وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 024 - مفتاح العلم
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

اللهم صلِ على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، وأمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وأرضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

قال تعالى : ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ........

أيها الأخوة الكرام ؛ في القرآن الكريم آية دقيقة ، حينما وصف الله آيات الكتاب ، بأن منها :

﴿ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾

[ سورة آل عمران آية:7 ]

أحياناً مثلاً تقرأ آية :

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾

[ سورة السجدة آية :13]

هذه الآية تحتاج إلى مفسر ، معظم آيات القرآن الكريم محكمات ، واضحات ، بينات قاطعات ، لكن بعض الآيات متشابهات ، لك أن تفسرها تفسيراً يليق بكمال الله ، ولك أن تفهمها فهماً سقيماً يفهمها أهل الدنيا فهماً آخر ، فالآية :

﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾

لا يمكن أن تقول أن الله يجبرك على المعصية
كأن الله يقول يا عبادي أنتم تزعمون أنني أجبرتكم على المعصية ، يقول الله كاتب علي هكذا ، من قال لك ذلك ؟ سيدنا عمر أمر أن يعاقب شارب خمر ، بأن يقام عليه الحد ، فقال والله يا أمير المؤمنين ، الله قدر علي ذلك ، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله ، قال له : ويحك يا هذا ، إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار .
أقول لكم كلمة دقيقة : في اللحظة التي تتوهم فيها أن الله أجربك على هذه المعصية وكتبها عليك ، والعوام لهم كلمات هي الكفر بعينه ، يقول لشارب الخمر : طاسات معدودة بأماكن محدودة ، من قال لك ذلك ؟ أنت حينما تتوهم أن الله كتب عليك أن تعصيه ، فإذا جئت إلى الدنيا فلابد من أن تعصيه تنفيذاً لإرادة الله ، هذا الكلام يلغي الدين كله ، يلغي الاختيار ، يلغي الثواب يلغي العقاب ، يلغي الجنة ، يلغي النار .
إلغاء الاختيار يعني إلغاء الثواب والعقاب
يعني معقول مدير مدرسة بأول يوم بالعام الدراسي يقول للطلاب سأتلو عليكم أسماء الناجحين آخر العام ، وأسماء الراسبين من أول يوم ، بعد ما قرأ أسماء الناجحين والراسبين قال روحوا ادرسوا ، كلام ما له معنى ، ما دام النتيجة معروفة سلفاً ، أو محددة سلفاً انتهى الأمر ، لكن الله ماذا قال ؟

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

[ سورة الإنسان الآية :3]

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف الآية : 29]

الشاهد الأقوى ، والفيصل :

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية : 148]

فأنا أتمنى ، وإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ، ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا .

 

مسير ومخير .

لا تقبل أن الله كتب عليك أن تعصيه ، من عالم الأزل وانتهى الأمر .

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾

اعتقد يقيناً ، في حديث قدسي في الصحاح :

(( يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه بينكم محرَّما ، فلا تَظَالموا ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم ، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم ، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم ،

[ كانوا ]

على أفجرِ قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ ' ))

 

[ أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري ]

الإنسان له الحرية في اختيار الطريق الذي يريد
حديث واضح ، قاطع ، دليل قوي على أنك مخير ، إياك أن تتوهم أنك مسير ، أنت مسير لما اخترت ، الله هو القوي ، فإذا اخترت الخير سيرك إليه ، وإن اخترت خلافه سيرك إليه فأنت مسير بالأصل ، لكن تحقيق هذا الاختيار يتاج قوة من الله عز وجل ، فأنت مسير لما اخترت هذه الحقيقة الدقيقة ، وأي حقيقة أخرى بخلاف ذلك تلغي الدين ، تلغي المسؤولية ، تلغي الثواب تلغي الاختيار ، تلغي الجنة ، تلغي النار ، ما عاد له معنى الدين ، صار تمثيلية سمجة ، هذا مكتوب عليه الكفر ، خلص ، هذا مكتوب عليه الإيمان ، معقول مدير مؤسسة يرسل موظف مثلاً إلى العقبة بمهمة ، وحينما عاد بعد يومين ، جاب الجداول فغاب يومين ، فعاقبه على الغياب هو أرسله بمهمة ، وغاب فيها يومين تنفيذاً لأمره ، ثم يعاقبه على غيابه عن الدوام ، شيء لا يقبله إنسان .
يعني إنا أريد ، إن صحت العقيدة صح كل شيء ، كأنه في مثلث مقطع إلى أربعة أقسام ، أعلى قِسم قسم العقيدة ، هذا أخطر شيء ، إن اعتقدت خطأً ، من لوازم هذا الاعتقاد الخاطئ سلوك خاطئ ، مثلاً :
إن صحت العقيدة صح كل شيء
لو واحد قال : شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ، قال : لو لم تذنبوا ، أي ، لذهب الله بكم ، وأتى بقوم يذنبون ، فيستغفرون ، فيغفر الله لهم ، علماء الحديث صنفوا هذا الحديث مع مشكلة الحديث ، في من مئتي ألف حديث في شيء عشرين ثلاثين حديث سميت هذه الأحاديث عند علماء الأحاديث أحاديث مشكلة ، لكن لها معنى آخر ، لو أردتم إن أنتم يا عبادي تزعمون أنني أجبركم على المعاصي ، أنتم واهمون ، لو كنت مجبركم على شيء ما لما أجبرتكم إلا على الهدى ، لو ألغيت اختياركم ، لو ألغيت المسؤولية ، لو ألغيت الثواب والعقاب لما أجبرتكم إلا على الهدى .

﴿ وَلَوْ شِئْنَا ﴾

يعني أن نلغي اختياركم :

﴿ لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾

[ سورة السجدة الآية : 13]

لكن الله عز وجل : أيها الإنسان تستحق الجنة لأنك مخير وحر فاخترت طاعة الله عز وجل ، أنت بادرت إلى الطاعة ، أنت خطبت ود الله ، فالله يخطب ودك .
أنا أقول في عقائد زائغة جاءتنا في عصور الانحطاط ، أما فهم الدين الصحيح سيدنا عمر ، قال له : والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك ، شرب الخمر ، فقال : أقيموا عليه الحد مرتين ، مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله ، قال له : ويحك يا هذا ، إن قضاء الله ، لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار ، أنت مخير ، أنا أتمنى ما دمت تعتقد يقيناً أنك مخير أنت الآن في دار تدفع فيها ثمن اختيارك .
الحقيقة : العقيدة الجبرية مريحة لبعض العصاة ، أو للعصاة ، أنا ما بيدي شي ، أنا هيك الله كاتب علي ، شو ساوي .
مثلاً اسأل طالب رسب ، ليش رسبت ؟ بالامتحان ضربونا ، الامتحان امتحان ، معقول واضع الأسئلة هدفه ترسب ؟ لا ، هدفه يكتشف إمكانياتك ، أنا أتمنى في عقائد زائغة فاسدة خطيرة لو أعتقتها صدق ولا أبالغ لو أصب بالشلل خلص .

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك وقال له اياك أن تبتل بالماء
****

مستحيل هذا الكلام ، فإذا صحت العقيدة صح السلوك ، وإذا فسدت ، فسد السلوك .

 

ورود النار .

فيا أيها الأخوة الكرام ؛ الله عز وجل قال :

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

[ سورة مريم الآية : 71]

كل جمال في الأرض مستمد من جمال الإله
الهاء تعود على ماذا ؟ على النار ، يعني ما منكم واحد إلا وسيرد النار ، ما معنى الدقيق ؟ يعني أنت في الدنيا رأيت أسماء الله الحسنة محققة في الدنيا ، اسم الجميل في جمال ، في وجه طفل يعني في جمال يخلب اللب ، في سهول خضراء ، في بحار زرقاء ، في سماء صافية في جبال خضراء ، في وجه حسنة ، الله جميل ، فالله عز وجل خلق الجمال ، لكن بعد ذلك قال لك :

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

يعني أسماء الله الحسنة كلها محققة في الدنيا ، الا اسم العدل محقق جزئياً بمعنى أن الله يكافئ بعض المحسنين تشجيعاً للباقين ، ويعاقب بعض المسيئين ردعاً للباقين ، يكافئ بعض المحسنين تشجيعاً للباقين ، ويعاقب بعض المسيئين تنفيراً للباقين ، ولكن الحساب الختامي الدقيق القطعي يوم القيامة .

﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾

[ سورة آل عمرن الآية : 185 ]

أما وأن :

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

أسماء الله الحسنة في الدنيا محققة ألا اسم العدل محقق جزئياً ، الله يعاقب بعض المسيئين ردعاً للباقين ، يكافئ بعض المحسنين تشجيعاً للباقين ، أما حينما يرد المؤمن النار العلماء قالوا : ورود النار غير دخولها .
أنت وزير داخلية أنشأت سجن مركزي حضاري ، وزير داخلية بريطاني بحب أن يشاهد السجن ، تأخذه إلى السجن ، هذا الوزير البريطاني سجين ؟ لا زائر ، الفرق كبير جداً بين السجين والزائر .

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

يعني ما من إنسان على وجه الأرض من آدم يوم القيامة إلا وسيرد النار ، أي سيطل عليها إطلالة ليرى عدل الله المطلق ، هؤلاء الطغاة الذين تفننوا في قتل البشر، يجب أن ترى بعينك هذه يوم القيامة مصيرهم .

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ﴾

[ سورة مريم الآية : 71 ]

فورود النار غير دخولها ، بل أن بعضهم يقول : ولا يتأذى واردوها بحرارتها .
أنا مرة كنت في بعض البلاد الإسلامية دعينا إلى معرض ، معرض ثعابين والله في ثعبان أعتقد طوله أثنا عشر متر ، بيني وبينه في شيء أربعة سانتي ، في بلور ثمانية ميلي ، فأنا رأيته عن قرب بس أنا مطمئن .
فقالوا : ورود النار لا يسبب وهجاً لمن يريدها .

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ﴾

فالإنسان أحياناً في آيات متشابهات تحتاج الى مفسر ، يعني منه :

﴿ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ﴾

تشبه الحق من زاوية ، وقد تشبه الباطل من زاوية ثانية :

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾

فأنت إذا كانت آية أشكلت عليك :

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة النحل الآية : 43 ]

لا تفهمها فهم خاص .

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

القرآن كتابنا ودستورنا ومنهجنا وفهمه شيء مهم جدا
وفهم القرآن الكريم شيء مهم جداً ، هذا كتابنا ، هذا دستورنا ، هذا منهجنا ، إذا أشكل عليك شيء اسأل ، مفتاح العلم السؤال ، والسؤال من علامات الصدق ، ولا تخجل من السؤال ، وأي سؤال ، لأن الحق في جواب لأي سؤال ، أنت مو مع إنسان عادي أنت مع سيد الكائنات ، مع سيدنا محمد ، ما من قضية إلا ولها عند النبي جواب ، قال :

﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾

[ سورة النساء الآية : 59 ]

من هم أولو الأمر عند الإمام الشافعي ، قال : الأمراء والعلماء ، فالعلماء يعلمون الأمر والأمراء ينفذون الأمر ، يعني كالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ، العلماء يعلمون الأمر والأمراء ينفذونه .

﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ ﴾

ما قال فيكم :

﴿ مِنْكُمْ ﴾

والفرق باللغة دقيق جداً .

﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾

من بعضكم ، واحد مستعمر فرنسي أجنبي ، حكم بلاد هذا مو من أولي الأمر .

﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ﴾

[ سورة النساء الآية : 59 ]

يعني مع علمائكم أو مع أمرائكم .

﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾

[ سورة النساء الآية : 59 ]

فالله أحالنا على الكتاب والسنة ، ما في قضية مقلقة ، مهمة ، خطيرة ، بالعالم الإسلامي الحل في الكتاب والسنة ، لذلك :

(( تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما : كتابَ الله ، وسنّة رسولِهِ ))

[ أخرجه مالك عن بلاغ مالك ]

إذاً :

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ﴾

الآن العامة تطرح مئات الطروحات ، الله خلقنا للعذاب يقول لك ، من قال لك ذلك : اسمع القرآن :

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود الآية : 119 ]

الله خلقنا ليرحمنا ويسعدنا
خلقهم ليرحمهم ، خلقهم ليسعدهم في الدنيا والآخرة .

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن الآية : 46 ]

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

وفي آية أخرى تقول :

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 56 ]

والعبادة في أدق تعريفاتها : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وازدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً ، وارزفنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور