وضع داكن
24-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 043 - الظلم والمسامحة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 أكرمكم الله شيخنا الكريم، سيكون حديثنا اليوم عن الخصومة، وعن الظلم، وعن المسامحة.
 كثيراً ما يحث أهل العلم الناس على المسامحة وعلى العفو، وأن من يعفو فإن الله عز وجل يعفو عنه، يقول ربنا عز وجل:

﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾

[ سورة الشورى:43 ]

﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾

[ سورة البقرة:237 ]

 ما هو جزاء الذين يعفون؟ هل أجرهم ذهب في الدنيا وفقط لهم في الآخرة؟ كيف تنظر لهذه القضية في آياتنا وفي نصوصنا؟ هذا هو حوارنا مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 نبدأ معكم في البداية هل الخصومة والمشاكل والظلم جزء من فطرة الإنسان أم هو سلوك مكتسب؟

 

الشّر هو بعد عن الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين.
أنت حينما ترى سيارة فارهة بأحدث موديل، ألوان رائعة، لامعة، فرش رقم واحد، محرك قوي، تقول: أي معمل صنعها؟ أما هذه السيارة حينما تهوي في الوادي، وتصبح كتلة من الحديد الغير معقول، لا تحتاج هذه إلى صانع، الشر سلبي لا يحتاج إلى خالق، الشر عدم وجود العدل، عدم وجود الرحمة.
المذيع:
 تقصد النتيجة.
الدكتور راتب :
 السيارة الرائعة جداً تبحث عن صانعها، أي معمل صنعها؟ أما هذه السيارة لو نزلت في واد، وقلبت ألف قلبة على الصخور أصبحت بشكل غير معقول، هذا الشكل لا يحتاج إلى صانع، لأنه سلبي وليس إيجابياً، الشر لا يحتاج إلى خالق، الشر نقيض الخير، الذي لا يوجد عنده خير صار شريراً، الذي لا يوجد عنده عدل صار ظالماً، الذي لا يوجد عنده رحمة قسا، فكل أسباب الشر هي بعد عن الله عز وجل ليس له وجود إيجابي، وجوده سلبي.
المذيع:
 لا نعتبره جزءاً من فطرة الإنسان؟

توافق فطرة الإنسان مع منهج الله :

الدكتور راتب :
 الفطرة بالعكس أنا مضطر أن أشرح ثلاث كلمات دقيقة جداً، الفطرة أن تحب الخير وليس شرطاً أن تكون خيراً، أي إنسان يحب الخير، حتى اللصوص إذا سرقوا يوزعون بالعدل، بمعنى أنت جبلت، برمجت، ولفت على منهج الله، فكل شيء أمرك الله به ترتاح إذا طبقته، أنت مبرمج على هذا المنهج، وكل شيء نهاك الله عنه تتألم إذا فعلته، هذه أصل الفطرة، لذلك الآية دقيقة جداً، قال تعالى:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾

[ سورة الروم: 30]

 أن تقيم وجهك للدين حنيفاً هذا ما جبلت عليه، وهذا ما فطرت عليه، بتعبير آخر أي أمر أمرت به أنت مولف، مبرمج، مفطور على محبته، وأي شيء نهاك الله عنه أنت مبرمج، ومولف، ومفطور على كراهيته، والآية تقول:

﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾

[ سورة الحجرات: 7]

المذيع:
 هذا للبشرية جميعاً؟
الدكتور راتب :
أبداً للبشر جميعاً، هذه الفطرة، هكذا جبلت، هكذا برمجت، هذه الفطرة، لماذا يتألم العاصي؟ لأنه خرج عن مبادئ فطرته، لماذا يسعد التائب؟ اصطلح مع فطرته، أنت عفواً هذه السيارة الغالية جداً مبرمجة ومصممة للطريق المعبد، كل ميزاتها تراها في الطريق المعبد، أما المدرعة فهي للطريق الوعر، فالسيارة عندما تستخدمها في الطريق الوعر تتكسر، فإذا نقلتها إلى الطريق المعبد صار عندك سهولة في الحركة، صوت منخفض، سرعة عالية، فأنت مولف، مجبول، مفطور، مبرمج على منهج الله، فإن طبقته تقطف ثماره الفردية، وإن خالفته تعاقبك فطرتك فقط، هذه اسمها الكآبة، فندق في ألمانيا لا أنسى هذه العبارة: إن لم تنم فالعلة ليست بفرشنا إنها وثيرة، ولكن العلة بذنوبك إنها كثيرة.
المذيع:
 ألا يوجد نوع من التحامل دكتور بعض الناس ذنوبه قليلة ويعاجل في التوبة لكن المصائب وهموم الدنيا كبيرة؟

 

ارتباط ارتقاء الإنسان بالإيمان بمحاسبته لنفسه حساباً شديداً :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أن الإنسان نسيج وحده، أنا أؤمن أن كل إنسان له بنية خاصة، له برمجة خاصة، فالإنسان أحياناً يحاسب نفسه حساباً عسيراً على كلمة قالها، أو على ابتسامة لم تكن في موقعها، لأن مستواه راق جداً، يتألم أشد الألم، يأتي إنسان آخر يقترف كل الكبائر يقول لك: ما عملت شيئاً، لذلك الحديث:

(( لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعالى فَيَغفِرُ لَهُمْ))

[ مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ]

 هذا الحديث من مشكل الحديث، معنى الحديث إن لم تشعروا بذنوبكم انتهيتم عندي، أنت بجلسة اغتبت إنساناً، يوجد شخص يغتاب خمسين مرة في الجلسة ولا يشعر بشيء، مستواه منخفض، كلما ارتقى الإنسان بالإيمان يكون حسابه لنفسه شديداً جداً.

(( لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعالى فَيَغفِرُ لَهُمْ))

[ مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ]

 الإحساس بالذنب فضيلة، لذلك المؤمن يرى ذنبه الصغير كجبل جاثم على صدره، والمنافق يرى أكبر ذنب كالذبابة أزاحها عن وجهه.
المذيع:
 تعد علامة من علامات الإيمان.
الدكتور راتب :
 كلما كبر عليك ذنبك. وكلما صغر عليك ذنبك علامة نفاق.
المذيع:
 يقال: فلان يعمل الذي يريد، ضميره مرتاح، هذه ليست علامة خير بل نفاق.
الدكتور راتب :
 هذه حالة موت، قال تعالى:

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾

[سورة النحل: 21]

 الميت سيدي لا يشعر بشيء، الميت منته لا يتألم إطلاقاً، قال تعالى:

﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾

[ سورة الفرقان : 44]

﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾

[ سورة المنافقون: 4 ]

﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ﴾

[ سورة الجمعة : 5 ]

المذيع:
 أريد أن أربط هذا بعنواننا عن الخصومة وعن المسامحة، أحياناً يحصل - وهذا جزء من يوميات الحياة - خصومة بين التجار، بين الأصدقاء، بين الناس، بعض الناس هذا يعكر صفو يومه، ولا يعرف النوم، هذه علامة خير عندما يكون خصومة بينه وبين أخيه.

 

المؤمن عزيز ولا يرضى الذّل :

الدكتور راتب :
 هذه الحلقة الأصل فيها آيتان، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 المؤمن عزيز، المؤمن لا يرضى الذل، المؤمن لا يرى التطاول عليه مقبولاً، عنده عزة، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

المذيع:
 ما المقصود بالبغي؟

تعريف البغي :

الدكتور راتب :
 العدوان، اعتدي على مالك، اعتدي على سمعتك، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 العدوان قد يكون مادياً، وقد يكون معنوياً، وقد يكون اعتدى على سمعتك، على مكانتك، هم ينتصرون لأن عندك كرامة، عندك عزة، شرف المؤمن قيامه في الليل وعزه استغنائه عن الناس، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 فإذا انتصرت لمن بغى عليك، لكن قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 ليس الصاع بعشرة ينبغي أن تعاقبه بمستوى معاقبته لك.
المذيع:
 مثال من واقع حياتنا.
الدكتور راتب :
 شخص اغتاب إنساناً، وهذا الإنسان الذي اغتابه قال له: والله لا أسامحك، إلا أن تقول في المجلس نفسه كلاماً آخر، انتصر، هذا حقه، أنت تكلمت أمام عشرة أشخاص في سهرة عني زوراً وبهتاناً، أنا لا أسامحك إلا إذا جمعت الناس وتكلمت عكس ذلك، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 لكن في المجلس نفسه، إذا تكلم عنك بالإذاعة، يجب أن يتكلم عنك بعكس ما تكلم بالإذاعة، أمام عشرة يتكلم أمام عشرة، لا يرتكب الذنب في أوتستراد ويستغفر بطريق صغير، لا، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

من غلب على ظنه أن العفو عن المخطئ يصلحه فليعف :

 ثم قال:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 هنا الشاهد، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه وتصلحه، وعندئذ يتولى الله بذاته العلية مكافأتك، كيف؟ السائق يمشي بسرعة قليلة جداً، طفل صغير قفز أمام السيارة، فمشى السائق فوقه و لكنه لم يمت، طبعاً القانون يحاسب السائق، وهو ليس عليه خطأ إطلاقاً، وهناك شهود، هذا عندما يعفو عنه والد الطفل يكون قرب هذا السائق من الله، شاهد الأب أن الغلط من ابنه.
 والله في هذا البلد الطيب لي صديق مهندس، القصة منذ خمس وعشرين سنة، اشترى سيارة جديدة، وعمل زيارة للأردن، يبدو نفس الحادثة قفز طفل أمامه، ولكنه لم يمت فقط أصيب برضوض، والد الطفل شعر أن الخطأ من ابنه، السائق حديث عهد بالقيادة وجاء نزهة، عزمه، وذبح له ذبيحة، وتركه عنده عشر ساعات، وطمأنه.
المذيع:
 هذا عندنا في الأردن.
الدكتور راتب :
 نعم في الأردن صديقي، توفي المهندس رحمه الله، قال لي: ليس معقولاً، أنا مشيت فوق ابنه بالسيارة، وشاهدني، أنا كثيراً تألمت، عمل له عزيمة، وتركه عنده يوم.
المذيع:
 هذا ينطبق عليه قوله تعالى:

﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[سورة آل عمران: 134]

الدكتور راتب :
 نعم، فإذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه، سائق يمشي بسرعة خفيفة، وابنك قفز أمامه، النظام ضد السائق، ويطالبه بدفع مبالغ ضخمة.
المذيع:
 الأولى أن يعفو.
الدكتور راتب :
 فإذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه وتصلحه، لكن شاب سرق السيارة من والده، و لا يوجد معه شهادة، ومشى بسرعة طائشة، لا أسامحه، هذا يجب أن أربيه، إذا عفوت عنه علمته أن يعيدها مرة ثانية.
المذيع:
 إذا كان طائشاً وتائباً؟
الدكتور راتب :
 العبرة، إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه، ويتولى الله بذاته العلية مكافأة الذي عفا، أما إذا أيقنت أن عفوك عنه يجره إلى عمل سيئ فيجب ألا تعفو عنه، شاب في أول حياته السيارة سرقها سرقة، وعمل حادثاً لا أسامحه.
المذيع:
 شيخنا عندما تقول: ينبغي هذه يجب أن أترجمها إلى حكم شرعي.
الدكتور راتب :
 واجب، عندنا فرض، وواجب، وسنة مؤكدة.
المذيع:
 لو لم يلتزم بها الإنسان فهو آثم، ظن أن عفوه يصلح الآخر لكن نفسه لم تطب للعفو، هل أصبح العفو فريضة عليه؟
الدكتور راتب :
 لا، ليس فريضة، تصير إعدامات كثيرة في بعض البلاد قبل أن يضع السيف يقول له: عفوت عنك، ماذا يصير؟ أمام الناس كلها هو وصل إلى حقه، وهناك قرار صدر بقطع رأسه، لأنه قاتل، عندما يرفع السياف سيفه يقول له: توقف، عفوت عنه، كسب عند الله مكانة كبيرة.
المذيع:
 سؤال هل كسب مكانة عند الله أم كسب مكانة عند ذاته؟ كيف نفرق بين الانتصار للذات والانتصار للدين؟

 

الفرق بين الانتصار للذات والانتصار للدين :

الدكتور راتب :

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

المذيع:
 حوارنا عن الخصومة والمسامحة، كنت دكتورنا تحدثنا عن هذه المعاني العميقة، وأن الإنسان من حقه إذا ظلم وانتهك حقه أن يدافع عن نفسه.
الدكتور راتب :
 وأن يطالب بحقه، ويأخذ حقه..
المذيع:
 هذا العدل وليس الفضل، وهو حق الإنسان، لكن الفضل العفو، كيف يمكن أن يميز الإنسان هل هو ينتصر لذاته أم ينتصر لإيمانه كما تفضلت أن المؤمن عزيز؟
الدكتور راتب :
أنا أريد أن أروي لك قصة رائعة جداً، أذكر مرة في أحد أحياء دمشق التراثية اسمه سوق ساروجة، هناك جامع ضمن هذا السوق جامع تراثي اسمه جامع الورد، يبدو أن خطيب الجامع رأى رسول الله في المنام، قال له: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، ما هذه البشارة؟ شيء لا يصدق، طبعاً هذا الخطيب معه شهادة عليا، وهو دارس الفقه، وأصول الفقه، والفقه المقارن، وهو خطيب المسجد، وهذه البشارة لجاره و جاره غير متعلم، طرق بابه قال له: والله لك عندي من رسول الله بشارة، ولكنني والله لن أقولها لك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك، تخبرني أخبرك، بعد حين طبعاً أغراه بالبشارة، فقال له: تزوجت امرأة وفي الشهر الخامس من زواجي بها كان حملها في الشهر التاسع- واضح- قال له: بإمكاني أن أطلقها، أو أن أفضحها، أو أن أسحقها، وأهلها معي، والشرع معي، والقانون معي، ابنتكم زانية، لكن أردت أن أحملها على التوبة، جاء لها بولّادة ولدت، أخذ المولود وضعه تحت العباءة فجر اليوم الثاني، ثم وقف أمام المسجد إلى أن نوى الإمام الفرض، عندما قال: الله أكبر، لم يعد هناك أحد، كلهم في الصلاة، لا يوجد أحد، وضع الطفل وراء الباب والتحق بالمصلين، لم يره أحد أبداً، الصلاة انتهت، وهم يقرؤون بالفجر آيات طويلة، بكى هذا المولود تحلق الناس حوله، وابتعد هو حتى ضمن أن معظم أهل الحي تحلقوا حول المولود، اقترب منهم قال لهم: ما الأمر؟ قالوا: تعال وانظر، إنه لقيط، قال: لقيط! أنا أكفله أعطوني إياه، أخذه أمام أهل الحي على أنه لقيط، ورده إلى أمه، وستر هذه المرأة، وحملها على التوبة، قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ ﴾

[ سورة النحل: ٩٠]

 وكأن الإحسان أرقى من العدل، أحياناً العدل يقتضي أن تأخذ حقك، إذا طلقها ليس آثماً.
المذيع:
 حقه الشرعي أن يطلقها، وأن يسيء لها لأنها أساءت إليه، هذا عدل..
الدكتور راتب :
 أما الإحسان فهو فوق العدل، نقلها من حال إلى حال، سترها والله ستير، وأعاد إليها ابنها، يوجد أعمال طيبة جداً.
المذيع:
 هذه يقاس عليه القاعدة التي قلتها قبل قليل: إذا غلب على ظنك أن عفوه عنها يصلحها فعليه أن يسترها، أما إذا غلب على ظنك أنها بالعفو..
الدكتور راتب :
 يشجعها على معصية أخرى فعليه أن يحاسبها.
المذيع:
 يجب ألا يحكم الهوى الشخصي.
الدكتور راتب :
 إذا هو ذكر القصة لأهلها وطلقها، والقاضي قال له: هذه زانية، هو فضحها، و هو يعتقد أنه أخذها شريفة، طاهرة، عفيفة فكانت زانية، هو بهذه العملية نقلها من إنسانة سقطت لو علم الناس بمشكلتها إلى أم صالحة، لذلك الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
المذيع:
 من حق الإنسان إذا ما تعرض إلى مظلمة ألا يأخذ حقه..

 

جزاء السيئة سيئة مثلها ومن عفا فأجره على الله :

الدكتور راتب :
 قف، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 إذا انتصر، لا يوجد الصاع بعشرة، قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 بنفس المستوى.
المذيع:
 هذه المعادلة الأولى، أما الثانية.

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 إذا غلب على ظنك أن عفوه عنه يصلحه فعليك أن تعفو وابتغِ الأجر عند الله، انظر دقة الآية:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 أذكر مرة أن ملكاً - أنا أرويها كموعظة- طلب من معلم أن يعطي ابنه دروساً، فهذا في الدرس العاشر قال لابن الملك: أين الأجرة؟ قال: حاضر أستاذ، كم تريد؟ قال له: كل درس بألف مثلاً، أحضر له عشرة آلاف، لكن الملك كان ينوي أن يعطيه بيتاً وسيارة، استعجل، العطاء بقدر مكانة الإنسان، فأنت عندما تحتسب هذه المشكلة عند الله، يأتيك أجر لا يعلمه إلا الله.
المذيع:
 السؤال الأهم في حلقة اليوم قد أكون أنا تعرضت لأذى من أحد أقربائي، أو أصدقائي لعدة سنوات، واليوم يطلب السماح، أنا أظن إن عفوت عنه فقد تساويت أنا وهو، والسنوات الذي آذاني بهم ذهبوا هباء منثوراً، ما جزائي عند الله؟
 معنا اتصال أختي ميساء..
السائل:
 ما الفرق بين العفو والخنوع للرضا، النبي صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن أهل مكة، ما عفا عنهم وهو في المدينة في المهجر، عفا عنهم بعد أن تمكن منهم، هناك الكثير من الناس مظلومة، هل العفو مطلوب ونحن تحت الظلم؟ أعرف أن الإسلام دين ثورة، ودين المسيحية من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.

 

الفرق بين العفو و الخنوع :

الدكتور راتب :
 الجواب بكلمة واحدة، العفو عند المقدرة، وإلا لا يسمى عفواً، عندما دخل الجيش لمكة المكرمة، وعشرة آلاف سيف تتوهج بإمرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بإمكانه أن ينهي وجودهم عفا عنهم وهو قادر، فعفو المظلوم الضعيف لا يسمى عفواً، يسمى خنوعاً.
المذيع:
في الطائف النبي صلى الله عليه وسلم أوذي وسال دمه الشريف، ولم يتمكن منهم في تلك اللحظة كما تمكن من أهل مكة بعشرة آلاف سيف، وحينما جاء ملك الجبال ليطبق عليهم الأخشبين عفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن في لحظة الانتصار الدنيوي إن جاز التعبير.
الدكتور راتب :
 هذا العفو يعد وسام شرف للنبي، مكنه الله من أن يلغي وجودهم، مكنه الله من أن ينتقم منهم، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده.
المذيع:
 إنسان ظلمني ولم أتمكن منه لكن أردت أمام الله أن أعفو عنه طمعاً من أجر العافين عند الله.
الدكتور راتب :
 هذا سيدي لا يسمى عفواً، الذي اغتصب أو الذي آذى إنساناً، هذا عند الله معتد، أنا صبرت لله عز وجل، ما قدرت أن آخذ حقي منه، اسمه صابر، أما العفو فعند المقدرة فقط.
المذيع:
 أخي أبو جمال تفضل..
السائل:
 العفو للأفراد بين بعضهم، وللأقارب، وللغريب، ولكن عندما يكون حاكماً أو وزيراً أو مسؤولاً أو مهما كان ظلم الناس، ذبح الناس، كيف نسامحه؟

 

لا توبة لقاتل :

الدكتور راتب :
لا توبة لقاتل، هذا لا يسامح .
المذيع:
 أخي أبو جمال تفضل..
السائل:
 والحاكم الذي لا يقتل ولكن يجوع الناس ويذل الناس بطريقة غير القتل؟
الدكتور راتب :
 يظل المسلم بخير ما لم يسفك، بالدم يوجد موضوع ثان، لذلك البطولة أن تكون ذنوب الشخص دون سفك دماء، إن كان هناك سفك دماء لابد من العقاب، ولا توبة لقاتل.
المذيع:
 أذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " من شقّ على أمتي فاشقق عليه ". الله يعني الكل حتى يترفق ليرفق الله به.
تفضل أخي حازم ..
السائل:
 لي سؤال؛ أنا لي صديق عشت معه في الطفولة في المدرسة، وكنا مع بعض في المسجد، ثم انتقل إلى العمل في السوق، وصار مادياً جداً، جاء إليّ في فترة من الفترات وكان سيحبس من أجل المال، أعطيته على أساس شهر ويرد لي المال، سدد جزءاً من المال وبقي جزءاً كبيراً لم يسدده، أنا سامحته، وعاد، ثم علمت من أخيه أنه ناصب على والده ووالدته، الآن يريد أن أسامحه.

المجرب لا يجرب :

الدكتور راتب :
 يوجد كلمة دقيقة: لا يجرب المجرب، ومن جرب المجرب كان عقله مخرباً.
المذيع:
 ممكن الإنسان يخطئ ثم يصلح ويتوب..
الدكتور راتب :
 هذا اجتهاد، دائماً المجتهد إذا أصاب له أجران، وإن اجتهد وأخطأ فله أجر.
المذيع:
 لو أراد أن يسامحه هل يفترض للطرف الآخر أن يعيد الحقوق المالية؟

أنواع الذنوب :

الدكتور راتب :
 المسامحة تحتاج إلى أداء، هناك ذنب لا يغفر هو الشرك بالله، وذنب لا يترك حقوق العباد، وذنب يغفر الذي كان بينك وبين الله، والذي لا يغفر إلا بشرط الأداء أو المسامحة، إما أن تؤدي له الحقوق، أو أن يسامحك.
المذيع:
 دكتور أكدت على قاعدة العفو عند المقدرة، الإنسان قد لا يتمكن أحياناً من إنسان، لكنه من قلب سليم يريد أن يعفو، النبي صلى الله عليه وسلم بشر أحد الصحابة أنه من أهل الجنة لأنه ينام ولا يوجد في قلبه غل على أحد.

الصبر أعلى درجة من العفو :

الدكتور راتب :
 هذا الصبر.
المذيع:
 وهل يقل أجراً عن العفو؟
الدكتور راتب :
 قد يكون أكبر، قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾

[ سورة الزمر:10 ]

 أي معه شيك مفتوح بلا رقم، فقط فيه توقيع.
المذيع:
 أضرب مثلاً لو افترضنا أنا أمشي في السوق، وإنسان سرق مني شيئاً، وأردت أن أصفح عنه في قلبي، وأنا لا أتمكن منه، هذا لا يعد عفواً؟
الدكتور راتب :
 هذا ورد عند بعض التابعين، سرق شيء منه، قال: يا رب إن كان هذا الذي سرق عن حاجته فقد سامحته.
المذيع:
 إذا كان الإنسان الذي آذاني لي عنده حق ومات، وأنا أعلم أنه بين يدي الله يحاسب فأردت أن أعفو عنه.
الدكتور راتب :
 أبلغ أولاده، لأن أولاده إذا تيقنوا أن لأبيهم ديناً لإنسان، هذا الدين يؤخذ قبل أن يوزع الإرث، هذا يسمى الحق الممتاز، قبل توزيع أي شيء تؤدى الديون، فإذا بلغت أولاده عفوي عنه، أكون قد قدمت هذه الهدية لأولاد الورثة.
المذيع:
 سؤال الأخت تهاني فراج عبر صفحتنا على الفيس بوك تقول: شخصياً مررت بتجربة، إنسانة اتهمتني اتهاماً خطيراً كاد أن يخرب مستقبلي عفوت عنها، ونسيت ما حصل، مرضت وزرتها، وكأن شيئاً لم يحصل، كل الذين حولي اعتقدوا أني إنسانة ضعيفة الشخصية، ما هو أجر العافين في الدنيا والآخرة؟

 

أجر من يعفو عن الناس في الدنيا والآخرة :

الدكتور راتب :
 والله في الدنيا والآخرة، من الأفضل أن تطلب هذه الأخت الكريمة ممن عفت عنها أن تذكر الحقيقة للناس، من أجل شرف الإنسان، الإنسان له شرف، فإذا خصمي اتهمني بالسرقة ومشيت أمام الناس و أنا قد عفوت عنه وهو لم يتكلم العكس، يتكلم العكس لأعفو عنه.
المذيع:
 أجر العافين أن آخذ حقي منه، أحياناً يحن القلب طمعاً بما عند الله، فما أجري إن عفوت عن الناس ذهب حقي في الدنيا؟
الدكتور راتب :
 يجب أن أبلغ أنا عفوت عنه.
المذيع:
 الأجر عند الله، هل يتساوى الظالم والمظلوم في الحقوق أما الذي عفا أجره أكبر عند الله؟

الإيمان تصديق وإقبال والكفر تكذيب وإعراض :

الدكتور راتب :
 القضية أخي الكريم الإيمان تصديق وإقبال، والكفر تكذيب وإعراض، فالإعراض حصل، إنسان أخطأ الله أعرض عنه، لكن أنا عندما أسامح لي وجهة إلى الله بقيت موصولة، يوجد نقطة دقيقة، الإيمان تصديق وإقبال، والكفر تكذيب وإعراض، فأنا عندما أسامح شخصاً يكون قد أقبل على الله بسببي.

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 الآية واضحة.
المذيع:
 أخي أبو عمر تفضل...
السائل:
 الخلافات الزوجية يكون هناك عنف من المرأة تجاه الرجل، وعنف من الرجل تجاه المرأة، فأحدهما ظالم والآخر مظلوم، هم يبقون أهلك وأولادك.

 

اتفاق الزوج مع زوجته ضروري لاستمرار الحياة الزوجية :

الدكتور راتب :
 بين الزوجين أنا لي رجاء، لا يوجد زوجان لا يوجد عندهم خلافات، بالأصل أنا أتمنى من الأخوة المستمعين أن يتفق مع زوجته، اختلفنا خرجت من البيت أعود وكأن شيئاً لم يكن، أو نمت استيقظت كأن شيئاً لم يكن.
المذيع:
 إذا كل يوم سوف يفعل هكذا بها لن تسامحه.
الدكتور راتب :
 مثلاً أخطأت عاتبتها ونمتم، استيقظت عادي صباح الخير، اصنعي طعاماً، إذا كل قصة تذهب شهراً لم تعد هذه حياة زوجية.
المذيع:
 كيف تطيب الأنفس حتى يصفح الإنسان؟
الدكتور راتب :
 عفواً إذا زوج محق ومؤمن وقال لها: أنا أخطأت سامحيني، تذوب زوجته ذوباناً، تسامحه.
المذيع:
 غير الحياة الزوجية، بأداء الحقوق والاعتذار تطيب النفس، هذه النقطة ركزت عليها دكتور، لأن العفو ليس مجرد إنسان أخطأ، لا، الأصل أن تأخذ حقك، وإن أردت أن تعفو فهذه المرتبة الأرقى عند الله، قال تعالى:

﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[سورة آل عمران: 134]

المحسن إنسان كظم غيظه و عفا عن الناس :

الدكتور راتب :
 المرتبة الأولى يغلي كالمرجل، لا يفعل شيئاً، لم يتكلم، ولم ينتقم، ولم يتكلم كلاماً سيئاً،

﴿ َالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾

  هذه حالة، من الداخل يوجد غليان.
المذيع:
 إنسان أساء لي بالكلام هل من حقي الشرعي أن أسيء له بالكلام؟
الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

المذيع:
 استغابني هل من حقي أن أستغيبه أمام الناس؟
الدكتور راتب :
طبعاً حينما يستغيبك تأخذ أنت حسناته، شخص قال للآخر: لقد استغبتني؟ دقق قال له: ومن أنت حتى أغتابك، لو كنت مغتاباً أحداً غيرك لاغتبت أبي وأمي لأنهما أولى بحسناتي منك، كلام دقيق جداً.
المذيع:
 أعود لذات السؤال إنسان استغابني هل من حقي الشرعي أن أستغيبه؟
الدكتور راتب :
 لا أبين أنا بريء.
المذيع:
 المرحلة الثانية بعد والكاظمين الغيظ.
الدكتور راتب :
 والعافين عن الناس عفوت عنه من أعماقي.
المذيع:
 لكن عندما يكون لدي المقدرة على أن آخذ حقي.
الدكتور راتب :
 الآن عفوت عنه، وتنازلت عن حقك، وجدت ابنه بحاجة إلى قسط جامعة، دفعت عنه، والله يحب المحسنين، ثلاث مراتب، كظم غيظه، وعفا عنه، وأحسن إليه، ثلاث مراتب.
المذيع:
 دعاء لعلها ساعة استجابة.

 

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم صن وجوهنا باليسار، و لا تبذلها بالإقتار فنسأل شر خلقك، و نبتلى بحمد من أعطى، و ذم من منع، و أنت من فوقهم ولي العطاء، و بيدك وحدك خزائن الأرض و السماء، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، إذاً قال تعالى:

﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[سورة آل عمران: 134]

 والعدل أن يأخذ الإنسان حقه، ولكن الفضل وهي المرتبة الأعلى لمن أراد أن يكون له شأن عند الله أن يعفو، وأن يصفح، بل وأن يحسن إلى الناس، نور الله قلبكم بالإيمان شيخنا فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، ولكم أيضاً مستمعينا كل الاحترام، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور