وضع داكن
20-04-2024
Logo
رمضان 1421 - دراسات قرآنية - الدرس : 50 - من سورتي البقرة والمنافقون - الكفر بالطاغوت .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الخطوة الأولى إلى الإيمان أن نكفر بالطاغوت :

 أيها الأخوة الكرام ، في عالم الهندسة لو أن إنساناً جاهلاً بنى بيتاً على مزاجه ، لم يراع قواعد البناء ، ولا استقامة البناء ، وضع مواد قليلة ، حديد قليل ، لم يراع الشاقول في بناء الجدران ، وعمّر طابقين ، ثم جئنا بمهندس متفوق جداً وقلنا له : ابن على هذين الطابقين خمسة طوابق هل يقبل ؟ مستحيل لا يقبل إلا أن يهدم البناء الأول من أصله ويبني البناء على قواعد صحيحة ، هذا المعنى توارد إليّ من قوله تعالى :

﴿ ِ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾

[سورة البقرة : 256]

 لابد من أن تكفر بالطاغوت ، لا بد من أن تكفر بالكفر ، إن لم تكفر بالكفر لم تؤمن ، مادام هؤلاء الكافرون كباراً ومتقدمين ، ويعرفون كيف يعيشون ، وهم في انحلال شديد وانحراف وتفلت شديد ، لا يمكن أن يجتمع كفر مع إيمان ، فالمشكلة أن الخطوة الأولى إلى الإيمان أن تكفر بالكفر ، وحينما تعتقد أن الكافر ممكن أن يعيش حياة سعيدة ، ويكون أخلاقياً وإنسانياً معنى هذا أنك ألغيت دور الدين ، ممكن كافر بالله ومعرض عنه يعيش حياة سعيدة ؟ ممكن أن يكون خيراً ؟ قد يكون خيّراً لأسباب مصلحية ، أما الخيرية المطلقة فقد تجد بلداً يكرم شعبه تكريماً يفوق حدّ الخيال ، لكن بالمقابل يسحق الشعوب ، إذاً هو ليس جديراً أن تحترمه، وليس إنسانياً ، هو مستعد أن يفني شعباً بأكمله ، ويسحق شعباً آخر ليحقق دخلاً عالياً لشعبه ، هذا إنسان ينبغي ألا يحترم ، فمن منظور القيم الإسلامية لابد من أن تحتقر من يبني مجده على أعناق الآخرين ، من يبني غناه على إفقارهم ، من يبني حياته على موتهم ، من يبني أمنه على خوفهم ، من يبني استقراره على قلقهم ، فالمعاني وردت من قوله تعالى :

﴿ ِ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ﴾

[سورة البقرة : 256]

 من هوي الكفرة حشر معهم ، ولا ينفعه عمله شيئاً .

عظمة ديننا أنه يبنى على الوازع الداخلي :

 أخطر شيء يصيب الإنسان إذا أقام مع المشركين ، لأن قيمهم تتسلل إليه دون أن يشعر ، قيمهم ، مبادئهم ، تصوراتهم ، عاداتهم ، تقاليدهم ، حتى انحرافهم لا يراه انحرافاً كبيراً يعطيه تبريراً ، فإن لم تكفر بالطاغوت ، إن لم تعتقد أن الكمال الحقيقي لا يصدر إلا عن مؤمن، قد يصدر كمال مصلحي ، والحقيقة مثلاً تجد انضباطاً شديداً في عالم الغرب ، هذا انضباط إلكتروني فقط ، لأن وسائل الضبط مزمنة ، كل شيء مضبوط إلكترونياً بالكمبيوتر ، لو أن الكهرباء انقطعت ترتكب مئة ألف سرقة بليلة واحدة ، هذا الضبط الخارجي لا قيمة له أبداً ، من الداخل مجرم ، مثلاً سوق فيه ألوف الملايين من البضائع ، وفيه فقط خمسة موظفين ، أية سلعة إن لم تدفع ثمنها يصدر صوت شديد ، وتغلق الأبواب إلكترونياً ، من لا يدفع ؟ ولا إنسان لا يدفع، كل من دخل يدفع ، هل هذا الدفع دفع ثمن بضاعة دليل أمانة ؟ لا ، دليل ضبط خارجي، عظمة الدين أنه يبنى على الوازع الداخلي ، ونقص النظام الوضعي أنه يبنى على رادع خارجي ، فلسبب أو لآخر لو تعطل هذا الرادع وقع الناس في شر أعمالهم ، حينما تعتقد أن إنساناً يستقيم من دون أن يكون مؤمناً بالآخرة هذا كلام مستحيل ، لكن كل إنسان له مظهر ، قد يرضيك مظهرهم ، قد ينطق بالحكمة ، قد يقول بالقيم ، أما حينما تسمح له فرصة فيصبح وحشاً كاسراً ، هذه حقيقة .

تعلق استقامة الإنسان بإيمانه :

 الخلق والرحمة والعدل الحقيقيون لن تجدهم إلا عند المؤمن ، هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان ثلاثمئة ألف شخص يقتلون في الشيشان ، تعتيم كامل ، فإذا سُئلوا يقولون : هذا شأن داخلي ، مستعدون عندما يكون هناك آبار نفط ، وأصبح هناك عدوان من بلد لبلد أن يجمعوا ثلاثين دولة ليجلسوا على منابع النفط ، هم يكذبون ، فإن لم نكفر بالكفر ، النظام العالمي الجديد له ميزة واحدة ، قبل هذا النظام العالمي الجديد كان هناك قطبان متنافسان ، كل قطب يستجلب الأطراف الضعيفة ، وهذا ورد في القرآن الكريم .

﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ﴾

[سورة البقرة : 251]

 لكن حينما أصلح الأمر إلى قطب واحد كشّر عن أنيابه ، وخلع قناع الإنسانية المزعوم ، وصار وحشاً كاسراً ، إذاً من ميزات النظام العالمي الجديد أن الطفل مثلاً كوفي عنان أتى من أميركا إلى لبنان ليطمئن على حسن معاملة أربعة أسرى يهود ، أما هؤلاء الذين قتلوا حوالي مئة وخمسين طفلاً لا أحد ينطق عنهم بكلمة أبداً ، فحينما يكال بمكيالين يجب أن تكفر بالكفر ، مادام الغرب كبيراً ، وعنده قيم وحقوق الإنسان ، ويعيش حياة سعيدة ، فالطريق إلى الله مغلق ، أما حينما تكفر بالكفر فعندئذٍ تؤمن بالله ، الخير لا يصدر إلا عن مؤمن ، مؤمن يخاف الله في الدار الآخرة ، وإذا كنت واقعياً لن تستقيم إلا إذا آمنت بالآخرة ، قد تستقيم استقامة استعراضية لانتزاع إعجاب الناس ، أما في الحقيقة فلن يستقيم الإنسان إلا إذا آمن أنه لابد من أن يدفع الثمن غالياً إذا أخطأ ، فالمعاني وردت من قوله تعالى :

﴿ ِ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ﴾

[سورة البقرة : 256]

 البناء القديم يجب أن يهدم ، ثم يشاد فوقه بناء جديد ، لذلك كلما كان المؤمنون مع بعضهم بعضاً كانوا أعون على أن يستقيموا .

من عظّم الكافر و ظنه شيئاً كبيراً فطريقه إلى الله مغلق :

 الآن ما الذي يحصل للعالم ؟ تصور خلاطاً كبيراً ، وأنت معك زجاجة ماء بقين ، ماء نقي معدني مع قطعة لحم طازجة ، يوجد في هذا الخلاط لحم خنزير ، وشراب خمر ، ولحم متفسخ ، ونفايات ، وضع هذا كله في خلاط واحد ، ودار الخلاط ، أصبح هناك سائل أين اللحم؟ اختلط ، أين نقاء لحمك ومائك ؟ كله ذهب ، العولمة على وزن حيونة ، تجد بلداً مسلماً فيه قيم ؛ ورع ، وحياء ، وخجل ، فيه فتاة ربيت تربية عالية ، يوجد جهاز ملعون في هذا البيت ، فوقه صحن يلقط ألعن ما في دور البغاء بالعالم من الفساد ، كيف سيصلي الطفل ويتوجه إلى الله ويحفظ القرآن ويكون طاهراً ؟ فهذه العولمة خلط تخلط الانحراف والفسق مع القيم ، القيم ضاعت، عندما تخلط إناء طاهراً من الماء مع إناء نجس من يتضرر ؟ فقط الطاهر ، لأن الإناء الثاني نجس ، شخص يرتدي ثوباً كان أزرق ، استخدمه سنتين بالميكانيك ، جاءه شحم وزيت ووسخ ووحل فلم يعد له لون ، أحضر لتراً من الحبر واسكبه فوقه لا مشكلة أبداً لأنه بالأساس أقذر من الحبر ، أما ضع نقطة سوداء على ثوب أبيض فتظهر ، فعندما يختلط المؤمن مع الكافر الكافر لا يتضرر ، فلابد من أن تكون مع المؤمنين ، لابد من بيت طاهر ، وعمل طاهر ، لابد من علاقات طاهرة ، لابد من صحبة مؤمنين ، عندما يكون هناك تداخل بين مؤمن وغير مؤمن يكون هناك مشكلات كبيرة جداً ، فما لم تكفر بالكفر لن تمشي .
 لذلك كما ورد في بعض الأحاديث في الأثر : " المؤمنون والمشركون لا تتراءى " أينما ذهبت عندما يعيش المسلم مع غير المسلم ، غير المسلم الزنا عنده كشربة الماء لا مشكلة أبداً ، زنا ، مخدرات ، خمر ، وضع طبيعي جداً ، في هولندا يوزعون إبر المخدرات على المدمنين ، إبر معقمة كي لا يكون هناك مضاعفات مرضية ، تمشي مسيرة للوطيين عبارة عن عشرة آلاف لوطي ‍لهم حقوق ، لم ينجح كلينتون إلا بعدما أعطى اللوطيين حقوقهم ، وسمح لهم أن يدخلوا الجيش ، ويمارسوا حقوقهم ، فتجد مجتمعاً غارقاً بالانحلال وأنت تعظمه ، يقول : أميركا ، أوروبا ، حينما تعظم الكافر وتظنه شيئاً كبيراً فالطريق إلى الله مغلق .

﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾

[سورة البقرة : 256]

 أنت كمؤمن ولاؤك ، ومحبتك ، وقلبك للمؤمن ولو كان ضعيفاً أو فقيراً ، ونفورك، واشمئزازك ، وتقززك من الكافر ولو كان غنياً وقوياً .

﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾

[سورة المنافقون : 4]

 شكل وأناقة وعطر لكن كله مظاهر .

من عظّم خالق السماوات والأرض وعظّم سنة نبيه كان على الطريق الصحيح :

 أخواننا الكرام ؛ عليك أن تراجع حساباتك ، إذا كان هناك تعظيم للكفر ، الكافر عنده إنجاز مادي مذهل فقط ، هذا الإنجاز ينتهي عند الموت ، أما أنت كمؤمن فتسعى لما بعد الموت، إذاً مثل المهندس لا يقبل أن يبني بناء على بناء لم يقم على أساس ، لابد من أن تكفر بالكفر ، وبعدئذ يمكن أن تسلك الطريق إلى الله عز وجل .

﴿ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾

[سورة البقرة : 256]

 يجب أن تعتقد أن الذي جاء به النبي هو كمال مطلق ، النبي لم يطرح نفسه علينا على أنه عبقري ، ولا مصلح اجتماعي ، النبي عرض نفسه علينا أنه نبي فقط ، لا ينطق عن الهوى ، يتبع ما يوحى إليه ، هذا هو الدين ، فكلما عظمت خالق السماوات والأرض ، وعظمت منهجه وسنة ، نبيه كنت على الطريق الصحيح ، أخ يذهب لأوروبا وأميركا ثم يعود يتحدث عنهم، ويمدحهم ، ويعظمهم ، حتى يزهد الواحد ببلده وبدينه ويلتفت لهم ، لا يوجد موضوعية ، إن ذكرت ميزة اذكر سيئة ، مثلاً بكندا من يستحق الجنسية الكندية ؟ من تزوج فتاة كندية ، هذه مقبولة ، فقط ؟ ومن له شريك جنسي كندي ، حق الجنسية بالقانون ، مدينة اسمها سان فرانسيسكو بأميركا من أجمل مدنها ، البيت بأي مكان ثمنه ثلاثمئة ألف دولار ، عندهم ثمنه خمسة ملايين ، خمسة وسبعون بالمئة منها لوطيون ! والله لم ألمح غير طفل واحد مدة يوم بكامله ، طرق الإنجاب كلها مسدودة ، ذكر مع ذكر وأنثى مع أنثى ، لا يمكن أن تعظمهم ، أما عندهم جسر ، أعظم جسر بالعالم عمره حوالي أربعين سنة ، عندهم طرقات ثماني طبقات فوق بعضها ، سرنا على الطريق رقم ثمانية من الأعلى ، وكلها قواعد من مادة الكوشوك حتى لا تتأثر بالزلازل ، يوجد إنجاز مادي ضخم ، لأن أموال الأرض كلها معهم ، يعطون ورقاً أخضر يأخذون كل ثروات الأرض ، أكبر دولة غنية أميركا ، تعطي ورقاً أخضر تأخذ المواد الأولية بالعالم كله ، فأحياناً تكون عاطفة الإنسان سطحية ، ادخل لبيت فخم جداً تؤخذ بتصميمه ، وتزيينه ، وأثاثه ، لو علمت أن صاحب هذا البيت شاب ورث عن أبيه مئة مليون ، وله عشرة أخوة كلهم فقراء يموتون من الجوع ، هذا الابن الأكبر أخذ كل ثروة أبيه ورتب بيته ، هل تبقى على احترام له ؟ تحتقره ، المظهر مذهل ، أما مغتصب ، أخوته يموتون من الجوع وهو متلذذ بشقاء أخوته ورفاهيته ، فأنت كمؤمن هذا كلام دقيق لابد من أن تكفر بالطاغوت حتى تؤمن بالله ، أما تراهم كباراً وهم منحرفون ، شركة كمبيوتر قبل عشرين أو ثلاثين سنة إذا وصل إلى علمها أن موظفاً من موظفيها يسكن مع فتاة ليست زوجته يطرد فوراً ، الشركة نفسها قبل سنة أعطت المنحرفين جنسياً ميزات المتزوجين ، عطاء ، وتعويضات ، ومكافآت ، حتى إذا سافر هذا الموظف لمهمة مسموح له أن يأخذ شريكه الجنسي ، هذه قوانينهم ، أما في الإسلام فاللوطي لا يخالف حكماً شرعياً وإنما يخالف الفطرة ، بينما الزاني يخالف حكماً شرعياً ، أما هذه المرأة فمصممة للرجل ، أما اللوطي فقد خرج عن فطرة الإنسان ، قرأت بنفسي تصريح وزير بريطاني كتبه بنفسه قال : أنا شاذ جنسياً ، الشذوذ سبب الإيدز ، وأنت وزير صحة ، مهمتك الأولى مكافحة هذا المرض وأنت شاذ ، ملكة عهد بريطانية قتلت بحادث تقول بمؤتمر صحفي على إحدى عشرة محطة فضائية سمع هذا الخطاب خمسين مليون إنسان ، قالت : أنا زانية زنيت سبع مرات ، مرة بالإسطبل مع ضابط ، مرة مع فلان ، مرة مع فلان ، لا مشكلة أبداً ! ملكة ملكة ! تذكر الزنا الذي مارسته بمؤتمر صحفي ، وعندما ماتت سار بجنازتها ستة ملايين إنسان ، وكلينتون أيضاً ، هذا مجتمع الغرب ، تريد أن تحترمه أيضاً ؟
 شخص من مصر عين بالسفارة المصرية في واشنطن ، يبدو أنه ربى بناته تربية عالية ، يوم وصل بحث عن مدرسة قريبة وضع ابنته فيها ، أعطوها واقياً ، بنت في الصف السادس ! قالت : بابا ما هذا ؟ في اليوم الثاني قدم استقالته وعاد لمصر ، أنا أقول : صحيح هناك تجد غنى ، لكن الثمن فوق طاقتك ، الثمن أولادك ، والله أطباء بكوا كالصغار أمامي قال : ابنتي أحبت يهودياً ماذا أفعل ؟ يوجد مآس ، نحترمهم أقوياء ، وقيم ، وحقوق إنسان ، أي حقوق إنسان ؟! والله أكبر دولة إرهابية بالعالم هذه الدولة العظيمة التي كل الناس تعظمها .
 انظر إلى السفارة كيف يصطفون إذا أخذ أحدهم فيزا كأنه دخل الجنة ، مرة قال : أخذت فيزا ؟ قال : نعم ، قال : الله يطعمها لكل مشته ‍.
 هذا الواقع ، كل هذا الكلام :

﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾

[سورة البقرة : 256]

النظر إلى الإسلام نظرة عميقة لا سطحية ساذجة :

 أجلس ببلدي ، وأشكر الله على هذا البلد ، النبي الكريم يقول كما ورد في الأثر : " رأيت عمود الإسلام قد سلّ من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو بالشام ، فعليكم بالشام في آخر الزمان ، الداخل إليها برضائي ، والخارج منها بسخطي ".
 تجد بالطريق حفرة ، وأحياناً لا تجد كرسياً ، وتجد البيت غالياً ولا يوجد عمل ، لكن هذه البلد فيها روحانية ، فيها بقية قيم ، ليس تماماً كقيم الصحابة ، ولكن فيها بقية حياء ، بقية تعاون ، بقية بذل ، أدام الله علينا هذه البلد ، والحمد لله لأنها تقام فيها شعائر الدين ، أحياناً تسمع الأذان تشعر أن جلدك قد اقشعر ، يوجد أذان ، وخطب ، وجوامع ، ودروس علم ، هناك وضع آخر .
 أيها الأخوة ؛ قضية الكفر بالطاغوت هذا محور اللقاء .

﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾

[سورة البقرة : 256]

 علينا ألا نكون سذّجاً ، وألا تكون نظرتنا قاصرة ، يجب أن تكون عميقة .

تحميل النص

إخفاء الصور