معركة الحياة:

(( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ))

[مسند الإمام أحمد عن عبد الله]

الإحساس بالعبودية لله قلّما يتمثله المؤمنون أنت عبده وابن عبده وابن أمته أنت في قبضته، ناصيتك بيده، ماض فيك قضاؤه، ماذا نفعل لو أن هذه الخلايا تفلتت من نظامها في النمو؟ مرض خبيث، يصيب كل الأعضاء والأجناس والأنسجة والأجهزة، وحتى هذه الساعة لم يفلح الطب في معالجته، فنحن في قبضة الله، من منا يملك أن يعيش إلى ساعة قادمة؟ الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل، هذا الدعاء من أدق الأدعية: " اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ...." مليون خلل بالجسم يجعل حياة الإنسان جحيماً لا تطاق، نحن في قبضة الله، كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله ويقول:

(( كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ))

[صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر]

قد يأتي مرض عضال فجأة بثانية يفقد الحركة والنطق! أصبح عبئاً على من حوله، أقرب الناس إليه يتمنون موته، يسمعونه هذا التمني بأذنه:

((....إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي..... ))

[مسند الإمام أحمد عن عبد الله]

وليس منا من لم يتغنّ بالقرآن.

(( عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: نَعَمْ؟ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قَالَ حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ))

[صحيح البخاري عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ]

من قرأ القرآن أو صلى و لم يشعر بشيء ففي إيمانه خلل :

أقول مرة ثانية: إذا قرأت القرآن فلم تشعر بشيء، وإذا صليت فلم تشعر بشيء، وإذا ذكرت الله فلم تشعر بشيء، فهناك خلل خطير في إيمانك:

﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾

[ سورة الحشر]

يقول سيدنا عمر: "تعهد قلبك" انتبه لقلبك.

(( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ كَهَيْئَتِي إِنَّ اللَّهَ حِبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَقَالَ يَزِيدُ إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ))

[ مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

بلغت شفافيته إلى درجة أنه كان موصولاً على الدوام بالملأ الأعلى.

 

تلف المال له تفسيرات كثيرة لكن معظمها يشير إلى تقصير الإنسان في العطاء :

إنسان تاجر عريق بالتجارة ودخل لمحله التجاري بأحد أسواق المدينة المشهورة، وله قيمة كبيرة جداً، ماذا علمنا القرآن؟

﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾

[سورة الكهف الآية:39]

لكن الغافل ماذا يقول؟ هذا محلي، اشتريته من ثلاثين عاماً بكذا، الآن ثمنه ثلاثون مليوناً! يقول: هذا من جهدي، وهذا من خبرتي، ومن سعي وكدي، لكن القرآن الكريم يعلمنا أنك إذا بلغت مرتبة عالية في العمل، وتفوقت في تجارتك، وصناعتك، وزراعتك، وكسب مالك، وفي منصب ارتقيته عليك أن تقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وهذا التاجر وهو في عمله ينبغي أن يجعل الإنفاق ديدنه.

((مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا))

[صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

تسمع أحياناً بضاعة سرقت أو صودرت، أنواع المصائب التي تصيب مال الإنسان، المستودع احترق فيه خسارة تقدر بخمسين مليوناً! "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".
فتلف المال له تفسيرات كثيرة، لكن في معظمها يشير إلى تقصير الإنسان في العطاء، وقصة أصحاب الجنة خير شاهد.

﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ *﴾

[سورة القلم]

لما بيت ألا ينفق شيئاً من هذا البستان الجميل ويحرم الفقراء حقهم:

﴿ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ *﴾

عدم انعكاس الدين على المال و الأعمال سبب تخلف المسلمين :

أيها الأخوة الكرام: أنا أعتقد أن دينك يظهر ويتجلى في عملك، وفي السوق لا في صلاتك في مسجدك، في حركة الحياة يمكن الإنسان أن يكذب أو يصدق، أو يستقيم أو ينحرف، أو يدلس، أو يتقن أو لا يتقن، دينك يظهر في عملك، والمسلمون لا يتقدمون إلا إذا انعكس دينهم على كسب أموالهم وأعمالهم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور