- (083) سورة المطففين
- /
- (083) سورة المطففين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
الفوز العظيم أن ينجو الإنسان من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة معاً :
أيها الأخوة الكرام ؛ من سنن الله في كتابه أنه يصف أهل الجنة وأهل النار ، أنه يرغب ويحذر ، أنه يجمع بين الإيجابيات وبين السلبيات ، هذا يسمى توازناً ، أي هذا الداعية الذي يهتم فقط بعذاب النار ، بالحنش الأقرع بالقبر ، هذه المعلومات المخيفة إذا اكتفيت بها فلست حكيماً ، هناك جنة وهناك نار ، هناك نعيم وهناك عذاب ، فلا بد من التوازن ، فالذي يكتفي بالسلبيات في الدين يقع في خطأ كبير ، الله وصف أهل النار وبعد أهل النار أهل الجنة، هذا التنوع في الوصف يجعل في الإنسان توازناً ، اما إذا اكتفينا بالسلبيات ، إذا اكتفينا بالتحذير، إذا اكتفينا بأنواع العذابات التي تصيب الإنسان ، هذه الدعوة ليست موفقة ، أخذت جانباً سلبياً فلذلك الآن بعد أن حدثنا الله عن المؤمنين ، عن الأبرار في عليين ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون إن الأبرار لفي نعيم ، الآن دخلنا في الطرف الآخر ، الله عز وجل يقول :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون﴾
في الحقيقة الإنسان حينما يبتعد عن الله عز وجل كأنه مجرم في حق نفسه ، أنت مخلوق للسعادة :
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون﴾
والحقيقة الإنسان حينما يولد كل من حوله يضحك وهو يبكي وحده ، فإذا وافته المنية في الأعمّ الأغلب كل من حوله يبكي ، فإذا كان بطلاً يضحك وحده ، المؤمن إذا دنا أجله يرى مقامه في الجنة فيقول : لم أر شراً قط ، وغير المؤمن حينما يرى مكانه في النار يقول: لم أر خيراً قط ، كل متاعب الدنيا متاعب التكليف ، سمي التكليف تكليفاً لأنه ذو كلفة، يوجد غض بصر ، يوجد ضبط لسان ، يوجد استقامة على أمر الله ، يجب أن ترعى هذه الحواس الخمس ، هذا التكليف سمي التكليف تكليفاً لأنه ذو كلفة ، فيه جهد .
للتقريب إنسان يركب دراجة ، وصل إلى مفترق الطرق ، طريق هابطة وطريق صاعدة ، لراكب الدراجة الطريق الهابطة مريحة جداً ، لا يوجد جهد ، والطريق معبد ، ويوجد فيه رياحين وأزهار ، لكن هذا الطريق المريح المحبب ينتهي بحفرة ما لها من قرار ، فيها وحوش كاسرة ، مكتوب بأول الطريق ، وهناك منظار تحب أن تقرأ اقرأ ، تحب أن ترى معالم هذه الحفرة انظر في هذا المنظار ، ويوجد طريق صاعدة متعبة ، فيها أكمات ، فيها حفر ، لكن هذه الطريق الصاعدة تنتهي ببستان وحديقة غناء ، فيها ما تشتهيه الأنفس ، فالإنسان إذا حكّم حواسه وغرائزه يختار الطريق الهابطة ، أما إذا حكّم عقله فيختار الطريق الصاعدة ، إن عمل الجنة حزن بربوة ، وإن عمل النار سهل بسهوة ، يكفي أن تفعل ما تشاء ، أن تأكل ما تشاء ، أن تلتقي مع من تشاء ، أن تذهب إلى أي مكان تشاء ، هذا التسيب في الحركة يسبب عذاباً أليماً يوم القيامة ، فالبطولة أن تعرف الحق في الوقت المناسب ، لذلك ما خير بعده النار بخير - كلام سيدنا علي- وما شر بعده الجنة بشر ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ، أي أن تنجو من عذاب الدنيا والآخرة ذلك هو الفوز العظيم ، هذا الفوز العظيم أن تنجو من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة معاً .
أشدّ أنواع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه :
لذلك إن الذين أجرموا أي أجرم بحق نفسه طبعاً ، و هناك جريمة بحق الآخرين، لكن بالحقيقة أشدّ أنواع الظلم أن تظلم نفسك ، أن تظلم نفسك هذا أشدّ أنواع الظلم ، هي خلقت لجنة عرضها السموات والأرض دقق :
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُم﴾
خلقهم ليرحمهم ، خلقهم ليسعدهم :
﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان﴾
جنة في الدنيا ، وجنة في الآخرة ، حتى أن بعض كبار العلماء قال : ماذا يفعل أعدائي بي ؟ بستاني في صدري إن ابعدوني فإبعادي سياحة ، وإن حبسوني فحبسي خلوة ، وإن قتلوني فقلي شهادة و، النبي قال :
(( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لغير المؤمن ))
للتقريب إذا تصورنا حياة الإنسان خطاً بيانياً ، هذا الخط البياني صاعد ، كان طفلاً صغيراً كبر دخل المدراس ، نجح نال شهادة عليا ، تعين بوظيفة جيدة ، اشترى بيتاً ، تزوج ، صاعد صاعد صاعد ، يأتي الموت يصبح الخط من درجة عالية في الصعود إلى الحضيض بثانية واحدة ، مات ، فقد بيته ، فقد أولاده ، فقد أهله ، فقد زوجته ، فقد مكانته ، فقد ثروته ، فقد مركبته ، فقد نشاطاته في الدنيا المحببة إليه ؛ السياحة والسفر واللقاءات والولائم والدعوات ، فهذا خطه البياني صاعد والموت يجعل هذا الخط في الحضيض بثانية واحدة ، مات ، ليس البيت له ، ولا مركبته له ، وكل إمكاناته ، وكل نشاطاته ، وكل مكانته انتهت بالموت ، أي كلنا كل أمالنا ومكانتنا على قطر الشريان التاجي ، ميلي وثلث ، فإذا تضيق هذا الشريان التاجي دخل الإنسان في متاهة مع صحته ، متاهة كبيرة جداً ، هذا المؤمن له ترتيب آخر ، خطه البياني صاعد صعوداً مستمراً ، والموت نقطة على هذا الخط ، أما المجرم فهو مجرم بحق نفسه:
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾
دخل كبير ، مكانة اجتماعية ، بيت فخم ، مركبة فارهة ، نزهات ، لقاءات ، وحفلات :
﴿وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾
لكنهم ما أدخلوا الموت في حساباتهم ، ما أدخلوا أن ينتقل من هذا البيت الجميل إلى قبر ، من هذه المكانة الاجتماعية إلى قبر ، من هذه الثروة الطائلة إلى قبر ، من هذه المتع التي يعيشها إلى قبر ، القبر ينهي قوة القوي وضعف الضعيف ، غنى الغني وفقر الفقير ، وسامة الوسيم ودمامة الدميم ، ينهي كل شيء .
الإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه :
ما هي البطولة ؟ إنك أيها الإنسان في الحقيقة زمن ، إنك بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، أنت زمن ولأنك زمن أقسم الله لك بمطلق الزمن ، قال لك :
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر﴾
أنت خاسر لماذا يا رب ؟ قال : لأن مضي الزمن وحده يستهلكك ، من هنا قال :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُون﴾
اسمعوا لهذه الكلمة : العبرة لمن يضحك آخراً ، هناك من يضحك في أول حياته ، في إقبال الدنيا عليه ، هناك من يضحك قبيل وفاته حينما يرى مقامه في الجنة :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾
لا يفهم شيئاً في هذه الدنيا ، لا يعرف أن يعيش ، لا يستمتع ، محدود الأفق ، لم يفهم حقيقة متاع الدنيا :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾
من لم يكن على الحق فهو على الباطل :
أخواننا الكرام ؛ بالنهاية إن لم تكن على طريق الحق فأنت قطعاً على طريق الباطل:
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
أنت أمام طريقين صاعد وهابط ؛ كما ذكرت قبل قليل الطريق الصاعد يوجد جهد ، يوجد كلفة ، يوجد ضبط نفس ، يوجد ضبط لسان ، ضبط عين ، ضبط خواطر ، هذا الضبط ثمنه الجنة :
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾
الجنة جزاء ، ضبط نفسه ، ضبط دخله ، ضبط إنفاقه ، ضبط لقاءاته ، ضبط نزهاته ، ضبط حفلاته ، يوجد حفلات منضبطة بالشرع ، وحفلات غير منضبطة بالشرع :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾
فالعبرة لمن يضحك آخراً :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
أي إن الإنسان إذا لم يؤمن سيفسق قطعاً :
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا﴾
سعادة المؤمن الكبيرة أن الله وعده بالجنة :
هل تقبل أن الله يعامل المحسن كالمسيء ؟ مستحيل :
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ*دقق* سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾
أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً ؟
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾
مرة بلقاء إيماني قال لي شخص : المؤمن سعيد ؟ لا ، ليس سعيداً ، هكذا قال لي، في الحقيقة أنا استغربت السؤال ، قلت له : اشرح ؟ قال لي : المؤمن إذا كان هناك موجة حر يتحملها مثله مثل غير المؤمن ، إذا كان هناك غلاء أسعار يتحملها ، الحقيقة ألهمني الله جواباً دقيقاً جداً ، قلت له : إذا كان الإنسان فقيراً جداً جداً ، عنده ثمانية أولاد ، وبيته صغير ، وعليه دعوى إخلاء ، ودخله أقل من مصروفه بكثير ، يعاني ما يعاني ، قلت له : هذا الإنسان له عم يملك خمسمئة مليون ، ولا يوجد عنده أولاد ، ومات بحادث ، ما الذي حصل ؟ هذا الفقير فقر مدقع بثانية واحدة ، بثانية موت هذا العم الغني الكبير انتقل إليه خمسمئة مليون ، لكن إجراءات حصل الإرث ، ونقل الملكية ، تحتاج إلى وقت ، أي قبل سنة لا يستطيع أن يأخذ قرشاً ، امتلك خمسمئة مليون لكن يوجد إجراءات دقيقة جداً ومديدة طويلة ، لماذا هذا الإنسان الذي ورث خمسمئة مليون في السنة الأولى قبل أن يقبض درهماً واحداً هو أسعد الناس ؟ ما سبب سعادته؟ سبب سعادته أن الله وعده قال :
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ﴾
سبب سعادته أنه بعد حين سيأخذ هذا المبلغ :
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
ما الذي يمتص متاعبنا كلها ؟ وعد الله لنا بالجنة ، يكون الإنسان أحياناً بيته صغير لكنه موعود بالجنة ، دخله محدود موعود بالجنة ، عنده مشكلة بصحته موعود بالجنة ، فالمؤمن سبب سعادته الكبيرة أن الله وعده بالجنة :
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾
استهزاء الكفار بالمؤمنين :
قال هؤلاء - الطرف الآخر- :
﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين﴾
بيت ، و دخل كبير ، ومركبة فارهة ، ومكانة اجتماعية ، وتفوق في الدنيا ، وسيطرة على أشياء كثيرة :
﴿وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّون﴾
العبارات المتداولة : أفقه ضيق ، لا يرى الدنيا ، لا يرى مباهج الدنيا ، لا يستطيع أن يستمتع بالدنيا .
الفلاح الحقيقي أن ينجح الإنسان فيما خلق له :
﴿وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُون﴾
فما البطولة ؟ من يضحك آخراً لا من يضحك أولاً ، فالمؤمن تعرف إلى الله ، تعرف إليه من آياته الكونية ، بتفكره بآياته الكونية ، وبنظره إلى آياته التكوينية ، أفعاله ، وبتدبره بآياته القرآنية ، تعرف إليه ، واستقام على أمره ، وتقرب إليه بالعمل الصالح ، هذا المؤمن بالطريق الذي خلق من أجله ، هذا الإنسان الوحيد يسمى فالحاً ، والفلاح غير النجاح ، النجاح محدود ، قد تنجح في علاقتك بزوجتك ، قد تنجح مع أولادك ، قد تنجح في عملك ، أما هذا النجاح الجزئي فلا يسمى فلاحاً ، الفلاح الحقيقي أن تنجح فيما خلقت له ، خلقت للجنة أن تنجح في سلوكك طريق الجنة ، خلقت لجنة عرضها السموات والأرض أن تنجح في طاعة الله ، لذلك قال تعالى :
﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾