وضع داكن
19-04-2024
Logo
حديث + موضوع علمي - الدرس : 19 - بعض أسباب ذهاب الحسنات.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

علاقة الإنسان بالأخبار التي يسمعها :

 أيها الأخوة الكرام؛ لو أن تاجراً يتاجر بمادة أساسية جداً، وله دخل فلكي منها، وله مصروف كبير جداً، وقد اشترى لكل ولد بيتاً، وعليه التزامات مالية كبيرة، إنسان له دخل كبير وكيل حصري لمادة أساسية، ويجني منها أرباحاً طائلة، واشترى لكل ولد بيتاً، وعليه التزامات مادية، ومصروفه عال جداً، وعنده صحف بالمكتب، عدة صحف يطالعها، يوجد خبر عن سقوط طائرة، خير إن شاء الله، خبر عن وقوع زلزال يقرأ ويستمتع فيه، خبر ثان عن فيضان بمكان بالعالم، خبر عن حرب نشبت بين دولتين، يتسلى بالأخبار، أما لو قرأ خمس كلمات من جريدة من الجرائد فيقف؛ لو منع استيراد هذه المادة التي يعيش منها وألغيت الوكالة، يطلع من جلده، كم خبر قرأ؟ قرأ آلاف الأخبار المخيفة لكن لا علاقة له فيها، أما هذا الخبر فيصيبه بالصميم.
 هناك شخص بهذا الشكل له عمل ضخم بالمنطقة الحرة، وكبر دخله ومصروفه والتزاماته، تقدم مهندس محترم ديِّن لخطبة ابنته، فوقف موقفاً متغطرساً قال له: كم يبلغ دخلك؟ هذا المهندس أعطاه أكير شيء، قال له مثلاً: عشرة آلاف، قال له: لا يكفي هذا المبلغ ابنتي ليوم واحد، وطرده، فجأة النظام بالمنطقة الحرة ألغي وعليه التزامات ضخمة وفلّس، الأخ الذي حدثني عنه يكون قريبه، بعد سنتين هذا الأخ كان هو الوسيط بالزواج قال له: هل المهندس مازال أعزب؟ قال له: نعم، قال له: هل تستطيع أن تقنعه أن يخطب ابنتي مرة ثانية؟ أقنعه فعمل العم عند الصهر محاسباً، مثل ضربته، ممكن تسمع مليون خبر ولا تهتز شعرة، من الحروب، وسقوط الطائرات، والفيضانات، وإفلاس دول، سمعنا أخبار آسيا الماليزية كيف انهارت العملة، نتألم لكن لا شيء مسّنا مباشرة، أما هذا التاجر الذي له دخل كبير، وعليه التزامات ضخمة، الذي يسير بعرض الطريق مثل الطاووس، فجأة منع استيراد هذه المادة فأعلن إفلاسه، لأن عليه التزامات، هناك أحاديث من هذا القبيل، اسمعوا هذا الحديث، هذا الحديث يقصم الظهر، والكلام الخطير تستمع إليه فتبدأ متاعبك، الكلام السطحي تستمع إليه فتتثاءب وتنام، أحياناً الإنسان يقرأ قصة قبل أن ينام هو كلام فارغ، يتثاءب وينام، أما أحياناً يقرأ موضوعاً ما إن ينتهي من قراءته فتبدأ متاعبه، وهذا الحديث إذا الإنسان صدّق النبي، يقول سيدنا سعد:" ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس- من هذه الثلاثة- ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى" هذا الحديث إذا الإنسان صدَّق النبي، واعتقد اعتقاداً جازماً أنه:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[ سورة النجم: 3-4 ]

 وأعتقد أن هذا الحديث من عند الله، إن كان مخالفاً له يجب أن تهتز أعماقه، وأن يخرج من جلده.

 

من ينتهك حرمات الله تصبح أعماله هباء منثوراً :

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا))

[ابن ماجة عَنْ ثَوْبَانَ]

 تجد أن الكتاب من مئتين وعشر صفحات، وكل كتاب عشرون طبعة، وهناك كتب عبارة عن أربعين طبعة، و الكاتب له حجم بالعالم الإسلامي كبير جداً، و هناك أعمال من هذا القبيل منها أعمال علمية، ودعوية، وأعمال في التأليف أو الجامعات، و أعمال في القيادات، ويقصد جبال تهامة بيضاً، أعمال متألقة، أعمال رائعة جبارة، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، هل معقول أن كل هذا العمل العظيم يجعله الله هباءً منثوراً؟ قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا؟ وضح لنا أمورهم لئلا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ هذا كلام خطير، فقال النبي الكريم: أما إنهم إخوانكم، من جلدتكم، مسلمون، يقيمون الصلاة والصيام والحج والزكاة، ومعكم بالمساجد أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويصلون قيام الليل، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ماذا يفعلون؟ قال: ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، فإذا لم يراه أحد يأخذ حريته، مادام تحت المراقبة ورع، منضبط، أديب، أصبح لديه حاسة سادسة، مادام لم يره أحد يأخذ حريته بكل شيء، مادام منضبطاً بالمراقبة يلحق مصلحته مئة بالمئة، يعرف كيف ينتزع إعجاب الناس، كيف يقدّرونه ويعظمونه، وكيف يستغل مكانته الدينية، أما حينما يخلو بمحارم الله فينتهكها.

 

ضرورة انعدام الفرق بين سرك و علانيتك و ظاهرك و باطنك :

 هذا الحديث أخواننا الكرام ينبهنا لنقطة، ممكن أن يكون هناك فرق بين خلوتك وجلوتك؟ بين سرك وعلانيتك؟ بين ظاهرك وباطنك؟ بين ما أنت في البيت وبين ما أنت في الطريق؟ إذا وجدت مسافة فهذا الحديث مؤشر خطير جداً:

(( عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا))

[ابن ماجة عَنْ ثَوْبَانَ]

 ولهذا الحديث رواية ثانية:

(( ليجيئن أقوام يوم القيامة وأعمالهم كجبال تهامة فيؤمر بهم إلى النار قالوا يا رسول الله مصلين قال نعم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون هنة من الليل- أي وقتاً لقيام الليل- فإذا عرض لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه))

[ أبو نعيم في الحلية من حديث سالم مولى أبي حذيفة]

 حدثني أخ عن شخص يسكن في بيت صاحبته من تركيا، البيت الذي تعيش منه، وهي حية ترزق، وأجرته بسيطة جداً حوالي مئة ليرة بالشهر، وثمنه سبعة ملايين، بطريقة أو بأخرى عن طريق الاحتيال أنهى البيت بسبعمئة ألف، بعشر ثمنه، تهديد، ووعيد، واحتيال، ولا أخرج، وأخرج، حتى نكون واضحين ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام، فعلى الإنسان أن ينتبه، كل شيء يدفع ثمنه بالدنيا.

(( حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا بنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي يَابنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي، يَا بنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ))

[سنن الترمذي عن أنس بن مالك]

 إذا كان هناك فرق بين الظاهر والباطن، أو بين السر والعلانية، بين الإقامة والسفر، بين خلوتك وجلوتك، والله مؤشر خطير، والله وأنا أعد نفسي قبلكم مع الله لا يوجد مزح، ولا أحد أفضل من الآخر، قال: " مثّل بهم يا رسول الله لقد مثلوا بعمك؟ قال: لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت نبياً"

(( قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ قَالَ: فَقُلْتُ هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَقَرَأَ ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ ) قَالَ: قُلْتُ كَاهِنٌ قَالَ: ( وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ))

[مسند أحمد]

الإخلاص في التعامل مع الله عز وجل :

 عامل ربك بصدق، وهناك عبادات أساسها الإخلاص، والصوم من هذه العبادات، عندما ترى نفسك أن بيتك مثل طريقك، وجلوتك كخلوتك، وسرك كعلانيتك، وباطنك كظاهرك، نعمة كبرى، فأنت مخلص، أساساً من علامات الإخلاص ألا نجد الفرق بين هذا وذاك، وهذا الحديث يقصم الظهر، يوجد أحاديث قليلة جداً ولكنها تسمى مفصلية:

(( بادروا إلى الأعمال الصالحة ما ينتظر أحدكم من الدنيا ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]

 ممكن كل يوم أستيقظ كاليوم السابق إلى ما شاء الله؟ جاءت امرأة إلى طبيب جراح قلب تحتاج إلى عملية، قال لها: سنقوم بها، قالت له: نجاحها كم بالمئة؟ قال: ثمانون بالمئة، قالت له: كيف؟ قال: إذا مئة إنسان خضعوا لهذه العملية يموت منهم عشرون، قالت له: لا، أريد أن تكون النسبة مئة بالمئة، قال لها: إذا كانت كل عملية مئة بالمئة كيف يموت الناس؟ لا يموت أحد، فلابد من خطر، وعندما يستيقظ الإنسان كل يوم كاليوم السابق إلى أبد الآبدين فهذا مستحيل، في يوم لعله مرض الموت، يستيقظ على ظاهرة في جسمه جديدة لم تكن تتفاقم إلى أن تعلق النعوة على الجدران، هذا حال الناس جميعاً ونحن معهم، ونحن على هذا الطريق سائرون، قال

(( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 فشر غائب منتظر، الدجال يحاسب على الكذب، أما هو فأكبر كاذب، أكبر شيء يقوله أعداؤنا كله لا أصل له، يحاسب على الإرهاب وهو أكبر إرهابي بالعالم، يعمل قيماً رائعة، أما هو فوحش، أعلى درجة من التباين بين المعلَن والممارس هو الدجال، تصوروا إنساناً، أب وحش فرضاً أولاده من شهر لم يأكلوا، أحضر فروجاً وأكله أمامهم لوحده وهم ينظرون إليه، قال لهم: أنا أحبكم يا أبنائي، كلمة أحبكم وأنتم كل حياتي، هذا هو الدجل بالضبط، الممارسة عكس الكلام بالضبط مئة بالمئة، فقال:

(( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 فإذا كان الإنسان مؤمناً أن هذا النبي الكريم:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[ سورة النجم: 3-4 ]

 ومن هذا الحديث إنسان يأتي بأعمال كجبال تهامة، الله عز وجل لا يعبأ بها، يجعلها هباءً منثوراً، بشيء واحد إذا خلا بمحارم الله انتهكها، لا يوجد رقابة، هو يخاف من الناس لا يخاف من الله، لذلك ورد: " من لم يكن له ورعه يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله" والحمد لله رب العالمين .
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

تحميل النص

إخفاء الصور