وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 127 - المسؤولية بين التكليف بداية والتشريف انتهاء إذا أطاع الله.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلّ وسلم، أنعم وأكرم على سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحباً بكم في حلقة جديدة من طلب العلم، مع فضيلة الدكتور العلّامة محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 أهلاً وسهلاً بكم دكتورنا، عن المسؤولية بين التكليف والتشريف تدور أحداث حلقتنا معكم دكتور محمد راتب النابلسي، وأبدأ بقوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسأَلَنَّهُم أَجمَعينَ*عَمّا كانوا يَعمَلونَ﴾

[سورة الحجر: ٩٢-٩٣]

 وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في رواية الطبراني:

((من تولى من أمراء المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين))

[ المعجم الكبير عن ابن عباس ]

 دكتور أبدأ معكم بسؤال الحلقة المسؤولية هل هي تكليف أم تشريف؟

 

المسؤولية بين التكليف و التشريف :

الدكتور راتب:
 تكليف في الأصل وتشريف لمن أطاع الله.
المذيع:
 الناس تسعى للمسؤولية باعتبار أن صاحب النفوذ هو صاحب مكانة بين المجتمع، ويستطيع من خلالها أن يحقق الكثير ما رأيك؟
الدكتور راتب:
 الحقيقة هذه المكانة أمام المسؤولية التي تحملها، وسوف يحاسب عليها حساباً دقيقاً جداً ليست بشيء أمام هذه المكانة، الحقيقة الدقيقة أن الله عز وجل لم يكن معه شيء لما أراد خلق الخلق، هؤلاء الخلق في عالم الأزل خلقوا صوراً فقط:

﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ ﴾

[سورة الأحزاب: ٧٢]

 والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله:

﴿ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ ﴾

[سورة الأحزاب: ٧٢]

 طبعاً الملائكة اختاروا العقل، ركب الملك من عقل بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان، فلأننا من بني البشر نحن في عالم الأزل، حينما عرضت علينا الأمانة أي أن تكون أنفسنا بإدارتنا:

﴿ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ ﴾

[سورة الأحزاب: ٧٢]

 فلما حملها الإنسان الآية تقول:

﴿ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾

  الحقيقة التي تحتاج لتفسير هي حينما يحمل الأمانة ويؤديها كما أمره الله ليس جهولاً ظلوماً كان طموحاً كبيراً، لكن إذا حملها وخان الأمانة كان ظلوماً جهولاً، لذلك يمكن أن تقرأ قراءتين،

﴿ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾

  نعطيها معنى الاستفهام، إلا إذا أداها كما أراد الله ليس ظلوماً ولا جهولاً، أما إذا نسي أن يؤديها كما أرادها الله فإنه كان ظلوماً جهولاً.
المذيع:
 المسؤولية والإمارة وأن يكون الإنسان صاحب أمانة على المسلمين أو على الخلق أجمعين أن يكون والياً أو وزيراً أو حاكماً أو من يدور في هذا الفلك، البعض يراها أنها فرصة ليجد نفسه، ليرتقي بحياته الشخصية، ليوفر لأولاده فرص عمل، والبعض الآخر يرى نفسه مؤتمناً على هذا المكان ما هي النظرة الشرعية لهذا المنصب دكتور؟

 

كلما ارتفعت مكانة الإنسان عند الله اتسعت مسؤوليته :

الدكتور راتب:
 كلما ارتقى مكانك ازدادت مسؤوليتك، أي الزوج يحاسب قبل أن ينجب الأولاد عنه وعن زوجته، أنجب الأولاد عنه وعن زوجته وعن أولاده وعن العائلة الأوسع، ثم عن حيه، ثم عن وطنه، ثم عن أمته، كلما ارتفعت مكانة الإنسان عند الله اتسعت مسؤوليته.
 أنا أذكر هذا كثيراً؛ كنت في طائرة مع قائد الطائرة دخلنا سوريا، رأينا طرطوس وصيدا، رأيت خمسمئة كيلو متر وأنا على ارتفاع اثني عشر ألف كيلو متر، تعلمت شيئاً كلما ارتفعت مكانة الإنسان عند الله اتسعت مسؤوليته، فالأنبياء أوسع بني البشر مسؤولية، وكلما ضاقت هذه الدائرة تكون مسؤوليته أقل، فالإنسان مسؤول عن كل عمل، عن كل شيء أراد أن يفعله فلم يتمكن يحاسب عليه.
المذيع:
 دكتور هل الأصل أن الإنسان إذا وجد في نفسه كفاءة أن يطلب المنصب أم لا؟ إن طلب منه هل يتولاه؟ وأطرح هذا السؤال انطلاقاً من الحديث الذي ورد في الصحيحين:

((عن أبي نصر رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله؟ وقال الآخر مثله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إننا لا نولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه))

فهل يطلب الإنسان تولي هذه المسؤولية أم يتجنب هذا الطلب؟

 

شروط تولي الإنسان الإمارة :

الدكتور راتب:
 أنا أستهدي بكلام الله، قال سيدنا يوسف في القرآن الكريم:

﴿قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ﴾

[سورة يوسف: ٥٥]

 الإنسان إذا رأى أزمة تحيط بالأمة وهو واثق أنه يملك الحل، واثق من نزاهته وتقواه، وأنه يملك الحل، ولم يبادر لعرض نفسه لحل هذه الأزمة، فقد خان الله ورسوله، هناك أزمة طاحنة، وهو يملك حلها، فإن لم يبادر إلى طلب المسؤولية لتحل هذه الأزمة فقد أثم عند الله، لأن:

﴿قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ﴾

[سورة يوسف: ٥٥]

 فكل إنسان يرى من نفسه خبرات، قدرات، معلومات، مهارات متعلقة بالقيادة، والأمة تعاني ما تعاني، فإذا عرض نفسه على هذا العمل فقد أطاع الله ورسوله، فإن انسحب منه فقد خان الله ورسوله.
المذيع:
 متى يتولى الإمارة؟
الدكتور راتب:
 إذا فهم الإمارة مسؤولية فقط أما إذا فهمها غنائم فينبغي أن يتجنبها.
المذيع:
 عندما يتطلب الأمر أن يكون هناك فيقدم نفسه ليكون الحل؟
الدكتور راتب:
 نعم هذه هي المبادرة الطيبة، وهذا من الورع، نحن عندما ننسحب من الشأن العام سيتولى ذلك الصغار و الضعفاء.
المذيع:
 هناك أصل لهذه النقطة، دكتور الكثير من الناس يكون مؤهلاً قد يكون مثلاً طبيباً مؤهلاً لإدارة لجنة طبية أو مشفى لكن يخشى من المسؤولية؟

 

الانسحاب من المسؤولية خطأ جسيم لمن يرى نفسه مؤهلاً لخدمة الأمة :

الدكتور راتب:
 نقول له: استعن بالله ولا تعجز، إذا انسحبت والثاني انسحب، هذه المرتبة من لها غير هؤلاء المتفوقين؟ الانسحاب من المسؤولية جزء من الخطأ، لذلك أقول لكم كلمة: بلد يعاني ما يعاني الآن ما أحد أسباب معاناته؟ الكبار انسحبوا من الشأن العام، فترك الأمر للصغار وأساؤوا إساءة بالغة.
المذيع:
 أي وجودك في الشأن العام ليس لذاتك ولكن لتخدم بما فتح الله عليك من علم ومعرفة؟
الدكتور راتب:
 نعم، بالتأكيد
المذيع:
 في هذه القضية لو أن الإنسان صاحب المسؤولية اجتهد لكن اجتهاده لم يكن صواباً؟

لكل مجتهد أجر :

الدكتور راتب:
 المجتهد له أجر، وإن أصاب له أجران، أكبر باعث للاجتهاد هذا الحديث، المجتهد إن اجتهد وأصاب فله أجران عند الله، إن اجتهد وأخطأ فله أجر.
المذيع:
 مثلاً دكتور قاض لو درس المسألة بحق الله تعالى لكن بالنهاية حكمه كان خاطئاً؟
الدكتور راتب:
 مغفور له لأنه اجتهد، أنت لست مطالباً بالنتائج، أنت مطالب بالأسباب، ومن الأسباب أن تقرأ القضية قراءة متأنية، أن تبحث عن أسئلة كثيرة، أن تستجوب أناساً كثيرين، من اجتهد ولم يصب فله أجر، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، أكبر حافز هذا الكلام.
المذيع:
 دكتور أعود معكم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((من تولى من أمراء المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين))

[ المعجم الكبير عن ابن عباس ]

ضرورة اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب :

الدكتور راتب:
 طبعاً لأن الوظيفة خدمة، أنت عندما توكل إنساناً لا يليق بهذه الوظيفة فقد خنت الأمة.
المذيع:
 لكن الكثير من الناس يقول: أنا موجود في هذا المكان وأختار من أراه مناسباً، وقد يكون في الأمة من هو أجدر منه بهذا المنصب؟
الدكتور راتب:
 والله إذا كان هذا المنصب يحتاج إلى كفاءات معينة؛ كفاءات علمية وأخلاقية وأنت بحثت عن شخص آخر فقد خنت الله ورسوله كرئيس أعلى.
المذيع:
 إذاً ليست القضية أنه إذا أصبح الشخص مدير مؤسسة أن يختار على مقاسه أو من معارفه؟
الدكتور راتب:
 تختار أنفع إنسان للأمة.
المذيع:
 دكتور ما المقصد بخان الله رسوله وجميع المؤمنين؟

 

من خان الأمانة فقد خان الله و رسوله :

الدكتور راتب:
 خان الأمانة التي جيء به من أجلها:

﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ ﴾

[سورة الأحزاب: ٧٢]

 الإنسان قال: أنا لها يا رب، أعطيت له لتكون في رعايته، وفي إشرافه، فإذا وكل أمراً لمن لا يستحقه فقد خان الله ورسوله، خان حمل الأمانة، مثل بسيط لو عينت عريفاً على خمسين طالباً لكنه سيئ جداً لأنه أخ زوجتك مثلاً فقد خنت الله ورسوله حتى على هذا المستوى.
المذيع:
 حسناً دكتور لو كان هناك مصلحة شخصية للإنسان مثلاً لديه مؤسسة أو شرطة خاصة هل عليه أن يبحث عن الأكفأ أم يحكم بماله الخاص؟

 

كل إنسان حرّ بماله الخاص :

الدكتور راتب:
 بماله الخاص هو حر فيه، إذا أحبّ أن يعين أخ زوجته إرضاء لها وهذا ماله الخاص فإذا أخطأ هذا الشخص يدفع لوحده الثمن.
المذيع:
 أما إذا هناك منصب للأمة فلا يحق له.
الدكتور راتب:
 نعم بالتأكيد لا يحق له.
المذيع:
 بين ملف الواسطة وملف الرشوة، الواسطة بداية حرام أم لها أشكال؟

أشكال الرشوة :

الدكتور راتب:
 يوجد فتوى لكن دقيقة جداً، دفع مال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه، الأولى والأرجح أن الدافع لا يحاسب، أي عندك بضاعة بخمسين مليوناً، وهي في الجمارك، ولها موسم معين، فإن بقيت في الجمارك شهراً آخر تفسد، فال لك إنسان: أريد عشرة آلاف أو أؤخر تسليم البضاعة مدة شهرين، سعر البضاعة خمسون مليوناً فأنت تدفع الأقل خوف ضياع الأكثر، فدفع مبلغ من المال طبعاً هذا الكلام عليه إشكال كبير قد يفهم فهماً ما أردته، إذا عندك بضاعة يقدر ثمنها بخمسين مليوناً، وهناك شخص سيئ جدا قال: أريد عشرة آلاف أو أؤخرها سنة وينتهي موسمها، فدفع مبلغ من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه، الأولى أن ندفع هذا المبلغ، وممكن أن يكون هذا المال الذي تأخر بيعه ممكن أن يكون مئة شخص داخل فيه، أوضح من هذا الإشارة حمراء وأنا تجاوزتها، يوجد شرطي مختبئ فضبطني، إن دفعت له ليرة واحدة هذه رشوة، بإمكانك أن تقف لست مضطراً أن تخالف الإشارة، أنا أقول: دفع مبلغ من المال لدفع ضرر محقق ثابت لا يمكن تلافيه، الأولى أن الدافع كأن الله يعفو عنه، لأنه اختار أهون الشرين له، كلمة لسيدنا عمر دقيقة جداً:" ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشرين وفرق بينهما واختار أهونهما".
المذيع:
 إذا في ملف الرشوة دفع مال لصاحب منصب أو مسؤولية ليمضي لي أمراً بوجه غير قانوني، حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

((لعن الله الراشي والمرتشي والرائش))

[ أحمد عن أبي هريرة]

 من هؤلاء الثلاثة؟
الدكتور راتب:
 الراشي الذي دفع، والمرتشي الذي قبض، والوسيط بينهما.
المذيع:
 ما معنى اللعن؟
الدكتور راتب:
 اللعن أشدّ عقاب من الله وهو الإبعاد، لعنهم الله أي أبعدهم.
المذيع:
 إذا الرشوة لتقصير الوقت هذه مرفوضة إلا في الحالة الاستثنائية لدفع ضرر كبير محقق لا يمكن تلافيه، أما مثلاً شخص واقف على الطابور للجوازات وبدل أن يقف ساعة أو ساعة ونصف يدفع رشوة ويمشي جوازه أول جواز هذا حرام.
الدكتور راتب:
 أنا أتكلم عن مبلغ خمسين مليوناً، وداخل فيه مئة شخص، وطلب هذا المبلغ ظلماً وعدواناً، وأنت أمام خيارين إما أن تستغني عن البضاعة وتضر الأشخاص المشاركين بها، أو تدفع الأقل.
المذيع:
 دكتور بعض المسؤولين في بعض المناصب يقبل الرشوة بأشكال متعددة غير المال، أي ممكن أن يكون له القرار في أن يقبل رخصة مدرسة وبالمقابل أن يضع أولاده مجاناً عندهم، هل يعد هذا باباً من أبواب الرشوة؟

أبواب الرشوة :

الدكتور راتب:
 نعم، عندما يضع أولاده في مدرسة أقساطها عالية جداً ولم يأخذوا منه شيئاً، هو وافق لهم على الترخيص وفيه أخطاء كثيرة.
المذيع:
 لو كان مشرفاً في قطاع صحي وأراد أن يذهب جولة في تفقد المطاعم، صاحب المطعم يعطيه وجبة من الطعام تعتبر رشوة؟
الدكتور راتب:
 طبعاً.
المذيع:
 لو كانت إكرام له مثلاً؟
الدكتور راتب:
 لا يوجد إكرام في العمل إلا لمصلحة، لو قعد هذا في بيته هل يعطيه أحد شيئاً؟ هذا الذي عنده معمل الحلويات لو قعد في منزله هل يعطيه أحد شيئاً؟ أما عندما يدفع مقابل الأخطاء التي في الصناعة فهذه رشوة.
المذيع:
 طالما كنت في منصبي وفي عملي وهو مرتبط بالأمة كالقطاع الحكومي فلا يجوز أن يقبل هذه الرشوات مقابل تغيير قراراته؟
الدكتور راتب:
 قاض قدم استقالته لأحد الخلفاء الأمويين، قال له: لم؟ قال له: والله هذا الرجل الثاني قدم لي طبقاً من تمر فلم آخذه، في اليوم التالي حينما وقف المتخاصمان أمامي تمنيت أن يكون الحق مع الذي قدم لي طبق التمر مع أني لم آخذه فكيف لو أخذته؟ هذا الدين، لأنه تمنى في اليوم التالي أن يكون الحق مع الذي قدم لي طبق التمر مع أني لم آخذه فكيف لو أخذته؟ هذا الدين.
المذيع:
 نلخص ما قاله الدكتور في الشق الأول من الحلقة أنها تكليف وليست تشريفاً على الإنسان أن يتجنب طلبها إلا إذا كان هناك شخص مؤهل ليخدم الناس، وأن في هذا المنصب عليه أن يراعي حق الله وليس المناصب الشخصية.
 دكتور كنا نتحدث عن قضيتين أحياناً يقع فيهما بعض أصحاب المناصب والمسؤولية، القضية الأولى الرشوة وقلت:

((لعن الله الراشي والمرتشي والرائش))

[ أحمد عن أبي هريرة]

 الرائش وهو الوسيط بينهما، انتقل إلى ملف الواسطة، الواسطة ممكن أن تكون ذات جانب مشرق للبعض، أن إنساناً صاحب منصب يساعد شخصاً آخر لكن ليس على حساب أحد هل هذا فيه بأس؟

 

من طلب المنصب لعمل الخير فهو مأجور :

الدكتور راتب:
 إن طلب المنصب لعمل الخير فالطالب مأجور:

﴿قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ﴾

[سورة يوسف: ٥٥]

المذيع:
 لنفترض دكتور أن حضرتكم في منصب رفيع في الدولة وأني طلبت منك مساعدة، ولكن ليس على حساب أذية أحد، ولا تخرق القوانين، وأنت كنت واسطة لي هل هذا فيه مشكلة؟
الدكتور راتب:
 أبداً...إن كان ليس على حساب الآخرين فلا يوجد مشكلة.
المذيع:
 العكس شيخنا لو أنا طلبت من إنسان قريب أو معرفة أن يساهم في تعييني في عمل فألغيت أوراق الآخرين واستثنيت وبقيت ورقتي أنا فتم تعييني، هنا الإثم على من يكون؟

 

من طلب المنصب على حساب الآخرين فقد وقع في الإثم :

الدكتور راتب:
 على من أجرى هذه المسابقة ولم يطبقها، قام بها علنية ليغطي، ثم اختار أحدهم وأعطاه العلامة العليا سراً.
المذيع:
 هل يشمل الشخص الذي طلب العمل الإثم باعتبار أنه من طلب الواسطة أو قبل بها؟
الدكتور راتب:
 القبول له مشكلة كبيرة، حينما قبل استثناء على حساب من هو أجدر منه.
المذيع:
 ممكن بعض الأشخاص يأخذ المنح الدراسية للخارج وهو غير مؤهل. طلاب علاماتهم أعلى لكن لا يمتلكون معرفة في الدولة؟
الدكتور راتب:
 الدولة سوف تدفع مبلغ البعثة سبع سنوات مبالغ فلكية يأتي شخص أقل خبرة من شخص أكثر خبرة هذا حرام، ويشمل هذا الطالب الذي قبل بها.
المذيع:
 أنتقل الآن معكم إلى سيدنا عمر بن الخطاب، سيدنا عمر في شؤون المسلمين له باع في قصة الإدارة، وفي رواية عندما جاء لأحد الخلفاء وقال له: ماذا تفعل لو أتاك سارق؟

التزام القوة و الخبرة و الأمانة عند التعامل مع الآخرين :

الدكتور راتب:
 قال له: خذ عهدك وانصرف إلى عملك، واعرف أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك؛ إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك، وسلمتك من معرتنا أمانتك، إن وجدناك خائناً قوياً استهنا بقوتك، وأوجعنا ظهرك، وأحسنا أدبك، إن جمعت الجرمين جمعنا عليك المضرتين، وإن وجدناك أميناً قوياً زدناك في عملك، ورفعنا لك ذكرك، وأوطأنا لك عقبك. هذا النص.
المذيع:
 هذا كان خطاب التعيين من سيدنا عمر لأحد الولاة.
الدكتور راتب:

﴿قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمينُ﴾

[سورة القصص: ٢٦]

 وكلاهما شرط لازم غير كاف، تماما عندك رأس غاز وأسطوانة غاز، كلا الشيئين من دون الآخر لا قيمة له:

﴿قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمينُ﴾

[سورة القصص: ٢٦]

 القوة، الخبرة، الأمانة، والولاء لهذا الدين.
المذيع:
 هذه قضايا مهمة، الحقيقة الإنسان يلتفت إليها في هذا الجانب، دكتور لو كان إنسان يتولى منصباً قدم له مثل هذا الخطاب، ما هو أثر مثل هذا الخطاب على الوالي حينما يصله مثل هذا الخطاب؟

 

قبول الوالي خطاب من ولاه :

الدكتور راتب:
 على من ولاه يجب أن يقبله، شخص ولي شأن عام، وجاءه تحذير من الذي ولاه يجب أن يقبله، قال له: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها؟ قال: ليست لي، قال: قل لصاحبها ماتت، قال: والله إني لو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟ هذا الأعرابي البدوي راعي الغنم وضع يده على حقيقة الدين ولكن أين الله؟ ليس لها حل، الله يعلم كل شيء.
المذيع:
 دكتور سيدنا أبو ذر رضي الله عنه من عظام الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، قال: يا رسول الله ألا تستعملني؟ فضرب بيده صلى الله عليه وسلم على منكبه تحبباً وتلطفاً ثم قال:

((يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها))

 النبي عليه الصلاة والسلام عادة في الأحاديث يلاطف الصحابة.

قضية التولية مسؤولية كبيرة جداً :

الدكتور راتب:
 هذه كانت قضية عامة، تعيين وال فيها مسؤولية كبيرة جداً، لذلك لما كان سيدنا عمر يلتقي بوال، أول سؤال له لرحمته بأمته: كيف الأسعار عندكم؟ يوجد أمور دقيقة جداً فأرى أن قضية التولية فيها مسؤولية كبيرة جداً، أي كل ذنوب الذي تولى في صحيفة من ولاه إن كان يعلمها.
المذيع:
 لذلك كان خطاب النبي لسيدنا أبي ذر خطاباً مباشراً وشديداً، مع أنه لما جاء شاب للنبي عليه الصلاة والسلام قال له: ائذن لي بالزنا يا رسول الله؟

ضرورة المحاورة و الإقناع لا القمع :

الدكتور راتب:
 هذا شيء خاص، الزنا طبعاً أولاً حاوره، النقطة الدقيقة لا تقمع بل أقنع.
المذيع:
 لكن في هذا الحديث النبي لم يذكر للشاب أنك ضعيف.
الدكتور راتب:
 هذا الشاب شهوته ثارت ولم يتاح له الزواج، فأراد أن يعطيه الدواء، ليس فيها مشكلة أبداً، قصدي أنه حاوره، مثلاً شخص لا يريد أن يكون صاحب دين لا تشتمه، حاوره، أقنعه، ولا تقمعه.
المذيع:
 دكتور اسمح لي أن نشرك اتصالات هاتفية ونبدأ معك أخي أبو محمد تفضل.
السائل:
 السلام عليكم، أريد أن أسأل عندما يعم الفساد بعض الأحيان مثلاً عندما يريد شخص عداد مياه أو عداد كهرباء، تجد بعض الموظفين يضع أمامك عوائق حتى لا يمكن أن تصل بالقانون، وترى شخص بأربعين ديناراً يستطيع أن يصلح الأمر، وتصبح كل الأمور طبيعية، فأين يكون موضع هذا الإنسان؟ أحياناً أناس يطلبون الكهرباء يمد لهم خطاً كاملاً، وبعض الناس يطلبون الكهرباء يقول له: العداد لا يحتمل.

بطولة الإنسان أن يهيئ جواباً لله عز وجل عن كل عمل يفعله :

الدكتور راتب:
 أنا أقول لك أيها الأخ الكريم أنت تعلم الجواب قطعاً، مادامت وضعت على قيد مفتعلة فادفع، والله أنا لا أرى هذا الكلام مقبولاً مادمت أنت بنيت هذا الشيء على أنقاض الآخرين، على التسلسل.
المذيع:
 أي كمواطن إذا قدمت معاملة لأحصل على الكهرباء لبيتي الجديد يمكن المعاملة تأخذ شهوراً وإذا دفعت مبلغاً معيناً ثاني يوم تكون موجودة عندك.
الدكتور راتب:
 هذا أصبح موضوعاً آخر، إذا أنت دفعت مبلغاً لشيء أساسي ضروري لا يستغنى عنه، وطلب منك شيئاً، دفع مبلغ من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه. أحضرت ماكينة ومبلغها ضخم جداً ولم يعطوك رخصة للعمل، والرخصة ليس فيها شيء، عندما أخروها ليستفزوك لتدفع مبلغاً من المال هذا الشيء طبعاً رشوة، و هو مرفوض، بكلمة أدق البطولة أن تهيئ جواباً لله عز وجل، والله عز وجل يعلم كل شيء، هيئ لله جواباً، مثال آخر أب عنده أربع بنات، ثلاث بنات أزواجهم أغنياء، والرابعة زوجها فقير، فأنت اشتريت بيتاً لهذه البنت، وسكنت فيه، واستقرت، يقول لك: لم يعط الكل، أنت معك جواب لله عز وجل، الثلاثة أزواجهم أغنياء هذه زوجها ليس غنياً، أنت هيئ جواباً لله عز وجل، إذا معك جواب ليس هناك مشكلة، هذا أوضح مثل.
المذيع:
 دكتور مثلاً في الأمور الأساسية مثل الماء، الكهرباء، لو أغلقت كل الأبواب ولا يوجد إلا هذا الحل.
الدكتور راتب:
 لا يحاسب، دفع مبلغاً من المال لدفع ضرر متحقق ثابت لا يمكن تلافيه إلا بدفع هذا المبلغ، الآخذ آثم إثماً شديداً، لكن الدافع لا يأثم.
المذيع:
 أعود دكتور مع فضيلتكم إلى قضية البعض يقول: إن صاحب المنصب يجب أن يكون متديناً فقط،ي مع أن في الحديث الذي شرحته أن أبا ذر صاحب دين، لكن النبي لم يقبل الدين وحده، ما هي الشروط حتى أكون مهيئاً للمنصب؟

شروط من يكون مهيئاً لمنصب ما :

الدكتور راتب:
 أن تملك الخبرات الكافية لنجاح هذا المنصب، وأن تملك المبادئ والقيم الكافية لتمنعك من أن تأكل المال الحرام في هذا المنصب، الكفاءة والأمانة،

﴿قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنَّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القَوِيُّ الأَمينُ﴾

  القوي الكفاءة، والأمين الولاء للدين، والحق، أي إيمانه بالله يمنعه أن يقبل رشوة.
المذيع:
 هل يجب أن تكون الأمانة إيماناً بالله وحده، أي ممكن أن يكون الشخص غير مسلم ويكون شخصاً أميناً وصاحب مبادئ؟

 

الدنيا تصلح بالكفر والعدل ولا تصلح بالإيمان والظلم :

الدكتور راتب:
 ممكن لكن هذه حالات نادرة، عندي نص واحد يغطي كلامك:" ما أحسن عبد من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة " يأتي إنسان دينه ضعيف، لكن عنده شعور أنه أنا يجب أن أكون عادلاً بين الموظفين، ممكن، لذلك إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة، والدنيا تصلح بالكفر والعدل، ولا تصلح بالإيمان والظلم.
المذيع:
 حضرتك تقول: إن أول معيار هو الأمانة، والدين يحرص على الأمانة، وإن لم يوجد دين ممكن أن توجد الأمانة، أخي محمد مرحباً بك.
السائل:
 السلام عليكم شيخنا أنت تكلمت أن دفع مبلغ إذا كان هناك ضرر متحقق وثابت لكن هذه القضية مرفوضة.

خير الناس من عرف الشرين وفرق بينهما واختار أهونهما :

الدكتور راتب:
 لكن قال لي الأخ الكريم إنه بحث عن كل الطرق لعدم دفع المبلغ فلم يجد، ورأس ماله كبير جداً هذه حالة استثنائية.
السائل:
 نعم ولكن حينما تصبح ظاهرة أذهب لكل مكان لا تُنجز معاملاتي إلا بالرشوة مع أنها صحيحة.
الدكتور راتب:
 هذا بلاء عام نرجو الله أن يعافينا منه، ليس بخيركم من عرف الخير ولا من عرف الشر ولكن من عرف الشرين وفرق بينهما واختار أهونهما.
المذيع:
 دكتور أنتقل إلى قول النبي بل دعاء النبي: "من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به" لماذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء؟

الرحمة بالخلق :

الدكتور راتب:
 من رحمته:

(( إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي ))

[ الديلمي عن أبي بكر]

 أحياناً يكون هناك فرص للعمل، وإمكانيات تحقق الهدف، لكن لا يوجد موافقة، المدير العام لم يوافق، لماذا لم يوافق مادام هذا الشخص مواطناً وله الحق بالوظيفة وجيداً وعنده خبرات عالية؟
المذيع:
 هل الأصل نحن كمواطنين نمدح ونبارك للمسؤول بمنصبه الجديد أو ننصحه؟

 

الأدب في التهنئة و النصيحة :

الدكتور راتب:
 أنا أفضل إذا هنأته بمنصبه أتمنى عليك أن يكون منهجك واضحاً، تعطيه تمنيات منك، ويكون هناك أدب طبعاً.
المذيع:
 في خطبة سيدنا أبو بكر الصديق: " أطيعوني ما أطعت الله فيكم " كان الحاكم والوالي يطلب النصيحة من الناس، اليوم النصيحة صعبة، ولها تبعاتها الأمنية، وهي غير مقبولة، كيف يمكن أن تكون العلاقة بين المسؤول والمواطن؟
الدكتور راتب:
 يوجد حل وسط في الوزارة إيميل، أحياناً تأتي رسالة فها نصيحة خذ بها، واشكر صاحبها، فلو كلف موظف يقرأ التعليقات ويرفعها له فيها إنصاف ولفتة لطيفة جداً.
المذيع:
 دكتور أيضاً أنتقل إلى الجانب الآخر من تولى فأدى حق المنصب، وكان كفئاً له، واختار الأشخاص الأكفأ على اختلاف أفكارهم وأديانهم ليكونوا في هذه المناصب ما هي مكافأته عند الله؟

 

حجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح :

الدكتور راتب:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

 الإنسان يقوم بعمل صالح يكسب أجره، أصبح عنده مليون عمل صالح، فحجمك عند الله بحجم عملك الصالح، بل إن علة وجودك في الدنيا هي العمل الصالح، ما العمل الصالح؟ هو العمل الذي يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً؛ خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، لو كان هناك عمل تملك الخبرة الكافية والورع الكافي ورفضته أنت آثم عند الله:

﴿قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ﴾

[سورة يوسف: ٥٥]

المذيع:
 كما في دعاء النبي من يساعد الناس له عند الله الأجر الكبير.
الدكتور راتب:
 موظف في محل أغلق المحل، أتى زبون يريد أن يشتري صفقة كبيرة، يقول له: أغلقنا، وهذا سوف يسافر غداً، لو كان صاحب المحل لفتح المحل فوراً و أدخله، فالموظف عندما يأتيه شخص بعدما أغلق المحل ويريد أن يشتري كمية كبيرة وهو مخلص لصاحب المحل يرفع الغلق، ويبيعه البضاعة، هذا مقياس دقيق جداً.
المذيع:
 دكتور استخدام المنصب للمنفعة الشخصية.

 

حكم استخدام المنصب للمنفعة الشخصية :

الدكتور راتب:
 انت معك الجواب لست أنا... قطعا خطأ.
المذيع:
 مثلاً السيارة من الدائرة التي أعمل بها، أو من طرف حكومي، أو خاص، وأنا أستخدم هذه العربة لحياتي الشخصية.
الدكتور راتب:
 لا يجوز أبداً إلا إذا كانت طبيعة العمل تقتضي ذلك، إذا وجدت موافقة من المدير العام لا يوجد مشكلة، والله أعلم وزير أوقاف في بلدنا أقسم لي لم يذهب لمكان يخصه بسيارة الوزارة إذا ذهب يدفع هو البنزين.
المذيع:
 في النهاية هل الإنسان مفترض أن يكون أقرب إلى المسؤولية والمناصب ويسعى لها ليحق الحق أم يتجنب ذلك؟

المؤمن القوي خياراته في العمل الصالح لا تعد و لا تحصى :

الدكتور راتب:
 المؤمن القوي، صاحب المنصب بجرة قلم يحق حقاً، بجرة قلم آخر يبطل باطلاً، بجرة قلم يعين ضعيفاً، يقمع متجبراً، السلطة شيء خطير جداً، فلذلك:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

 لأنه خياراته في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، يسمح بشيء يعيد الحقوق.

 

تلخيص لما سبق :

المذيع:
 نلخص لمستمعينا في نهاية الحلقة في حديثنا عن المسؤولية والمناصب أنها تكليف، وليست تشريفاً، أن الإنسان إذا وجد بنفسه الكفاءة والأمانة عليه أن يقترب، ولا يخاف من المنصب لإحقاق الحق، ومساعدة الناس، من يخون المنصب ويستخدمه لمصالحه الشخصية عليه إثم كبير.
الدكتور راتب:
 هذا الذي يختار المنصب الرفيع، ويتواضع لله، ويخدم الناس، له مكانة عند الله لا يعلمها إلا الله، تخدم الناس، تسهل أمورهم، لا تضع عراقيل، مشكلات، محسوبيات، طلبات غير معقولة.
المذيع:
 نختم حلقتنا بالدعاء ونسأل الله تعالى القبول.

الدعاء :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد الأردن آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، اجعل جمعنا هذا في الإذاعة جمعاً مقبولاً، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الإذاعة منبراً إسلامياً للمسلمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور