وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 02 - سورة الأنفال - تفسير الآية 1 ، تقوى الله تعالى وإصلاح ذات البين
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

التقوى في اللغة:

أيها الأخوة الكرام... مع الدرس الثاني من دروس سورة الأنفال، ولا زلنا في الآية الأولى وهي قوله تعالى:

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾

فعل اتقِ ماضيه وقى، (وقى، يقي، قِ)، الأمر حرف واحد وقى، يقي، قِ، يعني اجعل بينك وبين غضب الله وقاية، اجعل بينك وبين عقاب الله وقاية ، اجعل بينك وبين سخط الله وقاية، أو اتقِ أن تعصيه، اتقِ أن تخالف أمره، اتقِ أن يغضب عليك، اتقِ ألا تكون كما ينبغي.
فكلمة التقوى، واتقوا، واتقِ، ويتقون، مشتقات هذا الفعل وردت في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمئة مرة، لأن الإنسان أودع الله فيه الشهوات، والشهوات حيادية، والشهوات بإمكانك أن تتحرك منطلقاً منها تقريباً 180 درجة، والشرع الحكيم سمح لك بمسافة، أو بحيز، أو بمساحة، ما سواها في مخالفة، فالمؤمن يتقي أن يقع في المكان المحرم، في الشهوة المحرمة، في الكلمة المحرمة، في أكل الطعام الحرام، في فعل الحرام، فكل شيء الله أودعه فيك حيادي يعني سلم ترقى به، أو دركات تهوي بها.
فلذلك لو أردنا أن نقف في اللغة قليلاً، وقى، يقي، قِ، الفعل اتقى هذا فعل مزيد مثل كتب، اكتتب، وقى، اوتقى، دغمت التاء بالواو وأصبح اتقى، فهو فعل خماسي، مزيد بحرفين على الثلاثي، يعني أبسط معنى للتقوى أن تطيع الله، أمرك بالصدق صدقت، نهاك عن الكذب انتهيت، أمرك بأداء الأمانة أديتها، نهاك عن الخيانة انتهيت، أبسط معنى للتقوى هي طاعة الله، أوامر الله عز وجل موجودة في الكتاب وفي السنة.

 

المنهج الإسلامي منهج تفصيلي يدور مع الإنسان أينما كان :

لكن النقطة الدقيقة أن معظم المسلمين توهموا أن الإسلام عبادات شعائرية ليست غير، لا أبداً، العبادات الشعائرية هي خمس عبادات، بل هي خمسة بنود من مئة ألف بند إن شئت أو من خمسمئة ألف بند إن شئت، المنهج الإسلامي منهج تفصيلي، يدور معك أين ما كنت، يبدأ معك من فراش الزوجية، وهو أخص الخصوصيات، وينتهي بالعلاقات الدولية وهو من أعم العموميات، منهج كامل في حركتك، في نومك، في استيقاظك، في زواجك، في عملك، في إقامتك، في سفرك، بالسلم، بالحرب، بالغنى، بالفقر، علاقتك بأولادك، علاقاتك بآبائك ، علاقتك بإخوانك، علاقتك بمن حولك، علاقتك بالمؤمنين، علاقتك بغير المؤمنين، منهج تفصيلي.
القرآن الكريم ستمئة صفحة، كل أمر بالقرآن الكريم هو بند من بنود المنهج، إذا قال الله عز وجل:

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

( سورة عبس )

هذا أمر يقتضي الوجوب.

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾

( سورة الطارق )

إذا قال القرآن الكريم:

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ﴾

( سورة البقرة الآية: 83 )

أمر، فبطولتك كمؤمن إذا قرأت القرآن أن تقف عند كل فعل أمر في القرآن، وأن تسأل نفسك أين أنت منه ؟ هل أنت مطبق له أم لا ؟.

 

كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك:

لذلك المؤمن يتوهم أنه صلى، وصام، وحجّ، وزكى، وانتهى كل شيء نقول له ما انتهى شيء، الإسلام منهج تفصيلي، يقتضي أن تأخذ كل أمر في القرآن الكريم على أنه أمر يقتضي الوجوب، بل قال بعض العلماء: علة أي أمر أنه أمر.
مرة عالم من علماء دمشق سافر إلى بلاد بعيدة، إلى أمريكا، والتقى برجل هداه الله إلى الإيمان، فانطرح موضوع لحم الخنزير، فهذا العالم الدمشقي تحدث ساعتين عن مضار لحم الخنزير، وعن الدودة الشريطية، وعن انتقال طباع الخنزير إلى آكله، وعن، وعن، وجاء بأدلة، وبراهين، وأمثلة، وتعليقات، وتحليلات، هذا الذي آمن في هذه البلاد ابتسم، قال له: يكفيك أن تقول لي إن الله حرمه، لأن علة أي أمر أنه أمر.
أنت مع طبيب معه شهادة عليا من بلد بعيد، لا تفكر تسأله عن بعض التوجيهات الطبيب هكذا قال، أنت مع إنسان تثق بعلمه، وبخبرته، وبحرصه على صحتك، يعطيك تعليمات، قد لا يخطر في بالك إطلاقاً أن تسأل عن سببها أو عن علتها.
فلذلك من باب أولى أن تقف مع الله هذا الموقف، الإمام الغزالي الذي قال: يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ طبيب عادي قال لك: ألغِ الملح، ضغطك مرتفع، قال لك: بع هذا البيت في الطابق الرابع واشترِ بيتاً في الطابق الأرضي، تبادر فوراً، لو أن طبيباً منعك يا نفس من أكلة تحبينها، لاشك أنك تمتنعين، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً فما أجهلك، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فما أكفرك.

كل أمر في القرآن الكريم و في السنة الصحيحة يقتضي الوجوب:

لذلك أيها الأخوة، أبسط معنى لقول تعالى

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾

يعني أطيعوا الله، هناك أوامر في القرآن، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، طبعاً في استثناء ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك، إذا الله عز وجل قال:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

( سورة الكهف الآية: 29 )

هذه لام الأمر، هل يعقل أن يأمر الله بالكفر ؟ هذا اسمه أمر تهديد، إذا الله عز وجل قال:

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 187 )

هذا أمر إباحة، وإذا قال:

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ﴾

( سورة النور الآية: 32 )

هذا أمر ندب، هناك أمر ندب، و أمر إباحة، و أمر تهديد، وهناك أمر يقتضي الوجوب، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، وكل أمر في السنة الصحيحة يقتضي الوجوب، لقوله تعالى:

﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾

( سورة الحشر الآية: 7 )

الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به:

الآن هناك حقيقة دقيقة جداً، أبدأها بهذا المثل، إنسان لا يقرأ ولا يكتب، اشترى مكيفاً، والجو حار، فتح مفتاح التشغيل فجاءه هواء بارد، فانتعش به واستمتع به، وهو لا يفقه عن هذا المكيف شيئاً، لا يعرف، يأتي إنسان يحمل دكتوراه بالتكييف، واشترى مكيفاً ووضعه في غرفته، والجو حار، وفتح مفتاح التشغيل، وجاءه هواء بارد، كلا الرجلين الذي يجهل آلية هذا الجهاز والذي يعلم آلية هذا الجهاز انتفع بالهواء البارد.
لذلك قالوا: الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، يعني أنت ببساطة لو طبقت منهج الله، قال لك الله عز وجل: اصدق صدقت، لا تكذب ما كذبت، أدِ واجبك، أديت واجبك، كن زوجاً محسناً، كنت زوجاً محسناً، ما عندك إمكان تفهم حكمة الأمر، ولا حللت أمراً، ولا بحثت عن أمر، فقط طبقت الأمر، قطفت كل ثمار الأمر، فالانتفاع بالأمر الإلهي، أو الانتفاع بترك ما نهاك الله عنه، ليس أحد فروع العلم به، لو لم تعلم.
هذا الدين لكل البشر، للمتعلم ولغير المتعلم، للذي يقرأ وللأمي، ما دام الدين كالهواء للبشر، كل إنسان بحاجة للهواء، إن كنت تعرف أن عندك رئتين، والهواء فيه أوكسجين، والدم حمل غاز الفحم، ويجب أن يتم التبادل في الرئتين بين غاز الفحم والأوكسجين أو لم تعلم، أنت مهمتك تستنشق الهواء، أميّ، متعلم، دكتور، مثل بعضها، الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، لأن هذا الدين لكل البشر، متعلم، غير متعلم، أميّ، قارئ، كاتب ، مثقف، دكتور، جاهل، ما دام نفذ الأمر قطف ثماره، واضح ؟.

أعلى مستوى في التقوى أن الله تعالى يقذف في قلب الإنسان نوراً يرى به الحق والباطل:

إذاً أبسط معنى للتقوى طاعة الله، لكن أحياناً الإنسان يعرف فضلاً عن أن هذا الأمر أمراً يعرف حكمته، الله قال:

﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 63 )

من حكمة، فإذا شخص أضاف إلى طاعة الله الحكمة يصبح داعية، عندئذٍ يستطيع أن يقنع الآخرين بتنفيذ هذا الأمر.
أحياناً مثلاً تقول لشخص: أنت حينما تبذل جهداً ونشاطاً تصبح عضلة القلب قوية وتأتي بالأدلة، أنت حينما تمشي كل يوم ساعة، هذا المشي يلين العضلات، يدرب القلب على بذل جهد عالٍ، فكلما أمكنك أن تحلل الأمر، وأن تفهم حكمته، أمكنك أن تقنع الآخر به، ففرق العابد عن العالم، العابد ينفذ الأمر، والعابد ناجٍ، أما العالم ينفذ الأمر ويعلم حكمة الأمر فبإمكان العالم أن يقنع الآخر بطاعة الله عن طريق بيان الحكمة، هذه حالة أعلى.
أخوانا الكرام، العالم يطيع وهو يعلم الحكمة، لكن لو فرضنا أن هناك قوارير، كل قارورة فيها مادة معينة، مكتوب على هذه القارورة ملح، هنا مكتوب صوديوم، هنا مكتوب بوتاسيوم، هنا مكتوب زنك، فأنت من خلال هذه اللصاقة تعرف المادة، هذه أول مستويات المعرفة، في إنسان لو ما في لصاقات خبرته بالمواد الكيماوية عالية، يقول لك: هذا بوتاس، هذا ملح، هذا نحاس، هذا زنك، فحينما تعرف الشيء باسمه هذا مستوى، لكن في مستوى أعلى أنك تعرف الشيء من دون اسمه هذه خبرة أعلى.
يعني أنت في هذه الحالة تستغني عن البيانات، هناك أنواع من جميع البضائع معظم الناس يعرفونها بحسب البيانات، أصحاب الخبرة بكل حرفة يعرفون الأنواع من دون بيانات يعرفونها بالخبرات، هذا مستوى أعلى، لكن أعلى مستوى بالتقوى أن الله جلّ جلاله يقذف في قلبك نوراً ترى به الحق حقاً، والباطل باطلاً.

 

أبسط مستوى من التقوى أن يعرف الإنسان المحرمات بالمنهيات والأوامر بالمأمورات:

الآن انتقلنا إلى موضوع دقيق، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

( سورة الحديد الآية: 28 )

وأوضح مثل أيها الأخوة، تمشي أنت ليلاً في طريق مخيف ضمن غابة، في حفر ، في أكمات، وفي أفاعي و عقارب، ومعك مصباح كشاف، بهذا المصباح الكشاف رأيت الحفرة فابتعدت عنها، رأيت الأكمة فتجنبتها، رأيت الحية فقتلتها، مصباح الكشاف أراك كل شيء.
إذاً أبسط مستوى من التقوى أن تعرف المحرمات بالمنهيات، وأن تعرف الأوامر بالمأمورات، وأن تعرف المباحات لم يكن هناك أمر به، ولا نهي عنه، هذا مستوى، لكن أحياناً ينمو حسك الفقهي، هذا حرام ولو لم تنبأ به، حرام أن أفعل هذا، هذا مستوى أعلى.
لما إنسان يرتقي أول الأمر الإنسان يحب الغناء، فاستمع إلى حديث صحيح أن الغناء محرم، هناك آيات تؤكد ذلك، ترك الغناء لكن هناك أغنيات يحبها كثيراً، لم يعد يستمع إلى هذه الأغنيات، لكن مرة راكب بسيارة عامة وضع السائق هذه الأغنية فتجاوب معها، لكن هو لم يسمع استمع، فرق كبير بين سمع واستمع، هو لم يأتِ بشريط، وضعه في المسجلة، ويستمع لهذه الأغنية، لكنه سمعها عرضاً وتفاعل معها، لكن بعد حين حينما تنمو أضواءه الإيمانية وحينما يتقدس قلبه بمعرفة الله، يشمئز من هذه الأغنية التي كان يحبها، هذا مستوى أعلى.

 

سعادة الإنسان ناتجة عن رؤيا صحيحة وشقاؤه عن رؤيا خاطئة :

أنت تبدأ في المنهيات، وهناك مأمورات، تنتهي عما نهاك الله عنه، وتأتمر بما أمرك الله به، لكن بعد حين تنشأ عندك أذواق إيمانية لا تقبل بالخطأ ولو لم تعرفه أساساً.
ورد أن عمر بن الخطاب قال: " نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه ".
هذا مستوى أعلى، أما أعلى مستوى أن يلقي الله في قلبك نوراً، ترى به الحق حقاً والباطل باطلاً، وهذا يستند إلى دعاء النبي عليه الصلاة والسلام:

(( اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ))

القصة بأكملها رؤيا، هذا الذي سرق ماذا رأى ؟ قبل سنوات عديدة، أناس دخلوا على صائغ في بلدة في أطراف دمشق، وأخذوا كل ما عنده من ذهب وقتلوه، هم خمسة، بعد فترة قصيرة شيء رائع جداً، علقوا جميعاً وشنقوا في مكان الجريمة، هؤلاء حينما اقتحموا المحل، وقتلوا الصائغ، وسرقوا الذهب، هل رأوا أنهم سوف يعدمون ؟ لا، رأوا أنهم سوف يغتنون بهذا المال، إذاً رؤيتهم خاطئة.
كل سعادتك برؤيا صحيحة، وكل شقاء الإنسان برؤيا خاطئة.

(( اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اِتباعه ))

هؤلاء الذين انحرفوا، وظلموا، وبنوا مجدهم على أنقاض الآخرين، بنوا حياتهم على قتلهم، بنوا أمنهم على خوفهم، بنوا غناهم على فقرهم، بنوا عزهم على ذلهم، هؤلاء دمرهم الله عزّ وجل، هم حينما فعلوا ذلك ما تصوروا أن الله سيدمرهم، تصوروا أنهم سيفوزون.

 

من استنار بنور الله عز وجل ربح الدنيا و الآخرة:

لذلك من هو البطل ؟ هو المؤمن الذي استنار بنور الله، لما امرأة بأعلى درجة من الجمال، امرأة العزيز، راودت شاباً وسيم الطلعة، هو عبد عندها، هي سيدته، وليس لصالحها أن تتكلم لأحد عن هذا الذي جرى بينهما، وهو شاب قال:

﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾

( سورة يوسف الآية: 23 )

ماذا رأى ؟ رأى أن هذه جريمة، رأى أن الزنا خيانة، رأى أن الزنا يحجب عن الله عز وجل، ملك رؤيا صحيحة، لكن لو وضعنا مليون شاب مكانه الآن بعصر العولمة الحيونة يراها مغنماً كبيراً.
سائق سيارة، امرأة أشرت إليه، وقف، صعدت، قال: إلى أين يا أختي ؟ قالت له: خذني إلى أي مكان شئت، فهم، رأى أن هذا مغنماً كبيراً، بعدما قضى حاجته أعطته رسالة فتحها، فيها سطر واحد، مرحباً بك في نادي الإيدز، انتهى.
سمعت قصة قرأتها، سافر شخص إلى إيطاليا، وفي منتصف الليل طُرق بابه، بغي طرقت بابه، رآها غنيمة كبيرة، بعد أن انتهى ونام استيقظ لم يجدها، كتبت له بأحمر الشفاه على مرآة الغرفة أنت مصاب بالإيدز، فانتحر.
بطولتك أن تملك رؤيا صحيحة.

 

المؤمن لا يعصي الله عز وجل لأن عطاء الله بطاعته:

المؤمن والله الذي لا إله إلا هو لو قطعوه إرباً إرباً لا يعصي الله، لأنه يرى الدمار، والشقاء، والهلاك، والإحباط، والفقر، والفضيحة بمعصية الله، والقوة، والمنعة، والعزة والتوفيق، وعطاء الله بطاعته.

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

( سورة الأحزاب )

كل بطولتك في هذه الدروس أنك تملك رؤيا صحيحة، وكل خطأ الناس إذا تركوا طلب العلم لا يملكون رؤيا صحيحة، يملكون رؤيا مغلوطة.
هذا الذي هدم عشرات ألوف البيوت في غزة، من جبابرة الأرض، هو هاوي سفك دماء، مذبحة صبرا وشاتيلا، ومذابح أخرى، هذه السنة الرابعة والنصف، لم يمت بعد، وأمدّ الله في عمره، قبل أيام رأيت صورة له، يا لطيف ! شيء يصعب وصفه، أربع سنوات ونصف في سُبات، الله كبير، ما رأى أن هؤلاء الذين يقتلهم عباد الله، ما رأى أن الله له بالمرصاد.
كل بطولتك أن تملك رؤيا صحيحة، كل ثمرات هذه الدروس أن تملك رؤيا صحيحة، كل نتائج هذه الدروس أن تملك رؤيا صحيحة، كل الدين أن تقول:

﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾

والله يا أخوان، أروي حديثاً، لا أعتقد أنه في حديث ينفعك كهذا الحديث:

(( ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه ))

[رواه أبو نعيم عن ابن عمر مرفوعاً]

لذلك من أجل أن تملك رؤيا صحيحة ينبغي أن تطلب العلم.
أيها الأخوة الكرام، إذاً أعلى درجة في التقوى، أن الله يقذف نوراً في قلبك، ترى به الحق حقاً، والباطل باطلاً، هذا النور هو أثمن شيء يملكه المؤمن، يقول ماشي بنور الله يعني ألقى الله بقلبه نوراً أراه الحق حقاً، والباطل باطلاً.

 

على المؤمن إصلاح العلاقات بينه و بين ربه بتقديم القربات له و ضبط المعاملات معه:

أيها الأخوة الكرام،

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

البين، في بين بيني وبين الله، عليك إصلاح هذه العلاقة، إصلاح هذه العلاقة لمعرفته، إصلاح هذه العلاقة بطاعته، إصلاح هذه العلاقة بالتقرب إليه، إصلاح هذه العلاقة بخدمة عباده، إصلاح هذه العلاقة بأداء العبادات، إصلاح هذه العلاقة بضبط المعاملات، إصلاح هذه العلاقة بتقديم القربات إلى الله عز وجل، فحينما تأتي إلى مجلس علم، وتتعرف إلى الله، وتذهب إلى البيت، وتنفذ ما سمعته من توجيهات قرآنية، ونبوية، فأنت في إصلاح علاقتك مع الله.

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

أصلح ما بينك وبين الله.

 

فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ: للآية مستويات منها:

1 ـ إصلاح العلاقة بين الإنسان و ربه:

أخوانا الكرام، هذه الآية لها مستويات، أعلى مستوياتها أن تصلح العلاقة بينك وبين الله، وأنا أقول لكم: ما لم تصلح علاقتك مع الله أولاً، ومع أهلك وأولادك ثانياً، وفي عملك ثالثاً، ومع صحتك رابعاً لن تكون ناجحاً، لأن أي خلل في إحدى هذه الجهات ينسحب على كل الجهات، الآن ليس هناك نجاح جزئي، النجاح لا يسمى نجاحاً إلا إذا كان كلياً، ينبغي أن تنجح في علاقتك مع الله، وينبغي أن تنجح في علاقتك مع أهلك و أولادك، وينبغي أن تنجح في علاقتك مع من تعمل معه في عملك، الذي تكتسب رزقك منه، ويجب أن تنجح مع صحتك.

2 ـ إصلاح العلاقة بين الإنسان و بين من حوله:

المستوى الثاني، قال

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

مع الله هذه فهمناها أصلحوا العلاقة بينكم وبين من حولكم، أنت كمؤمن لابد من أن تكون علاقتك بأمك وأبيك إن كانوا أحياء في أعلى مستوى، بحسب المنهج الإلهي، وعلاقتك بأولادك، وعلاقتك بزوجتك، وبإخوتك وأخوتك، علاقاتك بأقربائك، علاقتك بجيرانك، علاقتك بزملائك، علاقتك بأصدقائك أية علاقة بينك وبين الآخر ينبغي أن تكون علاقة جيدة، مبنية على احترام متبادل، مبنية على الوضوح، ما في كذب، ما في نفاق، ما في غش، مبنية على التواضع، مبنية على الحب، هذه العلاقة الثانية.

 

بطولة المؤمن أن تكون علاقته مع من حوله علاقة حب و تسامح:

أول علاقة بينية مع الله، ثاني علاقة بينية مع من حولك، فالمؤمن محبوب، يعرف قدره أمه، وأبوه، وأولاده، وزوجته، وأهل زوجته، وأقرباؤه، وجيرانه، وأصدقاؤه، وزملائه علاقة مبنية على الأداء أداء الواجب، والتسامح، والعفو أحياناً، والتلطف، والاعتذار ، والمسامحة، وتقديم هدية، في مشكلة نقدم هدية، في مشكلة غامضة نوضح، البيان يطرد الشيطان، ممكن تبين الشك يزول، مكن تعتذر الحقد يزول، ممكن تطلب السماح الألم يزول ، ممكن تقدم خدمة الألم يتلاشى.

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

مع من حولكم، فبطولة المؤمن أن تكون علاقته طيبة مع أهله، وجيرانه، وأخوانه، وأصحابه، وأصدقائه، ومع من يعمل معه، لكن إذا واحد بغى عليك.

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾

( سورة الشورى )

ينتصر لا أن يكيل له الصاع عشرة.

﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

( سورة الشورى الآية: 40 )

يجب أن يكون في علمك أن أولى واجبات المؤمن إصلاح العلاقة بينه وبين الله أولاً وبينه وبين الخلق ثانياً.
الآن، أنت ما لك علاقة، لك أخت نشب بينها وبين زوجها سوء تفاهم كبير جداً أصبح على وشك الفراق، لا تقول أنا ليس لي علاقة، اقرأ الآية:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

بين أخيك وأخيك، بين أختك وزوجها، بين شريك وشريكه، بين جار وجار، أول مستوى أصلح علاقتك مع الله، ثاني مستوى أصلح علاقتك مع الآخرين جميعاً.

3 ـ إصلاح العلاقة بين اثنين:

المستوى الثالث أصلح أي علاقة بين اثنين.
من صفات المؤمن أنه يجمع ولا يفرق، والنبي الكريم نفى عن أمته التفريق قال:

(( من فرّق فليس منا ))

[أخرجه الطبراني عن معقل بن يسار ]

من فرّق، يزور أخته بالعيد، ماذا قدم لك زوجك في هذه المناسبة ؟ زوجها فقير، تحبه ويحبها، ويعيشون حياة جميلة جداً، لم تنتبه، والله ما قدم لي شيئاً، معقول ما يقدم لك شيء ؟ يليق بك واحد آخر، الآن ذهب، جاء زوجها، تغيرت، هو أساء العلاقة بينها وبين زوجها.
شخص اشترى بيتاً صغيراً، فرح به، كان قاعداً بالأجرة، والله أكرمه ببيت يزوره إنسان غني يَقرف ويُقرف، كيف يسعك هذا البيت ؟ يسعه، هذا مأوى، بيت اشتراه بماله، تجده يسود بعينه هذا البيت.
المؤمن يقرب الناس فيما بينهم، وغير المؤمن يباعد ما بين الناس، تجد أين ما جلس مثل الشيطان، يرمي قنبلة، يرمي تعليقاً، يرمي تهكماً، يرمي تصغيراً، يرمي تحقيراً، هذا غير المؤمن.
لذلك:

(( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جنهم سبعين خريفاً ))

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

قالت:

(( السيدة عائشة قالت عن أختها صفية قصيرة ! ـ كلمة واحدة قالتها ـ قال لها: يا عائشة ! لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))

[أبو داود عن عائشة]

لا تقلد، ولا تنتقد، ولا تسخر، لا تتهكم، المؤمن متواضع، ودائماً وأبداً يقدم للناس شيئاً يسعدهم.

 

المودة والمحبة والتوضيح والاعتذار والهدية وسائل تذهب وحر الصدر:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

أصلح ما بينك وبين الله، لمعرفته، وطاعته، والتقرب إليه، أصلح ما بينك وبين من حولك من المؤمنين، رواد مسجد، أقرباؤك، أخوانك ، أخواتك، أصهارك، زبائنك إذا عندك مشروع، زملاؤك بالعمل، جيرانك بالسكن وبالعمل.

﴿ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾

بالمودة، والمحبة، والتوضيح، والاعتذار أحياناً وبالهدية، كما قال النبي الكريم حين نشأت مشكلة:

(( الهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ))

[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

وكان النبي يقبل الهدية ويرد عليها.

(( تهادوا تحابوا ))

[ البيهقي عن أبي هريرة ]

ألف طريق في الاعتذار أحياناً، أيام أخطأت، سامحني، انتهى كل شيء، أنت أصلحت العلاقة بينك وبين الآخرين.

من لم يطع الله عز وجل ففي إيمانه خلل:

أيها الأخوة الكرام، قال:

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

أكثر من مئات الآيات تبدأ بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، يعني يا من آمنتم بي، يا من آمنتم بكمالي ، يا من آمنتم بعلمي، بقدرتي، بحكمتي، برحمتي، هذا الأمر أمر نفذوه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾

( سورة المائدة الآية: 3 )

ولو على أنفسكم، لذلك ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ فإن لم تطيعوا الله ورسوله فإيمانكم بالله فيه خلل، يعني ممكن واحد معه أزمة قلبية، هذا الطعام يفاقم هذه الأزمة ممكن تقنعه أنه أنت على وشك أزمة قلبية قاتلة، وهذا الطعام يزيد من أزمتك القلبية ممكن أن يأكل ؟ لا، لا يأكل.

 

المؤمن لا يعصي الله عز وجل و لو دُفعت له الملايين:

﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

ما دمت قد آمنت بالله واحداً، وموجوداً، وكاملاً، وشرعه حكيم، ورحمن رحيم، وخلقك لجنة عرضها السماوات والأرض هذا العمل يحجبك عني يا عبدي، هذا العمل يقربك مني، هذا العمل سبب للتوفيق، هذا العمل سبب للخذلان.
إنسان يبيع أقمشة على الرصيف ما في أفقر من هذا قطعة قماش، يضع عليها عدة قطع قماش، كل واحدة بخمسين ليرة، دولار، جاءت واحدة دفعت له بالخطأ مئة دولار، وضعها بجيبه، بعد دقيقتين يريد أن يكمل لإنسانة أخرى وجد مئة دولار، في محل إلى جانبه قال له: يا عم الله يخليك، حتى أبحث عن صاحبة المبلغ، عينك على البضاعة، لحقها حصلها بالعصرونية، قال لها: أخت هذه مئة أنا أريد واحد، دعت له من قلبها، أعطاها المئة أخذ واحد، هذا البائع كان صرافاً، والصرافة في وقت سابق منعت كلياً، فهو احتار ماذا يعمل وجد إنساناً يعمل بالأقمشة، وليس عنده محل، قال له تشاركني ؟ قل له: أتمنى والله، خلال عشرة أيام أصبح صاحب محل تجاري بالحمدية بأرقى أسواق دمشق، والله عز وجل أخذ بيده ، واشترى بيتاً وسيارة، وعاش ببحبوحة، هذا ماذا رأى لما أخذ المئة دولار ؟ رأى السكوت عليها يغضب الله، السكوت عليها هذا مال حرام.
قال لي شخص: والله القصة نفسها في مكان آخر، أقمشة، وبالدولار، وإنسانة غريبة سائحة، أعطته مئة قامت أعجبته، وضعها معه، أثناء عد أموالها نقص مئة اتصلت بالمخفر أحضروه أنكر، بعدها اعترف، أخذوا منه المئة، أراد أن يمشي، لا، إحالة على النيابة العامة، قام دفع خمسة آلاف حتى ألغى الإحالة، أكلت قتلة ودفع المئة، لو كان عنده رؤيا من الأول كان لحقها بالمئة.
قضية رؤيا يا أخوان، أنت تحضر درس علم تملك رؤيا إيمانية، لا تعصي الله لو دفعوا لك الملايين.
هذا الذي غادر و أوصى جاره بزوجته، فخانه بها، هناك كلب أكله وقتله، فقال النبي الكريم: خان صاحبه، والكلب قتله، والكلب خير منه.

 

الأمانة غنى والخيانة فقر:

أنت عندما تحضر درس علم تملك رؤيا صحيحة، هذه الرؤيا عندما ترى موقفاً في معصية تقول

﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾

عندئذٍ ترى التوفيق، الأول كان أميناً، قام صار غنياً، النبي قال:

(( الأمانة غنى ))

[ القضاعي عن أنس]

الأمين غني دائماً، موثوق لأن الكل يثق به، والمنحرف، إنسان تزوج حديثاً عنده زوجة شابة، يعمل موظفاً بمحل، يفتح من الساعة الثامنة للحادية عشرة حتى يأتي المعلم، كم بيعة وضعها بجيبه والله أهون، سبعمئة، خمسمئة، ألف، ماشي الحال كل يوم في خمسة أو ستة آلاف، هذا المعلم يفقد بضاعة، البضاعة لا تتناسب مع الغلة، هناك فقد بالبضاعة، فبعث واحد من أصدقائه يشتري حاجة الساعة التاسعة، قال له: تأتي الساعة الثانية عشرة ترجعها، قال له: طيب، جاء الساعة الحادية عشرة، قال له بعت شيئاً ؟ قال له ما أحد أتى صباحاً السوق بارد، الساعة الثانية عشرة جاء، قال له اليوم أخذتها، قال له اليوم ؟ قال له: نعم، متى أخذها ؟ قال له: الساعة التاسعة أخذتها منه، ذاب ذوبان، أعتقد ما في إنسان ما وسطه أن يبقى، طرده.
الأمانة غنى، والخيانة فقر، تضع بجيبك ؟.
تضع بجيبك ؟ تجد شركة استمرت خمس و ثلاثين سنة بالأمانة، والله هناك موظفون تقريباً كأنهم شركاء أصبحوا من أمانتهم، الأمانة غنى.
أنا أريد أن أفهم كلمة واحدة وأقولها لإخواني، عندما تعرف الله تملك رؤيا صحيحة لا تغلط، عندما تعرف منهج الله، القرآن، السنة، الله يريد سعادتك، يريد رقيك، يريد مكانتك، يريد راحتك النفسية، يريد زواجاً ناجحاً لك، يريد زوجة صالحة، يريد أولاداً أبراراً، استقم.

(( استقيموا ولن تُحْصُوا ))

[أخرجه الحاكم عن ثوبان ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور