وضع داكن
20-04-2024
Logo
مختلفة قطر - محاضرة في مدينة الدوحة : 4 - محاضرة في جامعة قطر - سرّ السعادة .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

 أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في رحاب جامعتنا جامعة قطر ، وبعد قول السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، وبعد صلاتي على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه صلاة أرجو أن نزدلف بها إلى رحمة الله وجناته .
 وما زالت الإنسانية منذ بدأتها تبحث عن جزئها الذي يكمل جمالها ، وقد بحثت المرة تلو المرة فوجدته في مادة اسمها السعادة ، وما زال المتذوقون الأفذاذ من بني الإنسان يقصدون طريقها ، ويطلبون أسرارها ، حتى يصلوا إلى حقيقة السعادة الإنسانية العليا ، وها هو ضيفنا العلّامة النابلسي واحد من هذه الثلة المباركة التي تلمست أسباب هذه السعادة في تجربة غنية ممتدة على عشرات السنين ، يضعها الساعة بين قلوبنا في دقائق معدودات ، وليس لي أن أعرف بالعلّامة الشيخ وهو الذي طافت شهرته الآفاق ، وبلغ نفعه الملايين ، فزرع الخير ونثر السعادة في القلوب المتعطشة لها ، كيف وهو رئيس هيئة الإعجاز القرآني ، وعالم قد غاص في درر القرآن وآلائه ، فكانت خواطره النافذة تفسيراً بديعاً في عشرة أجزاء لخص فيه التذوق والمعرفة والعلم والسعادة النفسية في جنب القرآن والسنة النبوية ، كيف وقد نظر في أسماء الله الحسنى فشرحها شرح العالم المتأمل المتذوق للبيان ، فكان كتابه بها من فرائض ما كُتب في بابه ، ومرجعاً أساسياً لطلابه ، هذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ، ولعل سماعه خير تقديم له ، فليتفضل سعادة الدكتور العلّامة فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي مشكوراً مأجوراً.

 

عبادة الهوية:

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
أيها الأخوة الكرام ؛ أيتها الأخوات الفضليات ؛ قبل أن أبدأ ورد هذا النص :

(( أول من يمسك بحلق الجنة أنا – رسول الله أول إنسان يمسك بحلق باب الجنة - فإذا بامرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت : من هذه يا جبريل ؟ - الآن استمعوا كيف أجاب الرسول الكريم- قال : هي امرأة ربت أولادها))

[ الأدب المفرد للبخاري ]

 أي عبدت ربها فيما أقامها ، أقامك أماً ، أقامك زوجةً ، أقامك بنتاً ، فالمرأة حينما تعبد الله فيما أقامها تدخل جنة ربها ، أي هذا يستدعي موضوعاً لطيفاً جداً عبادة الهوية ؛ أنت من ؟ أنت غني عبادتك الأولى إنفاق المال ، أنت قوي عبادتك الأولى إحقاق الحق ، أنت عالم عبادتك الأولى تعليم العلم ، أنت امرأة عبادتك الأولى أن تقومي بالمهمة التي أناطها الله بك :

(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله – أي يعدل الجهاد في سبيل الله والجهاد ذروة سنام الإسلام- ))

[ابن عساكر و البيهقي فى شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد الأنصارية]

 أقول هذا لأن المرأة لها دور كبير وخطير في المجتمع ، يجب أن تعلمي أيتها الأخت مقدار الدور الذي أناطه الله بك هذه بداية .

 

الجامعة و الجامع مؤسستان متكاملتان وليستا متناقضتين :

 أولاً : وأنا في جامعة ، وأذكر لكم أنني درست في الجامعة في دمشق في كلية التربية ثلاثة وثلاثين عاماً ، وفي عملي الدعوي يمكن أن أعتذر عن مئات الدعوات إلا دعوة الجامعة ألبيها من دون تردد لأني أجد نفسي في الجامعة .
 أخواننا الكرام ؛ أخواتنا الفضليات ؛ الأمة بجامعاتها ، أي تقدمها ، قوتها ، حضارتها ، تفوقها بجامعتها ، والجامعة مؤنث والجامع مذكر ، والرجال قوامون على النساء ، الجامعة مؤنث والجامع مذكر ، أي شيئان في الأمة ؛ في الجامعة نتعلم مختلف العلوم ، وفي الجامع نتعلم طريق الوصول إلى خالق السموات والأرض ، هاتان المؤسستان متكاملتان وليستا متناقضتين ، الجامعة تكمل الجامع ، والجامع يكمل الجامعة ، أي الشيء بالشيء يذكر ؛ يقع على رأس الهرم البشري فئتان كبيرتان ؛ الأقوياء والأنبياء ؛ الأقوياء ملكول الرقاب ، والأنبياء ملكوا القلوب ، وشتان بين أن تملك رقبة الإنسان وبين أن تملك قلبه ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، ولا ترتقي عند الله بقدر ما تأخذ ، ولكن ترتقي بقدر ما تعطي ، الأقوياء عاش الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس ، وجميع البشر أتباع للأقوياء أو للأنبياء ، فكل بطولة أخواتنا الفتيات ، وأخوتنا الذكور ، أن يكونوا من أتباع الأنبياء .

مهمة الجامعة :

 أخواننا الكرام ؛ الجامعة ما مهمتها في الأصل ؟ في الأصل أن تخرج قادة للأمة ، والجامع مهمته أن يخرج مرشدين للأمة ، هناك قيادة و هناك إرشاد ، لكن لا بد من هذا التعليق.
 هناك دول متخلفة جداً الجامعة مدرسة يدخلها الطالب جاهلاً متواضعاً ، يتخرج منها جاهلاً متكبراً فقط ، أضيف له التكبر هذا في الدول المتخلفة ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون بلدكم من البلاد الراقية ، أنا والله أحبّ هذا البلد ، ويوجد فيه إيجابيات كبيرة جداً أتمنى أن تعرفوها أنتم ، لأن دوام النعمة ينسي هذه النعمة ، لذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ".
 حينما تزول النعمة تراها صارخةً ، أما وأنت فيها قد لا تراها ، ووفاءً بحق الله أن نشكر النعم التي أُكرمتم بها في هذا البلد .

الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه :


من الإنسان ؟ قال : من عرف نفسه عرف ربه ، ما الإنسان ؟ الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، لأنك زمن ، أو لأن رأس مالك هو الزمن ، أو لأن أثمن ما تملكه هو الزمن أقسم الله لك بمطلق الزمن فقال لك :

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1-2]

 خاسر ، لم ؟ لأن مضي الزمن وحده يستهلكك ، قبل أن تقول : مؤمن وغير مؤمن، محسن أو مسيء ، مضي الزمن وحده يستهلك الإنسان ، لذلك جاء جواب القسم إنك أيها الإنسان خاسر و تستطيع أن تتلافى الخسارة فيما بعد إلا :

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا ﴾

[ سورة العصر: 1-3]

 أربعة أشياء قال عنها الإمام الشافعي : هذه أركان النجاة ، إلا الذين آمنوا أي بحثوا عن الحق والحقيقة ، وعملوا الصالحات أي تحركوا وفقها ، وتواصوا بالحق دعوا إليها ، وتواصو بالصبر صبروا على البحث عنها ، والعمل بها ، والدعوة إليها .

 

بطولة الإنسان أن ينفق وقته استثماراً لا استهلاكاً :

 أخواننا الكرام ؛ أنت زمن ، أنت وقت ، أنت بضعة أيام ، فالبطولة أن تكون بطلاً في إنفاق الزمن ، هذا الزمن ينفق استهلاكاً أو ينفق استثماراً ، ينفق استهلاكاً ؛ نأكل ونشرب وننام و نسهر ونسمر ونتابع بعض المسلسلات ثم نستيقظ نذهب إلى العمل ونعود إلى البيت نأكل وننام ونستيقظ ونسهر ونسمر وننام هذا العمل الرتيب الذي لا معنى له يجعل حياة الإنسان تافهة :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

 أخواتنا الكرام ؛ دققوا في وصف القرآن الكريم لهؤلاء الذين شردوا عن الله قال تعالى:

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

 هذا الإنسان الذي شرد ما عرف الله ، ما عرف كتابه ، ما عرف سنة رسوله ، ما انضبط بمنهجه ، ما بحث عن الآخرة ، ما قدم عملاً صالحاً ، ما كان أباً كاملاً ولا أماً كاملةً ، ولا كان موظفاً مخلصاً ، الإنسان الشارد هو عند الله ميت :

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[ سورة النحل: 21 ]

 غير ميت :

﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾

[ سورة المنافقون: 4 ]

 جماد أو :

﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ﴾

[ سورة الفرقان : 44]

 بهائم أو كمثل الحمار يحمل أسفاراً ، هذا كلام من ؟ كلام خالق السموات والأرض، ميت ، خشب ، أنعام ، دابة .

 

الهدى خيار مصيري :

 خيارك بالهدى خيار صعب ، خيار مصيري ، الهدى ليس وردة تتزين بها ، الهدى هواء تستنشقه :

﴿َ فإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾

[سورة القصص:50]

 و:

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة القصص: 50 ]

لعل بعضكم اختصاصه شريعة ، يوجد لدينا معنى مخالف أي عكسه ، أي الذي يتبع هواه أي شهوته وفق هدى الله لا شيء عليه ، في الإسلام لا يوجد حرمان ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها ، أكيد في الإسلام لا يوجد حرمان ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة تسري خلالها عندنا مئة وثمانون درجة ، أي أنّ أي شهوة من دون استثناء لك أن تتحرك فيها مئة وعشر درجات ، والباقي ممنوع ، تتزوج تسعد بهذا الزواج ، يكون هناك لقاء زوجي ، وتصلي قيام الليل، وتبكي في الصلاة ضمن المنهج ، ضمن الخطة الإلهية ، ضمن المباح ، ضمن المندوب.
 أي إنسان يقول لك أحياناً : - بدأ وجود هذا المثل في بلادكم - امش في جنازة ولا تمش في زواجة - هذا كلام الشيطان ، اسمعوا كلام سيد الأنبياء :

((من مشى بتزويج رجل بامرأة كان له بكل كلمة قالها وبكل خطوة خطاها عبادة سنة قام ليلها وصام نهارها ))

 يجب أن تفرق بين كلام الشيطان وبين كلام الرحمن ، فالإنسان عندما يطلب العلم يتحرك وفق هدف دقق :

﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة الملك ]

 هدفه واضح ، والوسائل له واضحة ، لكن للتقريب لو أن إنساناً وجد نفسه في باريس ، وسأل سؤالاً عجيباً : إلى أين أذهب ؟ نقول له : لماذا جئت لهذا المكان أصلاً ؟ إن جئت طالب علم إلى السوربون ، إن جئت سائحاً إلى برج إيفل ، إن جئت تاجراً إلى الأسواق ، فأنت كائن متحرك ، ما الذي يسدد حركتك ؟ أن تعرف سرّ وجودك .

 

الغرق في الجزئيات أحد أكبر أمراض الأمة :

 سؤال كبير وأكبر من كبير ؛ لماذا نحن في الأرض ؟
 أخواننا الكرام ؛ أقول كلاماً دقيقاً جداً : أحد أكبر أمراض الأمة الغرق في الجزئيات؛ قائمة أعمال ، دفع الفاتورة ، لقاء فلان ، محاسبة فلان ، إقامة دعوى على فلان ، تأمين غرفة نوم مثلاً ، جزيئات .

الإنسان كائن متحرك والعبادة علة وجوده على سطح الأرض :

 أنت من ؟ أنت المخلوق الأول ، لماذا أنت في الدنيا ؟

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56]

 ما العبادة ؟ طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية ، علة وجودك هنا العبادة ، كأن نقول لهذا الطالب في باريس : لماذا جئت إلى هذا المكان ؟ إن جئت طالب علم إلى السوربون ، إن جئت سائحاً إلى برج إيفل ، إن جئت تاجراً إلى الأسواق ، فأنت كائن متحرك .
وبالمناسبة ما الذي يجعلك كائناً متحركاً ؟ هذه الطاولة كائن ساكن ، أنت متحرك ، يدفعك إلى الحركة الحاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقاء الفرد ، يدفعك إلى هذه الحركة الزواج حفاظاً لكن هذا من دون أن تشعر على بقاء النوع ، لولا الزواج لفني البشر من آلاف السنين ، يوجد حاجة للزواج ، البشر يتوالدون ، لا يكفي أكلت وشبعت وشربت وسكنت ببيت وتزوجت وأنجبت لا يكفي ، عندك حاجة ثالثة خطيرة جداً درسناها في علم النفس اسمها : تأكيد الذات ، أنت تريد أن تكون أول طبيب ، تريد أن يشار إليك بالبنان ، أن تكون أول محام ، أول قائد ، أول صناعي ، الحاجة إلى التفوق من أجل تأكيد الذات ، الحاجة إلى الطعام من أجل بقاء الفرد ، الحاجة إلى الزواج من أجل بقاء النوع ، الحاجة إلى تأكيد الذات من أجل بقاء الذكر .
 مرة قلت لطلابي من يذكر لي خمس أكبر تجار في الشام عاشوا عام ألف وثمانمئة وستة وثمانين ؟ لم يعرف أياً منهم الجواب ، فقلت لهم : ولا أنا أعرف أيضاً ، وأنا لا أعلم ، لكن مثلاً سيدنا صلاح الدين الأيوبي ، سيدنا خالد ، سيدنا عمر ، أنا أخاطب شاابت وشباب ، لم لا تحب أن تكون لك بصمة في الحياة ؟ لماذا تحب أن تكون من بين مليارات من الشباب والشابات جاؤوا إلى الدنيا وغادروها ولم يدر بهم أحد ؟ لماذا تحب أن تكون من الدهماء ؟ من السوقة ؟ لماذا لا تكون من الأعلام ؟ سيدنا عمر جاءه ملك الغساسنة أعلن إسلامه ، رحب به، ذهب ليؤدي عمرة ، أثناء طوافه حول الكعبة بدوي من قبيلة فزارة داس طرف ردائه فانخلع رداؤه عن كتفه - هو ملك - فضرب هذا الأعرابي الفزاري ضربة هشمت أنفه ، فشكاه إلى سيدنا عمر، سيدنا عمر استدعى جبلة ، ملك استدعاه ، وإذا بجانبه رجل بالتعليل المعاصر من دهماء الناس ، من سوقتهم ، من عامتهم ، أي بالطبقة الدنيا الدنيا ، شاعر معاصر صاغ الحوار شعراً قال سيدنا عمر لجبلة : أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟ فقال جبلة : لست ممن ينكر شيا - أي شيئاً هذه مسهلة ، همزة مسهلة – أنا أدبت الفتى أدركت الفتى بيدي ، قال له سيدنا عمر : أرض الفتى لا بد من إرضائه ما زال ظفرك عالقاً بدمائه أو يهشمن الآن أنفك -عصر مبادئ- وتنال ما فعلته كفك ، صعق قال : كيف ذاك يا أمير هو سوقة وأنا عرش وتاج ؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟ قال : نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها ، أقمنا فوقها صرحاً جليلاً وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً ، فقال جبلة : كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز أنا مرتد إذا أكرهتني ، قال له : عنق المرتد بالسيف تحز ، عالم نبنيه كل صدع فيه يداوى وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى ، هذا عصر مبادئ بعده عصر أشخاص، سيدنا صلاح الدين ، قطز ، هؤلاء القادة الكبار الذين صمدوا أما الغزو التتري ، هؤلاء الذين تألقوا ، العصر الثاني عصر رجال ، مع الأسف الشديد الشديد نحن الآن في عصر أشياء ، هناكي عصر أبطال ، عصر مبادئ ، عصر أشياء ، تستمد قيمتك من مساحة بيتك، ومن نوع مركبتك ، لا يكفي نوع المركبة ، هناك مرسيدس مئة وثمانون ، قال : أنا عندي ستمئة، يستمد كل مكانته من سيارته ، من بيته ، من دخله ، مثلاً أنا والله لا أصدق إذا كان لوحة مركبة رقمها قليل سعرها يقدر بخمسين مليوناً ، ما هذه القيمة ؟ ماذا قدمت ؟ أشياء ما أنزل الله بها من سلطان .

الإنسان هو المخلوق الأول عند الله عز وجل :

 أخواننا الكرام ؛ نحن في معركة الحق والباطل يجب أن نتمسك بالحق ، فالإنسان -الآن دخلنا في بعض تفاصيل الموضوع - هو المخلوق الأول عند الله ، الأول لأنه عندما عرض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال وأبين 

أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان

الإنسان قال : أنا لها يارب ، أنا لها ، من هنا يجب أن نقول : الإنسان عقل يدرك ، وقلب يحب ، وجسم يتحرك ، غذاء العقل العلم ، وغذاء القلب الحب ، وغذاء الجسم الطعام والشراب ، وما لم نغذ عقولنا بالعلم ، وقلوبنا بالحب ، وأجسامنا بالطعام والشراب ، هبطنا عن مستوى إنسانيتنا إلى مستوى لا يليق بنا .

 

تعريف الحياة الطيبة :

   الآن لو اقتربنا من عنوان هذا اللقاء الطيب الحياة الطيبة ، والحياة الأخرى المعيشة الضنك ، الحياة الطيبة والمعيشة الضنك :

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل : 97 ]

 ما الحياة الطيبة ؟ صدقوا ولا أبالغ لو ذهبنا لساعة مديدة نتحدث عنها لا نفيها حقها ، لماذا ؟ لأن الحياة الطيبة سكينة ، والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، سكينة ، سعادة ، طمأنينة ، توازن ، رضا ، محبة ، تألق ، حكمة، أكبر عطاء إلهي السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، الرضا سعادة ، راض عن الله ، راض عن جنسك ، راض عن عملك ، راض عن إمكاناتك ، راض عن أولادك ، راض عن أي قضاء قضاه الله لك ، حلاوة الإيمان رضا :

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النحل : 97 ]

 فالجواب الحياة الطيبة فوق كل الظروف والأجواء والأقاليم والبلاد والعباد ، حياة طيبة ، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾

[سورة النور:55]

 وعد الله عز وجل :

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

تقصير العباد بما كلفوا به من عبادة يجعل الله في حلّ من وعوده :


أخواننا الكرام ؛ عودوا أنفسكم دائماً أن تقبلوا الحقيقة المرة ؛ هل نحن مستخلفون في الأرض ؟ لا والله ، هل نحن ممكنون في الأرض ؟ لا والله ، هل نحن آمنون ؟ هذه الحقيقة المرة، والحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ، لذلك :

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾

 قانون الاستخلاف .
 وقال : يمكنن لهم دينهم ، قد نقول ولا نبالغ : إن هذا الدين الإسلامي العظيم يواجه حرباً عالمية ثالثة كانت تحت الطاولة واليوم فوق الطاولة جهاراً نهاراً ، أحد أعضاء الكونغرس يقول : لن نسمح بقيام حكم إسلامي في الشرق الأوسط ، والتجارب تعرفونها ، من عمل صالحاً يجب أن تعتقد أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾

[سورة النور:55]

 الثلاثة غير محققة ، الجواب بآخر كلمة بالآية يعبدونني ، فإذا قصر العباد بما كلفوا به من عبادة فالله جل جلاله في حلّ من وعوده الثلاثة .

 

الحياة الطيبة أكبر عطاء إلهي للإنسان :

 هذا اللقاء الأول وهذا المحور الأول عن الحياة الطيبة ، والله مهما توجهنا إلى شرحها لا نفيها حقها ، وعد الله أن :

﴿ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة : 269 ]

 سيتمتع بالمحبة ، و الرؤية الصحيحة ، والنظر الثاقب ، والتألق ، والثقة بالله عز وجل ، الحديث عن الحياة الطيبة الحقيقة يوجد جواب واحد لا يعرفها إلا من ذاقها ، مثلاً لو قلنا لك : صف لنا طعم التفاح ، تقول : حلو ، والإجاص حلو ؟ والعنب حلو ؟ أريد وصفاً خاصاً للتفاح ، لا تستطيع ، يوجد أشياء مستحيلة ، الحياة الطيبة أكبر عطاء إلهي ، أكبر سبب للسعادة ، أكبر سبب للحكمة ، أكبر سبب للقرار الصحيح ، للنظر الثاقب ، أكبر سبب كي تنجو من مطبات الحياة :

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾

[ سورة النحل : 97 ]

 والله يا أخواتي الكريمات ويا أخوتي الكرام يجب من هذه الدقيقة أن نتخذ قراراً :" إذا رجع العبد إلى الله نادى منادٍ في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله"
 هذه الحياة الطيبة حياة الاتصال بالله ، حياة التوكل على الله ، حياة أن تستنير بنور الله ، حياة اليقظة ، حياة الإدراك ، حياة السكينة ، حياة الفطرة السليمة ، حياة الأسرة المتماسكة، حياة النجاح في العمل ، حياة النجاح في صحتك .

 

النجاح و الفلاح :

 أخواتنا الكريمات ؛ كان قديماً يوجد نجاح ، الآن النجاح لا وزن له كثيراً إذا وزن بالفلاح ، الفلاح أن تحقق الهدف من وجودك ، وجدت للجنة ، وجدت لمعرفة الله ، وجدت لطاعته ، وجدت للعمل الصالح ، فإذا عرفت الله من خلال الكون ، وعرفت منهجه من خلال الشرع ، وطبقت منهجه تقربت إليه ، والآيات كثيرة جداً :

﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[سورة البقرة :38 ]

 الآن :

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾

[ سورة طه :134 ]

 سأل إنسان : فما بال الأغنياء والأقوياء أي معيشة ضنك ؟ فكان الجواب جواب أحد العلماء : ضيق القلب .
 يوجد سعادة داخلية ويوجد سعادة خارجية ، فضيق القلب من لوازم المعرض عن الله، والآية واضحة :

﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ ﴾

 لذلك إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، هذا عمل القلب شيء مخيف :

﴿ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ﴾

[ سورة آل عمران :58]

القدوة قبل الدعوة :

 يمكن أن نقول : القرآن كون ناطق ، والكون قرآن صامت ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي ، تعليقي ما لم ير المسلمون اليوم إسلاماً يمشي أمامهم لن يقنعوا به ، لذلك قالوا : القدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، والتربية لا التعرية .
القدوة قبل الدعوة ؛ أنت أب يكفي أن تكون كاملاً ولو لم تنطق بكلمة ، فالأولاد يقلدوك ، أنت كأم لو لم تنطقي بكلمة توجيهية يكفي أن تراك ابنتك في الثياب يوجد حشمة و أدب و وعي و علم و كلام سديد حتى تحترم هذا الاتجاه ، فالقدوة قبل الدعوة ، والإحسان قبل البيان ، والأصول قبل الفروع ، ومخاطبة القلب والعقل معاً ، هل مرّ معكم آية تخاطب العقل والقلب معاً ؟

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾

[ سورة الانفطار :6 ]

 يخاطب القلب :

﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾

[ سورة الانفطار : 7]

 يخاطب العقل ، فأنت كداعية ، كمرشد ، كمعلم ، كأستاذ ، كمدرس ، كأم ، كأب ، يجب أن تخاطب في أولادك عقولهم وقلوبهم ، أي لو تصورنا أن إنساناً قلد إنساناً مؤمناً هل ينجو ؟ الجواب : لا ، لأن العقيدة أخطر ما في الدين ، و هي لا تقبل تقليداً ولا ترديداً ، لا تقبل إلا بحثاً ودراسة ، الدليل :

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد:19 ]

 قد نستنبط أنه لا بد من أن تقتطع وقتاً من وقتك الثمين لمعرفة الله ، والآن الأشياء بين أيديكم العبد الفقير لي موقع في الأنترنيت يزوروه في اليوم مليون زائر ، يسحب منه في اليوم مليونا ملف ، تعرفونه هو : الحج غوغل ، اكتب اسمي فقط ، كل شيء فيه ، تفسير القرآن بكامله ، هناك مكان اسمه : تحميل كتب ، يوجد أربعة وستون كتاباً بكبسة زر يتحمل الكتاب كله ، كتاب الإعجاز ، كتاب الأسماء الحسنى ، يتحمل كله بكبسة زر ، لا يوجد وقت العلم متوافر كهذا الوقت .

 

إعجاز القرآن الكريم :

 مرة ثانية : كانت الأرض خمس قارات ، قارة بلد مدينة قرية بيت غرفة مكتب سطح مكتب ، الآن الارض كلها سطح مكتب ، انتفعوا من هذه الخاصة ، كنت مرة بمالبورن في أستراليا ، آخر مدينة في الأرض ، بينها وبين القطب الجنوبي مسافة قليلة ، يوجد فيها معهد شرعي ، فيها إذاعة إسلامية ، ماذا قال النبي الكريم ؟ قال : " يبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ".
 هذه بشارة النبي الكريم ، مثل بسيط ؛ السيارة المحرك فيها هو الشهوة - قوة دفع- والمقود هو العقل ، والطريق هو الشرع ، فبطولتك أن تستخدم المحرك كي تندفع المركبة ، وأن تحدد مسارها بالمقود ، وأنت تبقيها على الطريق المعبد ، هذا أول عمل .
 أنا بجامعة وأعتقد لأنني بجامعة هنا إذا تكلمنا عن قضية علمية تتحملون ذلك ، النظرية النسبية جاء بها أينشتاين ساد بها على أهل الأرض ، هل تصدقون أن هذه النظرية النسبية مدرجة ببضعة كلمات في القرآن الكريم ؟ شيء لا يصدق ، النظرية النسبية التي كشف بها أينشتاين سرعة الضوء المطلقة ، السرعة المطلقة في هذا الكون هي سرعة الضوء ، ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية ، هذا البحث عرض في مؤتمر الإعجاز السادس في موسكو ، حجمه يقدر بثمانين صفحة سوف أضغطه في دقيقة أو دقيقتين ، لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر، القمر يدور دورة حول الأرض كل شهر ، الأرض كرة والقمر كرة لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر ووصلنا بينهما بخط ، ما هذا الخط ؟ هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، ضرب اثنين القطر ، ضرب البي 3,14 هذا المحيط ، هذا في الشهر ، ضرب اثني عشر في السنة ، ضرب ألف في ألف سنة ، والله لا أبالغ الابن الصغير مع آلة حاسبة ومع ثلاثة معطيات يقول لك كم يقطع القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام ، معنا رقم كبير جداً لو قسمنا المسافة على الزمن تنتج معنا السرعة ، تقسيم ألف سرعة الدوران في السنة ، تقسيم ثلاثمئة وخمسة وستين في اليوم ، تقسيم أربع وعشرون في الساعة ، تقسيم ستين في الدقيقة ، تقسيم ستين في الثانية ، سرعة الضوء ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد ، الآية :

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾

[سورة الحج :47]

 هذه النظرية النسبية التي جاء بها أينشتاين ، أينشتاين كان عالماً كبيراً جداً ، وكان له سائق ، هذا السائق عندما زار أمريكا ألقى أينشتاين النظرية النسبية في خمس وثلاثين ولاية ، بقيي الولاية السادسة و الثلاثون ترجاه سائقه أن يلقيها عنه - السائق حفظها ذكي ذاكرته قوية- فسمح له فقدم أينشتاين السائق في المحاضرة ، فتحدث بها كلمة كلمة لم يغلط أبداً ، رفع برفيسور في الجامعة أصبعه وطرح عليه سؤالاً كبيراً جداً فقال له : سؤالك سخيف جداً ، والدليل أنا سأجعل السائق يجاوبك .

 

آيات الله في الكون تكوينية و قرآنية و كونية :

 أخواننا الكرام ؛ الآيات كونية خلقه ، الآيات التكوينية أفعاله ، لما ركبوا بالتيتانيك من بريطانيا إلى بوسطن ، وزعوا على الركاب نشرة ، النشرة يوجد فيها : إن القدر لا يستطيع إغراق هذه السفينة ، فغرقت في رحلتها الأولى والقصة معروفة عندكم ، قال بعض القساوسة : هذا درس بليغ من السماء إلى الأرض ، أرسلوا مركبة اسمها تشالينجر المتحدي بعد سبعين ثانية من إطلاقها أصبحت كتلة من اللهب ، فلذلك هذه أفعاله التكوينية ، له آيات كونية خلقه ، آيات تكوينية أفعاله ، وله آيات قرآنية كلامه ، في كلامة تتدبر :

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾

[ سورة النساء: 82 ]

 وبآياته التكوينية تنظر :

﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

[ سورة الأنعام : 11 ]

و في آياته الكونية تتفكر :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة آل عمران :190-191 ]

أركان الدين :

 في نهاية هذا اللقاء الطيب وأنا به سعيد جداً ورد هذا الأثر القدسي هذا الأثر عجيب يوجد فيه تقريباً أركان الدين كله :

(( ليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي – الإيمان بالله العظيم- وكفّ شهواته عن محارمي - الاستقامة- ولم يصر على معصيتي – التوبة- وأطعم الجائع - العمل الصالح- ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب ، كل ذلك لي - الإخلاص- وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نورا ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فابره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، ولا يتغير حالها))

[ أخرجه الديلمي عن حارثة بن وهب ]

 أرجو الله لكم أن يحفظ إيمانكم وأهلكم ومن يلوذ بكم وصحتكم واستقرار بلادكم ، وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان ، وأن يحقن دماءهم في الشام . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

خاتمة و توديع :

 جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور ، وأحب المجلس التمثيلي المنظم مع الأخوة أن يقدم لكم هدية رمزية يقدمها أخي أحمد نوح ثاني رئيس المجلس التمثيلي فليتفضل .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور