وضع داكن
28-03-2024
Logo
قراءات قرآنية - الدرس : 28 - من سورة الحج - قانون النصر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الانتصار لدين الله سبب انتصار الإنسان على خصمه :

 أيها الأخوة الكرام ؛ النصر على إطلاقه ؛ قد تنتصر على عقبة في طريق الحياة ، وقد تنتصر على عدو ، وقد تنتصر على خصم ، وقد تنتصر نصراً فردياً ، وقد تنتصر نصراً جماعياً ، النصر على إطلاقه محبب إلى الإنسان . وربنا عز وجل يقول :

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾

[سورة العنكبوت: 4-5]

 أي شعور المنتصر شعور لا يوصف . ربنا عز وجل في هذه الآيات يقول :

﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾

[ سورة الحج : 40]

 قانون ، أي حتى على المستوى الفردي دعك من الأمور العامة ، أنت لك منافس ، لك خصم ، لك عدو ؛ في عملك ، في حيّك ، في بيتك ، إذا أنت نصرت دين الله بإقامة أمره ، وترك نهيه ، هذا الانتصار لدين الله سبب انتصارك على خصمك ، فكلّ إنسان أراد أن ينتصر ، أراد أن يوفقه الله ، أن يؤيده الله ، أن يرفعه الله ، عليه أن ينتصر لدين الله .
 من الأدعية التي يقشعر لها الجلد : " اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء ، وشماتة الأعداء" .

 

نظام الحياة مبني على الخصومات :

 بالمقابل : كما أن النصر مسعد للإنسان ، أن يشمت العدو من أكبر المصائب ، العدو اللدود يشمت بمصيبة وقعت بك ، فربنا عز وجل يبين ، و هذا الإله العظيم التعامل معه مقنن بقوانين .
 يوجد شخص مزاجي ، لا تستطيع أن تتعامل معه ، يرضى بلا سبب ، ويغضب بلا سبب ، هذا الإنسان المزاجي التعامل معه صعب ، إلا أن الخالق العظيم أعطاك قوانين ، قال لك : أنا أنصرك إذا نصرت ديني ، وأخذلك إذا خذلت ديني ؛ فكل أمة ترجو النصر من الله، ولا تقيم أمر الله في حياتها ، هذا الرجاء ساذج ، وكل أمة ترجو نصر الله عز وجل ، وتقيم أمر الله في حياتها ، هذا رجاء حقيقي ، على مستوى أمة ، وعلى مستوى فرد ، فلا يوجد إنسان ليس له خصوم على الإطلاق ، هكذا شاءت حكمة الله عز وجل ، وكذلك في الأنبياء ، أعظم الأنبياء ، الأنبياء كمل ، معصومون . قال :

﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ﴾

[سورة الفرقان:31]

 أي كان من الممكن أن يأتي النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى مكة دون أي خصم، هؤلاء أبو جهل ، وأبو لهب ، هؤلاء الأعداء الألداء ، لو أن الله أخّر ولادتهم لبعد حوالي مئة سنة ، نشأ مع أصحابه فقط ، لا يوجد أي مشكلة ؛ لكان ليس هناك حرب بدر ، ولا أحد ، ولا الخندق ، ولا الهجرة ، إذا ألغيت الخصم ألغيت وجودك ، لأن الخصم يبرز فضائلك ؛ الخصم يبرز ثباتك على الإيمان ، الخصم يبرز صبرك ، الخصم يبرز محبتك لله عز وجل ، الخصم يبرز صدقك بطلب الحق ، فالخصم له فائدة كبيرة جداً ، هو الذي يدفعك في طريق الإيمان ، لكن حياة بلا خصوم ، حياة بلا حركة ، تُلغى الحركة ، لو ألغيت الخصم ، ألغيت الحركة ، لم يبق هناك حركة .
 الآن حتى في التجارة ، إذا كان هناك تنافس ، تجد أن هناك إتقاناً ، الغ التنافس ، لم يبق هناك إتقان ، تهمل الصناعة ، تهمل التجارة ، أما وجود خصم لك في التجارة ، في الصناعة ، فهذا الخصم يدفعك إلى مزيد من الإتقان ، فليس كل شيء أنت تنزعج منه هو سيئ:

﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾

[سورة البقرة:216]

 نظام الحياة مبني على الخصومات ، فإذا أردت أن تنتصر على خصمك ، فانصر دين الله ، ثمن النصر أن تنصر دين الله . قال :

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

[سورة الحج:40]

 الله هو القوي ، أنت حينما تنصر دين الله ، قوة الله عز وجل معك ، أي هذه القوة الكبرى ، القوة المطلقة ؛ إما أنها معك ، وإما أنها عليك ، فإذا كان الله معك ، لا تستطيع جهة في الأرض أن تقهرك ، وإذا كانت هذه القوة المطلقة عليك لا تستطيع أي جهة أخرى أن تنصرك.

 

كيفية الانتصار لدين الله :

 كيف ينتصر الإنسان لدين الله ؟ قال :

﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾

[سورة الحج:41]

 من خلال هذه القوة التي مكنهم الله منها ، يقيمون الصلاة ، يدعون إلى إقامة الصلاة ، يسهلون إقامة الصلاة .
 الآن أحياناً يكون الشخص ناجحاً في عمله ، عنده صانع ، لا يسمح له أن يصلي أبداً ، ومسلم ، وناشئ في بيئة مسلمة ، يقول له : لا أسمح لك أن تصلي ، هذا مكنه الله في الأرض ، لكن لم يسمح أن تقام الصلاة على مستوى فردي ، فمن علامة أن تنتصر لدين الله إذا مكنك الله في الأرض أن تمكن لدينه ، أن تقيم شعائره :

﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾

[سورة الحج:41]

 والحقيقة هناك معنى آخر هو أن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى أن تنصره ، هذا معنى غير مقبول ، معنى فاسد ، لكن الآية تشير إلى أنّ عليك أن تنصر دين الله ، ونصر دين الله أن تقيم أنت شعائر الله ، أو أن تسمح بإقامتها ، أو أن تشجع عليها ، إذا شجعت على الاستقامة ، وعلى أداء الصلوات ، وعلى دفع الزكاة ، وعلى الأمر بالمعروف ، فأن تفعل أنت هذا الشيء نوع ، وأن تسمح له نوع ثان ، أو الأصل أن تسمح له أولاً ، هذه أقل مرتبة ، ثم أن تفعله أنت ، ثم أن تشجع عليه ، أن تسمح له ، ثم تفعله ، ثم تشجع عليه ، فالذي يريد أن ينتصر على خصمه ، ويذوق طعم النصر عليه بنصر دين الله عز وجل ؛ إما بإقامة شعائره ، أو بالدعوة إليه .

 

الظلم الاجتماعي سبب هلاك الأمم :

 يوجد سورة رائعة جداً . يقول الله عز وجل :

﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾

[سورة الحج :45]

 طبعاً من معاني هذه الآية ، أو أحد أسباب هلاك هذه القرية ما كان فيها من ظلم اجتماعي كبير ، أي فئة ، أو طبقة تتمتع بأعلى درجات الغنى ، طبعاً الغنى غير مشروع ، وفئة محرومة من أبسط مرافق الحياة :

﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾

[سورة الحج:45]

 فئة في المجتمع بأعلى درجات الرفاه ، وفئة أخرى محرومة من أدنى مرفق من مرافق الحياة وهو البئر :

﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾

[سورة الحج:45]

 هذا الظلم الاجتماعي يسبب هلاك الأمم .

 

آيات الله عزّ وجل امتحان لكلّ إنسان :

 أحياناً الإنسان يفهم القرآن فهماً ما أراده الله أبداً ، لكن ربنا عز وجل لحكمة بالغة يصوغ الآيات صياغة ، إذا الإنسان نفسه خبيثة ، يفهم المعنى الذي ما أراده الله ، وكأن في آيات القرآن الكريم امتحاناً لهذا الإنسان . انظر هذه الآية :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

[سورة الحج:52]

 أي إذا الشيطان تمكّن أن يلقي في أمنية النبي شيئاً ، النبي إذاً غير معصوم، والنبي إذا تكلم كلاماً فلعله مسحور ، أما هذه الهاء ؛ إما أن ترجعها إلى النبي ، وإما أن ترجعها إلى الشيطان ، أي :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

[سورة الحج:52]

 هذا النبي هداية قومه ، إضلالهم ، الهاء تعود على الشيطان ، النبي تمنى هداية الخلق ، والشيطان تمنى إضلالهم ، هو شيء صحيح ، وثابت ، أما أن يصل الشيطان إلى النبي فيلقي في أمنيته شيئاً فالنبي لم يعد معصوماً :

﴿إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾

[سورة الشعراء:153]

 إذا كان المؤمن بسيطاً جداً ، إذا قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فالشيطان يحترق ، قل : أعوذ بالله ، قل أعوذ برب الفلق :

﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾

[سورة الأعراف:200]

 إذا كان المؤمن بسيطاً ، إذا استعاذ يطرد الشيطان ، ويحرقه ، فكيف بالنبي العظيم؟ إذاً: هذه الهاء لا تعود على النبي ، إنما تعود على الشيطان ، وفرق كبير جداً بين المعنيين :

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾

[سورة الحج:52]

الله عزّ وجل لا يتخلى عن المؤمنين :

 أحياناً الناس ييئسون ، يقول لك : أخي هكذا خطط اليهود ، والصهيونية العالمية ، والماسونية ، والاستعمار ، صحيح ، هذا كله صحيح :

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾

[سورة إبراهيم:46]

 لكن أين الله ؟ الله عز وجل موجود ، ينسخ تخطيطهم ، انظر ؛ ينسخ ، يلغي خططهم ، يلغي مكرهم ، يلغي تدبيرهم ، يلغي أعمالهم السيئة :

﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾

[سورة الحج:52]

 إذا الإنسان قرأ الآيات بتدبر ، لم يعد عنده أمراض نفسية ، لأن هذا القرآن شفاء ، ما هذا المرض النفسي ؟ اليأس أحياناً ، الشعور بالحرمان ، القهر ، هناك مشاعر إنسانية تحكم الإنسان ، إذا قرأت القرآن الكريم ما عندك شعور باليأس ، لا يوجد عندك شعور بالقهر ، لأن الله عز وجل لا يتخلى عن المؤمنين :

﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾

[سورة الحج:52]

تسخير السموات و الأرض للإنسان :

 الشيء الآخر ؛ أن الله عز وجل سخر لك أيها الإنسان ما في السموات وما في الأرض ، أي أنت عند الله أعلى مخلوق ، تجد شعوباً تعبد بقرة ، شعوباً تعبد نجماً ، شعوباً تعبد الشيطان ، شعوباً تعبد الأصنام ، فهل من المعقول الإنسان هو سيد المخلوقات ، والكون كله مسخر له ، يصبح هذا الإنسان بعقله وفهمه وذكائه يعبد هذه الأشياء ؟
هناك أناس ذهبوا إلى بلاد آسيا ، واليابان ، يستغربون دكتور ، إنسان يحمل أعلى شهادة ، يدخل إلى معبد بوذا ، ويقيم الطقوس التي لا معنى لها إطلاقاً ، والصنم أمامه .
 أنا حدثني أخ ، زار معبداً من معابد بوذا ، وجد فاكهة من أعلى مستوى في حضرة هذا الصنم ، أو هذا الإله المزعوم عندهم ، فسأل : لماذا هذه الفواكه هنا ؟ قالوا : يأتي بها الناس من الليل ليأكلها هذا الصنم ، سبحان الله ! بعد ذلك فهم أن رجال الكهنة هم الذين يأكلونها في الليل ، أي من يقوم على هذا المعبد اخترع هذه الفكرة ، حتى تأتيه الفواكه ، تأتيه الأشياء الطيبة ، فيأكلها بدل الآلهة في الليل ، فالإنسان مسخر له الكون ، هو ينقلب إلى أداة بيد حجر ! يعبد حجراً ؟ يعبد قمراً ؟ يعبد شمساً ؟ هناك عباد الشمس ، وعباد القمر ، وعباد الحجر ، فالإنسان عندما يعبد غير الله يضع نفسه في أحط مرتبة في المخلوقات ، أنت مكرم .

تحرك الكون بانتظام متوازن :

 عندما تقول فكرة ، أخي من أين جاءت الفكرة ؟ هذه ليست فكرة ، هذه من عندنا ، القرآن يقولها :

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾

[سورة الحج:65]

 بعد ذلك أنت تلاحظ أن هذا الكون يتحرك بانتظام متوازن ، وأي خلل فيه يجتمع بعضه على بعض ، وتنتهي الحياة .
 أحياناً الناس يقلقون من الأمطار ، يوجد شيء مقلق أكبر ، لكن ربنا عز وجل رحمة بنا ثبت الأشياء ، الدوران لو وقف ، انتهت الحياة ، ممكن نجم كبير يتجه نحو بالأرض فينهيها نهائياً .
 دائماً يوجد في الكون نظام دقيق ، لكنه ثابت ، ثبت الله هذا النظام رحمة بنا ، نحن ما عندنا أن تشرق الشمس اليوم و لا تشرق في اليوم الثاني ، لا حول الله ، هذه غير واردة إطلاقاً ؛ شروق الشمس ثابت ، الليل والنهار ثابت ، السنة الشمسية ثابتة ، لكن هناك قلقاً من جهة الأمطار ، الله حرك الأمطار ، أيضاً حركها رحمة بنا ، الذي ثبته رحمة بنا ، الذي حركه رحمة بنا ، الذي ثبته من أجل أن تنتظم حياتنا ، والذي حركه من أجل أن نلتجئ إليه ، الثبات له حكمة ، والحركة لها حكمة .
 الحقيقة الإنسان يجد نفسه إذا عرف الله ، ومشاعر الحرمان ، ومشاعر الإحباط ، تنتهي من حياة المؤمن ، والإنسان بمعنوياته العالية ينتصر على العقبات التي أمامه ، وبمعنوياته العالية يؤيده الله عز وجل ، لذلك :

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾

[سورة آل عمران:139]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور