وضع داكن
16-04-2024
Logo
برنامج أركان 2 - الندوة : 1 - المؤمن بين الرجاء والخوف.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
  بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، و صلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أهلاً بكم أعزائي في أولى حلقات: " أركان "، صوت في القلب نبرته اليقين، وجناحه الثقة فيمن ترجو، تبعثه ظنون حسنة صادقة في المرجو، جناحه الأمل ودربه صلاح العمل، وفي الله ما خاب رجاء، وإليه يحسن الالتجاء، كن راجياً لا ينقصك الخوف.
 الرجاء هو موضوع حلقتنا اليوم مع ضيفنا الكريم محمد راتب النابلسي فكونوا معنا..
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع :
 نسعد أن تكون باكورة هذه الحلقة مع فضيلتكم، الرجاء دائماً أحب أن أحرر هذا المصطلح، ما هو الرجاء؟

تعريف الرجاء :

الدكتور راتب :
 الحقيقة يفهم الرجاء مع ما يقابله، ربنا عز وجل يقول:

﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾

[ سورة الرحمن: 78]

 قال بعضهم: أن تحبه بقدر ما تخافه، ذو الجلال أي ينبغي أن تخافه، أن تعظمه، أن تخاف أن تعصيه، أن تخاف أن تؤذي مخلوقاً هذا الجلال، والإكرام أن تطمع بعطائه، وبمغفرته، وبقبول توبتك عن شيء ما، بين الجلال والإكرام، هذا الموقف دقيق جداً كمن يمسك العصا من وسطها، هنا جلال ينبغي الطاعة والخوف، وهنا جمال يقتضي السعادة، لو فرضنا الإنسان كان قاسياً ولم يكن لطيفاً هناك مشكلة، أو كان لطيفاً ضعيفاً ولم يكن قوياً هناك مشكلة، دائماً الوضع الوسط متعب يحتاج إلى جهد، التطرف سهل، إما تساهل كبير، أو تشدد غير معقول، فبطولتنا فيمن حولنا، وهذه الصفة يحتاجها أي منصب قيادي بدءاً من الأب وانتهاءً بالأمير، يجب أن يخافه الابن، وأن يطمع بعفوه، طبعاً التطرف سهل جداً، يحسنه كل إنسان، أما أن تجمع بين الطرفين بحكمة بالغة فهذا هو الموضوع الذي ينبغي أن يكون واضحاً لدى المشاهدين، الجلال يقتضي الخوف والطاعة والإقبال والورع وخوف المعصية وخوف كسب المال الحرام وخوف أن يبحث عن شيء لا يرضي الله، أما الجمال فأن يطمع بعطائه وكرمه.
المذيع :
 نلخصه بأنه الطمع في فضل الله ورحمته.
الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾

[ سورة يونس: 58 ]

 خلقنا ليسعدنا لا ليعذبنا، خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض.
المذيع :
 الإنسان في بعض المواسم الإيمانية حينما يقبل على طاعة يجد نفسه يريد أن يرتجي ما عند الله من رحمة، ويخاف أن هذه الأخطاء التي ارتكبها أن تؤثر عليه..

 

الالتفات إلى الله قبل فوات الأوان :

الدكتور راتب :
 إذا تاب العبد توبة نصوحة أنسى الله حافظيه والملائكة وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه. ما هذا العطاء؟ رحمة الله وسعت كل شيء ونحن شيء، رحمة الله تسعنا، البطولة أن تلتفت إلى الله قبل فوات الأوان، قال تعالى:

﴿ وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ﴾

[ سورة الأحزاب: 18]

﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾

[ سورة الأنعام: 158 ]

المذيع :
 هذا يجعلنا أن نسأل سؤالاً مهماً، ما هي حقيقة الرجاء وعلاماته؟

 

حقيقة الرجاء وعلاماته :

الدكتور راتب :
 الأصل في الرجاء أن تعرف الله، إن عرفت رحمته، عرفت عفوه، عرفت محبته لك، عرفت حرصه على توبتك، إذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى مناد في السماوات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله، فرح ربنا بتوبة عبده المؤمن شيء يفوق حد التصور:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء))

[ تفسير ابن كثير]

 هو ينتظر عودتنا إليه، ينتظر صلحنا معه، ينتظر إقبالنا عليه، هذا الموقف الإلهي.
المذيع :
 كيف نفرق بينه وبين التمني؟

 

الفرق بين التمني و الرجاء :

الدكتور راتب :
 التمني أن تتمنى شيئاً ولا تقدر على ثمنه، طالب تمنى أن يكون الأول على القطر، أما الذي يدرس ويتمنى التفوق فهذا يحقق له التفوق، السعي مهم جداً، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾

[سورة الإسراء: 19]

 آمن بالله، آمن بأسمائه الحسنى، صفاته العلا، آمن بقدرته، آمن بمحبته لنا، آمن بعفوه، آمن بقبول التوبة، هذا آمن بالله وعمل صالحاً، قال تعالى:

﴿ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[ سورة البقرة: 38 ]

 هذه العبارة تغطي الزمن كله، لا خوف عليهم مما سيأتي، ولا هم يحزنون على ما مضى، لذلك عن سيدنا الصديق أنه ما ندم على شيءٍ فاته من الدنيا قط، لا خوف عليهم في المستقبل ولا هم يحزنون، هذا وعد الله عز وجل، و زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، أساساً يوجد نص لطيف أعطي النبي دواء ذات الجنب، قال: هذا مرض ما كان الله ليصيبني به، وأنا أخاطب أي مؤمن على الشاشة، مادمت أنت مع الله، مستقيم على أمره، زواجك إسلامي صحيح، لا يوجد أخطاء كبيرة، أنت في حفظ الله، وفي ضمانته، وإنك في عينه، قال تعالى:

﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾

[ سورة الطور: 48 ]

 هذه للنبي الكريم، قال العلماء: أية آية موجهة للنبي لكل مؤمن منها نصيب.
المذيع :
 بعض الناس يصل إلى مرحلة التغيير، أي يصل إلى مرحلة القنوط.
الدكتور راتب :
 القنوط سيدي يقترب من اليأس، واليأس يقابل الكفر، قال تعالى:

﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

المذيع :
 يأتيه نداء يقول له: ماذا فعلت؟

 

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب :
 هذا كلام شيطاني، لكن أنا لي نصيحة؛ الإنسان بحاجة بعد أن طلب العلم، وعرف الله، واستقام على أمره، بحاجة إلى حاضنة إيمانية، بحاجة إلى مجتمع مؤمن، بحاجة إلى سهرة مع مؤمنين، بحاجة إلى نزهة مع مؤمنين يقوي بعضهم بعضاً، ودليلها القوي قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

 كن معهم، قال تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾

[ سورة الكهف: 28 ]

 يوجد ملمح لغوي دقيق جداً، قد يتوهم السامع أن أغفلنا جعلناه غافلاً، ليس هذا في اللغة إطلاقاً، معنى أغفلنا باللغة وجدناه غافلاً، عاشرت القوم فما أجبنتهم ما وجدتهم جبناء، عاشرت القوم فما أبخلتهم ما وجدتهم بخلاء،

﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ ﴾

 بمعنى دقيق من وجدناه غافلاً:

﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾

[ سورة الكهف: 28 ]

المذيع :
 نريد حاضنة إيمانية، مجتمع مؤمن، عندنا علاقات العمل هذه ليس لها علاقة، نريد العلاقات الحميمة تكون مع مؤمنين، سفرة مدة شهر أو أسبوعين، سهرة مع أشخاص للساعة الثانية عشرة ليلاً يجب أن تكون مع مؤمنين، هؤلاء حاضنة إيمانية، لو إنسان أهمل هذه الحاضنة قد يرجع إلى ما كان عليه.
الدكتور راتب :
 هذه من العوامل التي تساعد على بقاء الإيمان.
المذيع :
 آية قرآنية:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾

[ سورة الكهف: 28 ]

 أمر إلهي.
الدكتور راتب :
 الرجاء أمر قلبي أليس كذلك؟

 

الرجاء أمر قلبي مع ضرورة الأخذ بالأسباب و التوكل على الله :

المذيع :
 قلبي، لكن أحياناً أنت عندما تقدم أسباباً تحقق الرجاء، تكون أديباً مع الله، أنت عندما ترجو أن تنجح وتدرس الله يتولى النجاح مع التفوق، أما لا تدرس إطلاقاً فهذا كلام فارغ، أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك، مثلاً مريض يذهب إلى الطبيب، ويأخذ الدواء بتعليمات دقيقة، الآن أديت الذي عليك بقي من الله الذي لك، قد يمنحك الله الشفاء التام، أما من لم يأخذ بالأسباب أقول هذه الكلمة: الغرب أخذ بالأسباب وألهها، واعتمد عليها، ونسي الله، فوقع في وادي الشرك، والمسلمون لم يأخذوا بالأسباب وقعوا في وادي المعصية، الموقف الإيماني الكامل المتوازن الرائع أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، أنا عندي سفرة أراجع العجلات والزيت والمحرك والمكابح مراجعة تامة، فالذي يأتيني بهذه السفرة بخلاف ذلك هذا قضاء من الله وقدر، لذلك ما معنى قضاء وقدر؟ القضاء حكم، القدر معالجة، فإنسان يعالج مريضاً وجد ضغطه مرتفعاً حكم عليه بارتفاع الضغط، أعطى أمراً بإلغاء الملح في الطعام، القضاء حكم والقدر تقدير من الله، أما أنت لا تتحرك ولا دراسة ولا عمل، فهذا شيء بخلاف المنهج.
 سيدنا عمر لما رأى جملاً أجرب، فسأل صاحبه: يا أخا العرب ما تفعل به؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، قال: يا أخي هلا جعلت مع الدعاء قطراناً. ما أخذ بالأسباب، أنا الآن وضعت يدي على مشكلة المسلمين الأولى في العالم، ما أخذوا بالأسباب، الغرب أخذ بالأسباب أخذاً مذهلاً، لكنه اعتمد عليها وألهها، وقع في واد، باخرة التيتانيك، التي أغرقها الله عزَّ وجل، حينما صُنِعَت قيل في نشرة بيانيِّةٍ لها: إنَّ القدر لا يستطيع إغراق هذه السفينة، في أول رحلة من رحلاتها قال أحد القساوسة: إن غرق هذه السفينة درس من الله لعباده. قالوا عن هذه المركبة: المتحدي، تتحدون من؟ بعد سبعين ثانية أصبحت كتلة من اللهب، أنا أقول: أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
المذيع :
 مع برنامج أركان وموضوع حلقتنا الرجاء، مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، الرجاء الحسن يقول الله عز وجل:

(( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ))

[متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

الرجاء الحسن :

الدكتور راتب :
 هو ينتظرنا، لكن الرجاء يقتضي الإيمان الدقيق بوجود الله أولاً، وبقدرته ثانياً، وبرحمته ثالثاً، وبمحبته لنا رابعاً، هذا الدعاء، الدعاء هو العبادة:

((الدعاء مخ العبادة))

[الترمذي عن أنس بن مالك]

 ما معنى أنا أدعو؟ أدعو من يسمعني، أدعو من هو موجود أساساً، أنا آمنت بوجوده، وبوحدانيته، وبكماله، وبأنه يسمعني، وبأنه قادر على إنجاز ما طلبت منه، هذه الممهدات للدعاء، عندئذ يأتي الجواب، فالرجاء هو إيمان، أحدهم يعرف شخصاً يملك كل شيء في البلد يخاف من شرطي؟ المؤمن رجاؤه مع الله عز وجل، والله يحبنا أن نرجو رحمته، النبي في الهجرة تبعه سراقة، يقول له: كيف بك يا سراقة إن لبست سواري كسرى؟ دقق في هذا الكلام ماذا يعني؟ يعني أنني سأصل سالماً، هذه ثقته بالله، وسأنشئ دولة، وسأعد جيشاً، وسأحارب أكبر دولتين في العالم، وسأنتصر عليهما، عظمة هذا الدين أن الله عز وجل يتمنى علينا أن نثق به.
المذيع :
 ابن القيم له كلام جميل عن الرجاء منها إظهار العبودية.

 

الرجاء هو إظهار العبودية لله عز وجل :

الدكتور راتب :
 النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أعلى مرتبة بلغها مخلوق، قال له: يا رب- بالإسراء والمعراج- اجعلني عبدك؟ الإنسان كلما خضع لعبودية الله ارتقى عند الله، وكلما قال: أنا، أي ملخص الملخص، تقول: أنا، يتخلى عنك، تقول: الله، يتولاك، من هم الصحابة؟ قمم البشر، في بدر افتقروا فانتصروا، هم هم وفيهم سيد البشر، في حنين لم يفتقروا بل اعتدوا بعددهم.
المذيع :
 كيف نوفق بينها وبين الأسباب الذي ذكرتها؟
الدكتور راتب :
 أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء كالغرب، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، هذه ليست سهلة، أن تجمع المتناقضين، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، أنا عندي سفرة أراجع العجلات والزيت والمحرك والمكابح مراجعة تامة، الآن أقول: يا رب أنا أديت الذي عليّ، واطلب منك أن تسلمني، هذا الموقف بكل حياتنا، بدراستنا، بكل نشاطات حياتنا.
المذيع :
 قال تعالى:

﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾

[سورة القصص: 24]

الدكتور راتب :
 الغرب أخذ بالأسباب وألهها واعتمد عليها ونسي الله فوقع في وادي الشرك، والمسلمون لم يأخذوا بالأسباب أصلاً فوقعوا بالمعصية، بين مشرك وعاص.
المذيع :
 هل هناك أنواع للرجاء؟ رجاء محمود ورجاء مذموم.

 

أنواع الرجاء :

الدكتور راتب :
 الرجاء من دون أخذ بالأسباب هذا احتقار لقوانين الله عز وجل، الله عز وجل يخرق هذه القوانين لأنبيائه كمعجزات دالة على نبوتهم، أما يخرق القوانين من أجل إنسان كسول، ما درس وما نجح فقال: هكذا الله قدر علي، هذا الكلام فيه خطأ كبير، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فإن لم تنجح الآن حكمة بالغة، الله ما كتب لك أن تنجح، درس وأتقن دراسته ولكن صباح يوم الامتحان حادث سيارة فلم يستطع تقديم المادة، هذا قضاء وقدر، أما أصلاً فهذا تقصير بسبب عدم الأخذ بالأسباب، مأخذ الكهرباء مفتوح وليس مغلقاً، الطفل يمشي في الحمام والأرض فيها ماء وضع يده مات الطفل، الله كتب له أن يموت لا هنا يوجد تقصير، إذا كل طبيب عزا خطأه للقضاء والقدر انتهى الطب، هناك خطأ من الطبيب يحاسب عليه.
المذيع :
 إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة، بين الإنس والجن والبهائم، بها يتراحمون، وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة، هل هذه تعطينا أملاً أكبر للرجاء عند الله..

عدل الله عدل مطلق :

الدكتور راتب :
 والله أنا أرى أن عدل الله يقتضي أن نأخذ ما فعلناه، أنا أقول: إنسان لا يشتغل إطلاقاً، لا يستقيم إطلاقاً، لا يدقق بدخله، فيه حرام، لا يوجد عنده أي ضابط بعلاقته مع النساء ويرجو رحمة الله؟ سذاجة مطلقة وهو يستخف بأمر الله عز وجل، عندما يكون الإنسان عظيماً أمامك تحترم قوانينه، قواعده، له أوامر ونواه، لما آخذ بها أستحق وعوده، أن أمني نفسي بوعوده من دون أخذ بالأسباب، لا يوجد عدالة في الأرض، إنسان تزوج امرأة وأنجب أولاداً ورباهم تربية عالية جداً، وبذل جهداً كبيراً في دخله الحلال، يأتي شخص لم يطبق شيئاً من الدين، ماله كله حرام، وعلاقاته معاص وآثام، ثم علق أمله بالله فدخل الجنة، هذه تتناقض مع عدالة الله.
المذيع :
 وإن تاب؟
الدكتور راتب :
 إن تاب انتهى الأمر، لذلك قال تعالى:

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾

[ سورة مريم: 71 ]

 هذه الآية تحير، إن حرف نفي، أي ما من واحد منكم إلا سيرد النار، العلماء قالوا: دخول النار شيء وورودها شيء آخر، الدخول استحقاقاً وعذاباً، أما ورودها فموعظة، الإنسان يرد النار ليرى عدل الله المطلق، لأن أسماء الله الحسنى في الدنيا كلها محققة، إلا اسم العدل محقق جزئياً، يوم القيامة الإنسان يرد النار ليرى عدل الله المطلق.
 حاكم بلد عمل سجناً حضارياً كبيراً، يأتي رئيس دولة عظمى يريه السجن، يدخل السجن، لكن هذا ليس مسجوناً، هذا رئيس دولة، ليرى هذا السجن الحضاري.
المذيع :
 إنسانان، مؤمن وعاص، على النقيض قد يصل إلى مرحلة التوبة.

 

الشهوات حاجز بين العبد و ربه :

الدكتور راتب :
 أنا لي رأي دقيق؛ إذا إنسان مقيم على المعاصي لا يستطيع أن يتوب، حبك الشيء يعمي ويصم، محبته للشهوات هذه تكون حاجزاً بينه وبين الله، قال تعالى:

﴿ وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ﴾

[ سورة الأحزاب: 18]

﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾

[ سورة الأنعام: 158 ]

 أنا لا أستطيع أن أغير القرآن الكريم، مات على هذا، لو تاب قبل يوم لنجى، لكنه لم يتب، الذي يتوب قبل أن يموت قد ينجو ولكن له مرتبة قليلة جداً.
المذيع :
 نعزز عنده قد ينقلب حاله..
الدكتور راتب :
 الله خلقنا ليرحمنا، خلقنا ليسعدنا في الدنيا، إذا تاب العبد توبة نصوحة أي ختم الله له حياته بالإيمان، أما أنا فإيماني الحقيقي بهذا الموضوع له أعمال صالحة في الدنيا لكن لم يكن يطبق العبادات، ما أحسن عبدٌ من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة، تجد شخصاً مدير شركة يعطف على العمال، لا يحاسبهم، يرحمهم، هذا يفتح مع الله باباً خفيفاً، كيف المركبة يدور المحرك والمركبة متوقفة، إنسان له مع الله أعمال صالحة خفيفة، له مع الله خط ولكنه ليس مطبقاً كل العبادات، هذا له معاملة خاصة.
المذيع :
 ما توجيهك لمن يريد أن يقبل على الله؟

 

ثمن الرجاء طاعة الله :

الدكتور راتب :
 أن تقدم ثمن الرجاء، أنا أرجو أن أنجح في الشهادة فأدرس، أرجو أن أصل إلى رحمة الله فأستقيم، عندما تقدم الثمن قد يأتي الثمن أقل مما ينبغي، الثمن الطاعة، قال تعالى:

﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا ﴾

[سورة الأحزاب: ٧١]

المذيع :
 ما هي المعينات على هذه الطاعة؟
الدكتور راتب :
 الصحبة الصالحة، تحتاج إلى حاضنة إيمانية، لا تقدر أن تستقيم إذا حولك أناس فسقة أو متفلتون، تحتاج إلى حاضنة إيمانية دليلها:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

 كن معهم، قال تعالى:

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾

[ سورة الكهف: 28 ]

المذيع :
 والأجواء العامة، البيئة؟
الدكتور راتب :
 يوجد علاقات عمل وعلاقات حميمة، بالعلاقات الحميمة لا تصاحب إلا مؤمناً.
المذيع :
 أقصد من كان مسؤولاً على منصة من منصات الحياة، هذا ممكن أن يساهم في إصلاح المجتمع؟
الدكتور راتب :
 لو أراد أن يريح الناس يحاسب على ذلك، ما أحسن عبدٌ من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة، إذا شخص عمل تأميناً صحياً الله يقويه في الدنيا، عمل تكافؤ فرص يقويه في الدنيا.
المذيع :
 كرم الله عظيم نسأل الله أن يرزقنا من فضله، كنت تؤكد تكراراً أن من أراد أن يرجو رحمة الله عز وجل وينجو من عذابه أن يكون مقيماً على الطاعة، لكن قبل أن نعرف كيف نقيم على هذه الطاعة من المهم أن نعرف ما هي كليات هذا الدين؟

كليات الدين :

الدكتور راتب :
 كنت في أمريكا، ودعيت لأزور معمل السيارات الأول في أمريكا كاديلك، المرافق الذي يشرح لي قال: هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة، أنا كراكب سيارة أرى لها غلافاً معدنياً، ومقاعد وعجلات ومحركاً ومقوداً، من ثلاثمئة ألف لسبع قطع، فإذا كان الدين فيه ألف موضوع وألف عالم وألف كتاب، الكليات الكبرى في الدين أول شيء العقيدة، ما لم تصح العقيدة لا يصح شيء، إن صحت صح كل شيء، العقيدة أي الفكر الديني، الجانب النظري من الدين، المرجعيات الفكرية، العقلي، الأيديولوجي، هذا الجانب يوجد به إنسان خلقه الله عز وجل لا يفكر بهذا الدين، وعظمته، وأسباب نجاحه، ومصداقيته، وفحوى القرآن، وفحوى السنة، هذه أشياء أساسية، إنسان سوف يموت، الموت ينهي غنى الغني، ينهي فقر الفقير، ينهي ضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ينهي دمامة الدميم، ينهي ذكاء الذكي، يجب أن يفكر بالمستقبل، وأخطر شيء مغادرة الدنيا، الإنسان عندما يكون عنده عقيدة صحيحة، وحركة صحيحة، يرتاح، يسعد في الدنيا قبل الآخرة، عنده فحص وهو درس دراسة جيدة، الدراسة الجيدة سبب للنجاح في الفحص، إذا إنسان لا يوجد عنده وقت يقتطعه من أجل معرفة الله، ودينه، ومنهجه، والحلال والحرام، والصح والخطأ، والفرض، والسنة، والدنيا والآخرة، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، لكن أنت غير مكلف بالتبحر، مثلاً الذي ينزل بالمظلة يمكن أن يجهل شكل المظلة، يا ترى دائري؟ بيضوي؟ مربع؟ مستطيل؟ يمكن أن يجهل نوع القماش، خيوط صناعية، أو طبيعية، يمكن أن يجهل كم عدد الحبال، لكن إذا جهل طريقة فتحها ينزل ميتاً، طريقة فتحها سماه العلماء ما ينبغي أن يُعلم بالضرورة، أركان الإسلام، أركان الإيمان، الأحكام الشرعية بعملك، إذا كان تاجراً أحكام التجارة، موظفاً أحكام الوظيفة، يجب أن تعرف الله عز وجل، تعرف الحلال والحرام، هذا الحد المقبول، سماه العلماء ما ينبغي أن يُعلم بالضرورة.
المذيع :
 هذا الأول.
الدكتور راتب :
 الآن الاستقامة، ما لم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئاً، دين بلا استقامة فولكلور إسلامي، شكل فقط، أو تراث، أو حضارة إسلامية، أو تطلعات إسلامية، أو أرضية إيمانية، المنهج الإسلامي منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، هذا المنهج، أنت أعقد آلة في الكون، ولهذه الآلة البالغة التعقيد والبالغة الخطورة صانع حكيم، ولهذا الصانع الحكيم تعليمات التشغيل والصيانة، وانطلاقاً من حرصك على سلامتك وسعادتك، يوجد تعبير غير مقبول من أنانيتك يجب أن تتبع تعليمات الصانع، أول شيء بالعقيدة فكر، ويجب طلب العلم ثم الاستقامة، ولكن الاستقامة سلبية، أنا ما أكلت مالاً حراماً، ما غششت، كلها ما، لا يوجد إيجابيات، تحتاج عملاً صالحاً، أي عمل يصلح للعرض على الله، ولا يصلح إلا إذا كان خالصاً وصواباً. خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، أنت عندك فكر نظري، عقيدة، استقامة، جانب سلبي، وعندك جانب إيجابي هو العمل الصالح، هو علة وجودنا في الدنيا.
المذيع :
 الاستقامة هي العمل الصالح، هي تجمع ما بين الترك والعمل.
الدكتور راتب :
 العلماء قالوا: إذا اجتمعا تفرقا، وإن تفرقا اجتمعا، إذا قلنا: استقامة، نقصد بها العمل الصالح، إذا قلنا: عمل صالح، نقصد به الاستقامة، أما إذا قلنا: الاستقامة والعمل الصالح فإذا اجتمعا تفرقا، الاستقامة سلبية ما غششت، العمل الصالح إيجابي بذلت مالي، بذلت علمي لوجه الله، الآن جانب جمالي الصلة بالله، قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 إنك إذا أديت الصلاة ذكرته، وأديت واجب العبودية، لكنه إذا ذكرك ماذا يكون؟ منحك الرضا، منحك الأمن، منحك السكينة، التوفيق، لو أمضينا شهراً في تعداد فضائل معرفة الله لا ننتهي، أنت عندك نظر ثاقب، عندك حكمة، عندك أسرة ناجحة، الله ألهمك أن تربي أولادك تربية صالحة، وأنت في تفاهم مع زوجتك، وصحتك جيدة، لأن هذا منهج الله، أنت الآن تطبق تعليمات الصانع، و لا يوجد إنسان يطبق تعليمات الله عز وجل إلا عنده نتائج إيجابية، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.
المذيع :
 الكليات.
الدكتور راتب :
 العقيدة أولاً، الاستقامة، العمل الصالح، والاتصال بالله الحقيقي، قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 إنك إن ذكرته ذكرك، إذا ذكرك أعطاك الأمن، خاصة بالمؤمنين، أعطاك الرؤية الدقيقة، النجاح في بيتك، في عملك.
المذيع :
 كيف نفرق بينها وبين من يرى العقل والمال والنفس ككليات؟

 

التفريق بين كليات الدين الأساسية و بين من يرى أن العقل والمال والنفس كليات :

الدكتور راتب :
 الإنسان نفس، النفس أعطاها عقلاً، شهوة، هذه الشهوة من مقومات التكليف، هذا موضوع آخر، مقومات التكليف العقل، و الفطرة، والجسم، الفطرة متوافقة مع الشرع، قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾

[ سورة الروم: 30]

 العقل جهاز كاف لمعرفة الحق، والفطرة كافية لمعرفة الخطأ، إذا إنسان عاش بالأدغال، ما سمع كلمة توجيه بحياته، واصطاد أرنباً وشواه وأكله لوحده، وأمه إلى جانبه وما أطعمها ألا يتضايق؟ هذه الفطرة، عندنا عقل، استقامة، عمل صالح، وصلة بالله، أصل الدين هذه الصلة، إن أحكمتها وصلت إلى الله عز وجل، لذلك لا خير في دين لا صلاة فيه، قال تعالى:

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 إن ذكرتني أذكرك يا عبدي، بالذكر أوفقك، سعيد في بيتك، بعملك، بصحتك، مع أولادك، لك مكانة و هيبة، والله لو أردنا أن نعدد ميزات المؤمن لا تعد ولا تحصى، هذا مؤمن عرف الله عز وجل، هذا المؤمن طبق تعليمات الصانع، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال : 33 ]

 معنى وما كان نفي الشأن لا نفي الحدث، لو إنسان سأل شخصاً قال له: هل أنت جائع؟ يقول: لا، لكن لو قال له: هل أنت سارق؟ هل يكفي أن يقول: لا، يقول: ما كان لي أن أسرق، هذا نفي الشأن، ليس من شأني أن أسرق، ولا من طبيعتي، ولا من منهجي، ولا من مبدئي، ولا أقبل، ولا أسمح، وأرفض، ينفى بهذه الصيغة اثنا عشر فعلاً، ما كان الله ليعذبهم، أي مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن نعذب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم قائمة في حياتنا، أما إذا أكلوا المال الحرام، وغشوا في البيع والشراء، واختلطوا وما دققوا في قواعد الحلال والحرام فعندنا مشكلة.
المذيع :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال : 33 ]

رحمة الله في الاستغفار :

الدكتور راتب :
 الحقيقة رحمة الله في الاستغفار، الاستغفار يعني الإقلاع عن الذنب واحد، والعزيمة ألا أقع فيه مرة ثانية، والثالثة أن أصحح الخطأ الذي نجم عنه، يوجد مال حرام أرجعه لصاحبه، والندم والعزيمة ألا أقع فيه مرة ثانية، إذا تاب العبد إلى الله توبة نصوحة أنسى الله حافظيه، والملائكة، وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 كل الشكر لضيفنا الكريم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 أنا أشكر لكم دعوتكم وحفاوتكم، وأتمنى لبلدكم أن يعيش حياة راقية.
المذيع :
 الشكر لكم أعزائي المشاهدين على طيب المتابعة، نلقاكم في حلقة جديدة من برنامج:" أركان " في الختام نقول: إقلاع وندم وعزيمة ثم تصحيح لخطأ كان ثم نرجو من الله الرحمة والغفران إلى اللقاء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور

   

موضوعات متعلقة