وضع داكن
28-03-2024
Logo
قراءات قرآنية - الدرس : 15 - من سورة الأعراف - السنن التي يعامل الله به عباده فيما لو انحرفوا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

مراحل الدعوة الربانيّة للإنسان :

1 ـ الدعوة البيانية :

 أيها الأخوة الكرام ؛ الإنسان أحياناً يُبلِّغ من حوله سياسته في موضوع ما ، رحمة وحرصاً ، فربنا سبحانه وتعالى في هذه السورة ، في بضعة آيات دقيقة جداً يبين سننه ؛ السنن التي يعامل بها عباده فيما لو انحرفوا ، وهذه الآيات مهمة جداً . يقول الله عز وجل :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾

[سورة الأعراف:94]

 أولاً : الله سبحانه وتعالى يبدأ مع عبده بالدعوة البيانية ، يسمعك الحق ؛ من خطبة، أو درس ، أو مقالة ، أو كتاب ، أو شريط ، أول شيء تسمع الحق بياناً ، الإنسان إذا سمع الحق وأعرض ، ولم يؤمن ، ولم يبال ، ولم يكترث ، ولم يستجب ، أي هذه الدعوة البيانية لم تؤثر فيه ، الآن العلاج الثاني ؛ كيف أن الطبيب يقول له : خذ الحبتين الآن عيار خمسمئة ، إذا لم تستفد ، يوجد عندنا عيار أثقل ، لم تستفد يوجد عندنا إبر ، بعد ذلك يوجد عندنا عملية ، مجموعة معالجات ، كل مرحلة لها معالجة ، فربنا عز وجل من طرق تربيته لهذا الإنسان أنه أولاً يبدأ به بالدعوة البيانية - كلام - يسمعه الحق ، يجمعه عن قصد أو عن غير قصد مع أهل الحق ، يسوقه لمسجد تُلقى فيه خطبة تناسبه :

﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ﴾

[سورة الأنفال:23]

 أول شيء فيه بقية خير يسمعه الحق ، ما استجاب ، ما تأثر ، ما بالغ ، ما فكر، ما عقل ، ما وعى ، حسناً يوجد عندنا الآن علاج ثان :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾

[سورة الأعراف:94]

2 ـ التأديب التربوي :

 تأتي الشدائد ، وكل إنسان تناسبه شدة ، كل إنسان هناك شدة تهزه ؛ الغني تهزه كرامته أحياناً ، الفقير تهزه النواحي المادية ، الحريص على صحته تأتيه الشدة من صحته ، عنده ابن معلق فيه زيادة ، تأتيه من ابنه ، يعرف الله بالضبط المكان المؤثر تماماً ، فالإنسان عندما لا يستجيب ، لا يبالي ، يصم أذنيه عن سماع الحق ، لا يكترث لهذا الذي سمعه ، يؤدبه الله .
 أما السعيد فهو الذي يستجيب في الدعوة البيانية ، لأن القضية مصيرية ، لم يستجب ، أيضاً يوجد حلّ عند الله عز وجل يسوق له من الشدائد البأساء والضراء ، شدة نفسية، فقر أحياناً ، ضغط ، شبح مصيبة ، لم يستجب ، أي هذه المصائب فسرها تفسيراً أرضياً ، قال: الحياة صعبة يا أخي ، الظروف معقدة جداً ، الدهر يومان : يوم لك ، ويوم عليك :" من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر " أي أكبر مصيبة ألا تتعظ بالمصيبة أول مرحلة : الدعوة البيانية ؛ كلام ، تسمع ، المرحلة الثانية : الدعوة عن طريق الشدة ؛ لم يستجب ، لم يتأثر ، لم يبال ، فسرها تفسيراً أرضياً ، قال لك : هناك اضطراب بالدخول مثلاً ، كل مصيبة أعطاها تفسيراً أرضياً لا يمت للسماء بصلة ، هذا من الشك من ضعف الإيمان ، نعم .

 

3 ـ الإكرام الاستدراجي :

 الآن : يوجد عندنا مرحلة ثالثة . قال :

﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾

[سورة الأعراف:95]

 ارتفع الضغط ، الشدة وقفت ، الأمور تيسرت ، الدخل ازداد ، المرض انتهى ، لم يكن ينجب ، رزقه الله بولد ، كان في ضائقة انفرجت الضائقة ، كان في كساد فبيعت البضاعة، كل شيء الله عز وجل كان مضيقه ففتحه ، والإنسان مقيم على المعاصي .
 لاحظ أحياناً الإنسان لا يصلي ، كان بشدة انفرجت ، لم ينصلح انتقل لمرحلة علاجية أخرى ، كنا بمرحلة انتقلنا إلى مرحلة . قال :

﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا ﴾

[سورة الأعراف:95]

 نسي المصيبة ، الرخاء ، واقع الرخاء أنساه المصيبة السابقة ، يقول لك : هكذا الحياة ، الحياة مد وجزر ، الدهر دولاب ، يومان ؛ يوم لك ، ويوم عليك ، فسر الرخاء تفسيراً أرضياً لا يمت للسماء بصلة ، فسر الشدة تفسيراً أرضياً ، وفسر الرخاء تفسيراً أرضياً ، صار هناك انفتاح ، صار كذا . . الله رفع الشدة ؟ لا ، فسرها أن الظروف الجديدة تقتضي ألا يكون هناك انفتاح ، إله عظيم سمح يسر الأمور ، فسر الشدة تفسيراً أرضياً ، والرخاء تفسيراً أرضياً . قال :

﴿ حَتَّى عَفَوْا ﴾

[سورة الأعراف:95]

 حتى عفوا : أي نسوا ؛ نسوا الماضي ، نسوا الضيق ، نسوا الشدة :

﴿ وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ ﴾

[سورة الأعراف:95]

 مرة ثانية : إن هذه قضية عادية جداً ، هكذا الحياة . قال :

﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً﴾

[سورة الأعراف:95]

4 ـ القصم :

 المرحلة الرابعة : القصم ، القصم شيء مخيف ، القصم للآخرة رأساً .
 أحياناً الإنسان تأتيه مصيبة ، والله يرفعها عنه قليلاً ، يعطيه فترة ، يعطيه مهلة للتدبر ، تأتي مصيبة وترتفع ، ماذا تقول ؟ لكن المرحلة الرابعة مرحلة القصم ، هذه إن صح التعبير : سياسة الله مع عباده .
 أيها الأخوة ؛ والله الذي لا إله إلا هو ، أعقل إنسان على وجه الأرض هو الذي يستجيب بالدعوة البيانية الأولى ، وأنت في بحبوحة ، وأنت في رخاء ، من دون شدة ، من دون ضعف ، والأقل درجة الذي يستجيب عند الشدة ، ما استجاب عند الرخاء ، أما إن لم يستجب بالدعوة البيانية ، ولا بالتشديد ، ولا بالرخاء ، انتهى ، هذا ميت .
 الآن : كيف الطبيب يقول لك : كأن هذا الشخص فيه بقية روح ، ائتوني بمرايا ، وضعها ، لا يوجد بخار ماء ، هاتوا بيلاً ، يضعه في العين ، العدسة لم تصغر ، يقول له : عظم الله أجركم ، هذا منته ، لا يوجد استجابة إطلاقاً ؛ لا بالقزحية ، ولا بالتنفس ، و لا يوجد نبض ، والتخطيط خط مستقيم ، معنى هذا أن الأمر منته ؛ فلما أعرض عن الدعوة البيانية ، والدعوة العقابية ، والدعوة الإكرامية ، لم يعد إلا القصم ، فلذلك :

﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾

[سورة هود:36]

 فالله يجعلنا ممن يستجيب بياناً :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

[سورة الأنفال:24]

سياسة ربنا في معاملة عباده :

 انظر علاقة الآيات التالية بالأولى ، الآن نحن في شدة لا سمح الله ، ما الحل ؟ قال:

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾

[سورة الأعراف:96]

 هذا أول حل ، أنت الآن بالمرحلة الثانية ، وأردت أن تستجيب ؛ أول رد إلهي رفع الشدة :

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾

[سورة الأعراف:96]

 معنى هذا أن الإنسان إذا كان بالشدة ، يذكر هذا الحديث الشريف :

((لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه))

[ملء العيبة عن علي ]

﴿ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

[سورة الأعراف:96]

 الآن أناس في الرخاء ، هذا الرخاء لا يستمر ، هنا النقطة الدقيقة : الإنسان من ضعف تفكيره ، من سذاجته أحياناً ، إذا وصل لمرحلة ، يسمونها مكسباً مادياً ، يظن أن هذا الشيء سيستمر دائماً ، لا . قال :

﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ﴾

[سورة الأعراف:97]

 هناك بلاد فيها حروب أهلية ، بلاد فقيرة ، بلاد بأعلى درجات الرخاء ، أغنى بلاد بالعالم ، لا يوجد عندهم مشكلة أبداً ، غزوا العالم ، أي أمنوا مكر الله ؟ لا ، سبعة ريختر لم يبق هناك شي :

﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾

[سورة الأعراف:99]

﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾

[سورة الأعراف:97 -99]

 هذه الآيات أخواننا الكرام بالتعبير الدقيق سياسة ربنا في معاملة عباده ، فكل إنسان يلاحظ نفسه بأي مرحلة ، السعيد من كان في مرحلة الدعوة البيانية ، لا يوجد مشكلة ، أنت صحيح معافى ؛ أنت ، وأهلك ، وأولادك ، لك عمل ، لك مكانة ، الآن استجبت ، اسمع ، سمعت الحق ، الله عز وجل جمعك مع من يسمعك الحق ، بشكل أنت ظننته عفوياً ، لا ، هو مقصود .
 كل إنسان له قصة هداية ، لا يوجد إنسان ليس له قصة ، هو من السذاجة يظن أن القصة عفوية ، هكذا صارت صدفة ، لا :

﴿ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى﴾

[سورة طه:40]

 الله عز وجل يجمع زيداً مع عبيد لحكمة ، وبقدر ، وبمناسبة مدروسة ، أنت ظننتها عفوية ، فصار معنا دعوة بيانية ؛ معالجة بالبأساء والضراء ، معالجة بالرخاء ، وقصم ، أربع مراحل .
 الآن : إذا كنت أنت بالدعوة البيانية استجب ، كنت بالدعوة التأديبية استجب ، كنت بالدعوة التكريمية استجب ؛ هناك دعوة بيانية ، ودعوة تأديبية ، ودعوة تكريمية ، فإذا لم يستجب عليه أن يكون علمياً ، أي يتوقع القصم ، أبداً :

﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾

[سورة الأعراف الآية :99]

 إنسان على كفر ، وانحراف ، وفسق ، وفجور ، ومال ، وغنى ، ووجاهة ، واستمتاع بالشهوات ، وهذا الوضع استمر إلى ما لا نهاية ، هذا الحمق بذاته ، هناك مفاجأة صاعقة ، مفاجأة يهتز لها القلب .

 

الإنسان الموفق هو مع الله في سلام :

 إذاً : الإنسان الموفق هو مع الله في سلام . الله ماذا قال ؟ قال :

﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾

[سورة المائدة:16]

 سلام مع ماذا ؟ مع نفسك في راحة نفسية ، سلام مع من حولك ، سلام مع من فوقك ، سلام مع من دونك ، لا يوجد مفاجآت بحياة المؤمن ، مفاجآت مزلزلة لا ، هناك إكرام .

 

عتاب الله لمن لا يرعى عهده :

 الإنسان أحياناً يقرأ هذه الآية ، ماذا يشعر؟ قال :

﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾

[سورة الأعراف:102]

 تجد الشخص ذهب إلى بيت الله الحرام ، طاف حول الكعبة ، عاهد ربه ، يأتي إلى بلده ، ينسى ، كم من إنسان تاب بعد ما تاب نقض التوبة ؟ عاهد ربه على الصلاة ترك الصلاة، عاهد ربه على غض البصر ترك غض البصر ، أي كأن الله عز وجل يعتب على عباده :

﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ﴾

[سورة الأعراف:102]

 يجب أن تستثير هذه الآية نخوة في الإنسان ، أي أنت عاهدت ربك ، انتهى الأمر، شيء جميل جداً الإنسان يكون مع الله صادقاً بالعهد ، عاهدت إلهاً ، خالق الكون ، عاهدته عهداً موثقاً ، يا رب لن أعصيك ؛ لن آكل مالاً حراماً ، لن أنظر إلى امرأة لا تحل لي ، لن أفعل شيئاً لا يرضيك ، لن أغتاب أحداً :

﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ﴾

[سورة الأعراف:102]

 جعلنا الله من القلة التي ترعى عهد الله عز وجل ، من القلة التي إذا قالت فعلت .

 

الابتعاد عن التعصب الأعمى :

 أيضاً عتاب ثان :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾

[ سورة الصف: 2-3 ]

  إذا الإنسان عاهد ربه عهداً موثقاً ، وعرضت له الشهوة ، أو صار عنده إغراء أو ضغط ، لا ينسى العهد ، أنت عاهدت ، نعم :

﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾

[سورة الأعراف:102]

 في القصتين اللتين وردتا قبل هذه الآيات يتضح أن الله سبحانه وتعالى حينما ساق الشدة لقوم سيدنا لوط ، امرأة لوط لم تفعل شيئاً يوجب أن تعاقب ، لأن المرأة ليس من صالحها هذا الانحراف ، ومع ذلك أهلكها الله عز وجل ، لأنها انحازت إلى قومها ، فالانحياز إلى القوم خطير جداً ، هذا التعصب :

((ليس منا من مات على عصبية ، ليس منا من قاتل على عصبية ، ليس منا من قتل على عصبية))

[ أحمد]

 التعصب انحياز أعمى ، أنت مع الحق ، لست مع زيد ولا عبيد ، فامرأة ليس من صالحها هذا الانحراف في العلاقات ، ومع ذلك حينما انحازت إلى قومها ، وأقرت عملهم هلكت، لذلك ورد : " من غاب عن معصية فرضيها ، كان كمن شهدها ، ومن شهد معصية –منكراً- فأنكرها ، كان كمن غاب عنه ".
 العبرة : ألا تقر المنكر ، ألا ترضى به ، ألا توافق عليه صاحبه ، والحديث المعروف : " الذنب شؤم على غير صاحبه ، إذا ذكره اغتابه ، وإذا رضي به شاركه في الإثم ، وإذا عيره به ابتلاه الله به ".
 يقول لك : لا تعير ، ولا ترضى ، ولا تذكر ؛ الذكر غيبة ، والتعيير تبتلى به ، وأن ترضى به شركت معه في الإثم ، فنسأل الله أن يجعلنا من المهتدين .
 هذه الآية الخاصة باليوم ، يجب أن تكون درساً بليغاً ، أي سياسة ربنا مع الإنسان في دعوته إلى ذاته ، إلى الجنة هي دعوة بيانية ، دعوة تأديبية ، دعوة إكرامية ، ثم القصم ، وكل إنسان عليه أن يحرص أن يكون في المرحلة الأولى .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور