وضع داكن
25-04-2024
Logo
الدرس : 11 - سورة الأنفال - تفسير الآيات 30 - 35 ، مكر الله ردّ على كيد ومكر الكفار ـ ما دمنا نتبع سنة نبينا فلن يعذبنا ربنا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

 

اجتماع قريش في دار الندوة للتشاور في مصالحها:

أيها الأخوة الأكارم... لا زلنا في سورة الأنفال ومع الآية الثلاثين وهي قوله تعالى:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

اجتمعت قريش في دار الندوة للتآمر على النبي
أولاً بعد أن بيّن الله نعمه على المؤمنين، بيّن بعد ذلك نعمته الخاصة على رسوله الكريم، كيف أن قريش اجتمعت في دار الندوة، في الدار التي بناها قصي بن كلاب لتكون مكاناً للتشاور في مصالح قريش، وأن هؤلاء الصناديد صناديد الكفر اجتمعوا في دار الندوة، وتداولوا أمر النبي عليه الصلاة والسلام، واقترح بعضهم أن يوضع في غرفة، وأن يقيد، وأن تبقى فتحة لهذه الغرفة يلقى من خلالها بطعامه وشرابه إلى أن يموت، هذا اقتراح أحد صناديد قريش، لكن بعضهم قال لهم: إن قومه سوف يأتون، وسوف يحاربونكم، فهذا ليس برأي.
فاقترح آخر بأن يدفع بناقته إلى خارج هذه البلاد كلها، ويستراح منه، فقال قائل آخر: لعل ينقل هذه الرسالة إلى قوم آخرين، فيأتون بعد حين فيحاربونكم، لكن أحدهم وهو أخبثهم اقترح أن يؤخذ من كل قبيلة فتىً، ومعه سيف، فيشتركون جميعاً في قتل النبي عليه الصلاة والسلام حتى تضيع دماءه بين كل القبائل، وعندئذٍ ينتهي هذا الإنسان الذي أقلق عليهم مصالحهم في قريش ، هذا الرأي كان هو المعتمد، واعتمدوه كرأي صائب، أن توزع دماؤه بين كل القبائل فإن طلبوا دية دفعوها جميعاً واستراحوا منه.

 

إخبار الله عز وجل نبيه بما تآمر عليه أهل قريش :

مكرت قريش وتأمرت على قتل النبي ولكن كيدها كان ضعيفا
أيها الأخوة، ورد في السيرة بشكل خاص أن الله سبحانه وتعالى أخبر نبيه بما تآمر عليه أهل قريش، فالقصة معروفة أمسك قبضة من تراب، ورماها بهؤلاء الذين يحرسون بيته تمهيداً لقتله، فشاهد وجوههم، وخرج إلى بيت أبي بكر، ومن بيت أبي بكر إلى غار ثور الذي حصل أنه أبقى ابن عمه وقد أمره أن يرتدي برده ـ ثوبه ـ وأن يسجى على سريره، هم توهموا أن النبي في البيت، تابعوا حراسته تمهيداً لقتله، فلما دخلوا عليه ليقتلوه وجدوا علياً مكانه، أين محمد ؟ قال: لا أدري، سيدنا محمد كان قد ذهب إلى بيت أبي بكر، ومن بيت أبي بكر إلى غار ثور، تتبعوا الأثر وصلوا إلى غار ثور، رأوا العنكبوت في مدخل هذا الغار فقال قائلهم: مستحيل أن يكون في داخل هذا الغار، وخيوط العنكبوت قديمة ! فانصرفوا، وتابع النبي هجرته إلى المدينة المنورة، قال تعالى:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

المكر تدبير من ضعيف، تدبير محكم، تدبير غير معلن، تدبير سري.

 

المكر الذي نُسب إلى الذات العلية ليس مكراً لكنه مكر مشاكلة يرد الله به على كيد الآخرين:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ ﴾

ليجمد في غرفة، ويقيد، ويلقى إليه طعامه وشرابه إلى أن يموت، أو بضربة من سيوف عدة يضيع الدم فيها من كل القبائل.

﴿ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾

هذا المكر الذي نُسب إلى الذات العلية ليس مكراً، لكنه مكر كما يقولون علماء البلاغة مكر مشاكلة، الله لا يمكر، وليس من أسمائه أنه ماكر، لكن رد الله على مكرهم بتدبير أنقذ به نبيه،

﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

إله عظيم بيده كل شيء، بالتعبير المعاصر الخيارات لا تعد ولا تحصى، فإما أن ينصرك، أو أن يضعف خصمك، أو أن يوهم خصمك أنك قوي، أو أن يعتم عليك، الخيارات التي بيد الله عز وجل لهذا الإنسان لا تعد ولا تحصى، أحياناً يسمح لقومك أن يلقوك في النار.

﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

( سورة الأنبياء ).

المؤمن مع الله وعدوك وماله وقوته بيد الله
تصور إنساناً كان مع الله، عدوك بيده، القوي بيده، الصحة يده، المال بيده ، التفكير بيده، العقل بيده، إذا كنت مع الله فمن عليك ؟ إذا كان الله معك فمن عليك ؟ والله الآن قوى الشر، قوى البغي، قوى العدوان، أسلحة فتاكة، قنابل ذرية، أقمار صناعية، ثلاثون دولة حديثة، طائرات من أعلى مستوى تنطلق من البلاد البعيدة في آخر بلاد الدنيا، وتتجه إلى شرق الدنيا، وتقصف وتعود دون أن تحتاج إلى التزود بالوقود، طيران، وصواريخ، وقنابل نووية، وأقمار صناعية، ومراقبة دقيقة جداً، الأقمار تراقب الأرض.
مرة وقعت تحت يدي مجلة ألمانية، فإذا فيها تحقيق عن الأقمار الصناعية ، أن الأرض بأكملها صورة واحدة، كما ترونها في بعض الصور العلمية، الأرض بأكملها ترى من القمر الصناعي، على الأرض مربع صغير جداً كبرت الصورة فإذا أمريكا الشمالية، على هذه الخارطة مربع صغير جداً، كبرت الصورة الثانية، فإذا هي فلوريدا، على فلوريدا مربع صغير جداً كبرت الصورة الثالثة، فإذا هو ساحل في فلوريدا، عليه مربع صغير كبرت الصورة الرابعة، فإذا حقل أخضر مضطجع عليه شخص يقرأ كتاباً يمكن أن تقرأ عنوان الكتاب من القمر، وبيده ساعة، وإلى جانبه صحن فيه تفاحات ثلاث، هذه من القمر، أحياناً يقول لك ممنوع التصوير.

 

التقدم الذي أحرزه الغرب يفوق حدّ الخيال:

التقدم الذي أحرزه الغرب يفوق حدّ الخيال
التقدم الذي أحرزه الغرب يفوق حدّ الخيال، كل أقمارهم، وتجسسهم، وأسلحتهم، وقنابلهم، تارةً القنبلة الذكية، والقنبلة العنقودية، والقنبلة الانشطارية، والحارقة والخارقة ، وقنبلة الليزر، والشيء الحديث عن الوسائل الحديثة في التدمير يفوق حدّ الخيال، أي قصف قصر في العراق في غرفة النوم من إيطاليا، تصور صاروخاً يخرج من إيطاليا ليصل إلى غرفة النوم بالذات، تقدم الغرب مذهل.
الله عز وجل قال:

 

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

 

( سورة إبراهيم ).

بربكم هل بإمكان دول الأرض مجتمعة أن تنقل هذا الجبل الصغير المتواضع جبل قاسيون إلى درعا، دول الأرض مجتمعة، الله عز وجل أثبت في القرآن الكريم أن مكرهم يزيل الجبال،

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

 

من كان مع الله ربح الدنيا و الآخرة معاً:

لكنك إذا كنت مع الله كنت أقوى منهم، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ دليل، يقول الله عز وجل ـ صدقوا ولا أبالغ هذه الآية تحل بها مشكلات العالم الإسلامي بأكمله ـ:

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾

( سورة آل عمران الآية: 120 ).

بحاملات طائراتهم، حاملة الطائرات مدينة، بطوابق، مئة طائرة مخزنة في جوف الحاملة، مدينة بأكملها، ثمنها يقترب من ثمن مدينة، حاملات الطائرات، والصواريخ العابرة للقارات، والأقمار الصناعية، والأموال الطائلة، والدول الحليفة،

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾

لأنك مع الله، وهم في قبضته، من هو العاقل ؟ من هو الذكي ؟ من هو الموفق ؟ من هو السعيد ؟ من هو الذي حقق الهدف من وجودك ؟ من هو الذي ربح الدنيا والآخرة معاً ؟ المؤمن، لأنه كان مع الله.
كن مـع الله تر الله معك واترك الكل وحاذر طمـعك

وإذا أعطاك من يمنــعه ثم من يعطـي إذا ما منعك
* * *

الله عز وجل لا يمكر لكنه يكيد كرد على كيد الكفار ويدبر تدبيراً حكيماً لينتقم منهم:

الآية الكريمة:

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾

الله لا يمكر، لكن هذا مكر مشاكلة.
الله لا يمكر ولكنه يكيد كرد على كيد الكفار لينتقم منهم
للتوضيح: سُئل أحدهم أنطبخ لك طعاماً ؟ هو بحاجة إلى ثياب، قال: اطبخوا لي جبة وقميصاً، قالوا: أنطبخ ؟ قال: اطبخوا لي جبة وقميصا، هذا اسمه باللغة مشاكلة.
فالله عز وجل لا يمكر، وليس ماكراً، وليس من أسمائه أنه ماكر، ولا يكيد وليس كائداً، وليس من أسمائه أنه كائد، لكنه يكيد كرد على كيد الكفار، أي يدبر تدبيراً حكيماً، يقمعهم، وينتقم منهم، ويكف أذاهم عن المؤمنين،

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

أيها الأخوة، التاريخ بين أيديكم، هؤلاء القرشيون، الأقوياء، الأغنياء، الصناديد الشجعان، قمم المجتمع القرشي، هؤلاء عارضوا النبي عليه الصلاة والسلام، وكذبوه، وائتمروا على قتله، أو على حبسه، أو على إخراجه، أين هم الآن ؟ هم الآن في مزبلة التاريخ وأين هؤلاء الصحابة الصغار، الشباب، الضعاف ؟ هم في لوحة الشرف، تقف أمام سيدنا الصديق، تسلم عليه، تقف أمام سيدنا عمر في مقامه في المدينة تسلم عليه، تقف أمامهما بأدب جم، هؤلاء الذين نصروا النبي، رفع الله ذكرهم.

 

كل صفة يتصف بها النبي الكريم لكل مؤمن منها نصيب:

بالمناسبة: قال تعالى:

﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

( سورة الشرح ).

كل صفة يتصف بها النبي الكريم لكل مؤمن منها نصيب
وكل صفة يتصف بها النبي لكل مؤمن منها نصيب، وأنا أقول لكم جميعاً: لا يوجد إنسان من الأخوة الكرام الحاضرين إذا أخلص لله، وأقبل عليه، واستقام على أمره، واصطلح معه، لا بد من أن يرفع الله له ذكره، ويعلي قدره، هذا أبداً قانون.
" يا سعد ! لا يغرنك أنه قد قيل خال رسول، فالخلق كلهم عند الله سواسية ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعتهم له ".

 

الناس على اختلاف مللهم و نحلهم و انتماءاتهم لا يزيدون عن رجلين:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾

( سورة الحجرات الآية: 13 ).

هذه الحقيقة، هذا كلام مطمئن، نحن جميعاً على اختلاف مللنا، ونحلنا ، وانتماءاتنا، وأعراقنا، وأنسابنا، ومذاهبنا، وطوائفناالناس على اختلاف مللهم شخصين شخص عرف الله وآخر غفل عن الله
أضف إلى هذه المصطلحات ما شئت ، نحن عند الله أحد رجلين، رجل عرف الله، وانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم، وسعد في الدنيا والآخرة، و رجل آخر غفل عن الله، وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة، ولن تجد نموذجاً ثالثاً.

1 ـ رجل عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا والآخرة:

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

( سورة الليل ).

صدق أنه مخلوق للجنة فاتقى أن يعصي الله و بنى حياته على العطاء.

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) ﴾

( سورة الليل ).

2 ـ و رجل غفل عن الله فتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فهلك في الدنيا والآخرة:

كل التقسميات في العالم أكرمها عند الله أتقاها

 

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾

 

( سورة الليل ).

كذب بالآخرة، آمن بالدنيا، استغنى عن طاعة الله، بنى حياته على الأخذ.

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾

( سورة الليل ).

هذان النموذجان في حياة أهل الأرض، ولن تجد نموذجاً ثالثاً، وكل التقسيمات الأرضية دول الشمال، دول الجنوب، العرق الملون، العرق الأبيض، العرق الأصفر ، الشعوب السامية، دول متخلفة، دول نامية، دول متقدمة، دول صناعية، كل هذه التقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان،

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾

والله هذه الآية يجب أن يضعها الإنسان في أي مكان في بيته،

﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾

الأحمق هو الإنسان الذي يريد أن يلغي الدين و يقف في خندق يعادي الحق من خلاله:

أيها الأخوة،

﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾

ماذا أقول لكم ؟ مرة ضربت هذا المثل: هذا الرسام الدنمركي الذي رأى بسذاجة وغباء بلا حدود أنه إذا شوه صورة النبي تهتز مكانته في العالم الإسلامي، أنا خطر في بالي مثل أنه بسذاجة عجيبة كمن أراد إطفاء الشمس ببصقة من فمه، فتوجه نحوها، وأطلق بصقة من كل عزمه فانطلقت مسافة تقدر بثلاثين سنتمتراً ثم عادت إلى وجهه، وبين وجهه والشمس مئة وستة وخمسين مليون كم، والشمس لسان اللهب منها يزيد عن مليون كم، وحجم الشمس يزيد عن حجم الأرض بأكملها بمليون وثلاثمئة ألف مرة، وحرارة الشمس في وسطها عشرون مليون درجة، فهذا الإنسان الساذج أراد إطفاء الشمس، والدليل هناك آية قرآنية:
الأحمق هو الإنسان الذي يريد أن يلغي الدين ويعادي الحق

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾

( سورة التوبة الآية: 32 ).

الأحمق هو الإنسان الذي يريد أن يلغي الدين، ليس هناك أحمق منه.
كنت مرة في قصر كبير جداً في بلد إسلامي، قصر مذهل، قاعة الاستقبال مساحتها تقدر بألفي متر مربع، مزينة باثنين طن من الذهب، من أجمل قصور العالم، وجدت الساعة ثابتة على التاسعة وخمس دقائق، سألت عن هذه الساعة لماذا لا تعمل ؟ قال: هي ثبتت يوم وفاة صاحب القصر، هذا الطاغية، من أراد إلغاء الإسلام كلياً، منع الثياب الإسلامية، منع الحرف العربية، أراد أن يجعل من بلده بلداً غربياً إباحياً، ذكرت كلمة ترنمت لها، قلت: كم إنسان جاء إلى الأرض أراد إلغاء الإسلام يموت والإسلام باق، والآن من فضل الله هذا البلد يتحرك نحو الإسلام حركة رائعة.

﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾

أحمق إنسان، أغبى إنسان من وقف في خندق يعادي الحق من خلاله.

 

الله جلّ جلاله مع الحق دائماً:

الله جل جلاله مع الحق دائماً
هل تعلم من مع الحق ؟ الله جلّ جلاله، الآية الكريمة:

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾

( سورة التحريم ).

من أجل فتاتين، امرأتين، السيدة عائشة، والسيدة حفصة.

 

﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾

( سورة التحريم ).

معنى الآية، أي إذا فكرت أن تقف في خندق معادٍ للحق، هل تعلم من هو الطرف الآخر ؟.

 

 

من آمن بعد فوات الأوان خسر الدنيا و الآخرة:

 

أيها الأخوة:

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾

( سورة الأنفال ).

من آمن بعد فوات الأوان خسر الدنيا و الآخرة
تأتي لإنسان بدليل قوي، بآية كونية، بآية قرآنية رائعة، بإشارة دقيقة جداً، بدليل ناصع، يقول لك، هذا شيء أعرفه، دائماً الطرف الآخر الغير مؤمن يسخر، يستهزئ، لكنه يكتشف بعد فوات الأوان أنه كان يستهزئ بالحقيقة العظمى في الكون.
فرعون هو أكفر كفار الأرض قال:

 

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

( سورة القصص الآية: 38 ).

فرعون الذي قال:

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

( سورة النازعات ).

فرعون وهو يغرق قال:

 

﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

( سورة يونس الآية: 90 ).

متى آمن ؟ بعد فوات الأوان.

 

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط:

لذلك أيها الأخوة، استمعوا لهذه الحقيقة: أنت مخير، ولك ملايين الخيارات في أي شيء خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط
عُرض عليه بيت رفضته، صغير، وغير مشمس، وسعره مرتفع، فتاة للزواج لم يعجبك شكلها، ولا من حولها، فرفضت الزواج، لك أن ترفض مليون موضوع، إلا أنك إذا رفضت الإيمان تحتقر نفسك.

﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾

( سورة البقرة الآية: 130 ).

وخيارك مع الإيمان خيار وقت فقط، لأنه لا بدّ من أن تؤمن بعد فوات الأوان، ولا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً.

 

﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾

( سورة يونس ).

فكل البطولة أن تؤمن قبل فوات الأوان، أن تؤمن وأنت صحيح.

 

الحياة و الصحة والحرية نعم ينبغي أن نستفيد منها في أمر ديننا لأنها لا تقدر بثمن:

ذكرت لكم كثيراً أن بعض الشيوخ يأخذون أخوانهم صبيحة يوم العيد إلى المقابر ليعرفوا قيمة الحياة، أنت حي بإمكانك أن تتوب، بإمكانك أن تنفق المال، بإمكانك أن تلتمس ممن ظلمته عذراً، بإمكانك أن تؤدي ما عليك من واجبات، نعمة الحياة لا تعدلها نعمة، فإذا جاء الأجل خُتم العمل، وأُغلق باب التوبة، فأنت حي، هذه أول نعمة.
وفي اليوم التالي يأخذهم إلى المستشفيات ليعرفوا قيمة الصحة، هناك تشمع كبد، و فشل كلوي، و خثرة بالدماغ، و شلل، هناك أمراض تهز الجبال، أنت معافى، الأجهزة سليمة، الحواس سليمة، صحتك طيبة، هذه نعمة لا تعدلها نعمة.
الحياة والصحة والحرية والمال نعم لا تقدر بثمن
في اليوم الثالث إلى السجون ليعرفوا نعمة الحرية، أنت حر، لست معتقلاً، معتقل والحكم عشر سنوات، اليوم لا يمضى معه، كيف ؟! أول أسبوع، ثاني أسبوع، ثالث أسبوع ، رابع أسبوع، تمضي سنة يشعرها دهراً، أين العشر سنوات ؟ فنعمة الحياة، ونعمة الصحة ونعمة الحرية، هذه نعم ينبغي أن نستفيد منها في أمر ديننا.
لذلك قال تعالى:

﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾

( سورة التكاثر ).

نعمة الصحة، نعمة الأمن، نعمة الفراغ، نعمة المال، معك مال، عندك وقت فراغ لِمَ لم تطلب العلم ؟ عندك نعمة الأمن، لِمَ لم تبادر إلى أعمال صالحة ؟.
لذلك من أدق الأحاديث الشريفة:

(( اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فقرك )).

[أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عباس ].

 

الأحمق من يعاند الخالق و يتحداه:

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا ﴾

الآيات الباهرة، الآيات الكونية، الآيات القرآنية التكوينية.

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا ﴾

يقول لك : هذا شيء معروف.

﴿ لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾

أي القصص الخيالية الخرافية، التي سُطرت في كتب الأولين هذه مثلها

﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾

الأحمق من يعاند الخالق و يتحداه
بل بلغ عنادهم وتحديهم وكفرهم مبلغاً عجيباً:

 

﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

( سورة الأنفال ).

إن كانت بعثة النبي حقاً ليعذبنا ربك.

 

﴿ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾

( سورة الفيل ).

﴿ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

الإنسان متى يتحدى الخالق ؟ يكون أحمقاً، و حمقه لا حدود له.
أيها الأخوة، المؤمن أديب مع الله، أديب أدباً جماً، المؤمن مفتقر إلى فضل الله، المؤمن تعيش معه ثلاثين سنة لا يتكلم كلمة واحدة لا ترضي الله عز وجل، أدبه، وسمته الحسن، وتواضعه، كلنا جميعاً نقول هذا، الله جل جلاله، جل وعز، عز وجل، هكذا المؤمن يعظم الله عز وجل.

 

لابدّ من اجتماع التعظيم و المحبة و الخوف من الله سبحانه و تعالى في قلب المؤمن:

النقطة الدقيقة جداً:

﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

( سورة الحاقة ).

لابدّ من اجتماع التعظيم والمحبة والخوف من الله في قلب المؤمن
بالله ! إبليس آمن بالله، قال:

 

﴿ فَبِعِزَّتِكَ ﴾

( سورة ص الآية: 82 ).

﴿ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾

( سورة الأعراف ).

﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

( سورة الحاقة ).


ما لم تؤمن بالله.

(( يا رب أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك ؟ قال: أحب عبادي إليّ تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني، وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي قال: يا رب إنك تعلم أني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك ؟ قال: ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي ـ ذكرهم بآلائي كي يعظموني، وبنعمائي كي يحبوني، وببلائي كي يخافوني ـ )).

[من الدر المنثور عن ابن عباس ].

إذاً لا بدّ من أن يجتمع في قلب المؤمن تعظيم لله من خلال التفكر في آيات الله الكونية، ولا بدّ من أن يكون في قلب المؤمن محبة لله بسبب نعمه التي لا تنتهي، ولا بدّ من أن يكون في قلب المؤمن خوف من الله من خلال البلاء الذي لا ينتهي، تعظيم، محبة، وخوف.

 

تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعلنا في مأمن من عذاب الله تعالى :

ثم يقول الله عز وجل:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

 

( سورة الأنفال ).

ما دامت سنة الرسول مطبقة في حياتنا فنحن في مأمن من عذاب الله
الحقيقة الآية في حياة النبي واضحة جداً، ليس من المنطق، وليس من المألوف أن النبي بين ظهراني أمته و يأتي العذاب الماحق، هم في بحبوحة أن النبي بينهم، لكن بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى، ما معنى الآية ؟ دقق في المعنى الدقيق هو في الجواب للعالم الإسلامي لماذا يعذب المسلمين ؟ لماذا تحتل أراضيهم ؟ لماذا تنهب ثرواتهم ؟ لماذا يقتل أبناءهم ؟ من الخمسينات إلى الآن كل سنتين أو ثلاثة هناك حرب، أبداً، خمس دول إسلامية محتلة، الثروات نهبت، الأموال نهبت، مواقع، قواعد، لماذا يا رب ؟! قال الله تعالى:

 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

من أدق معاني هذه الآية، يا محمد ما دامت سنتك مطبقة في حياتهم، هم في مأمن من عذاب الله، أي مستحيل، وألف ألف ألف مستحيل أن نُعذب ونحن نُطبق سنة رسول الله، مستحيل !.

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾

هذه "وما كان الله " أشد أنواع النفي في اللغة، هذا اسمه نفي الشأن، قل لواحد: هل أنت جائع ؟ يقول لك: لا، قل له: هل أنت سارق ؟ هذا وضع ثان، ليس معقولاً أن يقول لك: لا، يقول لك: ما كان لي أن أسرق، بعض النحاة عدوا أكثر من عشرين فعلاً ينفى بهذه الصيغة، لا أسرق، ولا أرغب، ولا أتمنى، ولا أقبل، ولا أبارك، ولا أرضى، ولا أدعم، مستحيل ! ما كان لي أن أسرق، هذا أشد أنواع النفي، والله عز وجل يقول:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ﴾

أي مستحيل وألف ألف مستحيل أن يعذب المسلمون ومنهج النبي مطبق في حياتهم، يوجد مساجد ؟ نعم، صلوات ؟ نعم، آذان ؟ نعم، حج ؟ نعم، أما التعامل اليومي، يا ترى في الأسواق هل منهج الله عز وجل مطبق ؟ هل هناك أيمان كاذبة ؟ هل هناك بضاعة محرمة ؟ هل هناك معاص و آثام ؟ هل هناك مواد محرمة ؟ هل هناك طريقة محرمة أو ربا ؟

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

هذا تفسير لما هم عليه المسلمون اليوم، لو أنهم طبقوا منهج رسول الله يستحيل أن يعذبوا.

لن تُعذب بإحدى حالتين ؛ تطبيق منهج رسول الله أو الاستغفار:

 

تطبيق سنة الرسول والاستغفار يمنع عنا العذاب

 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

معنى ذلك نحن في مأمنين، أو في بحبوحتين، لا يمكن أن نُعذب ومنهج النبي مطبق في حياتنا، في التفاصيل، في البيع، في الشراء، في الحفلات، في الفرح، في الترح، في السفر، في الحضر، في الإقامة، في الدراسة، في المعالجة، في الطب، في الولائم.

 

 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

لا تُعذب بإحدى حالتين، إن كنت مطبقاً لمنهج رسول الله، أو استغفرت.

 

﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

( سورة الأنفال ).

حينما تدفع المسلمين ليهاجروا الحبشة، أو ليهاجروا إلى المدينة، أنت ماذا فعلت ؟ صددتهم عن بيت الله الحرام.

﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

الدين الإسلامي دين محفوظ من الخالق سبحانه و بقية الأديان عبادتهم رقص وغناء:

والله حضرت مؤتمراً في واشنطن للأديان، المؤتمر فيه ممثلون من ثماني عشر ديناً، أديان سماوية وغير سماوية، إلا أن هذا المؤتمر له طريقة خاصة، ليس فيه إلقاء كلمات أبداً، فيه العبادات، كل دين له ثماني دقائق ليظهر عباداته، أُقسم لكم بالله عدا الدين الإسلامي الذي قام طبيب قرأ صفحة من آل عمران، وقام إنسان آخر فسرها بثماني دقائق الدين الإسلامي دين محفوظ من الخالق
طبعاً الصفحة اختاروها بعناية فائقة، وكان تفسيراً جيداً جداً، وبدأت فقرة المسلمين بأداء إسلامي، وبكينا جميعاً، وقالوا في التقديم لهذا الأذان: يرجى عدم التصفيق لأن هذا الأذان من عبادة المسلمين، وهو دعوة إلى الصلاة، والله الذي لا إله إلا هو، وبقية الأديان عباداتهم كلها رقص، وغناء، وموسيقا، ذكرني هذا بالآية الكريمة:

﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾

( سورة الأنفال ).

المكاء هو الصفير، والتصدية هي التصفيق

﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾

عدا الدين الإسلامي الذي بدأ بأذان، وقرأت صفحة من القرآن، وفُسرت هذه الصفحة، وما سوى هذا الدين، ما كانت العبادات إلا غناء ورقصاً وموسيقا.

﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾

المكاء هو الصفير، والتصدية هي التصفيق،

﴿ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور