وضع داكن
19-04-2024
Logo
رمضان 1421 - دراسات قرآنية - الدرس : 32 - من سورة الأحزاب - الفرق بين قراءة التعبد وقراءة التدبر.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

إذا شئت أن تحدث الله فادعُه وإذا شئت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أيها الأخوة الكرام ، ونحن على مشارف ختم القرآن الكريم بفضل الله تعالى وتوفيقه أود أن أضع بين أيديكم هذه الحقائق .
 الحقيقة الأولى : أن هذا القرآن الكريم يُقرأ قراءة تعبد والإنسان حينما يتلو هذا الكتاب الكريم تلاوة تعبد يسعد ويشعر بالطمأنينة لأنه يتلو كتاب الله ، فإذا شئت أن تحدث الله فادعُه ، وإذا شئت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، فإنه كلام الله .
 لكن هذه القراءة قراءة التعبد لا تغني عن قراءة التدبر ، وفرق كبير بين القراءتين ، قراءة التدبر أن تقف عند الأمر والنهي ، وعند الحلال والحرام ، وعند البشارة وعند الإنذار ، وعند الوعد والوعيد ، وتقف عند الآية الكونية والتكوينية ، وتقف عند غيب الماضي وغيب الحاضر وغيب المستقبل ، وأن تقف عند الماضي السحيق والمستقبل البعيد ، وأن تقف عند مشاهد يوم القيامة وما هم عليه أهل الجنة من نعيم ، وما هم عليه أهل النار من جحيم ، إذا استطعت أن تضع يدك على هذه الموضوعات الكبرى فهذه قراءة التدبر ، أما حينما تستطيع أن تكتشف القوانين التي وردت في كتاب الله وما أكثرها ، لكن حينما تأتي في درج الكلام ، حينما تأتي في درج القراءة قد لا تنتبه إليها ، مثلاً :

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾

[ سورة الطلاق : 2]

 متى نقول أين المخرج؟ الإنسان متى يبحث عن مخرج؟ حينما يشعر أن الأبواب كلها مغلقة ، أما لو فرضنا أنت في مكان والأبواب كلها مفتوحة هل تقول أين المخرج ؟ لا ، معنى ذلك إذا ضاقت الأمور ، واستحكمت الحلقات ، وأُغلقت أبواب الأرض ، إذا اتقيت الله عز وجل ، ونفذت أمره ، ولزمت شرعه ، يجعل الله لك مخرجاً مما أنت فيه ، هذا قانون.

القوانين في القرآن الكريم :

 أحياناً تجد شخصين متخاصمين في محكمة أحدهما مطمئن ، من أين هذه الطمأنينة؟ يقول : المادة الفلانية لصالحي ، إنسان كتب مادة ، وهناك احتمال كبير أن القاضي لا ينصف ، إما لجهل ، أو لمصلحة ، وهناك إمكان أن يكون في مادة اجتهاد آخر في محكمة النقد يبطل هذه المادة ، ومع ذلك ترى هذا الخصم مطمئن أشد الطمأنينة لأنه يوجد مادة لصالحه .
 أنت إذا قرأت القرآن ووضعت يدك على قوانينه ، وبعض هذه القوانين تنطبق عليك انطباقاً إيجابياً ، وبعضها ينطبق عليك انطباقاً سلبياً ، الذي ينطبق عليك انطباقاً إيجابياً :

﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾

[ سورة النحل : 97]

 أنت آمنت بالله ، آمنت بوجوده ، ووحدانيته ، وكماله ، وآمنت بأسمائه الحسنى ، وآمنت بالجنة والنار ، والخير والشر ، واستقمت على أمره ، هناك آية بالقرآن الكريم لصالحك ، تجد المؤمن الصادق مطمئن ، قال لك :

﴿ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل : 97]

vهناك انطباق سلبي :

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾

[ سورة طه: 124 ]

 هذه كلمة من صيغة شرطية ، والصيغة الشرطية تعني أن هناك حدثين لا يقع الثاني إلا إذا وقع الأول ، هذا الشرط أدواته معروفة ، يوجد أسماء ويوجد حروف ، (من وإذ) حروف والباقي أسماء ، من يجتهد ينجح .

﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾

[ سورة البقرة: 197]

 إن شرطية ، وما شرطية ، ومن شرطية ، ومتى ، وحيثما ، وأيان ، وكيفما ، فحيثما وردت في كتاب الله آية صيغت صياغة شرطية أي صيغت صياغة قانون ، من يفعل كذا يلقَ كذا .

﴿ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة يونس: 33]

من يتبع منهج الله لا يضل عقله ولا تشقى نفسه :

 هذا قانون :

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾

[ سورة يوسف: 52]

 أية خيانة على وجه الأرض منذ أن خلق الله الدنيا إلى يوم القيامة لابد من أن يفضحها الله عز وجل ، إذا فهمت ماذا تقرأ لا تفعل من وراء شريكك عملية ، لا تستطيع لأن الله يفضح ، ليس الإنسان الذي يفضح ، لا ، الإنسان ليس عنده إمكان أن يفضح ، لكن الله عز وجل يخلق مشكلة ينسيك شيئاً يظهر الكذب والخيانة ، تنسى ورقة ، تتكلم على الهاتف تبين نواياك ، يفضح الإنسان ، فحبذا بعد أن سمعنا كلام الله عز وجل في هذا الشهر الكريم يتلى علينا في الصلوات ، سمعناه ، وتأثرنا به ، ووقفنا عند بعض آياته ، حبذا لو أن كل أخ كريم يقرأ القرآن قراءة تدبر غير قراءة التعبد ، يجوز أن تقرأ في اليوم عشر صفحات قراءة تعبد ، جزء ، نصف جزء ، ربع جزء هذا تعبد ، أما آية واحدة ، هناك أعرابي كفته آية واحدة :

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة: 7]

 قال : كُفيت ، فقال النبي : فقه الرجل .
 أنت عبد ضعيف ، إذا كان هناك آية قرآنية هي كلام الله عز وجل إذاً تنطبق عليك القوانين :

﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾

[ سورة طه: 132]

 إله يقول لك : امشِ على منهجي لا يضل عقلك ، ولا تشقى نفسك ، والله هناك قصص قالها لي بعض الأخوة في هذا الشهر الفضيل ، أخ جاء من البرازيل هناك يعبدون الجرذان ، هل تصدقون هذا الكلام؟ رآهم بعينه ، يضعون طبقاً من الحليب فتأتي هذه الجرذان وتشرب هذا الحليب وكلهم جالسين يقدسونها ويسبحونها ، هذا الإنسان إذا ما عرف الله عز وجل، في مكان آخر يعبدون الموج ، يضعون الفواكه والحلويات وأثمن شيء عندهم على شاطئ البحر ويلقونه وسط البحر ويصلون لهذه الموج ، هذه عبادة ثانية ، في بلاد شرق آسيا يعبدون ذكر الرجل ، إذا الإنسان نور الله عز وجل له قلبه عرف خالقه .

الإنسان سيد المخلوقات :

 الله جعل الإنسان سيد المخلوقات ، هو بجهله جعل نفسه عبداً لبقرة ، بقرة يوضع روثها في غرف الضيوف ، والعطر بولها ، هذا أغلى شيء لا يقدر بثمن إذا استطاع أحدهم أن يأخذ القليل من هذا البول ويضعه على جبينه ، لأنه إله ، انظر إلى سخافة الشعوب .
 إذا الإنسان الله عز وجل أكرمه ، قرأ القرآن قراءة تدبر ، اقرأ آية في أسبوع ، كان من الصحابة في قيام الليل من يقرأ آية واحدة طول الليل لا يشبع منها ، آية واحدة .

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

[ سورة النساء: 1]

 شيء مخيف ، ينظر إلى كل نواياك ، كل مشاعرك ، كل طموحاتك ، ماذا تفكر ، كل شيء تفكر فيه مكشوف عند الله عز وجل .
 أحياناً في المطارات شخص يضع محفظة ، يوجد رادار ، الموظف وهو جالس يرى كل محتوياتها وهي مغلقة ، وقفل ، وسحابات ، تظهر كما هي ، ترى من الطرف الثاني على الشاشة كل الحاجات مكشوفة فيها ، إذا كان الإنسان وصل إلى هذه الدرجة ، تجد حقيبتك وزنتها ومشيت ، هم يرونها من عندهم وأنت لم تشعر ، إذا كان إنسان كشف محتويات محفظة :

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

[ سورة النساء: 1]

 ينظر لقلبك ، قال : لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، هل هناك إنسان يغش الحليب أمام الزبون ، توقف يا بني ماء ؟! هل سمعتم بأحد في الأرض رآها؟ الناس يغشون لكن ليس أمام الزبائن ، يكون عنده غرفة داخلية ، لأنه من غير المعقول أن يغش الحليب أمام الزبون، يستحي منه ويخجل ، قال : لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ، الله يراك ومطلع عليك ، لماذا طلقت ، لماذا تزوجت ، لماذا تكلمت ، لماذا زرت فلاناً ، لماذا ابتسمت ، لماذا لم تبتسم :

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

[ سورة النساء: 1]

قراءة القرآن بتدبر :

 فالقرآن يُقرأ بتدبر ، مثلاً إذا الإنسان عنده عطلة انتصافية ، طالب قال لك : هذا الكتاب أريد أن أقرأه بهذه العطلة ، أريد أن ألخصه في هذه العطلة ، هذا البحث أريد أن أبيضه في هذه العطلة ، جاءت العطلة ، هل كانت العطلة مثلما خطط لها؟ أم ذهب نصفها في السيران، ونصفها سهرات ، فإذا ما حقق الإنسان الذي خطط له ، لا يتقدم ولا خطوة؟ أما يستأنف الدراسة بعد العطلة؟ يستأنفها بنظام جديد ، الله جعل رمضان شهر عبادة ، شهراً مكثفاً جداً ، لو الإنسان لم يصل لطموحه ، يبدأ من واحد شوال ويعمل نظاماً جديداً ، يعمل لنفسه جلسة صباحية كل يوم، كيف أنه فعلها هنا بالجامع ، والله شيء جميل جداً الإنسان يصلي الفجر في جماعة ، ويسمع كلمتين عن الله عز وجل ، ويذكر الله عشر دقائق ، قليل من التفكر بجسمه ، بالكون ، بطعامه ، بشرابه ، قليل من التلاوة ، قليل من الدعاء ، خرج بعد الشمس بنصف ساعة منتشٍ ، عنده دعم روحي ، تجده في النهار عنده مقاومة ، لا تلفت نظره امرأة مع أنه مثل غيره ، كأنه بحصن .

﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾

[ سورة المزمل:6]

 فنحن نتمنى على أخواننا أن يبدؤوا بختمة بعد رمضان ، ختمة تدبر ، الآية يقف عندها :

﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾

[ سورة ص: 24]

 أي أن الذي يبغي على شريكه ليس مؤمناً ، تقف ، تعطيه الذي له ، وتأخذ الذي لك إذا كنت مؤمناً ، أريد القوانين ، قوانين القرآن الكريم .

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾

[ سورة الأحزاب: 36]

 هذا قانون ، عندما تأتي بموضوع بتّ به القرآن تضعه على مائدة البحث والدرس معقولة ؟ غير معقولة ؟ تصح ؟ لا تصح ؟ ألست مؤمناً ؟ ألا تعرف كلام من هذا ؟ هذا كلام خالق الكون ، إذا ما فهمت الأمر طبقه وانظر .
 الآن إذا اشترى إنسان مكيفاً ، ثمنه ستون ألفاً ، وأعطوه جهاز تحكم يعمل به عن بعد، معقول تشغله من بعيد ؟ غير معقول ؟ معقول ؟ غير معقول ؟ أنت شغله وانظر ، لا تفكر كثيراً ، فقط اضغط الزر يعمل ، أنت تنتفع بكل ميزاته ولو لم تفهم دقائق صنعه .

الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به :

 لذلك قالوا : الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به ، ألا يأتي إنسان أحياناً في دول النفط يركب أحدث سيارة يقودها وهو حاف ؟ ممكن ، ألم يأخذ كل ميزاتها وهو حافٍ يقودها ؟ ممكن الانتفاع بالشيء .
 أنت عندما تغض بصرك عن محارم الله ، غض وانظر كيف يبدل الله عز وجل لك حياتك الزوجية ، كيف؟ والله لا أعرف كيف تتبدل ، كيف كنت تكرهها وأصبحت تحبها ؟ لا أعرف ، كيف كنت لا تستطيع أن تراها ، أصبحت أفضل إنسانة عندك ، لأنك طبقت منهج الله عز وجل ، واحدة بواحدة ، بكسب المال ، بالصدق ، لا تكذب أبداً ، ولا بالتوافه ، قد يقول لك ولدك : بابا قل لصديقي أنا لست هنا ، لماذا أنت لست هنا ؟ أنا لا أكذب يا بني ، أنت هنا ، لكن سأقول له : أنت مشغول تدرس ، كلفناك بعمل فنسيته ، تكذب وتقول : والله وجدته مغلقاً ، لا ، قل نسيت ، ولو كانت قضية تافهة تحقر نفسك بها ، والله نسيت ما تمكنت ، لم يخطر ببالي، لا تؤاخذني ، وانتهى ، انزعجت أمامه ، لكن أمام نفسك كبرت ، لذلك النبي قال :

(( وإياك وما يعتذر منه ))

[ الطبراني عن عبد الله بن عمر ]

 لا تعتذر من أحد ، لكن أن تفعل سوءً ولا تعتذر ، لا ، ليس هكذا المعنى ، لا تعمل عملاً تضطر أن تعتذر منه ، ابقَ واضحاً .
 فلذلك نحن إذا انتهى رمضان وسمعنا القرآن الكريم وهذا من فضل الله علينا وفضل أخينا أبي محمد جزاه الله خيراً علينا أن نقرأه بعد العيد قراءة تدبر ، الله ماذا قال ؟ قال :

﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾

[ سورة إبراهيم : 27]

 ما الذي يثبت على الدين؟ أنه يوجد مادة في القرآن لمصلحتك ، الله وعدك بالفوز ، وعدك بالسعادة ، وعدك بالجنة ، وعدك بالتوفيق ، وعدك بالحفظ ، وعدك بالنصر ، وعدك بالتأييد ، وأنت تسير على منهجه ، ما من سعادة أبلغ من أن تشعر أن الذي خلق الكون معك ، من يكون ضدك ؟

اتباع الحق و تحري الحلال والحرام :

 إذا كان جندياً غراً ، ووالده قائد الجيش ، مهما شاهد رتباً عالية في الجيش لا تتحرك فيه شعرة ، لماذا ؟ لأنهم جميعاً تحت إمرة والده ، مثل بسيط ، مهما شاهد رتباً ، مهما شاهد نجوماً ، والدي يأمرهم كلهم ، كلهم يخضعون له ، ووالدي يحبني ، هذا مثل بسيط ، هكذا شعور المؤمن ، لا نضام في عزك يا رب ، لا نذل في عزك ، لا نضام في سلطانك ، لا نفتقر في غناك ، لا نضل في هداك ، كيف نضل في هداك؟ ونفتقر في غناك ، ونذل في عزك ، ونضام في سلطانك ، مستحيل .

(( سبحانك إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ))

 إذا كان الإنسان في رمضان يتمنى أن يكون كل السنة رمضان ، من قال لك إن رمضان فقط هو شهر العبادة ، إذا في رمضان لم تكن كما تتمنى ، أقل شيء تفعله اعمل رمضان موسعاً ، أحد عشر شهراً رمضان ، اعمل كل يوم جلسة صباحية ، الذي فعلته في رمضان تذقه كل العام ، بالغ في غض البصر ، بالغ في تحري الحلال .

(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

[الطبراني عن عبد الله بن عباس]

 بالغ في تحري الحلال ، بالغ في ضبط اللسان ، بالغ في ضبط الجوارح ، والله عز وجل موجود ، وتعود الآيات القرآنية لصالحي ، الآية الفلانية لصالحي ، هذه لصالحي ، الله عز وجل لا يتخلى عنك .

﴿ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾

[ سورة محمد : 35]

 ما شعرت مرة أنك متهم وأنت بريء ، جاء إنسان من دون أن يعرفك ودافع عنك دفاع الأبطال ، وقاتل من أجلك ، هذا دفاع الله عنك .

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[ سورة الحج : 38]

 تجد شخصاً لا يعرفك ، كيف تحمس ودافع عنك ، وجاء بالوقائع وأسكت الحاضرين وأنت غائب ، تجد الآيات كلها مطبقة ، أسعد شيء للإنسان عندما يجد الأحداث تجري وفق كلام الله ، يطمئن ، معنى ذلك أن هذا كلام خالق الكون ، الأمور سارت وفق كلام الله عز وجل ، تصدقت الله عوض عليك ، أقرضت بفائدة الله دمر مالك ، هكذا تأويل الآيات ، هذا التأويل بالضبط .

تحميل النص

إخفاء الصور