وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 231 - القلق - قال تعالى - قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ...
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

القلق :

 أيها الأخوة الكرام؛ حينما كنا في الجامعة عندنا أستاذ علم نفس يعد أحد خمسة علماء نفس في العالم، قال: الغرب يعاني من مرض الكآبة والأرق، ألّف كتاباً اسمه: دع القلق وابدأ الحياة، طبع منه خمسة ملايين نسخة.
 يوجد عند كل إنسان حالة قلق متنامية مع تقدمه بالسن، ساكن ببيت، عنده زوجة، وبنات صبايا، وشباب، له مكتب تجاري، عنده سيارة، كل أسبوع نزهة، ولائم، لقاءات، من هذا الوضع الاجتماعي المالي والرفاه للقبر، النقلة من بيت إلى قبر سهلة؟
 يوجد قلق عند الناس جميعاً يتنامى مع التقدم بالعمر إلا المؤمن، لأن الله وعده بالجنة، فكلما تقدم به العمر اقترب من وعد الله له بالجنة، فلذلك موضوع القلق بعيد عن المؤمن بعد الأرض عن السماء.
 الآن إلى الآيات، الله عز وجل قال:

﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 واللغة دقيقة جداً بين كتب لنا وكتب علينا يوجد تناقض، كتب لنا من خيرات أما كتب علينا فمن مساوئ وابتلاءات ومصائب،

﴿قُل لَن يُصيبَنا ﴾

  ماذا تعني لن؟ لنفي المستقبل،

﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾

 أي أكبر خصيصة للمؤمن نعمة الأمن، قال تعالى:

﴿ فَأَيُّ الفَريقَينِ أَحَقُّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمونَ*الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ ﴾

[سورة الأنعام: ٨١-٨٢]

 ما علاقة اللغة بالتفسير؟

﴿ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ ﴾

 لو قال: أولئك الأمن لهم ولغيرهم،

﴿ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ ﴾

 فيها قصر وحصر، إذا قلت بالفاتحة نعبد إياك ليس قرآناً، إن قلنا: نعبد إياك لا تمنع أن نعبد غيرك، أما إياك نعبد فعندما قدمنا المفعول به أصبح قصر وحصر

﴿قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ﴾

.

 

للمؤمن رحمة في الدنيا و رحمة في الآخرة :

 الآن عدة آيات تطمئن المؤمن، الآية الأولى:

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ ﴾

[سورة الحديد: ٢٨]

 فسرها العلماء رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة، لذلك قال بعض العلماء: ماذا يفعل أعدائي بي؟ بستاني في صدري، إن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن حبسوني فحبسي خلوة، و إن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي؟ أي لا ينتظر المؤمن إلا الخير

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ ﴾

 بربكم طريق به حفر، فيه حشرات مؤذية، ما الذي ينجيك في هذا الطريق؟ نور كاشف تبتعد عن الحفرة وتقتل الحشرة، المؤمن معه نور

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ ﴾

 كفالتان؛ الأولى في الدنيا والثانية في الآخرة

﴿ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ ﴾

 يوجد بقلب المؤمن نور بنص الآية الكريمة

﴿ وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾

.

 

استواء المحسن مع المسيء والملتزم مع المتفلت أمر يتناقض مع وجود الله :

 الآن الآية الثانية:

﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ ﴾

[سورة البقرة: ٦٢]

 دقق، كأنهم بهذا الانتماء الشكلي للدين سواء، ثلاثة محلات تجارية الأول مكتوب عليه لافتة رائعة جداً، أجواخ لكن لا يوجد ولا سنتمتر من الجوخ، والثاني حرير ولكن لا يوجد سنتمتراً واحداً من الحرير، اللافتات واضحة وصارخة لكن كلها مثل بعضها، هذا الوضع الآن، ترى على البحر المسلم يسبح وغير المسلم يسبح، والعورات مكشوفة، لا يوجد فرق صارخ، إذا لم يكن هناك فرق صرخ بين المؤمن وغير المؤمن يكون الإيمان شكلياً، كيف؟ أنت تقول: ذهب أربعة و عشرون، و ذهب واحد و عشرون، و ذهب ثمانية عشر، و ذهب اثنا عشر، الفرق بينهم بالدرجة، أما إن قلت تنك وذهب، التنك غير الذهب يوجد مسافة كبيرة جداً بينهما:

﴿أَفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوونَ﴾

[سورة السجدة: ١٨]

﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ ﴾

[سورة الجاثية: ٢١]

 أقسم لكم بالله أن يستوي المحسن مع المسيء، والخير مع البخيل، والملتزم مع المتفلت، أن يستويان هذا لا يتناقض مع عدل الله، سامحوني بهذه الكلمة يتناقض مع وجوده.
 إذاً يوجد إله، والمسلم المستقيم له حياة دنيا من نوع آخر،

﴿أَفَمَن كانَ مُؤمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَستَوونَ﴾

﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ اجتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَمَماتُهُم ساءَ ما يَحكُمونَ﴾

  مرة كنت بجلسة شخص يبدو أنه ملحد، بالمسجد ترى الجميع مؤمنين، أما بجلسة خاصة ممكن أن يكون هناك شخص ملحد، شخص مؤمن له صديق ملحد أحضره معه للجلسة، هذا لا يوجد عنده انضباط إطلاقاً، قال لي: أنت تقول: المؤمن سعيد، لا ليس سعيداً، يوجد ثلاثون شخصاً يجلسون بالسهرة، قلت له: اشرح؟ قال: إذا كان هناك موجة حر شديدة يتحملها المؤمن، وإذا كان هناك موجة غلاء يتحملها المؤمن، قلت له: ليس هذا هو المثل، المثل شخص عنده ثمانية أولاد، ومعاشه خمسة آلاف لا يكفونه ثمن خبز، والغرفة بالأجرة، وعليه دعوى إخلاء، ركّبت حالة صعبة جداً، دخل قليل جداً، والأولاد كثر، ويوجد دعوى إخلاء، هذا الإنسان ما وضعه؟ قال لي: صعب جداً، قلت: له عم معه خمسمئة مليون، وليس له أولاد، مات بحادث، ما الذي حدث؟ خلال ثانية واحدة انتقلت الخمسمئة مليون لهذا الفقير، لكن إجراءات الدولة وحصر الإرث روتين معقد يحتاج إلى سنة، لماذا بهذه السنة هذا الفقير أسعد إنسان؟ لم يأكل لقمة زيادة، أسعد إنسان لأنه دخل بالوعد، اسمع القرآن:

﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ ﴾

[سورة القصص: ٦١]

الوعد بالجنة يمتص كل متاعب الحياة :

 من هو المؤمن؟ إنسان مثل الناس جميعاً يسكن ببيت، وعنده ثلاث وجبات طعام، وأولاد، لكن هذا المؤمن موعود بالجنة، الوعد بالجنة يمتص كل متاعب الحياة، أنت موعود بالجنة،

﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرينَ﴾

 وعدك الله بالجنة، هذا الوعد يمتص كل متاعب الحياة الدنيا.
 أخواننا الكرام؛ هذه الآيات الدالة على أن المؤمن في طمأنينة، الآن دقق

﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ ﴾

 كأنهم سواء في الانتماء الشكلي، الآية تقول،

﴿ مَن آمَنَ بِاللَّهِ ﴾

 من هؤلاء إيماناً يحمله على طاعة الله واليوم الآخر، إيماناً يمنعه أن يؤذي إنساناً،

﴿وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

 فلذلك الانتماء الشكلي للأديان ليس له قيمة إطلاقاً، أنا مسلم ليس عندي شيء إسلامي، مرة كنت أمشي بباريس، شخص مع زوجته، قالت زوجته لي: أنا أسمع دروسك، لكن أثر دروسي ليس واضحاً إطلاقاً على لباسها، يجب أن يكون هناك التزام وانضباط، فالبطولة ليس في السمع بل في التطبيق، السماع سهل، أحياناً بالإذاعة درس يسمعه الملايين الذي طبق هو الذي استفاد فقط،

﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

الجود بالنفس أسمى غاية الجود :

 آية ثانية:

﴿ وَالَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعمالَهُم﴾

[سورة محمد: ٤]

 أي شيء تبذله لله عز وجل محفوظ، والجود بالنفس أسمى غاية الجود، هؤلاء الشهداء بذلوا أنفسهم لهم عند الله مقام كبير، لذلك:

﴿وَلا تَحسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمواتًا بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ﴾

[سورة آل عمران: ١٦٩]

 أحياء بكل معاني الكلمة،

﴿ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقونَ﴾

الربط بين الإيمان و طلب العلم :

 أخواننا الكرام؛

﴿سَيَهديهِم وَيُصلِحُ بالَهُم﴾

[سورة محمد: ٥]

 يقول لك شخص: عندي هموم، سبحان الله! يوجد قلق عام، كآبة عامة، هذا ناتج من ضعف الإيمان، من ضعف الالتزام، يوجد ضعف بالإيمان وضعف بالالتزام، لو كان إيمانك قوياً، حسناّ إيمانك قوي ألا يجب أن تطلب العلم؟ شخص يأتيه الإيمان هدية من الله؟ لا يوجد شيء من هذا، الإيمان يحتاج إلى طلب علم، النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال:

(( إنما العلم بالتعلم))

[الطبراني في المعجم الأوسط]

 إنما الكرم بالتكرم:

(( وإنما الحلم بالتحلم))

[الطبراني في المعجم الأوسط]

الإيمان بالآخرة :

 إذاً:

﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾

[ سورة محمد: 5]

 هذه صلاح البال شيء كبير جداً، يقول لك: أنا لست مرتاحاً، وهو لا ينقصه شيء، صحته، بيته، أثاث بيته، أولاده، كله كامل، ويقول لك: لست مرتاحاً، هذه الكآبة نتيجة الإعراض عن الله عز وجل.
 كان عندنا دكتور بعلم النفس يقول: نسبة الكآبة بالعلم الغربي مئة و خمسون بالمئة، لم يمر معي هذه النسبة بحياتي، قال: أي مئة منهم يعانون من كآبة واحدة وخمسون يعانون من كآبتين، الإنسان إذا ابتعد عن الله معه كآبة قطعاً:

﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا ﴾

[سورة طه: ١٢٤]

 يوجد شخص سأل عالماً كبيراً: ما بال الأقوياء والأغنياء؟ دخلت إلى قصر بباريس يوجد مئتا شخص، وبكل غرفة كان هناك منظر طبيعي، رسمه كبار الفنانين الفرنسيين، على كل جدار رسمة، وعلى السقف رسمة، قصر فرساي في باريس شيء لا يصدق، مساحة القصر بمساحة باريس في ذلك الوقت، عندما أنشئ هذا القصر كانت مساحته تساوي مساحة باريس، شيء مثل الخيال، سألت بعدما خرجنا لمن القصر؟ يمكن للويس السادس عشر، وقد مات، قصر يساوي مساحة باريس، أنا لم يمر معي قصر بهذه الفخامة، كل غرفة بكل حائط يوجد منظر طبيعي رسمه كبار رسامي فرنسا، البحيرات، الحدائق، المروج، الخيول، هذا قصر فيرساي أين صاحبه؟ كل الذكاء أن تؤمن بالآخرة،

﴿ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾

 لذلك

﴿سَيَهديهِم وَيُصلِحُ بالَهُم﴾

 دقق بالآية:

﴿وَيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُم﴾

[سورة محمد: ٦]

 كيف؟ أي ذاقوا طعمها في الدنيا، في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة.

 

زيارة المقابر أكبر موعظة للإنسان :

 يا أخوان العمر ثمين، والوقت يمضي مسرعاً، بالتعبير العامي يفتح يغمض أصبح على مشارف القبر، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت.
 أقول: أكبر موعظة أن تزور المقبرة، هذا عميد أسرتهم، وهذا أستاذ جامعي، وهذا غني كبير، يكتب بعض صفات الميت أين الآن؟ تحت الأرض، فالبطولة أن أعد لوقت أكون فيه تحت الأرض، هذه ليست سهلة، لي قريبة توفيت بعمان، رأيت القبر كان عميقاً جداً حوالي مترين، وضعوها بقعر القبر، ووضعوا ثماني بلوكات و خمسة ألواح حجرية، ثم غطوا المنتصف وأهالوا التراب، تملك بيتاً بعمان شيء مثل الخيال، ثلاث سيارات، الجماعة صالحون ليسوا سيئين، لكن يوجد نقلة من بيت إلى قبر، من قصر إلى قبر، من زوجة وأولاد شباب وصبايا وأصهار وكنائن وولائم إلى قبر، كل بطولتك أن تعد لهذه الساعة.
 لي قريب شيعناه للمقبرة وضعوه بقعر القبر، كشفوا عن وجهه، أداروه للقبلة، وضعوا البلاطة، ليست بحجم الفتحة بل أصغر، فأهالوا التراب وانتهى، هل يستطيع أي شخص أن يرفض هذه الحالة؟ ولا شخص، كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والـــجبروت:

والليل مهما طــــال فلا بد من طلوع الفـــجر  والعمر مهما طــــال فلابد من نزول الـــــقبر
* * *
وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
فــإذا حملت إلى القبور جنـــــــــازة  فــاعلم بأنك بعدها محمـــــــــول
* * *

 واعلموا أن ملك الموت - دقق هذه الكلمة لسيدنا عمر- قد تخطانا إلى غيرنا، كنت أمشي بالطريق، عندنا بالشام يوجد نعوات في الطرقات كلها، يوجد باليوم حوالي مئة نعوة، عندنا النعوات تلصق على الجدران، هنا لم أر أي شيء ملصقاً على الجدران، فقط تضعون لوحات، وهذا موقف حضاري، وضعوا لوحات عند الانتخابات، انتهت الانتخابات أزالوا اللوحات، أما نحن أحياناً إذا لم يكن هناك انتخابات فلا يبقى مكان إلا وعليه هذه اللافتات، فالنعوات عندنا بالشام بالطرقات، يوجد حوالي مئة نعوة باليوم، هذا عميد أسرتهم، وهذا ضابط كبير، وهذا تاجر كبير، ويكتب بالنعوة أسماء الأقرباء، يكون في أغلب النعوة أسماء من علية القوم، مات، كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والـــجبروت، و:

والليل مهما طــــال فلا بد من طلوع الفـــجر  والعمر مهما طــــال فلابد من نزول الـــــقبر
* * *
وكل ابن أنثى وإن طالت سلامته  يوماً على آلة حدباء محمول
فــإذا حملت إلى القبور جنـــــــــازة  فــاعلم بأنك بعدها محمـــــــــول
* * *

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور