وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 25 - الباطل زاهق .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

الفرق بين الحق والباطل

 أيها الأخوة الكرام ؛ في أواخر سورة الإسراء قوله تعالى :

﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[سورة الإسراء الأيات:78-81]

 نقف عند آخر فقرة في الآية :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[سورة الإسراء الآية:81]

 ما هو الباطل ؟ الباطل خلاف الحق .
 هناك حق وباطل .
 ما صفات الحق ؟
 لا نعرفها إلا من تعاريف الباطل ، الحق ثابت لأن الباطل زهوق ، فكل شيء ثابت هو الحق و كل شيء زائل هو الباطل ، الباطل عابث :

﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾

[ سورة الأنبياء الآية : 16]

 إذاً الحق الشيء الهادف شيء ثابت وهادف ، و الباطل شيء زائل وعابث ، عبثية مع زوال ، استمرار مع سمو ، طبعاً تعريف الحق جاء من وصف الباطل ، مرة نفى أن يكون خلق هذا الكون لعباً أي عبثاً أي بلا هدف لأن الحق له هدف ، أي تقريباً للتوضيح الفرق بين جامعة وبين سيرك منشأة ولكن هذه المنشأة عبثية للتسلية لإمتاع النظر ، لكن الجامعة لبناء قادة للأمة فرق كبير جداً ، الجامعة لها رسالة سامية تخريج قادة للأمة أما الثابت والزائل مثل بناء أساسي في الدولة و جناح بمعرض من كرتون أسبوعي ، هذا أنشأ ليزول أما هذا البناء أنشأ ليبقى ، أي بكل بلد يوجد أبنية عمرها مائة سنة أحياناً ، أي صممت كي تبقى ، فالحق هو الشيء الثابت والهادف ، والباطل هو الشيء الزائل والعابث الله هو الحق أي الله حي باق على الدوام ، فإذا إنسان كان مع الحق أي مع الديمومة مع الاستمرار ، لو مات هنا الموت نقطة على خط بياني ، خط بياني صاعد والموت نقطة على هذا الخط ، أي عند المؤمن تتصل نعم الدنيا بنعم الآخرة ، غداً نلقى الأحبة محمداً و صحبه ، لا يوجد مشكلة ، أي سر سعادة المؤمن أن الزمن لصالحه ، مشكلة قلق الكافر أن الزمن ليس لصالحه ، الزمن يخبئ له بلايا ، مصائب ، دمار أحياناً ، إفلاس ، مرض وبيل ، قهر ، إذلال ، لذلك :

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾

[ سورة فصلت الآية : 30]

 تخافوا للمستقبل ، تحزنوا للماضي ، المستقبل مغطى والماضي مغطى معاً ، أي في حالة أمن تغطي المستقبل ، وحالة راحة نفسية تغطي الماضي لا يوجد قلق ولا يوجد ندم ، لو بقينا في هذه الآية :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 أنت لو أنشأت حائطاً وفق أصول البناء ، وفق الشاقول ، والمواد من النوع الجيد ، و الأساس حجر فهذا البناء يبقى ، لو أنشأت البناء بمواد منتهية المفعول ومن دون شاقول ، هذا الحائط لابد من أن يسقط ، إنشاؤه باطل ، إذاً آيل إلى السقوط ، إذاً خالق الأكوان ينبئنا أن الباطل كان زهوقاً ، لمَ لم يكن زاهقاً ؟ إن الباطل كان زاهقاً ، المعنى واضح ، لكن زاهق اسم فاعل ، أما زهوق صيغة مبالغة لاسم الفاعل ، و صيغة المبالغة تعني شيئين : تعني النوع و الكم ، أي مليون باطل بالأرض سوف تزول ، كم فرقة ضالة في الإسلام ظهرت و قويت ثم هلكت لم يبقَ إلا الإسلام الصحيح ، كم فرقة ضالة في تاريخ المسلمين ظهرت و قويت ثم تلاشت لأن الباطل كان زهوقاً ، أما الحق ثابت باق على الدوام ، يوجد ميزة عند المؤمن أنه ربط نصيبه بالحق ، الحق دائم لا يوجد عنده خبر أي يفاجأ به أنه كان على باطل ، أو أن هذا الذي اعتمد عليه ليس حقيقاً أن يعتمد عليه ، عند المؤمن ميزة أن كل ما يجري له عنده تفسير ، ولصالح الإيمان ، مليون باطل ، مليون فرقة ضالة ، مليون إنسان مبطل ، مليون كاتب أراد أن ينشر الفساد ، مليون إنسان يزعم أن القرآن يغطي كل الانحلال :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 لأن الله عز وجل قال :

﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 12]

 إله ، لكن لو فرضنا للتوضيح شخص يجب أن يعيش عشر سنوات فرضاً ، و رمضان يأتي في الصيف كل سبعة و ثلاثين مرة إذا كان عمره عشر سنوات فقط قد يكون دوره في كون رمضان في الصيف أو في الشتاء لكن لا يتاح له لعمره القصير أن يدرك أن يأتي رمضان في الصيف وفي الشتاء معاً ، أي عمر الإنسان أقل من عمر دورة الحق و الباطل ، الله أحياناً يقوي الباطل لحكمة أرادها و ينكشف الباطل بجرائمه ، بغطرسته ، بانحلاله ، بفسقه ، بفجوره ، بقسوته ، و أحياناً يقوي الحق ، فعمر الإنسان لعله أقل من أن يدرك نهاية الباطل أو ظهور الحق ، و الله عز وجل خاطب النبي الكريم قال :

﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾

[ سورة يونس الآية : 46]

 فأنت إذا كنت مع الحق لا تهزك أحداث طارئة ، أنت انظر إلى السفينة الكبيرة لا تهتز بالموج ، أما القارب الصغير يتلاعب به الموج ، فكلما كان إيمانك أشد رسوخاً و أعمق غوراً كلما كنت ثابتاً ، كل حادث له تفسير ، أما الذي إيمانه ضعيفاً وعلق الأمل بشيء ، ثم لم يحقق هذا الأمل اختل توازنه ، فإن الباطل كان زهوقاً ، الآن أكبر باطل كان عندنا باطلان كبيران :
 باطل يؤمن بالفرد على حساب المجموع .
 باطل يؤمن بالمجموع على حساب الفرد .
 الباطل الذي يؤمن بالمجموع على حساب الفرد انهار ، لم ينهر بحرب عالمية ولا بعدوان دولة قوية ولكن تداعى من داخله ، الله عز وجل نقله من ثاني أقوى دولة في العالم إلى دولة متخلفة جداً فيها الفوضى والقتل والسرقة وكل ذلك ، والله عز وجل متكفل أن يزيل الباطل متى ؟ لا نعلم ، نتأدب مع الله عز وجل لكن :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 على مستوى تشريعات أحياناً يصدر تشريع غير منطقي مهما ذكرت له الأسباب الموجبة بعد حين يلغى لأنه باطل ، أي مرة على سبيل المثال هو المنطلق سليم صار هناك تجارة بالثوابت الأرض والبيت والسيارة فمنعوا بيع السيارات ، لكن لابد من أن يبيع الإنسان سيارة إلى أقربائه ، فسمحوا بالبيع للزوجة ، ألوف عقود الزواج الصورية ، عقد زواج أقدس عقد في الحياة عقد صوري حتى يبيع سيارة لفلانة عمل عليها عقد زواج ، مات قبل أن يفسخ العقد ورثت نصف مليون ، مشكلة بالسجلات زوجته فاضطروا أن يلغوا هذا ، أساسه انطلق من وجهة نظر واحدة لا من وجهتي نظر ، العوام لهم كلمة رائعة يقول لك لا يصح إلا الصحيح ، في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، أنا عندي مثل لطيف ، كرة لو أنها مفتوحة و تغلق ، كرة افتحها وضع في أحد سطوحها أو في مكان من سطحها الداخلي قطعة رصاص و دحرجها تتدحرج مئات المرات لا تستقر إلا و الرصاص نحو الأرض :

﴿وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾

[ سورة القمر الآية : 3]

 الرومان جاءوا فسقوا وفجروا وتلذذوا بتعذيب الإنسان ، الرومان كانوا عندهم مدرجات ضخمة جداً ، الأجمل شيء عند الرومان يخرجوا وحوشاً و يلتهموا بعض الأشخاص ، هذا اسمه صفة سادية بالإنسان ، يتلذذ بتعذيب الإنسان ، ذكر لي أخ أنه ببعض البلاد يوجد أشرطة فيديو إذا فيها ألوان التعذيب يشتروها بستين سبعين ألف دولار لأنه يوجد أشخاص إذا شاهدوا هذا الفيلم يتمتعوا ، كيف يُقطع الإنسان قطعة قطعة ؟ كيف يعذب ؟ فكل إنسان يتلذذ بتعذيب الناس ، بقتلهم ، بإزهاق أرواحهم هذا إنسان سادي ، هذا مجرم على مريض :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 الباطل زاهق و لا يحق إلا الحق و نحن راضون بحكم الله .
 يوجد شيء آخر :
 طبعاً :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 الحق الشيء الثابت لا يتغير ، الحق أزلي أبدي باق على الدوام ، بالمناسبة معركة الحق مع الباطل معركة أزلية أبدية ، دائماً الإنسان له ولاء للحق و للباطل ، إذا كان منحرفاً ولاؤه للباطل ، يتغاضى عن سيئاته و يبرز محاسنه ، و المؤمن ولاؤه للحق دائماً يدافع عن الحق هذه جبلته .

علامة الصدق السعي

 يوجد نقطة ثانية أتمنى أن أعالجها سريعاً : يقول الله عز وجل في هذه السورة بالذات :

﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً * كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾

[ سورة الإسراء الآيات :18-20]

 أي إذا كان سمينا اصطلاحا ، إذا كان هناك عقد بينك و بين الله جاء بك إلى الدنيا على شرط أن تكون مختاراً ، و أن أي شيء تطلبه بصدق يحققه لك ، فالشيء الذي لن يحقق لم تكن صادقاً في طلبه ، و علامة الصدق السعي :

﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾

[ سورة الإسراء الآية :19]

 ما قال و سعى لها ، قال و سعى لها سعيها ، لها سعي خاص ، فبين التمني و بين الصدق هذا السعي ، المتمني لا يسعى ، الآن إذا مسلم اللهم أدخلنا الجنة و ما فعل عملاً يستوجب الجنة هو كذاب ، أدخلنا الجنة و عمله لا يؤهله للجنة إذاً هذا كاذب ، هذا واقع في التمني:

﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾

[ سورة النساء الآية : 123]

 الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات ، التمنيات بضائع الحمقى ، فكل شيء لم تصل إليه لا تقل أنا حظي سيئ ، هذا كلام شيطان ، لا تقول حظي عاثر ، لا تقول الله ما شاء لي ذلك ، قل : لم أكن صادقاً في طلب هذا الشيء إذاً لم أنله أما الذي نلته أنا صادق به ، أي إنسان يبيع جرات في عهد الحجاج رآه يصلي قاعداً ، كان الحجاج متخفياً قال له : أريد هذه الجرة بأعلى المحل ، بنشاط منقطع النظير نصب السلم و ذهب و جاءه بها ، قال له : أصلحك الله الثانية ليست هذه ، صعد مرة أخرى ، قال له : قلت لك على اليمين و ليس على اليسار ، صعد أربع خمس مرات بنشاط منقطع النظير فأدبه تصلي قاعداً أما للبيع و الشراء نشيط جداً ، تجد إنساناً متكاسلاً بأمر الدين لكن بالدنيا غير متكاسل ، أي إنسان توفي رحمه الله كان يعترض على طول الصلاة اعتراضا غير معقول و تشدد و قسا فشخص امتحنه امتحاناً ، بعد أن انتهت الصلاة أدار معه حديثاً تجارياً وتركه واقفاً ساعة وربع على قدميه ، ضنّ أن يقف خمس دقائق في الركعة ، لا يتحمل أن تقرأ كلمة زائدة ، أما حينما كان الموضوع تجارياً ، الموضوع خلبياً مفتعلاً ، بقي واقفاً تقريباً فترة طويلة جداً، إذاً التمنيات لا تعمل إطلاقاً عند الله شيئاً :

﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾

[ سورة النساء الآية : 123]

﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ﴾

[ سورة النساء الآية : 123]

 لكن الله يتعامل بالصدق ، فإذا كنت صادقاً أي شيء تطلبه بصدق و علامة الصدق السعي ، لذلك قال أديسون ، هذا مخترع ـ قال : العبقرية تسع و تسعون بالمائة منها عرق ، و واحد بالمائة إلهام ، هذا الإلهام يسموه الحدس الإبداعي ، يسموه الإشراق ، يسموه الاختراع ، يسموه قفزة المجهول ، هذا الاختراع هو شيء مدهش لكن ثمنه هذا الجهد الكبير ، الآن كل إنسان يريد أن يصل إلى مرتبة بلا جهد يصبح معه إحباطاً ، أي الجهاد ذروة سنام الإسلام لكن لا يأتي بيوم و ليلة هذا يحتاج إلى إيمان قوي ، و إلى معاناة شديدة ، و إلى صدق شديد حتى يكون الشخص مجاهداً ، أما إذا قلد المجاهدين قد لا يفلح ، إذاً أول موضوع :

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 81]

 الموضوع الثاني :

﴿كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾

[ سورة الإسراء الآية : 20]

 و تابعوا الأمور ، حدثني أخ توفي رحمه الله ، قال لي : أنا كنت فقيراً جداً و كان أبي فقيراً كنا نأكل صباحاً فرضاً زعتر و زيت ، عندما أضع قطعة الخبز في الزيت ثم آتي إلى صحن الزعتر فإذا ضغطتها ضغطاً أكثر مما ينبغي آكل عقاباً من أبي ، الضغط الزائد يحملها زعتراً كثيراً ، فقير جداً صار معه مئات الملايين ، صبر ، تجد الذي عنده قدرة على كسب المال عالية ، أي يوجد كرية ثالثة في دمه الرغبة في جمع المال ، قد تكون شريفة هذه الرغبة للعمل الصالح ، لكن الذي رغبته جمع المال اهتماماته عجيبة جداً ، يوجد إنسان رغبته العلم ، إنسان رغبته أن يكون قوياً تجد يسلك مسالكاً أن يكون في مرتبة قوية في الحياة ، كل شخص كما يريد ، أهل العلم لهم ترتيب ، أهل المال لهم ترتيب ، أهل القوة لهم ترتيب ، لكن الإسلام يسع الجميع ، إذا كنت قوياً وبذلت هذه القوة للحق فأنت عند الله في أعلى عليين ، وإذا كنت غنياً وبذلت هذا المال في الحق فأنت عند الله في أعلى عليين ، و إذا كنت عالماً و بذلت هذا المال للحق فأنت عند الله في أعلى عليين ، على كل الإنسان :
 عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ :

((مَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))

[أخرجه مسلم والترمذي]

 الحجة قائمة على الإنسان ، يا عبدي الشيء الذي طلبته مني صادقاً ها أن ذا قد منحتك إياه ، و الشيء الذي تمنيت عليّ أن أعطيك إياه و لم تسعَ من أجله لم تأخذه ، هذه حقيقة .
 آخر فكرة ، من هو المؤمن ؟ هو إنسان عرف أن يختار ، يوجد أناس اختاروا الدنيا أخذوها ، بيوت جميلة ، مركبات فارهة ، تزوجوا أجمل النساء ، عاشوا بأنعم حياة طلب الدنيا ، أراد العاجلة :

﴿عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 18]

 إنسان طلب الآخرة ، أعرض عن الدنيا :

﴿كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾

[ سورة الإسراء الآية :20]

تحميل النص

إخفاء الصور