وضع داكن
29-03-2024
Logo
شرح الحديث الشريف - الدرس : 6 - لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما ......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الحبّ هو الفرق بيننا و بين أصحاب رسول الله :

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك]

 والله أيها الأخوة؛ لو أن الناس أخذوا بهذا الحديث لكنا في حال آخر.
 الذي يلفت النظر أن أصحاب النبي عليهم رضوان الله كانوا متحابين، متناصحين، متعاونين، متضامنين، متباذلين، متزاورين، فتحوا المشرقين، والمغربين، ورفرفت راياتهم في أنحاء الأرض، الآن مليار ومليون مسلم ليست كلمتهم هي العليا، مقدراتهم ليست في أيديهم، ما الفرق؟ ما الذي حصل؟ صور الدين قائمة، مساجد، كتب، محاضرات، مؤتمرات، يوجد كل شيء، لكن هذا الحب مفقود، هذا التناصح مفقود، فالحديث من أصول الدين.
 أنت تاجر، الحديث من أصول الدين، أنت تحب لنفسك هذه البضاعة، هل تحب أن تعامل هذه المعاملة؟ هل تحب أن تُغش؟ هل تحب أن يبخس حقك؟ هل تحب أن يبتز مالك؟ لا تحب، لا تفعل هذا، لو طبق الناس هذا الحديث وحده لكانت كلمتنا هي العليا، ولكانت مقدراتنا بأيدينا، ولكنّا أعزة، ولمكننا الله في الأرض، ولاستخلفنا.
 سؤال كبير دائماً، ما الفرق بيننا وبين أصحاب رسول الله؟ صور الدين هي هي، بل الآن أرقى بكثير.
 مسجد رسول صلى الله عليه وسلم سقفه من سعف النخيل، وأرضه من الرمل، انظر إلى مساجدنا، مسجد رسول صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه كتب، كتب المصحف على جلود، على رقاع، انظر مصاحفنا شيء مذهل الأناقة، والألوان، والصفحات، والورق، انظر إلى مكتباتنا فيها ملايين الكتب، مؤتمراتنا، كل شيء إسلامي صارخ، لكن هذا الحب، هذا التناصح، لسنا مسلمين في تجارتنا، ولا في بيعنا وشرائنا، ولا في أفراحنا و أتراحنا، ولا في سفرنا، ولا في إقامتنا، هذا الذي ينقصنا، الحب، والحب يتبعه العمل.

 

تفسير الحديث السابق على طريقتين الأولى متشددة و الثانية غير متشددة :

 إلا أن هذا الحديث يفسره المفسرون على طريقتين، طريقة متشددة، والله أنا معها، وطريقة أقل تشدداً.
 الطريقة المتشددة:

((لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ..))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك]

 نفى عنه أصل الإيمان، أنت مؤمن أن لهذا الكون خالقاً، وأن هؤلاء الناس جميعاً عبيده، فكيف تستسيغ لنفسك أن تسيء إليهم، وهو يراك، آمنت بوجوده، لكنك تؤذي عباده؟ هل تستطيع أن تقبل عليه؟ لا والله، هل تستطيع أن تتصل به؟ لا والله، مقطوع عنه، لأنك مسيء إلى عباده.
 لو أن أحدنا ضرب طفلاً بلا مبرر، ثم التقى بأبيه، هل يستطيع أن يقبل على أبيه وأن يصافحه بحرارة؟ لا يستطيع، أما لو وجدت طفلاً على وشك الغرق وأنقذته، والتقيت بأبيه في اليوم التالي لك وجه أبيض، وتصافحه بحرارة، لك عمل طيب مع ابن هذا الرجل، أما لو أسأت إليه فهناك حجاب بينك وبينه، أنا لا أفهم أن إنساناً يغش الناس وله اتصال بالله، يغشهم في بضاعتهم، يغشهم في معاملتهم، يبتز أموالهم بلا سبب، يوهمهم، يحتال عليهم، ويصلي، كيف تصلي؟ أنا الذي أراه أن أصل الصلاة أن يكون لك عمل صالح بين يديك أمام الله عز وجل، لا تستطيع أن تتصل بالله الاتصال الذي أراده الله، الاتصال الذي يرضى الله عنه، الاتصال التي شُرعت الصلاة من أجله، إلا إذا كانت أعمالك طيبة مع الخلق ونصحتهم.
 الآن لو إنسان وقف مع بائع، وقال له: انصحني؟ ينصحه بالبضاعة الكاسدة، ينصحه بأسوأ شيء عنده، تجده دائماً: لا إله إلا الله، نسأل الله أن يغفر لنا، أن يرحمنا، هذه اسمها بربرة، لا يوجد شيء، ما دام هناك عمل سيئ فهذه الكلمات لا تقدم ولا تؤخر، ولا ترفعك عند الله إطلاقاً.

((لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ... ))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك]

 التفسير الثاني المتشدد: أخوه في الإنسانية، لأن المطلق على إطلاقه، أخ يجمعك معه أنه من بني آدم، لا تنظر إلى هوية الإنسان، لأنه:

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾

[سورة المائدة : 8]

 لو أن عدوك استنصحك.

﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ﴾

[سورة التوبة : 6]

 والتفسير المتشدد ينفي النبي صلى الله عليه وسلم أصل الإيمان عن الذي لا يحب لأخيه في الإنسانية ما يحب لنفسه.
 إنسان جاء ليشتري حاجة، ليشتري لباساً، تعطيه قماشاً قابلاً للانكماش؟ يلبسه مرة واحدة؟ موظف دخله محدود، دفع ثمن هذا المعطف، وثمن هذه الكنزة مثلاً ألف ليرة، خمس معاشه، وخمس دخله، بعد حين لا تصلح لأن يرتديها؟ خيوط سيئة جداً، خيوط معاد تصنيعها، هو لا يعرف أنها سيئة، مظهرها جيد.
 فالإنسان عندما يبني عمله على غش، هذا ليس مؤمناً، لا تستطيع أن تقول" يا رب إلا إذا كان عملك طيباً للخلق.
 مرة زرت شخصاً، عمره ست و تسعون سنة، فاجأني عندما قال لي: أنا عملت من يومين تحليلاً، فكانت التحاليل نموذجية، هو بالسادسة و التسعين، قال لي: والله ما أكلت قرشاً حراماً بحياتي، معنى هذا أن معاملته طيبة للناس، ما غشهم أبداً، لا في بضاعتهم، ولا في تعاملهم.

الدين قضية كبيرة جداً :

 هذا الحديث أصل مع أنه مشهور يدور على كل لسان، المشكلة أن شدة القرب حجاب، الأحاديث المشهورة جداً، المألوفة جداً، التي تقرؤها ولا تعبأ بها من شدة دورانها على ألسنة الناس لكنها مركزية، مفصلية، لا يمكن أن يحبك الله إن آذيت خلقه، إن غششتهم، إن احتلت عليهم، إن خوفتهم، يكون موظفاً صغيراً يكبر المشكلة لدرجة أن المواطن لا يستطيع أن يقف على قدميه، يعطيه رقماً للضريبة ثم يخففها عنه شيئاً فشيئاً مقابل شيء، أنت خوفته بهذا التصرف، ضعضعته، كم بيت فيه مشكلة؟ كم بيت فيه انهيار؟ كم أسرة شردت من جهة أو من أخرى بسبب القسوة؟ فهذا الذي ليس في قلبه رحمة لا تعبأ به، والله لو صلى قيام الليل كل يوم، والله لو صام كل يوم طوال العام، ما دام في قلبه قسوة، ما دام يعامل الخلق بقسوة، من دون رحمة، لا يعبأ بسعادتهم، ولا بسلامتهم، ولا باستقرارهم، ولا بدخلهم، الإنسان عندما تحتكر بضاعة، ويرفع سعرها، ماذا فعل؟ كم موظف دخله محدود حرمته هذا البضاعة؟ حرمت أولاده دون أن تشعر، أنت رفعتها، من الآن الذي ينتفع بها؟ الأغنياء فقط، إذا السعلة احتكرتها ورفعت سعرها وهي أساسية من ينتفع بها؟ الأغنياء، والفقراء حرموا منها، فهذا الذي يرفع السعر هكذا مزاجاً ليحصل على أكبر كمية من المال ويحرم الفقراء هذا إنسان بعيد عن الإيمان، المؤمن يفرح إذا رخصت الأسعار، أما الذي هو بعيد عن الإيمان فيفرح بارتفاع الأسعار، يحقق ربحاً كبيراً، لكن لا يدري أن المجتمع انشطر شطرين؛ شطر محروم، وشطر مترف، وهذا وضع غير صحي، وضع مرضي، شطر مترف، العرس بخمسمئة مليون، وخمسمئة ألف شاب لا يجدون غرفة في قرية يسكنونها، صار هناك ترف.
 فالدين قضية كبيرة جداً، الناس يظنون أن الدين صلاة، جاء إلى الجامع، شيء مضحك، الدين يتناول كل تصرفاتك، كلماتك كلمة كلمة، معاملاتك معاملة معاملة، هذا الدين، هؤلاء العباد جميعاً عباد الله، ولهم رب يدافع عنهم، ولهم رب يأخذ حقهم منك، انتبه قبل أن تبيعهم بضاعة سيئة، بضاعة مغشوشة، إذا كان أحدهم بعيداً عن الله حك الصلاحية عن الدواء، يقول لك: ثمن الدواء ثمانمئة ليرة، والله لن أرميه، يمحو انتهاء الصلاحية، ماذا يحصل؟ أنت بعت دينك بـثمانمئة ليرة، بعت دينك كله، بعت آخرتك بـثمانمئة ليرة، أما المؤمن فلا يفعل هذا، المستقيم لا يمكن أن يؤذي، والله عز وجل يدافع عنه.

﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾

[ سورة الطور: 48]

الدين منهج متكامل :

 أيها الأخوة، إذا لم يكن هناك تجديد بالدين، كيف كانوا الصحابة؟ كانوا متناصحين، متحابين، متوادين، متباذلين، كيف أن الإنسان يعد للمليون قبل أن ينطق بكلمة، لعلها تؤذي، استقامتهم على مستوى.
 السيدة عائشة قالت له: قصيرة - عن أختها صفية، عن ضرتها- قال:

(( يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

[ أبو داود عن عائشة ]

 شخص يبيع البرتقال، وكان قد قطع عشرين برتقالة ذات لون أحمر داكن، ماوردي، وبذكاء بارع، و الحبات الأولى كانت كبيرة، جاء لعنده شخص قال له: أخذت من عندك كيليين، ولا برتقالة حمراء، فيجيبه: اختر برتقالة لأقسمها لك نصفين، كلام فارغ، يبيع بهذه الطريقة ليغش الناس، الغش سيصبح سلوكاً ثابتاً بحياة المؤمن، الأصل هو الغش، يغش ويكذب، ويأكل مالاً حراماً، عندئذ يضع صلاته بالحاوية.
 إذا السيدة عائشة قالت عن أحد أصحاب رسول الله الذين جاهدوا معه: " قولوا لفلان إنه أبطل جهاده مع رسول الله ".
 والله أيها الأخوة، ليس من باب التشاؤم هناك أعمال إذا الإنسان فعلها يضع صلاته، وصيامه، وحجه بالحاوية، وانتهى عند الله عز وجل، لا أحد ينتبه.

﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾

[ سورة النساء : 142]

 يخادع الله، يصلي له ما بقي عليه، أقول لكم: بعض الشركات يوجد عندها مندوبو مبيعات، هذا المندوب أين دوامه؟ بالأسواق، يأتي الساعة الثامنة والنصف إلى الشركة يسجل حضوره ويتلقى التعليمات ويخرج، مساء يقبض الأجرة واحد بالمئة، علاقته بمركز الشركة علاقة تلقي تعليمات وقبض الثمن فقط، والمؤمن علاقته بالجامع يتلقى التعليمات ويقبض الثمن بالصلاة بالجامع، لكن مجيئك إلى الجامع ليس معنى هذا أنك دين؟ إطلاقاً، دينك بدكانك، دينك بصيدليتك، دينك بعيادتك، دينك بالسوق، دينك بالطريق، دينك في بيتك، هذا مجال للتطبيق، أما الجامع فهو مجال لأخذ التعليمات فقط، تتلقى التعليمات بالمسجد، الله عز وجل أتيت بيته ضيفاً أعطاك شحنة روحية وتعليمات، انطلق وطبقها في عملك، دخلت إلى المسجد:

((اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك))

[مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي حميد وأبي أسيد]

 خرجت من المسجد:

((اللَّهمَّ إني أسألك من فضلك))

[مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي حميد وأبي أسيد]

 يا ربي أعمل أعمالاً صالحة، علينا أن نفهم الدين فهماً عميقاً، نفهم أن الدين سلوك متكامل، الدين منهج تقريباً فيه مئة ألف نبد، بأكلك، بشربك، بجلوسك، بعلاقتك مع زوجتك، مع أولادك، بطريقك، بغض بصرك، بضبط لسانك، بضبط أذنك، المذياع في طاعة لله عز وجل، هناك إنسان يسمع القرآن، يسمع الأخبار، وإنسان يسمع أشياء أخرى، كل شيء تتعامل معه فيه مجال للطاعة والمعصية.

الأعمال السيئة حجاب بين العباد و ربهم :

 قضية الدين قضية كبيرة جداً، قضية اتجاه، واحد منا يتصور أن الله سيعطيه الجنة ببساطة وهو مرتكب المعاصي؟ يمشي مع أهوائه لكنه يصلي، هذه أصبحت فلكلوراً، الصلاة شيء من التقاليد والعادات، ليست هذه الصلاة التي أرادها الله عز وجل.
 أنا لا أحب أن أذكر أن هناك أمثلة كثيرة، مثلاً: أخ مؤمن عنده محل حلويات فرضاً، أو معمل بسكويت، هذا إذا ما راقب الله عز وجل وأحضر أفضل المواد، لأن الذي سيأكل هذا المسلمون وأولاد المسلمين، فإذا لم ينصحهم في نوعية هذه المواد كيف يرضى الله عنه؟ مادة منته مفعولها، مادة مسرطنة، مادة كيمائية، هذه كلها مواد ضارة، فالمؤمن عندما يكون بمعمله يتوخى أرقى المواد، يقول: هذا دين، هناك الكثير من المعامل الغذائية، مثلاً سمان وجد بالزيت فأرة، ينزعها ويبيعها، يقول لك: لا تدقق، هذا سيحاسب حساباً شديداً، لأن الشاري اعتقد أنك أمين فاشترى منك زيتاً، ودفع فيه أعلى ثمن، هذا الزيت كله نجس، ممكن تعمل منه صابوناً لا يوجد مانع، أما تبيعه للناس؟ كم فروج ميت يوضع مع الفراريج؟ يقول لك: لا تدقق، مواطن يشتهي أن يأكل فروجاً وهو فقير، بعد شهرين اشترى هذا الفروج، كان ميتاً مثلاً، هل يجوز هذا؟ الله كبير، هناك أعمال فيها إساءات كبيرة جداً.
أحياناً أنا لاحظت أن الفروج يذبح ويضعه صاحبه في ماء مغلي فوراً، حرقته، اتركه حتى يرتاح، من أجل السرعة، يضعه بماء يغلي حتى ينتفه بسرعة، ويمشي.
 فهناك أعمال سيئة جداً هذه حجاب بين العباد وربهم.

(( قال: يا ربي كم عصيتك ولم تعاقبنِي؟ قال: عبدي كم عاقبتك ولم تدرِ))

 أنت تعصي والله ينزل بالناس العقاب؟ أما لو كان الحديث مطبقاً لكنا في حال غير هذا الحال، الله أعزنا، رفع مكانتنا، استخلفنا في الأرض، مكنا في الأرض، طمأننا.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾

[ سورة النور : 55]

 عملياً لا يوجد استخلاف، ولا تطمين، ولا تمكين، لكن يوجد قهر، وبعد، وضيق، ودائماً يفسرون الأمور تفسيراً خاطئاً، أن هناك شحاً بالمياه في العالم، إذاً هناك حرب مياه، هناك شح بالمواد الغذائية إذاً هناك شح غذاء، لا.

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾

[ سورة الذاريات: 58]

 الله إذا أعطى أدهش. هذا كله كلام فارغ، ليس له معنى إطلاقاً، أنا مرة أمسكت سنبلة في الغوطة، حبة قمح واحدة أنبتت خمساً و ثلاثين سنبلة، أخذت سنبلة فرطتها وعددت قمحها فكانت خمسين حبة، ضربت خمسين بخمس وثلاثين كان الجواب ألفاً وسبعمئة وخمسين حبة من حبة، إذا الله أحبّ يعطي.
الآن كان أجدادنا يزرع الشوال يأخذه مئة، الآن الشوال ثلاثة شوالات أو أقل حسب النوايا.

 

الدين بالمعمل و البيت و الطريق أما الجامع فلتلقي التعليمات :

 القضية كبيرة جداً، الدين منهج كامل، أنت عندما تتعامل مع الله بإخلاص وصدق تجد وضعك اختلف اختلافاً كلياً، لذلك الدين بعملك، وببيتك، وبالطريق، والدين بالجامع لتلقي التعليمات، وقبض الثمن فقط، مثل مندوب المبيعات، يتلقى التعليمات ويقبض الثمن وانتهى، حينما نفهم هذا، صناعتنا صلحت، زراعتنا صلحت، مثلاً المزارع فيها هرمونات محرمة دولية ممنوع استيرادها، فيأتي المزارع بالهرمون تهريباً، يبخ مكان العقد تخرج البندورة كبيرة، ولونها غامق، ومغرية جداً، لكنها مسرطنة، لأن الهرمونات دخلت فيها، لماذا ارتفع السرطان بالمئة عشرة أضعاف؟ شيء يحير، من أغذيتنا، كلها أغذية غير معقولة، يأتي معمل غذاء مسموح أن يضع واحداً بالألف من بنزوات الصوديوم، يضعهم ثلاثة بالألف، حتى يضمن سلامة البضاعة، الثلاثة أصبحت مسرطنة، لا يهمه موضوع الناس وسلامة صحتهم.
 شيء يلفت النظر كل أسبوع يوجد اثنان معهم سرطان، أحدث إحصاء كل ثماني نساء واحدة معها سرطان بالثدي، ما السبب؟ خطأ بغذائنا، أو خطأ بالتلوث، أو خطأ بمائنا، لأنه لا يوجد تناصح، أما الذي يستقيم ببيعه وشرابه، بصناعته الغذائية، بعلاقاته الإنسانية فالله يرحمه.

من عامل الناس بإحسان فالطريق إلى الله سالك :

 أيها الأخوة؛ هذا الحديث أساسي من أسس الدين:

((لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ... ))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك]

 أي أخ؟ في الإنسانية، و لو كان مجوسياً، أليس عبداً من عباد الله؟ دعه يرى معاملة راقية، حتى يحب الإسلام، بين أن يدخل الناس:

﴿ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾

[ سورة النصر: 2]

 وبين أن يخرجوا منه أفواجاً، إذا المسلمين كانوا محسنين، متقنين، يدخل الناس:

﴿ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾

[ سورة النصر: 2]

 وإن برعوا بالكذب، والغش، والاحتيال، خرجوا منه أفواجاً.

((.. حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك]

 هذا أعلى أنواع الأحاديث، وله رواية ثانية:

(( حتى يكره لأخيه ما يكره لنفسه ..))

 والله يا أخوان يوجد حديثان، هذا واحد منهم، الثاني:

((عامل الناس كما تحب أن يعاملوك))

 طبعاً هو فقرة من حديث، إذا أنت عاملت الناس كما تحب أن يعاملوك، وأحببت لهم ما تحب لنفسك، هذا الدين كله، الآن الطريق إلى الله سالك، الآن يوجد توفيق، ونصر، وتأييد، وإعزاز، و تكريم، كل ثمار الدين تقطفها إذا طبقت هذا الحديث.

 

تحميل النص

إخفاء الصور