- (083) سورة المطففين
- /
- (083) سورة المطففين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
من يؤمن بالله يرفع قدره و ذكره :
أيها الأخوة الكرام ؛ لا زلنا في تفسير الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ومع سورة المطففين ، ووصلنا إلى قوله تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
ماذا تعني كلمة كلا ؟ عندنا لا ، وعندنا كلا ، لو أن إنساناً سألك : هل أنت جائع ؟ تقول : لا، لا سمح الله ولا قدر أنت إنسان محترم جداً وسألك : هل أنت سارق ؟ تقول له : لا فقط ؟ تقول له : كلا ، كلا أداة ردع ونفي ، فكأن الله عز وجل إذا قال : كلا يردعنا أن نكون من هؤلاء ، يردعنا أن نكيل بمكيالين ، يردعنا أن نقيس بمقياسين ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
أولاً : قال تعالى :
﴿ أُولَئِكَ عَلَى ﴾
على علو ، أنت إذا آمنت الله عز وجل يرفع قدرك ، يرفع ذكرك ، قال تعالى :
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
وهناك لفتة دقيقة جداً وهي مبشرة لنا ، كل خصائص الأنبياء للمؤمن منها نصيب بقدر إيمانه وإخلاصه ، لما ربنا عز وجل قال :
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾
وأي مؤمن يستقيم على أمر الله يرفع الله ذكره ، له مكانته ، في الدنيا جنة وفي الآخرة جنة ، إذاً الإنسان أعقد آلة في الكون ، ولهذه الآلة بالغة التعقيد صانع عظيم ، ولهذا الصانع العظيم تعليمات التشغيل والصيانة ، فانطلاقاً من حبك لذاتك ، من حبك لسلامتك ، من حبك لسلامة وجودك ، من حبك لكمال وجودك ، من حبك لاستمرار وجودك ينبغي أن تطيع الله ، من حبك لسلامة وجودك ، من حبك لكمال وجودك ، من حبك لاستمرار وجودك ينبغي أن تطيع الله.
العمل الصالح علة وجود الإنسان في الدنيا :
سلامة الوجود بالاستقامة ، الاستقامة سلبية يقول لك : أنا ما أكلت مالاً حراماً ، أنا ما اغتبت ، أنا ما غششت ، أنا ما عصيت ، كلها فيها ماءات ، هذه الاستقامة ، والاستقامة عين الكرامة ، لكن أنت معك مركبة عندك هدف كبير وعلى هذا الطريق عقبات ؛ صخور ، الاستقامة إزالة هذه الصخور ، كل معصية عقبة ، فالاستقامة أن تزيح هذه العقبات من الطريق إلى الله ، أما العمل الصالح فهو الحركة على هذا الطريق ، قال تعالى :
﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾
حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، علة وجودك في الدنيا العمل الصالح ، قال تعالى :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ﴾
العلة العمل الصالح ، والحجم العمل الصالح ، قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
كتاب الفجّار فيه كل أعمالهم إما كتابة أو صورة :
لذلك الإنسان له كتاب ، قال تعالى :
﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ ﴾
حدثني أخ كريم في بعض الدول المتقدمة علمياً قال : الإنسان عندما يرتكب ذنباً ويؤتى به ليعترف لا يعترف ، هناك من يعذبه حتى يعترف ، الآن هناك طريقة حديثة يعرضون عليه فيلماً بخطئه ، انتهى ، تقديم الصورة الناطقة الملونة أكبر دليل :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾
بعض البلاد تكلف التجار بدفتر حسابات ، هذا الدفتر مرقم ، وكل صفحة مختومة يكتب حساباته ، لا يستطيع أن يزيل صفحة ، كتاب مرقوم مرقم ، سحب صفحة مستحيل ، إلغاء صفحة مستحيل ، تمزيق صفحة مستحيل ، كتاب مرقوم ، هذا من الرقم ، مرقوم من الرقم، ومرقوم من رقم الصورة ، تعطى الصورة ، الآن مخالفات السير صورة سيارته والسرعة أو طريق ممنوع و هو يمشي فيه ، الصورة مسكتة ، لذلك قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
إياك أن تقيس بمقياسين لا في بيتك ، ولا في عملك ، ولا في أي نشاط آخر ، قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
أي هذا العمل قد يقود إلى السجن ، قد يقود إلى فقد الحرية ، قد يقود إلى الكآبة ، مرة سألوا إنساناً باستبيان : لمَ لا تخون زوجتك ؟ سؤال وزعوه على خمسة آلاف إنسان في بلاد بعيدة ، هناك أجوبة كثيرة بعض هذه الأجوبة : لا أستطيع ، تعمل معه مراقبة دائمة ، الجواب الآخر : لا أحتمل الشعور بالذنب ، هناك جواب أرقى : لا أحب الخيانة أساساً ، فهناك مستويات ، لذلك هذا الكتاب كتاب الفجار فيه كل أعمالهم إما كتابة أو صورة ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾
التشاؤم ليس من صفة المؤمنين :
بالمناسبة بالقرآن تأتي آيات كثيرة : وما أدراك ، وما يدريك ، قال العلماء : وما أدراك أي أن هذا الشيء لولا أن الله أخبرك به لا تعلمه ، لكن وما يدريك أراد الله بهذا الموضوع أن يكون من علم الغيب لا من علم الشهود ، لا يعلم الغيب إلا الله ، عالم الشهادة عالمنا ، عالم الغيب ، الغيب لا يعلمه إلا الله ، لذلك كل المنجمين والمشعوذين والدجالين :
(( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد))
((من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً))
فهناك أساليب حظك هذا الأسبوع من أي برج أنت ، هذا كله تحت قدمك يتناقض مع الإيمان ، وهذا التشاؤم ليس من صفة المؤمنين إطلاقاً ، يتشاءم من يوم معين ، من رقم معين ، هذا التشاؤم مرفوض كلياً ، لا يوجد إلا الله عز وجل .
رؤية الإنسان يوم القيامة شريط حياته و كل مخالفاته و نشاطاته :
إذاً :
﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾
صفحاته مرقمة لا تستطيع نزع صفحة منها ، أو المخالفة مع الصورة ، مرة سائق ارتكب مخالفة أقسم بكل شيء مُعظّم أنه ما كان في هذا الشارع ، قدموا له الصورة سيارته ورقمها والشارع ، فالإنسان يكون دقيقاً جداً ، حلف بدينه وبنبيه وحلف وحلف بعد ذلك أطلعوه على الصورة ، إذاً :
﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾
كأن الإنسان يوم القيامة يرى شريط حياته ، كل مخالفاته ، كل نشاطه ، هذا شيء مخيف جداً ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
هناك موقف لا أخلاقي سجل عليك ، كلام غير صحيح كتب عليك ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ﴾
كتاب الأعمال قد يقودهم إلى السجن ، أو يقودهم إلى الكآبة .
السعادة الكبرى التي تنتاب الإنسان بعد إيمانه بالله أنه اصطلح مع نفسه :
عندنا مرض خطير هو الكآبة ، حدثنا دكتور في الجامعة من كبار علماء النفس قال: نسب الكآبة في العالم الغربي مئة واثنان وخمسون بالمئة ، هذا رقم عجيب ، قال : مئة شخص معهم كآبة واثنان وخمسون معهم كآبتان ، الكآبة عقاب النفس لذاتها ، لأن هناك تطابقاً بين منهج الله وبين فطرة الإنسان والدليل قال تعالى :
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْه ﴾
أنت مبرمج ، مفطور ، مولف على طاعة الله ، فإذا خرجت عن طاعة الله تشعر بالكآبة ، لذلك السعادة الكبرى التي تنتاب الإنسان بعد إيمانه بالله أنه اصطلح مع نفسه .
الفرق بين الإثم و العدوان :
ثم قال تعالى :
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾
دققوا يا أخوان ؛ إذا كذب بيوم الدين كأنه أطلق لنفسه العنان ، قال تعالى :
﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾
عندنا عدوان وعندنا إثم ، ما هو الإثم ؟ معصية بينك وبين الله ، فاتك فرض صلاة ، أطلقت عينك بالحرام ، الإثم معصية بينك وبين الله ، والعدوان معصية تنال إنساناً آخر ، يوجد إثم لم تتكلم كلمة ولا حرفاً و لم تؤذ إنساناً فقط أهملت الصلاة ، أو أطلقت البصر فيما لا يجوز، هذا إثم ، العدوان أن تصل المعصية إلى إنسان ، تشتم إنساناً ، تضرب إنساناً ، لذلك الذين يكذبون بيوم الدين ما يكذب به إلا كل معتد أثيم ، لذلك قالوا : هناك ذنب يغفر ، وذنب لا يترك، وذنب لا يغفر ، أما الذنب الذي يغفر فما كان بينك وبين الله ، هذا أهون ذنب ، يا ربي لقد تبت إليك ، كأن الله يلقي في روعك : ويا عبدي أنا قبلت .
لكن بالمناسبة التوبة من الذنب المرة الثانية أصعب والثالثة أصعب وأصعب ، فكلما تكرر الذنب صعبت التوبة منه ، فأنا ماذا أقترح ؟ ادعم توبتك بصدقة ، ذنب تكرر أول مرة تبت بسهولة ، الثانية أصعب ادعم التوبة بصدقة ، وذنب لا يغفر هو الشرك بالله ، أنت في مرض وهذا المرض يحتاج إلى مستشفى ، أنت بحاجة إلى عمل جراحي ، تخدير ، جراح ، أما المكان الجميل فهو للإنسان الذي لا يشكو من شيء ، ذنب الشرك لا يغفر ، إلا أن يتوب منه قبل الموت ، أما إذا مات على الذنب فهذا الذنب لا يغفر ، قال تعالى :
﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾
التأويل والتفسير أحد مآخذ الإنسان الذي يصر على معصية الله :
أخواننا الكرام ؛ دائماً عند الإنسان عقل باطن ، عندما يكون مقيماً على معصية ومتعلقاً بها الآن يسفه قول الآخرين ، أو يسفه من يحدثه بهذا الكلام ، أو يعتقد خلاف ذلك ، أنت تعقدها الله قال : لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة ، ما نهانا عن الضعف الواحد ، أنا آكل ضعفاً واحداً ، يؤول كما يشتهي ، التأويل والتفسير أحد مآخذ الإنسان الذي يصر على معصية الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾
هذه تقاليد وعادات نحن تجاوزناها ، هذه حالة نفسية تصيب الإنسان الضعيف ، أنت أخلاقي لأنك ضعيف ، أنت ضعيف لأنك أخلاقي ، والله هذه الكلمة سمّ ، هذه الكلمات سمّ زعاف ، الإنسان يجب ألا يلقي السمع إلى الآخرين المتفلتين ، أحياناً قد تقنع ببعض الكلمات فتهبط عند الله عز وجل .
(( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا ، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ ))
العمل السيئ حجاب بين العبد و ربه :
﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
عمله السيئ جعل بينه وبين الله حجاباً ، والحجب كثيفة جداً ، والله هناك عقاب أنا لا أرى أصعب منه ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
الحجاب أكبر عقاب إلهي للمؤمن ، أي إذا أب محسن له أولاد ، قال لأحد أولاده : لا تكلمني ، اخرج ، الابن البار يموت من الألم ، فكلما ارتقى مقامك عند الله تتأثر بأقل عقوبة من الله ، العقوبة قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
مادام هناك خط ساخن مع الله ، ما دام هناك اتصال مع الله كل شيء يهون .
معصية الله تولّد خللاً نفسياً للإنسان :
قال تعالى :
﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾
دائماً يبخس من قيمة الدين ، يبخس من رجال الدين ، يبخس من الحق ، لأنه يتوازن، والأصح من ذلك الإنسان جبل على منهج الله ، أي شيء أمرك الله به أنت جبلت على محبته ، أي شيء نهاك عنه أنت جبلت على كراهيته ، هذا الأصل ، الدليل قال تعالى :
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْه ﴾
أنت هكذا برمجت ، فالإنسان إذا أكل مالاً حراماً شعر بكآبة ، إذا اعتدى على الآخرين شعر بكآبة ، هذه الكآبة متى تزول ؟ بالعودة إلى الله بالتوبة ، أما لو تطاولت على أهل العلم فيسمونه رد فعل غير صحيح ، أنت حاولت أن تستعيد توازنك النفسي ، يأتي التوازن من طاعة الله ، فلما عصيته اختل توازنك ، هناك شخص يرد على الوضع المرضي بالتوبة ، هذا ممتاز ، هناك إنسان يرد بالطعن برجال الدين ، سهل جداً أن تأخذ جزئية بالدين وتكبرها ، أن تفعلها وتهمل كل الجزئيات الأخرى ، فلذلك الإنسان عنده عقل باطن ، وعنده عقل واع ، الإنسان الذي يحاول أن يبرر لنفسه ، هذا يكون عنده حالة خلل نفسي يقوم بتسفيه الدعاة إلى الله ، أو رجال الدين، أو بتزيين المعصية ، قال تعالى :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾