- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
الابتلاء :
الإنسان بنص القرآن الكريم جيء به إلى الدنيا ليبتلى ، بنص الأدلة :
﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
لكن الملمح الدقيق في هذه الآية ، أن الابتلاء لا من أجل فرز الناجحين عن الراسبين من أجل ترتيب الناجحين فقط ، هكذا الآية :
﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
يعني ليس من المتوقع ، ولا من المعقول ، أن يأتي الإنسان إلى الدنيا ، ويرى هذا الكون العظيم مسخر له ، وتأتيه الرسل والأدلة والبيانات ، ثم لا يستقيم إلى أمر الله ، حالة لا يمكن أن تكون ، وقد كانت ، كون هذا الكون الثابت الأول ، هذا الكون ينطق بثلاثة أشياء بوجود الله وبوحدانيته ، وبكماله ، أي شيء في الكون مسخر لنا .
الكون مسخر للإنسان تسخير تعريفي وتكريمي .
قال تعالى :
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
العلماء قالوا : تسخير تعريف وتسخير تكريم ، مسخر لنا كي نعرف الله من خلاله لأنه الله عز وجل :
﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾
ولكن العقول ولا تصل إليه ، ولا تحيط به ، هذا الكون مسخر تسخير تعريف ، موقف الإنسان من تسخير التعريف أن يؤمن ، وموقف الإنسان من تسخير التكريم أن يشكر ، فإذا آمن أو شكر حقق الهدف من وجوده ، فإذا حقق الهدف من وجوده توقفت كل أنواع المعالجات ، الدليل :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾
" align="left" class="left" />
موقفك من تسخير التعريف أن تؤمن ، وموقفك من تسخير التكريم أن تشكر فإذا آمنت وشكرت حققت علة وجودك ، فإذا حققت علة وجودك توقفت كل المصائب والمعالجات ، والآية الدقيقة :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾
يعني عذاب للعذاب ؟ هذا مستحيل ، هذا العذاب للعذاب يتناقض مع وجود الله ، أما في عذاب وما أكثره ، وما أكثر أنواعه ، هذا العذاب من أجل أن نعود إلى الله .
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى ـ في الدنيا ـ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ ـ في الآخرة ـ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
أخوانا الكرام ؛ القرآن يعطيك قواعد مريحة ، أنت بحاجة إلى تفسير عميق دقيق للكون وللحياة ، والإنسان ، والقرآن قدم لك هذا التفسير ، العميق ، والدقيق ، والشمولي للحياة والإنسان فالمؤمن يتمتع بنعم والله لا تقدر بثمن ، يعرف حالو إنسان مخلوق للجنة .
قصة عن السعادة :
مرة أذكر كنت في جلسة فيها أربعين شخص ، يبدو أنه في واحد علماني أو ملحد تقول أن المؤمن سعيد ، لا ما لو سعيد ، هكذا قال لي بالضبط ، قلت له : اشرح لي ، قال : إذا في موجة حر شديد كما يعنيها غير المؤمن ، إذا في موجة غلاء عالية جداً ، يعانيها المؤمن ، أين سعادته ؟ لا يفترق عن غيره بشيء ، هكذا قال ، قلت له ، لكن أنا أتيت له بحالة نادرة :
واحد عنده ثمانية أولاد بعني بالعملة السورية معاشه خمسة آلاف لا يكفوه ثمن خبز ثمانية أولاد ، وراتبه خمسة آلاف ، وساكن بيت أجرة ، وعليه دعوى إخلاء ، قال لي : وضعه صعب كثير ، قلت له : هذا الشخص له عم يملك خمس مئة مليون ، وما عنده أولاد ، ومات بحادث ، بثانية واحدة ، هذا الإنسان ، المتعب ، الفقير فقر متقع ، تحول إليه خمس مئة مليون إلا أن القوانين والأنظمة والروتين لا يسمح أن يقبض قرش قبل سنة ، وثائق ، وحرص إرث ، وبراءة ذمة ، لماذا في هذا العام هو أسعد إنسان ؟ ما تمكن أن يأكل لقمة زائدة ، ولا أن يشتري معطف لكن دخل بالوعد ، الآن اسمع القرآن :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق للمؤمنين .
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
تكفي الآية ، فالمؤمن في عنده متاعب ، وبنيت الحياة على المتاعب .
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
الدنيا دار ابتلاء :
الأصل أن الدنيا دار ابتلاء ، صدقوا ولا أبالغ في خطبة للنبي قصيرة جداً ، أما فيها ملامح رائعة ، قال :
(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ))
يعني لحكمة أرادها الله ، ينجح بزواجه ، لا ينجح بأولاده ، ينجح بأولاده لا تعجبه زوجته أولاده بشكل جيد ، وزوجته كذلك بعمله في متاعب كبيرة ، بعمله جيد ، وبيته جيد ، في بصحته في مشاكل ، هكذا حكمة الله عز وجل .
﴿ أوَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
لذلك لما الإمام الشافعي سُئل ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ، فقال : لن تمكن قبل أن تبتلى .
لما أنت توطن نفسك أن الحياة دار ابتلاء ليست دار جزاء ، لما توطن نفسك الأصل فيها ابتلاء تستقبل هذا الابتلاء بنفس راضية ، علة وجودنا ، أنا أقول لما أنت تعتقد يقيناً من خلال القرآن الكريم والسنة أن هذه الدنيا دار ابتلاء ، تقبل أي ابتلاء ، تستوعبه ، تحتويه ، تقبله تتعاون معه ، أقول لكم هذه الكلمة : ليست البطولة ألا تبتلى ، مستحيل .
ندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ، فقال : الإمام الشافعي : لن تمكن قبل أن تبتلى .
لكن البطولة أن تنجح بالابتلاء ، أنت مبتلى بماذا ؟ دقق ، أنت مبتلى بكل ما أعطاك ومبتلى بكل ما زوي عنك ، بكل شيء ، أعطاك صحة ، هل استخدمت هذه الصحة في طاعة الله أم في معصية الله ، أعطاك زوجة ، هل دللتها على الله ، أم دفعتها أن تبرز كل مفاتنها في الطريق أعطاك أولاد هل ربيتهم تربية صالحة ، أم عطيتهم سؤلهم دون أن تحاسبهم ، ففسقوا وفجروا أعطاك منصب رفيع ، هل أقمت بهذا المنصب وفق منهج الله ، أم حابيت القوي ، وسحقت الضعيف ؟ ممكن
أي شيء أعطاك الله إياه ، أعطاك سيمة حسنة ، أعطاك مال ، أعطاك صحة أعطاك منصب ، أي شيء الله أعطاك إياه أنت ممتحن به ، أنت ممتحن فيما أعطاك ، ممتحن فيما زوي عنك ، والله في دعاء أنا لا أصدق يعني دقته :
(( اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله عوناً لي فيما تحب ، وما زويت عني ما أحب ))
يعني بحب بيت ملك ما صحلوا ، بيته بالأجرة وفي قوانين صعبة ، والمستأجر ضعيف وكل فترة بدو ينقل بيته الى بيت ثاني ، هيك وضعه ، أنت مبتلى بعدم تملك بيت ، أو مبتلى بتملك بيت رائع جداً ، كل ما أجاك ضيف بتفرجيه بيت كلو ، تعا شوف أربع مئة وخمسين متر ، حرقت قلبه هذا موظف ، يعني شو اجاك من فرجة البيت ، أيام إنسان له عمل لا معنى له أطلاقاً ، في معنى سيء جداً معنى استعلاء ، تواضع ، يعني أنا بقول الإنسان كل ما تواضع يعني بكون أكبر بكثير عند الله عز وجل .
يعني قال سيدنا عمر ماشي بالمسجد ، يبدو أنه بالليل ، داس رجل أحدهم ، قال له : أعمى أنت ؟ قال له : لا ، واحد صحيان ، قال له : سيدي ؟! سألني فأجبته أين المشكلة أمير المؤمنين ! قال له : سألني فأجبته ، خلص ، في تواضع .
﴿ أوَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
هذه أصل في الحياة ، وطن نفسك في مشكلة ، المشكلة سبب نجاحك في الآخرة .
مين يمتحن سيارة بالنزلة ؟ يكون أحمق ، مين بدو يمتحن المحرك بالنزلة ؟ أي بدون محرك بتمشي ، الامتحان بالطلعة ، والطلعة حادة فيها خمس ركاب ، والمستودع مليان ماشي على المئة بالطلعة معناتها قوية جداً.
ما في امتحان مع اليسر ، في امتحان بالعسر ، أنا أقول كلمة والله ليست تشاؤماً ما بينجو إنسان على الأطلاق من أن يبتلى الله قال :
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾
وهذه لام التعليل ، يعني علة وجودكم في الدنيا الابتلاء ، والبطولة أن تنجح ، يعني قد تأتي مصيبة مجرد أن تقول يا رب لك الحمد ، نجحت ، أخذت علامة تامة ، لا يهم أن المصيبة زعجتك ، الانزعاج والآلام التي تنتج عن المصائب لا تلغي الصبر ، أنت بشر ، النبي الكريم قال :
(( اللهم إني بشر أرضى كما يرضى البشر ، واغضب كما يغضب البشر ))
في نص آخر :
((أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أتت علي ثلاث من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ما واراه إبط بلال ))
هذا سيد الخلق وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم لو أن النبي لم يبتلى ، ودعانا إلى الصبر في كلام مزعج ، أنت ما ذقت الصبر، ما ذقت البلاء ، لو ذقته لما صبرت ، أذاقه الله وخاف .
(( خفت في الله وما خاف أحد مثلي ، وأوذيت في الله وما أوذيت أحد مثلي ، ومضى علي ثلاثون يوماً لم يدخل جوفي إلا ما يواريه إبط بلال ))
فأنت هذه المعاني تعطيك قوة تحمل ، قوة صبر ، هذه المعاني تفهم حكمة وجودي في الدنيا ، إنسان تأتيه الدنيا رائعة ، بيت ، وزوجة رائعة ، وأولاد وبنات ، وسيارتين ثلاثة ، وكل جمعة بمكان ، وولائم ، ومطاعم ، ولقاءات ، فقط ، عالجنة فوراً ؟ هذا لا يصح ، لا بد من الابتلاء ، والله عز وجل بكل مكان في ابتلاء .
كنت مرة في أمريكا ، دخلت لبيت دعاني طبيب ، أنا ما مر معي بيت بهذا الشكل ارتفاع السقف حوالي عشرين متر ، أريح مثل هنا ، مسبح دولي مسخن ، داخل البيت ، بيت كبير كثير صاحبه طبيب دخله فلكي ، طبيب قاعد قعدة مو طبيعية ، المفروض يكون في ترحيب أكثر في ح بشاشة أكثر ، فسألت بعد ما غادرت ، قال : في معه احتشاء بالقلب ، وهو طبيب قلب .
أين ما ذهبت في صيدلية عند الله ، أين ما ذهبت ، في بالبلاد النامية بجوز الأمن والمخابرات والاعتقالات هذه دواء ، ببلاد فيها ديمقراطية رائعة جداً في شغلة ثانية ، أين ما ذهبت في ابتلاء ، وكل بلد له صيدلية معينة ، لا تنفذ من ابتلاء .
فلذلك أخوانا الكرام ؛ الإنسان يستقيم ، والله عز وجل ، الابتلاء مو دائم ، الابتلاء موقت حتى تنجح فيه ، تنجح فيه الله يريحك ، في راحة في الدنيا ، في راحة لكن بعد ابتلاء ، بعد نجاح ، لكن بس وطن نفسك تقبل هذه المصيبة ، تقبل هذا الدخل القليل ، وأنت فيك تأخذ دخل كبير بتقدر ، لكنك تخاف الله ، الخوف من الله ، الإنسان لما يخاف الله ، يكون أعقل واحد ، والله عز وجل أعطاك إمكانية ما تخاف منه ، بتكون بمركز قوي ، وفي موافقة تنفع صاحبها نفعاً قال له : أريد مئة ألف ، يدفعها له ، وضع في جيبه مئة ألف ، تستطيع بأي مكان تجمع مال من حرام يأتي المؤمن يخاف من الله .
الآن في تعليق دقيق : بكل مجتمع ، بكل مكان في قواعد ، والأصح أن أقول مقولات تنتزع من التعامل في هذا المجتمع ، نأتي بمثل :
بمجتمع فاسد إذا ما تقدم رشوة لا تأخذ موافقة ، ممكن ، هذه موجودة كثير ، فهذا البلد في مجموعة مقولات ، مستنبطة من حركة الحياة ، هي غير صحيحة لكن مستنبطة ، إذا ما بتحاكي فلان لا تأخذ موافقة ، فلان إذا ما بتقدم طلاباته ما بتأخذ موافقة ، القواعد مستنبطة من حركة الحياة وهذه القواعد تتناقض مع منهج الله ، يأتي المؤمن ، الله غالي عليه كثير ، يخاف منه كثير يرفضها القواعد ، ولما رفضها توقع أنه ما في مشروع ، ما في موافقة ، لكن الله أغلى عليه من الموافقة قام رفضها ، الشيء الذي يبكي محبة لله ، الآن يخضعك الله لقانون آخر اسمه قانون العناية الإلهية لذلك :
(( ما ترك عيد شيئاً لله ألا عوضه الله خبراً منه في دينه ودنياه ))
أنا أقول كلمة : زوال الكون أهون على الله من ألا تحقق هذه المقولة .
(( ما ترك عيد شيئاً لله ألا عوضه الله خبراً منه في دينه ودنياه ))
لا تخاف ، وقف مع الحق ولا تخاف ، لكن غير معقول تأتي المكافأة بعد دقيقة ، بعد دقيقة لا تحتاج مجاهدة ، لو قلنا لك من يدفع ألف يأخذ مليون ، ترى أمامك طابور مئة كيلو متر تدفع ألف ولا يأتيك شيء ، لمرحلة ، إلى أن يثبت صدقك ، فيأتي العطاء متأخر ، التأخر هو الامتحان ، تختار الحق ، الحق ، هذه الوظيفة دخلها محدود ، وفي وظيفة ثانية ، لكن لا ترضي الله ، طبيعة الوظيفة فيها معصية ، فأنت اخترت وظيفة دخلها محدود ، أنت عانيت من الدخل المحدود ، لكن أنت مع الله عز وجل ، أنت مقابل هذا الدخل المحدود كنت مع الله ، قريب منه وموصول ، ومع غير الدخل المحدود الحرام ، انحجبت عن الله عز وجل ، أنا بالنسبة لي لا أرى عقاب للمؤمن يفوق أن تحجب عن الله .
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
ما في عقاب ينال المؤمن أبلغ من أن يحجب عن الله عز وجل ، فأنت إذا كان الخط ساخن مع الله ، في خط مفتوح مع الله ، ممكن تناجي بالليل ، لأنك لم تأكل مال حرام ، ممكن تناجي بالليل ما كنت سبب دمار أسرة ، ممكن تناجي بالليل ما اغتنيت وأفقرت الآخرين ، ما قويت وأضعفت الآخرين ، ما انعزيت وأذللت الآخرين .
أخوانا الكرام ؛ في وظائف مبنية على إذلال الناس ، أو على أكل أموالهم ، أو على إزعاجهم ، هيك وظائفهم طبيعتا ، فيأتي المؤمن يختار وظيفة فيها عطاء ، التعليم فيها عطاء الوظيفة أي معلم دخله محدود ماذا يفعل ؟ يعلم طلاب ، خمسة وخمسين طالب يلقنهن المبادئ الأخلاقية مبادئ الدين بصدقه وكماله يقنعهم بالدين ، هذا عمل عظيم ، أنا أضرب مثل بسيط وواضح :
مطعم صغير عادي ، طبعاً لا يقدم مشروب ، ودخله محدود جداً ، وصاحب المطعم ماشي الحال الدخل يغطي النفقات ، في مطعم خمس نجوم ، في خمور ، والدخل فلكي ، صاحب الم\عم ، ساكن بأرقى بناية ، بأرقى بيت ، بأرقى مكان ، سيارتين ثلاثة ، لكن في آخرة ، أنا أنصح نصيحة لوجه الله : أي شيء في الدنيا اربطه بالآخرة ، تعرف قيمته ، إذا في مال حرام :
(( عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))
في بالبرمجة العصبية اللغوية قاعدة أعجبتني : ابدأ من النهاية ، النهاية في موت النهاية قبر ، بيت ثمانية وصالون ، أربعمئة وخمسين متر ، سيارة من أرقى السيارات ، في موت بعد منها ، وهذا المشي بالجنازة موعظة كبيرة جداً ، هذا الميت كان إنسان ، عنده بيت ، وعنده أهل وعنده أولاد ، وعنده مكانة اجتماعيه ، وعنده حجم مالي كبير ، عالقبر ، هذا القبر مصير كل إنسان إذا الواحد أدخله في حساباته يكون ذكي جداً .
في أحد الصالحين عمر قبر ، وسط بيته ، كل يوم خميس يضجع فيه ، يتلو قوله تعالى :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾
فيقول لنفسه : قومي لقد أرجعناكي ، فأدخل الموت بحساباتك ، من السنة أن تكثر من الموت ، ذكر الموت من السنة ، أعد ببيتك ، أنا كلما دخلت إلى بيتي مو دائم هذا ، هذا مثوى موقت ، لأنه يكتبوا على النعوة : وسيشيع إلى مثواه الأخير ، بكل نعوة هكذا ، مثوى موقت فبطولتك أن تراه موقتاً وأن تعد المثوى الأخير إعداد راقي .