وضع داكن
20-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 157 - الشبهات7 – البحث عن الإله.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله مستمعينا الأكارم على الهواء مباشرةً في حلقة جديدة مع فضيلة العلّامة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا الكريم .
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 أكرمكم الله دكتور محمد، أهلاً وسهلاً بفضيلتكم معنا، أهلاً وسهلاً بفضيلتكم معنا مرة أخرى.
 دكتورنا الكريم، منذ عدة حلقات بدأنا بالحديث عن ملف الشبهات والرد عليها، من الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام، عن حقيقة وجود الإله، عن الإلحاد.
 اليوم نواصل دكتورنا في هذا الموضوع في ملف "وجود الإله" سبحانه وتعالى، تحدثنا في الحلقة الماضية عن الفطرة والعقل، ودورهما في إرشاد الإنسان الذي يبحث عن الحق في الوصول إلى الخالق عز وجل.
 اليوم دكتور أنا أطرح على فضيلتكم سؤالاً جديداً، حينما نتحدث في هذا الملف هناك من لا يريد حقيقة الوصول إلى الخالق عز وجل، من لا يريد أن يبحث عن حقيقة وجود الله في هذا الكون، هل يرى النور؟ هل يرى الحقيقة؟ أم أن هذا الظلام سيحرمه من الوصول إلى دلائل وجود الإله؟

الإنسان هو المخلوق الأول رتبة :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أخي الكريم بارك الله بك، ونفع بك، وأعلى قدرك.
الإنسان في أصل التوحيد هو المخلوق الأول عند الله، الأول رتبة، السبب أن الله سبحانه وتعالى في عالم الأزل، وعالم الأزل قبل عالم الصور، نحن الآن في عالم الصور، في عالم الأزل الله جلّ جلاله خلق الخلائق كلها دفعة واحدة، وعرض عليها الأمانة، فقال تعالى:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب: 72 ]

 فلما قبِل الإنسان حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول رتبةً. ركب الملك من عقل بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
 فالإنسان المخلوق الأول، معه تكليف، هو خُلق لجنة عرضها السماوات والأرض، وجيء به إلى الدنيا ليدفع ثمن هذه الجنة انضباطاً وعملاً صالحاً، الانضباط ترك، ما كذب، ما غش، ما افترى، ما نافق، يوجد ألف ما، في الاستقامة، بذل من وقته، من علمه، من عمله الصالح، من جهده، من خبرته، حتى يدفع باستقامته الانضباط، وبعمله الصالح البذل، والتضحية ثمنها الجنة، والجنة عرضها السماوات والأرض.

(( فيها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

 هذه الجنة هي الأبد.
 أخي الكريم، بارك الله بك، واحد بالأرض وأصفار للشمس، مئة و ستة و خمسون مليون كيلو متر كلها أصفار، كل ميلي صفر، هذا الرقم إذا نسب للانهاية صفر، نحن خلقنا للانهاية، جاء الإنسان إلى الدنيا كي يعرف الله من خلال آياته الكونية، والتكوينية، والقرآنية، وكي ينضبط بترك الحرام، وكل ما نهى الله عنه، ولكي يتقرب إلى الله بالعمل الصالح، هذا ثمن الجنة، فإذا غفل عن هذا الثمن، وعن سرّ وجوده وغاية وجوده وقع في مأساة كبيرة سوف يصلى ناراً:

﴿ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾

[ سورة البقرة: 24]

 القضية خطيرة جداً، ليست قضية وردة حمراء أزين بها صدري، الإسلام قضية هواء أستنشقه.
 فأرجو الله سبحانه وتعالى من أخوتنا المستمعين والمشاهدين أن يكونوا في مستوى هذا الإسلام العظيم.
المذيع:
 شيخنا الكريم، لو تحدثنا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام في قول الله سبحانه وتعالى:

﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴾

[ سورة الأنعام: 76]

 هل سيدنا إبراهيم كان يبحث عن الله حق البحث فدله الله عليه؟

آيات الله قنوات سالكة لمعرفته سبحانه :

الدكتور راتب :
 هذا السؤال دقيق جداً، الحقيقة الله عز وجل لا تدركه الأبصار، ولكن تصل إليه العقول، تصل إليه، تماماً كالسيارة يمكن أن تركبها وأن تصل إلى شاطئ البحر، لكن هذا السيارة لا يمكن أن تخوض بها البحر، لذلك قالوا: "عين العلم به عين الجهل به"، إذا قلت: لا أدري، سألنا شخصاً: هذا البحر المتوسط، أو المحيط الهادئ، أو الأطلسي كم ليتراً؟ أي رقم يذكره يدل على أنه جاهل، وإن قال: لا أدري فهو عالم. "عين العلم به عين الجهل به، وعين الجهل به عين العلم به".
فالإنسان إذا وقف أمام عظمة الله، عظمة الكون أساساً، يوجد مئات ألوف المجرات، ونحن مجرتنا درب التبابنة، مجرة متواضعة جداً، على شكل مغزلي، المجموعة الشمسية بأكملها نقطة على هذا الخط المغزلي، نقطة واحدة، الشمس، والأرض، والمريخ، والمجموعة الشمسية بأكملها، فلذلك:

﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾

[ سورة لقمان: 11]

 الله قال:

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾

[ سورة البروج: 1]

 أي الأرض في أثناء دورتها حول الشمس تمر باثني عشر برجاً، أحد هذه الأبراج برج العقرب.
 كنت مرة في بلد عربي، يوجد به مرصد كبير، رأيت بعيني هذا البرج بمنظار كبير، هذا البرج فيه نجم صغير أحمر متألق اسمه قلب العقرب، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما.
 أستاذنا الجليل؛ الشمس أكبر من الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة، أي أن مليون وثلاثمئة أرض تدخل في جوف الشمس، وبينهما مئة و ستة و خمسون مليون كيلو متر، وبرج العقرب فيه نجم صغير أحمر متألق رأيته في هذا القطر العربي من مرصد بعيني، نجم أحمر صغير متألق اسمه قلب العقرب، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما، هذا الإله العظيم يعصى؟ ألا يحطب وده؟ ألا ترجى جنته؟ ألا تخشى ناره؟

تعصي الإله وأنت تظهر حبــــه  ذاك لعمري في المقال شنيع
لــــو كان حبك صادقاً لأطعتـــه  إن المحب لمن يحب يطيــــع
***

 أنا الذي أراه قوله تعالى:

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية: 6]

 أي القنوات الوحيدة السالكة لمعرفة الله آياته، آياته ثلاثة أنواع، آياته الكونية خلقه، آياته التكوينية أفعاله، آياته القرآنية كلامه، هذه القنوات الثلاث السالكة لمعرفة الله، إن عرفت الله عرفت كل شيء، إن فاتتك هذه المعرفة أيها المستمع الكريم فاتك كل شيء، والله عز وجل أحبّ لهذا الإنسان من كل شيء.

(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي... الشاهد .. إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد، والسيئة بمثلها وأعفو، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))

[ البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]

المذيع:
 شيخنا الكريم، دكتورمحمد، سيدنا إبراهيم حينما كان يسير في رحلة البحث عن الإله في هذا الكون كان يظن أي شيء أنه الإله، الشمس، القمر، من يبحث في قلبه حقيقة عن وجود إله لهذا الكون، هل كان حقاً على الله أن يدله عليه؟

من يبحث عن الحقيقة لابد من أن يصل إليها :

الدكتور راتب :
 والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من أن تبحث عن الحقيقة ثم لا تصل إليها.

﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الروم: 47]

 لأن الله عز وجل خلقنا ليسعدنا في جنة عرضها السماوات والأرض، هو ينتظرنا.

(( لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إليّ، هذه إرادتي بالمعرضين فكيف بالمقبلين؟))

 هو ينتظرنا، هو يفرح بهدايتنا.
المذيع:
 إذاً من يبحث عن الإله يُدل.
الدكتور راتب :

(( لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، والعقيم الوالد، والظمآن الوارد))

[ذكره السيوطي في الجامع الصغير عن أنس]

المذيع:
 شيخنا هذا للعبد المؤمن، ماذا عن الكافر؟ ماذا عن الملحد؟ ماذا عمن يتيه في هذا الكون ولا يقر بوجود الإله؟

التفكر في آيات الله هو العبادة الأولى لكل إنسان :

الدكتور راتب :
 هناك كلمة دقيقة جداً: لولا أن كل إنسان خُلق للجنة لما كان هناك داع لدعوة الأنبياء.
المذيع:
 ممكن نشرحها دكتور؟
الدكتور راتب :
لا يوجد إنسان خُلق إلا خُلق لجنة عرضها السماوات والأرض، خُلق للسعادة الأبدية، لكن الله عز وجل رشحه إلى أعلى مقام، هذا المقام يحناج إلى مقومات، أحد أكبر هذه المقومات منحه العقل، العقل مهمته الكبرى والأولى والوحيدة أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، والآية الدقيقة الدقيقة:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

[ سورة البقرة: 191]

 والله الذي لا إله إلا هو لو أمضينا العمر كله في حكمة خلق أجسامنا ما انتهينا، محاطون بآيات الله، قال تعالى:

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾

[ سورة الذاريات: 20]

 الماء آية، أخي الكريم بارك الله بك، كأس الماء الذي أمامك هذا الكأس فيه خاصية لولاها لما كان هذا اللقاء، ولما كان هذا البلد الأردن، ولا كان هناك شيء، أن هذا الماء تسخنه يتمدد، تبرده ينكمش، شأنه كشأنه أي عنصر في الكون، غازات، سوائل، أجسام صلبة، أي جسم بالأرض بالتسخين يتمدد، بالتبريد ينكمش، إلا الماء له خاصة، لا يوجد غيرها، لولاها ما كان هذا اللقاء، ما كان هذا البلد، ما كان العالم كله، أن الماء إذا بردته لعشر درجات، أو لثمان، أو لست، لخمس، لأربع شيء لا يصدق.
 والله قرأت مقالة بمجلة العلوم الأمريكية طبعاً مترجمة، عبارة عن ثمانين صفحة، كيف الماء بهذه الدرجة تنعكس الآية يتمدد، عندما تمدد قلت كثافته، وعندما قلت كثافته طفا، البحار بقيت سائلة، أما لو كان هذا الاستثناء غير موجود لكان البحر تجمد، فلما تجمد زادت كثافته فغاص، بعد حين تتجمد جميع البحار، ينعدم التبخر، تنعدم الأمطار، يموت النبات، يموت الحيوان، يموت الإنسان، حياتنا كلها بالخمس قارات من آدم إلى يوم القيامة على هذا الاستثناء البسيط في خلق الله عز وجل، الماء في الدرجة زائد أربع يتجمد.
 الطفل الآن ولد لتوه، يضع شفتيه على حلمة ثدي أمه يحكم الإغلاق، يسحب الهواء، يأتيه الحليب، هذه آلية معقدة جداً اسمها: منعكس المص، لولا هذا المنعكس لما كان هناك حياة إطلاقاً، من صمم هذا الطفل بمنعكس المص فقط؟ ألغ منعكس المص تلتغى الحياة، كيف ستطعمه؟ يا بابا الله يرضى عليك، لا يفهم شيئاً، الآن ولد.
المذيع:
 ماذا يفترض بالإنسان دكتور أن يفهم هذه الشواهد العظيمة في هذا الخلق؟
الدكتور راتب :
 في القرآن الكريم ألف و ثلاثمئة آية بالإذن منك، أنت عندما تقرأ آية فيها أمر، هذه تقتضي أن تأتمر، آية ثانية فيها نهي، تقتضي أن تنتهي، آية فيها قصة نبي أن تتعظ، وإذا كان عندك ألف و ثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والحياة، الآيات ماذا تقتضي؟ التفكر.

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

 هذا التفكر العبادة الأولى، تفكر ساعة خير من عبادة ستين عاماً.

﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾

[ سورة القدر:3]

 من ثمانين سنة، ثمانون سنة عبادة جوفاء تعدلها ليلة القدر، أن تعرف الله حق قدره، إن عرفت الله عرفت كل شيء، وإن فاتتك هذه المعرفة فات الإنسان كل شيء.
المذيع:
 شيخنا الكريم، دكتورنا الكريم في قول الخالق عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾

[ سورة القصص:56]

 لدي سؤال أطرحه أولاً على فضيلتكم: ما المقصود بالهداية في هذه الآية الكريمة؟

الهداية هي معرفة الله :

الدكتور راتب :
 أن تعرف الله، إنك عرفته عرفت كل شيء، وإن فاتت الإنسان هذه المعرفة فاته كل شيء، والله أحب للإنسان من كل شيء.
المذيع:
 من المخاطب بالآية دكتور؟ هل هو المسلم؟
الدكتور راتب :
 الإنسان كائن من كان، الله قال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ ﴾

[ سورة العصر:1-2]

 حيثما وردت كلمة الإنسان معرفة بأل تعني أي إنسان، كائن من كان، هذه للجميع.
المذيع:
 دكتورنا عندما نقول:

﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾

  كيف تكون هدايته؟

قيمة الإنسان باختياره :

الدكتور راتب :
 يهدي من يشاء على من يشاء؟ على الإنسان، الإنسان مخير، من يشاء الهداية فالله يهديه، الوحيد الأصلي، الله خيرنا:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف: 29 ]

أنت مخير، الإنسان قيمته الأولى هو المخلوق الأول في الكون، لأنه أول كان مخيراً، فالله حياتنا بيده، موتنا بيده، رزقنا بيده، فقرنا بيده، شقاؤنا بيده، السعادة بيده، كل شيء بيده، ومع كل ذلك ما أراد أن نعبده إكراهاً، قال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة: 256]

 بل أراد أن نعبده محبة، قال:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[ سورة المائدة: 54]

 الإله العظيم على شيء قدير، نحن بقبضته، نحن بكن فيكون، زل فيزول، مع كل ذلك ما أراد أن تكون العلاقة به علاقة إكراه.
المذيع:
 لماذا سمح الله بالكفر به قال:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

الدكتور راتب :
 الإنسان من خصائصه الأولى والكبرى أنه مخير، الدليل:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

  لأنه مخير واختار الهداية هو في أعلى عليين، مخير واختار الطاعة في أعلى عليين، وقيمة الإنسان باختياره، أما المخلوقات الأخرى فمجبورة، البنات، والحيوان، والجماد كله مجبور.
المذيع:
 وهنا يكون العدل بالحساب ليوم القيامة.
 دكتور عندما نقول:

﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾

 تفضلت وقلت: إن الإنسان إذا شاء الهداية الله يهديه، كيف أشاء وأنا كإنسان الهداية دكتور، كيف يتحقق ذلك؟

تزويد الله عز وجل الإنسان بمقومات الهداية :

الدكتور راتب :
 أولاً: الإنسان أعطاه الله مقومات الهداية، أحد أكبر هذه المقومات الكون، الكون هو الثابت الأول لا يحتاج إلى لغة، أي إنسان يقرأ فيه، الشمس آية، القمر آية، النجوم آيات، المجرات آيات، طعامنا آية، شرابنا آية، النبات آية، الحيوان آية، سيدي الله قال:

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ﴾

[ سورة يس: 72 ]

 اضطروا ببريطانيا أن يعدموا ثلاثين مليون بقرة، لأنها توحشت، من جعلها مذللة؟ الله عز وجل، من جعل هذا الحليب فيه غذاء للإنسان؟ البقرة تعطي أربعين كيلو حليب مع أن وليدها يحتاج إلى كيليين فقط، الله قال:

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾

[ سورة النحل: 5 ]

 خصيصاً، نفتح بالقاموس بالمعجم المفهرس كلمة لكم وردت في ثماني عشرة آية:

﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ﴾

 خصيصاً، الآيات الدالة على عظمته، وعلى محبته، وعلى كماله، لا تعد ولا تحصى، لكن الإنسان عندما يختار الله كل شيء بخدمته، وحينما يعرض عنه كل شيء يصبح ضده.
المذيع:
 جميل دكتور، إذاً الإنسان المسلم البعيد عن ربنا إذا طلب الهداية بمعنى يستقيم على شرع الله.
الدكتور راتب :
 بالمئة مليار.
المذيع:
 والإنسان الغير مسلم دكتور.
الدكتور راتب :
 مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تبحث عنه ثم لا تجده.
المذيع:
 غير المسلم دكتور كيف يبحث عن الله وهو لا يؤمن به؟
 

آيات الله دليل على عظمته ووجوده ووحدانيته :

الدكتور راتب :
 أقول لك كلمة: نحن كم آية عندنا؟ عندنا ثلاث آيات، ثلاث آيات كبرى، آيات كونية، أي الذي يعيش في أمريكا، أستراليا، إفريقيا، ألا يوجد ماء عذب؟ من جعله عذاباً؟ هذا الماء العذب فيه آلية معقدة جداً، ألا يوجد طعام؟ ألا يوجد خضار؟ ألا يوجد فواكه؟ ألا يوجد إنجاب؟
هذا الطفل كان نقطة ماء، صار طفلاً، في دماغه مئة و أربعون خلية سمراء استنادية، وله عين، شبكية العين بالميلي والثلث فيها مليون وثلاثمئة ألف مستقبل ضوئي، أعظم آلة تصوير سوني احترافية ثمنها ملايين في الميلي متر عشرة آلاف مستقبل ضوئي، بشبكية العين ميلي وثلاثة بالعشرة، فيها مليون وثلاثمئة ألف مستقبل ضوئي.
 جسم الإنسان وحده يا سيدي لا يصدق، جانب القلب يوجد غدة صغيرة اسمها التايموس، أنا قرأت عنها، كنت بأمريكا وقرأت عنها، كان النص مترجماً طبعاً، لا وظيفة لها، ليس لها وظيفة، جانب القلب صغيرة، حجمها بحجم حبة الفول تقريباً، الآن هذه الغدة أخطر غدة بالإنسان، هذه الغدة مدرسة حربية، تدخلها الكريات البيضاء جاهلة همجية، تبقى فيها سنتين تتعلم من هو العدو، ومن هو الصديق، التخرج من الامتحان تعطى هذه الكرية البيضاء عنصراً صديقاً، إن قتلته ترسب وتُقتل، ثم تعطى هذه الكرية عنصراً عدواً إن لم تقتله ترسب وتُقتل، كل كرية بيضاء رسبت قُتلت، المتخرجات تتولى تعليم الأجيال الصاعدة إلى نهاية الحياة، عندئذٍ تنتهي مهمة هذه الكلية الحربية، تغلق أبوابها، لذلك التايموس غدة إلى جانب القلب تضمر بعد سنتين.
 خلق من هذا؟ علم من؟ قدرة من؟ والله يوجد أشياء بالماء وحده لا تصدق، شعر الإنسان ثلاثمئة ألف شعرة تقريباً، بكل شعرة وريد، وشريان، وعصب، وعضلة، وغدة دهنية، وغدة صبغية.
المذيع:
 إذاً شيخنا، الآيات الأولى هي الآيات الكونية، والآيات الثانية؟
الدكتور راتب :
 أول ثابت بالهداية الكون، الكون كل شيء فيه دليل على عظمة الله، على وجوده، ووحدانيته، وعظمته، وكماله، ثلاث كلمات، موجود، وواحد، وكامل.
المذيع:
 ونعمة بالله، والآيات الثانية شيخنا؟
الدكتور راتب :
 هذه الآيات الكونية، التكوينية أفعاله:

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾

[ سورة الأنعام:11]

 انظر، هل هناك جهة أنكرت وجود الله و لم تدمر؟ أقوى قوة بالأرض الاتحاد السوفيتي قبل أن يسقط هذا عنده قنابل ذرية بإمكانها أن تخفي الأرض بكاملها، تداعى من الداخل، لأنه أنكر وجود الله عز وجل، هل هذا الكلام صحيح؟ انتهى ذاتياً، انتهى.
 الإنسان عندما يؤمن بالله صار قوياً، الله عز وجل يعطيه قوة قوية جداً، إذاً ما دام طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً.
 أنا كنت مرة قادماً من المغرب إلى دمشق بالطائرة، كان الطيار تلميذي جلست معه في غرفة القيادة، يوجد كرسي ثالث للضيوف، عندما دخلنا سوريا رأيت بعيني طرابلس وصيدا بنظرة واحدة، بينهما خمسمئة كيلو متر، معنى ذلك أنا على ارتفاع اثني عشر ألف متر رأيت خمسمئة كيلو متر، إذاً الله عز وجل خالق السماوات والأرض، والإنسان كلما علا مقامه اتسعت رؤيته.
 الأنبياء إنسانيون، وقف النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، ما كان مسلماً، فعاتبوه قال لهم: أليس إنساناً؟ نحن ديننا دين إنساني، نحن لا يوجد عندنا إقليمية، ولا طائفية، ولا هذه المصطلحات الحديثة، هي مزقتنا، وهي من كيد أعدائنا دائماً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، في البحث عن الإله وأؤكد ما تفضل به الدكتور أن أي إنسان يسير في هذا الكون في داخله أسئلة حول حقيقة أين الله كان حقاً على الله أن يدله، وأن يجيبه عليها.
 دكتورنا الكريم؛ إذاً في رحلة البحث عن الله بعض الأشخاص الذين يلحدون لايؤمنون بوجود إله لهذا الكون، ويظنون أن الطبيعة أوجدت نفسها بنفسها، عدم وصولهم للإله دكتور يدل على عدم وجود نية صادقة في الوصول للإله أم ما الذي يحصل معهم؟

الله هو السعادة والتوفيق والنجاح والفلاح :


الدكتور راتب :
 أقسم لك بالله بكل خلية بجسمي، وكل قطرة بدمي، أؤمن أن الإنسان لمجرد أن يبحث عن الحقيقة لابد من أن يصل إليها.

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

[ سورة العنكبوت:69]

اللام لام التوكيد، والفعل فعل توكيد، لأن الله عز وجل ينتظرنا:" لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إليّ، هذه إرادتي بالمعرضين فكيف بالمقبلين؟" هو ينتظرنا، خلقنا ليسعدنا، والدليل القوي القطعي الرائع:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[سورة هود:119]

 خلقهم ليرحمهم، بل:

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن :46]

 جنة في الدنيا، وجنة في الآخرة، جنة الدنيا جنة القرب.

فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا  الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة  عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة  لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولـــــــــو لاح من أنوارنا لك لائح  تركت جميع الكائنات لأجلنـــــــــــــــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى  سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنــــــــــــا
***

 الحقيقة أن الله كل شيء، هو السعادة، هو التوفيق، هو النجاح، هو الفلاح، المؤمن إذا لم يقل: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني يكون الدين باطلاً، ليس على وجه الأرض بأي ظرف، بيته صغير، كبير، ملك، أجرة، عنده أولاد، لا يوجد عنده أولاد، كله مثل بعضه، وصل إلى الله.

(( ابن آدم اطلبنِي تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

المذيع:
 إذاً شيخنا الكريم، أي إنسان؛ عالم فيزياء، سياسي، كاتب، مفكر، يبحث بحق في هذا الكون، إن كان هنالك ما يدل على وجود الإله كان حقاً على الخالق عز وجل أن يعطيه جواباً، وأن يرشده بدليل واضح أن يؤمن بوحدانية الإله.

عظمة هذا الدين أن من طبقه قطف ثماره :

الدكتور راتب :
 أريد أن أقول كلمة دقيقة جداً، أتمنى أن أوفق في شرحها، قالوا: الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، كيف؟
 يأتي شخص أمي لا يقرأ ولا يكتب، يشتري مكيفاً، يضغط على زر التشغيل يأتيه هواء بارد، انتفع بالهواء البارد، يأتي إنسان آخر معه دكتوراه بالتكييف، كبس الزر جاءه هواء بارد.
 عظمة هذا الدين نتتفع به إذا طبقناه فقط، أما الذين يعلمون التفاصيل، والأسباب، والتعليلات، فهؤلاء يصبحون دعاة إلى الله، أما أي مواطن، أي إنسان غض بصره أصبح سعيداً ببيته، ما أكل مالاً حراماً بارك الله له بماله، اختار زوجة صالحة سعد بها، أنجب أولاداً رباهم تربية عالية، سعد بهم، الدين لا يحتاج إلى فلسفة زيادة، مجرد أن تطبقه تقطف ثماره، لأن الانتفاع بالشيء بالضبط كالمكيف يأتي شخص أمي لا يقرأ ولا يكتب يضغط الزر يأتيه هواء بارد، يأتي إنسان آخر معه دكتوراه بالتكييف أستاذ جامعة نفس العملية لكن الثاني يستطيع أن يعلم، الأول ينتفع فقط، الانتفاع بهذا الدين لكل إنسان، لمجرد أن يستقيم على أمر الله قطف ثمار الدين كلها.
المذيع:
 شيخنا الكريم، تفضلتم وذكرتم الآيات الكونية، وعظيم خلق الله تعالى في الكون، وأن أي إنسان يتدبر، ويتأمل لابد من أن يصل إلى أن هنالك مسبباً لهذا الكون وهو الله عز وجل، دكتور من لا يعرف الإسلام، من لا يعرف اللغة العربية، هل يمكن أن يصل إلى الله أم على كل هؤلاء العلماء أن يبدؤوا بالإسلام أولاً؟

الإيمان بالله من مسلمات الحياة :

الدكتور راتب :
 أخي الكريم بارك الله بك، الله يحاسب الإنسان إذا لم يدرس العربية، جالس بقرية بكندا، بقرية بأستراليا، ألا يوجد شمس، وقمر، ونجوم، وطعام، وشراب، وفواكه، وثمار، وأشجار؟ يوجد كل شيء، هذا الكون هو الدليل الأول، الثابت الأول.

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

[ سورة البقرة: 191]

 لعلي أنا بالحلقتين السابقتين ذكرت أقوال عشرة ملحدين، ماذا قالوا على فراش الموت؟ هذا أكبر عالم ذرة أنشتاين، كنت مرة بأمريكا، زرنا متحف الفضاء الخارجي الذي عمل له تمثالاً من البرونز، وقفت إلى جانبه، قلت: يقول هذا العالم: كل إنسان يرى في هذا الكون قوةً هي أقوى ما تكون، عليمةً هي أعلى ما تكون، رحيمةً هي أرحم ما تكون، حكيمة هي أحكم من تكون، إنسان حي ولكنه ميت، هذا كلام أنشتاين.
 شيء من مسلمات الحياة سيدي الإيمان بالله عز وجل، أما كل إنسان ما آمن فيوجد عنده مشكلة، إذا كانت الشمس ساطعة، وقال لك: لا يوجد شمس، هذا لا يتهم بعلمه، يتهم بعقله، الشمس ملء السماء، أشعة ساطعة، لذلك الملحد عنده مشكلة بعقله، أو معه أجندة، معه مهمة، إما عنده مشكلة بعقله، أو معه مهمة.
المذيع:
 كلام واضح دكتور، لكن بالنهاية كما تفضلتم أن أي إنسان يبحث عن الله لا بد من أن يصل في النهاية إلى حقيقة وجود إله واحد عظيم لهذا الكون الذي نعيش فيه.

زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين :

الدكتور راتب :
 أقسم بالله سأعيد الكلمة مرة ثانية: زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، الله ماذا قال؟

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

[ سورة العنكبوت:69]

 الله ينتظرنا.

(( لو يعلم المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي، ولماتوا شوقاً إليّ))

المذيع:
 بارك الله بكم يا دكتور، في ختام حلقتنا شيخنا الكريم نختمها بالدعاء، ونسأل الله القبول.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، اجعل هذا البلد الأردن آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي لهذه الكلمات الطيبة، مستمعينا في ختام حلقتنا البحث عن الإله، من سأل عن الله تبارك وتعالى ولو في داخله كان حقاً على الله أن يدله وأن يرشده إلى وجوده إلهاً خالقاً وحيداً عظيماً لهذا الكون.
 شكراً لكم فضيلة العلّامة محمد راتب النابلسي.
 سبحانك لله وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور