- (078) سورة النبأ
- /
- (078) سورة النبأ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
يوم الفصل ميقات يشمل الناس جميعاً :
أيها الأخوة الكرام ؛ مع الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، ومع السورة الأولى وهي سورة النبأ ، ومع قوله تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾
أخواننا الكرام ؛
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
الميقات موعد لكن بعضهم قال : هناك ميقات مكاني كالأماكن التي حددها النبي الكريم لدخول الحرم ، مواقيت مكانية ، وهناك مواقيت زمانية ، فالميقات مكاني و زماني .
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
أي هذا الذي نسي وغفل وتفلت من منهج الله ، وعاش لشهوته وغريزته ، وابتغى مصالحه ، وبنى مجده على أنقاض الآخرين ، بنى حياته على موتهم ، بنى صحته على سقمهم، بنى غناه على فقرهم ، هؤلاء الذين غفلوا عن الله ، وتفلتوا ، وفعلوا ما فعلوا ، وأساؤوا للبشر ، لهم موعد ، لهم يوم حساب .
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
ميقات للجميع .
علامة الإيمان بالله العظيم الاستقامة على أمره :
لكن قوله تعالى :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ* فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ* فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ* قُطُوفُهَا دَانِيَةً* كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ* وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ* يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ* مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ* خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
إبليس آمن بالله ، آمن به رباً وعزيزاً ، لكن ما آمن بالله العظيم ، البطولة أن تؤمن بالله العظيم ، وعلامة إيمانك بالله العظيم أن تستقيم على أمره .
إذاً هذا اليوم يوم الفصل ، يوم الدينونة ، الإدانة ، يوم الجزاء ، يوم الدين ، مالك يوم الدين .
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
السياق لمن نسي هذا اليوم ، لمن نسي أن يحاسب نفسه حساباً عسيراً .
بطولة الإنسان أن يعد للساعة عدتها :
بالمناسبة أخواننا الكرام ؛ من حاسب نفسه في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً ، ومن حاسب نفسه في الدنيا حساباً يسيراً كان حسابه يوم القيامة عسيراً .
أشخاص كثيرون يقولون : لا تدقق ، لا يوجد عنده رغبة لينضبط ، لا يوجد عنده رغبة ليلتزم ، لا يوجد عنده رغبة ليطبق منهج الله عز وجل ، يريد أن يعيش لشهوته ومصالحه وغرائزه ، هذا أمامه يوم صعب ، قال تعالى :
﴿ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾
بحياتنا الدنيا قد يكون هناك عصابة لصوص ، يمرحون ويسرحون وينهبون ويغتصبون ، حينما يقعون في قبضة العدالة أذلاء ، في ذل شديد ، أعينهم نحو الأرض هذا اليوم ، لذلك البطولة ألا تعيش الماضي ، ولا أن تعيش الواقع ، البطولة أن تعيش المستقبل ، ما أخطر شيء في المستقبل ؟ أخطر شيء في المستقبل مغادرة الدنيا ، زوجة ، أولاد ، بنات ، قد يكون لك منصب ، مركبات ، نزهات ، رحلات ، مؤتمرات ، ولائم ، سفر ، إلى القبر ، هذه النقلة المفاجئة ، لذلك ينادى هذا الذي دفن : عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
الذكاء والعقل والتفوق والنجاح والفلاح أن تعد لهذه الساعة التي لا بد منها ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( أكثروا من ذكر هادم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات ))
(( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))
يوم الفصل لمن نسي ذكر الله عز وجل :
أخواننا الكرام ؛
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
كان موعداً لمن نسي ذكر الله عز وجل ، أو لمن طغى وبغى ونسي المبتدا والمنتهى ، والله عز وجل قال :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾
أنت أحياناً تمر بمرحلة تأديب ، وهناك مرحلة إذا لم تتعظ ، لم تنتبه ، لم تستجب ، لم تفكر ، عندئذ تدخل في مرحلة :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾
لم يقل : باب ، بل قال : أبواب ، لم يقل أبواب شيء ، أبواب كل شيء ، أحياناً الإنسان يسافر إلى بلد بعيد ، هناك رفاه ، بلاد جميلة ، المعاصي كلها مقترفة هناك ، التحلل ، التفلت ، الزنا ، الخمر ، أقوياء وقرارهم خطير ، معهم أسلحة فتاكة ، أمرهم نافذ في الأرض .
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾
لذلك العاقل الذي يعيش اليوم الآخر ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾
أفواج ، أي الرسل فوج ، الأنبياء فوج ، الصديقون فوج ، المؤمنون فوج ، العباد فوج، العلماء فوج ، بعذ لك المنافقون فوج ، والكفار فوج ، الزناة فوج ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾
الاعتماد على النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعالم الغيب :
لذلك مرة ثانية قال تعالى :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾
﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾
الصور البوق ، لكن هناك ملاحظة مهمة جداً أن الآيات التي تحدثت عن اليوم الآخر ، والآيات التي تحدثت عن الجنة وعن النار ، هذه موضوعات ليست تحت بصرنا وسمعنا ، أنت أمامك شيء ظهرت عينه ، أداة اليقين به الحواس الخمس ، شيء غابت عنك عينه بقيت آثاره ، في هذا المسجد هل هناك تيار كهربائي ؟ أنتم لا ترون التيار الكهربائي لكن ماذا ترون ؟ أثر هذا التيار ، تكبير الصوت والإضاءة ، إذا كان هناك شيء ظهرت عينه وأثره ، أداة اليقين به الحواس الخمس واستطالاتها ، أي التلسكوب والميكروسكوب ، شيء غابت عينه بقيت آثاره ، أنت أمام جدار وفي أعلى الجدار دخان ، أنت تقول : لا دخان بلا نار ، أنت النار لم ترها لكنك رأيت آثارها ، فتحكم على الشيء بأثره ، وهذا الإيمان بالله ، الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولكن العقول تصل إليه ، هذا الكون يشف عن وجود الله ووحدانيته وكماله ، يشف عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، يشف عن قدرته ، وعن علمه ، وعن كل أسمائه
فهذا الكون هو الثابت الأول ، لذلك التفكر في خلق السموات والأرض ، التفكر في الآيات الكونية، والنظر في الآيات التكوينية ، وتدبر الآيات القرآنية ، قنوات ثلاث سالكة لمعرفة الله عز وجل ، إذاً هذا الذي أمامنا عالم الشهادة ، وعندنا عالم الغيب ، عالم الغيب لا نملك بمعرفة عالم الغيب إلا آيات محدودة ذكرها الله في القرآن الكريم ، وأحاديث محدودة ذكرها النبي الكريم .
فالبطولة ألا تزيد عليها شيئاً ولا كلمة ، نكتفي من عالم الغيب ما ذكره الله عز وجل، ونكتفي من عالم الغيب ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾
هذا من عالم الغيب ، يوم الحسم ، لذلك أهم نقطة : ينبغي ألا نضيف على ما أخبرنا الله به عن اليوم الآخر ولا كلمة ، أن نكتفي بما ذكر الله ، هناك عبارة أدق من ذلك أن نسكت حيث سكت الله ، يقول لك أحدهم : يا ترى سيدنا يوسف تزوج زليخة ؟ لا أعرف ، أنا عندي في السورة لم يذكر الله أنه تزوجها أم لم يتزوجها ، إذاً يجب أن نبقى عند النص القرآني والنبوي في الحديث عن اليوم الآخر وعن عالم الغيب .
سيد الخلق لا يعلم الغيب و لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً :
الآن يوجد نقطة مهمة جداً ؛ النبي الكريم ، سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم، وهو المخلوق الأول الذي بلغ سدرة المنتهى ، ومع كل ذلك استمعوا ماذا قال الله عز وجل:
﴿ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
فإذا كان سيد الخلق ، وحبيب الحق ، لا يعلم الغيب ، فإذا ادّعى أحد علم الغيب نقول له : أنت كذاب ، إذا كان سيد الخلق ، وحبيب الحق ، لا يعلم الغيب ، قال تعالى :
﴿ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
سيد الخلق ، لا يعلم الغيب هذه حقيقة أولى ، سيد الخلق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، ما هذا ؟ قال تعالى :
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً ﴾
هذه الثانية ، الثالثة قال تعالى :
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
وهو سيد الخلق ، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، يخاف عذاب يوم عظيم ، لا يعلم الغيب ، هذا مقام سيد الأنبياء والمرسلين ، فأي إنسان ينجم لك ، يقول لك : سيأتي كذا وأمامك دفعة كبيرة ، هذا كلام ضعه تحت قدمك لا يعلم الغيب إلا الله ، لذلك :
(( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد))
شيء خطير :
((مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ))
هذا موضوع النجوم ، هناك مليون موضوع أحياناً يذاع بالفضائيات ما سيكون ، ماذا ينتظرك ، أنت من أي برج فرضاً ، من برج الجدي أمام قبضة ، هناك إنسان يحسدك ، كله كلام فارغ تحت قدمك ، تحت قدمك لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ، هذا القرآن ، والنبي الكريم :
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً ﴾
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
هذا مقام سيد الأنبياء والمرسلين ، فمن نحن ؟ لا تسمح لدجال ، لا تسمح لكذاب أن يخبرك عن الغيب ، اجعل كلامه تحت قدمك ، لمجرد أن تستمع له لن تقبل لك صلاة أربعين صباحاً ولو كذبته ، ابتعد عن كل هذه الأسباب .
الآن هل تصدقون أن النبي عليه الصلاة والسلام قيل له : يا رسول الله مثل بهم مثلوا بعمك الحمزة ؟ مثل بهم ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " لا أمثل بهم فيمثل الله بي ولو كنت رسولاً " .
انظر إلى الانضباط .
يوم الفصل يفصل بين الحق والباطل وبين الخير والشر :
أخواننا الكرام ؛ بالمناسبة لا يعلم الغيب إلا الله ، قد يقول أحدكم : هناك أحاديث كثيرة عن أشراط الساعة ، نقول : هذا من إعلام الله له ، هو بذاته لا يعلم الغيب ، قال تعالى :
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
فإذا ذكر عن قيام الساعة ، وعن أشراطها ، نقول : هذا من إعلام الله له .
أخواننا الكرام ؛ يوم الفصل يفصل بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، بين أصل الجمال وبين القبح ، وهناك شيء اعتقادي وشيء قولي وشيء سلوكي ، الإنسان أحياناً يعتقد عقيدة خاطئة ، هذه مشكلة كبيرة ، أحياناً ينطق بكلام غلط ، أحياناً يسلك سلوكاً خاطئاً ، فأنت كإنسان عندك عقيدة ، وعندك كلام ،وعندك فعل ، فالبطولة أن يكون اعتقادك صحيحاً ، والنطق صحيحاً ، والسلوك صحيحاً .
تسخير الكون للإنسان تسخير تعريف و تكريم :
إذاً قال تعالى :
﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴾
فتحت السماء لصعود ونزول الملائكة ، كانت سراباً ، الجبال العملاقة - هملايا - هذه الجبال كانت سراباً ، ذات ألوان باهتة ، قال تعالى :
﴿ وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ ﴾
هذه نقطة دقيقة جداً ، هذه الأرض خلقت خصيصاً لبني البشر ، لذلك هذا الكون مسخر لنا تسخير تعريف وتكريم ، تسخير التعريف يقتضي أن نؤمن ، تسخير التكريم يقتضي أن نشكر ، فإذا آمنا وشكرنا حققنا الهدف من وجودنا .