وضع داكن
19-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 123 - المال الحرام - الربا - الرشوة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صلّ وسلم وزد وبارك وأنعم وأكرم على النبي المعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام أينما كنتم يصل إليكم أثير إذاعتكم حياة fm حياكم الله، مع فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلامة الداعية محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم وأعلى قدركم.
المذيع:
 نبدأ حلقتنا وهي بعنوان: المال الحرام، نبدأ بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده، إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به ))

[الطبراني عن عبد الله بن عباس ]

 دكتور ما معنى كلمة الحرام؟

 

تعريف المال الحرام :

الدكتور راتب :
 المال الذي اكتسب بطريقة حرمها الشرع، كالقمار مثلاً، البيع إذا خالف منهج الله عز وجل.
المذيع :
 دكتور ما المقصود بكلمة حرام؟

تعريف الحرام :

الدكتور راتب :
 الحرام يحرمك من السعادة أصلاً، والشيء الطيب تطيب به نفسك، فالحرام من الحرمان يحرم الإنسان من سعادة الدنيا والآخرة.
المذيع :
 دكتورنا الكريم هل المال الحرام له بنود واضحة في الشريعة؟

بنود في الشريعة تتعلق بالمال الحرام :

الدكتور راتب :
 أولاً: الإنسان يتمتع بفطرة، والفطرة مقياس نفسي متطابق تماماً مع منهج الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾

[ سورة الروم: 30]

 فأي امر أمرت به جبلت على محبته، وأي نهي نهيت عنه جبلت على كراهيته، والدليل:

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

 فالإنسان مبرمج بتعريف آخر مولف على محبة الأمر، وكراهية النهي، فإذا استقام على أمر الله، واصطلح مع الله اصطلح مع نفسه، واصطلح مع فطرته.
المذيع :
 دكتور يقول الله عز وجل:

﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾

[سورة البقرة: 188]

 كيف يكون أكل الأموال بالباطل؟

 

أكل الأموال بالباطل :

الدكتور راتب :
 إذا أوهمت الناس أن هذه البضاعة بريطانية- أي قماشها إنكليزي - وهي كانت من مصدر من الدرجة العاشرة، أنت أوهمت الشاري أنها من أعلى مستوى، هذا نوع من أنواع الغش، الغش له أبواب لا تعد ولا تحصى، قد يكون الغش في الوصف، أو في البنية الأساسية للبضاعة، أو في طريقة المعاملة، أو في طريقة البيع والشراء، أبواب الحرام لا تعد ولا تحصى.
المذيع :
 دكتور حب المال هو فطرة والله أسكنها في قلوب عباده، فلماذا كان هذا الأمر؟

الحكمة من حبّ المال هي الارتقاء به إلى رب الأرض و السماء :

الدكتور راتب :
 لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسموات، ما أودع الله فينا الشهوات إلا لنصل بها إلى أسمى الدرجات، الإنسان إذا لم يشتهِ المال ما قيمة إنفاقه؟ أمسك حفنة من تراب أعطها لفقير هل ترقى بها؟ أما المال ففيه كسب وجهد ودراسة وفرص أتيحت لك، فالمال يقابله جهد، قد يكون جهداً فكرياً أو جهداً عضلياً، فهذا المال الذي اكتسبته من عملك، ومن علمك، هذا مال حلال، فإذا أنفق في معصية الله فالمشكلة كبيرة، العبرة:

(( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ ... وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ وَضَعَهُ؟))

[ سنن الدارمي عن معاذ بن جبل]

 بالمناسبة هناك آية دقيقة جداً تلقي ضوءاً على هذا الموضوع، قال تعالى:

﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾

[ سورة الواقعة:82 ]

 فالإيمان رزق، والاتصال بالله رزق، وأداء الواجبات الإيمانية رزق، والبيت العامر بالمحبة رزق، والزوجة الصالحة رزق، والابن البار رزق، والبنت العفيفة رزق، قال تعالى:

﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾

[ سورة الواقعة:82 ]

 كأن هذه الآية توسعت بمعنى الرزق، الشيء الذي تنتفع به رزق، فالأبوة رزق، الزواج الناجح رزق، الدخل الحلال رزق، الصحة رزق، قال تعالى:

﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾

[ سورة الواقعة:82 ]

المذيع :
 دكتور من القضايا التي تمّ التشديد عليها في الجانب المالي، وحديثنا اليوم عن المال الحرام قضية الربا، قال تعالى:

﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾

[سورة البقرة: 275 ]

﴿ فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 279 ]

 لماذا هذا التشديد على الربا؟

 

الحكمة من التشديد على الربا :

الدكتور راتب :
 الخالق العظيم خالق الأكوان وخالق الإنسان أراد أن يولد المال من الأعمال، لا أن يلد المال المال، أي أنت عندما تكون نجاراً، تصنع باباً لبيت، قدمت شيئاً للإنسان، كلفك مبلغاً وأخذت منه ربحاً، أما حينما تتاجر بالمال فهنا المشكلة، المال إذا ولد المال كان الربا، أما الأعمال فتلد المال، نجار، حداد، مدرّس، أستاذ جامعة، بقال، طبيب، الأعمال في الإسلام تلد المال.
المذيع :
 دكتور هو يأخذ مقابل تعبه؟
الدكتور راتب :
 نعم، أما لو سمحنا للمال أن يلد المال فلتجمعت الأموال في أيد قليلة وحرمت منها الكثرة الكثيرة.
المذيع :
 دكتور المفهوم القديم للربا مثلاً أنا أعطي إنساناً مبلغاً ديناً مئة دينار، ويسده مثلاً مئة وعشرين، هل هناك أشكال أخرى من الحرام؟

البيع بعقدين :

الدكتور راتب :
 قبل هذا أنا حينما أسمي للزمن ثمناً دخلت في الربا، هذه البضاعة سعرها الآن ألف، أما إذا أقرضتك إياها قرضاً فما دفعت الثمن بعد عام تصبح ألفاً ومئة، أنت هنا سميت للزمن ثمناً و ليست بيعاً بعقدين، ومن باع بعقدين فله أوكسهما أو يكون الربا.
المذيع :
 دكتور ما المقصود بعقدين؟
الدكتور راتب :
 نقداً كذا، تقسيطاً كذا.
المذيع :
 دكتور السلعة سعران؟
الدكتور راتب :
 بيع التقسيط فقط.
المذيع :
 دكتور هل يعتبر هذا بيع الآجل والعاجل في الفقه الإسلامي؟
الدكتور راتب :
 لا، بيع بعقدين أي بسعرين، سعر للنقد الحالي وسعر للدين.
المذيع :
 دكتور السلعة قيمتها مئة أردت أن تقسطها هذا لك أو لا؟
الدكتور راتب :
 هناك من يشتريها منك بمئة بعها، نقداً ما تمكنت أن تبيعها نقداً بعها تقسيطاً.
المذيع :
 دكتور بهذه القضية الربا وخطورتها؟

ربا البيوع :

الدكتور راتب :
 لا، قبل ذلك نحن عندنا ربا القروض، لا يختلف عليه اثنان في الأرض، تقرض إنساناً ألفاً تشترط عليه أن يؤديها بعد عام ألفاً ومئة، هذا ربا القروض، أين المشكلة؟ في ربا البيوع، الأمور متداخلة، أعطيه الثمن نقداً والثمن تقسيطاً، بع تقسيطاً كلياً لا يوجد مانع، بع نقداً لا يوجد مانع، بع نقداً ما تمكنت أن تبيع البضاعة نقداً بعها تقسيطاً بالسعر نفسه، أما أن تسمي للزمن ثمناً فهنا المشكلة، أذكر ان أحد علماء الشام حضر وفاة أحد أكبر شيوخ الأزهر، وهو على فراش الموت أقسم بالله هذا العالم رفع يديه إلى السماء وقال: يا رب أنا بريء من فتاوى المصارف، متى عرف خطأه الكبير؟ على فراش الموت، أنا بريء من فتاوى المصارف.
المذيع :
 دكتور هل عرفه أم تبرأ منه؟
الدكتور راتب :
 لا، تبرأ، موضوع خطير.

(( ... أطب مطعمك .. ))

[الطبراني عن عبد الله بن عباس ]

 لا تعني أن تشتري لحماً غالياً، تشتري السمن الأصلي، لا، ليس هذا هو القصد، ليكن ثمن الطعام مالاً حلالاً:

(( ... أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

[الطبراني عن عبد الله بن عباس ]

المذيع :
 دكتور كيف للمسلم غير المختص بالشريعة أن يصل إلى كل هذه الأحكام؟

الوصول إلى الأحكام الشرعية بسؤال أهل الذكر :

الدكتور راتب :

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة النحل: 43 ]

 تستطيع أن تدخل إلى طبيب من دون مبلغ في جيبك؟ أو محامي؟ أو مهندس؟ إلا رجل الدين لا يريد منك شيئاً، ادخل أي جامع واسأل العالم.
المذيع :
 دكتور للربا شكلان؛ الربا المرتبط بالديون، وربا القروض، وربا البيوع، وهو بيع الزمن إن صح التعبير، هناك قضية بشيء من الصراحة، جزء كبير من البنوك الربوية يسهل المعاملات على الناس، تشتري الساعة خلال ساعة أو ساعتين تأخذ نسبة مرابحة، فائدة، التي هي بين قوسين الربا، بمبلغ بسيط، جزء أيضاً من البنوك الإسلامية على العكس معاملات متعبة، كفيل حكومي، ويعطيك سعراً على البيع عالياً جداً مقابل فكرة التقسيط ما تعليق فضيلتكم؟

 

الفرق بين البنوك الربوية و البنوك الإسلامية في معاملة الناس :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنون : 30]

 لو كانت المعصية متعبة لتركها الناس جميعاً، لا حباً بالله ولا بالجنة، لأن الطريق الثاني أريح، أما الشيء الذي يلفت النظر فهو أن المعصية محببة وسهلة، هناك تسهيلات و مرغبات ودعاية لها قوية.
المذيع :
 دكتور لماذا لا يسهل على الناس في الحلال؟ لماذا البنك الربوي يسهل والبنك الإسلامي يصعب؟
الدكتور راتب :
 أنا أقول لك من أعماق أعماقي: ما الذي يمنع إنشاء بنك إقراض حسن؟ أمة فيها أشخاص معهم مليارات، نأخذ من كل إنسان ميسور مليون إعارة لا أخذاً، هذا البنك بنك القروض الإسلامية يستقرض الإنسان قرضاً طبعاً هناك شروط وأسباب موجبة وضمانات وكفالات .. هذا بنك القرض الحسن يحل مشاكل لا تعد ولا تحصى، وممكن غني معه مئة مليون يعطينا مليوناً تبقى المليون له، لكن وضعت في بنك القرض الحسن، وقد سمح العلماء بأخذ رسوم بسيطة جداً كنفقات البنك، قد يكون نصف بالمئة، هذه لا مانع منها.
المذيع :
 تكاليف إدارية، اليوم يوجد كثير من المؤسسات المالية لا تأخذ نصف بالمئة، بل تأخذ أضعاف هذا الرقم، بالمقابل عندما يأتي شخص ليشتري بيتاً في البنك الربوي يقدر عليه قيمة خمسة أو ستة بالمئة عن كل عام مقابل التقسيط، هذا المبلغ قابل للزيادة والنقصان، أي ليس هناك مبلغ ثابت في البنوك الربوية إذا دفع مقدماً تنزل قيمة الفائدة، وإذا أخّر تصبح فائدة مركبة، في البنك الإسلامي القيمة ثابتة لكنها مرتفعة من البداية، هي مثقلة كثيراً للناس..

 

التعقيد في البنوك الإسلامية غرضه التنفير من الدين :

الدكتور راتب :
 أنا معي كلام لا أعرف مدى قبوله عند الأخوة المستمعين: حينما تعقد الأمور الإسلامية وراء تعقيدها فكر معين، فكر منفر من الدين، كالمصارف أو القروض، هذا التعقيد خلفه فكر آخر، يريد أن يري الناس أن الإسلام شيء معقد، لكن لا يوجد مانع أن يكون هناك بنك إقراض إسلامي، أنأ أذكر تماماً أن هناك بنوكاً إسلامية عندما نشأت وزعوا أرباحاً تقدر بثلاثة وعشرين بالمئة في بلاد معينة فمنعت من متابعة أعمالها، نشأ من هذا البنك مشكلة اقتصادية كبيرة جداً، كأن المصارف الربوية توقفت عن العمل، هنا المشكلة، ما كل ما يعلم يقال.
المذيع :
 دكتور بارك الله بك للتوضيح، قبل الفاصل بعض الناس يفتي من نفسه في هذا الزمان، مثال أنا لا يوجد عندي بيت، وأنا بحاجة إلى شراء بيت، وبالتالي يكون التعامل المالي مع بعض المؤسسات من أي جهة كانت هو نوع من أنواع المخالفات الشرعية، فيرى أنها ضرورة ويؤمن بأن الضرورات تبيح المحظورات فيأخذ بيتاً بعقد ربوي.

الضرورة الشرعية التي تبيح المحظور هي خوف فقد الحياة :

الدكتور راتب :
 العلماء تحدثوا عن الضرورة، الضرورة الشرعية خوف فقد الحياة، وخوف فقد أحد الأعضاء، وخوف فقد المال كله، هذه الضرورات التي تبيح المحظورات، أما إنسان يسكن في بيت مساحته مئة وثلاثون متراً، بحاجة إلى بيت مئة وثمانين متراً.
المذيع :
 دكتور لكنه يسكن بالإيجار إلى متى يدفع الإيجار؟ يريد أن يكون له بيت يسكن به ويؤمن أولاده.
الدكتور راتب :
 هذا خطأ ليس خطؤه كفرد خطأ كأمة، أنا حينما أقيم مشاريع سكنية للمؤمنين، للمسلمين، للشعب الإسلامي، وأقوم بمشروع سكني أعطي المحتاج بيتاً بالتقسيط الإسلامي و ليس بالتقسيط الربوي لثلاثين سنة.
المذيع :
 دكتور يفترض بالدولة أن توفر مساكن.
الدكتور راتب :
 هذه الأعمال مهمة الدولة، مؤسسة الإسكان.
المذيع :
 دكتور هل يعتبر شراء البيت ضرورة يقبل من خلالها أن أتعامل بالربا؟

معصية القرض الربوي أشدّ معصية شدد عليها القرآن الكريم :

الدكتور راتب :
 لا، إذا كنت تسكن في بيت أجرة، سامحني، قال تعالى:

﴿ فَإِن ْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 279 ]

 ليس هناك من معصية شدد عليها القرآن كمعصية القرض الربوي، القرض الربوي يجمع الأموال بأيد قليلة، وتحرم منها الكثرة الكثيرة، هذا الفقر وراء الثورات، وراء العنف، العنف لا يلد إلا العنف، نحن عندما نهيئ للناس دخلاً معقولاً نكون قد حللنا مشكلة كبيرة، أما قضية الربا فهذا قرآن كريم من عند خالق الأكوان، قال تعالى:

﴿ فَإِن ْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 279 ]

 هناك شيء آخر يلفت النظر؛ إذا معك ألف أقرضتها قرضاً ربوياً تعود إليك ألفاً ومئة، وإذا معك ألف أقرضتها قرضاً إسلامياً تعود ألفاً، مع مضي الزمن العملة سعرها اختلف، الشيء الآلي على الآلة الحاسبة الواقعي القرض الربوي أربح، والقرض الإسلامي فيه خسارة، فإذا قال الله عز وجل:

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾

[ سورة البقرة: 276 ]

 هذه الآية بخلاف قوانين المادية، الآلة الحاسبة.
المذيع :
 دكتور تتدخل العناية الإلهية؟

 

الصدقة تنقص المال والله يربيها والقرض الربوي يزيد المال والله يمحقه :

الدكتور راتب :
 أبداً:

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾

[ سورة البقرة: 276 ]

 الصدقة تنقص المال، الله يربيها، والقرض الربوي يزيد المال، والله يمحقه، الآية دقيقة جداً:

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾

[ سورة البقرة: 276 ]

المذيع :
 دكتور قضية استسهال المال الحرام كقبول بعض الهدايا، الرشوة، المال العام، بعد فاصل قصير ثم نواصل مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي.
 حياكم الله شيخنا.

 

حق الله على العباد أن يطيعوه ليربحوا :

الدكتور راتب :
 أقول هذه الكلمة: مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، و مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر، أردف النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل خلفه، سأله: يا معاذ:

(( أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ فقلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقَّه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، قال: فتدري ما حقُّهم على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ألا يعذِّبَهم ))

[ متفق عليه عن معاذ بن جبل ]

 الملخص مستحيل ومليار مستحيل أن تعصيه وتربح، ومستحيل ومليار مستحيل أن تطيعه وتخسر، الذي انضبط بالشرع قد يبدو له أن الربح قليل، أنا أقول لكم هذه الكلمة الدقيقة، إنسان يركب دراجته، واجه طريقين؛ طريق هابط، وطريق صاعد، الهابط معبد، وفيه أزهار ورياحين، لكن ينتهي بحفرة ما لها من قرار، فيها وحوش كاسرة وجائعة، والطريق الصاعد فيه غبار، وأكمات، وعقبات، لكن ينتهي بقصر منيف لمن وصل إليه، أنت حينما ترى النتيجة مسبقاً ألا تتخذ قراراً بالطريق الصاعد؟ لذلك:

(( أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ ،...إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ))

[ أحمد عن ابن عبَّاس ]

المذيع :
 أسأل الله أن يكتبنا من أهل الجنة ويحرم علينا النار، دكتور في قضية المال الحرام قد يقع فيه بعض الأشخاص بحسن نية دون أن يدرك أنه يأكل حراماً، وأعتقد أن هناك فرقاً كبيراً بين من يتعمد الحصول عليه، السؤال هل يحاسب من لا يعلم أنه حرام؟

 

محاسبة الإنسان على المال الحرام إن لم يتب فوراً :

الدكتور راتب :
 يتوب فوراً، إذا كان المال الحرام له جهة معينة يجب أن تؤدى إلى هذه الجهة، إذا كان يقبل الرشاوى مثلاً موظف آخذ الرشاوى من ألف إنسان، ما الحل؟ هناك فتوى أنا أعجبتني وأشكر من أفتى بها: يدفع هذا المبلغ الذي يظن أنه حرام لجمعية خيرية الدولة مكلفة أن ترعاها، وأن تمدها بالمال، فكأنه أعاد المال الذي أخذ بشكل حرام إلى من يستحقه.
المذيع :
 دكتور قبول الهدايا والإنسان موجود في منصبه هل هو مقبول؟

قبول الهدايا والإنسان موجود في منصبه نوع من الرشوة :

الدكتور راتب :
 لا غير مقبول، هلا جلست في بيت أبيك هل تأتيك هذه الهدية؟ طبعاً ممكن أن يكون هناك احتيال على الشرع، يقدم هدية، أحياناً سيارة تقدم هدية، أحياناً يوضع له مبلغ في البنك، هذه الهدية قدمت لمن؟ أذكر تماماً أن أحد القضاة ترافع أمامه شخصان، أحدهما أرسل له طبقاً من التمر- للقاضي- يقول هذا القاضي: والله وأنا أحكم تمنيت أن يكون الحق مع الذي قدم هذا الطبق مع أني لم آخذه فكيف إذا أخذته؟
المذيع :
 دكتور قول للنبي: عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال:

(( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، فقال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ؟ ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى ...))

 هل هذا القصد في المال العام؟
الدكتور راتب :
 ذكرتها قبل قليل، والله أنا لي رأي دقيق في المال العام ولعلي على صواب، لو كان لك علاقة مع شخص، هذا الشخص سامحك، أما أنت مع أمة فمال أمة من يسامحك؟ والله أكاد أقول: الخطأ مع المال العام مليون ضعف المال الخاص، الخاص فيه ورثة..
المذيع :
 دكتور في بعض الشركات توزع هدايا على الموظفين، وبشكل شبه علني هل هناك مشكلة إذا أنا أخذت هذه الهدية؟

 

الهدية مقبولة بشرط أن تكون مشروطة :

الدكتور راتب :
 لا، الهدية مقبولة، لكن عندما تكون مشروطة، المشكلة ألا يكون هناك شرط، شركة عملاقة أحبت أن تعمل على بعض الأعياد مكافأة لكل الموظفين، مبلغ هدية وعلنية.
المذيع :
 دكتور إن كانت الشركة تتعامل مع الدوائر الحكومية وتهدي الموظف الذي بينها وبينه عقداً هذا لا يقبل حتى لو كان لا يؤثر على العقد؟
الدكتور راتب :
 أعوذ بالله طبعاً، هلا قعدت في بيت أبيك هل تأتي هذه الهدية؟ الاستقامة ليست سهلة.
المذيع :
 دكتور لو أنا كنت موظفاً في قطاع حكومي أو في قطاع خاص هل يحق لي استخدام مقدرات هذا القطاع؟ هل يحق لي أشحن هاتفي؟ أستخدم جهاز الحاسوب لأغراض شخصية؟

محاسبة كل إنسان نفسه على عمله :

الدكتور راتب :
 والله لا يحق، إلا إذا كان هذا عرفاً بهذه الشركة، وأن هذا الموظف يخدم هذه الشركة وهناك موزع كهرباء لا يكلف الشركة شيئاً، وإذا كانت القضية عرفاً فالعرف يكون أحياناً أحد مصادر الشرع.
المذيع :
 الكل يعمل به وهو علانية وليس بالسر.
الدكتور راتب :
 أنت مدير عام شركة، عندك مئتا موظف، هذا الموظف يحتاج أن يشحن هاتفه، معقول أن تعطيه إجازة ساعة ليذهب ويشحنه؟ لا، اتركه عندك يشحنه.
المذيع :

(( وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ))

[مسلم عن النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ]

 طالما الأمر علني وأمام رئيسي، لكن قد أطبع عشرات الأوراق من هذا المال العام بالسر حتى لا يراني أحد، هذا معيار؟
الدكتور راتب :
 كلمة أقولها لعلها تفيد المستمعين إن شاء الله: يكون هناك ورق درجة أولى عليه ترويسة مطبوعة هو غسل يديه، يأخذ ورقة، هذه معدة أن تكون تقريراً، الورق غال جداً وثمين ومطبوع هذه لا تجفف بها الأيدي، إذا الشخص حاسب نفسه فهناك حساب دقيق جداً.
المذيع :
 دكتور بالقطاع الخاص مؤتمن يمكن أن يكون هناك تفاهمات.
الدكتور راتب :
 يسامحك تعتذر، أنت عندك شعب عدده يقدر بعشرين مليوناً هل تعتذر من عشرين مليوناً؟
المذيع :
 دكتور في القطاع الخاص ممكن أن أستأذن صاحب العمل لقضايا شخصية يأذن لي أو لا، في القطاع العام أنا أستأذن رئيسي وهو ليس مالكاً للعمل؟
الدكتور راتب :
 يوجد حل ثان؛ لو فرضنا أنت مقابل استخدام الأشياء من الشركة دفعت مبلغ تبرع للشركة. قال لي شخص: أنا كنت أغش وآخذ رشاوى كثيرة، هو موظف تاب إلى الله ما الحل؟ وهو من حلب، هو آخذ رشوة من ألفي شخص، قلت له: قدرهم بمبلغ وادفعهم لجمعية خيرية، لأن الدولة مكلفة أن تدعم هذه الجمعية، فكأنك رددت إلى الدولة هذه المبالغ الذي أخذتها.
المذيع :
 دكتور الرشوة ما تعريفها شرعاً؟

تعريف الرشوة شرعاً :

الدكتور راتب :
 الرشوة أن تحمل البائع على بيع هذه البضاعة بسعر منخفض مقابل مبلغ له خاص، قد يكون هذا البائع موظفاً في الدولة فأنت عندما أعطيته هاتفاً خلوياً يسر لك المعاملة قبل غيرك.
المذيع :
 لا تجوز، الحرام على من؟
الدكتور راتب :
 أقول لك كلمة دقيقة: الإنسان مبرمج على معرفة الحق والباطل.
المذيع :
 الإثم يكون على كل الأطراف أم فقط على من استلم؟
الدكتور راتب :
 على من أخذ.
المذيع :
 الراشي والمرتشي والرائش بينهما. من الرائش؟
الدكتور راتب :
 هذا موظف قال له: عملك مع فلان، يأخذ هدية، أمن له هدية يوافق لك، تشمله اللعنة، الراشي والمرتشي والرائش بينهما.
المذيع :
 دكتور لو اضطر الإنسان إلى الرشوة؟

اضطرار الإنسان إلى الرشوة :

الدكتور راتب :
 صار هذا موضوعاً ثانياً، لك مبلغ بالدولة، مبلغ ضخم جداً، قال لك شخص همساً: لا يمكن أن تأخذه خلال سنتين أو ثلاث، كل مرة نخلق لك عقبة، تدفع لنا هذا المبلغ تأخذه غداً، هنا يوجد مشكلة كبيرة جداً، دفع مبلغ من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه، المطلوب أو الأغلب الدافع لا يحاسب، أما الذي قبض فيحاسب أشدّ الحساب، مثلاً لك بضاعة ثمنها خمسة ملايين في الميناء، قال لك: أريد ألف دينار، و إلا لن أعطيك هذه البضاعة، دفع مبلغ من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه، يغلب على ظني أن الدافع لا يحاسب عند الله.
المذيع :
 دكتور من يقدر مقدار الضرورة هنا؟
الدكتور راتب :
 أنا لا أقدر أن أقدر، لا أنا ولا غيري، إلا الشخص نفسه، سيدي يوجد بضائع إذا تأخرت لا تباع مع التاجر، بضاعة موسمية، وهناك بضائع لها صلاحية معينة.
المذيع :
 دكتور أحياناً يعرقل الإنسان في الحدود فيضطر لدفع مبلغ؟
الدكتور راتب :
 دفع مبلغاً من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه، في الأعم الأغلب أن الدافع يغفر له هذا المبلغ.
المذيع :
 دكتور أحياناً يعرقل الإنسان في الحدود وقد تذهب طائرتي.
الدكتور راتب :
 نفسها، قال تعالى:

﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة البقرة:173 ]

المذيع :
 حتى أنا لا أنزل من السيارة وأقف في الطابور؟
الدكتور راتب :
 لا يجوز، حرام على من أخذ المال وعلى الدافع، لكن إن كان له صديق على الحدود وسهل له انتقاله ولم يأخذ شيئاً هذه من الله عز وجل.
المذيع :
 إذا صديقي ساعدني على حساب الآخرين.
الدكتور راتب :
 لا يجوز من دون حساب.

 

أسئلة و أجوبة :

المذيع :
 نستقبل هواتف المستمعين، أم الوليد تفضلي.
 حكم اختلاط المال الحلال بالمال الحرام فيما يخص بعض البنوك الربوي بامتلاك شركات تابعة لها في أعمال مصرفية إسلامية، مثل بنوك ربوية تمتلك ستين بالمئة من بنوك إسلامية، وما شابه.
 السؤال الثاني: الدكتور يتكلم عن القيمة الزمنية للنقود، أنا أعتقد من خلال دراستي أن القيمة الزمنية للنقود في عقد القرض وهي من عقود الإرفاق هذه لا يجوز اعتبارها قرضاً حسناً لوجه الله، لكن بالنسبة للبيوع عندما تحدد السعر بداية دكتور تؤيدني عندما تحدد السعر ابتداء أنت تحدد للزمن قيمة في بيع التقسيط غير بيع الكاش، فبالتالي أنت تعتبر القيمة الزمنية للوقت لكن مرة واحدة، فإذا تأخر وبقي الدين في ذمته، وتأخر الشخص عن السداد عندئذ يكون ربا ديون ولكن.
 أنت تقصدين إذا كان هناك سعران للسلعة من البداية سعر للنقد وسعر للأقساط وهو معلن من البداية هذا مقبول.
 نعم نستمع إلى وجهة نظر الدكتور..
 رامي أهلاً وسهلاً، أنا أشتغل على تكسي أحياناً يركب راكب يبقى العداد قرشاً أو قرشين ما حلها في هذه الأيام؟

حكم اختلاط المال الحلال بالمال الحرام :

الدكتور راتب :
 إذا اختلط المال الحلال والحرام وأنت زبون عند هذا المتجر العلماء رجحوا أن شغلك في المال الحلال.
المذيع :
 دكتور بنك إسلامي لكن جزءاً من رأس ماله من بنك ربوي يستثمر به؟

الابتعاد عن المتاجرة بالإسلام :

الدكتور راتب :
 هذه مشكلة الآن يتاجر بالإسلام، نقول للشخص: هذا بنك إسلامي وكل أموال البنك مودعة ببنوك ربوية.
المذيع :
 دكتور أنا كعميل يوجد مشكلة؟
الدكتور راتب :
 أنت ممكن أن تكتفي بالتصريح أنه إسلامي، أنت أخذت الظاهر أحببت أن تتحقق، ما البديل؟ استثمار المال بالمضاربة، يقبض الإنسان أرباح المضاربة أحل من حليب أمه.
المذيع :
 دكتور أفهم أنك لست مرتاحاً كثيراً؟
الدكتور راتب :
 لا والله، هناك إنسان عنده عمل تجاري، عنده خبرات عالية، أنا أعطيه مبلغ مضاربة يشغله يعطيني ربحاً آخر السنة، هذا المبلغ أحل من حليب أمي.
المذيع :
 دكتور أنا أريد أن أزور قريباً لي وأعرف أن جزءاً من عمله حرام، وله مداخيل من الحلال؟
الدكتور راتب :
 قلت قبل قليل: الله يجعل الذي أكلته عند قريبك الذي يجب أن تصله من ماله الحلال.
المذيع :
 دكتور إذا كان كل دخله حراماً؟ يعمل في البنك؟

الابتعاد عن الدخل الحرام :

الدكتور راتب :
 لا يجوز، صار عندك شران؛ سيدنا عمر يقول: ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشريَّن، وفرق بينهما واختار أهونهما.
المذيع :
 دكتور البيع بعقدين هل هو حكم قطعي أم أن هناك خلافاً بين الفقهاء؟

البيع بعقدين موضوع خلافي :

الدكتور راتب :
 موضوع خلافي.
المذيع :
 محمد تفضل، عن البنوك إذا البنك عمل جوائز أنك إذا فتحت عنده حساباً مقابل عشوائية يختار الأسماء هذه الجائزة حلال أم حرام، والبنك ليس إسلامياً؟
 تفضل أخي عمار، معي مبلغ من المال اشتريت به أدوات منزلية ثم أبيعه بسعر ثان، قالوا: البيعتان ببيعة حرام؟
الدكتور راتب :
 اشتريت بمبلغ هو رأسمالك، وبعت بسعر معقول لا شيء عليك.
المذيع :
 سائق تكسي لا يستطيع أن يعيد الباقي؟
الدكتور راتب :
 هذا شيء تسامح عليه.
المذيع:
 هل هو مضطر ان يسأل كل راكب سامحنا؟
الدكتور راتب :
 إذا مبلغ بسيط لا يسأل، لا يوجد عملة بهذا القدر، مما يعفى عنه.
المذيع:
 البنك يعطيك جوائز مثل اليانصيب بالسحب العشوائي.

قبول الهدايا من البنك بالسحب العشوائي :

الدكتور راتب :
 لا شيء عليه.
المذيع:
 إذا كان البنك ربوياً أضع أموالي به؟
الدكتور راتب :
 الخطأ أكبر من موضوع الهدية.
المذيع:
 في قضية تبذير المال خاصة في الممتلكات العامة.

حكم تبذير المال خاصة في الممتلكات العامة :

الدكتور راتب :
 الإسراف في الحلال والتبذير في الحرام، الذي عنده مئة طقم لماذا مئة؟ ما من داع لذلك، هناك أشياء غير معقولة اشترى نمرة واحدة في الخليج ثمنها خمسون مليوناً، ما هذه القيمة التافهة؟ النمرة وليس السيارة، هذه قيم تافهة جداً ومطبقة في بعض البلاد ويؤاخذ عليها الإنسان.
المذيع:
 في قضية المال العام الأشخاص الذين يتعاملون معه هل يأخذ حقه فقط ولا إذا في تبذير موظف يمكن أن يشتري سيارة فارهة وهي على نفقة المال العام، هل يؤاخذ؟
الدكتور راتب :
 طبعاً لا يجوز، أعرف شخصاً صار وزيراً بمرتبة عالية جداً وهو عندي صادق، لم يذهب بالسيارة العامة إلا دفع البنزين منه والصيانة منه، لأنها ملك الدولة.
المذيع:
 قد أصطدم بمركبة على الطريق وأسحب نفسي وأذهب؟
الدكتور راتب :
 لا يجوز، أضع له رسالة هذا هاتفي، أنا سبب هذا الحادث.
المذيع:
 نختم الحلقة بالدعاء.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً، وسائر بلاد المسلمين، احقن دماء المسلمين في كل مكان، وصلّ اللهم على محمد النبي الأمي وعلى آله صحبه وسلم، والحمد له رب العالمين، الفاتحة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع:
 بارك الله بكم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، ونصل إلى نهاية حلقتنا كانت عن المال الحرام، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، والسلام عليكم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور