وضع داكن
29-03-2024
Logo
رمضان 1420 - خواطر إيمانية - الدرس : 33 - من سورة لقمان - آية الغناء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الحكمة من أن الإنسان خلق ضعيفاً :

 أيها الأخوة المؤمنون؛ من الثابت أن الإنسان جبل على حبّ نفسه، وذاته، ووجوده، وحبّ سلامة وجوده، وحبّ كمال وجوده، وحبّ استمرار وجوده، وأن الإنسان لحكمةٍ بالغةٍ بالغة خلقه:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[سورة المعارج : 19-22]

 لهذا الضعف في خلق الإنسان، أو في أصل خلق الإنسان، والذي هو لصالحه حكمةٌ بالغة، لو أن الله خلق الإنسان قوياً، لاستغنى بسبب قوته عن الله، فشقي باستغنائه في الدنيا والآخرة، خلقه ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، فيسعد بافتقاره في الدنيا والآخرة، إذاً الإنسان خلق ضعيفاً، والإنسان لأنه ضعيف يبحث دائماً عن جهةٍ قويةٍ يحتمي بها، ويلوذ بها، ويعتمد عليها، ويلجأ إليها، فإن هداه عقله وفطرته إلى الله خالق السماوات والأرض فقد اهتدى وسلم، وسعد في الدنيا والآخرة، وإن توهم جهةً غير الله، تدعمه، وتحميه، وتقويه، وتعطيه:

﴿ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً ﴾

[سورة النساء :116]

 وشقي في الدنيا والآخرة، أصل التدين أنك ضعيف، والضعيف يبحث عن ملجأ، عن جهة قوية يركن إليها، هذا أصل التدين.

 

أوامر الدين متوافقةٌ مع الفطرة توافقاً تاماً :

 لذلك قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[سورة الروم: 30 ]

 أي كل أوامر الدين متوافقةٌ مع الفطرة توافقاً تاماً، فالإنسان لا يرتاح إلا إذا اصطلح مع الله، لا يشعر بالراحة النفسية إلا إذا كان مطيعاً لله، لا يشعر بالأمن إلا إذا كان في عين الله، لا يشعر بالأمل بالمستقبل إلا إذا كان في مرضاة الله، فالإنسان بحاجة كبيرة إلى التدين، بحاجة إلى معرفة الله، هذه الحاجة لا تسدها الأموال الطائلة، ولا المراكز المرموقة، ولا الأولاد، ولا الشأن، ولا الجاه، هناك حاجةٌ إلى التدين، مركبّةٌ في أصل فطرة الإنسان، هذه الحاجة من أجل أن يسعد بالله عز وجل، أما البشر الذين عبدوا الحجر والشجر، والمدر والشمس والقمر، وعبدوا حيواناتٍ حقيرة، وعبدوا آلاء كونية خطيرة، كلهم ضلوا الطريق، وأخطؤوا الهدف، هم ينطلقون من حاجةٍ إلى التدين طبيعية، ينطلقون من ضعفهم إلى جهةٍ قوية تحميهم، لذلك لما ربنا عز وجل قال في سورة الروم:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

[سورة الروم: 30 ]

 أي أن تقيم وجهك للدين، وهذا أعلى درجة بالاهتمام، الإنسان يكون معه ضغط مرتفع، إذا قاس ضغط عينه على العقرب بشكلٍ عجيب، تكاد عيناه تخرجان من محجرهما، هكذا:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ ﴾

  المؤمن الصادق يقيم وجهه

﴿ للدِّينِ حَنِيفاً ﴾

 وإقامة وجهه

﴿ للدِّينِ حَنِيفاً ﴾

  متوافقاً توافقاً تاماً مع

﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾

الكآبة أكبر مرض تعاني منه البشرية :

 أيها الأخوة؛ مثل مألوف، سيارة مصممة للطريق المعبد، فإذا سارت في طريق وعر كسرتها، وأتعبتك، أما إذا سيرتها في طريق معبد فأرحتها، وأراحتك، لأنها مصممة لهذا الطريق وأنت مصمم لعبادة الله، مصمم لطاعته، مصمم للاستقرار النفسي، للراحة النفسية، للشعور بالأمن، للشعور بالمستقبل، للتفاؤل، هكذا مصمم، فإذا خرجت عن فطرتك عانيت من الكآبة، لذلك أكبر مرض تعاني منه البشرية الآن الكآبة، ما الكآبة؟ خروج النفس عن فطرتها، إذا الإنسان خرج عن الفطرة ولم يكن هناك تشريع سماوي يوصله، فطرته سليمة، لو خرجت عن الفطرة لعذبتك نفسك، العلماء سموها: تأنيب ضمير، شعور بالذنب، شعور بالنقص، الكآبة، أسماء لمسمىً واحد.

الفساد من صنع البشر و هو تغيير طبيعة الشيء :

 أخواننا الكرام؛ هذه الآية دقيقة جداً، يقول الله عز وجل:

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾

[سورة الروم : 41 ]

 أي لا يوجد فساد إلا بسبب الإنسان، كل شيءٍ خلقه الرحمن كامل بشكل مطلق، بل كل مخلوقٌ يسيره الله عز وجل كماله مطلق، أما الإنسان المخير، والجن المخير، لأنهما خيرا، ولأنهما أودعت فيهما الشهوات، ولأنهما أعرضا عن ربهما ففسدا، فالفساد يأتي من مخلوق فيه شهوات، ومخير، ومعه منهج، ترك المنهج، وتحرك وفق شهواته، فأفسد، لهذا:

﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾

[سورة الروم : 41 ]

 الفساد من صنع البشر، والفساد تغيير طبيعة الشيء.
 انظر الطفل بريء، فإذا أنت أفسدت الطفل، علمته على الانحراف، هذا هو الفساد، الفتاة بريئة جداً أي بذاتها طاهرة، مقدسة، أما حينما يفسدها أبوها وأمها، والمجتمع يفسدها، خرجت عن طبيعتها.
 الآن من الممكن أن يظهر الفساد دون أن يجد الناس آثاره، لكن شاءت حكمة الله لأنه رب العالمين أن يعاقب، أو أن يحاسب المفسدين في الدنيا قبل الآخرة كي يرجعوا:

﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[سورة الروم : 41 ]

 لولا أن الإباحية أنتجت الإيدز ماذا كان يحصل مع هذا المرض الوبيل؟ أحدث رقم سمعته ثمانية وخمسون مليون مصاب في العالم بهذا المرض، و قد توقعوا عام ألفين أن يكون العدد خمسمئة مليون، فهذا المرض أخذ يتوسع بسلسلة انفجارية، كيف لو لم يكن هذا المرض؟ إذاً هذا:

﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[سورة الروم : 41 ]

 وكل إنسان يعصي الله عز وجل، رحمةً به، وشفقةً عليه، وتربيةً له، يذيقه بعض الذي عمل، حتى يتوب، أما لو فسد، وما أذاقه بعض الذي عمل، لا يتوب، يستشري الفساد، فمن أجل تضييق رقعة الفساد، ومن أجل حمل المفسد على التوبة، يذيق الله المفسد بعضاً من عمله:

﴿ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾

[سورة الروم : 41 ]

والعلة واضحة:

﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

.

 

المؤمن مرتبة جمالية وعلمية وأخلاقية :

 أيها الأخوة؛ هذه الآية فسرها العلماء بأنها آية الغناء:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾

[ سورة لقمان : 6 ]

﴿ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾

 أي الطرب، والغناء، والاستمتاع بالمعاني الساقطة، والأنغام الشجية، هذا يتناقض مع حياة المؤمن:

(( ليْس مِنَّا من لم يَتَغَنَّ بالقُرآن ))

[أبو داود عن سعد بن أبي وقاص ]

 وكلمة مؤمن تعني مرتبة جمالية، ومرتبة علمية، ومرتبة أخلاقية، معنى مرتبة جمالية أي عنده متعة وسعادة لا توصف، لو جمعت ذواقي الغناء في العالم ما كان طربهم بأغنياتهم المفضلة كطرب المؤمن بآية تتلى عليه، وبأذان يسمعه، وبصوت شجي يذكره بربه، ففي حياة المؤمن ناحية جمالية عالية جداً، لكنها طاهرة، فهذا

﴿ لَهْوَ الْحَدِيثِ ﴾

 هو الغناء الذي أشار إليه المفسرون.

 

كل حركات المؤمن مبنية على الأعمال الصالحة :

 والآية الكريمة قال تعالى:

﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ﴾

[ سورة لقمان : 19]

 أي أنت في حركة، هذه الحركة ينبغي أن تكون هادفة، ذكرت قبل يومين أن الإنسان أمامه مليون جزئية، إذا كان ليس له هدف واضح يضيع، الآن إذا كان له هدف واضح كل جزئية يمتحنها في ضوء الهدف، فإن كانت في خدمته أخذها، وإن كانت في خلاف هذا الهدف تركها، المؤمن عنده اصطفاء بحياته، أي إذا كان الإنسان يزيده قرباً من الله يصاحبه، إذا موضوع يزيده معرفةً بالله يقرؤه، إذا سهرة تزيده قرباً من الله يحضرها، إذا حفلة تبعده عن الله يرفضها، إذا كان صديق يبعده عن الله لا يصاحبه، إذا مهنة مبنية على فساد يرفضها، إذا حرفة فيها خدمة للبشر يأخذ بها، زوجة صالحة يتزوجها، فاسدة لا يتزوجها، أمامه مليون خيار، إلا أن كل خيار يعرضه على الهدف الكبير، أنه جاء إلى الدنيا ليعرف الله عز وجل، فلذلك:

﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ﴾

[ سورة لقمان : 19]

 رضاء الله عز وجل، المؤمن عاداته عبادات، والمنافق عباداته عادات، فالمؤمن حتى أموره الدنيوية المعاشية، حتى إذا أكل يتقوى على طاعة الله، حتى إذا تزوج ليكون قدوةً للناس، إذا أنجب أولاداً ليكونوا أناساً صالحين من بعده، حتى إذا لها مع أهله ليأخذ بيدهم إلى الله عز وجل، عجيب أمر المؤمن، حركته اليومية الطبيعية كلها أعمال صالحة، لأنه يقصد في مشيه رضا الله، كل حركته مبنية على عمل صالح:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً ﴾

[ سورة لقمان : 33]

 ورد في الحديث أنه قد تقع عين الابن على أمه، أو تقع عين الأم على ابنها، تقول الأم لابنها: يا بني جعلت لك صدري سقاءً، وبطني وعاءً، وحجري وطاءً، فهل من حسنة يعود عليَّ خيرها اليوم؟ يقول الابن: ليتني أستطيع ذلك يا أماه، إنما أشكو مما أنت منه تشكين، قال تعالى:

﴿ لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً ﴾

[ سورة لقمان : 33]

﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ ﴾

[سورة الزمر :19 ]

 يا محمد

﴿ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ﴾

 من هنا قال عليه الصلاة والسلام:

(( يا بني عبدِ المطلب اشتروا أنفسكم من اللّه، يا أُمَّ الزُّبَيْرِ عَّمةَ رسولِ اللّه، يا فاطمةُ بنتَ مُحمَّدٍ، اشْتَرِيا أَنفُسَكُما من اللّه، لا أملك لَكُما من اللّه شيئاً ))

[متفق عليه عن أبي هريرة ]

(( وَمَنْ يُبْطِئْ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ))

[ الدرامي عن عبد الله بن عباس ]

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :

 الآن هذه الآية ذكرتها كثيراً، لكنها مفيدة جداً:

﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾

[ سورة السجدة : 5]

 هذه النظرية التي طبّل الغرب بها وزمّر، نظرية أنشتاين النسبية، اكتشفت سرعة الضوء المطلقة، الضوء يمشي مئتين وتسعة وتسعين ألفاً وسبعمئة واثنين وخمسين كيلو متر في الثانية، وهذه هي السرعة المطلقة، هذه الآية تشير إلى هذه السرعة، أي ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام، لو قسمته على ثواني اليوم لكانت سرعة الضوء.
 هذا المجلس تصوروا نحن عندنا منبع ضوئي، ونحن نعكس الضوء، الضوء موجات، لولا هذا السقف فرضاً هذه الموجات تصعد نحو الفضاء الخارجي، لو قُدر لإنسان أن يسير معها توقف الزمن، يرى هذا المشهد إلى أبد الآبدين، لو قُدر لإنسان أن يسبق الزمن لرأى من كان هنا قبل مئة عام، لو قدر لإنسان أن يقصر عن سرعة الضوء لتراخى الزمن، الساعة في الفضاء الخارجي تساوي ألف سنة بالأرض، الشيء إذا سار مع الضوء صار زمناً، أي كتلته صفر، حجمه لا نهائي، هذه النقطة إذا تحركت شكلت خطاً، إذا الخط تحرك شكل سطحاً، السطح تحرك شكل حجماً، الحجم تحرك شكل زمناً، فالزمن حركة، لا يوجد زمن بدون حركة، فالزمن هو البعد الرابع للأشياء.
 فهذه الآية تشير إلى أن ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يومٍ واحد، أما قد تقول لي يوجد آية:

﴿ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾

 فتلك الآية ليس فيها

﴿ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾

 تلك سرعة الملائكة، أما سرعة الضوء فالألف سنة تساوي يوماً ضوئياً واحداً.

 

الإنسان مخير يعبر عن ذاته باختياره :

 ثم يقول تعالى:

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾

[ سورة السجدة : 13]

 أي يا عبادي تزعمون أنني أجبرتكم على المعاصي، هذا خطأ، لو أنني أجبرتكم على شيء لما أجبرتكم إلا على الهدى، لو شئنا أن نأخذ اختياركم، لو شئنا أن نسيركم، لو شئنا أن نلغي الأمانة والتكليف، أهم شيء بالإنسان أنه مخير، لو شئنا أن نسلبكم اختياركم وأن نجبركم ما أجبرناكم إلا على الهدى:

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾

  لو أنت لست مخيراً أجبرت على الهدى، لكن لأنك مخير، تعبر عن ذاتك باختيارك، ولكن هذا الذي يدعي أن الله أجبره على المعصية فهذا يفتري على الله، وسوف يحاسب حساباً عسيراً.

 

من لوازم الكفر المعصية والإساءة ومن لوازم الإيمان الطاعة :

 كذلك قال تعالى :

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ﴾

[ سورة السجدة : 18]

 بالمنطق أفمن كان مؤمناً كمن كان كافراً؟ الإيمان يقابل الكفر؟! فلِمَ قال الله عز وجل:

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً ﴾

[ سورة السجدة : 18]

 لأن من لوازم الكفر الفسق، وبالمقابل ومن لوازم الإيمان الاستقامة، الكافر ليس عنده منهج، ولا ضوابط، ولا عقوبات، ولا ردع، ولا آخرة يحاسب على كل صغيرةٍ وكبيرة، هو يعيش بلا هدف، وبلا مسؤولية، إذاً يأكل ما يشتهيه، ويلتقي مع من يشتهيه، ويتكبر على الناس كما يريد، من لوازم الكفر المعصية والإساءة، من لوازم الإيمان الطاعة.

 

تحميل النص

إخفاء الصور