- أحاديث رمضان
- /
- ٠07رمضان 1421 هـ - دراسات قرآنية
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
مؤشرات الإخلاص بالعمل الصالح
أيها الأخوة الكرام ؛ تعلمون جميعاً ؛ أن حجمك عند الله بحجم عملك الصالح , وأن العمل الصالح يقيَّم من زاويتين :
1- من زاوية الإخلاص .
2- من زاوية مطابقته لسنة رسول الله .
فمن فعل شيئاً بنية مخلصة , ولم يطابق سنة رسول الله لا يُقبل .
ومن فعل ما يطابق سنة رسول الله , ولم يكن مخلصاً لا يقبل .
فالنبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الجامع المانع يقول :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول :
((إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرىء ما نوى))
ما الذي يكشف لك إخلاصك أو عدم إخلاصك ؟
الحقيقة : الإخلاص أخطر ما في الدين .
قال بعضهم : إنه نصف الدين .
وقال بعضهم الآخر : إنه الدين كله ، لأن الله عز وجل يقول :
﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ﴾
فَاعْبُدِ اللَّهَ ؛ يعني : أجعل جوارحك وفق منهج الله ؛ العين تعبد بغض البصر, واللسان يعبده بضبط الأمور ؛ لا غيبة , ولا نميمة , ولا شاكلة من ذلك , واليد تعبده بأن لا تفعل إلا ما يرضيه ، حسناً :
﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً﴾
القلب عبادته الإخلاص , الجوارح عبادتها الانصياع , والقلب عبادته الإخلاص , فإذا مبدئياً قلنا : الإخلاص نصف الدين , حسناً : لو أنه لم نكن مخلصين , لا قيمة لعبادتنا , إذاً : هو الدين كله , ما الذي يكشف لك أنك مخلص ؟ أي يكون عملك في السر كعملك في العلانية , أن تصلي وحدك كما تصلي أمام الناس , أن تغض البصر وحدك كما تغضه أمام الناس , أن تتقن العبادات وحدك كما تتقنها أمام الناس , فإن لم يكن هناك فرق إطلاقاً بين خلوتك وجلوتك , وسرك وعلانيتك , فهذا مؤشر إيجابي على أنك مخلص , هذه واحدة .
المؤشر الثاني : أنك إذا فعلت عملاً صالحاً , ولم تتلق تقديراً , ولا تكريماً , ولا مديحاً , ولا إشادة , لا تتأثر , لأنك فعلت هذا من أجل الله , فردود فعل الخلق لا قيمة لها عندك إطلاقاً ؛ إن رضيت أو إن سخطت , إن أقبلت أو إن أدبرت , إن سمَّنت أو لم تسمن , إنك فعلت هذا ابتغاء وجه الله , والذي فعلته من أجله عليم بصير, يعلم ما تنطوي عليه , وما الذي دفعك إليه ؟
إذاً : أنت إذا كنت مخلصاً , نجوت من عيب شديد : هو استجداء المديح , استجداء المديح .
أكثر الناس لا بد من أن يتحركوا , يتكلموا , كي يثيروا الناس حولهم للمديح , إنك إن أخلصت لله عز وجل , لا تستجدي المديح من أحد , ولا تعلق أهمية على مديح الناس لك , ولا على تقديرهم , ولا على ثنائهم , إنك تبتغي بهذا وجه الله .
المؤشر الثالث : من مؤشرات الإخلاص لله عز وجل : أنه إذا فعلت عملاً طيباً , هذا العمل رُفع إلى الله , ما الرد الإلهي على هذا العمل الطيب المخلص ؟ أن الله يملأ قلبك غنى وسعادة , وهذا في تقديري هو الثواب .
والثواب : من ثاب ؛ أي رجع , فإذا عملت عملاً صالحاً , وصعد هذا العمل إلى الله عز وجل , عاد من الله سكينة تملأ قلبك سروراً , صار ثلاثة مؤشرات .
المؤشر الرابع : أنك لا تبتغي أجراً من أحد .
مرة ضربت مثل : ملك قال لمعلم : أعط ابني دروساً وأنا أحاسبك , يعني : هكذا ألف الناس : أن الملوك عطاؤها كبير, يعني أقل عطاء سيارة وبيت ، أقل عطاء , فهذا المعلم علم الابن أربعة دروس , قال له : أريد الأجرة , فا.... طلب بالدرس خمسمائة ليرة , هذه ألفان تفضل , ظن نفسه ذكياً , لأنه طالب بحقه , لكن لو فاته أنه لو ترك الأمر للأب , كان أعطاه بيتاً وسيارة مثلاً يعني , فحينما طالب هذا المعلم الابن بأجرة الدروس كان أحمقاً , أنت حينما تطلب أجراً على عمل صالح , يجب أن تعلم أن أي شيء تأخذه , لا قيمة له أمام ما وعدك الله به من عطاء , وكل من عرف الله , وعرف ما عنده , وعرف جنته , وعرف توفيقه في الدنيا , لا يمكن أن يطلب على عمله الصالح أجراً , تلاحظ يتفاوت الناس بطلب الأجر , بتفاوتهم في معرفة الله , فالمؤمن لا يريد شيئاً , ولا مديحاً , ولا ثناء .
وفي قصص للصحابة الكرام وللتابعين , شيء لا يصدق , لم يقبل أن يُذكر اسمه إطلاقاً , هو فعل هذا من أجل الله , وكلما كان إخلاصك أشد , كنت الأقرب إلى الله , وكان عملك متقناً , أما أحياناً : الإنسان ينسى , يهمه سمعته .
شخص قال : صلى وراء الإمام أربعين سنة , ما فاتته تكبيرة الإحرام , في مرة غفل , قال : ماذا يقول الناس عني ، يعني : عبادة أربعين عاماً ذهبت أدراج الرياح , لأنه ما كان مخلصاً لله , كان يريد تثبيت مكانته عند الناس .
فيا أيها الأخوة ؛ الإخلاصَ الإخلاص :
﴿قَالَ يَا قَوْمِ﴾
الآن : الإخلاص من علامة الصادقين :
﴿قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾
هم لهم ألف صفة , كلها أغفلت ، قال :
﴿اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
هذا ذكرته لقوله تعالى :
﴿يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي﴾
فعلامة إخلاصك : أنك لا تطلب من الناس أجراً , هذه واحدة .
مجالات التأديب الرزق والصحة
الشيء الثاني : أن الله كما أقول دائماً : ثبت أشياء كثيرة , وحرك أشياء قليلة , فالذي ثبته باستقرار النظام , ولراحة الأنام .
يعني : دورة الأفلاك ثابتة , يمكن أن تتنبأ بأن الشمس سوف تشرق بعد مئة عام , يوم 7-12- 2800 فرضاً , خمسة وثلاث دقائق , ثبات عجيب , بل إن أدق ساعة في العالم بيك بن , تضبط على حركة المدن , وقد تختلف ثانية , أو جزءاً من الثانية في العام كله , أيهما أدق : الساعة أم حركة النجم ؟ النجم أدق , هو الأصل .
إذاً : ثبت أشياء كثيرة , خصائص المواد , خصائص النجوم , دورة الأفلاك إلى ما لا نهاية لها , لكن حرك الصحة والرزق من أجل أن يؤدبنا , فمجالات التأديب ، الرزق والصحة :
﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾
﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ﴾
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً﴾
﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً﴾
﴿وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾
فقضية الرزق وسيلة للتأديب ، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه : قد يُحرم المرء بعض الرزق بالذنب يصيبه ، وأدبنا بالصحة ، يعني : الإنسان أحياناً يكون شارداً , وساهياً , ولاهياً , تأتيه مشكلة صحية , فتزيده قرباً من الله عز وجل ، إذاً :
﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾
الطمأنينة التي يتحلى بها المؤمن
النقطة الثالثة في هذه الآيات : أن حالة الأمن التي يعيشها المؤمن , لا يمكن أن تقدر بثمن , لو كنت وسط غابة من الوحوش , وأنت مع الله , فلا تخش شيئاً , لأن كل هذه الوحوش بيد الله , ناصيتها بيد الله , إن شاء أطلقها , وإن شاء منعها , فعلاقتك مع الله , هذا المعنى سهل فهمه , أما أن تعيشه القوي أمام قوي , وتراه يفعل ما يريد , وإذا بطش بطشة جبار , ومع ذلك : إذا كنت مع الله حماك منه , وفي حالات من أصعب الحالات :
أن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كان مع أصحابه باتجاه البحر , فتبعهم فرعون , وما أدراكم ما فرعون ؟ ما في أمل بالنجاة أبداً أبداً , الأمل صفر :
﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾
البحر أمامنا , وفئة قليلة مستضعفة , وفرعون بكل جبروته , وقوته , وظلمه من ورائهم :
﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾
﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
فأنت حينما تعتصم بالله , تشعر أنك أقوى الأقوياء , إن أردت الأمن فكن مع الله ؛ في أي مكان , في أي زمان , في أي ظرف ، إذا كان الله معك فمن عليك , وإذا كان عليك فمن معك ، لذلك قال تعالى :
﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾
﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
الحكم الشرعي يوافق الفطرة
في شيء ؛ كلمة على : تفيد الإلزام , يعني : الله عز وجل ألزم نفسه بالاستقامة إلزام ذاتي , فلن.......
يعني في معاني يقولها بعض الناس : يعني لعلك تعبده كل حياتك , وقبل أن يموت الإنسان , تذل قدمه فيستحق النار ؟ لا , هذا ليس من أفعال الله عز وجل , ما دمت مطيعاً له , فأنت في بحبوحة , وأنت في عناية :
﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾
﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
يعني : أما فعل قوم لوط .
الآن : العلماء قالوا : هناك فعل يخالف الحكم الشرعي هو حرام ، الزنى حرام , لأن الزنى مخالف للحكم الشرعي , لكن هناك عمل يخالف الفطرة , يخالف أصل التصميم .
يعني : هذا الإنسان مصمم لأنثى , والأنثى مصممة لغير.....
تقول لها : أي بنيتي , إنك فارقت العش الذي فيه درجتي إلى بعل لا تعرفيه , وقرين لم تألفيه , كوني له أمة يكن لك عبداً , لو أن الوصية تُركت لفضل أدب , تُركت لذلك منك , ولكنها تذكرة للغافل , ومعونة للعاقل , ولو أن المرأة استغنت عن الزوج بغنى أبويها , أو لشدة حاجتهم إليها , لكنت أغنى الناس عنهم , ولكن النساء للرجال خلقن , ولهن خلقن الرجال .
في أصل التصميم : فالزنى عقابه الجلد , طبعاً : إذا كان غير محصن , ولأن الشذوذ مخالف لأصل التصميم , مخالف للحكم الشرعي , ولفطرة الإنسان , لكن ما بال هذا العصر, وقد أصبح هؤلاء الشاذون يحملون بطاقات , ولهم ممثلون في المجالس , والرؤساء في بلاد الغرب يسترضونهم ؟ لأنهم يسمحون أن يعينوا في الوظائف , وفي الجيش .
وما نجح أحد رؤساء أمريكا , إلا بأنه وعد هؤلاء بأن يُعاملوا كأثرياء , وقد سارت مسيرات في أوروبا بأعداد لا تصدق , مئة ألف يطالبون بحقوقهم .
وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها , إلا أُخذوا بالسنين وبأوجاع لم تكن في أسلافهم .
وهذا مرض الإيدز : سبعون بالمئة من أسبابه الشذوذ , ويبدو أنه قديم :
﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾
﴿وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾
في نقطة تثير الجدل :
﴿قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي﴾
يعني : أيعقل لنبي كريم , يرى أناساً منحرفين شاذين , أن يعرض عليهم بناته ؟ هذا شيء غير مقبول , لكن بعض العلماء قال : العلماء مكانتهم في المجتمع , كمكانة الأنبياء .
النبي الصادق , والعالم الصادق : يرى كل بنات المؤمنين كأنهن بناته , وصية الأب : يني أنتم في بدائل , أنتم منحرفون ؛ البديل أنثى , البديل امرأة , فأنتم تطلبون الشهوة من طريق شاذ منحرف :
﴿قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾
﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾
الشيء الدقيق الذي يؤكد الولاء والبراء : أن امرأته أهلكت مع قومها , لا لأنها تحب هذا الفعل , ولكن لأنها أقرت قومها على أفعالهم ووالاتهم ، ومن هوي الكفرة حشر معهم .
يعني : أنا لفت نظري في هذه السفرة الأخيرة : أن الإنسان إذا عاش مع قوم منحرفين , مع الأيام يألف انحرافهم , ولا يرى في هذا العمل شيئاً شنيعاً .
والشيء الغريب : أن هذا العمل في بلاد أخرى, يتمتع به أناس من علية القوم .
يعني : مرة وزير بريطاني يكلم وزير الصحة في مؤتمر صحي , قال : أنا شاذ .
وقد تجد مدير شركة , حاكم ولاية , قاضي كبير , يعني شخصيات بأعلى المناصب : شاذ .
وفي بريطانيا أقر الزواج من ذكر وذكر , وتعريف الزواج في مؤتمر السكان : ليس زواجاً بين ذكر وأنثى , بل بين شخصين , بصرف النظر عن جنسهما .
إذاً : نحن وصلنا إلى درجات الدنيا في الحياة الاجتماعية , لكن أيها الإخوة ؛ ما من انحراف أخلاقي إلا وراءه مخالفة لمنهج الله , أبداً , وكل تقصير في تربية الأولاد , وفي الاهتمام بهم , وفي عدم الأخذ بقواعد الشرع في العلاقات الاجتماعية , قد يفضي هذا إلى ذلك الانحراف نعم .
يعني : الإنسان المعافى من هذه الانحرافات , هو في بحبوحة كبيرة , لذلك قال الله عز وجل :
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾
حسناً : أنت فيهم في حياتك , فما معنى الآية بعد مماتك ؟ قال : ما كان الله ليعذبهم وسنتك مطبقة فيهم ، أمرك نافذ في حياتهم .
يعني : إذا حياتنا وفق منهج رسول الله , نحن في بحبوحة من عذاب الله .
نحن دائماً في بحبوحتين ؛ بحبوحة تطبيق السنة , وبحبوحة الاستغفار , حتى لو زلت القدم , أنت مع بحبوحة .
الثانية : بحبوحة أن ينصحك الله عز وجل , مما ابتلي به الآخرون .
يعني : فقط بقضايا الجنس , أهم نقطة فيها : أنه لا بد من أن تدع هامش أمان بينك وبينها , فإذا خرقت هذا الهامش , ذلت القدم هامش أمان ؛ فالخلوة خرق لهامش الأمان , وإطلاق البصر خرق لهامش الأمان , وصحبة الأراذل خرق لهامش الأمان , وأن تطلع على أعمال فنية ساقطة خرق لهامش الأمان , وأن تقرأ قصصاً ماجنة خرق لهامش الأمان , وأن تصحب المنحرفين خرق لها من الأمان :
﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾
ما دام بينك وبين هذه المعصية بالذات هوامش ثابتة , فأنت في مأمن , أما إذا خرقت هذه الهوامش .
وأكاد أقول : تسع وتسعون بالمئة من الفواحش , لم يكن في نية أصحابها أن يفعلوها , أما لأنهم خرقوا هامش الأمان زلت أقدامهم , لأن الله هو الخبير، قال:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا﴾
لم يقل : ولا تزنوا ، قال :
﴿وَلَا تَقْرَبُوا﴾
لأن هذه المعصية لها قوة جذب , ما دام بينك وبينها هامش أمان , أنت في حصن حصين , أما إذا خرقت هذا الهامش اختلف الأمر نعم .
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .