- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، وأمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
تفسير قوله تعالى : يتلونه حق تلاوته ...
أيها الأخوة الكرام ؛ أذكركم بكلمة قلتها سابقاً ، وهي معنى قول تعالى :
﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾
وتلاوة القرآن حق التلاوة تعني أن تقرأ الآيات قراءة صحيحة :
وفق قواعد اللغة أولاً .
وإن أمكن تقرأه وفق قواعد علم التجويد .
والشيء الثالث : أن تفهم هذه الآيات .
قراءة القرآن قراءة تدبر .
لكن أهم شيء في هذا الموضوع التدبر ، قال تعالى :
﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ﴾
والتدبر أن تعلم علم اليقين أين أنت من هذه الآيات ، هل أنت مطبق لها ؟ هذا هو التدبر ، يعني موقف الأنسان من هذه الآية ، لذلك الموضوع خطير وطويل .
موضوع اليوم : وصف الإنسان قبل أن يعرف الله .
لكن اليوم اخترت لكم الآيات التي وصف الله بها الإنسان قبل أن يعرفه ، حيث ما وردت كلمة الإنسان في القرآن ، تعني هذا الانسان قبل أن يعرفه لواحد الديان ، في إنسان عرف الله له خصائص ، له صفات ، له توجهات ، له فطرة معينة ، أما بعد أن يعرف الله إنسان آخر ، إذا ما كان التبدل تبدل جذري ، تبدل في الطبيعة ، هناك مشكلة ، يعني لا يتوهم الإنسان أنه صلى الصلاة عبادة ، أما إذا ما في تبدل جذري بالخصائص ، يعني المؤمن كريم ، فالبخيل في عنده مشكلة كبيرة بإيمانه ، المؤمن ستار ، الفضاح في عنده مشكلة كبيرة في إيمانه ، المؤمن رحيم ، يلي قلبه قاسي في عنده مشكلة كبيرة في إيمانه ، لأن منعكس الإيمان عن الإنسان خلق العظيم ، الله عز وجل أعطى النبي مئات الخصائص ، لكن حينما مدحه أثنى على خلقه .
الإيمان هذا ابن القيم ، وهو من كبار العلماء ، ابن القيم الجوزية ، قال :
الإيمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان .
يعني أنا لا أتصور مؤمن يكذب ، لا أتصور مؤمن يخدع ، لا أتصور مؤمن يفسد العلاقة بين اثنين ، هذه صفات الكفار ، فالمؤمن يتحلى بخصائص ، هذه الخصائص إن لم تكن موجودة في خطورة .
مرة قال بعض العلماء : إذا قرأت القرآن فلم تشعر بشيء ، أو إذا ذكرت الله فلم تشعر بشيء ، أو إذا صليت فلم تشعر بشيء فاعلم أنه لا قلب لك ، يعني هيك حركات والسكنات ممكن صلي خمس صلوات ، بوقف بقرأ الفاتحة بركع بسجد ، بوقف بركع بسجد ، السلام عليكم السلام عليكم ، انتهى ، الدين أعمق بكثير ، الدين يتغلغل بأعماقك ، يتغلغل بمشاعرك ، يتغلغل بقيمك يغلغل بمواقفك ، حتى إني أقول العالم نفسه العالم ثلاثة أثلاث ، ثلث معلوماته فهمه للدين ، فهمه للقرآن ، فهمه لسنة ، فهمه لما يجري حوله ، جزء إيديولوجي ، هذا ثلث ، في ثلث آخر مواقفة وقفنا على الحق أما على الباطل ، وقف مع القاتل أما مع المقتول ، وقف مع المبتدع أما مع المتبع هذا الموقف الثاني ، وثلث الثالث حسن تقيمه لمن حوله ، فأول ثلث معلوماته أفكاره ، تصوراته فهمه لدين ، القسم الإيديولوجي ، عقيدته ، أو بتعبير آخر تصوراته ، أو بتعبير ثالث منطلقاته النظرية ، أو بتعبير رابع عقيدته ، مواقفه مع من ؟ مع الحق أم مع الباطل ؟ مع القوي أم مع صاحب الحق ؟ ثلث الثالث أن ترى أهل الإيمان هو على حق ، هم أهل الدنيا والآخرة ، هم الذين ينبغي أن نكون معهم .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
الإنسان المؤمن ثلاثة أثلاث ، الآن في آيات كثيرة جداً اخترت بعضها تصف الإنسان قبل أن يعرف الواحد الديان ، فالإنسان إذا كانت هذه الصفات فيه في عنده مشكلة كبيرة ، أما إذا كان بريء منها في عنده إنجاز كبير ، لكن في آية مقدمة ، والآية خطيرة جداً :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
يعني المسلمين .
﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾
إن شئت فافهم الصابئين من لا دين لهم ، الآن بتعبير آخر علماني ينكر الأديان كلها .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾
نتابع :
﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
ماذا نستنبط من هذه الآية ؟ أن الانتماء الشكلي لا قيمة له إطلاقاً ، الانتماء الشكلي يعني كل واحد ولد من أب مسلم و أم مسلمة فهو مسلم ، هذا الانتماء انتماء الولادة فقط لا يقدم ولا يؤخر ، الإسلام عقيدة ، والعقيدة لا تقبل تقليداً ، الله ما قال فقل لا إله .
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
أخوانا الكرام ؛ الموضوع خطير ، موضوع مصير ، موضوع جنة أو نار ، موضوع سعادة أو شقاء ، موضوع توفيق أو تعسير ، موضوع ارتقاء أو سقوط ، موضوع خطير .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
يعني المنتمون إلى الإسلام .
﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا ﴾
إلى اليهودية .
﴿ وَالنَّصَارَى﴾
النصارى .
﴿ وَالصَّابِئِينَ ﴾
من لا دين لهم ، أو من اعتقد أن الأديان أفيون وشعوب ، كما قال ماركس : أفيون الشعوب هذه الأديان ، الآن :
﴿ مَنْ آمَنَ ﴾
من هؤلاء جميعاً بالله خالقاً ومربياً ومسيراً ، آمن بأسمائه الحسنى وبصفاته العليا ، آمن بأحقية هذا الدين ، آمن بسيد الانبياء والمرسلين ، وانطلق في حركته وفق منهج الله ، وعمل عملاً صالحاً يبتغي به وجه الله ، هذا الإنسان لا :
﴿ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
هذا الناجي ، لذلك الآية بشكل آخر :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
أخوانا الكرام ؛ الله عز وجل خلق الخلق جميعاً في عالم الأزل ونحن اليوم في عالم الصور ، النفوس جميعاً هذه الطاولة نفوس ، وهي ذرات ، وكل ذرة نفس ، الجبل نفوس ، الجماد نفوس ، النبات نفوس ، الكائنات نفوس الإنسان نفس .
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
الإنسان من عالم الأزل قبل حمل الأمانة ، فلما قبل حمل الأمانة :
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
بنص القرآن الكريم ، فالكون كل الكون .
أخوانا الكرام ؛ قد لا تصدقون ، الأرض كوكب فيه مجموعة اسمها المجموعة الشمسية عطارد ، بلوتو ، المريخ ، زهرة ، إلى آخره ، الأرض كوكب بالمجموعة الشمسية ، والمجموعة الشمسية بأكملها نقطة في درب التبابنة ، ودرب التبابنة مجرة معتدلة ، نقطة المجموعة الشمسية بأكملها نقطة بدرب التبابنة ، ودرب التبابنة مجرة من ألوف ملايين المجرات ، والكون يعبر عنه في القرآن بكلمة السماوات والأرض .
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ ﴾
يعني ما الأمانة ؟ أن تملك نفسك ، نفسك أمانة بين يديك ، والرد الدقيق الدقيق :
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
أفلح ، وكلمة فلاح كلمة دقيقة جداً ، لا تعني النجاح وحده ، النجاح يا أخوان جزئي قد تنجح في جمع المال ، ناجح ، وقد لا تكون فالحاً ، وقد تنجح في اختيار زوجة جيدة ، وقد تنجح في اختيار عمل جهده قليل ، ودخله كبير ، هذه كلها نجاحات في الدنيا ، فلذلك الإنسان ينجح في الدنيا ، لكن متى يكون فالحاً ؟ إذا حقق الهدف من وجوده .
عفواً طالب بالمدرسة ممكن أن ينجح باختيار مقعد ، مريح ، على النافذة ، في شمس بالشتاء ، ممكن أن ينجح في يأتي بشطائر طيبة يأكلها في الفرص ، ممكن أن ينجح بثيابه ، أما النجاح الحقيق للطالب أن ينجح بالامتحان ، يتخطى الامتحان بنجاح ، ففي عنا نجاح جزئي يمكن أن يتخطى لجميع الأشخاص ، لكن الفلاح أن تحقق الهدف من وجودك ، فحيثما قرأت القرآن وقرأت قوله تعالى :
﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
هذا الفلاح النجاح الحقيقي ، النجاح الشمولي الذي أراده الله ، النجاح الذي يحقق لك السعادة في الدنيا والآخرة .
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ﴾
لأن الله عز وجل يسلم نفس هذا المخلوق أمانة بين يديه .
﴿ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا ﴾
والإنسان قال في عالم الأزل : أنا يا رب لها ، أنا أحملها ، يعني تبرع بحمل الأمانة فلما قبل حمل الأمانة :
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
تسخير تعريف وتكريم ، التعريف والتكريم شيئان ، أساسيان ، مستنبطان من قول النبي الكريم حينما رأى هلالً فقال :
(( هِلالُ خَيرٍ ورُشْدٍ ))
ننتفع بنوره ، ويرشدنا إلى ربنا ، والآن أقول لكم ما من شيء تقع عينك عليه إلا سخره الله لك تسخير تعريف وتسخير تكريم .
الطفل الذي أنجبته زوجتك منك ، هذا الطفل مسخر تسخير تعريف وتكريم ، يعرفك بالله نقطة ماء ، بعد تسعة أشهر ، صار في دماغ ، الدماغ فيه مئة وأربعين مليار خلية سمراء استنادية لم تعرف وظيفتها بعد ، وفوق هذه الخلايا أربعة عشر خلية قشرية ، بمكان في ذاكرة ، حجم الذاكرة بحجم حبة العدس تتسع لسبعين مليار صورة ، بمكان للمحاكمة ، بمكان مركز الرؤيا ، بمكان مركز السمع ، لا يزال الدماغ عاجزاً عن فهم ذاته ، والدماغ أعقد شيء في الكون على الإطلاق موضوع بهذه الجمجمة ، يقول لك : فلان معه دكتوراه ، يعني هذه المعلومات كلها بدماغه موجودة يقول لك : فلان عنده ذاكرة قوية الذاكرة تتسع لسبعين مليار صورة .
والله يا أيها الأخوة ، لو أمضينا الحياة كلها في فهم حقيقة الإنسان لعجزنا ، شعرك كل شعرة وريد ، وشريان ، وعصب ، وعضلة ، وغدة دهنية ، وغدة صبغية ، عينك ، بالشبكية في عشر طبقات ، الشبكية حجمها ميلي وتلت ، ترى الأشياء كلها بحجمها الحقيقي ، العين آية الطبقة الخارجية في العين آية ، خصوصيات العين آية ، الأجفان آية ، الأنف آية ، صدق ولا أبالغ إذا الواحد حب يفكر بجسمه فقط ، أو يقتني كتاب بجسم الإنسان يقرأ تفاصيله . يجب أن يقشعر بدنه .
﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
كيف تمشي ، كيف تأكل ، كيف الدماغ يعمل ، كيف القلب ينبض ، في الجنين ينبض القلب ، وحتى الحين والحين ، ينبض ، لا يتوقف القلب ، يعني ما هذه المضخة ، هذا القلب كم يضخ من الدم في عمر ستين سنة تقريباً ، قال يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم ، إنسان عاش ستين سنة ، والقلب يضخ ، القلب لو جمعنا الدم الذي يضخه في مستودع ولتكن أكبر ناطحت سحاب في العالم ، هذا القلب بنبضه يملأ هذه ناطحة السحاب ، هذا القلب يعمل بلا كلل ولا ملل ، الرائتان ، الأذن ، الحنجرة ، الدماغ ، العظام .
ما العظام ؟ خلاياه تنمو ، لماذا وقف هذا النمو عند حد ، مادام في غذاء والخلية تنمو من هو القابض ؟ اوقفك عند حد ، لو كان ما في إله طول ما عم يأكل الإنسان يطول ، قد يصبح مئة متر ، هو القابض ، الإنسان آية ، حواسه آية ، دماغه آية ، عظامه آية ، عضلاته آية أمعاءه آية ، جهاز الهضم آية ، جهاز التناسل آية ، جهاز الدوران آية ، القلب آية ، أنت أمام معرض آيات ، فكر بجسمك .
هذا الماء ، هذا الماء أخوانا الكرام ، فيه خاصة ، لولا هذه الخاصة لما كان هذا المجلس ، ما هذه الخاصة ؟ كل شيء في الكون بالحرارة يتمدد ، صح ؟ بالبرودة ينكمش ، كل شيء في الكون ، إلا الماء ، له خاصة لولاها لما كان هذا المجلس ، هذا الماء لو كان حرارته 20 درجة ، عملناه 15 يصغر حجمه ، ينكمش ، عشرة ينكمش ، خمسة ينكمش ، أربعة ، يا لطيف .
والله اقتنيت مجلة مترجمة أمريكية ، اسمها العلوم ، مترجمة في القاهرة ، ثمانين صفحة عن آلية الماء ، كيف يقلب من انكماش إلى تمدد ، أقسم بالله شعرت بألم برأسي ، أمر معقد فالإنسان بهذه الدرجة بدل أن ينكمش يتمدد ، الآن البحار إذا كان ما في هذا القانون كل ما بردت تتجمد ، وإذا تجمدت الكثافة زادت تغوص بالأعماق ، والطبقة الثانية تغوص ، تتجمد المياه كلها ومع تجمدها ينعدم التبخر ، وتنعدم الأمطار ، ويموت النبات ، ويموت الحيوان ، ويموت الإنسان لولا الخاصة ، الخاصة أنه الماء يزيد حجمه بالتجمد ، والدليل :
إئتِ بقارورة واملئها حتى آخرها ، أحكم إغلاقها ، ضعها في الثلاجة ، ماذا يحدث تنكسر ، يتمدد الماء يكسر الزجاجة ، وهذا الماء إذا تمدد ما في قوة تقف أمامه ، يعني يكون محرك سيارة ، من أعلى أنواع المعادن ، خليط معاد نادر ، فهذا الماء بالمحرك ، إذا ما وضعت مادة اسمها أنتي فريز بالشتاء بالتبريد يتمدد ، فإذا تمدد يشق المحرك ، تعلمون ذلك ؟ ألا تتضعون مضاد للتجمد بالسيارة ؟ ما هذا الماء ؟ الماء لا يضغط ، أتوا بماء متر مكعب وضعوا فوقه ستة طن ، ما انضغط ولا ميلي ، الماء لا يضغط ، وإذ أراد أن يتمدد ما في قوة بالأرض أن تقف أمامه أساساً تحول الخور إلى تربة الماء يتغلغل الماء بالصخر ، يتجمد ، يتمدد ، يصبح الصخر مع الأيام والليالي تراب يصبح .
فالكون آية معجزة ، الله قال :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
الآية عجيبة ، الحقيقة لما الإنسان حمل الأمانة ، لا ، ليس ظلوماً جهولا ، وإذا قبل حملها ولم يؤديها :
﴿ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
فأنت مخلوق أول عند الله ، أنت مخلوق للجنة ، مخلوق للسعادة الأبدية ، أنت المخلوق الأول بالأرض ، المخلوق الأول عند الله ، لا تقول من أنا .
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
****
أكل ، وشرب ، لذهاب إلى المحل التجاري ، وذهاب , وعودة ، وأكل ، وشرب ، ونوم وفيقة ، ونتابع الأخبار ، ونتابع الفضائيات ، قل أنا من ؟ ماذا بعد الموت ؟ ما هذا الموت ؟ أربعمئة وخمسين متر ، وزوجة ، وأولاد ، وبنات صبايا ، وشباب ، ومكانة اجتماعية وسهرات ، ولقاءات ، وحفلات ، بعدين على القبر ، القبر ماذا فيه ؟ يستطيع الواحد يقول أما لا أموت ؟ ويستطيع أنم يستيقظ كل يوم كاليوم السابق على طول ؟ في يوم في نغزة بالقلب ، يأخذوه على المشفى يقولوا لك جلطة ، يضعوه بالعناية المشددة ، خمسة أيام بقلك أعطاك عمره ، هذا حالنا كلنا ، في أحد ينفذ من الموت ؟ ما البطولة والذكاء ؟ أن تعيش هذه الساعة الخطيرة ، أن تعد لها تعد لها بالتوبة ، بالإيمان ، بالعمل الصالح ، بضبط البيت ، يكون بيتك إسلامي ، وعملك إسلامي أن تقيم الإسلام في نفسك أولاً ، وفي بيتك ثانياً ، وفي عملك ثالثاً .