وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 28 - من كان يظن.... .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

المصائب التي ترفع عن أهلها باسترضاء الله

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ في حياة بعض الناس حالات صعبة :
 يطرق أبواب العمل تسد في وجهه .
 يطلب أبواب الرزق تسد في وجهه .
 يعاني من أمراض ، عنده مشكلات داخلية .
 يعبر بعض الناس عن هذه الحالة أينما اتجه الأمر مغلق .
 قد يضجر ، قد يتهم الله ، قد يعبر عن ألمه بعبارات هي الكفر بعينه ، يقول :
 لك الله أعطى الحلاوة للذي ما له أضراس .
 هذه الحالة وإن كانت قليلة لكنها موجودة تعالج بهذه الآية :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾

[ سورة الحج الآية: 15]

 أولاً :

﴿ يَظُنُّ ﴾

 هذا وهم ، يعني هذا الإله العظيم ما الذي يجنيه من أن يسوق العذاب لبعض عباده ، الله عز وجل يقول :

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء الآية : 147 ]

 لو أردت أن تناقش الأمر مناقشة منطقية ، يعني هذا الذي خلق مريضاً ، هذا الذي يعاني من مشكلات ، أنا أسمع أحياناً حالات العقل لا يصدقها ، وقد يكون مبالغاً بها ، لكن من كل الجهات مغلقة ، طيب كيف تفهم هذه الحالة ؟ الله عز وجل لو أن الناس جميعاً كانوا على أفجر قلب رجل واحد من الناس ما نقص في ملك الله شيئاً ، لو كان الناس جميعاً على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد في ملكه شيئاً ويقول الله عز وجل :

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء الآية : 147 ]

 يعني :

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ ﴾

 إنسان يمشي متنزه أعطيه كيس رمل يحمله لماذا ؟ ماذا أفعل به ؟ ليس له معنى ، ليس له فائدة شيء ، مستهجن غير مقبول ، غير معقول .

﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ ﴾

 يعني هذا العبد لماذا يسوق الله له الشدائد شدة تلو شدة يكون في حكمة ، الله عز وجل يرد على هؤلاء هذه الحالات من أصعب الحالات ، قال تعالى :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾

[ سورة الحج الآية : 15]

 يعني فليعمل عملاً صالحاً يعد عند الله سبباً لكشف الضر عنه ، يعني بالتعبير الدقيق استرضي الله ، إذا كنت متوهماً أن الله لن ينصرك ، ولن على التأبيد ، لن ينصرك لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لا يوجد بيت ، ولا زواج ، ولا دخل ، ولا عمل ، وأمراض لماذا هذا ؟ كيف تفهم هذه الحالة مع كمال الله ، ورحمته وعدله وحكمته وقدرته ، حتى على مستوى مجموع لا يمكن أن يكون تقنين الله تقنين عجز ، تقنين تأديب يوجد مشكلة ، قال تعالى:

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾

[ سورة الشورى الآية : 30 ]

 أوضح آية :

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ﴾

[ سورة الشورى الآية : 30 ]

 من لاستغراق أفراد النوع ، يعني أقل مصيبة لو أنك تقطع شارعاً وجاءت سيارة مسرعة ونجوت لكن اضطربت هذه مصيبة خفيفة يوجد سبب ، ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود :

﴿ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾

[ سورة الشورى الآية :30 ]

 يعني أجمل ما في الإيمان هو التوحيد حينما يأتي شيء على خلاف ما تريد تحاور نفسك هذا الحوار ، ما يفعل الله بعذابي إن كنت كما يريد ؟ إذاً هناك مشكلة هذه المشكلة أبحث عنها والإنسان الموفق كلما ساق الله له شدةً يبحث عن السبب ، هنا الآية :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾

[ سورة الحج الآية : 15 ]

 هذا وهمه ، هذا ظنه لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وهذه الحالة تسمى إحباطاً ، وقد يعاني منها المسلمون كمسلمين ، كمجموع ، يقول لك ما انتصرنا ، طموحاتنا ما تحقق ، آمالنا ما تحققت ، شعورنا الشيء المخدوش ما التقم .

 

 

الأعمال التي يجب أن نقوم بها لنسترضي الله

 قال تعالى :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[ سورة الحج الآية : 15 ]

 أي بشكل أو بآخر يتحرك حركة نحو الله يسترضي الله عز وجل ، والله يسترضى أما الطغاة لا يسترضون ، الله يسترضى بالصدقة ، يسترضى بالصيام ، يسترضى بالعمل الصالح ، يسترضى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يسترضى بالاستغفار ، يسترضى بالدعاء ، يعني أقم خطاً ساخناً بينك وبين الله ، اسأله ، ناجه ، اعتذر إليه ، ناجه ادعه ، حدثه بالدعاء ، ويحدثك بالقرآن ، فالإنسان لما تأتيه الأمور على خلاف ما يريد ينكمش ، و يتطامن ، وييأس ، وينسحب من مناجاة الله ، يكون قد أخطأ خطأً كبيراً .

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[ سورة الحج الآية : 15 ]

 يعمل عملاً صالحاً يبتغي به وجه الله ، والله أيها الأخوة ما من محنة تصيب مؤمناً ، أو ما من محنة تلوح أمام مؤمن ويسترضي ربه بصدقة فإن البلاء لا يتخطاها هكذا ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها))

[أخرجه الطبراني]

 صدقة السر تطفئ غضب الرب ، الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير ، الله يسترضى بالدعاء ، يسترضى بالإنابة ، يسترضى بالمناجاة ، يسترضى بالاستغفار ، يسترضى بالعمل الصالح ، يسترضى بالتوبة ، يسترضى بالصلاة ، يسترضى بالصيام ، يسترضى بالإنفاق ، الله يسترضى لأنه رحيم ، يعني لمجرد أن تتحرك نحو الله ، إن تحركت نحوه شبراً تحرك الله نحوك ذراعاً ، وإن تحركت نحوه ذراعاً تحرك نحوك باعاً ، وإن أتيته مشياً أتاك هرولةً .
 أنا أعتقد لا يمكن أن تفعل شيئاً من أجل الله ولا ترى رد الفعل ، لا يمكن أن تسلم على إنسان بحد أدنى من الذوق إلا ويرد عليك السلام ، لا يمكن أن تقدم هدية لإنسان إلا ويبتسم لك ويشكرك ، هذا كمال البشر ، فكيف كمال خالق البشر ؟ الله عز وجل شكور ، أنت حينما تخدم له عباده ، حينما تنصحهم ، حينما تطمئنهم ، حينما لا تروعهم ، لا تبتز أموالهم ، لا تغشهم ، لا تحتال عليهم ، بل تخدمهم الله عز وجل شكور .
 حدثني أخ من يومين لما ذكرت قصة ورقة اليانصيب تأثر بها قال لي : أنا اشتريت ورقة يا نصيب ، وربحت خمسين ألفاً ، ثم سمعت أنه حرام ، تصدق بهذا المبلغ ولم يدخل عليه ، يعمل في شركة ، قال لي : استدعاني المدير ، قال له : أنت تزوجت ؟ قال له : لا ، قال له هل عندك بيت ؟ قال له : لا ، قال : هذه مائة وخمسين ألف دفعة أولى من ثمن بيت ، قال لي : والله ما طلبت منه ولا سألته .
 أنت خفت على علاقتك بالله فتصدقت بهذا المبلغ للفقراء ، وتبقى بلا مكافأة من الله ، مستحيل ، اعتبروا هذا الكلام قطعي ، مستحيل أن تتحرك نحوه ولا تجد رد فعل ، تعقد التوبة ولا تجد سعادة ، تناجيه ولا تجد شعور أنك أنت قريب منه ، تتوب له ما تشعر أنك أزحت عن كاهلك جبال من الهموم ، تستغفره إلا وتشعر أنه غفر لك ، قال من وقف في عرفات فلم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له ، تشعر في عرفات أنك فتحت مع الله صفحة جديدة ، وأن الله غفر لك ، وأن الله قبلك ، وأن الله غفر لك ، هذه العلاقة مع الله أساسية جداً ، هناك أشخاص علاقاتهم الاجتماعية رائعة جداً ، عندهم ذكاء اجتماعي ، لكن البطولة أن تكون علاقتك مع الله ناجحة ، علاقتك مع الله واضحة ، كل هؤلاء الخلق عباده إياك أن تؤذيهم، قال تعالى :

﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً﴾

[ سورة الأعراف الآية : 55 ]

 واضح ، قال تعالى :

﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾

[ سورة الأعراف الآية : 55 ]

 يعني إذا اعتديتم على عبادي لن أستجيب دعاءكم .
 شخص قابلته ، قال لي : كم عمري ؟ أنا قدرت ستين قال : ستة وسبعون ، يتمتع بقوام جيد ، قال لي : أنا اشتغلت بسلك معين أربعين سنة ، وهذا السلك قلما ينجو من السقوط في الحرام فيه أحد ، مغري كثير وأصحابه لهم دخول فلكية ، قال لي : عملت أربعين سنة ، ما أكلت قرش حرام ما أكلت قرشاً ، صار معه مشكلة هو يعمل في الجمرك أصابته رصاصات من مهربين كاد دمه أن ينتهي ، الله أنقذه ، يوجد إنسان في المستشفى له دم موافق لدمه أعطوه دم ، يقول ناجى الله وقال : يا الله أنا إذا آذيت عبد من عبادك بحياتي موتني الآن وإذا ما آذيت عافني .
 هذا الشعور دقيق ، أنت ما آذيت أحداً مبدئياً ، المفروض أن تحسن للناس ، لكن ما ابتززت مال إنسان ، وما خوفت إنساناً ، ولا احتلت على إنسان ، ولا اقتحمت إنسان ، ولا آذيت إنساناً ، إذا كنت كذلك لك عند الله شأن كبير .
 أيها الأخوة :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ﴾

[ سورة الحج الآية : 15]

 أيام أخ يقول لي مرض الفلاني وزوجتي وابني وبيتي وعمل لا يوجد، أنا لا يوجد عندي جواب ، لكن هذا الشيء غير معقول وهو عندي صادق ولكن هذا الكلام غير معقول يوجد مشكلة ، الله ماذا يفعل بهذا العذاب ؟ أو هؤلاء الذين يكذبون على أهل الخير يعطيك صورة ، كأنه هذا يجب أن لا يعيش مرتبة وذكي يعرف نقطة ضعفك من أين تخاف ، يقول لك قصص غير معقولة ، هل معقول الله عز وجل من كل الجهات ، الله أرحم الراحمين .

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[سورة الحج الآية : 15]

 وعد إلهي ، ليعمل عملاً صالحاً هو صدقة ، هو صيام ، هو صلاة ، هو قيام ليل ، هو دعاء ، هو استغفار ، هو عمل صالح ، افهم هذا كما تشاء لكن لا يصح أن يبني العمل الصالح على معصية ، قال تعالى :

﴿ثُمَّ لِيَقْطَعْ﴾

[ سورة الحج الآية : 15]

 ثم ليقطع كل مخالفة .

﴿فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾

[سورة الحج الآية : 15 ]

 والله مئات الإخوان أقول مئات لما اصطلحوا مع الله الأمور تغير ، والراحة النفسية حصلت ، والتوفيق حصل ، والرزق ازداد ، مستحيل الله عز وجل بالتعبير التجاري ليس له مصلحة يعذب عباده بلا سبب وكأن الله عز وجل يقول :

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾

[ سورة الشورى الآية : 30]

 هل يوجد أوضح من هذا ، هل هذه الآية تحتاج إلى زمخشري ؟ إلى قرطبي إلى بيضاوي إلى المفسرين أبداً واضحة .
 هي طرفة شوحة سألت سيدنا سليمان الله مهول أم عجول ؟ فسأل الله فقال له قل لها أنني مهول ، أي أمهل ، وجدت أناس يأكلون اللحم فخطفت اللحم وطارت به إلى عشها ، علق باللحم قطعة جمر هذه القطعة أحرقت عشها كله ، فعادت إليه وقالت له : أما قلت لنا أنه مهول فكان عجول ، قال له يا رب ماذا أقول لها ؟ قال له قل لها هذا حساب قديم .
 الله ليس له مصلحة أن يعذب عباده ، لا تعتقد هذا ، هذه عقيدة الشيطان ، يوجد أشخاص يوهموك أن الفاسق مرتاح ، هذا المؤمن المصرصر ، المتزمت ، الله عز وجل نازل به بمصائب لا تنتهي ، كلام غير صحيح ، هذا كلام الشيطان قال تعالى :

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾

[ سورة فصلت الآية : 30]

﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

[ سورة الزمر الآية : 61]

﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ * وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ * وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾

[سورة الشورى الآيات : 25-30]

 فلذلك أيها الأخوة ؛ هذه الآية طبعاً لها تفسيرات أخرى والله أنا اخترت لكم هذا التفسير من تفسيراتها الأخرى :

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾

[ سورة الحج الآية : 15]

 يشنق نفسه وهذا الحاضر ، ورد هذا الشيء في بعض التفاسير غير معقول هذا الكلام ، فليمدد بسبب إلى السماء حبلة ويقطع ماذا يطلع بيده؟
 أما المعنى الدقيق من كان يظن بسبب من العمل الصالح يكون عند الله مقبولاً ، يا رب فعلت هذا في سبيلك وابتغاء مرضاتك ، ولا ابتغي سمعة ، ولا مديحاً ، ولا ثناءً ، ولا أي شيء ، ثم ليقطع كل منكر ، يستقيم استقامة تامة ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ، هذا التدبير يذهب غيظه يرتاح .
أنت كن واقعياً ، الله عز وجل لا يربح إذا عذبك ، ولو شاء الله لجعل الناس أمةً واحدة ، لو شاء الله لغمرك بفضله ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ :

(( يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ))

[أخرجه ابن حبان]

 اذهب إلى طرطوس واركب قارباً وامسك إبرة واغمسها في البحر واسحبها واعمل الذي علق بها من الماء صورة والمخرج ماء المحيط ، هذه الدنيا من الآخرة .
 ذلك لأن عطائي كلام وأخذي كلام ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .

 

تحميل النص

إخفاء الصور