وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 155 - الشبهات5 – الإلحاد
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلِّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في حلقة جديدة مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، أهلاً ومرحباً بكم أستاذنا وشيخنا، حياكم الله.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 أهلاً بكم دكتور محمد، حلقتنا في هذه السلسلة نتواصل نحن وإياكم في الجزء الخامس منها في حديثنا عن رد الشبهات حلقتنا لهذا اليوم نتحدث فيها عن الإلحاد، هذا الملف الذي يبدو أنه بات الحديث عنه كبيراً في الأيام الأخيرة، هل فعلاً له وجود أم لا؟ ما هي حقيقته؟ نريد أن نتناقش مع فضيلة الدكتور في هذه المسألة، نبدأ بقول الله سبحانه وتعالى في صورة الجاثية بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 24]

 دكتورنا الكريم، أهلاً وسهلاً بفضيلتكم.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 ما هو الإلحاد؟

تعريف الإلحاد :

الدكتور راتب :
 الإلحاد أن تنكر الشمس في رابعة النهار، الملحد لا يُتهم بعلمه، بل يُتهم بعقله، لأن الملحد إنسان أنكر ضوء الشمس الساطعة في رابعة النهار، الحقيقة ما وجدت أبلغ من توضيح هذا الموضوع، وسلبيته، وافترائه، وبعده عن الحقيقة، من أن أروي في هذا اللقاء المباشر الطيب ما قاله الملحدون والطغاة وهم على فراش الموت.
 الأول: سيزار بورجيا، يقول: " في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له ".
أي مشكلة الإنسان الغافل عن الله، الشارد يعيش لحظته، الآن يأكل، ويشرب، ويستمتع، ويتفلسف بالمعنى السلبي، أي هكذا رأيت، عندي شيء غير موجود، من أنت؟ فمن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ؟
 فالإنسان عندما يكون بعيداً عن الدين، وشهواته محققة، ونسي الموت، ونسي المغادرة، لكن متى الشيء الفاصل؟عند مغادرة الدينا، سينتقل من القصر إلى القبر، من بيت، زوجة، أولاد، بنات، لقاءات، سهرات، ولائم، عزائم، رحلات، سياحة، إلى قبر، القبر شيء مخيف.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 لذلك القبر يظهر الحقائق.
 أذكر أحد الصالحين عنده بيت واسع جداً، حفر فيه قبراً، وكان يضطجع كل يوم خميس في هذا القبر ويقول:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنين :99 - 100]

 يخاطب نفسه ويقول لها: قومي لقد أرجعناك، لذلك الإنسان حينما يدنو أجله يقول:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنين :99 - 100]

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

[ سورة الفجر: 24]

 كلمات الإنسان حينما يأتيه الموت بالقرآن واضحة جداً.

﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾

[ سورة يونس: 71]

 حتى الذي ادّعى أنه إله، يوجد ملحد، ويوجد إنسان ادّعى أنه إله، فرعون قال حينما أدركه الغرق:

﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

[ سورة يونس: 90]

 الذي ادّعى أنه إله عند الغرق قال:

﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

 فالبطولة أن تعد لهذه الساعة التي لابد منها، الموقع الصحيح، الموضوعي، العلمي، في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له.
المذيع:
 إذاً يبدو دكتور أن الإنسان حينما تأتي اللحظة الحاسمة يدرك الحقيقة.

 

فحوى دعوة الأنبياء :

الدكتور راتب :
 تنكشف الحقيقة، انظر سيدي، الإنسان إذا اقترب من الموت، فحوى دعوة الأنبياء كلهم يراها ناصعة واضحة عند الموت.
المذيع:
 ما هي فحوى دعوة الأنبياء؟
الدكتور راتب :
 أن هناك آخرة، وهناك إله سيحاسب، وسيعاقب، وهناك جنة و نار، وعمل صالح و عمل سيئ وعمل مجرم، فالإنسان يكون في حياته مغشى عليه، لأن الشهوة تعمي وتبصر، قيل: حبك الشيء يعمي ويصم، فالشهوة حاجب بينه وبين الله عز وجل، المستقيم لا يوجد عنده شهوة، عنده شهوات لكن يصرفها بالقنوات السليمة.
 بالمناسبة ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناةً نظيفةً طاهرةً تسري خلالها، بالدين لا يوجد حرمان أبداً، الله أودع فيك شهوة المرأة؟ يوجد زواج، المال؟ يوجد عمل، أي شهوة أودعت فينا لها مخرج في عمل صالح، الإنسان عنده شهوة المال، والنساء، والعلو في الأرض، ثلاث شهوات محققة في الدين، النساء؟ تزوج.

﴿ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾

[ سورة النساء : 3]

 المال؟ اشتغل، العلم في الأرض؟ يكون لك عمل صالح.

﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

[ سورة الشرح: 4]

 الله قال هذا للنبي، وكل إنسان له عمل صالح يرفع الله له ذكره.

 

أقوال الملحدين والطغاة وهم على فراش الموت :

 أول ملحد سيزار بورجيا قال: " في حياتي كنت أستعد لكل شيء إلا الموت، وأنا الآن أموت ولست مستعداً له".
 الملحد الثاني: توماس هوبز، فيلسوف وسياسي، يقول: "أنا على وشك القفز في الظلام، ولو كنت أملك العالم في هذه اللحظة لدفعت لشراء يوم في الحياة "، لو يملك العالم، شركات الأرض، أراضي الأرض، بيوت الأرض يملكها كلها لدفعها ليعيش يوماً واحداً يتوب فيه: " أنا على وشك القفز في الظلام، ولو كنت أملك العالم في هذه اللحظة لدفعت لشراء يوم في الحياة":

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

[ سورة الفجر : 24]

 أمر، حالة نفسية الندم، الندم شعور لا يحتمل، فرط، أي شخص وجد الجنة وما فيها من نعيم مقيم إلى أبد الآبدين ضيعها بسنوات معدودة، أمضاها في المعاصي والآثام.

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾

[ سورة الفجر: 24-25]

 يقابلها:

﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي *﴾

[ سورة الفجر: 27-30]

 مسافة كبيرة جداً بين مؤمن أمامه جنة إلى أبد الآبدين، وبين مجرم أمامه نار إلى أبد الآبدين، مسافة كبيرة جداً.
المذيع:
 دكتور، إذا كان النور والإيمان والتوحيد ساطعاً كنور الشمس كما شبهته في مطلع الحلقة لهذه الدرجة، لماذا لم يؤمن كل الناس؟

الاختيار علة وجود الإنسان في الأرض :

الدكتور راتب :
 لو بحثت عنه فقط، أنت إنسان مختار، علة وجودك الاختيار، الكائنات كلهم، المخلوقات كلهم، حتى النباتات، حتى الجمادات، لم يقبلوا حمل الأمانة.

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

لا، لم يكن ظلوماً جهولاً كان طموحاً، فعندما قبِل حملها وخان الأمانة:

﴿ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

 تقرأ قراءتين، قراءة تقريرية، وقراءة استفهامية.
 "أنا على وشك القفز في الظلام، ولو كنت أملك العالم في هذه اللحظة لدفعته لشراء يوم واحد في الحياة"، يوم واحد، لو يملك العالم كله، لو شخص يملك الأراضي كلها بالأرض، الشركات كلها، الثروات كلها، دفعها كلها من أجل يوم واحد يتوب فيه إلى الله عز وجل.
 لذلك لي كلمة، كنت في أمريكا، قال لي أحدهم: ماذا رأيت هناك؟ قلت: والله يوجد ملاحظتان، الأولى الإنسان هناك يعيش لحظته، بيته، سيارته، سهر، لقاء، نزهة، وسياحة إلخ.. يعيش لحظته، الهم الأول الرفاه، لا يوجد همّ ثان، أنه من خلقني؟ لماذا خُلقت؟ ما الموت؟ ماذا بعد الموت؟ ما الجنة؟ ما النار؟ ما الأبد؟ يعيش لحظته، همه الرفاه، هذا العالم كله يمشي بهذا الطريق، وهذا طريق مدمر.

 

الشهوة قوة دافعة أو مدمرة :

 المؤمن إنسان متميز عرف سرّ وجوده، وغاية وجوده، عرف أن له رباً عظيماً، هذا الرب خلقه للجنة.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود : 119 ]

 لجنة عرضها السماوات والأرض، فبحث عن ربه، لا حرم النساء، تزوج، وعمل، وأكل، الأشياء الأساسية متاحة له كلها، لكن من طريق نظيف.
 عفواً، هذه الشهوة مثل صفيحة البنزين، إذا وضعتها في المستودع المحكم في السيارة، وسال البنزين في الأنابيب المحكمة، وانفجر في المحرك، ولّد حركة نافعة، نحن في الأردن قد تقلك إلى العقبة بالعيد، أما الصفيحة نفسها - الشهوة - صبّها على المركبة، أعطها شرارة، تحرق المركبة ومن فيها، إما قوة دافعة، أو مدمرة، هذه الشهوات، أنا أقول لكن لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات، الشهوة قوة دافعة، أنت تشتهي المرأة تتزوج، قد تختار امرأة صالحة، تنجب أولاداً أبراراً مؤمنين، تنجب بنات صالحات، زوجات الأبناء مؤمنات، و أزواج البنات طاهرون، حياة جميلة جداً.
مرة قال لي جار في دمشق أثناء زيارتي له، هو شيخ القراء، كان عمره مئة وسنتين، قال لي: عندي ثمانية و ثلاثون حفيداً، خطر في بالي أن هذا الإنسان تزوج من امرأة، بالعبارة الصحيحة تمت علاقة جنسية بينهما، أنجب أولاداً، وأنجب بنات، الأولاد جلبوا له الكنائن، والبنات جلبوا له الأصهار، هذه الطبقة الثانية، الثالثة الأحفاد، ثمانية و ثلاثون حفيداً، قال لي: والله معظمهم حفّاظ لكتاب الله، وأطباء، نظرت هكذا! أسرة مباركة، ثمانية و ثلاثون حفيداً معظمهم أطباء، وحفّاظ لكتاب الله، من علاقة جنسية تمت بين ذكر وأنثى، وتتم باليوم مليون علاقة جنسية آثمة، هذه علاقة جنسية شرعية، وفق المنهج.
المذيع:
 إذاً هو شرع الله سبحانه وتعالى، كما تفضلت دكتور هو أن يبحث عن الحق، أي حقيقة وجود الله موجودة لكن على الإنسان هو أن يسعى للوصول إليها.
الدكتور راتب :
 طبعاً.

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

[ سورة العنكبوت : 69]

 الله ينتظرنا.
المذيع:
 ألم يقم بعض الملحدين دكتور بالبحث عن حقيقة وجود الله في الكون فلم يصلوا له؟

 

الإلحاد الموضوعي :

الدكتور راتب :
 أنا لي رأي دقيق هنا، رأي دقيق جداً: يوجد إلحاد ينتفع منه، إلحاد موضوعي، هذا قليل جداً، وغير موجود، إلحاد موضوعي، أي هو فكر، تعمق، دقق، لا يوجد إله، لا، ليس هذا هو الموضوع، عندما ألغى الإله ألغى المنهج، ألغى الحرام، ألغى الشرع، ألغى التوجيه، صار حراً، طليقاً، أي بتعبير مؤلم: دابة فلتانة، إلهه شهوته.

﴿ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾

[ سورة الفرقان :43]

 المؤمن له زوجة، هذا يجوز أن يخطئ مع موظفة عنده مثلاً، اختلف الوضع اختلافاً كلياً، هناك حصون للإيمان، المؤمن ضمن حصن حصين، أي يوجد أشياء مستحيل أن يفكر بها، ليس أن يفعلها أن يفكر فيها.
المذيع:
 شيخنا الكريم، كنت تتحدث عن فكر لماذا يلحد الملحدون؟ وعن أقوالهم وتصريحاتهم قبل الوفاة، وأعتقد أن الإنسان يقول أصدق ما لديه قبل أن تنتهي حياته.

 

أغبى الأغبياء من لم يدخل الآخرة في حساباته :

الدكتور راتب :
أنا أقول كلمة دقيقة جداً: المنتفع لا يناقش.
 أروي طرفة؛ إنسان يعمل عتالاً على دابة- أجلكم الله- ماتت هذه الدابة، فقد دخله كلياً، أصبح فقيراً، لكنه فكر، دفن هذا الحمار في مكان، وعمّر أربعة جدران، وقبة خضراء، وسمّاه ولياً من الأولياء، والناس جاؤوه، هذا معه تنكة سمن بلدي، وهذا معه فروج، وهذا معه خروف، عاش ببحبوحة تفوق حدّ الخيال، هل يوجد في الأرض قوة تقنعه أن المدفون هنا ليس حماراً؟ هو دفن الحمار بيده، قناعته أن المدفون هنا حمار أبلغ من أن تناقشه.
 المنتفع لا يناقش، والقوي لا يناقش، والغبي لا يناقش، وقد يجتمعون بواحد، منتفع على قوي على غبي، وكل إنسان ما أدخل الآخرة بحساباته غبي، غبي جداً، بل هو أغبى الأغبياء.
المذيع:
 لكنه لم يلمس أثراً مادياً لوجود الآخرة في الدنيا دكتور؟

الدين بحث :

الدكتور راتب :
 لأنه لم يبحث وهو فيها، الدين بحث، إن بحث وصل.

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

المذيع:
 إن كان ملحداً إن جاز التعبير من ناحية علمية بحث عن حقيقة فلم يجد وجوداً للإله وللآخرة، لابد لله أن يهديه وفق هذه؟

 

وجود أدلة كثيرة تهدي الإنسان إلى الطريق الصحيح :

الدكتور راتب :
 أبداً، لو إنسان عن قناعة لا يمكن أن يموت ملحداً، يتولى الله في عليائه هدايته للحق، أما الملحد المنتفع فهذا موضوع ثان.
 توماس بين، هو كاتب ملحد، عاش في القرن الثامن عشر قال: " أرجوكم لا تتركوني وحيداً، يا إلهي ماذا جنيت لأستحق هذا؟ لو أن لي العالم كله ومثله معه لدفعت به هذا العذاب، لا تتركوني وحيداً، لو تركتم معي طفلاً، فإني على شفير جهنم، إني كنت عميلاً للشيطان".
هذا توماس بين، كل الأسماء أسماء ملاحد كبار، بل ملاحد دعوا إلى الإلحاد، أي ليس وحده الملحد، الذي لم يقتنع بالإله، لا، كان داعية ملحداً.
على كل:

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

 يوجد مليار دليل على وجود الله عز وجل، إنك ترى الله في كل شيء، هذا الطفل من حوين منوي لقح بويضة، تمام، لو فرضنا أن هذه البويضة تلقحت ونمت بالغذاء ستكون عبارة عن قطعة لحمة كلها، كيف صار قسم منه دماغ، قسم قلب، قسم كليتان؟
المذيع:
 الطبيعة شكلتها.
الدكتور راتب :
 كيف الطبيعة؟ كلمة ليس لها معنى إطلاقاً، أنا أسميها الله، يد حكيمة، عليمة، رحيمة، دقيقة جداً، هذا الطفل ببطن أمه لا يوجد هواء، عنده رئتان، هذان الرئتان مصممتان ليعملان بعد الخروج من الرحم، لا يوجد هواء ما الذي يحصل؟ الدم له دورة صغرى ملغاة، وكبرى للجسم، الصغرى إلى الرئتين للتصفية، هذه ملغاة، فالطريق مغلق إلى الرئتين، مفتوح ثقب في القلب، كشفه عالم فرنسي اسمه بوتال، الدم ينتقل من أذين لأذين، بدل الذهاب إلى الرئتين، ولد الطفل، تأتي جلطة تغلق هذا الثقب عند الولادة، وإذا ما أغلقت، عندي أخ كريم ابنته صار معها داء الزرق، الثقب لم يغلق، تكلفة العملية خمسمئة ألف لإغلاق الثقب فقط، تأتي جلطة تغلق هذا الثقب، كشفه عالم اسمه بوتال، فسمي الثقب: ثقب بوتال.
 يد من هذه؟ رحمة من؟ الطفل الآن ولد، يضع شفتيه على ثدي أمه يحكم الإغلاق يسحب الحليب، هذه اسمها منعكس المص، آلية معقدة جداً، لولا هذه الآلية مغروزة مع الطفل عند الولادة لما كان هناك أحد يعيش على الأرض إطلاقاً، الآن ولد، من علمه المص؟ المص عملية معقدة، يضع شفتيه على حلمة أمه يحكم الإغلاق، يسحب الهواء، يأتيه الحليب.
 الأمعاء مليئة بالشحم الأسود، لو لم يكن هناك شحم تلتصق، تصبح شريطاً، لم تعد الأمعاء على شكل أنبوب، إن لم يكن هناك شحم أسود، أو شحم كانت التصقت، ونمت كشريط، أول ثلاثة أيام بالرضاعة مادة سوداء تذيب الشحم، ثلاثة أيام خروجه أسود، حتى ينتهي هذا الشحم يأتي الحليب.
رحمة من؟ قدرة من؟ علم من؟
المذيع:
 الله سبحانه وتعالى، الله يفتح عليكم يا دكتور.

 

العاقل من يدخل حساب الله له في حسابه اليومي :

الدكتور راتب :
 " أرجو ألا تتركوني وحيداً".
 حول الإنسان بالحياة يوجد أولاده، أصدقاؤه، جيرانه، مكانته، مدير عام، مدير مؤسسة، نزهاته، احتفالاته، مشغول، متى أصعب شيء؟ حينما ينفرد الإنسان بنفسه، المؤمن لا يأكل مالاً حراماً، لا يبني مجده على أنقاض الآخرين، لا يبني حياته على موتهم، لا يبني عزه على ذلهم، لا يبني غناه على فقرهم، يمشي بشكل صحيح، لا يوجد عنده مشكلة عند الموت، هناك إله رحيم هو أطاعه في الدنيا، لذلك حالات المؤمنين إذا ماتوا كأنهم في جنة، حتى ورد ببعض الآثار النبوية، المؤمن عندما يرى مقامه في الجنة يقول: " لم أرَ شراً قط "، والآخر يقول: " لم أرَ خيراً قط ".
 فشخص بنى مجده على أنقاض الآخرين، بنى حياته على موتهم، والله أنا أرى أن الطغاة أغبى بني البشر، لماذا أغبى بني البشر؟ لأنهم ما أدخلوا محاسبة الله لهم في حسابهم اليومي.
قال:
 "لا تتركوني وحيداً، يا إلهي ماذا جنيت لأستحق هذا؟"
 هذا كلام غير صحيح.
 " لو أن لي العالم كله ومثله معه لدفعت به هذا العذاب، لا تتركوني وحيداً، ولو تركتم معي طفلاً، فإني على شفير جهنم، إني كنت عميلاً للشيطان".
 عفواً، كل شيء ينكره الإنسان في الدنيا من أمور الدين سوف يراه جلياً واضحاً عند الموت.

﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

المذيع:
 شيخنا الكريم، كنا قبل الفاصل نتحدث عن مجموعة من العبارات التي قالها بعض الملحدين قبل أن يلقوا وجه الله سبحانه وتعالى.

 

بطولة الإنسان ألا يندم :

 

الدكتور راتب :
 الملحد الرابع هو: توماس استروك، مستشار إنكليزي توفي عام ألف و خمسمئة و أربعة و تسعين، قال وهو على فراش الموت:
 "حتى لحظات مضت لم أؤمن بوجود إله أو نار، ولكن الآن أنا أشعر بوجودهما حقيقة، وأنا الآن على شفير العذاب، وهذه عدالة القضاء الربانية". لذلك بطولة الإنسان ألا يندم، عندما يندم معنى هذا أنه مخطئ، البطولة ألا تندم، إذا الشخص يمشي وفق منهج الله لا يندم، له إله عليم يقول له: افعل ولا تفعل، ما دام يمشي بتوجيه خبير لا يندم، أما إذا مشى بشهواته فسوف يندم حصراً.
المذيع:
 دكتور، ما هي أنجح الأساليب في التعامل مع الملحدين، وقد يكون اليوم بعض المسلمين، وبعض أبناء العائلات المسلمة اقتربوا من الإلحاد الذي قد تبنوه بشكل كامل.

 

أنجح الأساليب في التعامل مع الملحدين :

الدكتور راتب :
 لا يجوز إقناعهم، بل مناقشتهم، الفكر يعالج بالفكر، والقوة تعالج بالقوة، أما الفكر فلا يعالج بالقوة، أكبر خطأ يرتكبه المسلمون إذا عالجوا الملحد بالقوة، قوي؟ هات قوة، فكر؟ هات فكراً، أقنعه، طبعاً إذا إنسان كانت حجته ضعيفة ينهار.
المذيع:
 إذاً هذا الإنسان الذي يريد أن يناقش ملف الإلحاد عليه أن يتسلح بالعلم.
الدكتور راتب :
 أن تواجه الفكر بالفكر، والقوة بالقوة.
المذيع:
 نصيحتان دكتور لنصح الملحد بالتعبير الكامل؟
الدكتور راتب :
 قد يكون هو مقتنعاً بالإلحاد، المنتفع موضوع ثان، أما المقتنع بالإلحاد فأقنعه أنت.
المذيع:
 والذي لا يمتلك الدليل عليه أن يبحث في العلم الشرعي حتى يكون مسلحاً بهذا الدليل.
الدكتور راتب :
 يوجد حكمة بالغة: لا يمكن أن يخلو العصر من عالم صادق، يقيم الحجة على الناس، هي قطعاً أنا مؤمن بها، بكل مكان يوجد شخص، أي الله وزع الدعاة توزيعاً جغرافياً حكيماً جداً، بكل بلدة يوجد إنسان معه حجة قوية، وهذا الإنسان إذا بحثنا عنه نصل إليه.
المذيع:
 دكتور لماذا نوعاً ما ينتشر الإلحاد في هذا الزمان أكثر مما كان من قبل؟

انتشار الإلحاد في هذا الزمان أكثر من أي وقت مضى :

الدكتور راتب :
 لأن الشهوات متفلتة، الشهوات تحتاج إلى إلحاد، لأن الإيمان مسؤولية، الإنسان المؤمن عنده قيود، عنده حدود، عنده حرام، عنده حلال، عنده عقاب، عنده عقاب شديد جداً، الإلحاد يريحه من المسؤولية، يتوهم أنه يحل المشكلة لكن لم يحلها، ضاعف المشكلة.
المذيع:
 دكتور يبدو أن الثورة الفرنسية التي جاءت على لسان بعض منظريها أنها قامت لتقتل آخر إمبراطور بأمعاء آخر قسيس، هذا أحد الشعارات التي رفعت، يبدو أن الإمبراطوريات ورجال الدين في ذلك الوقت القساوسة تعاونوا معهم ضد الشعب فقامت الثورة الفرنسية لمحق هذا وهذا، فزاد الإلحاد لحد كبير في ذلك الزمان.

كل حال يزول :

الدكتور راتب :
أنا سافرت إلى بلدة، والطريق ثلاثمئة و ثمانون كيلو متراً، لكن بالطريق البري، طبعاً بالبحر قريب جداً، أنا عددت المحجبات بالسيارات ثماني محجبات من أصل عشر، الذي أراد إلغاء الدين مات والدين باق، الدين منهج الله عز وجل، هناك الكثير من الحكومات أرادت إلغاء الدين كلياً، هم فنوا والدين باق.
 مرة مدير ثانوية ضخمة جداً ، قبل الانفراج الديني عندهم، أخدني إلى مكتبه الضخم، دخلت إلى غرفة ثانية جانب المكتبة يوجد سجادة، أبعد السجادة كان هناك باب، فتح الباب يوجد سلم نزلنا، قال لي: أنا أصلي هنا، مدير أضخم ثانوية ، لو صلى انتهى، هكذا كان سابقاً، ينزل إلى غرفة تحت الأرض ويصلي فيها، ومع ذلك وهذا من فضل الله اليوم هي إسلامية، لا يوجد شيء يدوم.
 ملك قال لوزيره: قل لي كلاماً إن كنت حزيناً أفرح، و إن كنت فرحاً أحزن، قال له: كل حالٍ يزول، لا يوجد شيء يدوم.
المذيع:
 أبو معن معنا بمشاركة هاتفية تفضل، باستفسارك وحديثنا في هذه الحلقة عن الإلحاد، أهلاً وسهلاً بك سيدي.
المستمع:
 أول شيء نرحب لكم، وبالدكتور العلّامة الشيخ محمد راتب النابلسي، أطال الله في عمره.
 سؤالي عن موضوع الإلحاد، أعرف شخصاً قريب لنا، عمره ثلاث و ستون سنة، لم يركع في حياته، أتوقع أن هذا الشخص اتجاهه ليس علمانياً شيوعياً، هو جيد أخلاقياً، وأولاده ما شاء الله عليهم، لكن عندما تأتي لتناقشه في الدين يصدك، يقول لك: لا.
المذيع:
 لماذا يرفض الدين؟
المستمع:
 يرفض الدين، لا يستطيع أحد أن يناقشه، حتى الشيوخ عندنا بالحارة، العلماء عندنا قالوا: لا تقعد معه، كي لا يبعدك عن الدين، هو إنسان مثقف، من جماعة 72، الدكتور قد يعرفهم.

مناقشة الملحد بعد امتلاك الحجة و البرهان :

الدكتور راتب :
 لكن أنا أقول كلمة دقيقة جداً: قوّ إيمانك بطريقة لا يستطيع هذا الملحد أن يزعزعه، تحتاج إلى إيمان قوي، إذا إيماني تقليدي سماعي، هذا لا يصمد أمام الشبهات، الملحد معه حجج قوية جداً، ليست دقيقة صحيحة، لكن يوجد بها احتيال، أنا أقول: على الإنسان أن يقوي إيمانه حتى لا يستطيع شخص بعيد عن الدين أن يزعزعه عن دينه.
 إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينك، ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذي مالوا.
 الدين لا يوجد معه لعبة إطلاقاً، مصير أبد، جنة، نار، حلال، حرام، انحراف، استقامة، عمل صالح، عمل سيئ، إنسان يبني مجده على أنقاض الآخرين، يبني حياته على موتهم، يبني عزه على ذلهم، يبني رزقه على إفقارهم.
المذيع:
 شيخنا، هل من الأولى أن نقترب من هؤلاء الأقارب أو الأصدقاء الذين يفكرون بهذه الطريقة أم نتجنبهم؟
الدكتور راتب :
 أنا لي رأي دقيق جداً: عندنا لعبة اسمها شد الحبل، تعرفها؟ إذا أنت قعدت مع أناس بعيدين عن الدين، وقدرت أن تشدهم لعندك ابق معهم دائماً، وإن شدوك لعندهم اتركهم، المقياس شد الحبل، إذا هم شدوك لعندهم، لتفلتهم، لعقيدتهم الفاسدة، ولا يوجد عندك أنت حجج، اتركهم، حصن نفسك، أما إذا اقدرت أن تقنعهم، تراجعوا عن أفكارهم فابق معهم، الضابط شد الحبل، تشدهم، أو يشدونك.
المذيع:
 الله يفتح عليك يا دكتور.
 أبو أصيل باتصال جديد تفضل.
المستمع:
 سيدي العزيز، اليوم بين أيدي أولادنا العالم كامل من الانترنيت، بالموبايلات، كل عصارة أدمغة هؤلاء الملحدين أو العلماء بين أيدي أولادنا، اليوم نحن عدم المؤاخدة خطابنا الديني ومشايخنا على المنابر بعدها تناقش غزوة مؤتة، ودخول الحمام، وكذا، المطلوب من مشايخنا من منابرهم، أن يواكبوا العصر من الخطاب الديني على المنبر، لأننا نحن اليوم المناهج بالمدارس بعيدة، نحن بسبب الضغط، وبسبب المشاغل، بعيدون عن التربية الصحيحة، نحن لسنا علماء، لسنا واعين لهذه الأمور، لأن هذا وارء التكسي، وهذا وراء القلابة، وهذا وراء كذا، نحن كيف نحمي أولادنا؟
 الخطبة السابقة على سبيل المثال كانت عن النميمة مثلاً, واليوم نستضيف سيدنا الشيخ جزاه الله كل خير وهو يناقش موضوع الإلحاد، أنا كيف أحمي ابني عندما يأتيه على تلفونه شيء ثم يسألني عن شخص معين، أو يناقشني بالفكرة مثل الأخ الذي تكلم قبل قليل، إذا ذهبوا إلى شيخ بالمسجد يسألونه هذا السؤال يفسق ويكفر، إذا قال: من خلق الله؟ يضربونه بالعصي.

معالجة الموضوعات الساخنة و الابتعاد عن الموضوعات التي لا تقدم و لا تؤخر :

الدكتور راتب :
 أنا قلت له: لا تقمع بل أقنع.
 وهناك شيء ثان: إذا كان البلد محتلاً، وجاء عالم تحدث بالحيض والنفاس فقد أجرم، يجب أن تعالج الموضوع الساخن كمؤمن، كداعية، كإنسان، يجب أن تطلب الحق، تعالج الموضوع الساخن وليس موضوعاً ليس له علاقة بحياتنا، فإذا أنت بعدت عن الموضوعات الساخنة وعالجت الموضوعات التي لا تقدم ولا تؤخر، أنت لم تعمل شيئاً إطلاقاً، فسروها أن بلداً محتلاً كيف يجب أن نقاوم؟ يتكلم لنا عن الحيض والنفاس، يجب أن نتكلم بموضوعات نهتم فيها نحن جميعاً، هذا يسمونه: الموضوع الساخن، هذا يكون محور الدعاة إلى الله عز وجل.
المذيع:
 ونعم بالله، وأنت ترى أن هذا الملف دكتور مهم في هذا الوقت، أن نتناول الإيمان، والإلحاد، والشبهات.
الدكتور راتب :
 نحن لا نهاجم أحداً، نهاجم الإلحاد فقط، يوجد فرق بين أن تهاجم ملحداً و بين أن تتكلم عن الإلحاد، لا تهاجم شخصاً، ولا جهة، ولا فئة، هاجم الفكرة، الفكرة يرد عليها بفكرة فقط، ممكن أن تتكلم كل شيء إيجابي بالدين، وتهاجم كل شيء سلبي، ولا يوجد أشخاص.
المذيع:
 من يبحث عن دليل ملموس لوجود الله، يقول لك: أنا لم أر الله أبداً، ولا أحس بوجوده، كيف يرد عليه دكتور؟

عدم الاعتماد على الرؤية وحدها كمقياس للإيمان بالله :

الدكتور راتب :
 الهواء تراه؟ لا تراه أبداً، يوجد مليون شيء لا تراه، الأشعة الكهراطيسية تراها؟ كل التلفزيون مبني عليها، إعلامنا كله مبني على الأشعة الكهراطيسية، هل ترى هذه الأشعة؟ الرؤية سيدي ليس من المعقول أن تكون مقياساً، يوجد شيء موجود ولا تراه.
 عفواً العقل يرى؟ لا، يتكلم كلاماً منضبطاً مع أدلة، معنى هذا عنده عقل مع أنه لا يرى العقل.
المذيع:
 هل حالة التردي التي تمر بها الأمة الإسلامية اليوم دكتور من ضعفنا علمياً وضعفنا سياسياً واقتصادياً، سبب عدم قناعة مجموعة من الناس بديننا لأننا ضعفاء؟

الإسلام كاملٌ بكمال الله و المشكلة بالخطاب الديني :

الدكتور راتب :
 أنا أقول: حينما لم ينجح الخطاب الديني عمل مشكلة، الخطاب الديني إذا نجح فهذا شيء كبير جداً.
المذيع:
 ما المقصود بالخطاب الديني دكتور؟
الدكتور راتب :
 الدين معروف أنه توقيفي، أنت عندما تخاطب شخصاً بموضوعات صغيرة جداً، لا تقدم، ولا تؤخر، كفرته بالخطاب الديني، أما إن كنت تخاطبه بموضوعات أساسية بحياته، موضوعات عملية، موضوعات تسعده، تؤمن له حياة آمنة مطمئنة، حياة فيها رقي، فهذا الخطاب إذا نجح يقبل، لذلك الناس يرفضون الخطاب الديني إذا أخفق، الخطاب الديني يرفضه المسلم، وإذا نجح يقبله غير المسلم.
المذيع:
 إذا الإسلام كاملٌ بكمال الله، لكن يبدو عندنا مشكلة بالخطاب.

 

ضرورة مخاطبة القلب و العقل بالنص الصحيح :

الدكتور راتب :
 التجديد في الخطاب الديني، أي تخاطب عقله وقلبه، بالنص الصحيح، لا بقصة سخيفة، لا بحديث موضوع، بالنص الصحيح، بالكتاب والسنة، وتخاطب عقله وقلبه معاً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، نختم حلقتنا هذه بالدعاء، ونسأل الله سبحانه وتعالى القبول.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، واجعل هذا البلد الأردن آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي على هذه الكلمات الطيبة.
 سبحانك لله وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور