وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 4 - سورة عبس - تفسير الآية 24 ، التفكر في الطعام أمر إلهي .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

الأمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ مازلنا في تفسير الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وفي سورة عبس ، وصلنا إلى قوله تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 الإعراب هذه اللام ،

﴿ فَلْيَنْظُرِ ﴾

  سماها علماء اللغة لام الأمر ، والأمر في القرآن يقتضي الوجوب ، أي أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، قال تعالى :

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف: 29 ]

 اللام في

﴿ فَلْيَكْفُرْ ﴾

 لام الأمر ، لكن هذا الأمر عند العلماء أمر تهديد لا أمر إيجاب ، أمر تهديد ، وأحياناً قال تعالى :

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾

[ سورة البقرة: 187 ]

 هذا أمر إباحة ، وأحياناً قال تعالى :

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾

[ سورة النور: 32]

 هذا أمر ندب ، هناك أمر هذا أمر إيجاب ، بالأصل أي أمر يقتضي الوجوب ، ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، يوجد أمر إباحة ، و أمر ندب ، و أمر تهديد ، هنا قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

العبادات الشعائرية لا تقبل عند الله ولا تصح إلا إذا صحت العبادة التعاملية :

 يتوهم بعض الناس أن الدين كله عبادات شعائرية ، العبادات الشعائرية خمس عبادات ، هذه العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تقطف ثمارها ولا تكون عند الله مقبولة إلا إذا رافقتها العبادات التعاملية كالصدق والأمانة عبادة تعاملية ، أداء الواجب ، الوفاء ، هناك ألوف العبادات التعاملية ، أي افعل ولا تفعل ، أنت إذا قرأت القرآن الكريم ، قرأت آية فيها أمر ، هذا الأمر من العبادة التعاملية يقتضي الوجوب ، قرأت أمراً فيه نهي هذا النهي من العبادة التعاملية يقتضي الترك ، أنت إذا قرأت القرآن الكريم ينبغي أن تقف متأنياً ملياً عند الأوامر ، وعند النواهي ، اسأل نفسك هذا السؤال دائماً : هل أنت مطبق لهذا الأمر ؟ قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾

[ سورة التحريم: 6 ]

 هل أنت مطبق لهذا الأمر ؟ هل اهتممت بتربية أولادك ؟ هل أخذت بيد زوجتك إلى الله ورسوله ؟ البطولة أيها الأخوة للمؤمن كلما قرأ القرآن ووصل إلى آية فيها أمر أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا مطبق لهذا الأمر ؟ وكلما قرأ آية فيها نهي ، فليسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا انتهيت عن هذا النهي ؟ هذه البطولة افعل ولا تفعل ، هذه عبادات شعائرية ، سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام قال :

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ... ))

 هذه حالة الناس قبل الإسلام :

(( ...فكنا على ذلك ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه ، وصدقه ، وأمانته ، وعفافه ، فدعانا إلى الله لتوحيده ، ولنعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث - عبادة تعاملية - وأداء الأمانة -عبادة تعاملية - وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ))

[ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 أنت أمام عبادتين ؛ عبادة شعائرية هي الصلاة والصوم والحج والزكاة والنطق بالشهادة ، و عندك عبادة تعاملية هي الصدق والأمانة وما إلى ذلك ، والعبادات الشعائرية لا تقبل عند الله ولا تصح إلا إذا صحت العبادة التعاملية ، لذلك كما قال التستري : " ترك دانقٍ من حرام خيرٌ من ألف حجة بعد الإسلام " .
 فيا أيها الأخوة ؛ الاستقامة هي عين الكرامة ، الاستقامة هي الممهد لقبول العبادة الشعائرية ، نوجز هذا الشرح ؛ كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وكل نهي في القرآن الكريم يقتضي الترك ، العبادة الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت العبادة التعاملية ، لذلك قال تعالى :

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف: 29 ]

 هذا أمر تهديد ، قال تعالى :

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾

[ سورة البقرة: 187 ]

 هذا أمر إباحة ، قال تعالى :

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ﴾

[ سورة النور: 32]

 هذا أمر ندب .

 

التفكر في خلق السموات و الأرض :

 الآن لو تفكرت في خلق السموات والأرض ، أو لو تفكرت في خلق هذا الطعام الذي تأكله ، قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 المحاصيل مصطلح في الزراعة كالقمح والشعير ، كل شيء يحصد في يوم واحد، ينضج في يوم واحد محاصيل ، والفواكه تقطف ثمارها لثلاثة أشهر مستمرة ، الفواكه تنضج تباعاً ، والمحاصيل تنضج في يوم واحد ، أليس في هذا حكمة كبيرة جداً ؟ هل يمكن أن تمسك سنبلة سنبلة نضجت أم لا تنضج ؟ شيء لا يحتمل ، الآن الفواكه مبرمجة لا تنضج جميعاً بيوم واحد ، الفواكه متسلسلة ، أول فاكهة الكرز بعدها الإجاص بعدها التفاح ، كيف برمجت هذه الفواكه في نضجها ؟ هناك حكمة بالغة جداً ، والحكمة أحد أسباب الإيمان بالله عز وجل ، الفاكهة ذات الوزن الكبير البطيخ ينمو على الأرض ، والفواكه اللطيفة تنمو على الشجر ، لو فكرت في طعامك وهذا أمر يقتضي الوجوب ، قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 فإذا قرأت القرآن ولا مانع أن تقتني نسخة خاصة إذا وجدت أمراً ضع تحته خطاً ، و إذا رأيت نهياً ضع خطاً بلون آخر ، أنت إذا قرأت القرآن عرفت الأوامر والنواهي ، كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وكل نهي في القرآن الكريم يقتضي الترك .

 

علامات الأشياء من الأدلة التي تدل على وجود الله وعلى عظمته :

 قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 الآن هناك علامات للنضج ، نقطة علمية لطيفة ، حقول البطيخ تجنى لثلاثة أشهر في الصيف ، وهذه ثمرة البطيخ كلها متشابهة ، كيف يعرف هذا البستاني أو صاحب هذا الحقل أن هذه الفاكهة بالذات نضجت أم لم تنضج ؟ شيء لا يصدق ، هناك حلزون صغير نباتي عند اتصالها بالنبات يمسك البستاني هذا اللحلزون يضغطه فإذا انكسر معنى ذلك أن البطيخة التي أمامه ينبغي أن يقطعها ، وإذا لم ينكسر معنى ذلك أنها لم تنضج بعد ، الله ماذا قال ؟

﴿ وَعَلَامَاتٍ ﴾

[ سورة النحل : 16 ]

 ولو اختفت العلامات التغى الطب ، الطبيب كيف يعرف المرض ؟ من علاماته ، الله جعل للمرض علامات ، للصحة علامات ، لجهاز الدوران علامات ، لجهاز التنفس علامات، لولا هذه العلامات لما كان علم أصلاً ، قال تعالى :

﴿ وَعَلَامَاتٍ ﴾

[ سورة النحل : 16 ]

 وهذه واحدة من العلامات الدقيقة جداً في حياتنا ، والإنسان يفكر بجميع العلامات ، هذه الفاكهة لونها خضراء ، فإذا نضجت تصبح حمراء اللون ، فاللون الأحمر للبندورة أو الطماطم إن صح التعبير علامة نضجها ، جعل لكل فاكهة علامة نضج ، جعل لكل منتج زراعي علامة نضج ، هذه العلامات من آيات الله الدالة على عظمته ، بل لو توسعنا في ذلك جعل لكل مرض أعراضاً ، لولا أعراض المرض ما كان هناك طب أصلاً ، فكل مرض له أعراض ، وطالب الطب يتعلم أعراض كل مرض ، يأتيه المريض يتكلم له عن الأعراض يحكم على نوع مرضه ، إذاً علامات الأشياء من الأدلة التي تدل على وجود الله ، وعلى عظمته ، قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 الفواكه آية ، أنواع الفاكهة الواحدة بالمئات ، ثلاثمئة نوع للعنب ، عنب كبير ، صغير ، قاس ، عنب للعصير ، للتصدير ، للتخزين ، كل الفواكه ، المحاصيل هناك خمسة وأربعون ألف نوع من القمح ، هذه المادة الأساسية تنبت بالسهول ، بالجبال ، في الأغوار ، في المناطق الباردة ، الحارة ، في أي مكان في الأرض هناك قمح ، إذاً أنواع منوعة ، فالتنوع في هذا الإنتاج الزراعي دليل عظمة الله عز وجل .
 مرة ثانية ؛ أنواع الفاكهة الواحدة بالمئات ، أنواع المحصول الواحد بالمئات ، هذا من صنع الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾

[ سورة لقمان : 11 ]

التفكر في الطعام أمر إلهي :

 الآن لو أخذنا تفاحة مثلاً حجمها مناسب ، لونها رائع ، قشرتها منيعة ، طعمها طيب ، قوامها مفيد ، لو فكرت في طعامك ، والتفكر في الطعام أمر إلهي ، موضوع هذا اللقاء الطيب ، قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 كأس الماء الذي تشربه ، الماء له خاصة مذهلة ، ينفرد الماء بهذه الخاصة ، الماء عنصر كأي عنصر بين يديك ، بالحرارة يتمدد و بالبرودة ينكمش ، إلا أن للماء خاصة لولاها لما كان هذا اللقاء ، ولما كانت هذه المدينة أصلاً ، ولما كانت حياة في الأرض ، ما هذه الخاصة ؟ أنك إذا بردته إلى زائد أربع شيء لا يصدق ، تنعكس الآية يتمدد الماء ، بتمدد الماء تبقى البحار دافئة ، لو أنه كلما تجمدت طبقة من البحار قلّ حجمها وازداد وزنها - أي كثافتها- غاصت ، والطبقة الثانية غاصت إلى أن تتجمد جميع البحار فإذا تجمدت جميع البحار انعدم المطر ، مات النبات ، مات الحيوان ، مات الإنسان ، هل تصدقون أن هذا الدرس وهذا اللقاء بل هذه المدينة بل هذا القطر منوط بهذه الخاصة ، لأن الماء بالدرجة زائد أربع يتمدد ، صنع من ؟ قدرة من ؟ علم من ؟ رحمة من ؟ هذا هو التفكر ، التفكر يزيدك قرباً من الله ، التفكر أقصر طريق وأوسع باب ندخل منه على الله عز وجل لأن التفكر يضعك وجهاً لوجه أمام عظمة الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾

[ سورة عبس : 24]

 انظر إلى هذا القمح أنواع منوعة ، انظر إلى المحاصيل ، وانظر إلى الفواكه ، انظر إلى برمجة الفواكه ، انظر إلى نضج الفواكه ، انظر إلى علامات الفواكه ، هذا كله أمر يقتضي الوجوب ، لذلك قال تعالى :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران : 190-191 ]

 أي هذه البقرة التي تأكل الحشيش الأخضر وتعطيك الحليب ، هل في الأرض كلها جهة ما مهما عظمت تستطيع تحويل الحشيش الأخضر إلى حليب ؟ أبداً ، في الأرض كلها ليس هناك جهة مهما قويت قوة أو علماً أو خبرة أو تطلعاً أن تصنع من هذا النبات الأخضر حليباً كامل المواصفات .

 

من آمن بالله العظيم خضع له فسلم و سعد في الدنيا و الآخرة :

 أتمنى على كل أخوتنا الكرام المستمعين والمشاهدين أن يقفوا عند هذه الآيات ، لأن هذه الآيات تنقلهم إلى تعظيم الله عز وجل ، والدليل :

﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

[ سورة الحاقة : 33]

 ما آمن به عظيماً ، قال تعالى :

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

[ سورة الحاقة : 30-33]

 فالبطولة أن تؤمن بالله عظيماً ، إذا آمنت به عظيماً تخضع له ، إذا خضعت له سلمت وسعدت في الدنيا والآخرة .

 

 أخواننا الكرام ؛ قال تعالى :

﴿ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ﴾

[ سورة الرعد : 4 ]

 من منكم يستطيع أن يشرح طعم التفاح ؟ طعم المشمش ؟ طعم الإجاص ؟ كلها طعمها حلو ، وتسقى بماء واحد ، ونفضل بعضها على بعض في الأكل ، هذه من آيات الله الدالة على عظمته ، هل تصدقون أن هناك نبات على شكل سمكة ، فإذا وقعت عليه ذبابة تدخل في جوفه ويقبض عليها ، كأنه قاتل ذباب ، هناك أعاجيب بخلق الله عز وجل دقيقة جداً، هناك نبات يعطيك ليفة كي تنظف بها نفسك ، له وجه خشن ووجه ناعم ، أليس كذلك ؟ الليف نبات، الحديث عن النبات قال تعالى :

﴿ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾

[سورة الأنعام : 99]

الآيات الدالة على نبوة النبي الكريم :

 النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

(( ما عام بأمطر من عام ))

[ الجامع عن ابن مسعود]

 بل هذا النص من دلائل نبوة النبي الكريم ، بعد أن صنع الإنسان مقاييس المطر ، وهذه المقاييس عملت في كل البلاد ، جمع التهطال السنوي في الأرض كلها ، فإذا بالأمطار التي تهطل على الأرض كميات ثابتة طوال الحياة ، فقال النبي الكريم :

(( ما عام بأمطر من عام ))

[ الجامع عن ابن مسعود]

 لكن الأمطار تتوزع قد تأتي سنة جفاف في الشرق الأوسط ، وسنوات تهطال كبير في بلاد أخرى ، أما مجموع التهطال السنوي في الأرض فلا يزيد ولا ينقص ، فقال هذا النبي الكريم الأمي :

(( ما عام بأمطر من عام ))

[ الجامع عن ابن مسعود]

 هذه من الآيات الدالة على نبوة النبي الكريم ، أشارت الآية إلى الزيتون ، الزيتون هذا النبات الذي نصنع منه الزيت ، هذا الذي يكون سبباً في ليونة الشرايين ، والإنسان لو نجا من كل الأمراض يموت بمرض تصلب الشرايين ، وأطول وأهم مادة تسهم في مرونة الشرايين هي زيت الزيتون ، لذلك :

(( كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه يخرج من شجرة مباركة))

[ الترمذي عن عمر بن الخطاب ]

 كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .
 أيها الأخوة الكرام ؛ هذه الحقائق توضع بين أيديكم لكن لا بد من متابعة البحث من قبلكم لأن التفكر بخلق السموات والأرض- كما أقول دائماً - أقصر طريق ، وأوسع باب ندخل منه على الله .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور