وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 24 - سورة الأنفال - تفسير الآيتان 65 - 66 ، القوة سلاح للمؤمن
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الله عز وجل لم يخاطب النبي باسمه إطلاقاً إنما خاطبه بمرتبته النبوية:

أيها الأخوة الكرام... مع الدرس الرابع والعشرين من دروس سورة الأنفال، ومع الآية الخامسة والستين وهي قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

الله عز وجل يخاطب النبي الكريم بمرتبته النبوية
أيها الأخوة الكرام، الله عز وجل لم يخاطب النبي باسمه إطلاقاً كما خاطب بقية الأنبياء:

﴿ يَا يَحْيَى ﴾

( سورة مريم الآية: 12 )

﴿ يَا عِيسَى ﴾

( سورة آل عمران الآية: 55 )

﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾

( سورة هود الآية: 76 )

لكن خاطبه بمرتبته النبوية،

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾

وأحياناً:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ﴾

( سورة المائدة الآية: 41 )

فالأمر إذا كان متعلقاً بالدعوة

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ﴾

الرسالة منصب دعوي، وإذا كان الأمر متعلقاً بأمر الله عز وجل

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾

هنا

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

معنى حرض أي حث، حثهم على القتال، أو حرض أي أَثِرْ حماستهم، أو أغرهم بالقتال، أي قتال هذا ؟.

 

خطاب الله عز وجل يتجه تارة إلى قلب الإنسان و تارة إلى عقله و تارة إليهما معاً:

أخواننا الكرام، الإنسان عقل وقلب، من أجل أن تحدث فيه قناعة ينبغي أن تخاطبه بالعلم، ومن أجل أن تحدث عنده موقفاً ينبغي أن تخاطب قلبه، فالإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، فالخطاب تارة يتجه إلى العقل، وتارة يتجه إلى القلب، وقد يتجه إلى العقل والقلب معاً.

 

image

الإنسان عقل يدرك وقلب يحب

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾

( سورة الانفطار )

الحق عند المؤمنين ما جاء به الوحي السماوي
يخاطب القلب.

 

﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾

( سورة الانفطار )

يخاطب العقل، فالله سبحانه وتعالى يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يحرض المؤمنين على القتال، لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق النفوس، وهو الذي يعلم حقيقتها، فالإنسان من دون ردع ينحرف، الردع أي الحق يحتاج إلى قوة، إلا أن الحق عند الآخر هو أن تكون قوياً، أما عند المؤمنين الحق ما جاء به الوحي السماوي، والحق الذي جاء به الوحي السماوي يحتاج إلى قوة، فرق كبير بين أن تعد أن الحق هو القوة ـ ومنطق هذا العصر إذا كنت قوياً فأنت على حق، الحق أن تكون قوياً ـ وأن تفرض ثقافتك على الآخر لأنك قوي.

 

 

 

الباطل إن لم نقف أمامه تتسع دوائره ويضيق على الحق دوائره:

حينما تعيش البشرية أن القوي ـ أي قوي ـ هو صاحب الحق، وأن الضعيف هو المخطئ، عندئذٍ البشرية تسير في طريق الهاوية علينا أن نقف في وجه الباطل كي لا يتمدد ويسيطر
فالقوي يحتل البلاد، ينهب الثروات، يقتل الشباب، قد يقتل مليوناً، ويعيق مليوناً، ويشرد خمسة ملايين من أجل الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، ما من عصر انتهكت فيه حقوق الإنسان كهذا العصر، تحت مسميات فارغة، تحت طروحات باطلة، فالمسلم مادام ضعيفاً لا يستطيع أن يغير شيئاً، يوم يذوب قلب المسلم في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير، إن سكت استباحوه، وإن تكلم قتلوه.

 

 

(( تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ثم يأتي أخي عيسى فيملؤها قسطً وعدلاً ))

[ ابن ماجه عن عبد الله بلفظ قريب منه ]

فالباطل إن لم تقف أمامه، إن لم تشعره أنك قوي، تتسع دوائره، ويضيق على الحق دوائره، وهذا ما يجري في العالم.
مثلاً: فتاة في أمريكا ارتدت ثياب السحاقيات، والسحاق ؛ شذوذ بين الإناث، محرم قطعاً في الشرائع الإلهية، وفي القوانين الأرضية، فتاة في نيويورك بمدرسة ثانوية ارتدت هذه الثياب، يبدو أن المدير على بقية مروءة، ففصلها، أقام أبوها دعوى على المدير وربح الدعوى وكلفه بمبلغ كبير، لأنه اعتدى على حرية الفتاة، واضح ؟ هذا في نيويورك.
في باريس فتاة وضعت على رأسها خرقة تنفيذاً لدين يدين به ربع سكان الأرض قامت الدنيا ولم تقعد، لا يوجد منطق أبداً.
طائرة سقطت في لوكردي، دُفعت دية كل راكب خمسمئة مليون بالليرة السورية، مجموع الركاب ملياران وسبعمئة مليون دولار، مئات القتلى يموتون كل يوم عندنا ولا شيء !.

 

الحق قوة و الباطل ضعف:

لذلك الحق إذا كان ضعيفاً، فهناك التطاول، والاحتلال، ونهب الثروات، وسحق المنجزات، وتدمير كل شيء، هذا الذي يجري في البلاد الإسلامية، خمس دول إسلامية محتلة هناك دولة تملك أكبر احتياطي نفط في العالم، 450 مليار برميل، وهذا البلد أرخص بلد في العالم بتكلفة استخراج البرميل، خمسة و ثمانون سنتاً، في بلاد أخرى ثمانية دولارات و نصف كلفة استخراج البرميل

image

الباطل يتطاول على الحق إن كان الحق ضعيفاً

ثروات طائلة، بلاد شاسعة، مركز جغرافي مذهل، فالحق ضعيف، الأقوياء يحتلون، ويسفكون الدماء، وينهبون الثروات لأن الحق ضعيف، يجب أن يكون الحق قوياً، لكن إن كنت قوياً ليس معنى هذا أنك على حق، أما عندهم ما دمت قوياً فأنا على حق، مايك مترايت، ما دمت أنت قوي فأنت على حق.

 

من لم يكن متفوقاً في دنياه فلن يحترم دينه:

لذلك:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

الله عز وجل يدعونا لنكون أقوياء ليحترم ديننا
استعد للمواجهة، دولة أحياناً تكون نووية، قد تقضي خمسين عاماً قادمة، ومئة عام قادمة، ولا تحتاج أن تستخدم هذا السلاح، لكنها لأنها دولة نووية مرهوبة الجانب، هذا المعنى، لذلك قال تعالى:

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )

لماذا ؟

 

﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )

الإرهاب هنا من أجل ألا يكون الإرهاب على المسلمين.
أيها الأخوة، هذا معنى قول الله عز وجل

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

سويسرا بلد في أوربا، كل مواطن فيها هو عنصر في الجيش، سلاحه عنده وبأي إشارة يصبح الشعب كله مسلحاً، مع أن سويسرا بلد مسالم، ما دخلت الحرب العالمية الثانية، لماذا يكون هذا المجتمع مرهوب الجانب ؟ إذا كان قوياً، كأن الآية تقول: أيها المؤمنون كونوا أقوياء، لأن وحي السماء يحتاج إلى قوة، دعك من القوة العسكرية، أنت كطالب إذا تفوقت لك قيمة في الجامعة، وعند أهلك، ومع من حولك، التفوق في الدراسة قوة، التفوق في التجارة قوة، في الصناعة قوة، التفوق مطلوب، أقول لكم هذا الرأي وأنا واثق من صوابه: ما لم تكن متفوقاً في دنياك لا يحترم دينك.

 

إعداد القوة التي أمر الله بها موجهة إلى أعداء الله وإلى من أنكر أحقية هذا الدين:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

أي استعد،

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

القوة مطلقة، الخيل في عهد النبي هو القوة، بعد حين المنجنيق هو القوة، المدرعات هي القوة، الآن الطائرات هي القوة، قد تدمر الطائرات البنية التحتية لبلد ما تدميراً كاملاً، فما لم يكن لك سلاح جو قوي لن تستطيع أن تحمي منشآتك، كأن الله عز وجل ما أراد المؤمنين أن يكونوا ضعافاً أرادهم أن يكونوا أقوياء.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

قتال من ؟ قال:

 

﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾

image

قوة الحق يجب أن توجه إلى أعداء الله عز وجل

منطلق دفاعي، وليس هجومياً.

 

﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾

( سورة البقرة )

هناك دول الآن كبيرة جداً، لم تدخل حرباً من الخمسينات، لكنها مرهوبة الجانب، لا يفكر أحد في الاعتداء عليها.
شيء آخر:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

هذا الجهاد البنائي

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ ـ من ؟ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾

هذه القوة موجهة إلى أعداء الله، إلى من أنكر أحقية هذا الدين، من أنكر الدار الآخرة، من عاش لشهواته، من أراد إفساد الخلق.

 

القراءات في القرآن الكريم:

1 ـ قراءة البحث و الإيمان:


أساساً أيها الأخوة الله عز وجل حينما قال:

 

على المؤمن أن يتفكر في خلق السماوات والأرض

 

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾

 

( سورة العلق )

هذه قراءة البحث والإيمان.

2 ـ قراءة الشكر و العرفان:

﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾

( سورة العلق )

المؤمن يشكر الله تعالى على نعمه عليه
هذه قراءة الشكر والعرفان.

 

3 ـ قراءة الوحي و الإذعان:

 

﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾

( سورة العلق )

هذه قراءة الوحي والإذعان.

4 ـ قراءة العدوان و الطغيان:

﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ﴾

( سورة العلق )

هذه قراءة العدوان والطغيان، هناك قراءة الإيمان، وقراءة الشكران، وقراءة الوحي والإذعان، وقراءة الطغيان.

 

قوم عاد نموذج للأقوام المستعلية التي طغت في الأرض:

حينما يستخدم الإنسان العلم ليطغى به، ليفرض إباحيته على شعوب الأرض، ماذا فعلت عاد ؟ قال:

 

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾

( سورة الفجر )

عاد تفوقت في شتى الميادين، وما أهلك الله قوماً إلا وذكرهم أنه هلك من هو أشد منهم قوة، إلا عاداً حينما أهلكها قال:

 

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾

( سورة فصلت الآية: 15 )

تفوقت في العمران:

 

﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴾

( سورة الشعراء )

وتفوقت في الصناعة:

 

﴿ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴾

( سورة الشعراء )

وتفوقت في الناحية العسكرية:

 

﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾

( سورة الشعراء )

image

من طغى في الأرض أهلكه الله عز وجل

وتفوقت في العلم:

 

﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾

( سورة العنكبوت )

ومع التفوق العمراني، والعلمي، والعسكري، كانوا متغطرسين، وقالوا: من أشد منا قوة ؟ ماذا فعلوا ؟

 

﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴾

( سورة الفجر )

الطغيان بالقصف، والفساد بالأفلام.

 

﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾

( سورة الفجر )

المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف:

أيها الأخوة، إذاً ينبغي أن تكون قوياً، ما علاقة المؤمنين بهذه الآية ؟ إذا كنت طالباً في الجامعة ينبغي أن تكون متفوقاً، فإذا كنت متفوقاً وديّناً اقتنع الناس بالدين، أما إذا كنت كسولاً وديّناً ربطوا بين الدين وبين الكسل، إذا كنت متفوقاً بالتجارة أقنعت الآخر بأن يكون تاجراً مؤمناً مستقيماً، أما إذا تخلفت في التجارة عزوا تخلفك إلى دينك.
لذلك الآن ما لم تكن متفوقاً في الدنيا لا يحترم دينك، أو ما لم تكن قوياً لا يحترم دينك، من هنا قال عليه الصلاة والسلام:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]

هذا كله تحت قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

العدو الطرف الآخر، الذي شرد عن الله، لا ينضبط بقيم، ولا بمبادئ، لكن يتحرك وفق مصلحته، فإن رآك ضعيفاً احتل أرضك، ونهب ثرواتك، هذا الذي يحصل.

 

الله تعالى أعطى المؤمن قوة تحمل كبيرة فإذا حارب يفوز بإحدى الحسنيين الشهادة أو النصر:

لذلك أيها الأخوة البلاد الإسلامية التي اُحتلت، والتي قامت فيها مقاومة كبيرة جداً، ثلاثون دولة احتلوا دولة بالمقياس الحضاري متخلفة، هؤلاء المقاتلون واجهوا ثلاثين دولة واستطاعوا أن يحتلوا 74% من بلادهم، وأعادوها إلى حوزتهم، لذلك الطرف الآخر يعد للمليون الآن قبل أن يقرر أن يحتل بلداً إسلامياً آخر، هذا إنجاز كبير، هذه المقاومة.
يقول أحد كبار الموظفين في دولة عملاقة في الناحية العسكرية، قال: ماذا نفعل بحاملة الطائرات، والصواريخ العابرة للقارات، وليس هناك دولة على وجه الأرض تجرؤ أن تحاربنا ؟ لكن ماذا نفعل بهذا الإنسان الذي أراد أن يموت باختياره ليهز كياننا ؟ هذا ليس له حل.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

يبدو أن الله سبحانه وتعالى أعطى المؤمن قوة تحمل كبيرة جداً، إياك أن تتهم أن المؤمن يصلي فقط، المؤمن إنسان آخر بقيم، بمبادئ، بمنطلقات، بأخلاق.

﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾

هناك أسباب، المؤمن موحد، لا يرى مع الله أحداً، المؤمن يستعين بالله عز وجل، المؤمن يوفقه الله عز وجل، يلهمه الصواب، يرفع معنوياته، يعلي قدره.

﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ﴾

والمؤمن إذا حارب يفوز بإحدى الحسنيين، إما أن ينتصر، وإما أن يستشهد، وفي كلا الحالتين فهو رابح.

 

﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾

( سورة التوبة الآية: 52 )

إما الشهادة أو النصر.

المؤمن رقم صعب لا يباع و لا يُشترى:

قوة المؤمن بتفوقه في مجاله

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

مؤدى الآية: أيها المؤمن يجب أن تكون قوياً، ومرة ثانية أخاطب الأخوة الشباب، معنى أن تكون قوياً أنت، أن تكون متفوقاً، الطالب الأول، الموظف الأول، المهندس الأول، الطبيب الأول، المدرس الأول، المحامي الأول، الصانع الأول، التاجر الأول.
أقول لكم دائماً: لِمَ ترضى أيها الأخ الكريم أن تكون رقماً بسيطاً من دهماء الناس ؟ من عامتهم ؟ من سوقتهم ؟
مرة سألت طلابي: من يذكر اسم تاجر كبير عاش في دمشق عام ألف و ستمئة و ثلاثة و ثمانين وله علامة تامة ؟ الطلاب فكروا، وفكروا، وفكروا، لم يستطع أحد الإجابة، قلت لهم: وأنا لا أعرف، لكن من منا ينسى صلاح الدين الأيوبي ؟ من منا ينسى عمر بن الخطاب ؟ هؤلاء القادة العظام الذين فتحوا البلاد، العلماء الكبار، لِمَ ترضى أن تكون رقماً بسيطاً ؟ لِمَ لا تكون رقماً صعباً ؟.

 

 

image

من غير قناعته مقابل المال فقد انتهى عند الله تعالى

أقول لكم هذه الكلمة: لك قناعة معينة، إذا غيرت قناعتك مقابل مبلغ من المال انتهيت عند الله، هناك إنسان يغير قناعته بمئة ليرة، و إنسان بألف ليرة، و إنسان بمئة ألف، و إنسان بمليون، لو غيرت قناعتك بمئة مليار انتهيت عند الله، معنى هذا أنت إنسان لك رقم تُشترى به، أما المؤمن رقم صعب.

 

 

(( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله، أو أهلك دونه ))

 

[ السيرة النبوية]

العلاقة بين الحرية والقوة علاقة متداخلة:

أيها الأخوة، لأن المسلمين يعانون ما يعانون من ضعفهم، من تفرقهم، من شتاتهم، من خصوماتهم، بأسهم بينهم شديد، وسلمهم لأعدائهم، يشترون كل شيء.
" ويل لأمة تأكل ما لا تزرع، ويل لأمة تلبس ما لا تنسج، ويل لأمة تستخدم آلة لا تصنعها، بل ويل لأمة تشتري السلاح ".

 


العلاقة بين القوة والحرية علاقة متداخلة
كنت مرة في مصر فقال أحد العلماء في الخطبة ـ كنا في مؤتمر ـ: إذا أردت أن يكون قرارك من رأسك فلا تأكل إلا من فأسك.
إذا كان هناك اكتفاء ذاتي، الثروات صنعناها، الأراضي استصلحناها، اكتفينا من الناحية الغذائية، آلاتنا من صنعنا، عندئذٍ لنا قرار، أنت حر بقدر ما أنت قوي، وأنت قوي بقدر ما أنت حر، العلاقة بين الحرية والقوة علاقة متداخلة، أنت قوي إذا كنت حراً، وأنت حر إذا كنت قوياً، أقول لكم هذا الكلام من معاناة، المسلمون يعانون ما يعانون، لأنهم ضعاف، ولأن بأسهم بينهم، ولأن سلمهم لأعدائهم، ولأنهم متفرقون، ولأنهم يتنازعون.

 

﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾

( سورة الأنفال الآية: 46 )

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

المؤمن مع خالق السماوات والأرض فيؤيده و ينصره ويلقي في قلبه الثبات:

أخواننا الكرام، صدقوا ولا أبالغ، أنه من يتابع الإعلام المعادي في حرب غزة يفاجأ أن الذي يقع في أيديهم من الأسرى يسألونهم، ماذا يرتدي جنودكم ؟ يقولون: المبرقع، قالوا: لا، أنتم تكذبون، ترتدون ثياباً بيضاء، فهؤلاء هم الملائكة بنص القرآن الكريم، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ الطرف الآخر جبان يخاف، المؤمن شجاع، لأن الموت الذي ينخلع له قلب الطرف الآخر هو محبب عند المؤمن.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

image

المؤمن إنسان شجاع فالموت في سبيل الله محبب عنده

أنتم ترون في بعض مدن الألعاب السيارات الكهربائية، تجد معركة بين الصغار في هذه السيارات، لكن صاحب هذه المنشأة بضغط على مفتاح يعطل الكهرباء فيتوقف كل شيء، فإذا كنت مع صاحب هذه المنشأة أمرك سهل جداً.
أي المؤمن مع خالق السماوات والأرض، الله عز وجل يؤيده، ينصره، يلقي في قلبه الثبات، يلقي في قلب عدوه الخوف.

﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا ﴾

( سورة آل عمران الآية: 151 )

هناك قصص مؤداها أنه يستحيل أن ينتصر الكفار على المسلمين في الحرب إذا كانوا مؤمنين طبعاً.
لذلك هناك ملك فرنسي وقع أسيراً في المنصورة في عام ألف و مئتين و خمسين، قال هذه الكلمات وهي محفوظة في المتحف في باريس، قال: لا يمكن أن ننتصر على المسلمين في الحرب، ولكن ذكر الفرقة، والفساد، والرشوة، والنساء، والنزاعات الداخلية، لهذا ينتصرون علينا، أما في الحرب المؤمن قوي.
والدليل العدو في حرب جنوب لبنان، وحرب غزة، انتقلت أهدافه من الأمن إلى البقاء، كان الحديث عن الأمن فقط، الآن الحديث في صحف العدو عن البقاء، وصار هناك توازن رعب، كانت حروبهم نزهة، أما نحن نضطرب فندخل الملاجئ، الآن يَقصفون ويُقصفون، نخاف ويخافون، ننطلق إلى الملاجئ وينطلقون، هذا اسمه توازن رعب لم يكن من قبل، والحسم انتهى، هم يبدؤون الحرب وهم ينهونها، الآن يبدؤونها، أما النهاية ليست بيدهم، إلا بتدخل أجنبي لصالحهم طبعاً.
أيها الأخوة، المقاومة فكر وليست أشخاصاً.

 

قضية لغوية دقيقة جداً تُحرض المسلمين على أن يكونوا أقوياء:

أخواننا الكرام، هناك قضية لغوية دقيقة جداً، عندنا أفعال إذا شدّدنا وسطها، أي وضعنا شدة على الحرف الوسطي بها، أو أضفنا لها همزة ينعكس معناها، مثلاً: قشّر تفاحة أي أزال قشرها، القشر ملازم الفاكهة، قشّرتها أي أزلت قشرها، مرضّ جلب المرض أم أزال المرض ؟ أزال المرض، بالشدة، مَرِِض أي أصابه المرض، مرضّ شفاه من مرضه، نص من دون تشكيل، أو من دون تنقيط، هذا نص معجم، مبهم، أعجمه أي أزال عجمته، السن باء، والسن الثاني نون، هذه تاء مربوطة، عندما نقطناه كان مبهماً أعجماً فبالتنقيط أزلنا عجمته.
العدو لا يرحم فإن لم نكن أقوياء فنحن هالكون
إذاً عندنا أفعال عندما نضعف وسطها، أو نضيف عليها همزة ينعكس معناها، صار المعنى مناقضاً لأصل اشتقاقها، أوضح مثل قشّر، أي أزال القشرة، مرضّ ؛ أزال المرض، أعجم ؛ أزال العجمة، أقسط.

 

﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ﴾

( سورة الجن )

الظالمون، أقسط عدداً أي أزال الظلم، الآن:

﴿ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ﴾

( سورة يوسف الآية: 85 )

أي حتى تهلك نفسك، حرضاً ؛ أي هالكاً، حرضّ أبعد الهلاك، أي إذا كنتم أيها المؤمنون ضعافاً فأنتم هالكون كما حالنا اليوم، متى يزول هلاككم ؟ إذا كنتم أقوياء.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾

أفعال كثيرة، قشّر ؛ أزال القشرة، مرضّ ؛ أزال المرض، أقسط ؛ أزال الظلم.

﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ﴾

أي هالكاً، فحرضّ ؛ أزال شبح الهلاك، أي: أيها المسلمون ! أيها المؤمنون ! إن لم تكونوا أقوياء فأنتم هالكون، لأن العدو لا يرحمكم، تسعون بالمئة من ثروات الأرض بيد عشرة بالمئة من أهلها، فالمسلم يجب أن يكون قوياً، والدليل:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[ مسلم وابن ماجه و أحمد عن أبي هريرة]

فرص العمل الصالح المتاحة أمام القوي لا تعد ولا تحصى:

فرص العمل الصالح المتاحة أمام القوي لا تعد ولا تحصى
بل إنني أقول لكم: إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله ينبغي أن تكون قوياً، بل يجب، لأن فرص العمل الصالح المتاحة أمام القوي لا تعد ولا تحصى، والقوة أنواع ثلاثة، قوة المنصب، فأنت بجرة قلم تحق حقاً وتبطل باطلاً، وقوة العلم، فأنت بالعلم تبدد الظلام، تبدد الجهل، تبعد الخرافات، الترهات، الأباطيل، الضلالات، وقوة المال، أنت بالمال تبعد شبح الفقر.

(( وكاد الفقر أن يكون كفراً ))

[أخرجه أحمد بن منيع عن أنس بن مالك أو الحسن البصري ]

وكاد الفقر أن يكون إرهاباً، وكاد الفقر أن يكون جريمة، وكاد الفقر أن يكون لا مبالاة.
فلذلك بالمال الحلال تبعد شبح الفقر، فالفقر والتخلف، والفقر والجريمة متلازمان.

 

 

على الإنسان أن يكون قوياً لا على حساب مبادئه و قيمه بل وفق منهج الله:

 

 

فلذلك أيها الأخوة الكرام، حينما قال الله عز وجل:

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾

﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

( سورة الأنفال )

image

على المؤمن أن يكون قوياً إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله تعالى

في عهد الصحابة العشرة تغلب مئة، العشرون يغلبون مئتين،

﴿ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾

ملخص هذا الدرس ينبغي أن تكون قوياً، لكن أن تكون قوياً لا على حساب مبادئك، ولا على حساب قيمك، أن تكون قوياً إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله، لكن من يمنعك أن تكون قوياً في علمك ؟ هل يمنعك أحد ؟ لا، من يمنعك أن تكون قوياً في بيتك ؟ بيت مسلم مؤمن، من يمنعك أن تكون قوياً في عملك ؟ لا أحد، فكأن علاقتنا بهذه الآية علاقة مفهوم القوة بأوسع معانيه، يحب أن تكون قوياً.

 

الصدق و الأمانة و العفة صفات تلفت نظر الآخر إلى الدين الإسلامي:

 

أنا أذكر أن أحد الأخوة الكرام كان طالباً يحضر هذه الدروس، وكان أبوه يعارضه معارضة كبيرة جداً، فلما نجح بتفوق في الشهادة الإعدادية قال لأخيه: خذ أخاك معك إلى المسجد، اختلف الوضع، عندما رآه متفوقاً قال: خذ أخاك معك إلى المسجد.
فأنا أقول لكم أيها الأخوة: ما دمت منتمياً إلى مسجد ينبغي أن تكون قوياً بدراستك، بتجارتك، باختصاصك، طبيب مسلم لك مسجد، ينبغي أن تكون الطبيب الأول، لأنك عندئذٍ تقنع الناس بالدين، أنت لا يمكن أن تقنع بالدين إذا رأيت المتدين ضعيفاً، خنوعاً، متكلاً، غير متقن لعمله، لا تقنع بالدين إذا رأيت إنساناً له ديانة أرضية من شرق آسيا، قذر، يتسول، هل يخطر في بالك لو لساعة واحدة أن تشتري كتاباً عن ديانته و تطلع عليها ؟ مستحيل ! ما الذي يلفت النظر في المسلم ؟ قوته، أمانته.
لذلك:

 

image

التفوق والأخلاق الحميدة تلفت نظر الآخرين لدين الإسلام

(( كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ))

[أخرجه ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

لذلك إن أردت أن تكون داعية صامتاً فكن قوياً، بأوسع معاني القوة التي لا تحتاج إلى عنف، كن قوياً بعلمك، كن قوياً باختصاصك، قوياً في بيتك، قوياً بإرادتك، قوياً بالتفوق.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور