وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 046 - اللهم استعملنا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتمّ الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، وبإذاعتكم.
المذيع:
 أكرمكم الله شيخنا، لكم مقولة جميلة يتناقل بذات فكرتها على اختلاف صيغتها كثير من العلماء: إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما استعملك.

إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك :

الدكتور راتب :
 ممكن تقول: فيما أقامك، أما استعملك فأدق.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين.
يوجد إنسان مهمته إفساد الناس من خلال فن رخيص، وإنسان مهمته رفع مستوى الناس من خلال الدعوة إلى الله، وإنسان عنده تجارة حلال ينفع بها الناس:

(( التَّاجِرُ الأمينُ الصَّدُوقُ مع النَّبيِّينَ ))

[الترمذي عن أبي سعيد الخدري ]

 وإنسان عمله تجارة محرمة، دور لهو مثلاً، فيها دخل كبير، فالإنسان إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك، أقامك إنساناً متوازناً، مستقيماً، معيناً، عندك زوجة صالحة، أولاد أبرار، أو أقامه عنده ملهى، يفسد أخلاق الشباب من خلال هذا الملهى، فأنا أقول: إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك، وفيما استعملك.
المذيع:
 ولذلك يكون الدعاء.
الدكتور راتب :
 الخير بيدي والشر بيدي فطوبى لمن قدرت على يديه الخير، والويل لمن قدرت على يده الشر..
المذيع:
 هذه تحتاج إلى تفصيل وشرح، هناك دعاء: اللهم استعملنا ولا تستبدلنا، أن يستعملنا الله في الخير وفي خدمة عباده، هل هذا الخير يقتصر على الأمور الدينية؟

الخير لا يقتصر على الأمور الدينية فقط :

الدكتور راتب :
 لا، إذا أنت صنعت بضاعة للمسلمين وكانت جيدة، وبعتها بسعر معتدل هذه عبادة.
المذيع:
 كنت تتحدث لنا أن الله عز وجل إذا أكرم عبداً استعمله في الخير، هذا الخير لا يقتصر على أبواب العبادة؟

عبادة الإنسان في البيت أما المسجد فللاستماع و التطبيق :

الدكتور راتب :
 نقطة دقيقة المسجد مهمته أن تستمتع إلى أمر الله، وأن تطبقه في حياتك اليومية، وأن تعود إلى المسجد لقبض الثمن، للمسجد مهمتان فقط؛ أن تتلقى الأمر الإلهي، وأن تقبض ثمن الطاعة، أما العبادة في البيت، في العمل، الإنسان - أول نقطة – أثناء لقائه مع الآخرين يتجمل يتعطر، ثيابه أنيقة نظيفة، يبتسم، عنده روح دعابة أحياناً، عنده مجاملات بأعلى مستوى، لكن أين تظهر أخلاقه الحقيقية؟ في البيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

((خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي))

[الترمذي عن عائشة أم المؤمنين]

فالإنسان في البيت لا يوجد فوقه سلطان، قد يتكلم كلاماً قاسياً جداً مع زوجته، وقد يمزح مزاحاً لا يرضي الله عز وجل، وقد يقصر في الصلاة، وقد، وقد ..أما هو أمام الناس فيتجمل، يحسن مظهره، يحسن كلامه، يحسن مواقفه، هذه نوع من البزنس بالتعبير المعاصر، أما أين يتجلى دينك الحقيقي؟ في البيت، النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي))

[الترمذي عن عائشة أم المؤمنين]

 أنا أتمنى على الأخوة المستمعين أن يعلموا يقيناً أن عبادة الله في أصلها فيما بينك وبينه، أما حينما يتجمل الإنسان بالعبادة أمام الناس ممكن، لكن لا يقام لهذه العبادة أي وزن، لذلك استعملنا ولا تستبدلنا، استعملنا بالخير، الشيء الدقيق هذا الاتصال بالله يحتاج إلى استقامة، لو فرضنا بائع أقمشة أقنع امرأة بأسوأ أنواع الأقمشة، عنده عدة أتواب كاسدة، وأحياناً يستخدم هذا القماش لبنطاله مثلاً، أقنعها بأسوأ بضاعة، أذن الظهر ذهب ليصلي في الجامع، يشعر أن له صلة بالله أم أنه محجوب عن الله؟ لو أدار مع زبونة حديثاً لا يليق، أثنى على جمالها مثلاً، وملأ عينيه من محاسنها، وذهب يصلي الظهر يوجد حجاب، عندما نكشف حقيقة الحجاب، نجد أن الشيء مخيف، قال تعالى:

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾

[سورة المطففين:15]

 فأنا عندما أستقيم أقطف ثمار الدين، يوجد كلمة بالدين لولاها الدين ليس له معنى إطلاقاً، الدين يصبح فلكلوراً، عادات، تقاليد، الآن يسمونه تراثاً، عنده أرضية دينية، خلفية دينية، عنده مشاعر دينية، عنده فن إسلامي، أما الدين فهو منهج دقيق جداً، يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، أكاد أقول: الدين يمكن أن يكون خمسة آلاف بند، كسب المال، إنفاق المال، اختيار الزوجة، تسمية الأولاد، علاقتك بجيرانك، بالأقوياء، بالضعفاء، بدينك، بصلاتك، بصيامك، بالحج.
المذيع:
 عندما نقول: اللهم استعملنا، هل استعمال الله للعبد هو اختيار من الله اصطفاء أم هو جهد بشري يقوم به العبد فيكافأ؟

إلغاء حرية الاختيار إلغاء للدين :

الدكتور راتب :
 لا يمكن أن يستعمل الله إنساناً إلا إذا طلب هذا الاستعمال، لك أن تطلب، ولك أن تنبعث للعمل..
المذيع:
 البداية من الإنسان.
الدكتور راتب :
لو ألغينا هذه الفكرة ألغينا الدين، ألغينا الدين كله، إذا الله عز وجل قدر على إنسان أن يكون ضالاً، انتهى الدين، أنت حينما تلغي المسؤولية الشخصية، حينما تلغي حرية الاختيار ألغيت الدين كله، مثلاً جيء لسيدنا عمر بشارب خمر فقال: أقيموا عليه الحد، فقال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليَّ ذلك، هناك كلمات تقولوها العوام آلاف المرات الآن، أخي الله ابتلاه، فقال: أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار.
 فقط أتمنى أن أوضح لأخوتي المستمعين في اللحظة التي تتوهم فيها أن الله أجبرك على المعصية، انتهى الدين، وانتهت العبادة، وانتهى الاختيار.
المذيع:
 وهذا يقاس عليه موضوع الاستعمال؟

استعمال الله للعبد هو جهد بشري يقوم به هذا العبد :

الدكتور راتب :
 لا، ليس له علاقة، الإنسان إذا طلب يستعمله الله.
المذيع:
 هي ليس اصطفاء من الله، أن فلاناً يستعمل في الخير، هو جهد بشري نقوم به فيكرمنا الله.
الدكتور راتب :
 جهد وطلب واختيار.
المذيع:
 هل هذا الاستعمال فقط بالدين، أن يكون العبد فقيهاً أو داعية أو إماماً؟

الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :

الدكتور راتب :
اسمع الجواب، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، أنت عندك معمل صابون ليس له علاقة بالدين إطلاقاً، هذا الصابون جففته، عندما جففته صار فعالاً أكثر، بعته مجففاً وليس طرياً، هذه طاعة لله عز وجل، خدمت عباده، أية حرفة إذا كانت في الأصل مشروعة، بائع خشب، وسلكت بها الطرق المشروعة، لا يوجد كذب، ولا احتيال، و لا يوجد سعران، ولا عقد ربوي، أية حرفة كائنة ما كانت، إن سلكت بها الطرق المشروعة، وكانت في الأصل مشروعة- الملهى غير مشروع- ولم تشغلك عن طاعة، ولا عن عمل صالح، ولا عن عبادة، وابتغيت منها كفاية نفسك وأهلك انقلبت إلى عبادة، لذلك قالوا: عادات المؤمن عبادات، وعبادات المنافق سيئات.
المذيع:
 هذه عبادة لكنها ليست استعمالاً.

العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت المعاملات :

الدكتور راتب :
 نحن عندنا عبادة شعائرية سيدي، الشعائرية موضوع ثان، الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة، النطق بالشهادة، هذه عبادات شعائرية، هذه العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت المعاملات. والدليل ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء:

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]

 انتهت الصلاة، الصوم:

(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

 انتهى الصوم.
الحج:
 " من حج بمال حرام ووضع رجله في الركاب ونادى: لبيك اللهم لبيك، نودي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك".
الزكاة:

﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة : 53 ]

الشهادة:

((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله))

[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم بسند فيه مقال كبير ]

 هذه خمس عبادات كلها لا تقبل ولا تصح إلا بالاستقامة، ما الاستقامة؟ سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام، فقال:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان..))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 الآن العبادة التعاملية:

((وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء..))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 هذه اسمها العبادة التعاملية، وما لم تصح هذه العبادة لن ننتفع من العبادة الشعائرية، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

[أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس]

 والمسلمون مليار وثمانمئة مليون، وكلمتهم ليست هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل.
المذيع:
 لازلنا في عبارتنا دكتور، إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما استعملك، كيف يكون الإنسان مما استعمله الله؟ يوجد عدة جوانب في الحياة، الأم في بيتها، الطالب في جامعته، دكتور قبل قليل ضربت مثالاً لصاحب معمل الصابون الذي يتقن صناعته، ويبيعها بأعلى كفاءة تجارية، وبسعر مناسب، من حقه أن يربح، وقلت: هذا من الذين استعملهم الله لخدمة العباد، هو أتقن عمله وأخذ مكافأة عليه، كيف يكون من الذين استعملهم الله؟

قيمة الإنسان عند ربه بقيمة عمله الصالح :

الدكتور راتب :
 لي صديق عنده معمل، فيه ستة وثمانون عاملاً، لم يعد يربح إطلاقاً لأسباب طويلة، فقرر إغلاق المعمل، هو تلميذ عندي في الجامع، استأذني بإغلاق المعمل، قلت له: لا تغلقه، قال: لماذا؟ قلت له: كم عامل عندك؟ قال: ستة وثمانون عاملاً، قلت له: أنت تفتح ستة وثمانين بيتاً، وإذا البيت فيه خمسة أشخاص، يوجد قريب خمسمئة يأكلون من معملك، هذا عند الله ربح كبير، يجب أن نفهم بمقاييس الدين.
المذيع:
 هذا يحتاج نية؟
الدكتور راتب :
 هو يستطيع أن يغلقه، صار عنده خسارة، لم تعد خسارة، صار عملاً صالحاً، أبقى ستة وثمانين بيتاً مفتوحاً، يأكلون ويشربون من المعمل.
المذيع:
 إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما استعملك، لا يشترط أن يكون هذا الاستعمال في النواحي الدينية.
الدكتور راتب :
 لا أبداً، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
المذيع:
 لو معلم في مدرسة وليس داعية، لكنه يفهم الطلاب الفيزياء.
الدكتور راتب :
 ومتقنة. لم يعمل مذاكرة فوق طاقة الطلاب ليأخذوا أصفاراً ويحتاجوا دروساً خاصة.
المذيع:
 لم يقم بهذا الاحتيال، هذا يعد مقام عظيم عند الله.
الدكتور راتب :
 قيمتك عند الله بقدر عملك الصالح، كل أعمال المهن يمكن أن تنقلب إلى عبادة، عادات المؤمن عبادات، أي عنده معمل، عنده مكتبة، عنده تجارة، عنده سفر، سائق تكسي غض بصره عن النساء، وكان لطيفاً مع الزبائن، ولم يلعب بالعداد مثلاً هذا يعبد الله، هذه عبادة تعاملية وهي الأصل في الدين.
المذيع:
 لمثل سائق التاكسي نقول: إن الله استعمله بالخير، ما هو وجه الاستعمال؟
الدكتور راتب :
 أقسم لي إنسان كان على ما اعتقد ببلد بآسيا، الفندق على يمين الطريق، ومكان الاجتماع على الطرف الآخر، أي على بعد ثمانية أمتار، لا يعرف أن مكان الاجتماع قريب من الفندق، أخذ تاكسي دفع خمسة آلاف ليرة، دوره وأعاده، المسافة عشرة أمتار؟! عندما يأتي إنسان غريب سائح يطلبون منه عشرة أضعاف.
المذيع:
 السائق الذي لا يقوم بهذا، ويسعى إلى الرزق الحلال، ينضبط بأسلوبه في غض بصره، نقول: هذا استعمله الله لخير الناس، لإرشادهم.

من استقام على أمره الله حفظه الله و رعاه :

الدكتور راتب :
الله عز وجل يحفظ له صحته، يوجد دخل غير منظور، أنت لك دخل محدود، الله عز وجل عندما يحفظ لك صحتك، غلطة بجسمك تحتاج عشرة آلاف، أو تقرير غير صحيح معه تشمع كبد، أو معه فشل كلوي، ذهب دفع مئات الألوف، ثم كان لا يشكو من شيء، الله عز وجل قادر على كل شيء، الإنسان فقط يستقيم، إن استقام ضمن الله له أن يحفظه:

((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ))

[ رواه ابن ماجه وأحمد والدارمي عَنْ ثَوْبَانَ]

المذيع:
 دكتور في بداية الحلقة ذكرت لنا، الخير بيدي والشر بيدي، وطلبنا من فضيلتك أن تتوسع في هذا..

العمل حركة و الحركة حياة :

الدكتور راتب :
 الإنسان له عمل، والعمل حركة، والحركة تحتاج إلى حياة، والحياة بيد الله، لا يوجد شيء يقع، قال تعالى:

﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾

[ سورة البقرة: 255]

 لا يمكن شيء يتصل بشيء، لا إيجاباً ولا سلباً إلا بإذنه، لكن أنت حينما تنوي العمل الصالح تنبعث إليه فقط، وعلى الله الباقي، فإذا أردت أن تعرف فضل الله عليك خلق الفضل ونسبه إليك.
المذيع:
 كثير من الناس الله عز وجل ييسر الخير على أيديهم، مثلاً امرأة جاراتها يستشيرونها كثيراً في الأمور الأسرية هل نقول لمثل هذه المرأة أن الله استعملك؟

الفقر الحقيقي فقر العمل الصالح :

الدكتور راتب :
نعم، يسر لها الأمر، يجب أن نعرف بهذا اللقاء الطيب أن حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح، أما لو شخص حضر ألف مأدبة، ألف وليمة، وجاء ملك الموت، لو تذكر هذه الولائم ينجو؟ لا ينجو، ما الذي ينزل معك في القبر؟ العمل الصالح:

((..إن لك قريناً تدفن معه وهو حي، ويدفن معك وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، ألا وهو عملك ))

[ صحيح عن قيس بن عاصم]

 لما سقى سيدنا موسى للفتاتين، قال:

﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾

[سورة القصص: 24]

 فصار الغنى بعد العرض على الله، والفقر الحقيقي فقر العمل الصالح.
المذيع:
 نريد أن نوضح مفهوم الاستعمال، نقول: اللهم استعملنا، ما المقصود هنا اللهم وفقنا للعمل الصالح؟

الاستقامة في العمل تعود بالخير على الإنسان :

الدكتور راتب :
 أنت اخترت التجارة، اخترت مادة غذائية، فالمواد فيها كلها صحيحة، يوجد مواد مسرطنة، مواد حافظة، مسموح ثلاثة بالألف، يضع ستة بالمئة تصبح مسرطنة، أنت عندما تخاف من الله لا يمكن أن تؤذي عباده، صرت تستعمله بالحق، أي بعت بضاعة غذائية جيدة بسعر معتدل، هذا عمل صالح:

(( التَّاجِرُ الأمينُ الصَّدُوقُ مع النَّبيِّينَ ))

[الترمذي عن أبي سعيد الخدري]

 ما غشهم، ما كذب عليهم، محام قال لك: هذه الدعوى خاسرة، لا تعذب نفسك، أما إذا قال لك: مليون بالمئة رابحة، يتركك عشر سنوات.
المذيع:
 بعض الناس لديهم مواهب، عنده قدرات معينة يساعد الناس فيها، لديه حكمة يأتي الناس إليه للمشورة، يصل إلى مرحلة من الملل من كثرة مساعدة الناس، هل نقول له: أنت كنت على باب من أبواب الرزق بالطاعة، أن الله استعملك لخدمتهم فلا تتوقف؟
الدكتور راتب :
 أريد أن أشرح بدقة، إذا هو له أعمال صالحة، واستقامته مع الله ليست كاملة، عدم استقامته تجعل بينه و بين الله حجاباً، بقي العمل لوحده فملّ، أما العمل إذا رافقه استقامة، مثل بسيط أنت لك هدف بمكان معين في طريق ما، ويوجد صخور على عرض هذا الطريق، فهو طريق غير سالك، هذه المعاصي لو أزحتها كلها، صار الطريق سالكاً، لكن لا تستطيع أن تبقى واقفاً يجب أن تمشي، الاستقامة سلبية؛ ما غششت، ما كذبت، ما أكلت مالاً حراماً، ما دلست، ما أوهمت الشاري، هذه كلها استقامة، أما الحركة فتحتاج إلى عمل صالح، قال تعالى:

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾

[ سورة فاطر: 10]

 مرة أنا أذكر زرت معمل جنرال موتورز في أمريكا، قال لي: هذه السيارة طراز كاديلاك، ثلاثمئة ألف قطعة، حتى على مستوى برغي، أنا أعرف السيارة لها غاليسوري، غلاف معدني، ومقاعد، ومقود، وموتور، وبنزين، وسائق، نزلوا عندي للستة، هم ثلاثمئة ألف، أنا أقول لك الملخص: الدين فيه مليون موضوع، ألّف به مليون كتاب، الدين عقيدة صحيحة، استقامة، عمل صالح، اتصال بالله، كتل الدين الكبرى، تصح عقيدتك، لا يوجد عندك زيغ بالعقيدة، لا يوجد عندك توهم بشيء غير صحيح، لا يوجد عندك آية تفسيرها غلط، قال تعالى:

﴿ لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً ﴾

[ سورة آل عمران: 130 ]

 معنى هذا أن الله عز وجل ما نهانا عن الربا، نهانا عن أضعاف مضاعفة، هذا تفسير شيطاني، إذا أنت عقيدتك صحيحة، وتمشي بشكل صحيح في حياتك لا تنتظر من الله إلا الخير، والله يوجد آية تملأ القلب فرحة، قال تعالى:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 لم يقل علينا، لن لتأبيد النفي، قال تعالى:

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 أقسم لك بالله سعادة المؤمن لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، يمشي بشكل صحيح لأنه أدخل الله في حساباته، أنا أحضر أحياناً عقد قران، ماذا أقول لهم؟ الزواج الإسلامي الله بين الزوجين، فكل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وكل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر، فإذا كان الله بين الزوجين، هذا زواج موفق، وناجح، ومتنام.
المذيع:
 من يوفق بزوجة صالحة تتقي الله عز وجل بدينها، بلباسها، يوفق بعمل بعيد كل البعد عن الحرام هل نقول له هذه القاعدة، إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك.

التيسير أجمل شيء في الحياة :

الدكتور راتب :

(( إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ))

[النسائي عن عمرو بن العاص ]

 التي إن نظرت إليها سرتك، تتزين لزوجها، تتجمل له، ليغض بصره عن محارم الله، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك.
المذيع:
 هل من يحظى بمثل هذه الأمور زوجة صالحة، عمل صالح، نقول له: هذه من علامات رضا الله عنك؟
الدكتور راتب :
 نعم، قال تعالى:

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾

[سورة الليل5-7]

 أجمل شيء في الحياة التيسير، قال تعالى:

﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾

[سورة الليل8-10]

المذيع:
 التيسير فيما يرضي الله، أحياناً تتيسر الأمور لكن في المعصية، قبل قليل قلت لي أن أذكر حضرتكم عن قصة الطبيب في حديثنا عن المهنة الراقية؟

الله كبير و جميع الناس في قبضته :

الدكتور راتب :
أذكر طبيباً لي معه صلة متينة جداً، جاءه مريض من الساحل وزوجته معها آلام في الكتف، عالجها عند طبيب آخر، اعتبر أن هذا التهاب، وألزمهم أن يأتوا كل أسبوعين لعنده، من أجل أن يعطيهم إبرة معينة، هذا الرجل و زوجته ظلوا يترددون على هذا الطبيب مدة سنة ونصف، ثم شاهد المريضة طبيب آخر فقال: هذا سرطان، قال لي: يعرف هذا المرض طالب الطب، يبدو أن له طريقة معينة، فالنتيجة أن الزوج عندما عرف أنه ابتز من قبل الطبيب، طبعاً الأطباء معظمهم جيدون جداً، لكن يوجد حالة نادرة، فدعا دعاء من أعماقه، يقسم بالله العظيم هذا الطبيب المخبري أن هذا الذي فعل ذلك جاء بعد أحد عشر شهراً معه المرض نفسه، الله كبير، أقول: الله كبير جداً، هذه الكلمة كلمة مخيفة، أنت في قبضته، أي غلطة في الجسم تكلف ملايين، والإنسان عندما يستقيم على أمر الله عز وجل تنطبق عليه الآية الكريمة، قال تعالى:

﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 حالة الأمن التي يتمتع بها المؤمن، ليس فقط الطبيب، أحياناً المحامي يقنع الموكل أن الدعوى ناجحة، وهو يعلم علم اليقين أنها ليست ناجحة، مدرس يقنع الأب بدروس خاصة، وهو يعلم أن الابن لا يدرس إطلاقاً، أنت عندما تعرف أن النتيجة صفر، وتزين العمل للآخر هذه مشكلة كبيرة.
المذيع:
 حينما ندعو الله عز وجل ونقول: اللهم استعملنا، الآن بعض الناس يقبل على مساعدة الآخرين، إذا كان يعرف بصيانة السيارة، وكان يمشي في الطريق فوجد سيارة معطلة يقف وينزل صاحب هذه السيارة، هل نقول له: إن الله راض عنك فابق على ما أنت عليه من الخير؟

الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى :

الدكتور راتب :
 حينما فكر بعمل صالح معنى هذا هو قريب من الله عز وجل، في قلبه رحمة، أحياناً إنسان لا يقدر أن يتابع السير بسيارته يأتي إنسان خبير يساعده، سيدي الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى.
المذيع:
 الاستعمال على صعيد الفرد أن يكون صالحاً، ماذا عن فكرة الاستعمال لبناء الأمة، كيف يمكن لنا أن نسير في أخذنا بالأسباب أن يستعملنا الله لتحرير المقدسات؟

كلما ارتفع مقام الإنسان اتسعت رؤيته :

الدكتور راتب :
 مرة عدت في الطائرة، وكان قائد الطائرة أحد تلاميذي قديماً، وضعني إلى جانبه في غرفة القيادة، عندما دخلنا القطر العربي السوري من طرابلس رأيت بأم عيني طرطوس وصيدا، أربعمئة كيلومتر بنظرة واحدة، فعلمتني هذه الرؤية حقيقة؛ كلما ارتفع مقام الإنسان اتسعت رؤيته. الإنسان عندما يكون مؤمناً الناس جميعاً أخوته، لا يوجد عنده موقف تعصبي، يرى العالم كله من أب واحد وأم واحدة، كلما ارتقى الإنسان يصبح إنسانياً، والآن لا تحل مشكلتنا إلا بتغلب الروح الإنسانية، يوجد الكثير من المآسي في العالم.
المذيع:
 أخي يزن تفصل اتصال جديد...
السائل:
 هل يعد اعتزال الجمعيات الخيرية أو العمل الإغاثي من الاستبدال؟
 ما هو سبب الاعتزال؟
 الخوف من الشهرة والفتنة..

الابتعاد عن العمل الصالح مخافة الشهرة كيد لا يرضي الله :

الدكتور راتب :
 لا يجوز أن تدع العمل الصالح مخافة الشهرة، هذا كيد لا يرضي الله إطلاقاً، أنت قل الله ثم ذرهم في غيهم يعمهون، أنت نيتك واضحة، والإله هو قصدك، وتسعى لمرضاته وخدمة عباده.
المذيع:
 الشهرة لا تعني أنه مراء؟

من ترك العمل الصالح مخافة الرياء فهو عين الرياء :

الدكتور راتب :
 لا، قال تعالى:

﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

[سورة الشرح: 4]

 آية قرآنية، وأي مؤمن يعمل أعمالاً صالحة له من هذه الآية نصيب، ومن ترك العمل الصالح مخافة الرياء فهو عين الرياء.
المذيع:
 ماذا من وجد في نفسه أنها بدأت تسر بإعجاب الناس؟
الدكتور راتب :
 شيء طبيعي جداً إذا أنت محسن يحبك الناس، وإذا أحبوك غلط؟ إذا أثنوا عليك غلط؟
المذيع:
 يخشى على قلبه وعلى نيته.
الدكتور راتب :
 هذه مبالغة، إذا أنت عملك طيب تخدم الناس جميعاً، والناس أحبوك، محبتهم وسام شرف.
المذيع:
 لا ينبغي أن تعتزل؟

لا مؤاثرة في الخير و الخير كله في المؤاثرة :

الدكتور راتب :
 لا، أعوذ بالله، من ترك العمل الصالح مخافة الرياء فهو عين الرياء، أنا ممكن أن تكون أمي بحاجتي، سوف أترك أخي يخدمها، حتى أنا لا استأثر، لا، هذه ليست واردة إطلاقاً، لا مؤاثرة في الخير، الخير كله في المؤاثرة، لكن لا مؤاثرة في الخير، مثال إذا أم مريضة، ويوجد عندها ولدان، أنا لا أعالجها، لا آتيها بالطبيب حتى لا أستأثر بالعمل الصالح، هنا لا يوجد مؤاثرة، لا مؤاثرة في الخير، أنا أسبق أخي لإحضار طبيب لها، قال تعالى:

﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

[ سورة المطففين: 26 ]

المذيع:
 لكن لو كان هناك باب من أبواب الخير أنا وجدت إنساناً أجدر مني بهذا الأمر، مثل عمل إغاثي هل أنافسه فيه أم أحاول أن أقدمه؟
الدكتور راتب :
 لا، أقدمه، المصلحة العامة فوق الجميع.
المذيع:
 كيف لنا أن نطلب من الله عز وجل أن يستعملنا لخدمة دينه وعباده؟ كيف يمكن للطالب؟ كيف يمكن للموظف؟

المغبون من تساوى يوماه :

الدكتور راتب :
 سيدي نحن في دعاء القنوت في الصباح: هب لنا عملاً صالحاً نتقرب به إليك، دعاء الفجر، لأن الحقيقة المغبون من تساوى يوماه، لذلك ينبغي أن يزداد الإنسان كل يوم قرباً من الله، لا بورك لي بطلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله علماً، ولا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه من الله قرباً.
المذيع:
 هل من علامة على أن الله استعملني أو أنني أنا جزء من هذه الدنيا بروتينها وحركتها اليومية؟

من خطب ودّ الله أحس بقربه منه سبحانه :

الدكتور راتب :
أنا أستنبط هذا من نص: " من وقف في عرفات، ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له "، لأن الله سبحانه وتعالى من عظيم كرمه إذا عبد خطب وده، الله يخطب وده، يشعره أنه يحبه، يشعره أنه قبله، هذا شعور حتمي، أنت تمشي بشكل صحيح مع الله يجب أن تشعر من أعماق أعماقك أن الله يحبك، هذا الإحسان ينسيك كل متاعب العمل الصالح، و في قلب المؤمن من السعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، يحس بقربه من الله.المذيع:
 إذا إنسان يساق له الخير دوماً هذا جزء من الاستعمال، رجل أعمال غني وكل فترة تأتيه ويمكن الله له؟

إذا أحبّ الله عبده جعل حوائج الناس إليه :

الدكتور راتب :
 الجواب، إذا أحبّ الله عبده جعل حوائج الناس إليه.
المذيع:
 وهنا يفترض من العبد أن يحققها.
الدكتور راتب :
 طبعاً.
المذيع:
 لا أن يضجر منها، وإذا كان العكس إذا حرم الناس من قضاء حوائج الناس.
الدكتور راتب :
 إذا كان هناك ضجر معنى هذا أن في استقامته خللاً، إذا استقامته تمام هو أسعد الناس بهذا العمل.
المذيع:
 إذا حرم من حوائج الناس، إذا إنسان دائماً يأتيه الناس للمساعدة ويلبيهم، أغلق الله عليه هذا الباب فلم يطرق بابه أحد للمساعدة.

العمل الصالح علة وجود الإنسان في الدنيا :

الدكتور راتب :
 صار هناك تغيير في النية.
المذيع:
 عليه أن يصلح العلاقة بينه وبين الله، إذا أتيح لنا أن نكون مستشارين نساعد الناس، خادمين لهم، مدرسين لهم، هذه علامة استعمال وخير؟
الدكتور راتب :
 أبداً، سيدي علة وجودنا في الدنيا ما هي؟ العمل الصالح هي الأصل.
المذيع:
 نستأذن أن نختم هذا اللقاء بالدعاء.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما استعملك أو أقامك.
 إلى هنا نصل إلى الختام، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور