وضع داكن
29-03-2024
Logo
نظرات في آيات الله - الدرس : 41 - من سورة النبأ - القسم وجوابه ، دعاء ليلة القدر
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

كمال الخلق يدل على كمال التصرف :

 أخواننا الكرام؛ نحن باللغة عندنا قسم، وجواب القسم، عندما قال ربنا عز وجل:

﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً* وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً* وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً* وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً* وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً* وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً* وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً* وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً* وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً* لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً* وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾

[ سورة النبأ : 6 - 16 ]

 الجواب:

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً ﴾

[ سورة النبأ : 17 ]

 ماذا تستنبط؟ تستنبط قانوناً، أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف، بالحياة يوجد غني وفقير، معمِّر وقصير العمر، صحيح ومريض، ظالم ومظلوم، جميل الصورة ودميم الصورة، هناك تفاوت بالحظوظ، لو أن الدنيا تنتهي هكذا، وليس هناك آخرة كان هناك ظلم شديد، فالله عز وجل لفت نظرك إلى عظمة الكون، فقال: هذا الذي خلق الكون وأبدعه أحسن إبداع لابد من أن يكون عادلاً.
 لذلك:

﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً ﴾

 هذه السورة بالذات يمكن أن يكون هناك دليلٌ على اليوم الآخر، دليل عقلي، الدليل العقلي أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف، قال: لو أن إنساناً حلف يمين طلاق أنه إذا عرضت له شهوةٌ، فخاف مقام ربه، وقال: إني من أهل الجنة، لا يحنث بيمينه، لأن الله عز وجل يقول:

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾

[ سورة النازعات : 40 -41 ]

 القصة كلها أن الشهوات أودعها الله فيك، وهناك منهج أمر ونهي، فالذي يؤثر منهج الله على شهوته يستحق الجنة، والذي يؤثر شهوته على منهج الله يستحق النار:

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾

.

 

لا معصية من دون تكليف :

 دائماً وأبداً معظم الناس يتوهمون خطأً أن النبي عليه الصلاة والسلام ارتكب معصيةً حينما:

﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾

[ سورة عبس : 1]

 الجواب: ما ارتكب معصيةً أبداً، لأن هناك قاعدة تقول: لا معصية من دون تكليف، إذا كان هناك تكليف صار هناك معصية، لهذا الحرم بابان، لا يوجد أية إشارة على البابين، من خرج من هذا الباب لا شيء عليه، من خرج من هذا الباب لا شيء عليه، أما لو كتبنا: ممنوع الخروج من هذا الباب، والخروج من ذاك الباب إجباري، صار هناك تكليف، من خرج من هذا الباب وقع في معصية، فالقاعدة أنه لا معصية من دون تكليف.
 سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام عنده زعماء قريش، والنبي حرصاً منه على هداية الخلق يعلق أهميةً كبيرة على هداية هؤلاء، هؤلاء كبراء، إن اهتدوا اهتدى أتباعهم، وهو في زحمة لقائه معهم، وانهماكه في إلقاء الحجج عليهم، جاء ابن أم مكتوم، صحابيٌ جليل، فالنبي أعرض عنه، أي أنا لك دائماً، أما في هذه الجلسة فأنا مشغول مع هؤلاء، فالله عز وجل وصفه، قال:

﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾

  هذا وصف وليس تقييماً، هذا وصف وليس عتاباً، بل إن بعض العلماء قالوا: إن كان هذا عتاباً فهو عتابٌ له لا عليه، إن كان عتاباً فهو عتابٌ له لا عليه، كيف عتابٌ له؟ أي أنت قد تجد ابنك لا ينام الليل وهو يدرس، تزجره رحمةً به لا توبيخاً له، رحمةً به، فقال العلماء: هذا عتابٌ لرسول الله وليس عليه، لأنه لو جلس مع ابن أم مكتوم، هذا صحابيٌ جليل، محبٌ أشدّ الحب، أديبٌ أشدّ الأدب مع رسول الله، أيُّ شيءٍ أهون على النبي أن يكون مع ابن أم مكتوم أم مع كفار قريش؟ أنت الآن إذا كان لك أخ محب إلى أقصى درجة، أن تجلس معه أهون أم أن تجلس مع إنسان ملحد وفظ وغليظ وراكب رأسه وقوي وتقنعه؟ الجلسة مع أخ مؤمن، مستسلم، محبّ، مخلص فيها متعة، فالجلسة مع إنسان معاد، منكر، كافر فيها مشقة كبيرة، فالنبي اختار الأصعب، اختار أن يكون مع زعماء قريش ليهديهم إلى الله عز وجل، و:

﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴾

 في وجه ابن أم مكتوم، الله عز وجل أخبره أن هؤلاء لا خير فيهم، لا تغلب نفسك.
 أحياناً أنت تلاحظ إنساناً ضعيفاً بمادة، تعلّمه، بعيداً عن هذه المادة بعد الأرض عن السماء، فربنا عز وجل بعلمه أخبره أن هؤلاء لا جدوى منهم، لأن حسن الظن بالله، ولأن حسن الظن برسول الله أيضاً من حسن الظن بالله لأنه رسوله.

 

الاستقامة مؤدى الدين كله :

 الحقيقة هذا الدين عقيدته، أوامره، سنة النبي عليه الصلاة والسلام، من أجل شيءٍ واحد، هو أن تستقيم، إن لم تستقم غدا ثقافةً لا معنى له، قال:

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ* لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة التكوير : 27- 28 ]

 أي مؤدى الدين الاستقامة، إن لم تستقم لا قيمة لهذا الدين إطلاقاً، أقول لكم دائماً وأبداً: المسلمون الآن مليار ومئتا مليون، والنبي يقول:

(( وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مِنْ قِلَّةٍ ))

[ أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ]

 لا يوجد استقامة:

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾

[ سورة مريم : 59 ]

 فلذلك:

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ* لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾

[ سورة التكوير : 27 - 29 ]

 أي توهمت لله صفاتٍ ليست صحيحة، هذا التوهم أوقعك في شر عملك، ثم إن هذه الآية مطلقة، والمطلق على إطلاقه:

﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ﴾

[ سورة الانفطار :19 ]

 في الدنيا الإنسان له جماعة، له أقرباء، له وسطاء يستعين بهم، أما يوم القيامة:

﴿ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾

[ سورة الأنعام : 94 ]

﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ﴾

[ سورة الانفطار : 19 ]

كتاب الإنسان لا يغادر كبيرة و لا صغيرة إلا و يحصيها :

 يوجد نقطة مهمة بالمطففين:

﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ* كِتَابٌ مَرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾

[ سورة المطففين : 18- 21 ]

﴿ مَرْقُومٌ ﴾

 من فعلين، من الرّقْم، ومن الرّقَم، الرّقم: الصورة، الرّقَم: العدد، أي كتاب الإنسان يوم القيامة مُرَقم، لا يمكن أن تنزع منه صفحة، كما أن المالية ترقم دفاتر المكلفين لو باع بيعة بمليون الصفحة الخامسة عشرة لا يوجد شقة، الكتاب مرقَّم، وأما الرقْم فالصورة، كل مخالفةٍ مع صورتها، فكتابك مرقم، وكل الحركات، والسكنات مصورة، هذا الكتاب يعرض عليك يوم القيامة، في القرآن آيتان:

﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ* فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً* وَيَصْلَى سَعِيراً* إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾

[ سورة الانشقاق ]


 هذا السرور الذي لا يرضي الله، إنسان دخله جيد، مبسوط، تعليقات لاذعة، كبر، استعلاء، ضيوف، عزائم، مبسوط، نسيان آخرته:

﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾

  أما المؤمن:

﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾

[ سورة الانشقاق : 9 ]

 بعد جهدٍ جهيد، وبعد جهاد النفس والهوى، وبعد تحمل المصاعب، وطلب العلم وتعليم العلم، والصبر، جاءه الأجل، أهله المؤمنون، قال: هذا المؤمن:

﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾

  فشتان بين من:

﴿ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾

  وبين من:

﴿ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً﴾

﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾

[ سورة البروج : 14 -16 ]

 نحن كبشر، لا نستطيع أن نفعل واحداً من ألف مما نريد، يقول لك: إحباط، صار معي إحباط، هذه لم تتح لي، هذه لم أتمكن منها، هذه لم أنالها من الله عز وجل، أما ربنا عز وجل:

﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾

  فإذا وعدك أوفى بوعده، وإذا حدثك صدق بما يقول.

 

تكليف كلّ إنسان بالتفكر :

 كما قلت قبل قليل أنك أنت الله عز وجل أمرك تتحرك مع الكون لينمو علمك فينمو تقديرك، قال:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ* إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾

[ سورة الطارق : 5 - 8 ]

 أنت مكلف في هذه الآية أن تفكر مما خلقت، وأن تنظر في طعامك، كيف صب الماء صباً، وكيف أخرج النبات من الأرض إخراجاً، وكيف صار النبات ثمراً تأكله، وتنعم به ثم إن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾

[ سورة الغاشية : 25 -26 ]

 أيها الأخوة، نقوم إلى صلاة قيام الليل ثماني ركعات، وبعدها ندعو الله عز وجل ثم نستمع إلى بعض الابتهالات.
 والحمد لله رب العالمين

 

الدعاء مخ العبادة :

 أيها الأخوة الكرام؛ الدعاء مخ العبادة، ودعاء ليلة القدر له شأنٌ خاص عند الله، الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

[ سورة غافر : 60 ]

 ما أمرك أن تدعوه إلا ليستجيب لك، إن الله يحب الملحين في الدعاء، من لا يدعني أغضب عليه، إن الله يحب من عبده أن يسأله:

(( حتى شسع نعله إذا انقطع ))

[ أخرجه الترمذي والبزار وابن حبان عن أنس بن مالك ]

 إن الله يحب من عبده:

((حتى يسأَلَه المِلْحَ ))

[ أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك ]

 إن الله يحب من عبده أن:

(( لِيَسْألْ أَحَدكمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا ))

[ أخرجه الترمذي عن أنس بن مالك ]

 فالدعاء توجهٌ إلى الله عز وجل، وإقبالٌ عليه، وثقةٌ بإجابته، سيدنا موسى عندما دعا ربه، وكان إلى جانبه سيدنا هارون، هارون أمّن، قال: أمين، قال الله عز وجل:

﴿ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ﴾

[ سورة يونس : 89 ]

 فأي إنسان يؤمّن، كأنه هو الذي دعا، هذا يجعل صلاة الجماعة لها خيرٌ كثير، ويجعل الدعاء الجماعي كل من قال: أمين شمله الدعاء، الحقيقة ربنا عز وجل عندما قال:

﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾

[ سورة الأعراف : 200 ]

 يقول لك شخص: استعذت، ولم أشعر بشيء، استعذت بالله، ولم يتبدل شيء، والشيطان هو هو، استعذت بالله، وما حصل شيء، ما تفسير ذلك؟ لا تقبل الاستعاذة إلا بقلبٍ حاضر، يمكن أن تدعو الدعاء الفصيح، والدعاء الطويل، والدعاء المنمق، والدعاء الدقيق، يمكن أن تدعو بأدعية رسول الله، لكن الدعاء لا يقبل، ولا يستجاب إلا إذا كان معه قلبٌ خاشع، وقلبٌ حاضر، وقلبٌ ملتفت إلى الله عز وجل، إذا الإنسان دعا، إذا أغمض عينيه أعون على جمع نفسه على الله عز وجل، الدعاء طبعاً هو ملخص العبادة كلها، أن تتجه إلى الله داعياً، والإنسان عندما يصلي، يقول: سمع الله لمن حمده، أي أنت حينما تحمده الآن سيسمعك:

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾

[ سورة الحديد : 4 ]

 هناك حالات للدعاء، سيدنا موسى معه قومه، وفرعون، وما أدراك ما فرعون، بكل قوته وراء سيدنا موسى، والبحر أمامهم:

﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾

[ سورة الشعراء : 61 -62 ]

 أي الله وضع لك حالات نادرة، إنه عدو شرس، قوي وراءك، والبحر أمامك، لا يوجد مهرب، الله عز وجل جعل البحر طريقاً يبساً، سلكه موسى وجماعته، فلما خرجوا من البحر تبعهم فرعون، وعاد البحر بحراً.

 

دعاء ليلة القدر :

 بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
 اللهم إياك نعبد، ولك نصلي، ونسجد، وإليك نسعى، ونحفِد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
 اللهم لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا، في قديمٍ، أو حديث، أو خاصةٍ، أو عامة، أو سرّ، أو علانية، لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد على ما يسرت لنا من إتمام القرآن، والتوفيق للصيام، والقيام.
 اللهم لك الحمد كثيراً كما تنعم كثيراً، ولك الشكر كثيراً كما تجزل كثيراً.
 اللهم لك الحمد على نعمك العظيمة، وآلائك الجسيمة.
 اللهم لك الحمد على كل نعمةٍ أنعمت بها علينا يا رب العالمين.
 اللهم لك الحمد على ما أتممت علينا شهرنا، وعلى ما يسرت لنا من إتمام قرآننا يا رب العالمين.
 اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إيمائك، ناصيتنا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدلٌ فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا،  وقائدنا، وسائقنا إلى رضوانك، وإلى جناتك جنات النعيم.
 اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وأسبع علينا به النعم، وادفع عنا به النقم، اللهم اجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته، على الوجه الذي يرضيك عنا.
 اللهم اجعل القرآن الكريم لقلوبنا جلاءً، ولأبصارنا جلاءً، ولقلوبنا ضياءً، ولأسقامنا دواءً، وعن الذنوب ممحصاً، وعن النار مخلصاً، وإلى أعلى جناتك قائداً يا رب العالمين.
 اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، على الوجه الذي يرضيك عنا.
 اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه، وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه، ويضيع حدوده يا رب العالمين.
 اللهم ارزقنا العمل بكتابك، اللهم ارزقنا التخلق بكتابك، والتأسي بنبيك صلى الله عليه وسلم.
 اللهم اجعل ما تلوناه حجةً لنا لا حجةً علينا، يا إلهنا، وخالقنا، ورازقنا.
 اللهم تقبل صيامنا، ودعاءنا، وتلاوتنا، وقيامنا يا رب العالمين.
 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
 اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلعنا بها جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا، ولا تسلط علينا بذنوبك من لا يخافك، ولا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
 اللهم لا إله إلا أنت الولي الحميد، لا إله إلا أنت يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا إله إلا أنت رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت الحليم الكريم، لا إله إلا أنت العلي العظيم سبحان مجيب الدعوات، سبحان مغيث اللهفات، سبحان غافر الذنوب، والخطيئات، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق السموات والأراضين ودرج، والحمد لله الذي بيده مفاتيح الفرج، يا فرجنا إذا غلقت الأبواب، ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، وحيل بيننا وبين الأهل والأصحاب والأخوة والأحباب.
 اللهم إنك عفوٌ كريم، تحب العفو، فاعف عنا يا كريم، اللهم إنك عفوٌ كريم، تحب العفو فاعف عنا يا كريم، اللهم إنك عفوٌ كريم، تحب العفو فاعف عنا يا كريم، إلهنا قد حضرنا ختم كتابك، وأنخنا مطايانا ببابك، فلا تطردنا عن جنابك، لا تطردنا عن جنابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.
 اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً، مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين.
 اللهم أمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك، واتبع رضوانك، يا رب العالمين.
 اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم في شريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وإظهار دينك وإقامة حدودك، يا رب العالمين.
 اللهم وفقهم إلى صراطك المستقيم، وأعنهم على القيام بوظائف الدين، اللهم وفق ولاة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين.
 اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين.
 اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله، وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله، وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وعبادك الصالحون.
 اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة.
 اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض، ولك الحمد أنت الحق، وقولك الحق، ودعاؤك حق، نسألك اللهم أن تغفر لنا وترحمنا رحمةٍ من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك.
 اللهم يا حيّ يا قيوم برحمتك نستغيث، برحمتك نستغيث، برحمتك نستغيث، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك يا رب العالمين.
 اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا، ونحن عبيدك، ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا، نعوذ بك من شر ما صنعنا، ونبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا، فاغفر لنا وارحمنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
 اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، يا عزيز، يا غفار.
 اللهم برحمتك، وفضلك، ومنّك، وجودك أصلح أحوال المسلمين، أصلح أحوال أمة سيد المرسلين، اللهم أمنهم في أوطانهم، وأصلح أحوالهم، وأرخص أسعارهم، وولي عليهم خيارهم، واكفهم شرّ شرارهم يا ذا الجلال والإكرام، إلهنا اغفر لنا وارحمنا، فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب.
 اللهم اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً، إنها ساءت مستقراً ومقاماً.
 اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم، وبوجه نبيك الأكرم، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، أن تجعلنا والحاضرين والسامعين من أهل الجنان، وأن تعيذنا من الجحيم والنيران برحمتك يا رحمن.
 اللهم وفق علماء المسلمين لبيان الحق، والدعوة إليك، اللهم اجمع قلوب الدعاة إلى سبيلك، وعلى كتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وألف بين قلوبهم يا رب العالمين.
 اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم اجعلهم قرة عينٍ لأوطانهم ومجتمعاتهم وأسرهم، وآبائهم وأمهاتهم، اللهم حبب إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين يا أرحم الراحمين.
 اللهم أصلح نساء المسلمين، اللهم ارزقهم العفاف، والحشمة، والحياء، وأعذهن من التبرج والسفور يا رب العالمين.
 اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وعبادك المؤمنين اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا بسوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين، وردّ كيده إلى نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه، يا سميع الدعاء.
 اللهم وفق جميع المسلمين، والمسلمات، والمؤمنين، والمؤمنات، اللهم وفق الأحياء، واغفر للأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيبٌ للدعوات.
 اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك.
 اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وعافهم، واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء، والثلج، والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وأنزل عليهم رحمتك العميمة، أنزل على قبورهم الضياء، والنور، والفسحة، والسرور، يا عزيز، يا غفور، حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين.
 اللهم ارحمنا إذا وارانا التراب، وفارقنا الأهل، والأحباب، والأصحاب، اللهم اجعل قبورنا رياضاً من رياض الجنة، ولا تجعلها حفراً من حفر النيران، برحمتك يا عزيز يا غفار.
 اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم ثبتنا عند الموت، اللهم إنا نعوذ بكربتنا، أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، برحمتك يا أرحم الراحمين.
 اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم في القبور وحشتنا، وارحم يوم العرض عليك ذل وقوفنا، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
 اللهم ارحمنا إذا برزنا إليك، يا رب العالمين، ارحمنا يوم العرض عليك، ارحمنا إذا شخصت الأبصار، ارحمنا إذا حفيت الأقدام، ارحمنا إذا عريت الأجسام، ارحمنا إذا دنيت الشمس من رؤوس الأنام، وجيء بجهنم، تقاد بألف زمام، ومع كل زمامٍ سبعون ألف ملك.
 اللهم احفظ مجتمعات المسلمين من كل الآفات، وعمها بالخيرات، والبركات، وطهرها من المعاصي، والمنكرات، اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
 اللهم اجعل رحمتك، ورضوانك علينا، اللهم اختم لنا بالخير، اللهم اختم لنا بالخير، اللهم اجعل عواقب أمورنا إلى خير، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمالنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا، اجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك، هب لنا غنى لا يطغينا، وصحةً لا تلهينا، وأغننا اللهم بفضلك عمن أغنيته عنا، اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة.
 اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة، اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنةً مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية وهي ترفل بثوب العز، والنصر على أعدائها يا قوي، يا عزيز، اللهم أعده علينا سنيناً بعد سنين، مجتمعين غير متفرقين، متبعين غير مغيرين ولا مبدلين.
 اللهم ارزقنا الاستقامة على الأعمال الصالحة في رمضان، وبعد رمضان، اللهم ارزقنا التوبة الصادقة، والإنابة المخلصة.
 اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وتولى أمرنا، وفك أسرنا، وأحسن خلاصنا، وأعتقنا من النار.
 اللهم فرج همّ المهمومين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عنا وعن المدينين، وفك أسرى المأسورين، يا رب العالمين.
 اللهم ارحمنا بالإسلام، قاعدين وقائمين وراقدين، ولا تشمت بنا الأعداء، ولا الحاسدين يا قوي، يا عزيز، يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام.
 اللهم كما وفقتنا للصيام والقيام، فمنّ علينا بالقبول، يا ديان، اللهم من علينا بالقبول.
 اللهم لا تردنا خائبين برحمتك يا أرحم الراحمين.
 اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً، اللهم هؤلاء عبادك اجتمعوا إليك في أفضل مكان، فألهمهم الرشد يا رحمن يا رحيم، يا أكرم الأكرمين.
 اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وتولى أمرنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، يا رب العالمين.
 اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، اللهم ارحم عزاءنا وأحسن عزاءنا على فراق شهرنا، يا أرحم الراحمين، لا تجعل هذا الوقت، وهذا المكان آخر العهد بك يا رب العالمين، يا أكرم الأكرمين.
 اللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا، وعلانيتنا، نحن الفقراء إليك، نحن الفقراء إليك، نحن الأسرى المنطرحون بين يديك، نسألك مسألة المساكين، وندعوك دعاء المذنبين، ونبتهل إليك ابتهال الخائفين، ابتهال من خضعت لك رقابهم، وذلت لك أجسادهم، ورغمت أنوفهم.
 اللهم تقبل منا يا أرحم الراحمين، تقبل منا أعمالنا، واجعلها خالصةً لك، لوجهك الكريم، لا تجعل لأحدٍ في أعمالنا مقصداً غيرك، يا أرحم الراحمين، ارزقنا الإخلاص في أقوالنا، وأعمالنا، أعذنا من الرياء والسمعة يا حيّ يا قيوم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
 اللهم صلّ على سيدنا محمد، اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل محمد، كما صليت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
 اللهم يا سامع الصوت، ويا سابق القول، ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت، صلّ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ما ذكره الذاكرون، والأبرار، وصلّ على محمدٍ ما تعاقب الليل والنهار، وصلّ على محمدٍ، والمهاجرين والأنصار، يا رب العالمين، إنك أنت العزيز الغفار، والواحد القهار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور