وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 2 - سورة عبس - تفسير الآية 11 ، الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، و الحق واحد لا يتعدد .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

أسعد إنسان من اصطلح مع فطرته :

 أيها الأخوة الكرام ؛ نتابع تفسير سورة عبس ، الله عز وجل يقول في مقطع ثان من هذه السورة :

﴿ كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ﴾

[ سورة عبس : 11]

 الدعوة إلى الله تذكرة ، مهمة الأنبياء والمرسلين تذكرة ، لأن الحق أودع في نفس الإنسان ، أنت مبرمج مولف أو مفطور على حب الحق ، أي أمر أمرك الله به حببه إليك ، وأي نهي نهاك الله عنه بغضه إليك ، قال تعالى :

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

 لذلك لماذا يسعد الإنسان أيما سعادة حينما يتوب إلى الله ؟ لأنه اصطلح مع فطرته.
 بالمناسبة أخواننا الكرام ؛ جميع الأوامر والنواهي أودعت في كيان الإنسان فطرة لذلك يسمى هذا الدين العظيم دين الفطرة ، فكل أوامره أنت جبلت على محبتها ، وكل نواهيه أنت جبلت على كراهيتها ، فحالة عجيبة جداً تنتاب الإنسان حينما يصطلح مع الله ، يقول لك : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني ، لماذا ؟ لأنه اصطلح مع فطرته ، للتقريب مركبة صنعت خصيصاً للطرق المعبدة ، فإذا سرت بأغلى مركبة على طريق وعر كسرتها ، هذه المركبة صنعت للطرق المعبدة ، أما المدرعة فموضوع آخر ، مصممة للطرق الوعرة ، للحروب، فمركبتك إذا سرت بها في الطريق المعبد كانت انسيابية ومريحة ، فأنت حينما تصطلح مع الله، حينما ترجع إليه ، حينما تنفذ أمره ، حينما تخطب وه ، حينما تتقي ما نهاك عنه ، أنت أسعد إنسان ، لأنك اصطلحت مع فطرتك ، لأنك مبرمج ومولف ومفطور على حب الحق ، هذه الحالة الدقيقة جداً التي تفسر السعادة التي لا توصف حينما يصطلح الإنسان مع الله .

 

الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :

 إذاً النقطة الدقيقة الآن :

﴿ وَذَكِّرْ فَإِنّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات: 55]

 الحق قديم ، الحق مودع في أعماق الإنسان ، هناك طرفة ؛ اللصوص إذا سرقوا يقول بعضهم لبعض : وزع بالحق ، كل عملك بالباطل ، موضوع الحق موضوع في أعماق أعماق الإنسان ، الآن التذكير ، من منكم يصدق وينبغي أن تصدقون أن الدعوة إلى الله فرض عين ، أنت لماذا تصلي ؟ الجواب البديهي لأن الصلاة فرض ، فما قولك إذا أخبرتك بالدليل والتعليل أن الدعوة إلى الله فرض عين ، الدليل قال تعالى :

﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108 ]

 فالذي لا يدعو إلى الله على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله ، الآية كالشمس ، لذلك قال تعالى :

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾

[ سورة آل عمران: 31 ]

 والذي لا يدعو إلى الله على بصيرة نفي عنه محبة الله عز وجل ، فأي إنسان يلتفت إلى الله ، يستقيم على أمره ، يسعد بقربه ، يتمنى هذه السعادة لمن حوله ، إذاً يدعو إلى الله ، أنت لا تأخذ الدعوة بالمعنى الكبير ، عالم جليل ، لا ، كل مؤمن مهما يكن شأنه ضعيفاً ينبغي أن يدعو إلى الله ، مثال ذلك أنت حضرت خطبة جمعة تأثرت بالخطبة ، كان الخطيب موفقاً جداً في شرح بعض الآيات والأحاديث ، عدت إلى البيت زوجتك في البيت اشرح لها هذه الخطبة ، هذه دعوة إلى الله ، أنت في سهرة كنت قبل يومين مع عالم جليل واستمعت إلى بعض أفكاره الرائعة ، انقل هذه الأفكار إلى من حولك ، فالدعوة إلى الله كفرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط ، الدعوة إلى الله كفرض عين تطبيق لهذه الآية قال تعالى :

﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108 ]

 هذه الدعوة بهذه الطريقة هي فرض عين على كل مسلم والشرط الدقيق لها ، في حدود ما يعلم ومع من يعرف ، فأنت وطن نفسك إن سمعت خطبة دقيقة جداً معك دفتر صغير اكتب كلماتها ، اكتب الآيات التي ذكرت ، الآن أنت جالس مع أصدقائك بنزهة ، بلقاء ، بدعوة، بوليمة ، افتح الدفتر الصغير وذكرهم بالأفكار ، أنت داعية إلى الله الآن ، كل مسلم ينبغي أن يكون داعية ، والدعوة على كل مسلم فرض عين لكن في حدود ما يعلم ومع من يعرف ، هذه نقطة دقيقة جداً لكن كدعوة احترافية تحتاج إلى تعمق وتبحر وتفرغ ، هذه فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، الآية تقول بفرض الكفاية :

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة آل عمران: 104 ]

 منكم أي بعضكم .

 

علة خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

 بل إن الله جلّ جلاله ذكر في قرآنه الكريم خيرية هذه الأمة ، قال تعالى :

﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾

[ سورة آل عمران: 110]

 ما علة هذه الخيرية ؟ علة خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، بعد الإيمان بالله ، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ذكاء ، لا بدافع العادات والتقاليد ، لا بدافع التربية المنزلية ، هذا كله كلام مرفوض ، التبليع بدافع أمر إلهي ، قال تعالى :

﴿ أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

[ سورة يوسف: 108 ]

 فالذي لا يدعو إلى الله الدعوة التي هي فرض عين ليس متبعاً لرسول الله ، لذلك : كيف بكم إذا لمْ تأمروا بالمعروفِ ولم تَنْهَوْا عن المنكر ؟ قالوا : يا رسول الله ، وإنَّ ذلك لكائن ؟ أي معقول ؟! قال عليه الصلاة والسلام : نعم ، وأشدُ ، كيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر ، ونهيُتم عن المعروف ؟ قالوا : يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن ؟ قال : نعم ، وأَشدُّ منه سيكون ، صعقوا ثانية ، قالوا : وما أشد منه ؟ قال : كيف بكم إذا رأيتُمُ المعروفَ منكراً والمنكرَ معروفاً .
 نحن خيرية هذه الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هذه فريضة كما قال بعض العلماء سادسة ، الفريضة السادسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لذلك هناك دعوة فرض عين ودعوة فرض كفاية ، الكفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، الدعوة كفرض كفاية تحتاج إلى تفرغ ، وإلى تبحر ، وإلى تعمق ، لكن دائماً وأبداً اعتقد يقيناً أن أعظم عمل على الإطلاق هي الدعوة إلى الله ، قال تعالى :

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة فصلت: 33 ]

 أي ليس في ملك الله ، وليس عند الله إنسان أفضل ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً، إذا أدخلت الدعوة إلى الله في برنامجك اليومي مع من يلوذ بك ، مع أهلك ، مع أولادك، مع جيرانك ، مع أصدقائك ، مع زملائك ، فأنت حققت هذه الدعوة كفرض عين .

 

الحق لا يقوى إلا بالتحدي وأهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالبذل والتضحية :

 الحقيقة الحق بالدعوة يتنامى ، فإذا سكت أهل الحق على الحق ، تنامى الباطل وأصبح قوياً ، وإذا تنامى الباطل وأصبح قوياً فرض ثقافته على الكل ، وهذا ما في العالم اليوم ، لما سكت أهل الحق عن حقهم ولم يدعوا إلى الله تكلم أهل الباطل وصار الباطل حقاً ، واتبعه الناس فصار المؤمن غريباً في الدنيا ، هذه حالة صعبة جداً ، فكلما دعونا إلى الله تنامت دوائر الحق ، وكلما قصرنا بالدعوة إلى الله تنامت دوائر الباطل ، والباطل والحق في صراع ، أي كان من الممكن أن يكون أهل الحق في كوكب ، وأهل الكفر في كوكب آخر ، لا يوجد أي مشكلة، انتهت مشاكلنا جميعاً ، وكان من الممكن أن يكون الكفار في قارة ، والمؤمنون في قارة ، انتهت مشاكلنا كلها ، وكان من الممكن أن يكون المؤمنون في حقبة من الزمن ، والكفار في حقبة ، ولكن شاءت حكمة الله أن نكون معاً في مكان واحد وفي زمان واحد لماذا ؟ قال : لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي ، ولأن أهل الحق لا يستحقون الجنة إلا بالبذل والتضحية ، قال تعالى :

﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ﴾

[ سورة محمد:4 ]

ضرورة التخلق بأخلاق الله عز وجل :

 الآن ارجع إلى معنى الابتلاء ، قال تعالى :

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

[ سورة الملك: 2 ]

 أنت مبتلى بما أعطاك ، مبتلى فيما زوى عنك ، من أجمل الأدعية النبوية :

((.... مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ ، الآن وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ ))

[ الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ ]

 أنت بين حالتين بين شيء تحبه أوتيته ، اجعله سبباً لقربك من الله ، آتاك الله مالاً لذلك :

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[مسلم عن أبي هريرة]

 لماذا ؟ لأن القوي خياراته في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى ، ولأن القوي لا يستحق الجنة إلا ببذل قوته في سبيل الله ، مرة ثانية :

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[مسلم عن أبي هريرة]

 أنا أذكر مرة كنت في طائرة رأيت في غرفة القيادة طرطوس وصيدا بنظرة واحدة، البعد بينهما يقدر بأربعمئة وخمسين كيلو متراً ، رأيتهما بنظرة واحدة ، بمعنى أن الإنسان كلما ارتقى مقامه تتسع رؤيته ، وكلما ارتقى مقامه تتسع عاطفته ، الأنبياء مثاليون ، تعنيهم الإنسانية بأكملها ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يبكي من أجل سلامة الطرف الآخر ، هذه إنسانيته ، فالإنسان كلما اقترب من الله تخلق بأخلاق الله عز وجل ، تخلق بالرحمة ، تخلق بالحلم ، تخلق بالصبر ، قال تعالى :

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾

[ سورة آل عمران: 104 ]

 أما إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً انتهت الأمة ، هل تصدقون أن سيدنا عمر أدخل شاعراً السجن لبيت واحد ، هذا البيت قاله الحطيئة .

دع المكارم لا ترحل لبغيتها  و اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***

 هذا شعار كل إنسان الآن ، حينما ينسحب الإنسان من الشأن العام ، ويهتم بشأنه الخاص ، يهتم بدخله فقط ، بيته ، أولاده ، تجارته ، وينسى الشأن العام هناك ثمن باهظ يدفعه، هؤلاء الذين انسحبوا من الشأن العام والأخبار بين أيديكم ، عندما تنسحب الأمة من الشأن العام ويهتم أفرادها بشأنهم الخاص يأتي الطرف الآخر يتولى الشأن العام ، ويفرض على هؤلاء ثقافته، وأمره ، ونهيه ، لذلك ما لم تهتم بالشأن العام هناك ثمن باهظ جداً تدفعه أيها المؤمن ، لذلك أيها الأخوة الكرام ما الذي ينمي دوائر الحق ؟ الدعوة إلى الله ، والدعوة إلى الله في حدود ما تعلم ومع من تعرف ، هذا فرض العين ، أما الدعوة الاحترافية فتحتاج إلى تعمق وتبحر وتفرغ ، هذه فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، هم الدعاة إلى الله الذين أتقنوا العلم ، وأتقنوا الفتوى ، ويجيبون عن أي سؤال .

 

حاجة المسلمين اليوم إلى دعوة إلى الله عامة و خاصة :

 نحن بحاجة إلى دعوة إلى الله عامة ودعوة إلى الله خاصة ، لكن اعتقد يقيناً أنه ما من مرتبة تقترب من دعوة الأنبياء كالدعوة إلى الله ، تقترب من مرتبة الأنبياء كالدعوة إلى الله ، فإذا أردت أن تكون عند الله مقرباً فادع إليه ، البدايات في حدود ما تعلم ومع من تعرف ، لكن بعد المتابعة قد تكون عالماً من علماء المسلمين ، فلذلك لا تقبل أن تكون رقماً ضعيفاً في المجتمع ، كن رقماً صعباً ، كن رقماً كبيراً ، هذا يحتاج إلى طموح ، والطموح من صفات المؤمن ، وقد قيل : علو الهمة من الإيمان ، والإنسان يخطط ، وإن لم تخطط يخطط لك ، أي خطط أن تعرف الحق .

الحق واحد لا يتعدد :

 بالمناسبة أخواننا الكرام ؛ العمر محدود ، العمر لا يستوعب إلا الحق ، أما الباطل فلا ينتهي ، أي بين نقطتين لا يمر إلا مستقيم واحد فقط ، مهما حاولت لو رسمت مستقيماً آخر يأتي فوقه تماماً ، بين نقطتين معك مسطرة لا يمر إلا خط مستقيم واحد ، الحق لا يتعدد ، لكن بين نقطتين يمر مليون خط منحن ، مليون خط منكسر ، بين نقطتين ، إذاً الحق واحد والباطل متعدد ، قال تعالى :

﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾

[ سورة الأنعام: 153 ]

 الباطل جاء جمعاً والحق جاء مفرداً ، إذاً الحق لا يتعدد ، لذلك الحرب بين حقين لا تكون ، و بين حقٍ وباطل لا تطول ، و بين باطلين لا تنتهي .
 فلذلك هنيئاً لمن كان مع الحق ، ما الحق ؟ بالتعريف الدقيق الدقيق الشيء الثابت والهادف ، أي قد ننشئ جامعة تبنى لتبقى ، أنا معي شهادة من جامعة عمرها خمسمئة عام ، الحق شيء ثابت وباق ، الباطل شيء زائل وعابث ، الباطل فيه عبثية مثل السيرك مثلاً ينصب في مكان ما لمدة أسبوعين أو شهر ، ألعاب بهلوانية ، فيل ، بعض الحيوانات المفترسة ، هذا السيرك شيء مؤقت ، وعابث ، الحق شيء ثابت ودائم ، وأهل الحق هم الذين عرفوا الله عز وجل ، واستقاموا على أمره ، وتقربوا إليه ، ودعوا إليه .
 فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعاً ممن عرف الحق ، والتزم به ، ودعا إليه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، والحق هو الله ، أنت مع الحق أنت مع الله ، وأنت مع الباطل لا سمح الله مع الانحراف ، مع المعصية ، مع العدوان ، مع الطغيان ، فلا بد من أن نحسم أمرنا ونحن أحياء ، فنكون مع الحق .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور