وضع داكن
29-03-2024
Logo
ومضات قرآنية - الحلقة : 15 - الصلاة عماد الدين.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

الصلاة عماد الدين :

 أيها الأخوة الكرام؛ الآية اليوم في برنامج:" ومضات قرآنية " هي قوله تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾

[ سورة البقرة :238]

 الحقيقة الدقيقة أن:

(( الصلاة عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين))

[ البيهقي في شعب الإيمان عن عمر]

 الحقيقة أن الصلاة هي العبادة التي لا تلغى بحال، الإنسان قد يفطر في رمضان إذا كان مريضاً، هناك عبادات كثيرة، هناك عذر شرعي في تركها أحياناً، إلا أن الصلاة هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال، لأن الدين في حقيقته اتصال بالله عز وجل، والآية الكريمة:

﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ﴾

[سورة مريم:31]

 وكأن الإنسان في حياته الدنيا له حركتان، حركة نحو خالقه إيماناً واعتقاداً وإقبالاً وإخلاصاً وصلة، وحركة نحو الخلق إحساناً، فأنت إذا عاملت الخلق بالإحسان صار الطريق سالكاً إلى الله عز وجل، من هنا جاء قوله تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ﴾

[ سورة البقرة :238]

 لذلك ورد في بعض الآثار القدسية أنه: " ليس كل مصلٍّ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وكفّ شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلماً، والظلمة نوراً، يدعوني فألبيه، يسألني فأعطيه، ويقسم عليّ فأبره، أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها، ولا يتغير حالها".
 الحقيقة الدقيقة أن هذا الأثر القدسي في تفاصيله، ليس كل مصلٍّ يصلي، إنما أتقبل الصلاة، الصلاة المقبولة، الصلاة التي يرضاها الله عز وجل، الصلاة التي ترقى بالإنسان، الصلاة التي تسعده، الصلاة المنجية، ليس كل مصلٍّ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، إذا تفكرت في خلق السموات والأرض، وعرفت عظمة الله عز وجل، عرفت من هو الآمر، يسهل عليك اتباع أمره، إذاً: ليس كل مصلٍّ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، الإيمان بالله العظيم.

 

من لم يستقم على أمر الله لن يقطف من ثمار الدين شيئاً :

 وكفّ شهواته عن محارمي، هذه الاستقامة، ما لم تستقم على أمر الله لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، هل يمكن أن أجمع التجارة كلها وهي أنواع لا تنتهي ومستويات لا تنتهي بكلمة واحدة؟ نعم، إنها الربح، فإن لم تربح فلست تاجراً، هل يمكن أن أضغط الدين كله في حالة واحدة؟ نعم، إنه الاتصال بالله عز وجل، إذاً: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، فكر في خلق السموات والأرض، فكر في الآيات الكونية والتكوينية والقرآنية، عرف الله فاتصل به .
 إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، الآن وكفّ شهواته عن محارمي، استقام، ما لم تستقم على أمر الله لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، الدين من دون استقامة قد يكون ثقافة، وقد يكون فولكلوراً، وقد يكون عادات وتقاليد، هناك مئات التسميات، يقول لك: خلفية إسلامية، أرضية إسلامية، اتجاه إسلامي، أقواس إسلامية، زخرفة إسلامية، الدين شيء آخر، ما لم تستقم على أمر الله لن تقطف من ثمار الدين شيئاً.
 إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وكفّ شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، التوبة، الإيمان بالله، الاستقامة، التوبة، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة.

من ذكر الله منحه الله الأمن و السكينة :

 إذاً: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وكفّ شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع- العمل الصالح- وكسا العريان، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلماً، والظلمة نوراً، لذلك قال تعالى:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[ سورة البقرة: 152]

 وهناك آية ثانية دقيقة جداً، الصلاة ذكر طبعاً، والدليل قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 هناك آية دقيقة جداً، قال تعالى:

﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾

[سورة العنكبوت : 45 ]

 إنكم إن أقمتم الصلاة ذكرتموني، ذكري لكم أكبر من ذكركم لي، أي أيها المصلي أنت حينما تذكر الله الله يذكرك، إن ذكرته أديت واجب العبودية، لكنه إذا ذكرك منحك الرضا، منحك الأمن، منحك الحياة الطيبة، منحك السكينة التي تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء.
 ليس كل مصلٍّ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وكفّ شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب، كل ذلك لي- الإخلاص- وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلماً، والظلمة نوراً، يدعوني فألبيه، و يسألني فأعطيه، ويقسم عليّ فأبره، أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها، ولا يتغير حالها.
 أرجو الله سبحانه وتعالى أن ننتفع بهذا الحديث القدسي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور