- (007)-سورة-الأعراف
- /
- (007)-سورة-الأعراف
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
مقدمة :
أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس السابع عشر من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الخامسة والثلاثين ، وهي قوله تعالى :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
أيها الإخوة ، بعد أن بين الله لنا في الآيات السابقة أنه أحل لنا الطيبات ، وحرم علينا الخبائث ، وأعطانا منهجاً يضمن لنا سلامتنا كأفراد وكمجتمع ، ثم طمئننا أن الأمة الطاغية لها أجل .
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾
بعد كل هذا خاطب بني آدم عامة ، والقرآن أحياناً يخاطب المؤمنين بفروع الدين ، ولكنه يخاطب الناس جميعاً بأصول الدين ، خاطب ربنا جل جلاله في هذه الآية بني آدم :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ ﴾
تقتضي رحمة الله عز وجل ألاّ يدع عباده من دون توجيهات ، لأن الله سبحانه وتعالى خلق :
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾
هذا الذي منحه الله لك أيها الإنسان لتهتدي إليه :
أعطاه الكون ينطق بكل جزئياته بوجود الله ووحدانيته وكماله ، أعطاه العقل كأداة معرفته ، وجعل مبادئه متوافقة مع خصائص الكون ، أعطاه الفطرة ، وجعلها مقياساً يكشف بها خطأه ، أودع فيه الشهوات لتكون دافعاً له إلى رب الأرض والسماوات ، منحه حرية الاختيار ليثمن عمله ، أعطاه الوقت غلاف عمله ، وفضلاً عن كل ذلك ، فضلاً عن أن العقل كافٍ لمعرفة الله ، وعن أن الكون مظهر لأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى ، وعن أن الفطرة كافية لمعرفة الخطأ ، وعن أن الشهوة دافعة إلى الله عز وجل ، وعن أن الحرية تُثمن عمله فضلاً عن كل ذلك أرسل الأنبياء ، وأرسل المرسلين ، هؤلاء من فضل الله على البشر .
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾
للتقريب : منح أب ابنه كل شيء ، وضعه في أرقى مدرسة ، وهيأ له كل الأجواء المناسبة من أجل أن ينال الدراجات العالية ، وفضلاً عن كل ذلك هيأ له أستاذاً خاصاً يأتيه إلى البيت .
من رحمة الله بعباده : يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ
لذلك :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ ﴾
أولاً : الله عز وجل رحيم ، تقتضي رحمته أن يبعث الأنبياء ، وأن يرسل المرسلين تنبيهاً ، وإرشاداً ، وتوجيهاً ، للتقريب مرة ثانية :
أب جالس في غرفته ، والمدفأة مشتعلة ، وله ابن صغير ، واقترب من المدفأة هل في الأرض كلها أب يبقى ساكتاً ؟ أو يبقى جالساً ؟ مستحيل ألاّ يسديَ إليه توجيهًا ، إما بصوت أو بحركة ليبتعد ابنه عن المدفأة ، لئلا يحترق .
لذلك أنت في الصلاة تقول : الحمد لله رب العالمين ، تقتضي رحمة الله عز وجل أن يبعث الأنبياء ، وأن يرسل المرسلين .
وأحياناً شيء طبيعي جداً أن الناس يتفلتون من منهج الله ، ويألفون الانغماس في الشهوات ، لا يعجبهم أن يقيدوا بمنهج ، المنهج يزعجهم ، يقيد حركتهم ، هم غارقون في ملذاتهم ، غارقون في شهواتهم ، غارقون في تحقيق مصالحهم ، فإذا جاء منهج إلهي الذي يحدد لهم حركته في الأعم الأغلب يكذبون الرسول .
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً﴾
لكل رسول معجزة تشهد لرسالته :
لذلك لا بد لهذا الإله العظيم من أن يؤيد رسوله الكريم بشهادة منه عن طريق المعجزات ، فكل نبي معه معجزة فيها خرق للمعجزات ، هذا الخرق شهادة الله للناس أن هذا الإنسان رسول الله ، فسيدنا موسى :
﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾
وسيدنا عيسى أحيا الميت ، وسيدنا إبراهيم أُلقي في النار فلم يحترق ، ولكل نبي معجزة .
القرآن بإعجازه شهادة للرسول بصدق نبوته :
إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ، ولأنه لكل البشر أجمعين ، ولأن كتابه خاتم الكتب ، فلا يمكن أن تكون معجزته حسية ، بمعنى أنها وقعت وانتهت ، وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه ، لا بد من أن تكون معجزة النبي لأنه خاتم الأنبياء ، ولأنه خاتم الرسل ، ولأن كتابه خاتم الكتب من أن تكون مستمرة .
لذلك كان في القرآن الكريم 1300 آية تتحدث عن الكون ، وفي هذه الآيات إشارات فيها سبق علمي ، فالحقائق التي اكتشفت حديثاً أشار القرآن إليها من 1400 عام وهي دليل قطعي على أن القرآن كلام الله .
إذاً : رحمة الله تقتضي أنه إذا أرسل رسولاً ، أو بعث نبياً معه شهادة من الله الشهادة :
﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾
﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾
الشهوات حيادية ومقوم من مقومات التكليف :
فقصة النبوة والأنبياء تعني رحمة الله عز وجل ، تعني أن هذا الإنسان زوده الله بالشهوات ، الشهوات حيادية ، وبإمكانك أن تتحول بالشهوات 180 درجة ، أودع في الإنسان حب المرأة .
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾
فهذه الشهوات الحركة فيها واسعة جداً ، إلا أن منهج الله أعطاك مساحة مسموحاً بها ، وهناك مساحات محرمة ، المرأة زوجة فقط ، المال مِن كسب مشروع ، أنت تكون عالياً في الأرض بوسائل مشروعة ، أن تكون في خدمة الخلق .
أيها الإخوة ، هذا الذي أقوله يعني أن الإنسان حينما يتحرك بدافع شهواته وفق منهج ربه لا يشعر بالحرمان إطلاقاً .
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾
المعنى المخالف : الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه .
إرسال الرسل لفائدة الناس :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾
هؤلاء الرسل لصالحكم من أجل سلامتكم ، من أجل سعادتكم معهم تعليمات الصانع ، الخبير ، الحكيم ، العليم ، الرؤوف ، الرحيم ، تعليمات الصانع من أجل سلامتكم ، من أجل سعادتكم .
﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾
للطريق الأمثل ، يهديهم بالقرآن :
﴿ سُبُلَ السَّلَامِ﴾
يهديك القرآن إلى سلام مع نفسك ، إلى سلام مع ربك ، إلى سلام مع البشر ، مع الخلق ، مع من حولك ، مع من فوقك ، مع من دونك ، مع كل المخلوقات ، المؤمن بعد أن اهتدى إلى الله اصطلح مع الخلق ، أصبح متناغماً مع الخلق .
لذلك :
الرسل بشرٌ كسائر البشر :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ ﴾
يعني أنهم بشر ، لولا أن الأنبياء بشر تجري عليهم كل خصائص البشر لما كانوا سادة البشر ، النبي يأكل ويشرب .
﴿ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾
هم بحاجة إلى الطعام والشراب ، وبحاجة إلى حركة في الأسواق ، ليكسبوا ثمن الطعام والشراب ، لولا أن النبي بشر تجري عليه كل خصائص البشر ، لما كان سيد البشر النبي يشتهي ، ويرضى ، ويغضب .
(( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ ))
لذلك بعض الجهلة تمنوا ، وقد ذكرهم الله عز وجل أن يكون النبي ملكاً ، قال :
﴿ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً﴾
فلو جاء الرسول ملكاً فماذا تقولون له دائماً إن أمركم بغض البصر ؟ لا ، نحن بشر ، أنت ملَك ، نحن لا نستطيع ذلك ، أنت من طينة أخرى ، أنت فُطرت على الكمال ، نحن بشر عندنا شهوات ، لذلك :
﴿ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَسُولاً﴾
لو أن الذين دُعوا إلى الله عز وجل ملائكة لكان أنبيائهم ملائكة ، ولو أن الذين دُعوا إلى الله بشراً لكان الأنبياء بشراً .
إذاً كلمة :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ ﴾
أُعيد هذه المقولة مرات عديدة : لولا أن النبي بشر ، تجري عليه كل خصائص البشر ، لما كان سيد البشر ، تقتضي بشريته أن يشتهي كما نشتهي ، وأن يحب كما نحب ، وأن يغضب كما يغضب ، وأن يرضى كما نرضى إلا أنه بصدقه مع ربه ، وبإرادته الصلبة ، انتصر على بشريته ، فكان سيد البشر ، لذلك :
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
لولا أن التكليف في وسع البشر لما كان هناك تفوق لأحد .
من الممكن أن نعطي طالباً الأسئلة ، ويأتي بالعلامة التامة ، ونقيم له حفلا تكريميا ، وبقية الطلاب جاءتهم أسئلة من معلومات لم يدرسوها إطلاقاً ، ثم نوبخهم ، لولا أن هناك تكافؤ فرص ، لولا أن المنهج دُرّس بإتقان ، والطلاب متكافئون في القدرات ، والسؤال معقول ، لما كان هناك للتفوق مجال إطلاقاً .
إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ
لولا أن النبي بشر تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر ، لذلك كان قدوة لنا ، النبي قدوة لنا ، فهذا الذي يقول هو نبي ، لا يا أخي .
(( وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ))
مقام الطبيب الجراح كبير ، لكن أي ممرض إن أراد أن يعطي حقنة للمريض لا بد من أن يعقمها كالطبيب .
هناك أشياء شاملة وكاملة ، على كل الأطراف أن يطبقوها ، الإنسان هو الذي صنع هذه السيارة ، كل الشركات العملاقة لها أصحاب ، لو أن صاحب المركبة قاد مركبة من اختراعه ، يجب أن يعرف كيف يوقفها ، وكيف يحركها ، كأي سائق آخر .
لذلك الاستقامة أيها الإخوة حدية ، التفاوت لا بالاستقامة ، التفاوت بالعمل الصالح .
(( وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ))
وأي خلل في الاستقامة تُحجب عن الله ، ولو لم تكن نبياً ، ولو أنك من عامة المؤمنين ، إذا كان في الاستقامة خلل تُحجب عن الله عز وجل ، ومنهج الأنبياء لا للأنبياء ، بل لعامة المؤمنين .
فلذلك :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ ﴾
من جلدتكم ، من بني البشر ، من جبلة واحدة ، من نفس واحدة ، من خصائص واحدة ، من شهوات واحدة ، من مخاوف واحدة .
هذا بعض ما عاناه النبي عليه الصلاة والسلام في حياته :
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ))
في بدر بدأ النبي يدعو ربه حتى انخلع الرداء عن منكبيه ، خاف أن يكون الاستعداد قليلاً ، خاف أن يكون الأخذ بالأسباب ضعيفاً ، نصر الله عز وجل لا يتنزل إلا على مَن طبّق منهج الله عز وجل ، ومنهج الله في الحرب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .
فلذلك :
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ ﴾
من جلدتكم ، بشر .
تزوج النبي عليه الصلاة والسلام زوجات عديدات ، هناك زوجات أتعبنه ، وصبر ، وجاع ، أذاقه الله الفقر ، كان يدخل بيته أحياناً فيسأل : هل عندكم طعام ؟ يقولون : لا ، يقول : فإني صائم ، وهو سيد الخلق ، أذاقه الفقر فكان قدوة لنا ، وأذاقه الغنى ، لمن هذا الوادي ؟ قال : هو لك ، وادٍ من الغنم ، قال : أتهزأ بي ؟ قال : لا والله هو لك ، قال : أشهد أنك رسول الله ، تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، أذاقه الفقر ، وأذاقه الغنى ، في الفقر كان المثل الأعلى ، وفي الغنى كان المثل الأعلى ، ثم أذاقه النصر ، فدخل مكة فاتحاً ، مطأطأ الرأس متواضعاً ، حتى كادت ذؤابة عمامته تلامس عنق بعيره تواضعاً لله عز وجل ، ما دخلها متغطرساً ، ولا مستبيحاً للمدينة ، ولا متشفياً من أعدائه .
(( اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
(( ما ترون إني فاعل فيكم ؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم ))
قال :
(( اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
أذاقه النصر فعفى ، وأذاقه القهر في الطائف ، كذبه أهل الطائف ، وسخروا منه وأمروا صبيانه أن ينالوا منه ، فقال : يا رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولك العتبة حتى ترضى ، أذاقه موت الولد ، فقال :
(( إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ ما يُرْضِي رَبَّنا ، وَإنَّا بِفِرَاقِكَ يا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ))
أذاقه أن ابنتيه طلقتا ، فصبر ، أذاقه الهجرة ، إنسان يقتلع من جذوره ، وينتقل إلى مكان جديد ، لولا أن النبي أذاقه الله كل شيء فكان في كل موقف المثل العلى لما كان سيد الأنبياء والمرسلين .
البطولة أن تنجح في الامتحان :
لذلك أقول لكم أيها الإخوة كلمة دقيقة جداً يحتاجها كل واحد منا : ليست البطولة ألا تمتحن ، لا بد من أن تمتحن ، ولكن البطولة أن تنجح في الامتحان ، قد تمتحن بالفقر ، وقد تمتحن بالغنى ، وقد تمتحن بالصحة ، وقد تمتحن بالمرض ، لا سمح الله ، وقد تمتحن بالقوة ، وقد تمتحن بالضعف ، وقد تمتحن بالوسامة ، وقد تمتحن بالدمامة ، وقد تمتحن بتألق الذكاء ، وقد تمتحن بالمحدودية ، وقد تمتحن بطلاقة اللسان ، وقد تمتحن بعيب اللسان ، البطولة لا أن تنجو من امتحان ، لكن البطولة أن تنجح بالامتحان .
الإمام الشافعي سُئل : أندعو الله بالامتحان أم بالتمكين ؟ فقال : " لن تمكن قبل أن تبتلى " .
صدقوا أيها الإخوة ، لا يمكن أن يرقى الإنسان عند الله إلا بعد الامتحان ، الله عز وجل عنده امتحانات لا تعد ولا تحصى ، الله عز وجل قادر أن يحجِم كل إنسان ، أو أن يعيده إلى حجمه الحقيقي ، أنا مستقيم ، أنا نزيه ، أنا لا آكل مالا حراما إطلاقاً ، يتبجح ، ويحكي ، هو لا يأكل على مستوى ألف ليرة ، يأتي برقم يسيخ ، يقول لك : ماذا نفعل ؟ بلوى عامة ، إياك أن تظن أن الله لا يمتحنك .
لابد من الابتلاء :
هناك كثير من الأشخاص يتوهم أحدهم نفسه بمستوى عالٍ ، الله بلطف بالغ يحجمه ، لست كما تقول ، لست كما تدعي ، ليست محبتك لي كما تظن ، بالرخاء والصحة الطيبة ، والدخل الكبير ، والزوجة ، والأولاد ، والمركبة ، يقول لك : الله تفضل بمرض خفيف يحتمل ، لا يا رب ماذا فعلت لك أنا ؟
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾
لا يمكن أن ينجو أحد من امتحان .
لذلك يقول الإمام علي رضي الله عنه : << الرضا بمكروه الرضاء ارفع درجات اليقين >> .
ما مِن إنسان يمتحن مركبة في طريق نازل إطلاقاً ، إلا بطريق صاعد " الرضا بمكروه الرضاء أرفع درجات اليقين " .
الله عز وجل امتحن الصحابة في الخندق ، صحابة كرام ، ومجاهدون مع رسول الله ، سيد الأنام ، ومقربون من رسول الله ، وهم فَدَوْه بأرواحهم وأنفسهم ، في الخندق ليس موضوع معركة ، بل موضوع إبادة ، وموضوع استئصال ، عشرة آلاف مقاتل أرادوا أن يستأصلوا الإسلام كله ، حتى قال بعض من كان مع النبي الكريم : << أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى ، وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ، لم يقل رسول الله ، قال : صاحبكم ، قال تعالى :
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً﴾
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
﴿ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {30} ﴾
مرة ثانية ، الإمام الشافعي رحم ه الله تعالى سُئل : أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ قال : لن تمكن قبل أن تبتلى .
وطن نفسك ، فإن أنواع البلاء لا تعد ولا تحصى ، ونحن الآن كمسلمين في أشد أنواع البلاء ، ما البلاء الذي نحن نحاط به ؟ الله قوى أعداءنا ، قواهم ، ثم قواهم ، ثم قواهم ، وهم يتفننون بإفقارنا ، وإضلالنا ، وإفسادنا ، وإذلالنا ، وإبادتنا ، بلادنا مستباحة لهم ، ثرواتنا ملكهم ، حياة شبابنا لا تساوي عندهم شيئاً ، مليون قتيل في العراق ، أربعة ملايين مشرد ، مليون معاق ، كله بلا ثمن ، فلو وقع واحد من جنودهم أسيراً لقامت الدنيا ولم تقعد ، هذا ابتلاء صعب جداً .
لذلك الله أحياناً ـ وهذا أشد أنواع الابتلاء ـ يقوي الأعداء إلى درجة أن يقول ضعيف الإيمان : أين الله ؟ والله هناك آلاف من الناس تركوا الصلاة ، أين الله ؟ ما مِن خبر سار ، نحن في أشد أنواع الابتلاء ، والبطولة أن تصمد .
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾
فالمؤمن ثابت على منهج الله في السراء ، وفي الضراء ، وفي الصحة والمرض ، وفي القوة والضعف ، وفي إقبال الدنيا وإدبارها ، وقبل الزواج ، وبعد الزواج ، وقبل نيل الشهادة العليا ، وبعد نيل الشهادة العليا ، عاهدنا الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، هذا المؤمن ، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ ، ولا تصدقوا أن الله يتخلى عنا أبداً .
﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾
هذه الآية بشارة ،
﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ {6} ﴾
والله مستحيل وألف ألف ألف ألف مستحيل أن تستطيع قوة في الأرض طاغية أن تخطط لأمجادها ورخاءها على أنقاض الشعوب ، أن توفر لشعوبها دخولاً فلكية على حساب إفقار الشعوب ، وأن توفر لثقافتها ديمومة وتألقاً على حساب محو ثقافات الشعوب ، وأن تجعل شعوبها في أعلى مستوى على حساب قهر الشعوب ، والله الذي لا إله إلا هو نجاح خطط هذه الدول الكبرى الطاغية على المدى البعيد ، يتناقض مع رجل الأرض ، مستحيل وألف ألف مستحيل ، اطمأن ، لو أن قوى الأرض اجتمعت على أن تفسد على الله هدايته لخلقه لا تستطيع .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾
في بلاد أراد المستعمرون إلغاء الهوية الإسلامية كلياً ، ألغوا اللغة العربية ، منحوا الشعب بأكمله جنسية الدولة الحاكمة ، المساجد أُغلقت ، كل ما تستطيع أن تفعله أنها أُخرجت من هذه البلاد ، والآن عامرة بالمساجد والإيمان ، وهي تحب العلماء ورجال الدين حباً يفوق حد الخيال .
هذا دين الله ، لولا أنه دين الله لانتهى من ألف سنة ، هذا دين الله ، وما مِن قوة في الأرض تستطيع أو جهة في الأرض أن تلغي التعليم الشرعي ، أن تلغي التدين ، هذا الدين من أنواع عظمته أنك إذا قمعته يزداد قوة ، وحينما تكشف الحقائق يوم القيامة ترى أن هؤلاء الذين حاربوا الدين لهم فضل على الدين ، لكن بلا أجر إطلاقاً ، لأنهم ساهموا في تقوية الإيمان ، وبجمع المؤمنين ، وفي الصحوة ، لولا الطرف الآخر لبقينا نائمين ، لكن الطرف الآخر أيقظنا ، ونبهنا ، وعرفنا بما ينوي أن يُفعل بنا .
رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي
أيها الإخوة ،
﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى ﴾
1 – آيات الله قرآنية وكونية وتكوينية :
هذه آيات ، آيات الكون ، وآيات التكوين ، وآيات القرآن ، الآيات الكونية خلقه ، والآيات التكوينية أفعاله ، والآيات القرآنية كلامه .
2 – فَمَنِ اتَّقَى
﴿ فَمَنِ اتَّقَى ﴾
من اتقى غضب الله عز وجل بطاعته ، من اتقى بطش الله عز وجل ، بالإنابة إليه ، من اتقى عقاب الله عز وجل ، بالالتزام منهجه
3 – وَأَصْلَحَ
﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ ﴾
أصلح عمله ، كان عمله فاسداً فأصبح صالحاً ، كان مقصر في أداء الواجبات أدى الواجبات بالتمام والكمال ، كان مقصر في أداء العبادات أدى العبادات بالتمام والكمال ، كان مقصر في حق زوجته أدى واجبه تجاه زوجته ، كان مقصراً في حق أولاده أدى واجبه تجاه أولاده ، كان مقصراً في حق جيرانه أدى واجبه تجاه جيرانه تجاه جسمه ، أكل باعتدال تجاه نفسه عرفها بربها ، حملها على طاعته .
﴿ فَمَنِ اتَّقَى ﴾
اتقى المصائب ، اتقى الكفر ، اتقى الشرك ، اتقى تبذير المال اتقى القهر ،
﴿ فَمَنِ اتَّقَى ﴾
غضب الله بطاعته ، الله عز وجل هو الجهة الوحيد بالكون ، لا ملجأ منه إلا إليه ، فر منه إليه ، الجأ منه إليه .
﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ ﴾
أحياناً يكون في البئر ماء ، الأولى ألا نردمها ، والأولى ألا نرمي فيها الأقذار ، بل الأولى أن نقيم لها سوراً عالياً ، والأولى أن نأخذ مائها بمحركات ، وأن نوصله للبيوت .
4 – فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
لا خوف عليهم في الدنيا ، ولا يحزنون على فراقها .
أنت في لحظة ، هذه اللحظة الحامية ، هناك مستقبل وهناك ماضٍ ، المستقبل مغطى بـ :
﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾
والماضي مغطى بـ :
﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
يا رب ، ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
وسيدنا الصديق رضي الله عنه ما ندم على شيء فاته من الدنيا قط .
﴿ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
لا يضل عقله ، ولا تشقى نفسه ، من دون الهدى الإلهي هناك مليون سؤال لا جواب لها ، هناك ضياع عند الناس ، لماذا الحياة قصيرة ؟ عند الطبيب سنوات الممارسة أقلُّ من الدراسة بكثير ، لماذا هناك فقر وغنى ؟ لماذا هناك مرض وصحة ؟ لماذا هناك قهر في العالم ؟ لماذا هناك اجتياح ؟ لماذا هناك دول طاغية ؟ ودول مسحوقة ضعيفة ، لماذا ؟ من دون إيمان بالله عز وجل ينشأ مليون سؤال ، والقرآن قدم لك تفسيرا عميقا ، دقيقا ، متناسقا للكون والحياة والإنسان ، كل تساؤل كبير عند أهل الدنيا في القرآن الكريم جوابه الواضح جداً .
﴿ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
1 – لابد من إدخال الموت في الحسابات اليويمة :
هؤلاء الذين ما أدخلوا الموت في حساباتهم ، وهذا حال معظم الناس ، يعيش لحظته ، مع أن هناك موتًا ، وانتقالا من بيت 400 متر إلى قبر ، إنه انتقال مفاجئ من زوجة وأولاد وأصدقاء وأتباع وخدم وحشم إلى قبر ! سبحان من قهر عباده بالموت .
حينما يعيش الإنسان المستقبل يكون عاقلاً ، ودائماً الأغبياء يعيشون الماضي ، نتغنى بالماضي ، والأقلُّ غباء يعيشون الحاضر ، ردود فعل ، نفاجئ بفعل لم نعلم عنه شيئاً ، يُخطط لنا ، نفاجئ به ، نستنكر ، نندد ، نشجب ، لكن العقلاء يعيشون المستقبل ، وأخطر حدث في المستقبل مغادرة الدنيا ، ماذا أعددت لهذه المغادرة ؟ ماذا أعددت للقبر ؟ أعددت عملاً صالحاً ؟ أعددت استقامة ؟ أعددت تربية لأولادك ؟ أعددت ضبطاً لشهواتك ؟ أعددت ضبطاً لدخلك ولإنفاقك ؟ أعددت علاقات اجتماعية منهجية وفق منهج الله ؟ ماذا أعددت ؟ لذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ، يَعْنِي الْمَوْتَ ))
(( أكثروا ذكر هادم اللذات ، مفرق الأحباب ، مشتت الجماعات ))
(( عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ))
2 – وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ﴾
ما أدخلوا الموت في حساباتهم ،
﴿ وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا ﴾
كم دعوى الآن في قصر العدل كيدية ، فيها اغتصاب دين ، اغتصاب شركة ، اغتصاب مال ، وكم وُكِّل لهذا المغتصب فيعطيه الأدلة القانونية لمتابعة اغتصاب هذا البيت .
والله أيها الإخوة ، ولا أبالغ : معظم الناس ما أدخلوا الله في حساباتهم أبداً
﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾