وضع داكن
16-04-2024
Logo
الشمائل المحمدية - الدرس : 8 - تواضعه عليه الصلاة والسلام.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

تواضعه صلى الله عليه وسلم :

 أيها الأخوة الكرام؛ مع بداية الدرس الثامن من دروس رمضان، والدرس شمائل النبي، والباب اليوم تواضعه صلى الله عليه وسلم .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ امْرَأَةً لَقِيَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً؟ قَالَ: يَا أُمَّ فُلَانٍ اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ أَجْلِسْ إِلَيْكِ، قَالَ: فَقَعَدَتْ فَقَعَدَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا ))

[أبو داود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ]

 سيدنا عدي بن حاتم كان ملكاً، وجاء النبي عليه الصلاة والسلام فسأله عن اسمه فقال: عدي بن حاتم، فرحب به، وانطلق به إلى البيت، قال: في الطريق استوقفته امرأة ضعيفة فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها، فقلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك.
 كان عليه الصلاة والسلام متواضعاً لا يأنف أن يحدث أضعف الناس، وأفقر الناس، أن يحدث الفقراء والمساكين، فهذا من تواضعه عليه الصلاة والسلام .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهَا فَرُبَّمَا جَاءُوهُ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا ))

[ مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 علم أنهم يحبون أن يتبركوا برسول الله فاستجاب لهم .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا ))

[ ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 أي تمسكه من يده وهو يمشي وراءها، إنسان يتربع على أعلى مقام في الأرض بنت صغيرة تمسكه من يده فيستجيب لها ويتبعها، أي في العظماء صفة لو أن طفلاً صغيراً جلس إليه يرتاح إليه، طبعاً الأشخاص العاديون كل إنسان له مقام، وله سن، هذا الإنسان لا يتفاعل ولا ينطلق إلا مع مثيله، تلاحظون في المجالس إنساناً معه دكتوراه، وله منصب رفيع، لا ينفرد إلا مع مثيله، مادام رآه دونه يأخذ موقفاً، النبي ما كان هكذا، طفل صغير، إنسان بائس، تراه يجلس إليه، تنطلق أساريره، يرحب به كأنه صديقه، الآن طفلة صغيرة تمسك بيد النبي فتقوده فيتبعها .

(( عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ))

[ البخاري عَنْ أَنَس]

 أي الصحابة أدركوا أنه أمر خطير مادام النبي يناجيه، ويهتم به، فلزموا السكوت حتى صلى فيهم النبي عليه الصلاة والسلام، أحياناً يكون السبب وجيهاً ومبرراً قوياً لانشغال شخص عن شيء يومي، فكلما كان الإنسان قريباً نفسياً من الشخص المعني يدرك عليه الحكمة والمبرر .

(( حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا قَالَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا ))

[ مسلم عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ]

 رجل غريب جاء يسأل عن دينه وما يدري ما دينه، يقبل، يبادر، يسرع:

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ فَكَلَّمَهُ لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَإِذَا صَافَحَهُ لَمْ يَنْزِعْ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا، وَلَمْ يُرَ مُتَقَدِّمًا بِرُكْبَتَيْهِ جَلِيسًا لَهُ قَطُّ ))

[ ابن ماجه عَنْ أنس]

 إذا صافح لا يسحب يده حتى ينزع المصافح يده، أما أن يبدأ النبي فينزع يده فما فعلها قط، إذا جلس إلى إنسان لا ينصرف عنه حتى ينصرف هذا الإنسان عن رسول الله، يوجد شخص يتكلم كلمتين ثم يلتفت إلى قضية ثانية ويهمله .

(( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ))

[ النسائي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ]

الفرق بين الأقوياء و الأنبياء :

 دخل سيدنا عمر على النبي عليه الصلاة والسلام فرآه مضطجعاً على حصير، وأثر الحصير في خده الشريف فبكى عمر، فقال: ما يبكيك يا عمر؟ قال: رسول الله ينام على الحصير و كسرى ملك الفرس ينام على الحرير؟! هذا الذي يعبد النار، هذا المجوسي ينام على الحرير، وأنت رسول الله تنام على الحصير، فقال يا عمر: أفي شك أنت من هذا؟ إنما هي نبوة وليست ملكاً .
 أنت أخطأت حينما توهمتني ملكاً، أنا نبي، لذلك يستنبط أن الملوك ملكوا رقاب الناس بقوتهم، أما الأنبياء فملكوا رقاب الناس بكمالهم، وكل إنسان إما أنه تابع لقوي، أو أنه تابع لنبي، فإن كنت من أتباع القوي تستخدم قوتك، وترهب بها الناس، وإن كنت من أتباع النبي تستخدم كمالك لتملك قلوب الناس، فأنت بالقوة أو بالكمال، مؤمن بالكمال، غير مؤمن بالقوة، بالقوة تملك الرقاب والقلوب لا تحبك، أما بالكمال فتملك القلوب .

إجابته صلى الله عليه وسلم دعوة الجميع :

 و:

((عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ أَوْ إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ قَالَ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ))

[ أحمد عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 الكراع يد الغنم - مقدم - الإنسان أحياناً يدعى إلى طعام، تراه كأنما أكل طعاماً حامضاً، يعطي تعليمات وتوجيهات وملاحظات ترى صاحب الطعام قد صغر، عليه الصلاة والسلام ما ذمّ طعاماً قط .

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ))

[ البخاري عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 وفي قول آخر ولا مدحه، يقول لك: مثل الفستق، مثل العسل، حتى تشتهي الطعام، لا عابه، ولا مدحه، ولكنه كان يحمد الله .
 عن ابن عباس أنه قال: كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِرَسَنٍ مِنْ لِيفٍ، وَتَحْتَهُ إِكَافٌ مِنْ لِيف))

[ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 عبد في الدرجة الدنيا من المجتمع، يوجد أشخاص كثيرون لهم مقام، إذا لم يكن الشخص الذي يدعوه من وزنه لا يستجيب، يعدها إهانة له أن يذهب إلى مكان ناء في أطراف المدينة، يحضر حفلاً متواضعاً، شيء يمس بكرامته إذا لم تكن الدعوة بمستوى راق لا يلبيها حفاظاً على مكانته .
 عليه الصلاة والسلام كان يجيب دعوة المملوك، أي أقل إنسان، إذا فرضنا مثلاً بمقياسنا المعاصر وزير عنده حاجب ساكن بقرية من قرى ريف دمشق، دعاه يأتي؟ هكذا الأصول، هذا إنسان له مكانته، و له كرامته عند الله عز وجل، و لو كان المدعو عظيماً و له مكانة عالية في المجتمع المفروض أن يستجيب له .

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِرَسَنٍ مِنْ لِيفٍ، وَتَحْتَهُ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ))

[ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 السيارة مثلاً متواضعة جداً لا يركبها، يقول لك: هذه ليست من مقامي؛ إذا لم تكن سوداء لها وضع خاص لا يركبها مثلاً، و لكنه صلى الله عليه وسلم يركب الحمار أي مركب متواضع جداً، الآن مثلاً يركب شاحنة.
 و كان عليه الصلاة و السلام يدعى إلى خبز الشعير فيجيب، و السيدة عائشة سئلت:

((عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ))

[البخاري عَنْ الأسود]

 رجل آخر سأل السيدة عائشة:

(( عَنْ عُرْوَةَ وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ ))

[أحمد عن عُرْوَةَ وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ]

 ويوجد سؤال ثان للسيدة عائشة:

(( حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟: قَالَتْ كَانَ يُرَقِّعُ الثَّوْبَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ، أَوْ نَحْوَ هَذَا ))

[أحمد عن عُرْوَةَ]

 وفي رواية رابعة:

((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ ))

[أحمد عن عائشة]

حفظه عليه الصلاة و السلام كرامة أصحابه :

 يوجد نقطة دقيقة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قالوا: حدثنا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ماذا أحدثكم؟ كنت جاره، وكان إذا نزل عليه الوحي بعث إليّ فكتبته له، فكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا.
 هذه نقطة دقيقة جداً أحياناً أنت لك مستوى معين، فكان الحديث في مستوى أقل من هذا تسكت، تشمئز أو تقول: هذا الحديث لا نريده، فكان عليه الصلاة والسلام يحفظ كرامة أصحابه، تحدثوا مثلاً بموضوع دنيوي لكن لا يوجد معصية، بالأبنية أو بالأسعار، ما كان يمنعهم، وكان يشاركهم تأليفاً لقلوبهم، وتواضعاً منه، أحياناً أنت تكون في موضوع أنت فوق مستواه بكثير، انطرح أصغ وشارك لأنك إذا شاركت جعلت نفسك معهم، وإذا صمت تترفع فتجعل نفسك في برج عاجي .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ))

[أحمد عن أنس]

 هنا استنبطنا أن الامتثال أفضل من الأدب، الإنسان يحب سلوك التعظيم، فإذا أنت نفذت رغبته أقرب له مما لو عصيت أمره .

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي ذَرٍّ قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ فَيَجِيءُ الْغَرِيبُ فَلَا يَدْرِي أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْأَلَ، فَطَلَبْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَ لَهُ مَجْلِسًا يَعْرِفُهُ الْغَرِيبُ إِذَا أَتَاهُ فَبَنَيْنَا لَهُ دُكَّانًا مِنْ طِينٍ كَانَ يَجْلِسُ عَلَيْهِ))

[أبو داود عن أبي هريرة]

 لم يكن له كرسي خاص، ولا ثياب خاصة، واحد منهم، بالوسط يجلس ليس له أي ميزة، أيكم محمد؟ يقول: أنا، وفي رواية: قد أصبت، وفي رواية ثالثة: ذلك الوضيء .

((عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجِمَارَ عَلَى نَاقَةٍ لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ وَزَادَ عَبَّادٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ))

[ أحمد عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ]

 أي ناقة شقراء متوسطة، أي حاجاته عادية كحاجات الناس، لا يوجد أشياء ملكية خاصة به، مثله مثل الناس .

 

محبته للناس و حرصه على هداهم :

 و:

(( عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ وَفِيهِمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِي الْمَجْلِسِ عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ لَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ، فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ أَيْ سَعْدُ أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ يُرِيدُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاصْفَحْ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ الَّذِي أَعْطَاكَ وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُونَهُ بِالْعِصَابَةِ فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

[البخاري عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ]

(( عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ))

[البخاري عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ]

 عنده غلام يهودي يخدمه، مرض الغلام فالنبي زاره في بيته، فقال له: أسلم، فنظر إلى والده قال له: أطع أبا القاسم فجامله، فقال: الحمد لله الذي أنقذه من الضلال .

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ))

[البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ]

((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ: وَإِنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ قَالَ: فَأُدْخِلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَةً عَلَى دَابَّةٍ ))

[مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ]

تواضعه مع أصحابه :

 و:

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَا: نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا))

[ أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ]

 في معركة بدر رسول الله قائد الجيش، سيد الخلق، عمل مناوبة، فكان يمشي ويركب، حينما يأتي دوره في المشي يتوسل صاحباه لأن يبقى راكباً، فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا.

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ لَا تُسَاوِي ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ ))

[ ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 ثياب عادية جداً، وحج على رحل مركوب رخيص، قَالَ: اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ.
 أحياناً الإنسان يهمه مظهره، الترتيب والفخامة والشيء الغالي، لكي تتناسب مع مكانته، فالنبي حَجَّ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وَقَطِيفَةٍ تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَوْ لَا تُسَاوِي، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ.

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ ))

[ البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 يبدأ هو السلام، ومرة أركب صبياً وراءه على الناقة ليفرحه، ومرة رأى صبياناً يلعبون فلعب معهم، ورأى صبياناً يتسابقون فدخل معهم في السباق تأليفاً لقلوبهم .وكان يقول: من كان له صبي فليتصاب له.
 وكان عليه الصلاة والسلام يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم .

((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي فَأَتَاهُ فَقَرَعَ الْبَابَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ ))

[ الترمذي عن عائشة]

(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَقَّتْهُ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدْ قَضَوْا مَا عَلَيْهِمْ وَبَقِيَ الَّذِي عَلَيْكُمْ فَأَحْسِنُوا إِلَى مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ ))

[ أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 كان عليه الصلاة والسلام إذا فقد الرجل من أخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، تفقده، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره - أي مريض. –
 كان عليه الصلاة والسلام يتفقد أصحابه، إن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده .

 

أدبه صلى الله عليه وسلم :

 عدي بن حاتم عندما دفع له النبي وسادة ليس في بيته غيرها فقال: اجلس عليها، قال: أنت، قال: بل أنت، قال: فجلست عليها وجلس هو على الأرض .
 دخل عليه رجل عندما شاهده خاف، فقال له: هون عليك فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة .

(( عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله كُلْ - جعلني الله فداءك -متكئاً فإنه أهون عليك - أي يأكل مضطجعاً- قال: فأصغى برأسه حتى كاد أن يصيب جبهته الأرض قال: لا بل آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد ))

[ابن عساكر عن عائشة]

 ومرة قال للسيدة عائشة: يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك وقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت كنت نبياً عبداً وإن شئت كنت نبياً ملكاً، فنظرت إلى جبريل أن ضع نفسك مكاني، قلت: نبياً عبداً أجوع يوماً فأذكره، وأشبع يوماً فأذكره.
 ما رئي النبي عليه الصلاة والسلام أكل متكئاً قط، وكان يجلس على الأرض ويأكل على الأرض، وكان يقول: إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد .

((عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقَالَ: جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ السَّقْفُ وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ ))

[البخاري عَنْ أَبِي سَلَمَةَ]

((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))

[ البخاري عن ابن عباس]

((عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام))

[ مسلم عن أنس بن مالك]

 تواضعاً قالها له، سيد الأنبياء ذلك هو إبراهيم .

 

تحميل النص

إخفاء الصور