وضع داكن
20-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 159 - حقوق الله.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلِّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، حياكم الله مستمعينا الأكارم في كل مكان، في حلقة وإطلالة علمية جديدة مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، فأهلاً ومرحباً بكم أستاذنا وشيخنا، حياكم الله.
الدكتور راتب :
 بارك بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم .
المذيع:
 حياكم الله دكتور محمد.
 لطالما تحدثنا عن حقوق العباد، وأن الله سبحانه وتعالى لا يغفرها حتى للشهيد، واليوم نتحدث وإياكم عن حقوق الله عز وجل، ما هي حقوق الله عز وجل على خلقه وعلى عباده؟ نبدؤها بقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((إنَّ الله يَغَارُ، وَإِنَّ المؤمنَ يَغار، وَإِن غَيْرَةَ الله أن يَأتِيَ المؤمن ما حرَّم الله عليه))

[البخاري ومسلم عن أبي هريرة]

 أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا، ومرحباً بكم فضيلة الدكتور.
 شيخنا الكريم، سؤالنا الكبير والذي نفتتح به حلقتنا ما هو حق الله عز وجل على خلقه وعباده؟

 

من حقوق الله عز وجل على خلقه أداء الصلاة :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً.
أخي الكريم بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
 الحقيقة الدقيقة أن الدين كله في الأصل اتصال بالله، إما عن طريق الصلاة، أو عن طريق الصيام، أو عن طريق الحج، أو عن طريق العمل الصالح، الأصل في الدين هذا العبد الحادث الضعيف سمح له أن يتصل بالكامل الكمال المطلق، تصور الضعيف اتصل بالقوي صار قوياً، الذي يملك قلباً قاسياً اتصل بالرحيم صار رحيماً، إن لم تنعكس هذه الصلة على المؤمن رحمة، وإنصافاً، وعدلاً، وإباء، وكرامة، معنى هذا أن الدين لم يقدم شيئاً، قدم طقوساً لا معنى لها، الأديان كلها فيها طقوس، حركات، وسكنات، وتمتمات، أما الدين السماوي الإسلام فأساسه الاتصال بالله، الاتصال بالأصل، بالخالق، بالرب، بالمسير، بالمطلق، كمال مطلق، رحمة مطلقة، حكمة مطلقة، عدل مطلق، أنت سمح لك أيها الكائن الضعيف، الحادث، الطارئ أن تتصل بالإله العظيم من خلال الصلاة، لذلك:

(( الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ))

[ البيهقي في شعب الإيمان عن عمر ]

((لا خير في دين لا ركوع فيه))

[ أحمد عن عثمان بن أبي العاص]

 لذلك موضوع الصلاة هو الأصل، هو الحقيقة.
المذيع:
 إذاً من أول حقوق الله عز وجل على خلقه أداء الصلوات.
الدكتور راتب :
 أما الصيام فيسقط عن المسافر، والمريض، والحج يسقط عن الفقير، والضعيف والزكاة تسقط عن الفقير، والشهادة لمرة واحدة، الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة.
 حتى العلماء أجازوا لإنسان إن صلى يُقتل أن يصلي بأجفانه ولا يقطع الصلاة، إن صلى يُقتل في معتقل مثلاً، له أن يصلي الصلوات الخمس بأجفانه، جفنه مفتوح يقرأ الفاتحة ينزله قليلاً أثناء الركوع والسجود.
 الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة.

((من أقامها فقد أقام الدين))

المذيع:
 شيخنا الكريم، لو سألت حضرتكم: لماذا جعل الله الصلاة بهذه الأهمية والله سبحانه وتعالى غني عنا جميعاً وعن عبادتنا؟

 

الافتقار إلى الله في كل لحظة :

الدكتور راتب :
 طبعاً الله عز وجل غني عنا، لكن جعلنا نفتقر إليه، إذا افتقرنا إليه سعدنا بهذا الافتقار، والإنسان خلق للسعادة، لو جعلنا نستغني عنه لشقينا باسغنائنا، الإنسان يسعد بافتقاره إلى الله، ويشقى باستغنائه عن الله، الأصل الدين، أنا مفتقر إلى دعم روحي، دعم إيماني، دعم علمي، دعم توفيقي، دعم عملي، فأنا مفتقر إلى الله بكل لحظة.
 فالقصة كلها ذات مطلقة، كمال مطلق، رحمة مطلقة، علم مطلق، خلقنا ليسعدنا.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود: 119]

 آية واضحة وضوح الشمس، علة وجودنا في الدنيا الرحمة، وهناك كثيرون يقولون: العذاب، والمصائب، والمرض، لا، لا ، كله افتراء على الله، علة وجود الإنسان في الدنيا فقط الرحمة

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

 خلقنا لرحمتين، لرحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن: 46]

 قال علماء التفسير: جنة في الدنيا، وجنة في الآخرة.

 

حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :

 ولكن هذه الدنيا ممر وليست مقراً، هذه الدنيا مكان وزمان لدفع ثمن الجنة، وثمن الجنة عمل صالح، هذا العمل الصالح تلقى الله به، هذا العمل الصالح يصلح للعرض على الله، لأنه خالص وصواب، خالص ما ابتغي به وجه الله، وصواب ما وافق السنة، والعمل الصالح لا يوجد كلمة بالإسلام أوسع شمولاً منها، أحياناً سكوتك بموقع لو تكلمت نشأت مشكلة عمل صالح، سكوتك عمل صالح، أحياناً نظرة حانية لإنسان مريض عمل صالح، أحياناً غض بصرك عن امرأة لا تحل لك عمل صالح، بكل ثانية يوجد عمل صالح، بكل كلمة، بكل حركة، بكل صورة، بكل ذهاب، بكل إياب، بكل عمل، فالإنسان يؤمن بالله، ويؤمن بأنه خُلق للجنة، الجنة ثمنها العمل الصالح، والدليل:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون:99 ـ 100]

 معنى ذلك أن علة وجود الإنسان في الدنيا العمل الصالح، الآن بالآية الثانية:

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾

[ سورة الأنعام: 132]

 حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح، فهذا العمل الصالح ليس قضية ثانوية، نفعلها أو لا، مثل شخص قال: إن السيارة هي المحرك، لا تلغى علة السيارة أن فيها محركاً، وإلا وقافة ليست سيارة، فأنت العمل الصالح علاقته بالسيارة مثل علاقة المحرك بالسيارة، هذه الصلة بالله.
 ترى مؤمناً صادقاً، مؤمناً أميناً، مؤمناً عفيفاً، مؤمناً حكيماً، مؤمناً رحيماً، هذه من بديهيات الصلاة، أما إذا وجدت من مسلم خطأ فتكون صلته بالله غير صحيحة، هناك صلة شكلية، طبعاً كل إنسان يتوضأ، يقف، يقرأ، يركع، يسجد، الاتصال بالله شيء، وأداء الصلوات شيء آخر.
المذيع:
 شيخنا الحبيب، النبي الكريم عليه الصلاة والسلام روي عنه:

(( مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إِلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه، إِلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم ))

[مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها]

 كيف يمكن للعبد أن ينتقم لله عز وجل كما ورد في هذا الحديث فيؤدي العبد حق الله تعالى، عنواننا لهذا اليوم؟

 

كيفية انتقام العبد لله عز وجل :

الدكتور راتب :
 الإنسان يضل الناس إضلالاً ممنهجاً، مبرمجاً، وأنت قادر أن تمنعه، أو قادر أن ترد عليه، أو قادر أن تفحمه، ينبغي أن توقفه عند حده، إما بالإفحام، طبعاً الفكر يحتاج إلى فكر، والقوة تحتاج إلى قوة، فهذا أيضاً شذّ عن حدود الله عز وجل، أنا أقول: لا يوجد إنسان مؤمن إلا له دعوة إلى الله، أحياناً دعوة سلبية، أحياناً دعوة إيجابية، أحياناً دعوة بكلامه، أحياناً بعمله، بإتقان عمله، أحياناً إتقان عمل إنسان دعوة إلى الله، هذا مسلم بضاعته جيدة جداً، سعرها معتدل جداً، فحببك بالدين.

((التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء))

[الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]

 فنحن لا يوجد مهنة، لا يوجد حرفة مشروعة إلا هي وسيلة للاتصال بالله عز وجل.

 

أداء الصلاة و الدعاء اتصال بالله تعالى :

 نضيف ملاحظة بسيطة: في أداء الصلوات يوجد اتصال بالله، يمكن أن تقرأ القرآن وقت الضحى وتبكي إذا اتصلت بالله، والدعاء صلة بالله، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾

[ سورة المعارج: 23]

ما الدوام؟ دوام الصلاة، الدعاء صلاة، الإقبال على الله صلاة، البكاء صلاة أحياناً، التلاوة صلاة.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، الله يفتح عليكم يارب.
 شيخنا الحبيب نتحدث عن حق الله عز وجل على خلقه وعباده، فلطالما يتحدث الإنسان عن حقوق العباد وهي مهمة، لكن أيضاً الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا له حق على عباده، وكنتم توضحون هذا الحق بحسن الرحمة بين الناس، والعبادة الكاملة الخالصة لله تبارك وتعالى.
 شيخنا الكريم، كنا نتحدث أيضاً عن الحرمات وعن حق الله عز وجل على خلقه وعلى عباده؟ كيف يمكن للإنسان أن يغار على دين الله وأن ينتقم لحرمات الله دون أن يتسبب بأي نوع من أنواع التنكيل للآخر أو الأذية لنفسه؟ كيف يمكن أن يحقق هذا التوازن؟

 

العبادة علة وجودنا في الدنيا :

الدكتور راتب :
 أولاً: الآية الأصل في هذا الموضوع قوله تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56 ]

 والعبادة علة وجودنا في الدنيا، إلا أنها ليست لله، هي لله لكن لصالحنا نحن وحدها.

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ ﴾

[ سورة فصلت: 46]

 الله غني عنا، غني عن عبادتنا، وعن طاعتنا، وعن أعمالنا، ذات كاملة، لكن هو أراد أن نعبده كي نسعد بقربه، أراد أن نعبده كي نوفق في الحياة، أراد أن نعبده كي يجعل لنا نوراً نمشي به:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

[ سورة الحديد: 28]

 حينما يقذف الله النور في قلب المؤمن يرى الحق حقاً، والباطل باطلاً، يرى الخير خيراً، والشر شراً، والواجب واجباً، والنافل نفلاً، رؤية هذه أثمن شيء في الدين.

﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ﴾

[ سورة الأنفال: 29]

 أو:

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

المنهج الإسلامي منهج تفصيلي :

 المؤمن مستنير، الأم لها معاملة، الزوجة لها معاملة، الأولاد لهم معاملة، الزبون له معاملة في الدكان، الشراء له شروط، البيع له شروط، العلاقات الاجتماعية لها شروط، نحن عندنا عبادات شعائرية يظنها الناس هي الدين، وهناك عبادات تعاملية قد تكون خمسين ألف بند، علاقتك ببيتك، بزوجتك، بأولادك، بجيرانك، بعملك، بمديرك، بصحتك، بالحيوان، وبالهرة، بكل شيء، منهج تفصيلي يبدأ من أخص خصوصيات الإنسان من فراش الزوجية، وينتهي بالعلاقات الدولية، هذا المنهج التفصيلي لابد من أن نعرفه حتى نتحرك حركة صحيحة، أحياناً تقدم هدية لإنسان تعد رشوة، أحياناً تمنع عطاء عن إنسان يعد قطيعة رحم، هناك أشياء دقيقة جداً، فالإنسان هو المخلوق الأول عند الله، الإنسان لابد له من حركة، حركته إن صحت سلم وسعد في الدنيا والآخرة، إن لم تصح شقي وهلك في الدنيا والآخرة.

 

أسئلة و أجوبة :

المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، نستأذنكم شيخنا لإدخال مشاركات مستمعينا الكرام الهاتفية، معنا على هواتفنا.
 بسمة تفضلي يا أختي.
المستمعة:
 السلام عليكم.
المذيع:
 و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المستمعة:
 الله يعطيك العافية، أنا هذه المشاركة الثانية، دكتور ممكن أسألك؟
الدكتور راتب :
 الله يعافيك، تفضلي.
المستمعة:
 دكتور ممكن أسألك؟
 الأمس عندما كنت أقرأ القرآن وأصلي الفرض، أحسست و كأني في المدينة، بصلاة التراويح.
الدكتور راتب :
 هذا شعور طيب، دليل محبة.
المستمعة:
 محبة لرب العالمين وللرسول؟
الدكتور راتب :
 للجهتين، لأنه طاعة الله عين طاعة رسوله، وطاعة النبي عين طاعة الله، محبة الله عين محبة رسوله، أبداً.
المستمعة:
 شكراً، أنا أشكرك على الدرس الذي قدمته الأمس على قناة عمان يا دكتور.
المذيع:
 شكراً لك أخت بسمة ولمشاركتك معنا، جزاك الله كل خير، وشكراً جزيلاً لك.
 دكتورنا الكريم، نعود في موضوعنا عن حق الله عز وجل، هنالك شيخنا مجموعة من الأشخاص الذين يستهينون بحق الله، لكنهم يخافون من الحقوق في الدنيا:

(( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن))

 مثلاً الصيام وهو فريضة، وانتهاك حرمة رمضان مشكلة شرعية، البعض إذا أمن العقوبة، لا يوجد أحد يراه فيفطر، لكنه يخشى من السلطان ولا يخشى من الله عز وجل، ما تعليق فضيلتكم؟

 

الله عليم حكيم وكل الأوامر الإلهية مؤداها إلى الإنسان :

الدكتور راتب :
 أولاً: الله عز وجل حقوقه لصالحنا، هو معنا.

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾

[ سورة الحديد: 4]

معنا يرانا، يرانا إن تحركنا، ويسمعنا إن نطقنا، ويعرف ماذا يكن في صدورنا، ويعرف ماذا غاب عنا.

﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾

[ سورة غافر: 19]

 الله عز وجل عليم، حكيم معنا دائماً، طاعتنا لنا، استقامتنا لنا، العمل الصالح لنا، كل الأوامر الإلهية مؤداها إلى الإنسان.

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ﴾

[ سورة فصلت: 46 ]

 إذاً نحن عندما نريد أن نعبد الله عز وجل، أي أنت مثل آلة معقدة جداً جداً، غالية جداً، ولها صانع عظيم، ولهذا الصانع العظيم تعليمات التشغيل والصيانة، فالإنسان من شدة محبته لذاته، بتعبير آخر؛ من أنانيته ينبغي أن يتبع تعليمات الصانع، ضماناً لسلامته ولسعادته.
 في الأرض الآن سبعة مليارات ومئتا مليون سابقاً، الآن ثمانية مليارات، هل هناك شخص من بني البشر لا يتمنى السلامة؟ من يحب المرض؟ من يتمنى الفقر؟ من يتمنى القهر؟ لا يوجد أحد أبداً، كل إنسان يتمنى السلامة والسعادة والاستقرار، السعادة أن يكون بيته واسعاً، زوجته صالحة، أولاده أبراراً، دخله جيداً، والاستمرار، أن يعيش مئة وثلاثين سنة، هذا هدف البشر كلهم، وأي إنسان كائناً من كان يتمنى السلامة، سلامة وجوده، وكمال وجوده، واستمرار وجوده، وهذه الأشياء الثلاثة مؤمنة بالدين.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا شيخنا، سامر تفضل باتصالٍ جديد.
المستمع:
 السلام عليكم.
المذيع:
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المستمع:
 سؤال: هل العين حق فعلاً أم أن هذا الكلام فقط يقال هكذا؟

 

الحسد يكون من المحسود نفسه :

الدكتور راتب :
 هي حق وليست حقاً بآن واحد، إذا شخص اشترى بيتاً فخماً جداً، وكلما جاء أحد قال له: تعال لأريك هذا البيت، انظر إلى مساحته، إلى البلاط، إلى الثريات، هو مسكين موظف بسيط حرقت قلبه بهذه النظرة، فيحسدك عليه، أنت حينما تعرض ممتلكاتك وخصائصك ودخلك الكبير بسهرة، جاءني ثلاثون مليوناً السنة، يوجد موظفون لا يملكون قرشاً من هذا المبالغ، كلما أنت بالغت بعرض ما عندك، تقع بإشكال الحسد، الحسد سببه المحسود أول شيء.
المستمع:
 الشخص نفسه.
الدكتور راتب :
 سببه المحسود.
الدكتور راتب :
 عبر عن مكانته وملكاته ودخله.
المستمع:
 شيخنا فأما بنعمة ربك فحدث.

الكلام بين الإنسان و غيره عن النعم المشتركة فقط :

الدكتور راتب :
 لا، إياك أن تفهمها فهماً خاطئاً:

﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

[ سورة الضحى: 11]

 النعم المشتركة، نعمة الهواء، نعمة الماء، نعمة الزوجة الصالحة، نعمة الولد البار، النعم الخاصة ممنوع أن تتكلم عنها، تتكلم عن دخلك، أين ذهبت هذه السنة في الصيف؟ كلفتك ثلاثين ألف دولار؟ لا، هذا كله غلط، هذا إغاظة، بنعمة ربك النعم المشتركة، أعطاك عقلاً، أعطاك سمعاً، أعطاك بصراً، أعطاك زوجة، أعطاك أولاداً، أعطاك حرفة، تتقن حرفة، أعطاك مسكناً، هذه النعمة الشاملة.
المذيع:
 شكراً لك سامر، بارك الله فيك لاتصالك، ومشاركتك معنا، شكراً جزيلاً لك.
 دكتورنا الكريم نواصل حديثنا عن حق الله سبحانه وتعالى على خلقه، وعلى عباده، هل الله سبحانه وتعالى يغفر حقوقه ويغفر ما كان من تقصير العبد بحقه؟

 

أنواع الحقوق :

الدكتور راتب :
 بارك الله بك، هناك حق لله، وحق لعباده، عندنا أول شيء الحق مع الله، هو أسهل حق، الصلحة بلمحة، يا رب أنا تبت، يقول: يا عبدي وأنا قد قبلت، أهون حق حق الله، لكن يجب أن تؤديه، يوجد خطأ في العبادات، بالمعاملات تبت توبة نصوحة، فالله عز وجل:

(( الإسلام يجب ما قبله ))

[الطبراني عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي]

 والتوبة النصوح تجب ما قبلها، هذا حق الله، أما حق العباد فلا يغفر إلا بالأداء أو المسامحة، مثلاً شخص له معك مبلغ، تقول: يا رب تبت إليك وانتهى؟ لا، لا تقبل التوبة إلا بأداء الحقوق، هذا حق العباد يغفر بإحدى حالتين، الأداء أو المسامحة.
 النبي ما صلى على إنسان عليه دين، يقول: أعليه دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا على صاحبكم، صحابي، جاهد معه بالغزوات كلها، أعليه دين؟ قال له أحدهم: عليّ دينه، فصلى النبي عليه، سأله في اليوم الثاني أأديت الدين؟ قال: لا، سأله في اليوم الثالث، أأديت الدين؟ قال: لا، في اليوم الرابع قال: أديته؟ قال: نعم، قال: الآن ابترد جلده.
 لذلك أخي الكريم حقوق الله مبنية على المسامحة، بينما حقوق البشر مبنية على المشاححة.
المذيع:
 هل هذا الفهم دكتور بحق الله عز وجل يمكن أن بعض الناس يستهين بحق الله باعتبار أن ربنا يغفر كل شيء، فافعل ما تشاء، وقبل الوفاة استغفر وتب.

 

الابتعاد عن الاستهانة بحق الله :

الدكتور راتب :
 لا، قبل الوفاة ليست واردة إطلاقاً، من يضمن أن يعيش بعد ساعة؟ إذا كان يعتقد أنه سيعيش ثمانين سنة، وعمره الآن ستون سنة، معنى ذلك أنه ناو أن يعصي الله عشرين سنة قادمة، من يضمن ألا يموت بعد ربع ساعة؟ هذه ليست واردة أبداً.
المذيع:
 كيف أتأكد أن ربنا سبحانه وتعالى قد غفر لي، أني أديت حق الله، وأن الله سامحني بما قصرت من الحقوق؟

من عقد مع الله توبة تامة يلقي الله في قلبه أنه غفر له :

الدكتور راتب :
 مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعقد توبة مع الله تامة، ولا يلقي في روع التائب أن الله قد غفر له، لذلك من حج بيت الله الحرام، ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له، من عظمة الله عز وجل إذا كان هذا العبد قد تاب إلى الله يلقي في روعه، في كيانه أنني قبلتك يا عبدي، مثل ابن كانت علاماته قليلة، فندم وبكى، جاء الأب وضمه وقال: أنا غفرت لك، لكن اجتهد الآن، مستحيل.
المذيع:
 الله يفتح عليكم، شيخنا في العبادات التي فاتت الإنسان مثلاً لو قصر بحق الله عز وجل ولم يؤدِ فريضة الصيام في أعوام سابقة، لم يؤدِ فريضة الصلاة في أعوام سابقة، كيف يتخلص من هذه الحقوق التي سيسأل عنها يوم القيامة؟

التوبة تجبّ ما قبلها :

 

الدكتور راتب :
 والله هذا موضوع خلافي، يوجد من يتشدد جداً في هذا الموضوع، لابد من أن يصوم كل شيء فاته، أو أن يصلي كل شيء فاته، وقد يبدو هذا صعباً، أو قد يكون مستحيلاً، أنا أرى الوضع الوسطي، الآن تبت الآن صلّ، وجدت نفسك مرتاحاً صلِّ ما تيسر لك عن الماضي، لكن من دون حسابات، من دون أرقام، من دون احصاءات، مرتاح صلّ ركعتي نفل عن الماضي، هذا شيء واقع.
المذيع:
 يصلي صلاة نفل شيخنا، لا يعيد مع كل فريضة فريضة أخرى؟
الدكتور راتب :
 ليست واردة، قلت لك: هذا تشدد، قد لا يحتمل ذلك، كل شيء لا يحتمل قد ينسى.
المذيع:
 أليست هذه حقوقاً لله عز وجل هو تعمد بالتقصير بها في الماضي دكتور؟
الدكتور راتب :
 الآن ألم يتب؟ التوبة تجب ما قبلها، وهناك نصوص كثيرة على ذلك.
المذيع:
 هذا يشمل دكتور الصلاة أم كل حقوق الله عز وجل؟
الدكتور راتب :
 كل حقوق الله عز وجل.
المذيع:
 إنسان كان لا قدر يشتم الذات الإلهية، أو الدين، كيف يتخلص أيضاً من هذا الذنب؟
الدكتور راتب :
 الإسلام يجب ما قبله، أما مع العباد فهناك أداء حقوق، هناك حق مع الله يكفيه التوبة، والاستغفار، والندم، حق العباد لابد من الأداء أو المسامحة.
المذيع:
 حق الله عز وجل دكتور في الصيام، إنسان قصر في أداء الصيام لسنوات سابقة؟
الدكتور راتب :
 نقول له: صم نفلاً، ما تيسر لك فقط.
المذيع:
 ألا يبقى أيضاً الصيام دكتور في رقبته؟
الدكتور راتب :
 أنا اجتهادي، نقول له: صم ما تيسر لك، من دون حسابات، اثنين وخميس، وجد نفسه مرتاحاً، والدنيا شتاء، والنهار قصير، فليصم لا يوجد مانع.
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور، حتى يؤدي الإنسان حق الله سبحانه وتعالى في هذا الجانب، كيف يوازن الإنسان بين السعة في رحمة الله عز وجل وبين لا قدر الله:

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

[ سورة الأنعام: 91]

 يعظم الله لكن دون - كما تفضلت- أن يصل إلى حدّ التشديد، كيف نوازن بين هذا وذاك دكتور؟

 

كيفية الموازنة بين السعة في رحمة الله وبين ما قدروا الله حق قدره :

الدكتور راتب :
 والله لا يوجد إنسان مؤمن بالله بأي مستوى إلا و له أجر، لكن بعض الآثار المنسوبة للنبي الكريم: " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان "، فإذا كان فيه إيمان، هذا الإيمان ينجيه بالنهاية، أما كل حياته معاص وشبهات وكفران، فهذه مشكلة كبيرة.
المذيع:
 شيخنا الكريم من لطفكم نشرك معنا مستمعينا الكرام بهذا الحوار أيضاً، أم وليد باتصال هاتفي، تفضلي.
المستمعة:
 السلام عليكم.
المذيع:
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المستمعة:
 يعطيكم العافية، أريد أن أسأل فضيلة الشيخ نحن بصراحة للأسف الواحد أحياناً يقدم الأمور الدنيوية على طاعة الله سبحانه وتعالى، بمعنى أن ربة البيت عندها عمل في البيت، تدريس الأولاد، تحضير الطعام، أكثر من عمل، حتى برمضان ممكن أن تؤخر الصلاة، بسبب أنه يوجد مشاغل أخرى، وليس قصة أنها لا تريد أن تطيع ربنا، عن جد تكون منهكة بصراحة.

أحبّ الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها :

الدكتور راتب :
 اسمعي الجواب يا أختي:

((أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها))

[ البخاري عن ابن مسعود]

 أقسم لك بالله: دخلت للبيت أول شيء صلي العشاء تشعرين بالراحة، إن أردت أن تنامي تكوني قد أديت صلاتك، لكن إذا لم تصلي العشاء كلما مضى الوقت يزداد الألم من عدم الصلاة، أحياناً لا تصلي وهذه مشكلة كبيرة جداً، الآن الظهر والعشاء أهم وقتين، دخلت للبيت صلي الظهر ثم اجلسي، تريدين أن تأكلي، تعبت ترتاحين، تنامين فوراً، مادمت لم تصلي الظهر يصير الأداء فيه كسل بالصلاة.

﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى ﴾

[ سورة النساء:143]

المستمعة:
 أي هذا بحد ذاته ذنب عظيم.
الدكتور راتب :
 أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها.
المستمعة:
 دكتور حتى برمضان، حتى بقراءة القرآن، بهذه الأشياء، الأمور الدنيوية أيضاً تشغل حيزاً كبيراً بحياة الإنسان.

 

من قوي إيمانه اهتم بالأمور الأخروية أكثر :

الدكتور راتب :
 كلما قويت إيمانك تصير الأمور الأخروية تهمك أكثر، هذا معلق بالإيمان، كلما قويت إيمانك تهتمين بالأمور الأخروية أكثر.
المستمعة:
 ادع لنا دكتور؟
الدكتور راتب :
 وفقك الله، وحفظ لك إيمانك إن شاء الله.
المذيع:
 شكراً لك أم وليد، إذاً البداية في أداء الفرائض والصلوات الخمس، وبعد ذلك إن لم يتح لك ذلك أثناء العمل فعليك بالذكر، شكراً لك.
 محمد تفضل باتصال جديد.
المستمع:
 السلام عليكم.
المذيع:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً، الله يحميك يارب.
المستمع:
 ممكن أسأل فضيلة الشيخ الدكتور محمد؟
المذيع:
 يستمع إليك.
المستمع:
 السلام عليكم شيخ.
الدكتور راتب :
 وعليكم السلام.
المستمع:
 أنا وزوجتي ربنا أنعم عينا بتوءم، و الآن زوجتي حامل في رمضان، فصار الصيام عليها صعباً، هل يجوز أن تفطر من أجل صحتها؟

جواز إفطار المرأة الحامل في رمضان مع القضاء :

الدكتور راتب :
 طبعاً، إذا خافت على صحتها، أو صحة جنينها، أو بإخبار طبيب مسلم حاذق ورع، فعليها ألا تعصيه، إن عصته عصت الله عز وجل، بإخبار طبيب مسلم حاذق ورع، قال لها: افطري، يجب أن تفطر.
المستمع:
 عليها إثم أو كفارة؟
الدكتور راتب :
 لا فقط قضاء، أهم شي القضاء.
المستمع:
 يجب أن تقضي؟
الدكتور راتب :
 أما إذا مضى عام ولم تقض فصار عليها قضاء وكفارة.
المستمع:
 يجب أن تقضي؟
الدكتور راتب :
 طوال العام لرمضان الثاني، دخل رمضان التاني لم يعد يكفي القضاء، قضاء زائد كفارة.
المذيع:
 ما هي الكفارة دكتور؟
الدكتور راتب :
 إطعام عشرة مساكين.
المذيع:
 عن كل يوم؟
الدكتور راتب :
 نعم.
المستمع:
شكراًا فضيلة الشيخ، شكراً لك.
الدكتور راتب :
 عفواً.
المذيع:
شكراً جزيلاً لك أخي محمد، وإن شاء الله بالسلامة تلد زوجتك.
 شيخنا الجليل نستأذنكم ومستمعينا الكرام نقف إلى فاصل قصير، وبعده نواصل مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي وحديثنا عن حقوق الله.
المذيع:
 دكتورنا الكريم حياكم الله مرة أخرى، أهلاً وسهلاً بكم.
 دكتور محمد، في حق الله عز وجل على عباده أن تكون هذه المحبة محبة قلبية، فمثلاً جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

((من صام رمضانَ إيماناً واحتساباً))

[النسائي رواية البخاري عن أبي هريرة]

 وكما نعلم الإنسان لن يذوق حلاوة الصلاة كما أشرتم قبل قليل إلا إن أداها بحقها، فاتصلت روحه بالله عز وجل، فقطف حلاوة هذه الصلاة، كيف يمكن للإنسان أن يؤدي حق الله كاملاً؟ لا يكون مستثقلاً هذه الحقوق أو العبادة، بل تكون من نفس رضية ومن قلب مقبلٍ على الله عز وجل؟

 

كيفية تأدية حق الله عز وجل كاملاً :

الدكتور راتب :
 أخي الكريم، النبي الكريم يقول :

(( أما نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا، أما أنتم يا أخي - يخاطب أصحابه - فساعةٌ وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة))

[مسلم عن حنظلة]

 إذاً نحن ساعة وساعة، نحن كيف نتفاوت؟ قد تكون ساعة تألق، لا أقول: معصية أعوذ بالله، ساعة تألق ساعة فتور، قد تكون خمس عشرة ساعة تألقاً وخمس عشرة ساعة فتوراً، ممتاز مناصفة، أما ساعة تألق وثلاث و عشرون فتوراً فهذه مشكلة كبيرة، أما يكون التألق عشرين ساعة فممتاز جداً، نحن كلنا ساعة وساعة.
المذيع:
 كيف نتألق دكتور في علاقتنا مع الله الكريم؟


حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية ليتألق في علاقته مع الله :

الدكتور راتب :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119]

تحتاج إلى حاضنة إيمانية، إلى رفيق مؤمن، صديق مؤمن، شريك مؤمن، سهرة مع مؤمنين، كلما التزمت أهل الإيمان يعطونك شعوراً بالاستمرار، أما اجلس مع شخص فاسق يتهمك أنك أنت مضيع حياتك سدى، ليس لك معاص، أحلى شيء بالدنيا المعاصي، مثلاً أنت أهم شيء عندك:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119]

 أمر إلهي، لابد لك من بيئة إيمانية، من حاضنة إيمانية، من أصدقاء مؤمنين، وإلا المشكلة كبيرة جداً، الطرف الآخر لك أن تتعامل معه بالحد الأدنى، مدير عملك قد يكون غير دين، أما أنت فتأتي في وقتك، تستأذنه عند المغادرة، تؤدي واجبك كاملاً، علاقتك انتهت معه، لا يوجد علاقة حميمة، البطولة ألا يكون لك علاقات حميمة مع غير المؤمنين.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور.
 أم أحمد تفضلي باتصال جديد، مرحباً بك.
المستمعة:
 السلام عليكم.
المذيع:
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المستمعة:
 يعطيكم العافية، الله يجزيك الخير دكتور راتب على البرنامج، أريد أن أسألك أولاً: الآن كنت تتكلم عن موضوع الصلاة، أن العبد يجب أن يصلي الصلاة على وقتها، أنا أداوم في وظيفة من سنتين، و أخرج عندما يؤذن المغرب، يؤذن في الشتاء باكراً، فكان يقول: الله أكبر أصلي فوراً عندما يؤذن، لأنني عندما أصل إلى البيت أخاف أن أنشغل بشيء فلا أصلي إلا وهو يؤذن.

 

الصلاة عند الدخول بالأذان صلاة مقبولة :

الدكتور راتب :
 عندما قال: الله أكبر، دخل الوقت، كي أطمئنك، الله أكبر دخل الوقت.
المستمعة:
 الآن إمساك السحور، يوجد أذان أول، وأذان ثان، نحن نمسك على الأذان الأول هل هذا صحيح؟

جواز الإمساك عن الطعام عند البدء بالأذان :

الدكتور راتب :
 الأول أحوط، والثاني مقبول أيضاً، أول كلمة الله أكبر، توقفي عن الأكل.
المستمعة:
 أنا عندي صغار مرات عديدة يشربون عندما يؤذن الأذان الأول، والصلاة هل يجوز أن نصلي على الأذان الأول؟

الوقت المعتبر شرعاً لصلاة الفجر هو الأذان الثاني :

الدكتور راتب :
 لا، لأنه لم يؤذن بعد، أذان الإمساك يسمونه أذاناً كاذباً، هذا أذان إمساك.
المذيع:
 إذاً الوقت المعتبر شرعاً لصلاة الفجر هو الأذان الثاني، الأذان الحقيقي شيخنا.
الدكتور راتب :
 دخول الوقت الثاني.
المذيع:
 يبدأ ابتداءً من كلمة الله أكبر، من الأذان الثاني الإمساك الرسمي عن الطعام والشراب، والوقت المتاح لبدء صلاة الفجر، عدا ذلك من الأحوط، لكن الإنسان ليس ملزماً بالأذان الأول أن يمسك عن الطعام، يستطيع أن يأكل بعده براحته.
الدكتور راتب :
 استيقظ متأخراً يتناول لقمتين.
المذيع:
 شرعاً هو جائز، لكن الأحوط أن يبتعد عنه.
 شكراً لك أم أحمد، شكراً جزيلاً لأسئلتك ومداخلتك معنا.
 شيخنا الكريم، أيام رمضان تسير سريعاً نحن الآن في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، بماذا تنصح المستمعين الكرام حتى يكون رمضان رمضان الإيمان؟

شهر رمضان شهر إيماني أو اجتماعي :

الدكتور راتب :
 رمضان هو أحد نوعين، إما رمضان اجتماعي، ولائم، وسهر، ومسلسلات، أو رمضان إيماني، غض بصر، وضبط لسان، وصلوات، وقراءة قرآن، وإنفاق مال، أنا أتمنى أن يكون رمضان إيماني، لأنك أنت عندما ألغيت الأعمال الصالحة برمضان، إنفاق المال، وغض البصر، وتابعت كل شيء مألوف سابقاً، ولا يرضي الله عز وجل أنت لم تصم، صام فمك فقط عن الطعام والشراب، و الصيام هو صيام من الغيبة، والنميمة، وقول الزور، واليمين الباطلة، وحلف يمين للزبون أن البضاعة أصلية وهي ليست أصلية، مرتكب مليون غلطة برمضان، هذه الأغلاط كلها تعمل حجاباً عند الله عز وجل، والعبادات مع الحجاب مملة بصراحة، صدق لله لا يوجد لأنها حركات، وسكنات، وتمتمات.
المذيع:
 الله يكرمكم دكتور، و يجزيكم كل خير، نختم حلقتنا بالدعاء ونسأل الله تعالى القبول.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم احفظ بلاد المسلمين من كل مكروه، اللهم اجعل صيامنا مقبولاً وإفطارنا مقبولاً يا رب العالمين، واجعلنا نرقى في رمضان إلى ما ينبغي أن نرقى إليه.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، شكراً لمشاركتك، ولما أفدت المستمعين الكرام بهذه الكلمات الطيبة.
 كان حديثنا لهذا اليوم مع فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي حول حق الله عز وجل على عباده.
 سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور